رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

جينات الاغتيالات والإبادة في العقل الباطن للكيان؟

سيبقى موقع الجزيرة منجما ثريا من الدراسات الجادة حول محاور شديدة الأهمية وترتبط ارتباطا وثيقا بحياتنا العربية والإسلامية وبالعلاقات الدولية. ومن بين هذه الدراسات التي نشرها الموقع هذه الأيام بقلم متعمق مبدع للأستاذ سامح عودة ينطلق من استشهاد رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية. جريمة الاغتيال هذه ليست أمرا طارئا ومستحدثا في السياسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، بل عقلية إجرامية تحمل إرثا طويلا وجزء من إستراتيجية أيديولوجية أوسع تنظر لقادة المقاومة الشرعية ولمن هم أدنى منهم في «سلم الترتيب الاجتماعي» بوصفهم خطرا مستمرا على الاحتلال وأنهم تذكير ممتد لـ«الخطيئة» التي خلّفوها بعد حرب النكبة واحتلال فلسطين عام 1948 أي ما تعتبره الصهيونية خطأ ارتكبته ميليشياتها بإبقاء بعض الفلسطينيين أحياء على ما تبقى من الأرض. وعلى الرغم من أن تأثيرات اغتيال القادة أكبر، فإن الممارسات الإسرائيلية الممتدة على مختلف شرائح المجتمع الفلسطيني تطرح سؤالا جديا حول الفوارق التي يشرعن عبرها جيش الاحتلال استهدافه لشخصية سياسية وعسكرية، في ظل استدعاء قادة جيش الاحتلال نصوصا ترد فيها مفاهيم الإبادة الجماعية التي لا تفرق بين قائد وفرد كما سيأتي لاحقا في التقرير، فاغتيال هنية، وكما أنه يأتي في ظرف سياسي وعسكري معقد، يشن فيه جيش الاحتلال حرب إبادة على قطاع غزة على مدى 10 أشهر، فإنه يؤدي وظيفة دعائية للداخل الإسرائيلي القائم على إبادة المعادين لهم، وعلى قدرتهم أيضا لإثبات «يدهم الطولى» القادرة على الوصول لأي مكان كما ذكر وزير الدفاع الإسرائيلي (غالنت) أكثر من مرة. ونذكر هنا بالحوار الذي أجرته صحيفة (مومنت) اليمينية المتطرفة مع الحاخام الصهيوني «مانيس فريدمان» حول الطريقة المثلى لتعامل اليهود بفلسطين المحتلة مع جيرانهم من العرب وقد أتت إجابة «فريدمان» صريحة: «إنني لا أومن بالأخلاقيات الغربية، بمعنى أن عليك ألا تقتل المدنيين أو الأطفال وألا تُدمِّر الأماكن المقدسة وألا تقاتل في المناسبات الدينية وألا تقصف المستشفيات والمقابر وألا تُطلق النار قبل أن يطلقها عليك الآخرون.. إن الطريقة الوحيدة لخوض حرب أخلاقية هي الطريقة اليهودية التي تقول لنا دمِّر أماكنهم المقدسة واقتل رجالهم ونساءهم وأطفالهم ومواشيهم ولا تتردد في حرق زياتينهم ومحاصيلهم». وقد علَّل «فريدمان» ذلك بأنه الرادع الوحيد والحقيقي للتخلُّص من ثبات الفلسطينيين ومقاومتهم المستمرة وأن تلك هي قيم التوراة التي ستجعل الإسرائيليين «النور الذي يشع على الأمم التي تعاني الهزيمة بسبب هذه الأخلاقيات (الغربية) المُدمِّرة التي اخترعها الإنسان». بهذا الوصف، قدَّم «فريدمان» عقيدته في التعامل الأمثل مع الفلسطينيين الذين ينغِّصون هناء «الفردوس الإسرائيلي» على حد قوله وهو في هذا لا يتَّبِع وجهة نظر شخصية ولا يتحدَّث من وحي أفكاره وإنما يعتبر الأمر واجبا دينيا وتعليما توراتيا مقدسا لا ينبغي العدول عنه كاشفا لنا بكل وضوح عن الموقف اليهودي من فلسطين وشعبها، والأساس النظري لكل أعمال الإبادة والإرهاب التي مارستها الصهيونية أثناء وجودها بفلسطين المحتلة. لأجل هذا، نحتاج إلى العودة قليلا إلى الوراء، لنرى جذور هذا الخطاب الإبادي وتلك النزعة التي تصر على أعمال القتل والإبادة والتهجير والتطهير العِرقي. فما هذه الجذور؟ وإلام أفضى هذا البناء؟ ففي سياق الحرب التي تشنّها إسرائيل اليوم على قطاعِ غزّة كما أكد الأستاذ سامح عودة استدعى بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيليّة – في أحد خطاباته – نصًّا دينيًّا قائلًا: «يجب أن تتذكّروا ما فعله العماليق بكم وبجدودكم كما يقول لنا كتابنا المقدّس بل نحن نتذكر ذلك بالفعل ونحن نقاتل بجنودنا الشجعان وفرقنا الذين يقاتلون الآن في غزة وحولها وفي جميع المناطق الأخرى في إسرائيل. وهذا الاستدعاء لم يكن حديثا أيضا ففي كتابه «الجريمة المقدسة» ذكر الدكتور «عصام سخنيني»، أستاذ التاريخ السابق في جامعة «البتراء» الأردنية أن «خطاب الإبادة الصهيوني استخدم التوراة وأسفارها لشرعنة وتبرير جرائمه وممارسته المارقة عن كل قانون دولي في فلسطين ورغم التعارض الصارخ بين الصهيونية بوصفها حركة علمانية والتوراة بوصفها نصا دينيا فقد استغلت الأولى الشريعة اليهودية حتى تتحقَّق لها أطماعها الاستعمارية. ويرى «سخنيني» أن «فعل الإبادة الصهيوني» اتخذ من الرموز والأساطير الكتابية - أوالتوراتية - «مرجعية له يستوحي منها ما فعل الأسلاف لتطبيقه على الواقع الراهن»، وهو ما يؤكده تصريح الأستاذ بجامعة حيفا (بيت هلحمي) إذ يرى أن إسرائيل تتعامل مع كتابها المقدس بوصفه مرجعا تاريخيا يجب تكرار أحداثه التاريخية. ووفق هذه الرواية فإن إبراهام - أو نبي الله إبراهيم - كان أول من عهد إليه «يهوه» (الإله التوراتي) بأرض فلسطين التاريخية، واختص بهذا العهد من ذريته إسحاق ثم يعقوب - أو إسرائيل - لتكون هذه الأرض من بعده ملكا لبني إسرائيل بحق إلهي مقدس. كما يشرح سفر التثنية بوضوح الإستراتيجية الحربية الواجب اتباعها عند دخول البلدان حيث يقول: «حين تقترب من مدينة لكي تحاربها استدعها للصلح فإن أجابتك إلى الصلح وفُتحت لك، فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويُستعبد لك وإن لم تسالمك بل أعلنت عليك حربا فحاصرها. وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة فتغنمها لنفسك وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك». وانطلاقا من هذا التأصيل الكتابي يرى الدكتور «رشاد الشامي» الباحث المخضرم في الشؤون العبرية أن هذه القوانين الكتابية «هي التي يتسلمها القادة الإسرائيليون كمصدر وحي وكشريعة مقدسة ». وبمزيد من التأمل سنجد في سفر يشوع بأن «يشوع» عند اقتحامه أرض كنعان -فلسطين التاريخية- مع جيشه من بني إسرائيل، لم يُبقوا عِرقا ينبض بالحياة في كل المدن التي اقتحموها. المدينة بالنار مع كل ما بها». والتحريم هنا معناه الإبادة، وكذلك فعلوا بـ «عاي» التي يحكي النص أن «يشوع» أحرقها «وجعلها يبابا أبديا خرابا».

609

| 09 أغسطس 2024

الدولة الصالحة في عصر ابن خلدون وفي عصرنا !

عندما أتأمل بصدق وموضوعية ما بلغته دولة قطر من درجة الصلاح أتذكر ما كتبه العلامة عبدالرحمن بن خلدون في الدولة وشرح كل ما يتعلق بتسييرها خاصة بمعطيات اليوم ونحن في 2024 من توفير مرافق الأمن والصحة والنقل والتعليم لكل من يعيش على تراب قطر من مواطنين يحملون جنسيتها ومقيمين يعملون في سائر إداراتها الرسمية أو شركاتها الحرة لا فرق بين هذا وذاك في كل شؤون حياتهم اليومية ومساراتهم المهنية، وهو ما دعاني للرجوع لكتاب العلامة حول معنى الصلاح ومطابقة دولة قطر بفضل حكمة قيادتها لهذه المعاني. فعبارة (الدولة الصالحة) استعمله (كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر) للعلامة عبدالرحمن ابن خلدون الذي كتبه سنة 1408 حتى يؤكد في باب الدولة أسباب نشوئها وانهيارها، قائلا بأن الدولة تقام على ما سماه في عصره بالعصبية وأول شروط بقائها ومنعتها هو الحضور المستمر في خدمة شعبها وخاصة في زمن العسرة مثل الجوائح والأوبئة والغزو الخارجي والفتنة الداخلية والزلازل والطوفان والمجاعة والجراد ولكن صلاحها رهن حصري على عدل صاحب الملك يقول ابن خلدون: “يكون صاحب الدولة الجامع لشوكة العصبية أسوة قومه لا ينفرد عنهم بامتيازات بل يكون أكثرهم تضحية وشجاعة وإقداما لأن ذلك هو مقتضى العصبية التي وقع بها الغلب وهي لم تزل على حالها في هذا الطور. وهو لا ينفرد دونهم بشيء. فبهم يقارع حتى من خرج عن طاعته، ومنهم من يقلده أعمال مملكته ووزارة دولته وجباية أمواله لأنهم أعوانه على الغلب وشركاؤه في الأمر لأن حكم الدولة الصالحة كما سماها العلامة هي التي يجدها من نسميهم اليوم مواطنوها في أوقات الشدة التي يسميها ابن خلدون (العسرة) فترى الرعية منقادة للراعي لأنه يتمسك بأن يكون قائدها ورائدها وحاميها دون أن يتميز عن شعبه أو يسرق منهم حقوقهم وأموالهم من خلال ما نسميه اليوم (الضرائب) أو ما طرأ على بعض دول العالم من فساد مؤذن بخراب الدولة!. ويحلل العلامة مرحلة القوة والتمكن في الدولة فيقول: «طور الصعود والعظمة: يتميز هذا الطور الثاني بخصائص مناقضة للطور الأول فبدلا من “خشونة البداوة” التي انبثقت منها العصبية أول يوم تبدأ “رقة الحضارة” وبدلا من الروح الجماعية والوحدوية والانسجام تبدأ الفردانية والأنانية وعوضا عن اعتماد صاحب الدولة على قبيلته وعشيرته ويلجأ للموالي والمصطنعين (نسميهم اليوم المرتزقة) فيأخذ في الاعتماد عليهم والاستغناء عن العصبية التي مكنت له أول الأمر ومن هنا يبدأ المرض المزمن والداء العضال الذي سيؤدي ولو بعد مراحل لفناء دولة العصبية وانهيارها وإذا أوجزنا تعريف العلامة للدولة نقول: «تعريف ابن خلدون للدولة: يُعرِّف ابن خلدون الدولة بأنَّها - بمصطلحات علم الاجتماع الحديث -: « كائن حي له طبيعته الخاصة به، ويحكمها قانون السببية وهي مؤسسة بشرية طبيعية وضرورية وهي أيضاً وحدة سياسية واجتماعية لا يمكن أن تقوم الحضارة إلا بها» من خلال هذا التذكير الموجز برأي ابن خلدون في معنى الدولة وشروط قوتها أردت أن استعرض نماذج معاصرة من الدولة الصالحة في بلاد المسلمين وغير المسلمين خاصة والعالم يمر بهذه المرحلة غير المسبوقة من (العسرة) المتمثلة في انتشار وباء كورونا فأجد أمامي نماذج ساطعة من أصحاب الدول الذين وفقهم الله الى خدمة شعوبهم وصيانة أرواح مواطنيهم وكسب القلوب التي ألفها الله حولهم فأيدتهم وأطاعتهم في الحق وكانت دولتهم من ذلك الصنف الذي حلله العلامة ابن خلدون (في بداية القرن الخامس عشر م) ولم ينافسه في علومه أحد منذ ذلك التاريخ الى اليوم حيث شهد له العلماء من أدنى الأرض الى أقصاها بأنه رحمه الله (وهو خريج جامعة الزيتونة التونسية التي تعلمت فيها أنا بعد قرون خمسة) فكان مؤسس علم الاجتماع السياسي ومؤسس فلسفة التاريخ ومبتكر نظريات تداولتها الجامعات لمدة ستة قرون أبرزها نظرية نشوء الدولة وأطوار نضجها وهرمها وبعد ذلك فناؤها تماما كما حددها الله سبحانه في كتابه المجيد ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ﴾. صدق الله العظيم. فالقرية هنا بمفهوم الأمة أو الدولة وحين كفرت بأنعم الله (لا بنعمة واحدة) بعد أن كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله وأذاقها الله سبحانه لباس الجوع والخوف جزاء ما كانوا يصنعون. أما الدول الصالحة اليوم بالمعنى الخلدوني فهي أمام أعين العالم وأولها الجمهورية التركية التي سخرت كل إمكانات الدولة من أجل صحة وأمن شعبها، ودولة قطر التي أفاضت بخيرها على الشعوب المنكوبة فأرسلت معوناتها الى إيطاليا والصين وفلسطين ولبنان حتى توجهت لها المنظمات الأممية بالتقدير وكذلك دولة كوريا الجنوبية التي ابتكرت أساليب جديدة وناجعة لخدمة مواطنيها الى جانب تايوان والسويد ورواندا التي قدمت مثل النجاعة وتطويق الأزمة وإدارتها باقتدار. هذه هي الدول الصالحة حسب رأي ابن خلدون في زمن العسرة. ولنا في الفكر الخلدوني أروع ما ينير طرقات الحاضر ومن الحكمة ما يشرح صدورنا للحقيقة.

