رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
أبرز مقومات شخصية إمبراطور الأمن السوداني الفريق أول صلاح عبد الله الملقب بـ(قوش)، هي الشهامة والرجولة فهو كما يقول أهل الشام رجلٌ (أبضاية).. إقالة الرجل المفاجئة من منصب مستشار رئيس الجمهورية ومن قبل من رئاسة جهاز الأمن والمخابرات أثارت الكثير من الجدل والحيرة والدهشة بل أشارت إلى وميض النار الذي يخفيه الرماد.. أتدرون كيف أصبح (قوش) عضوا في الحركة الإسلامية السودانية؟ قصة انضمام الرجل للحركة الإسلامية وهو طالب في إحدى المدارس السودانية بمدينة بورتسودان تحكي شخصية الرجل وما تتميز به.. كان (قوش) عضوا في جمعية الموسيقى والمسرح وهي جمعية يسيطر عليها آنذاك الشيوعيون ورغم أن الرجل لم يكن شيوعيا لكنه ربما كان أقرب إليهم ولكنه انضم بعد ذلك إلى الحركة الإسلامية بطريقة درامية مثيرة.. قيل إن طالبا من الإسلاميين ضئيل الجسم هادئ الفورة كان يحرر صحيفة حائطية تعبر عن أفكار الحركة الإسلامية بالمدرسة وذات مرة وعندما انتهى ذلك الطالب (الضئيل) من تثبيت صحيفته على الحائط، جاء طالب شيوعيا ضخم الجثة مستأسد فقام مباشرة بتمزيق الصحيفة وألقى بها على الأرض بينما بقية الطلاب يتفرجون!!. لكن (قوش) لم ينتظر وقد غلى الدم في عروقه وتقدم نحو الطالب المعتدي وضربه وألقى به على الأرض وأخذ يصيح عاليا (منذ اليوم أنا حركة إسلامية) نعم هكذا وليس في الأمر محاولة لإعداد سيناريو سينمائي لأحد أفلام جيمس بوند.. بالطبع هذا كان مدخل الرجل للحركة الإسلامية لكنه استوعب فيما بعد أفكار الحركة الإسلامية عن قناعة فكرية وأصبح عضوا أصيلا فيها. البعض يقولون إن مشكلة الرجل أنه (ديناميكي) بقدر كبير ومخلص بدرجة يصعب استيعابها في هذا الزمن الأغبر، إخلاصه يثير شكوك الغير أكثر من أن يزيدهم اطمئنانا.. مستشاريه الأمن القومي وهي المؤسسة التي خلقها (قوش) من العدم وهو يحاول أن يلعق جراحه عقب (التآمر) عليه وإقصائه من جهاز الأمن والمخابرات، هذه المستشارية تقول إنها تقود حوارا يفضي لتصحيح مسار الدولة وتشكيل مستقبلها وأمنها القومي وصولا لتحقيق إجماع حول الثوابت العليا ومن ثمّ تحقيق الرضا والرفاهية والأمن.. الحوار الذي تضطلع به المستشارية تقول عنه إنه اقتضته التحديات الإستراتيجية التي تواجه البلاد ولا يمكن مواجهتها إلا بترتيبات تتسم بالإجماع الوطني وشمولية كل القضايا السياسية، والمنظور الإستراتيجي الذي ينأى عن التفاصيل الفنية والتكتيكية.. كل من يسمع لمستشاريه الأمن يلمس قوة الحجة ووجاهة المنطق.. بهذا المنهج أدارت المستشارية حوارا منهجيا شمل (83) حزبا مسجلا في السودان تخلف عن الحوار (6) أحزاب منها الحزب الشيوعي وحزب المؤتمر الشعبي بالطبع هناك (19) حزبا جنوبيا لم تشارك بحكم نتيجة استفتاء جنوب السودان الأخير.. هذا العمل السياسي اعتبره البعض تمددا للرجل وكشفا لقصور المؤتمر الوطني وعجزه عن تقديم مبادرات سياسية تجاه الأحزاب الأخرى، بالطبع فإن (قوش) واحد من قيادات المؤتمر الوطني لكنه كان يدير الحوار من منصة مؤسسة رسمية قومية تابعة للرئيس عمر البشير مباشرة.. المشفقون من قادة الأحزاب الأخرى يقولون وهم تعلوهم حسرة إن أوقف المؤتمر الوطني حوارا يديره أحد منسوبيه بهذا الشكل (التعسفي) فكيف يكون الحزب مؤهلا لإدارة حوار مسؤول وجاد مع الأحزاب الأخرى؟! الكل يريد أن يتفق على أن ترسيخ الحوار كوسيلة لمعالجة قضايا الوطن المأزوم بالاختلاف مسألة ملحة ومبدئية.