612

| 02 أغسطس 2024

كيف ينتحر الغرب الطاغي ويجر معه صنيعته المارقة؟

ناتنياهو مني بهزيمة حياته يوم 24 يوليو الذي كان يأمل حصاده منذ السابع من أكتوبر حين وقف خطيبا متلعثما أمام نواب الكنغرس الأمريكي، لأن الكاذب يتلعثم بينما غاب عن مقاعدهم 91 نائبا أعلنوا مقاطعة من أطلقوا عليه هم بلسان السيد الشريف (بيرني ساندرس) المرشح الأسبق للرئاسة نعت «العنصري عدو إسرائيل وأمريكا مرتكب جرائم الإبادة وقاتل 20 ألف طفل فلسطيني بل وأحيانا نعت «جزار غزة»! وهو ما يسرع خطوات ناتنياهو نحو الانتحار. هي بالفعل ظاهرة حيرت العالم ولم يفهمها حتى أكثر علماء الغرب تمسكا بقيم هذا الغرب التقليدي الأطلسي ومبادئه المؤسسة وفي طليعتها الديمقراطية وحرية السوق وتمتع المواطنين بحقوقهم حسب ما نصت عليه دساتير دول الغرب والمواثيق التي وقعها زعماؤه على مر الأزمات الكبرى والحروب القاتلة وتجارب إبادة الشعوب الأصلية التي غزاها الغربيون البيض وقتلوا منها الملايين وسرقوا خيراتها و»استعمروا» قاراتها وغيروا طبائعها (تذكروا احتلال أستراليا والأمريكيتين والموزمبيق والكنغو وليبيا وغابات الأمازون وآخرها فلسطين التي اسمها فلسطين منذ الكنعانيين والأشوريين فحولها الغرب الى إسرائيل بسبب شعور ألمانيا و فرنسا بذنوب المحرقة!! ومثل كل محطة تاريخية منذ الحروب الابادية الصليبية يدفع العرب والمسلمون أثمان خطايا أمم أخرى لأن الالمان والفرنسيين هم الذين ارتكبوا بدون ضمير ولا اخلاق جرائم المحرقة بل إن بلاد الإسلام كانت وما زالت هي الحاضنة ليهود العالم المضطهدين ومأواهم باسم القيم الإسلامية الخالدة التي تفضل أهل الكتاب عن سواهم من ذوي البدع والشعوذات مثل الهندوس والسيخ وغيرهم. لا بد أن أحيي في هذه العجالة رجلا فرنسيا أمينا وجريئا وهو الإعلامي والمفكر والأكاديمي الفرنسي (باتريك بويسون) الذي عمل مستشارا سياسيا للرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي وتوفي بعد حرب غزة أواخر2023 وكان هو نفسه يمينيا لكنه استيقظ على حقيقة اليمين العنصري وأعلن توبته في برامج تلفزية ومحاضرة قيمة جريئة أمام جمهور كبير من الشباب الغربي حين تلقى من بعضهم أسئلة حائرة ولا حظ الأستاذ (بويسون) أن جزءا مهما ومتزايد العدد منهم انجرف وراء الشعارات العنصرية بمناسبة صعود اليمين المتطرف وشعاراته الشعبوية الفضفاضة وصعوده في المحطات الانتخابية في كل أوروبا وخاصة حزب اليمين العنصري الفرنسي القديم الذي جاء تاريخيا وأيديولوجيا من النازية الهتلرية المجرمة وحتى قبل ذلك بكثير من بقايا أشباح الحروب الصليبية (1095 – 1271) وتطور العداء بين المسيحيين والمسلمين مع الحملات الاستعمارية بدءا من حملة نابليون على مصر و الشام (1799) و امتد الاستعمار الى 1963 (تاريخ استقلال الجزائر) لكن الاستيطان الصهيوني لفلسطين يشكل حلقة مستمرة من سلسلة نفس الروح الاستعمارية التي أبادت الشعوب الأخرى بلا رحمة. ورحم الله بورقيبة الذي قال في أريحا يوم 5 مارس 1965 بأن احتلال فلسطين هو آخر استعمار في التاريخ الحديث. وحلل الأستاذ الكبير كيف أن احتلال فلسطين وانحراف الصهيونية نحو شرعنة الإبادة الجماعية واعتبار الإبادة والقتل والتوطين هو دفاع شرعي عن أمن «بلاده» و روج إعلام الغرب الطاغي و الشريك في الجريمة هذه الأكاذيب بل روجتها حتى بعض وسائل الاعلام العربية المطبعة!! أكد أستاذنا النزيه (باتريك بويسون) للشباب بأنهم مناقضون للحقيقة لأنهم حسب رأيه تمسكوا بوهم مغشوش يقول بأن الغرب متفوق على الإسلام! وقال:» ماذا ربح الغرب من تقدمه المادي والعلمي سوى أنه أصبح يمتلك أجهزة غسيل وطهي و كنس و موبايلات متطورة لكنه لا يستعمل الا 20% من تطبيقاتها مع تكنولوجيات التحكم عن بعد وصنعوا له أدوية لإطالة عمره والتمديد في أمله في الحياة لكن فقد الأهم بكثير من هذا الرفاه المادي المزيف خسر روحه وسكينته النفسية والايمان بالله الذي يعطي لحياته معنى مع ألفة عائلية فقدها الغرب والمودة والرحمة بين الزوجين واحترام كبار السن في حين نضعهم نحن في ملاجئ العزلة و انتظار الموت دون بر ولد و دون يد حنونة تمسك بأيديهم المرتعشة مع اعتبار الموت لدى المسلم تكملة للحياة ومنتهى وجوده على الأرض و بداية رحلته الى رب العالمين! إن الغرب في ضلال مبين شقي بائس لا يفرح بل فقد المشاعر والمحبة الى الأبد! فكل ما كسبه الغرب من أدوات لا تسعده في الحقيقة بل تزيد من أوهامه وبؤسه بينما الإسلام يعني تسليم أقدار المؤمنين الى رب العالمين في حين أنك أيها الغربي تجد نفسك وحيدا مع الأطباء والأجهزة أحيانا في مجال تجارة ومنطق الربح واقتصاد السوق! ونعود بالذاكرة الى عصر الجنرال ديغول زعيم فرنسا ومحررها من الاحتلال الألماني عام 1940 فقد قال عنه الرئيس الأسبق لجمهورية فرنسا (فرنسوا ميتران) سنة 1990: «إن ديغول هو من خطط لاحتلال المستعمرات الافريقية التي منحها استقلالات مزيفة وسلب ثرواتها جميعا و فرض على دولها الهشة و التابعة له عملة فرنسية هي (الفرنك الفرنسي الافريقي) تتداول بينها الى اليوم بعيدا عن حركة الاقتصاد المعولم المتعدد العملات والأقطاب فزاد فقر افريقيا بينما ازدهرت فرنسا (عاصمتهم و مستعمرتهم) وكيف نفسر إذن أن البنك المركزي الفرنسي يحتوي على 2300 طن من الذهب بينما لا تملك الدول الافريقية طنا واحدا و فيها وحدها مناجم الذهب. وكيف نفسر أن فرنسا اليوم تصدر الطاقة الكهربائية النووية لأوروبا وليس فيها غرام واحد من اليورانيوم و الكوبالت بينما ترزح القارة تحت أزمات الكهرباء يوميا؟؟ أخيرا نورد للقراء ما كتبه الصحفي الأمريكي (جاف كوناللي) في تقرير لوكالة (وورلد نيوز) حيث قال: « إن إسرائيل تقرر السياسات الأمريكية مباشرة أو سريا بأداة (الأيباك) (الهيئة الامريكية الإسرائيلية للسياسة الخارجية) وهذه الهيئة العملاقة تشغل 37 ألف موظف قارين برواتب عالية ولديها مجلس يتركب من 3000 عضو اسمه (مجلس المانحين الكبار لتمويل الحملات الانتخابية للمترشحين للرئاسة!) أي في أيديهم قوة تعيين من يختاره الصهاينة لحكم الولايات المتحدة!!! هل فهمتم لماذا يلبس المرشحون للبيت الأبيض (الكيبة) على رؤوسهم متغنين بالولاء.. وبسيادة القرار!!!

468

| 26 يوليو 2024

تسعة قرون على مذبحة القدس

كنت أتجول يوم 15 يوليو من السنة الماضية في شارع (سان ميشال) وفي شارع (سان جرمان) في باريس وأنزل الحي اللاتيني الذي قضيت فيه سنوات رائعة من الدراسة في جامعة السربون وهو الحي الذي خلده المرحوم طه حسين وخصص له الأديب اللبناني الصديق سهيل إدريس رحمه الله روايته المعروفة بنفس الاسم. وتأخذني باريس كعهدي بها في رحلتي مع الكتب والمجلات واللوحات وأنغام الموسيقى وينهمر مطر خفيف دافئ على صفحة نهر السين وأكتشف فجأة بأن هذا اليوم ليس كالأيام الأخرى بالنسبة للفرنسيين فهو يوم الذكرى التسعمائة ونيف لدخول جيوش الحملة الصليبية الأولى لبيت المقدس وأكتشف كذلك أنني أستحي من نفسي لأني نسيت ويقل خجلي أو يزيد حين أعلم بأن العالم الإسلامي كله أصيب بفقدان الذاكرة خاصة في عامي 2023 و2024 حيث نشهد على حرب إبادة لغزة وهي حرب لا بد أن تذكرنا بما وقع للقدس الشريف عام 1099 فلا منظمة الاتحاد الإسلامي أقامت للذكرى ندوة ولا إحدى جامعاتنا ولا المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة نظمت مؤتمرا ولا ناشر مسلم أصدر كتابا ولم أرَ حتى مجلة ثقافية مسلمة خصت هذا الحدث الجلل بعدد خاص ولا فضائية عربية أحيت الذكرى لكن الذي أراه في باريس في هذا اليوم عكس الغفلة العربية الإسلامية تماما: مجلة (هستوريا) خصصت عددها للذكرى وقدمت الأحداث التاريخية بقراءتها وكذلك مجلة (دراسات مسيحية) ومجلة (ملفات التاريخ) وكذلك صحيفة (الفيجارو) في عددها الصادر يوم الخميس تحت عنوان: يوم 15 يوليو 1099 ــ منذ تسعمائة عام ونيف اقتحم الصليبيون القدس.. جاء يوم 15 يوليو 1099 بعد حصار ضربه الصليبيون بقيادة حاكم منطقة لورين الفرنسية (جود فروا دوبويون) على بيت المقدس وكانت أولى القبلتين وثالث الحرمين تؤوي أهلها المسلمين وقلة من اليهود محتمين بلواء الإسلام وكانت عاصمة فكرية تعج بالتسامح وتحمل عبقرية الشرق الخالدة حيث جمعت الأديان السماوية في رحابها وحولها بتلك الروح التي تركتها فيها العهدة العمرية (نسبة إلى الخليفة الثاني سيدنا عمر بن الخطاب الفاروق رضي الله عنه). حاصر الصليبيون الهمج مدينة القدس شهرين كاملين حتى تمكن أحد قادتهم (رايمون دوسان جيل) من أخذ إحدى قلاعها وتسريب كتيبة من جيشه داخل أسوار المدينة المقدسة ثم فتحت أبوابها وأعلن (جود فرواد دوبويون) بأن القدس مدينة مفتوحة وبأن دماء المسلمين رجالا ونساء وأطفالاً مهدورة كما هو الحال الكارثي اليوم وجرت مذبحة رهيبة ووحشية من أفظع مذابح التاريخ حتى أن مؤرخي الصليبيين أنفسهم وصفوا تلك الأيام الثلاثة 15 و16 و17 يوليو 1099 بأنها أحلك أيام شهدتها الحروب الصليبية وقالت المؤرخة (ريجين برنود) إن الوحشية الصليبية في قتل المسلمين واليهود خلال تلك الأيام الثلاثة لم تضاهها أية وحشية كانت أياما من الرعب والإرهاب والدماء. أما مؤرخو الإسلام فقد اتفقوا على أن شوارع القدس كانت أنهارا من الدماء تبلغ الركبة وحتى صحيفة (الفيجارو) تساءلت في مقالها: كيف نفهم هذه الوحشية البربرية من رجال حملوا الصليب وحركتهم في الأصل نوازع دينية؟ وقبل أربع سنوات من ذلك اليوم المشؤوم وفي عام 1095 انطلقت الحملات الصليبية بعد خطاب ألقاه البابا يوربان الثاني في كاتدرائية (كليرمون) بفرنسا لحث ملوك أوروبا المسيحيين على إعداد العدة لغزو المشرق الإسلامي في عقر داره بحجة (تخليص أكفان السيد المسيح من أيدي المسلمين) وكانت مدينة بيت المقدس منذ عهد الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم في أيدي المسلمين وكان المسلمون يسمحون بممارسة المسيحيين واليهود لشعائرهم وكانت كنيسة روما تغار من تعاظم كنيسة القسطنطينية وتود تحجيمها ولذلك أصابت المذابح كذلك المسيحيين الشرقيين الأرثوذكس بنفس الفظاعة التي مورست ضد المسلمين واليهود. ويمر قرنان من 1095 إلى 1271 وخلالهما يستعيد صلاح الدين الأيوبي بيت المقدس بعد تسعين عاما من نشأة الممالك الصليبية فيها ويغلق ملف الحروب الصليبية بموت القديس لويس التاسع ملك فرنسا في قرطاج بتونس عام 1271 ويفتح محمد الفاتح معقل المسيحية الشرقية القسطنطينية عام 1453 وتتواصل الخلافة الإسلامية إلى يوم 24 مارس 1924 أي منذ قرن حين يتآمر يهود الدونمة وجماعة الترقي العلمانية الطورانية التركية على الخلافة فتسقط ليتقاسم الصليبيون الجدد تركة الرجل المريض نفس رجل اليوم الهزيل قبل أن تهب حركة الطوفان الإسلامية لتغير الموازين وتقلب المعادلات وترتسم ملامح مصير أفضل للمسلمين.

516

| 19 يوليو 2024

قطر شريك موثوق وحليف سلام

هذه الجملة قالتها أطراف عديدة في مناسبات كثيرة منذ تسعة أشهر عن الدور القطري المتميز في إحلال السلام ولو جاءت التعابير عن نفس المعنى باختلافات جزئية لكنها تشكل موقفا موحدا من منزلة دولة قطر في صناعة الأمن في المنطقة وفي العالم فقد قالها الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة ورددها وزير خارجية الولايات المتحدة السيد بلينكن وقالها أيضا زعماء المقاومة المشروعة في غزة وفلسطين كما قالها السيد بوتين الرئيس الروسي وكذلك الرئيس الصيني وآخر من ذكر بهذه الحقائق كان الرئيس البولندي أثناء الزيارة الرسمية الناجحة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله حيث شدد صاحب السمو على مساعي بلاده لوقف الحرب المتواصلة على غزة للشهر التاسع على التوالي مشيرا إلى أن الوضع في القطاع المحاصر «مأساوي». وقال سموه خلال لقائه مع الرئيس البولندي (أندجي دودا) في العاصمة وارسو إن «قطر تسعى لوقف الحرب على غزة من خلال إيجاد حل ووقف القتال وتحرير المحتجزين من الجانبين وأضاف سموه أن «الوضع (الإنساني) في قطاع غزة مأساوي وصعب جدا، ونحتاج إلى جهد العالم لوقف هذه الحرب»، موضحا أن «منطقة الشرق الأوسط تمر بظروف صعبة جدا». ثم جاء انضمام قطر الى أكبر منظمة عالمية وهي منظمة شنغهاي الي عقدت أخيرا مؤتمر قمتها فكان الترحيب بصاحب السمو وبقطر حليفا متميزا لأكبر الدول التي أنشأت شنغهاي وأبرزها الصين وروسيا ودول تعتبر نمورا اقتصادية وإستراتيجية فاعلة وهو المعنى الذي أكده سفير قطر السابق في فرنسا والمدير السابق لإدارة الشؤون الآسيوية عبد الرحمن بن محمد الخليفي حيث قال: ان قمة شنغهاي تعتبر حدثا دوليا بارزا يجمع قادة وممثلي الدول الأعضاء لبحث وتنسيق الجهود المشتركة في مجالات عدة تحت شعار تعزيز التعاون الإقليمي والتنمية المستدامة وتطوير دور المنظمة كمنصة رئيسية للتعاون المثمر بين دولها الأعضاء وقال الخليفي في حديث للجزيرة نت: إن قطر ستكون عنصرا مهما في القمة وفي الوقت ذاته ستمنح مزايا عديدة أهمها أن المنظمة تستعد لتطوير نطاق تأثيرها وتعزيز قدراتها في مواجهة الأزمات إضافة للاستفادة الاقتصادية الكبيرة من هذا التجمع الكبير وهو ما يجعل العالم يترقب ما ستثمره هذه القمة من قرارات وإجراءات تساهم في تحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة بالمنطقة وتقديم نموذج فعال للتعاون الدولي في وجه التحديات العالمية المتزايدة.وأكد سفير قطر السابق في فرنسا أن قطر ستستفيد من قوة المنظمة في رؤيتها للتغير المناخي والأمن الغذائي وأمن الطاقة ومكافحة الإرهاب والتهديدات السيبرانية إذ تتطلع الدول المنضمة للمنظمة إلى أن تكون قمة أستانا 2024 نقطة تحول في مسيرة منظمة شنغهاي للتعاون تسهم في تعزيز العلاقات بين الدول الأعضاء ومنهم قطر وتقديم حلول فعالة للتحديات السياسية والاقتصادية والعسكرية. ويرى المدير السابق لإدارة الشؤون الآسيوية أن أهمية انضمام قطر للمنظمة يأتي ضمن أهدافها في توسيع علاقتها مع روسيا والصين وآسيا من جانب والاتحاد الأوروبي من جانب آخر وهو ما يحقق مصالح الجميع لأن الدبلوماسية القطرية لا تنضم للاستقطابات أو المحاور العالمية إذ حظيت سياستها الخارجية الاستباقية وجهودها المتميزة في مجال الوساطة بإشادة دولية لدعمها عمليات السلام في السودان والصومال وأفغانستان وفلسطين، مما يدل على التزامها بالمصالحة ومنع الصراعات الإقليمية والعالمية وهنا من واجبي أن أثني على افتتاحية (الشرق) الغراء لأنها في تقييمي بالغة التعبير عن حقيقة الموقف القطري تجاه قضيتنا المركزية وسبل دعمها دبلوماسيا وسياسيا وماليا دون انحياز هذا الموقف لجانب من جوانب الصراع المعقد أو التخلي عن مبادئ صاحب السمو الأمير حفظه الله في تمسكه بالشرعية الدولية وتطبيق مقاصد منظمة الأمم المتحدة في الاعتراف بعدالة حقوق الشعب الفلسطيني وأولها حقه الأساسي في تحرير أرضه من الاحتلال الذي يشكل بداية الانحراف والقتل والبهتان. ومما جاء في الافتتاحية قولها إن قطر لن تـدخـر جـهـدًا فـي مـسـانـدة الـشـعـب الفلسطيني الـشـقـيـق وتــواصــل تـقـديـم الـدعـم الـكـامـل لـه والجميع يدرك الـظـروف الانـسـانـيـة الـصـعـبـة الـتـي يـتـعـرض لـهـا وتـقـوم الــدوحــة إلـى جـانـب دورهــا الانـسـانـي الـكـبـيـر بــدور حـيـوي ورئـيـسـي في إطار الوساطة المشتركة لوقف الحرب. وتواصل الدبلوماسية الـقـطـريـة جـهـودهـا واتـصـالاتـهـا المـكـثـفـة مـع كـافـة الـشـركـاء الاقليميين والـدولـيين مـن أجـل الـتـهـدئـة وإنـهـاء الـحـرب ورفـع المعـانـاة عـن المدنيين وإطلاق ســراح الأســـرى بـهـدف حقن الدماء وتجنيب المنطقة الانـزلاق في دائـرة عنف أوسـع تدفع ثمنها شعوب المنطقة التي أنهكتها الحروب والصراعات. كما تدعو دولة قطر إلى مشاركة المجتمع الدولي في حث الطرفين الاسـرائـيـلـي والـفـلـسـطـيـنـي لـقـبـول خـطـة بـايـدن الـتـي تحظى بتأييد دولي لانهاء الحرب وإنهاء الصراع من خلال حل دائم وشامل ومستدام وعادل للقضية الفلسطينية. يـعـد الـدعـم الـقـطـري للقضية الفلسطينية سـيـاسـة راسـخـة ومـوقـفـا ثـابـتـا ومـبـدئـيـا لـصـمـود الـشـعـب الفلسطيني ونيل حـقـوقـه المـشـروعـة. وهي حقيقة اعترف بها نائب وزير الخارجية التركي حين صرح في الدوحة منذ أسبوع قائلا إنه كما تعلمون، منذ بداية الأزمــة، اضطلعت تركيا وقــطــر بــجــزء كـبـيـر مــن المـســاعــدات الــتــي قـدمـتـهـا الـدولـتـان إلـى غـزة. وتشكل سفينة اللطف التركية وهي تحمل 1950 طنا من المعونات الانـسـانـيـة الـتـي تـم تنظيمها بـالـتـعـاون مـع (منظمة آفــاد) وصندوق قطر للتنمية نتيجة مـلـمـوسـة لـلـتـعـاون بين البلدين.