832
| 30 أبريل 2011
العولمة والتنصير والتغريب مترادفات وظلمات بعضها فوق.. الاستعلائيون يستهدفون ترويض همم المستضعفين ليصبحوا على استعداد لقبول أي شيء ثم إعادة تشكيل أفكارهم وأحلامهم بوسائل عديدة تبدأ بالإغاثة والإنجيل وتنتهي بالمدفع والدبابة.. ولا فرق بين الاستعلائيين إن كانوا من جهة الفرانكوفونية أو الأنجلو ساكسونية. ربما يفرض سؤال كبير نفسه.. هل ثمة علاقة تربط العولمة بالتنصير؟ وما هي الحدود الفاصلة بين التنصير والتغريب والعولمة؟. ثارت هذه التساؤلات منذ فترة بعد ضبط (50) كرتونة تحوي (3400) نسخة من الإنجيل بمقر منظمة أمريكية تدعى (لا مزيد من العطش) بواسطة سلطات ولاية شمال دارفور بالسودان.. وسنتجاوز الحديث عن كون هذا العمل تجاوزا وخرقا لاتفاق عمل المنظمات الأجنبية، حتى لا نخرج عن موضوع العولمة. في أعقاب سقوط الإمبراطورية العُثمانية أصبح التغريب أشدّ خطورة لا على الأمن الثقافي فحسب، وإنما على الأمن القومي الإسلامي برمته، فالتنافس المحموم بين الإرساليات الكاثوليكية والإنجيلية أدى إلى قيام منظومتين ثقافيتين عالميتين، هما الفرانكوفونية والأنجلو ساكسونية، وهما إلى اليوم تخوضان "حرباً" ثقافية باردة بمعنى أن الصراع الدائر بينهما لم يعد يقتصر، كما كان بالأمس على التبشير؛ وإنما تخطاه إلى كل ما يمت بصلة إلى الشؤون الثقافية والفكرية والإعلامية والفنية والأدبية والعلمية والتكنولوجية واللغوية وغيرها، وما يستدعي الانتباه أن منطقتنا لا تزال محور هذا التنافس وموضع تجاذب كبير من جانب المنظومتين، بحيث لم يخل أي قُطر من الأقطار من تأثير كل منهما فيه. اليوم يتأكد أننا أمام معطيات محددة تفرزها العولمة من أبرزها أن هذه العولمة مصدرها ومركزها الغرب؛ وأنها ليست أدوات ووسائل تقنية حديثة أو أنماط إنتاج جديدة بل هي مضامين قيميّة وثقافية.. لذا يجب النظر باهتمام إلى الجوانب الخفية لبريق العولمة، وليس خافياً أنه عندما يطلق الغربيون ومن شايعهم تعبير "الحضارة" غالباّ ما يقصدون به الحضارة الغربية، والسلوك الغربي يؤكد أن الغربيين يحتقرون الحضارات الأخرى بل لا يُقيم لها وزناً، ولذا كان ديدن كل غربي التعالي والتكبر، واتهام كل معتز بحضارته بمعاداة الغرب وحضارته وبالتطرف وربما بالإرهاب. والتنصير جزء من العولمة الثقافية، لكن للعولمة الثقافية بعدا تجاريا عبر محاولة توحيد أنماط عيش الناس وأذواقهم ورغباتهم وسلوكهم وحتى طرق تفكيرهم ونظرتهم إلى أنفسهم، فليس غريبا أن تتعلق قلوب وأفئدة الأطفال الصغار بـ"الهامبورغ" و"البيتزا هت" و"كنتاكي" و"البيبسي كولا" و"توم آند جيري" و"باربي" وهلمجرا.. وتقوم فلسفة العولمة على ثقافة الاستهلاك وإشاعة الروح الفردية والتنافس في الكسب المادي حيث لا فرق البتة بين الإنسان والحيوان.