435

| 12 يوليو 2024

شهود من أهلها يحذرون إسرائيل من خطر الزوال

(إسرائيل التي عرفناها إلى زوال)! هذا الاستنتاج ليس من أقوال حماس أو الجهاد و ليس ادعاء «معادين للسامية» بل تؤكد حقيقته هجرة جماعية لليهود من الدولة العبرية (350 ألفا منذ الطوفان) و تعززه استقالات وزراء و سفراء إسرائيليين من مناصبهم ثم فشل سياسة التعتيم و التمويه التي تمارسها حكومة اليمين المتطرف مضافة اليها فوضى المظاهرات اليومية التي تعج بالاف الشباب الإسرائيلي الى جانب مشاهد انتفاضة طلاب العالم ضد حرب الإبادة فهذه العبارة إذن هي عنوان مقال كتبه الصحفي والمحلل صديق إسرائيل (توماس فريدمان) مباشرة بعد الانتخابات التشريعية يقصد بتلك العبارة أن تكون بمثابة تحذير للفت الانتباه إلى مدى مخاطر تطرف هذا الائتلاف وأضاف الصحفي الأمريكي أن الكثيرين «لم يوافقوني الرأي وأعتقد أن تطورات الأحداث أثبتت خطأهم بعد أن أصبح الوضع الآن أسوأ من ذي قبل فإسرائيل التي عرفناها تسعى إلى زوالها وهي اليوم تواجه خطرا وجوديا وأوضح الأسباب التي تدفعه إلى هذا الاعتقاد ومن بينها أن إسرائيل تواجه قوة إقليمية عظمى متمثلة في إيران التي تمكنت من وضع إسرائيل «في كماشة» باستخدام من وصفهم بوكلائها في المنطقة كما يذكر فريدمان أن إسرائيل لا تملك ردا عسكريا أو دبلوماسيا، وإزاء هذه التطورات يقول الصحفي الأمريكي إن رئيس الوزراء لم يجد مناصا من أن «يبيع ضميره» ليشكل حكومة مع متطرفين يمينيين يصرون على أن إسرائيل يجب أن تقاتل في غزة حتى «النصر التام» بقتل آخر عنصر من حماس، ويرفضون أي شراكة مع السلطة الفلسطينية «لأنهم يريدون سيطرة إسرائيلية على كل الأراضي الواقعة بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك غزة ووفقا لفريدمان، فإن نتنياهو فعل ذلك من أجل البقاء في السلطة لتجنب احتمال إيداعه السجن بتهم تتعلق بالفساد ويتابع أنه مع انهيار مجلس الحرب الإسرائيلي المصغر بسبب افتقاره إلى خطة لإنهاء الحرب والانسحاب الآمن من غزة فإن المتطرفين بالائتلاف الحاكم يخطون خطواتهم التالية من أجل السيطرة على السلطة وعلى الرغم من أن هؤلاء المتطرفين تسببوا في كثير من الضرر بالفعل -كما يعتقد فريدمان- فإن الرئيس الأمريكي جو بايدن، واللجنة الأمريكية (أيباك) الإسرائيلية للشؤون العامة تناسوا هذه المخاطر التي تهدد مصير إسرائيل ووجودها وانتقد كاتب المقال قرار رئيس مجلس النواب مايك جونسون وزملاءه في الحزب الجمهوري بدعوة نتنياهو لإلقاء كلمة أمام جلسة مشتركة بالكونغرس يوم 24 يوليو المقبل. وأشار إلى أن الهدف غير المعلن من هذه الدعوة هو إحداث شرخ بين أنصار الحزب الديمقراطي من شأنه أن يُنَفِّر الناخبين والمانحين اليهود الأمريكيين ويجعلهم يتحولون إلى التصويت لصالح دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية وبحسب المقال فإن نتنياهو يدرك أن هذا كله يتعلق بالسياسة الأمريكية الداخلية ولهذا السبب فإن قبوله دعوة التحدث أمام الكونغرس لا يعدو أن يكون تصرفا ينطوي على «الغدر» بالرئيس بايدن الذي كان قد هرع إلى إسرائيل للإعراب عن وقوفه معها بعد هجوم حركة حماس عليها في السابع من أكتوبر ويرى فريدمان أن إسرائيل بحاجة إلى حكومة معتدلة واقعية يمكنها أن تخرجها من هذه الأزمة متعددة الأوجه، لافتا إلى أن ذلك لن يتحقق إلا بالإطاحة بنتنياهو من منصبه بانتخابات جديدة غير أن الأمر المفاجئ -في مقال نيويورك تايمز- أن فريدمان يؤيد فكرة السماح لرئيس حركة حماس في غزة، يحيى السنوار بإدارة القطاع بعد أن تضع الحرب أوزارها. ويبرر ذلك بأن الخيار المطروح في الوقت الحالي (أن تدير إسرائيل القطاع أو تصبح غزة صومالا آخر) هو بديل في نظره أسوأ بكثير ووصف اقتراح نتنياهو بأن يدير القطاع «فلسطينيون مثاليون» لا ينتمون إلى حماس أو السلطة الفلسطينية، نيابة عن إسرائيل، هو ضرب من الخيال. وأضاف أن الشعب الوحيد القادر على هزيمة حماس هم الفلسطينيون في غزة. أما الشهادة الثانية فهي ما نشرته أكبر المجلات السياسية الأمريكية (فورين افارس) يوم 22 يونيو 24 من تحليل معمق ونزيه كتبه عالم السياسة الأمريكي (روبرت بيب) المحاضر في أعرق الجامعات حول شؤون الأمن فقال: “ان العيب الرئيسي في إستراتيجية إسرائيل ليس فشل التكتيكات أو فرض قيود سياسية وأخلاقية على القوة العسكرية بل هو الفشل الشامل والصارخ في فهم مصادر قوة حماس واعتبر أن إسرائيل أخفقت على نحو يضر بها كثيرا في إدراك أن المذبحة والدمار اللذين أطلقتهما في غزة لم يؤديا إلا إلى زيادة قوة حركة حماس ويستمر الكاتب في تقييمه ليقول إن حماس تشن حاليا حرب عصابات تتضمن كمائن وقنابل يدوية الصنع (غالبا ما تكون مصنوعة من ذخائر غير منفجرة أو أسلحة تعود للجيش الإسرائيلي) وقد تطول هذه الحرب حتى نهاية عام 2024 على الأقل كما أن حماس يؤكد (بيب) لا يزال بإمكانها أن تضرب إسرائيل ولا يزال أكثر من 80% من شبكة الأنفاق تحت الأرض التابعة لها قابلة للاستخدام للتخطيط وتخزين الأسلحة، وتجنب المراقبة الإسرائيلية، وللاستيلاء والهجمات. ولا تزال معظم القيادة العليا لحماس في غزة سليمة. وباختصار فإن الهجوم الإسرائيلي السريع في الخريف أفسح المجال لحرب استنزاف طاحنة من شأنها أن تترك لحماس القدرة على مهاجمة المدنيين الإسرائيليين ويوضح عالم السياسة الأمريكي أن قوة حركة مثل حماس لا تأتي من العوامل المادية النموذجية التي يستخدمها المحللون للحكم على قوة الدول مثل حجم الاقتصاد والتطور التكنولوجي للجيوش ومقدار الدعم الخارجي الذي تتمتع به وقوة الأنظمة التعليمية بل المصدر الأكثر أهمية لتلك الحركات هو القدرة على التجنيد وخاصة قدرتها على جذب أجيال جديدة من المقاتلين والعناصر الذين ينفذون الحملات القاتلة وعلى استعداد للموت من أجل القضية. وهذه القدرة على التجنيد متجذرة في نهاية المطاف في عامل واحد: وهو حجم وشدة الدعم الذي تستمده المجموعة من مجتمعها وقال إن حماس تتمتع حاليا بالتفاف شعبي كبير حولها مما يساعد في تفسير عدم قيام سكان غزة بتقديم المزيد من المعلومات الاستخباراتية للقوات الإسرائيلية حول مكان وجود قادة الحركة والرهائن الإسرائيليين يرى الكاتب أن الدعم للهجمات المسلحة ضد المدنيين الإسرائيليين ارتفع بشكل خاص بين الفلسطينيين في الضفة الغربية وهو الآن على قدم المساواة مع المستويات العالية باستمرار من الدعم لهذه الهجمات في غزة مما يدل على أن حماس حققت مكاسب واسعة النطاق في المجتمع الفلسطيني منذ السابع من أكتوبر وأشار إلى أن العقوبة الإسرائيلية الفظيعة لسكان غزة لم يكن لها تأثير رادع كبير بينهم بل فشلت في الحد من دعمهم للهجمات المسلحة ضد المدنيين الإسرائيليين ودعمهم لحماس وفق تعبيره وقال (بيب) إن الوقت قد حان بعد 9 أشهر من الحرب الشاقة للاعتراف بالواقع الصارخ: السبيل العسكري وحده لا يهزم حماس فهي أكثر من مجموع العدد الحالي للمقاتلين كما أنها أيضا أكثر من مجرد فكرة مثيرة للذكريات. حماس حركة سياسية واجتماعية ليست على وشك الهزيمة ولن تختفي في أي وقت قريب وقضيتها أكثر شعبية وجاذبيتها أقوى مما كانت عليه قبل السابع من أكتوبر وسيستمر مقاتلوها في التدفق والمشاركة بالقتال بأعداد أكبر وسيزداد تهديدها لإسرائيل. هذه تحاليل مفكرين واعلاميين نزهاء فضلوا تحذير إسرائيل بمعطيات حقيقية من خطر الزوال لأن هذا الكيان الغاصب المحتل أصبح في قلب خطر وجودي كما تنبأت له الكتب السماوية حين يبلغ درجة الطغيان والظلم.

681

| 05 يوليو 2024

رسالة مفتوحة إلى النخب العربية

السلام على نخب أمتنا من مفكرين وقادة رأي وصناع حضارة وعلى سلاطيننا وملوكنا وأمرائنا ورؤسائنا ورحمة الله وبركاته وبعد فإن 400 مليون عربي وأنا واحد منهم نحدق في السراب وننتظر ونعيش مع أطفالنا وشبابنا في عواصف حرب الإبادة لشعب من شعوبنا ديست حقوقه وترك وحده إزاء طغيان عنصري إسرائيلي أدانته كل أمم الأرض من غير العرب والمسلمين! وللأمانة فإن بعض مؤسساتنا الرسمية العربية والمسلمة بفضل قادة تجرأوا على الإصداع بالحق وتحركوا مساندين لقضايا الأمة فتناغمت مواقفهم مع ضمائر شعوبنا وفي طليعة هذه الدول دولة قطر التي تحظى بثقة جميع الأطراف الدولية الفاعلة كما لمسنا في الزيارة الرسمية التي أداها حضرة صاحب السمو أميرها حفظه الله الى (أمستردام) منذ أيام ليصارح الغرب كله من خلال هولندا بحقيقة الحرب الجائرة التي يرتكبها جيش الاحتلال ضد شعب فلسطين ولمسنا تأثير منطق الحقيقة والشرعية الدولية على حكومة هولندا حين أكد رئيسها بأن قطر شريك في السلام لا غنى عن مواقفه الثابتة. و نعرف جميعا أن القدس تعيش لحظات القهر ولحظات الشهادة ولحظات التحدي ولحظات الصبر ثانية بثانية من خلال شاشات فضائيات الجزيرة بارك الله فيمن سخرها لفضح جرائم الإبادة و تعبئة الرأي العام الغربي و خاصة طلاب جامعاته ضد إسرائيل المحتلة لأرضنا وكانت ربما تلك المعايشة الحميمة للفواجع أولى خطواتنا العربية على درب العولمة وتدفق المعلومات فقد كُتب علينا ان ندخل العولمة مضرجين بدماء 20 الف طفل ملائكة من شهدائنا الأبرار منذ 7 أكتوبر و نتذكر منذ عشرين عاما استشهاد الطفل محمد جمال الدرة على المباشر بفضل الجزيرة وفي أسماعنا صرخته المدوية الأخيرة قبل ان يهوي في أحضان أبيه الجريح النازف! نعم كتب علينا ان ندخل القرن الحادي والعشرين فنواجه الرصاص والصواريخ والقنابل والطائرات والدبابات بالحجارة بينما القرار في أيديكم وهو الاستعجال بوحدتكم قادة دول و قادة رأي لتقترب موازين القوى من التعادل وحتى نرد على النار بالنار وعلى القهر بالقهر أنتم أبناء هذه الأمة ولدتم من أرحامها ورضعتم من لبنها وقرأتم قرآنها ولعبتم أطفالا في ساحاتها ومرابعها وأكلتم من نخيلها و زيتونها وتفاحها ورمانها وتجري في دمائكم كما في دمائنا قصائد طرفة بن العبد وعنترة العبسي وأبي الطيب المتنبي وأحمد شوقي وأبي القاسم الشابي ومحمود درويش وبطولات الصحابة الأجلاء وليوث الفتح من عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى صلاح الدين الأيوبي ومن طارق بن زياد إلى عز الدين القسام و من عمر المختار الى فرحات حشاد ولابد ان تكون زغاريد أمهات شهداء القدس قد هزتكم كما هزتنا فأنتم أبناء القدس مهما كانت أوطانكم و مهما بعدت جغرافيا عن مسرى الرسول صلى الله عليه و سلم ما دام الله سبحانه بارك حول مسجدها الأقصى إلى يوم الدين في كلمته القرآنية التي لا تبديل لها وأنتم بالإضافة إلى أنكم أبناء القدس الشريف كتب عليكم أن تكونوا حماة ذلك العرين: قبلة الاسلام الأولى وثالث الحرمين ومسرى الرسول الأعظم ومعراجه منذ أقسمتم كلكم حين استلمتم شؤون شعوبكم أو أنرتموها بثقافتكم و كتبتم لها بلغتها أمهات المؤلفات التي طالعناها منذ طفولتنا نتعلم منها ملاحم تحرير أوطاننا و نتربى على اعتبار دين الأمة أمانة في أعناقكم فلا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها لقد وضعتم أيديكم على المصحف حين تحملتم مسؤوليات شعوبكم و تخرجت أجيالنا من جامعاتكم بأن تحموا دينها و تحافظوا على دساتيرها وتصونوا أمنها وتؤمّنوا رزقها وترفعوا رايتها وتكونوا لها أوفياء وعلى تاريخها ومستقبلها أمناء وفي جهادها جنودا أقوياء وعلى حقوقها قائمين وفي ساحاتها صامدين وأشهدتم الله ورسوله على ذلك وتبعتكم شعوبكم ولم تخذلكم بل اعتبرت طاعتكم من طاعة الله و حين تجتمعون في قمة نسأل الله ألا تكون فيها قلوبكم شتى فهي فرصة نادرة لالتقاء ارادة الحاكم بإرادة المحكوم أمام أكبر مظلمة عرفها تاريخ البشرية مظلمة إحلال شعب دخيل محل شعب أصيل مظلمة إبادة تدريجية مبرمجة لشعب كامل تحت عيون الكاميرات مظلمة تهويد القدس بتخطيط دموي جائر مظلمة ضمان التفوق الصهيوني مهما كان الرئيس الأمريكي على حساب حقوق العرب ومصير أجيالهم القادمة. اليوم تدق ساعة الحق ففندوا مقولة اسرائيل التي تؤكد للرأي العام العالمي بأن مشكلة العرب جميعا هي مع العراق ومشكلة العراق هي مع سوريا والكويت ومشكلة مصر هي مع السودان ومشكلة الجزائر هي مع المغرب ومشكلة ليبيا هي مع تونس ومشكلة موريتانيا هي مع البعث ومشكلة المملكة السعودية هي مع اليمن ومشكلة اليمن هي بين شطرين ومشكلة لبنان هي مع اللاجئين ومع حزب الله إلى آخر ما تردده أبواق إسرائيل و تردده منابر اليمين العنصري في الغرب على أسماع العالم من أننا أمة خُلقنا لنتصارع حتى لم تنفع معنا دروس الاندلس ولا دروس احتلال أراضينا من قبل قوى الاستعمار الصليبي ولا دروس ضياع فلسطين بالرغم من ان الاعتبار بالأحداث يشكل ثقافة اسلامية لأن العلامة عبدالرحمن بن خلدون سمى كتابه الرائد المبدع بكتاب العبر وقد أعلنها القرآن بعبارة (فاعتبروا يا أولي الألباب) وقديما قال الإمام علي كرم الله وجهه: (ما أكثر العبر وما أقل الاعتبار). اليوم في دوامة المحن العالمية حين تجتمعون أيها العرب إما قادة في قممكم أو مفكرين في مؤتمراتكم الأكاديمية و ندواتكم العلمية فلتجتمع كلمتكم على هدف واحد وعلى غاية مشتركة ألا وهي عودة الإرادة العربية المسلمة للضمائر و العقول وعدم التفريط في خيار المقاومة والإصرار على نيل الحقوق المغتصبة من قبل الدولة العبرية قاتلة الأطفال ثم الاعلان بألا تنازل عن القدس جربوا ان تقولوا (لا) قوية عازمة باسلة مجاهدة ونحن نقدر مقتضيات الحكم ونعرف صعوبة المسؤولية في مجال دولي متشعب متقلب و معاد للحقوق بل و مستثمر في الغرائز لكن لا يمكن تبرير العجز العربي أمام مجزرة وحشية تصنع بها دولة اسرائيل واقعا جديدا على الأرض ولا يمكن فهم تراجعنا أمام نقل سفارة أمريكا على أرض وقفية بالقدس من أوقاف الشيخ محمد الخليلي و لا توسع المستوطنات الاستعمارية كما لا يمكن تفسير كيف سكتنا على تشريد شعب ومسحه من على خريطة وطنه؟ اننا ننتظر ان تقودوا هبة أمتكم سياسيا و ثقافيا لا ان تخمدوها وان تسيروا في اتجاه التاريخ لا عكسه. وفقكم الله تعالى إلى ما فيه انتصار الحق على الباطل والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

474

| 28 يونيو 2024

اعتراف «إسرائيلي»: خسرنا معركة الرأي العام العالمي وربحتها قطر

الحمد لك يا رب.. فالمسافة بين «اعتبار حماس حيوانات بشرية» بالأمس وبين تصريح (هاغاري) الناطق الرسمي باسم جيش الاحتلال اليوم بأن «حماس سكنت قلوب المسلمين ولن نهزمها» هي مسافة سنوات ضوئية في زمن قصير، لأن الإعلام المحتل انهزم في معركة التدليس ونجح الإعلام الصادق في توضيح الحقائق ودحض الباطل، ونرى اليوم «مخاوف في أوساط الاحتلال من خسارة معركة الإعلام التي تنفق فيها إسرائيل المليارات سنويا»، بهذا العنوان بدأ حوار في قناة 12 حول الحرب النفسية الإسرائيلية لتشويه المقاومة الفلسطينية وإحباط جهود الدول المناصرة لحماس وبث البلبلة في صفوف الرأي العام الغربي وهذه المليارات تضاف إلى المليارات المخصصة لشراء الطائرات والأسلحة القتالية، وأغلبها تموله خزينة الشعب الأمريكي والأوروبي وهي مبالغ طائلة تكرسها دولة الاحتلال لما تسميه الاستثمار في معركة المعلومات والوعي في الجامعات العالمية منذ ثورة جامعة كولمبيا وموجة الجامعات الغربية اعتقادا من منظري الاحتلال أن هذا هو المكان الذي يتواجد فيه الجيل الذي سيكبر ويقرر ما إذا كانت الولايات المتحدة ستستمر في بيع الأسلحة للاحتلال ودعمه أم لا! وحول هذا الفشل وجهت (غئولا بن ساعر) الإعلامية الإسرائيلية البارزة انتقادا حادا إلى حكومة الاحتلال بالقول إنه «في بداية الحرب على غزة، أبلغ ممثلو وزارة الخارجية لجنة الخارجية والأمن بالكنيست أن الوزارة ستغلق جميع الأنشطة الدعائية بسبب استنفاد ميزانية عام 2023 ولذلك سيستمرون في العمل الدعائي على تويتر فقط، وحين سأل رئيس اللجنة عضو الكنيست (زئيف إلكين) كم من المال نحتاج لمواصلة النشاط الدعائي؟ جاء الجواب: 10 ملايين شيكل والنتيجة أن عواقب معاداة الرأي العام الدولي لإسرائيل ستكون كارثية وستزداد كراهية الناس في الغرب ليهود العالم، وأوضحت أنه «بعد أن شهد العام 2024 تمدد الحرب على غزة وبعد أن علمنا أنه يتعين علينا الاستثمار في الدعاية فقد تم تخصيص فقط 400 مليون شيكل لهذا العام بما يزيد قليلا على 100 مليون دولار مع أننا نشنّ كل يوم حرباً دعائية بينما تستثمر القوى المعادية لنا المليارات ضدنا منذ سنوات وتستثمر هذه الأموال بحكمة لاسيما إيران وقطر. وذكرت أنه «لا منطق من بعض المطالبات الإسرائيلية بأن يواصل أولئك النشطاء العمل متطوعين من أجل مناصرة الدولة، لأنهم مع مرور الوقت سيدفعون ذلك من جيوبهم الخاصة لأن المشكلة الحقيقية في مروّجي الدعاية المعادية للاحتلال باتت في الاستثمار المالي الكبير الذي يساهم فيه المدافعون عن فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن أرضه المحتلة ثم بناء دولته المستقلة وهؤلاء تقودهم دولة قطر بدعمها الدبلوماسي ووساطتها الناجعة وقنوات الجزيرة الخمس. وبفضل هذه الجهود ظهر جيل جديد من النخبة المناهضة للاحتلال في الجامعات الأمريكية وفي غضون خمس سنوات قادمة سيكون هؤلاء الطلاب والطالبات الذين يعتصمون اليوم في جامعاتهم بعد تخرجهم بشهادات عليا حشودًا في الكونغرس أو مساعدين بوزارتي الخارجية والدفاع ويحولون وجهة السياسة الأمريكية نحو مواقف مختلفة معادية لنا لا يتوقعها اليوم بنيامين نتنياهو ومؤيدوه في حربه المكلفة والخاسرة! وكما نرى تتزايد الانتقادات الموجهة للاحتلال بسبب إهماله لساحة الدعاية الإعلامية التي ربحتها دولة قطر بسبب وقوفها الى جانب الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة فقد كشفت استطلاعات الرأي العام الأمريكي في مركز (غالوب) في شهر مايو 2024 أن 57 % فقط من المواطنين الأمريكان يؤيدون «إسرائيل» مقابل 85 % سنة 2020 وأن نسبة كبيرة منهم ليس لهم موقف محدد وينتظرون كيف ومتى ستنتهي حرب نتنياهو على غزة؟ وهناك جيل أمريكي جديد نشأ في أجواء معادية لنا، وعن التحول العميق في الرأي العام الدولي كتب المفكر التونسي (البحري العرفاوي) يقول: «والسؤال حول «الأمة» يُطرَحُ اليوم بأكثر جدية بعد السابع من أكتوبر 2023، حيث فجّرت «طوفانُ الأقصى» النظامَ العالميَّ برمّته وأصبحت غزة صانعةً للمشهد العالمي وكاشفة لزيف فلسفة الغرب حول حقوق الإنسان وحول الكونية والتمدن والحداثة لقد تحول شهداءُ غزة إلى رُسُلٍ تطوف أرواحُهم بكبرى مدن العالم وأرقى الجامعات الغربية فإذا بالشباب الطلابي يثور على صنّاع السياسات في تلك الدول وإذا بالأعلام الفلسطينية وبالكوفية في كل أنحاء العالم كما لو أن آلاف شهداء غزة هم الذين يُحرّكون سواكن العالم يُزعجونه بالأسئلة ويستثيرون ضميره النائم، لقد تحولت غزة «المُدَمّرة» إلى أرقى مدرسة عالمية لتعليم فلسفة الحياة ومعنى الإنسان وقيم الجمال والمحبة وفضيلة الشجاعة والصبر والتضحية». ونسجل هذه التحولات في صلب القمم المؤثرة وآخرها قمة مجموعة السبع الأقوى التي انعقدت في إيطاليا في نفس شهر يونيو 2024 حيث قام رئيس البرازيل (لولا دا سيلفا) في كلمة ألقاها في المجتمعين ليقول إن ما تسمونه بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ما هو سوى حق الانتقام من أطفال غزة ونسائها وأبريائها المدنيين وهو ما يشكل أخطر مروق عن القانون الدولي وأخلاق الحرب. وهنا اعتراف عديد الإسرائيليين بفشل أجهزة لوبياتهم القوية في تجنيد الرأي العام العالمي لمساندة دولتهم وتمرير عدوانها على الناس بكونه «دفاعا مشروعا عن أمنها» ثم إشاعة تهمة «معاداة السامية» وإلصاقها بكل من يندد بممارسات نتنياهو المارقة عن القانون الدولي فاصطدمت هذه الألاعيب بحقيقة دامغة وهي أن عديد المنددين بإسرائيل هم يهود وساميون لكن قراءتهم لتوراتهم تختلف عن بروتوكولات صهيون وتدعوهم للتعايش مع العرب والمسلمين مثلما تعايش العرب والمسلمون مع اليهود بسلام طيلة تاريخهم المشترك. كتب يوم الثلاثاء الماضي (توماس فريدمان) يقول: «حان الوقت ليفرض بايدن على نتنياهو وقف حرب الإبادة حتى لا تسقط المنطقة كلها في حرب مدمرة».