880
| 23 أبريل 2011
لم ينتظر السفير برينستون ليمان المبعوث الأمريكي الجديد للسودان قليلا بل سارع ليخيب ظن وزارة الخارجية فيه وهي التي استحلفته بالله وهي ترحب به مبعوثا جديدا بأن يستصحب ما أسمته بالإرث الإيجابي الذي تركه سلفه أسكود غرايشن، خاصة فيما يتصل بالتزام الحيادية بين طرفي السلام، وتعزيز الثقة.. قلنا (وكلامنا عند حكومتنا الرشيدة هو كلام القصير وهو بالضرورة لا يستمع إليه) أن المشكلة ليست في شخصية المبعوث أياً كان ولا حتى في شخصية الرئيس أوباما ذات نفسه ولكن المشكلة في العقل السياسي الأمريكي إجمالا.. أول ما خسرهم المبعوث ليمان لحظه العاثر هم المسيرية وهم مفتاح الحل لمعضلة أبيي.. قطاعات واسعة من قيادات المسيرية انتقدت تصريحات ليمان وقال زعيم القبيلة الكبيرة إن تصريحات ليمان لوسائل الإعلام تأتي تلفيقاً لأكاذيب الحركة الشعبية وزاد قائلاً: (من أجل مصالح متبادلة بين أمريكا والحركة لتجعل أبيي قاعدة عسكرية).. هناك تعارض كبير بين التاريخ والحقائق على الأرض وبين رغبة الولايات المتحدة ورؤيتها لحل معضلة أبيي، إذ ترى واشنطن ما تراه الحركة الشعبية، أبيي جنوبية ولا شأن للشمال والمسيرية بها؟! سيفشل ليمان في مهمته طالما خسر المسيرية وخيرا له أن يرجع قافلا إلى هيلاري كلينتون ويعترف لها باستحالة ضم أبيي إلى دولة الجنوب وتجاهل المسيرية. الحركة الشعبية بدورها مازالت واقعة تحت ضغط وأهواء ما يعرف بأبناء أبيي وهم نخبة لا صلة لها بأبيي من حيث المعرفة الجيدة بتضاريس الصراع وكيمياء العلاقة بين المسيرية ودينكا نقوك.. هؤلاء يجرون الحركة الشعبية نحو جرف هار وهم مستعدون بيع كل الجنوب من أجل أبيي متجاهلين حقائق التاريخ والجغرافيا، إما أبيي جنوبية خالصة أو حربا لا تبقي ولا تذر!!. سنكون عبثيين إن طالبنا من يحركون قضية أبيي داخل الحركة الشعبية في الاتجاه السالب بالموضوعية وسنكون كذلك عبثيين إن طالبنا ليمان بالموضوعية النسبية التي تمتع بها سلفه غرايشون.. ليمان جاء بدفع قوي من وزيرة الخارجية الأمريكية كلينتون لينتهج سياسة مخالفة لسلفه فلم يكن يعجبها غرايشون مطلقا.. غرايشون كان قد نقل بخلفيته العسكرية المنضبطة بكل (واقعية) ما رآه ولمسه في السودان خاصة دارفور وخلص إلى أنه ليس هناك دليل على تبني السودان للإرهاب وليس هناك إبادة جماعية وأوصى برفع العقوبات عنه والبدء في تطبيع العلاقات بين البلدين لأن كل ذلك يصب في حل مشكلة دارفور.. من قبل أقر غرايشون بتحسن الأوضاع الأمنية والإنسانية في دارفور؟ الرجل الذي كان قد تحدث من الفاشر مباشرة سبق وأن تعرض إلى حملة شعواء في الكونغرس حين نفى بشكل قاطع وحاسم وجود إبادة جماعية في دارفور!!. كل ذلك لم يكن ليعجب كلينتون ومن خلفها اليمين المتطرف.. إن كنا نرحب بتحفظ بغرايشون فإننا بالتأكيد لا نرحب بالسيد ليمان ومن خلفنا قبائل المسيرية التي تعرف كيف تحافظ على حقوقها ومكتسابتها رضي ليمان أم أبى، رضيت زمرة أبناء أبيي أم أبوا ولا نامت أعين الجبناء.