1047

| 21 يونيو 2024

كيف ستنقلب موازين العالم بسبب غزة وأوكرانيا؟

مع إقدام الرئيس ماكرون على حل برلمان بلاده وطغيان اليمين العنصري المتطرف في البرلمان الأوروبي الأحد الماضي مع استقالة وزيرين من حكومة نتنياهو وفرض حماس نفسها كشريك في تحديد حل الأزمة يدشن العالم منعرجا جديدا غير مسبوق على خلفية حربي غزة وأوكرانيا و هما حربان قد لا يفهم الناس مدى ارتباطهما ببعضهما البعض وتأثيرهما الحاسم على ما يسمى «النظام العالمي الراهن». * 1) جغرافياً تقع غزة في فلسطين المحتلة أي في منطقة الشرق الأوسط، بينما تقع أوكرانيا بين القارة الأوروبية واتحاد الجمهوريات الروسية أي في قلب منطقة يمكن أن نصفها بالاستقرار والسلم لولا حرب الإبادة الصربية ضد مسلمي البلقان في بداية التسعينات. * 2) تاريخياً بدأت محنة فلسطين منذ سقوط الخلافة الإسلامية عام 1924 وشروع الغرب المسيحي اليهودي في تنفيذ بنود معاهدة (سايكس بيكو) وتقسيم العالم الإسلامي الى دول رسمت لها قوى الغرب حدودا وهمية وسموها للتمويه «أوطانا مستقلة» رفعت رايات وطنية وأصدرت عملات محلية وطبعت جوازات سفر وانطلت مخططات الاستعمار الذي تقاسم تلك الشعوب على أغلبية الدهماء المسلمين فصدقوا خديعة «الدولة الوطنية المستقلة» وتناحر زعماؤها فيما بينهم كإعادة مأساوية لحروب الطوائف الأندلسيين بإدارة ملوك قشتالة ودهاء (فردينان) و(إيزابيلا) . ويعرف المؤرخون ما حدث بعد ذلك من محاكم التفتيش ومحارق المسلمين واليهود معا وطرد أخر ملوك بني الأحمر من الأندلس التي فقدها المسلمون الى الأبد وهو نفس سيناريو نتنياهو وحلفائه لإبادة شعب غزة فيما سمي صفقة القرن التي رفضها ورفض الخنوع لها جمع من فتية آمنوا بربهم فصنعوا لشعبهم ملحمة الطوفان. * ونلفت إلى أن التشابه بين حالتي غزة وأوكرانيا نبهت عديد الخبراء والإعلاميين الى ما ينتظر العالم من تحولات عميقة بسبب هاتين الحربين فاختار صحفيون مقاربة الحربين من زاوية إرهاصات نظام عالمي مرتقب وتحت عنوان إسرائيل– حماس، أوكرانيا… اتساع الهوة بين الغرب ودول الجنوب “كتب (سيريل بلوييت) في مجلة (لكسبريس): «إن العالم يشهد نقطة تحوّل خطيرة بعدما أظهرت الحرب في أوكرانيا وجود هوة بين المعسكر الغربي وباقي الدول ليأتي الصراع في الشرق الأوسط ويزيد هذه الهوة اتساعاً. ولاحظ (بلوييت) مراهنة عديد الدول العربية والمسلمة على الصين وروسيا وإيران لإضعاف الولايات المتحدة وزيادة نفوذ تلك الدول لدى الدول المتوجسّة من واشنطن وفي نفس السياق اعتبر (آلان فراشون) عبر صحيفة (لوموند) أن الصراعين الروسي – الأوكراني والإسرائيلي – الحمساوي أبرزا مجتمعاً دولياً منقسماً على ذاته وعاجزاً عن فرض قواعده وهو وضع تسعى الصين وروسيا الى الاستفادة منه لإرساء نظام عالمي معادٍ للولايات المتحدة، كما أن الخبير العالمي في العلاقات الدولية (برتران بادي) أشار إلى أننا نعيش لحظة تحوّل على صعيد النظام العالمي لكن يصعب التنبؤ بملامح هذا النظام. * والدليل على التحوّل الذي نعيشه هو عدم وجود تسمية جلية للواقع الراهن إذ يكتفي الأكاديميون بإطلاق وصف «نظام ما بعد القطبية الثنائية» حيث أننا ندرك ما كان قبله لكن لا ندري ما سيأتي بعده ويختم (بادي) تحليله قائلاً: “يجب الانتظار عقداً أو عقدين لنلمس بصورة عملية أثر الحربين في أوكرانيا وقطاع غزة في بلورة النظام العالمي المنتظر. وحتى نفهم حقيقة التغيرات المتوقعة كما كتبت الزميلة رغدة درغام فلنقل دون تردد بأن أوروبا في خطر وشيك تقرع أبوابها حرب كبيرة وقريبة كما رأينا في ذكرى مرور 80 سنة على يوم الانتصار في 6 يونيو، حيث أصر الرئيس الفرنسي ماكرون وملك بريطانيا على حضور الرئيس الأوكراني زيلنسكي في هذه المناسبة بموافقة الحليف الأمريكي بايدن مما شكل استفزازا واضحا للرئيس الروسي بوتين بينما كان الاتحاد السوفييتي (روسيا اليوم) تاريخيا هو القوة الحاسمة التي قضت على الرايخ الثالث وقوات المحور ومكنت أوروبا من الحرية. * كما تنعقد هذه الأيام قمة الدول الصناعية السبعة في إيطاليا ومؤتمر السلام لأوكرانيا في سويسرا وهما مناسبات لمزيد قرع طبول حرب عبثية منذرة بكل المخاطر بين الغرب وبين من يعتبرهم الغرب عدوين وهما روسيا والصين! الجديد الخطير في المواقف الأوروبية هو أن الغرب قرر أن من حق أوكرانيا استخدام الأسلحة الغربية التي توفرها لها دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) لضرب المواقع العسكرية في عمق الأراضي الروسية! وهو ما أسرع للرد عليه بوتين بخطاب قوي أعلن فيه الزيادة في مخصصات التسليح النووي بنسبة 30 % وبعقد قمتين روسية عربية وروسية افريقية كما فعلت الصين تماما ثم كوريا الجنوبية التي تعملقت في العقود الأخيرة بقصد واضح وهو قضم ما تبقى من القارة الافريقية والشرق الأوسط من دولها تحت هيمنة فرنسا وبريطانيا. لعل أحد مفاتيح هذا الجري وراء الكارثة في أمريكا وأوروبا هو ما فسره (توماس فريدمان) في مقال نشره أخيرا في (نيويورك تايمز) حول ما سماه (أفول سلطات الغرب وراءه غياب الأخلاق) ونعجب لتنامي ظاهرة رفض عديد النزهاء الإسرائيليين لليمين المتغطرس الذي يقوده نتنياهو منهم (شالوم ساند) والمثقفة اليهودية (بيرين سيمون ناحوم) عبر كتابها الجديد المندد باستعمال حيلة اتهام المخالفين بمعاداة السامية لكل من ينتقد حكومة متطرفة أساءت لشعب إسرائيل. نشر الكاتب البريطاني المخضرم «ديفيد هيرست“ مقالا عن التشابه بين ‏الاحتلال الإسرائيلي والصليبيين في الأساليب والمطامح، مؤكدا أن السلوك ‏الإسرائيلي يجعل من غير المستبعد أن يكون مصير الاحتلال مثل مصير ‏الصليبيين في الشرق.