665
| 16 أبريل 2011
"يديعوت أحرونوت" صحيفة إسرائيلية مؤثرة قطعت قول كل خطيب ومتحدث وكشفت عن المستور ولغز الطائرة المجهولة.. الصحيفة أعلنت للملأ أن طائرات إسرائيلية قصفت ليلة الأربعاء الماضي سيارة قرب مدينة بورسودان المكلومة شرق السودان، مما أدي إلى مقتل شخصين!!. هذا الحادث (الفظيع) كشف استباحة الأجواء السوادنية وأثار الهلع والخوف.. التفسيرات شبه الرسمية أثارت السخرية ورفعت ضغط الدم.. انظروا ماذا قالت تلك التفسيرات: الدفاعات الجوية ردت على الطيران بنيران كثيفة اضطرتها للهروب من الأجواء السودانية، غير أنها لم تحدد هويته لكنها أكدت أنه طيران أجنبي!!. من قال إن الطائرات هربت؟ بل نفذت مهمتها (بنجاح) كبير وغادرت لأنها ببساطة لا تنوي الإقامة في الأجواء السودانية!!. الطامة الكبرى ليس في أن السلطات لم تستطع تحديد هوية الطائرة أو الطائرات فحسب، وإنما في كيف دخلت هذه الطائرة أو تلك الطائرات (العدد غير معروف!!) بل توغلت في الأجواء السودانية مع العلم هذه ليست المرة الأولى؟! في يناير 2009م أقدم الإسرائيليون على ضرب (12) سيارة داخل الحدود السودانية!! وحصدوا كثيرا من الأنفس البريئة.. حتى اليوم وعلى حد علمي لم يعرف شئ عن التحقيقات بشأن ذلك الحادث المستفز حتى تكررت اليوم العربدة الإسرائيلية في أجوائنا الطاهرة.. الأجهزة المختصة في السودان لم تكشف هوية الطائرة رغم المدة الزمنية الكبيرة التي استغرقتها معربدة.. مصطفى مندر نائب الدائرة (10) القومية قال: إن الطيران ظل يتابع العربة حتى قصفها وأن شهود عيان كانوا يتابعون الطيران حتى تم القصف!! خوفنا تدفع به قناعتنا المتزايدة بأنه لا مجلس الأمن ولا الاتحاد الإفريقي ولا الجامعة العربية بقادرين على حماية أجواء السودان أو حتى لديهم رغبة في ذلك.. لا تشتكوا لمجلس الأمن فلن يحمي البلاد سوى جيشنا وقواتنا المسلحة.. التسليح ليس بالأبنية الفخمة العالية المتطاولة ولا حتى بالذخائر والراجمات ولكن قبل ذلك كله بالعلم والإيمان بالله وبهذا الوطن الشامخ.. المشروع الحضاري السوداني والبرنامج النووي الفلاني والمشروع التحرري الفلسطيني، مشاريع يجمع بينها عداء الغرب وتربصه بها.. الأدوات المسماة دوليا معاول، هدم جاهزة لتنفيذ الأجندات الغربية الشريرة تجاه هذه المشاريع.. صياغة التهم الجزاف ومبررات التدخل (حرفة) و(صنعة) تجيدها تلك الأدوات غير البعيدة عن يد التزوير والأطر الفاسدة وغير السّوية.. الوكالة الدولية للطاقة الذرية، المحكمة الجنائية الدولية، مجلس الأمن الدولي، إنها (خوابير) دولية بامتياز.. العجيب أن تلك الأدوات يجمع بينها مصطلح (الدولية) وهو تعبير منها براء. (إسرائيل) وغيرها مسموح لها بإقامة برامج نووية ليست سلمية بالطبع، بل هي ترسانات نووية ضخمة بها آلاف القنابل النووية، (3) أو (4) قنابل منها كافية لتدمير البشرية جمعاء.. لكن أن تُقدم دولة عربية أو إسلامية على تطوير برنامج نووي فذاك محرمٌ وخطيئةٌ كبرى.. أما فلسطين الجريحة فقد أثبتت أن (مجلس الأمن) أكبر (خابور).. هذا المجلس الذي يفتري على الأمن والسلام الدوليين معيب في تكوينه وفي آليات إصدار قراراته.. أكبر فشل حققه هذا المجلس كان بسبب القضية الفلسطينية.. والفشل ليس لأنه حاول واجتهد ولم يصب لكن لأنه أداة أمريكية – إسرائيلية لاغتيال هذه القضية وتمييعها وإفساح المجال أمام (إسرائيل) لمواصلة برامج الإبادة الجماعية في حق الشعب الفلسطيني الأعزل. لن نلوم مجلس الأمن ولا إسرائيل ولا الولايات المتحدة الأمريكية ولكن نلوم كل مقصر في حق الجيش السوداني الذي أبلى بلاءً حسنا في فلسطين.. في مايو 2008م دخلت قوات حركة العدل والمساواة المتمردة مدينة أم درمان قاطعة آلاف الكيلو مترات دون أن تتمكن دفاعاتنا من كشفها.. السودانيون يريدون أن يناموا مطمئنين لا يخشون إلا الذئب على أغنامهم فهل من سبيل؟
1190
| 09 أبريل 2011
كلنا أمل في أن تكون زيارة الرئيس البشير إلى قطر قد وضعت حدا لملف مفاوضات الدوحة.. لقد هرمنا انتظارا للحظة تاريخية نغلق فيها هذا الملف، نعم هرمنا مثلما قال ذلك الثائر التونسي الذي ظلت الجزيرة تكرر جملته المؤثرة (لقد هرمنا.. هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية).. عندما تُذكر قطر يُذكر على الفور اتساع الأفق السياسي والدبلوماسية الفذة.. في قطر حلت الرؤية مكان القوة ونمطية الدولة العظمى بخيلها ورجلها بترسانتها العسكرية والنووية.. إذن فنحن أمام مفهوم جديد للدولة الكبرى المتفاعلة مع القضايا الساخنة.. السودان مرتاح ومطمئن لدور قطر لعدة أسباب رئيسة، فالدوحة تؤمن بوحدة السودان وتعي تماما التقاطعات الدولية التي تؤخر وتعرقل الحلول السياسية، كما لقطر رأي واضح وصريح ضد إجراءات المحكمة الجنائية التي تصب كذلك في نفس السياق. يبدو أن أهم العقبات تتمثل في تعنت بعض الحركات المسلحة، وهذه الجزئية مرتبطة بشكل وثيق بتردد واشنطن وعدد من الدول الغربية مثل فرنسا، وهو ما يزيد من شهية الحركات المسلحة التي تركب حصان التعنت وهو رهان لاشك خاسر.. مشكلة حركة العدل والمساواة أنها اعتمدت (إستراتيجية) المطالب الخيالية والدعاية الإعلامية الجوفاء لإيجاد كسب معنوي وتقوية لموقفها التفاوضي.. لقد أضاعت الحركة الوقت وأرهقت الوسطاء من دون جدوى كما تظن.. فهناك اعتقاد لدى قادتها أن التعنت (تكتيك) ضروري للحصول على مزيد من التنازلات؟! حركة العدل والمساواة أيضا ارتبطت بمحور ليبيا القذافي وحاولت نقل المفاوضات إلى ليبيا أو بالعدم إلى مصر.. المحادثات بين سمو الشيخ حمد والرئيس عمر البشير لاشك لامست قضايا الساعة، وفي صدارتها الوضع في ليبيا، في ظل توافق قطري سوداني في شأن الموقف من نظام العقيد معمر القذافي. ألا ليت شعري لا يكفي على الإطلاق أن نقول لقطر شكراً على وساطتك الخيرة وتبرعك السخي غير المسبوق للتنمية في دارفور.. مليار دولار تعني الكثير، إنه اقتران القول بالعمل.. نقول للأمير القطري نحن عندما نقصد قطر لحاجة فنحن على ثقة أننا نقصد معترفا بقدر السودان وأهله وسيبقى سراج الوصل أزهر بيننا لأنكم ساعون لاجتراح كل حل تندفع به غوائل الفتنة ونذر الشّر.. ليبقيك الله أيها الأمير في عزّة ومنعة من شعبك