708

| 14 يونيو 2024

أسباب انهيار الدول وخراب العمران

أتذكر حين انتهت الحرب الأهلية في إحدى دول أفريقيا أواسط السبعينيات وهي (ليبيريا) وانتصر أحد رؤساء القبائل على خصمه وأعلن نفسه رئيسا لجمهوريتها وظل يحكمها برعاية واشنطن حوالي 25 عاما منذ دخل عاصمة بلاده مؤيدا ببعض القبائل داخليا والمخابرات الأمريكية خارجيا وهو الرئيس (وليام توبمان) الذي توفي في لندن تاركا الرئاسة لنائبه (وليام تولبير) ثم ذات ليلة سوداء (أبريل 1980) وفي غفلة من أمن النظام انقلب على الرئيس مجرد عريف في الجيش الليبيري اسمه (صامويل دو) أعلن نفسه جنرالا وأعدم بالرصاص رجلا مسنا حاكما منذ 20 عاما وهو (وليام تولبير) وجميع وزرائه، وكتبت أنا في نفس هذا الركن على أعمدة الشرق الغراء مقالا بعنوان (بالروح والدم نفديك يا زعيم) وقلت بالحرف إن الطاغية الجديد جاء لإنقاذ وطنه من الطاغية القديم في انتظار من يأتي لإنقاذ نفس الوطن من الطاغية الحالي وهكذا دواليك! لا أنسى أن أخبركم بأن (صامويل دو) هذا انقلب عليه قسم من قبيلة منافسة يقودها «زعيمان» هما (برنس جونسن وشارلز تايلور) سنة 1990 قبضا على (صمويل دو) وتم تعذيبه بطريقة وحشية مقززة فقطعوا أصابعه وأذنيه قبل قتله وسحله في شوارع العاصمة (مونروفيا). * أما في عالمنا العربي فقد تأثرت في طفولتي بأخبار العراق حينما انقلب عبد الكريم قاسم على آخر ملك هاشمي هو المرحوم فيصل وأعدمه وسحله في شوارع بغداد مع رئيس وزرائه وأفراد أسرته الهاشمية، ثم بعد 4 سنوات جاء انقلاب عبد الرحمن عارف فأطاح بالطاغية الأحمر عبد الكريم قاسم (لأن قاسم استعان بالشيوعيين) وسحله مع وزرائه في نفس شوارع بغداد ونجا بحياته صديق تونس الرجل الفاضل المثقف المربي محمد فاضل الجمالي الذي تولى منذ الأربعينيات في حكومة نوري السعيد مهام وزارة الخارجية ثم رئاسة الحكومة في العراق ونجا الرجل من حبل المشنقة الذي كان منتصبا على مشانق ما سمي بمحكمة الثورة برئاسة عقيد في الجيش لبس جبة قاض مهووس ومتعجرف اسمه عباس مهداوي ظلم الناس ومات مسحولا هو بدوره في شوارع بغداد... نجا محمد فاضل الجمالي من الموت بفضل إصرار الزعيم بورقيبة على إطلاق سراحه حين اشترط على المنقلب الجنرال عبد الكريم قاسم أن «يعفو عنه» قبل أن يوافق بورقيبة على حضور قمة عربية في بغداد وبالفعل أفرج عن هذا الرجل الفاضل واستضافه بورقيبة في تونس أستاذا بكلية التربية وسبب إخلاص بورقيبة له هو أنه حين كان وزير خارجية العراق مثل بلاده في منظمة الأمم المتحدة بنيويورك وكان بورقيبة واقفا أمام مقر المنظمة ممنوعا من دخولها حتى جاء محمد فاضل الجمالي وتعرف عليه ووضع على صدره (بادج أي تأشيرة مرور) بصفته عضوا في الوفد الرسمي العراقي وهكذا تمكن بورقيبة من تعريف الوفود بقضية تونس ووزع مناشير أعدها ولم ينس أبدا فضل ذلك العراقي الشهم الجريء واستقر في بلادنا ضيفا مبجلا الى أن توفي فيها وخلال سنوات أصبح الرجل صديقي ونشرت له بحوثه التربوية على صحيفة الحزب وكنت رئيس تحريرها وطالما حدثني بلسان خبير عن الهنات والزلات التي تقع فيها النخب العربية رحمة الله عليه واستنتجت منذ مطلع شبابي أن كل من يدرس التاريخ يعرف أن نفس الأسباب تؤدي إلى نفس النتائج وان غياب دولة القانون والمؤسسات والوفاق الوطني لابد أن تؤدي إلى السقوط في نفس الظروف والملابسات التي أسقطت ما قبلها. ** مسكينة أفريقيا تلك القارة التي أراد محرروها من الاستعمار أن تكون قارة ديمقراطية موحدة ورحلوا عنها منذ ستين عاما ليتسلمها بعض الضباط المتناحرين «المنقذين» فأين أفريقيا من أحلام داعبت خواطر (نلسون مانديلا) بطل السلام و(باتريس لومومبا) بطل الكونغو الذي مات مقتولا على أيدي الدموي (موسى تشومبي)؟ وأين (أحمد سيكوتوري) بطل غينيا الذي وقف وحيدا في وجه الاستعمار الجديد ومات في ظروف غامضة أليمة؟ وأين (كوامي نكروما) زعيم غانا وأين وأين.. أولئك الذين أسسوا منظمة الوحدة الأفريقية لإنجاز وحدة القارة السمراء ثم تحولت إلى جهاز إداري بارد ثقيل لا روح فيه كما أجهض حلم مؤسسي جامعة الدول العربية عام 1945 واليوم تعيش عديد الشعوب الأفريقية والعربية فواجع الحرب الأهلية والتهجير نفس سيناريو البدايات المؤلمة يتكرر اليوم في غزة الشهيدة على أيدي احتلال عنصري غاشم وما يقع اليوم أيضا فيما يعرف بكاليدونيا وعاصمتها (نوميا) التي يريد شعبها الأصيل (الكاناك) الاستقلال عن باريس التي تبعد عنها بـ 13 ألف كيلومتر! إنها لعبة مأساوية تتكرر منذ الستينيات وفي انتظار حلها تغرق أفريقيا والعالم العربي في المجاعات والهجرات الجماعية وتفاقم الأوبئة وتغير المناخ وضياع الثروات المنهوبة وتناحر زعماء القبائل واستغلال الشركات الغربية لهذه الأوضاع لتسرق وتسلب وتتدخل في نوع جديد غير مسبوق من الاستعباد.

570

| 07 يونيو 2024

كيف عادت فلسطين أم القضايا

تتعاقب الدول الأوروبية على الاعتراف بدولة فلسطين الواحدة تلو الأخرى على خلفية مشاهد إبادة شعب من الأطفال والنساء وعلى خلفية حوالي 37 ألف شهيد منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى اليوم، من بينهم 15 ألف طفل من زهور فلسطين مع قوافل الشهداء من الحرائر والشيوخ والمعاقين! هي حرب إبادة جماعية انتقامية يشنها عنصري نازي من أجل إنقاذ نفسه من السجن والإدانة والأذى الذي ألحقه بشعبه قبل الشعوب الأخرى. لكن في قلب هذه المحنة الدموية تكمن منحة ربانية بعد أن كادت تطمس قضية الاحتلال الغاشم لفلسطين منذ 1947 ويطبع العالم مع واقع مدلس فرضته عليه ماكينة إعلامية وسياسية ضخمة غسلت العقول وأجبرتها على القبول بالمظلمة التاريخية كقدر محتوم انصاعت له بعض الأنظمة الرسمية العربية صاغرة لولا بعض الرجال من ذوي الجرأة في الحق تصدوا للمحتل وكشفوه ووقفوا مع المقاوم وساندوه ولله رجال منهم قيادة قطر بما سخرته لخدمة قضيتنا المركزية من أموال وقنوات إعلامية ووساطات سياسية وجهود لإعادة إعمار ما دكته نيران النازية الجديدة!. ** ويتوج هذا المسار بحكم محكمة العدل الدولية بإصدار بطاقات إيقاف ضد نتنياهو ووزير الحرب رغم أن المحكمة لم تفعل ذلك إلا بالمس من حماس! وفي دوامة تفاقم الأزمات العربية وتحولها تدريجيا إلى حروب انجرفت إليها قوات أجنبية متنوعة الأصول مختلفة الأهداف متناقضة الغايات نكاد أن ننسى نحن العرب أن قضيتنا الأولى هي فلسطين التي تقهقرت وتراجع اهتمامنا بها إلى درجة أننا انصرفنا عنها إلى قضايا أخرى (معهد جالوب لسبر الآراء) توصل إلى أن المجتمعات العربية كانت تضع القضية في طليعة اهتماماتها السياسية منذ خمسة أعوام وتراجع الاهتمام عام 2022 إلى تصنيفها بعد ظاهرة الإرهاب وبعد تدهور القدرة الشرائية وبعد بطالة الشباب والهجرة الناتجة عنها، وجاءت وزيرة الخارجية السويدية لتذكرنا بأن يأس الشعوب العربية من حل عادل هو الذي يدفع بشبابنا للتطرف والعنف. **ويأتي عالم مؤرخ فرنسي ليذكرنا بدوره وبأسلوب أكاديمي رفيع أن فلسطين هي حجر الزاوية لمعضلاتنا منذ أن بلغ انسداد حلها الخمسة والسبعين عاما ولا تزال. إنه الزميل الكبير الأستاذ الدكتور (هنري لورنس) الذي يعتبر في باريس وأوروبا والغرب من أكبر أساتذة الجامعة الفرنسية تخصصا وتعمقا في أسرار وألغاز الشرق الأوسط وهو الذي كرمته الدولة الفرنسية بتحميله مسؤولية كرسي الحضارة العربية في معهد (الكوليج دو فرانس) منذ عقد من الزمن وهو مؤلف أوسع الكتب التاريخية الأكاديمية انتشارا عن القضية الفلسطينية تم نقلها إلى اللغات الحية المعروفة وتعد مراجع أساسية في معرفة التاريخ العربي الحديث ومنعرجاته المعقدة منذ حملة نابليون بونابرت على مصر التي خصص لها الأستاذ لورنس أول أعماله حين كنا زملاء في قسم الحضارة العربية الإسلامية بجامعة السوربون الرابعة يشرف على رسائلنا لدكتوراه الدولة المستشرق الفاضل طيب الذكر (دومينيك شوفالييه). ** وللأستاذ هنري لورانس كتب عديدة حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي منها ثلاثة في شكل أجزاء متكاملة، هي: اكتشاف الأرض المقدسة 1799-1922 والرسالة المقدسة للحضارة 1922-1947 والجزء الثالث الذي صدر منذ أيام بعنوان: استكمال الرسالات النبوية 1947-1967. ولا يخفى على المتابعين للشأن الفلسطيني أن أعمال الأستاذ لورنس (المتزوج من سيدة لبنانية) لا تحظى بتعاطف الأوساط الإسرائيلية المناهضة للسلام والعدل والحق بل إن هذه الأوساط تحاول النيل من صاحبها ومن الرؤية الموضوعية التي يريد تقديمها عن مأساة شعب. وهو يواصل الكتابة عن القضية بنفس الروح العلمية العالية في شهرية (لوموند دبلوماتيك) وأسبوعية (لوفيجارو) وطبعا لم يحظ بعد وعلى مدى ثلاثين عاما من الكفاح من أجل الحق العربي ونصرة القضية الفلسطينية بأي دعوة من جامعاتنا العربية وأقسام التاريخ فيها ولا بالطبع من جامعة الدول العربية المنشغلة بما هو أهم! ولا من منظمة التعاون الإسلامي التي تحفل أجندتها بالأمور «الجدية» الأخرى. ** كتب الأستاذ يقول: انقلابان أنجزهما الغرب ضد فلسطين! كان الانقلاب الأول عام 2001 مع الانتفاضة حينما شعرت إسرائيل بأن أبو عمار بدأ يدرك مخاطر اتفاقية أوسلو التي لم تنفذها إسرائيل وشرع الزعيم ينحاز لقضية شعبه بأمانة وهنا انقلب عليه الغرب المنحاز لرؤية إسرائيل ففرض عليه تعيين رئيس حكومة حتى يفرغ ياسر عرفات من كل سيطرة حقيقية على مؤسسات السلطة وهكذا أصبح أبو مازن هو رئيس الحكومة وتم بعد ذلك إبعاد أبو عمار تدريجيا إلى غاية وفاته في نوفمبر 2004. وجاءت بعد ذلك الإساءة الغربية الثانية لفلسطين حين دعا المجتمع الدولي إلى انتخابات نزيهة في الضفة والقطاع واختار الشعب بأكثرية مريحة نوابا من الاتجاه الإسلامي للمجلس التشريعي واختار الغرب أبو مازن كخليفة لياسر عرفات لكن الانقلاب بدأ مع السلوك العقلاني للقيادة الفلسطينية عندما انصاعت حماس رغم شرعيتها إلى الحل الوفاقي حتى يرفع الغرب الحظر على لقمة عيش الفلسطينيين. وبدأ ترجيح كفة فتح بصورة لا لبس فيها بالوسائل المعروفة وبالتنسيق مع تل أبيب وإشعال فتيل الصراع الأهلي الذي خطط له طويلا في سلطة منهارة اقتصاديا ومحاصرة ماليا مقطوعة عنها حتى مستحقاتها من الضرائب والإعانات التي وقع عليها الغرب! ** والنتيجة أن الغرب يجد نفسه اليوم مورطا في منطق أمريكي قديم لبوش الابن نشأ مع حادثة 11 سبتمبر 2001 أي الخلط المبرمج بين حركات التحرر الوطني والإرهاب وهذا الفخ لا تعرف الحكومات الأوروبية اليوم كيف تتحرر منه، وذلك المنطق المنحرف هو الذي يستبعد اليوم حركات المقاومة الفلسطينية من أي مشاركة في إيجاد حلول للأزمات بينما هي حركات سياسية لها شرعيتها المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة والنتيجة التي ستزيد الطين بلة في فلسطين هي أن هذا المنطق الأعوج سوف يضع المناضل النزيه محمود عباس في موقف لا يحسد عليه أشبه بمواقف المتعاونين مع القوى الأجنبية ضد طموحات شعوبهم والمقدمين لمزيد التنازلات دون مردود. وحينئذ كيف سيتصرف الغرب إزاء عزلة السلطة التي يطالبونها بتمثيل الشعب الفلسطيني؟ أفيقوا على هذه الحقائق التي يقولها بجرأة رجال غربيون نزهاء يرحمكم الله قبل فوات الأوان حين لن ينفع الندم. فنحن العرب أدركنا منذ سبعين عاما أن أم القضايا العربية بل والإسلامية هي قضية فلسطين منها وإليها ينطلق ويعود كل مشروع عربي للنهضة والسلام مهما تكثفت السحب الدكناء اليوم عام 2024 فوق رؤوس العرب وإذا ما انجرفنا نحو القضايا الفرعية الهامشية وأهملنا الأصل فنحن ربما حققنا تخوفات الزعيم بورقيبة الذي قال في مارس 1965 إن العرب سوف يفقدون فلسطين كما فقدوا الأندلس.

921

| 31 مايو 2024

تاج معرض الكتاب سيرة الشيخ حمد باني نهضة قطر

كتاب أنيق الطبع شامل المعلومات دقيق الأرقام يحمل غلافه صورة مؤسس نهضة قطر الحديثة صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وتتصدر هذا الكتاب القيم كلمة تكريم من خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد أمير قطر، بمناسبة تولي سموه مقاليد الحكم ، وهي بصدقها وعفويتها تشكل برا من الولد بالوالد واعترافا بأفضال من كرس حياته لخدمة شعبه وتمكينه من قيادة مصيره وتحقيق غاياته في التنمية والتميز وخوض غمار القرن الحادي والعشرين بروح متوثبة رائدة في جميع المجالات. يقول حضرة صاحب السمو الشيخ تميم : "لقد رفع سموه اسمنا عاليا وفي عهده استمدت بلادنا قوتها من فعل الخير ونصرة المظلوم وإصلاح ذات البين واستطاع الوالد أن يحقق ثورة هادئة ومتدرجة وشاملة في كل مفاصل الدولة القطرية بلا استثناء: الاستثمار والاقتصاد والاعلام والثقافة والسياسة الخارجية والتعليم والصحة والرياضة والبيئة ليصنع في بضع سنين معجزة حقيقية في المنطقة ويقدم أنموذجا فريدا لشعوبها وإننا نسجل بمداد من فخر لسموه أن فترة حكمه تمثل مرحلة فارقة في تاريخ قطر". هذا جزء من كلمة سمو الأمير عن والده حفظهما الله ورعاهما بالصحة والتوفيق وطول العمر، وقد كتب الله سبحانه لي أن أكون شاهدا من جملة آلاف الشهود على صدق وحقيقة كل كلمة قالها عن والده حيث أقمت في هذا البلد الأمين أكثر من ثلث قرن منذ جئته سنة 1991 أستاذا زائرا لكلية الآداب والعلوم الإنسانية، وألقيت على منبرها محاضرة حول العلاقات بين الإسلام والغرب من الحروب الصليبية الى معارك التحرير من الاستعمار ثم استقررت بالدولة لاجئا إليها من مظالم استبداد نفانا أنا والصديق رفيق المنافي والنضال محمد مزالي رئيس وزراء بورقيبة وكنا مطلوبين من (أنتربول) في سنوات الجمر، فكانت قطر العزيزة ملجأنا وملاذ عديد الملاحقين المثقفين الشرفاء من مصر وسوريا والعراق والتحق بالمظلومين في أواسط التسعينيات أبو الوليد خالد مشعل ورفاقه من حماس بعد محاولة اغتياله من الموساد ونجاته منها بإطلاق سراح الشيخ الشهيد أحمد ياسين. وفي قطر "كعبة المضيوم" أي كل من أصابه الضيم فعملنا في أمن من الملاحقات والسجون وساهمنا في جهود قطر التربوية والأكاديمية والثقافية بما استطعنا ردا لبعض جميل قيادتها المتمثلة أساسا في جرأة ومروءة رجل في قامة الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة واستمرار تلك الفضائل مع سمو الشيخ تميم بن حمد، مما جعل ريادة قطر في جميع المجالات متواصلة ومتصاعدة ومعترفا بها إقليميا وعالميا. ** ونعود لكلمة صاحب السمو الشيخ تميم فنقرأ: "بفضل إنجازاته الكبرى وتفانيه في خدمة وطنه وأمته وبفضل شخصيته الفريدة التي تجمع بين الحكمة والعاطفة وحسن التدبير والتخطيط من جهة والعفوية المميزة من جهة أخرى يحظى سموه بكل هذه الشعبية والمحبة ونحتفظ له بهذه المكانة الخاصة في قلوبنا جميعا. لقد تولى سمو الوالد القيادة في قطر حين كانت دولة عالقة في الماضي غير قادرة على النهوض والتطور واستثمار ثرواتها وتعاني من بنى تحتية ضعيفة ومستوى معيشي متواضع نسبيا فوضع سمو الرائد مشروعا إصلاحيا وتنمويا تضمن رؤية القائد وثقة لا حد لها في شعب هذه البلاد وكان عنصر الإقدام والمجازفة المحسوبة فيه قائما ولولا هذا الإقدام لما تمكنت قطر من تحقيق كل هذه الإنجازات وإرساء البنية التحتية لصناعة النفط والغاز ثم غادر منصبه في خطوة فريدة بل غير مسبوقة وهو منتصب القامة وقطر دولة متطورة ذات مرافق ومؤسسات حديثة يبلغ فيها معدل دخل الفرد أعلى المستويات في العالم. ** “ويضيف صاحب السمو الشيخ تميم في هذه الكلمة البارة تعريفات ضرورية بالوضع الذي تسلم فيه هو قيادة المسيرة بإرادة سمو الأمير الوالد فيقول: غادر سموه منصبه وقطر أشبه ما تكون بورشة بناء لا يتوقف وعلاقاتها السياسية والاقتصادية متعددة ومتوازنة ومتنامية ومجتمعها آمن ومستقر تكاد تنعدم فيه الجريمة. لقد تحولت قطر من دولة بالكاد يعرف البعض موقعها على الخارطة الى فاعل رئيس في السياسة والاقتصاد والاعلام والثقافة والتعليم والرياضة على مستوى العالم". وختم سمو الأمير كلمته بشرح قرار والده باختتام فترة حكمه وهو في قمة عطائه مؤكدا أن هذا القرار الحكيم سببه راجع لإيمانه بضرورات التغيير وتعاقب الأجيال فتسلم الشيخ تميم ولي العهد المشعل من الوالد راجيا أن يكون أهلا للثقة الأبوية الغالية بالقدرة على مواصلة الطريق الذي شقه هذا الرجل الاستثنائي باني دولة قطر الحديثة ورائد نهضتها. ** ثم يقرأ قراء هذا الكتاب الحدث ما خطته أقلام مؤلفيه المختصين الباحثين الأوفياء من الحقائق التاريخية فيحللون تعاقب الصعوبات والأزمات التي اعترضت مسيرة حكمه والتي تجاوزها بالحكمة والواقعية ولكن أيضا بالجرأة ومواجهة التحديات حينما تشتد بعض الخلافات أو الاختلافات إقليميا وعربيا وعالميا وهو مما ضمن دائما خروج قطر منتصرة على الأزمات شامخة الهامة في عالم لا يتسامح مع الأيدي المرتعشة والنفوس المترددة وكانت مواقف دولة قطر بقيادة أميرها تعتمد على الشرعية الدولية وقيم الإنسانية والإصرار على الحق ونصرته مهما كانت التيارات السائرة عكس اتجاه التاريخ والحضارة وثبت ذلك على مدى العشريتين في قضية العرب والمسلمين المركزية قضية الشعب الفلسطيني، كما ثبت ذلك في الزيارة التي أداها صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة الى غزة لكسر حصارها وطمأنة شعبها أنه ليس وحده ونفس المواقف تأكدت في أزمات السودان ولبنان وأفغانستان وهي المواقف التي استمر حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد في الحفاظ عليها كأنما هي أمانة تجب المحافظة عليها من جيل الى جيل وهو ما رفع راية قطر شاهقة بين الأمم. ** ويشرح مؤلفو الكتاب الغاية من تأليفه فيقولون بأن غايته هي معالجة العديد من الموضوعات وإلقاء الضوء على أسباب الأزمات وبلوغ إدراك المواطن لعوامل النجاح من خلال مواقف صاحب السمو الشيخ حمد والتي يواصلها صاحب السمو الشيخ تميم بروح من الوسطية والاعتدال والابتعاد عن الغلو والتطرف وتوسيع افاق الحوار وتفعيل تحصين الذات والثقة بكفاءة الشعب القطري بأجياله الراهنة والمستقبلية وانعكست تلك المبادئ على سيادة الدولة فعززتها وعلى مستوى عيش الشعب مواطنين ومقيمين، فطورته بل جعلت الشعب القطري يصنع مصيره بوعي وعقل فاعل وهو ما بوأ قطر اليوم عام 2024 موقع الريادة والتميز في جميع المجالات. ** تلك هي القوة الناعمة التي استعملها وتسلح بها قائد مسيرتها وبطل نهضتها صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة رعاه الله وبيض وجهه وجزاه عنا جميعا ألف خير. ولعل أفضل ما نختم به مقالنا هو ما كتبه يوم الأربعاء في (الشرق) السيد عبد الرحمن بن حمد العطية الشاهد على تلك الملحمة عن تسليم السلطة الى ولي العهد حيث كتب: "في خطوة تاريخية ووطنية ويوم مشهود عزز سموه خطاه التي انطلقت من رؤيته الوطنية التجديدية الإصلاحية التي تؤمن بدور الشباب في التغيير، في خطاب تنازله وتسليمه مقاليد الحكم لحضرة صاحب السمو الأمير المفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في 25 يونيو 2013، حيث استهل سموه خطابه مخاطبا شعبه بقوله (نحن نستعد لدخول عهد جديد في تاريخ وطننا، وقد أردت أن أخاطبكم أولاً إذ أنتم أصحاب هذه الأرض الطاهرة وحماتها وبناة نهضتها وصانعو مستقبلها).

1035

| 24 مايو 2024

alsharq
TOT... السلعة الرائجة

كثير من المراكز التدريبية اليوم وجدت سلعة سهلة...

5205

| 06 أكتوبر 2025

alsharq
الإقامة الدائمة: مفتاح قطر لتحقيق نمو مستدام

تجاذبت أطراف الحديث مؤخرًا مع أحد المستثمرين في...

1911

| 05 أكتوبر 2025

alsharq
استيراد المعرفة المعلبة... ضبط البوصلة المحلية على عاتق من؟

في الآونة الأخيرة برزت ظاهرة يمكن وصفها بـ...

1731

| 02 أكتوبر 2025

alsharq
حماس ونتنياهو.. معركة الفِخاخ

في الوقت الذي كان العالم يترقب رد حركة...

963

| 05 أكتوبر 2025

alsharq
إعطاء من لا يملك لمن لا يستحق

منذ أكثر من مائة عام ارتُكبت واحدة من...

891

| 30 سبتمبر 2025

alsharq
الوضع ما يطمن

لسنا متشائمين ولا سلبيين في أفكارنا وتوقعاتنا ولكن...

885

| 03 أكتوبر 2025

alsharq
النسيان نعمة أم نقمة؟

في لحظة صفاء مع النفس، يطلّ النسيان عليَّ...

852

| 30 سبتمبر 2025

alsharq
تعلّم كيف تقول لا دون أن تفقد نفسك

كم مرة قلت «نعم» في العمل بينما في...

756

| 02 أكتوبر 2025

alsharq
بين دفء الاجتماع ووحشة الوحدة

الإنسان لم يُخلق ليعيش وحيداً. فمنذ فجر التاريخ،...

654

| 06 أكتوبر 2025

alsharq
كورنيش الدوحة بين ريجيم “راشد” وعيون “مايكل جون” الزرقاء

في فجرٍ قطريّ عليل، كان البحر يلمع بألوان...

651

| 30 سبتمبر 2025

alsharq
النعمة في السر والستر

كيف نحمي فرحنا من الحسد كثيرًا ما نسمع...

627

| 30 سبتمبر 2025

alsharq
الشريك الرئيسي في إعداد الأجيال القادمة

كل عام، في الخامس من أكتوبر يحتفى العالم...

621

| 05 أكتوبر 2025

أخبار محلية