وبلدك. ستظل الدوحة أنسب مكان لمفاوضات معقدة وشاقة تنوء بحملها كثير من العواصم.. قطر طرف محايد بمفهوم الحياد الإيجابي حيث أعلى درجات العبقرية الدبلوماسية.. الوقت والمناخ الدولي والإقليمي ليس في صالح الذين ينأون عن السلام.. لن يرفع أحد العصا في وجه الرافضين للتفاوض ليركبوا سفينة السلام، هذه السفينة وحدها التي ستنقذ من يركبها من طوفان إرادة السلام، ولن يكون هناك جَبَلٌ يَعْصِمُ الرافضين فلاَ عَاصِمَ ساعة مندم فهم لاشك من الْمُغْرقينَ.. لابد للحركات المسلحة أن تلعب فقط في الميدان السياسي فهو الميدان الوحيد الذي أصبح متاحا. الحكومة السودانية يبدو أنها واثقة من أنه ليس بعد النصر على الأرض وامتلاك ناصية المبادرة والمبادأة، إلا فتح كتاب السلام.. فالسلام من موقف القوة هو السلام القابل للاستدامة.. في الدوحة ورغم طول المشوار وتعنت الحركات المسلحة، إلا أن إرادة السلام تعين المفاوضين على القفز على كل عقبة وخوض كل بحور الجدل سواء كان (بيزنطيا) أو حتى (سوقيا).. النجاح حتمي لأن رأس حية التعنت قد أصبح في وضع لا يحسد عليه.. لقد ظن إبراهيم خليل رئيس العدل والمساواة أن زمان التدليل سيطول معه وإلى ما لا نهاية حتى وقعت الفأس في الرأس.. القذافي الداعم الرئيس أصبح في خبر كان أما تشاد أدركت في الوقت المناسب أهمية علاقات إستراتيجية مستدامة مع السودان.
928
| 02 أبريل 2011
إن كان الحديث (الكلاسيكي) بشأن أن مصر امتداد طبيعي للسودان وكذا السودان امتداد طبيعي لمصر، فإنه حان الوقت لأن ينظر لتلك المقولات بجدية أكبر بحيث تتجاوز محطة (الكلاسيكية) إلى محطة الفعل الحقيقي.. آمال وأحلام الشعبين السوداني والمصري في تحقيق التكامل الذي أصبح ضرورة ملحة؛ لاشك أنها متسوّرة بأسوار العقلانية والرويّة.. لا نقول إن الطريق طويل وشاق فحسب ولكن نقول إن السير في ذلك الطريق قد بدأ. أول رئيس يزور مصر بعد الثورة كان الرئيس السوداني، واليوم أول زيارة خارجية يقوم بها رئيس الوزراء المصري بعد الثورة إلى السودان.. زيارة الرئيس البشير لم يعلن عن مراميها سوى من خلال العناوين الفضفاضة من قبيل (بحث العلاقات الثنائية وسبل دعمها).. لكن المصريين كانوا واضحين: "ستناقش الزيارة اتفاقات مياه النيل وانفصال جنوب السودان".. بالطبع مصر كظيمة مما جرى من اتفاق جديد بين دول حوض النيل يعيد تقسيم المياه على أسس جديدة.. مصر تنظر إلى الاتفاق الجديد باعتباره تحديا للمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يحكم مصر لفترة انتقالية.. مصر التي تواجه أخطارا من تغير المناخ تعتمد بشكل كامل تقريبا على مياه النيل وتتابع بقلق مشروعات السدود التي تقام في دول أعالي النيل. دور السودان ومصر في هذه المنظومة التي تسمى دول حوض النيل أكبر من أن تقفا في محور مضاد لبقية الدول السبع.. فالدور التاريخي لكل من السودان ومصر يتطلب أن تشكلا قيادة وقدوة لباقي الدول.. هذا الدور المرتجى لن يتم إلا بتعاون بل تطابق كامل في وجهات النظر في القضايا المختلفة.. على الدولتين السودان ومصر حل القضايا العالقة بينهما وتسوية الملفات المؤجلة أولا ومن ثّم لعب ذلك الدور القيادي في منظومة دول حوض النيل. العلاقات الإستراتيجية ولا نقول العاطفية بين السودان ومصر المسألة لا تحتاج لفلسفات المنظرين ولا لتحليلات المحللين، فظل العروبة والقرآن يجمع البلدين وسلسل النيل يرويهما.. مصر أرض لكل سوداني لأنها عمقنا الإستراتيجي وبالمقابل فإن السودان أرض للمصريين لأنها أيضا عمقها الإستراتيجي وبالضرورة فإن كل شقيق يمثل بعضا من شقيقه الآخر.. وهذه أيضا حقائق لا تدخل في إطار العاطفة.. مصر ما قبل الثورة فرطت في وحدة السودان وكان نظامها يعلن ربما بغباء سياسي لا يحسد عليه أنه على مسافة واحدة من مسألتي الوحدة والانفصال!!. الوحدة مُعطى إيجابي بل إستراتيجي للبلدين، بينما الانفصال على النقيض من ذلك تماما. في إحدى الزيارات (الميمونة) لوفد من الحركة الشعبية برئاسة الفريق سلفاكير إلى مصر كال الوفد اللوم لمصر لأنها لم تعمل لصالح الوحدة الجاذبة، والوحدة الجاذبة في عقلية الحركة لها معنى آخر غير الذي نفهمه واتسعت دائرة لوم سلفاكير لتشمل كل العرب!!. الزيارة كانت مهمة ابتزازية سمجة داست على كل الأعراف الدبلوماسية.. من بعد سلفاكير قام باقان أموم أمين عام الحركة بزيارة مماثلة لمصر، وحينها تساءل المشفقون ماذا وراء هرولة باقان إلى مصر؟! والكل يعلم أن باقان العدو الأبرز للعروبة والثقافة العربية.. باقان ذهب هناك ليشكو الشمال بشأن قانون الأمن الوطني!! فالرجل يثق في دعم نظام مصر آنذاك لحركته العنصرية ولعلها ترفع العصا في وجه الخرطوم!!. لم يحدثنا باقان وحركته هل لم يكن جهاز أمن يملك هذه السلطة!! بل لم يحدثنا عن ماذا تفعل استخبارات الحركة الشعبية بالمواطنين في الجنوب؟! السودان في حاجة لعلاقات إستراتيجية مع دولة الجنوب ومصر كذلك لكن الحركة لا يهمها ذلك إن كان يتحكم فيها أمثال باقان وفرتكان.
1459
| 26 مارس 2011
مساحة إعلانية
يطلّ عليك فجأة، لا يستأذن ولا يعلن عن...
3117
| 26 سبتمبر 2025
في قاعة الأمم المتحدة كان خطاب صاحب السمو...
2733
| 25 سبتمبر 2025
في عالم اليوم المتسارع، أصبحت المعرفة المالية ليست...
2385
| 22 سبتمبر 2025
بعض الجراح تُنسي غيرها، ليس بالضرورة أن تكون...
1128
| 28 سبتمبر 2025
يزورون بلادنا ويخططون لقصفها، يفاوضون وفودا ويخططون لاغتيال...
1044
| 24 سبتمبر 2025
في قلب الدمار، حيث تختلط أصوات الأطفال بصفير...
912
| 23 سبتمبر 2025
صاحب السمو أمام الأمم المتحدةخطـــــاب الثبـــــات علــى الحــــــق.....
873
| 24 سبتمبر 2025
تعكس الأجندة الحافلة بالنشاط المكثف لوفد دولة قطر...
822
| 25 سبتمبر 2025
بعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى،...
759
| 22 سبتمبر 2025
• كلنا، مواطنين ومقيمين، والعالم يدرك مكانة قطر...
702
| 25 سبتمبر 2025
تواجه المجتمعات الخارجة من النزاعات المسلحة تحديات متعددة،...
690
| 26 سبتمبر 2025
تتصدى دولة قطر للعديد من التحديات المتعلقة بعمليات...
621
| 24 سبتمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل