رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
قد تكون أكواب أحزانك ملآنى إلى حافتها بوجع لا يعرفه سواك، ثم يرن الهاتف ليقول المتحدث بصوت مرتعش محزون "البقية في حياتك، أو عظم الله أجرك لتنتظر مرتعباً اسم الذي أصبح في ذمة الله، ويتكرر المشهد، كثيرون يذهبون في حضن الوطن أو بعيداً في صقيع الاغتراب، يذهبون بعد وداع أو دونما وداع ليكون الحزن فارعاً عندما يكون الذاهب حبيباً إلى قلبك، قريباً إلى روحك، عزيزاً على نفسك، وقد تظل بعد الخبر أسير حالات تتباين، قد تتماسك محتسباً، وقد تنهار باكياً، وقد تجمد مكانك من الصدمة، لكن لا التماسك يجدي، ولا الانهيار، ولا الصدمة فحبيبك أغمض عينيه وترك لك فراغ الدنيا وراح عند ربه، طار بعيداً عنك في رقدة طويلة لن يصحو منها، لن يرد على هاتفك إن سألت عنه، ولن يفتح لك بابه إن طرقته، ولن تسمع صوته إن ناديته، ولن تحضنك عيناه قبل يديه وقد زرته، سافر بعيداً عنك ولم يعد في مقدورك أن تلقي بين يديه وعلى أعتابه بأحمالك، وهمومك، ومتاعبك ليخفف عنك بل لتذوب همومك وقد احتواك بحنانه الضافي، ومحبته الصافية، وقلبه الجميل، كما كانت تفعل (نبيلة) الصديقة النبيلة اسماً وخلقاً اسماً على مسمى، التي ما عرفها مخلوق إلا وأحبها، أخفى أولادي الخبر عني لمعرفتهم بمدى محبتي لها حتى سمعتني ابنتي ليلى وأنا أدعو لها بالشفاء فقالت (ادعي لها يا أمي بالرحمة لقد توفاها الله) جمدت مكاني، قفزت إلى عيني مئات الصور المتلاحقة، وعشرة امتدت لثلاثة عقود، دموعي تجري، والشريط يجري، يعيد البعيد البعيد حيث تلقفتني (بلبل) كما كنا نناديها وقد جئت إلى الدوحة صغيرة، جاهلة بأمور الحياة الجديدة فكانت لي أماً حانية، وأختاً محبة، وصديقة وفيّة، كان لبقاؤنا يجسد معنى البهجة، بهجة الصديق بصديقه، وفرح الونيس بونيسه والفه، يتندى الدمع ويعود الشريط مطمخاً بعطر العشرة الطيبة التي عرفت معها كيف هو طعم الوفاء الحقيقي الذي لا يداخله غش، وكيف هو الحب الذي لا يشوبه نفاق، وكيف هي الطيبة التي لا يجرؤ السواد على الاقتراب من بياضها، يعيد لي الشريط لحظة وداعي الموجوع لها وهي تغادر الدوحة إلى مصر، أستعيد قسوة لحظة الوداع، كنت أشعر بطعم فقد صديق حبيب مازال على قيد الحياة لكن قطار الحياة يأخذه بعيداً عن عيني وليأخذ معه شعوراً اسمه الاطمئنان! ولم تنقطع الصلة كنت أزورها في مرضها كلما سافرت إلى مصر، كنت أعلم أي آلام تعاني، وأي صبر تتحلى به، واشتد المرض لتقاومه بمسبحة ومصحف لا يفارقانها، كانت في حضرة أنس الله وهي تعيش وحدها بعد وفاة زوجها، ما رأيتها يوماً شاكية ولا ساخطة، ولا سمعت لها عمري صوتاً عالياً، كان لسانها مسبحاً أبداً، نظيفاً من الاغتياب، لا أذكيها على الله وإنما أحسبها من الطيبين لما كانت ترى عيني من خصالها الجميلة. كثيراً كثيراً أفكر الآن في الموت الذي يطلبنا ولا نعرف متى سنرحل معه وهل ما لدينا من زاد يكفي أم أن الصحيفة تشي بقلة الزاد؟ أسئلة كثيرة تنبت في حضرة الموت وجلاله كلها كلها معلقة في الهواء دونما جواب! مازال الشريط يركض لأسمع صوتها الغائب يعيد اللقاءات، الحكايا، التفاصيل الصغيرة، ودفء قلبها الذي كان قادراً على احتواء العالم، استعيد سيرتها العطرة كناظرة ومربية حازت تقدير واحترام الجميع وقد ساستهم بالحب لا الترهيب، والمودة لا العنف، استعيد عشرة، وعمراً وطيبة، وصدقاً، ووفاء ندر أن يكون فتخنق القلب غصة يفور لها الدمع، اللهم ارحم (نبيلة) الإنسانة رحمة واسعة، وجازاها على صبرها في محنة مرضها بجنة تسعد فيها روحها النبيلة الجميلة. طبقات فوق الهمس: • خالص عزائي للأخ الفاضل يوسف السويدي الذي زاملته عمراً طويلاً بإذاعة قطر فما وجدنا منه إلا الدماثة، وحسن الخلق، أسأل الله له ولعائلته الصبر والسلوان في فقيدتهم الغالية (هند) السويدي التي كانت من أوائل اللائي انضممن لبرامجي الأدبية على الهواء، وكانت من اللائي قلت لهن مع أولى محاولاتها الأدبية عبر الأثير أتوقع أن يكون قلمك غداً من الأقلام الواعدة، أقترح أن يخصص أي برنامج أدبي بإذاعة قطر حلقة خاصة، كتأبين لهند رحمها الله ولفتة وفاء يشترك فيها الكتاب، والأدباء، والمثقفون من أخوات وإخوة وكذلك القراء الذين كانوا يتابعون مقالاتها، رحم الله هند وأسكنها فسيح جناته، وألهم أهلها الصبر الجميل والسلوان. • بعد لحظة، بعد دقيقة، بعد ساعة، بعد شهر، قد ننتقل من فوق الأرض إلى تحت الأرض، قد ينقلنا القطار الراكض نحو البرزخ دون إخطار مسبق حيث السكون الأبدي، ألا يدعونا هذا لنكون إنسانيين تقودنا سلامة القلب، وطهارة الضمير ونظافة النفس؟ • وما الحسن في وجه الفتى شرف له إذا لم يكن في فعله والخلائق (المتنبي)
793
| 26 سبتمبر 2011
* أحداث بعينها، حكاية بذاتها قد تأخذك إلى ركن ساكن هادئ لتفكر وتتأمل بروية في مكنونات ما نسميه (النفس) تلك التي تحمل متناقضات عجيبة من حب وكره، وشجاعة وجبن، وسماحة ووقاحة، وشح وكرم، ومروءة وخبث، وطيبة وقسوة، ونبل وخسة، وأصل ووضاعة، تفكر فيما يعرض لك من شؤون الناس من حولك، وما يصل إلى أذنك من آلام البشر في تلك القارة العجيبة (النفس) بكل ورودها وأشواكها لتتأكد أن جمال النفس أو قبحها طبيعة متأصلة في الذات تماماً كمتسبات الجينات، كلون الشعر، والعينين، والجلد، ومهما بذلنا من جهود لتغطية ندوب الذات أو تشوهات النفس بمكياج، أو ماسكات، أو حتى ليزر لا يمكن بحال أن نخفي الدمامة تماما كما لا يمكن أن نخفي خير نفس جميلة، نبلها واضح للعيان وضوح الشمس، ولا تكاد تخطئه عين! * لا تتوجع، ولا تندم على خير قدمته، ولا جميل بذلته، ولا معروف ما ارتجيت منه صيتا ولا سمعة، ولا تتألم بعد محبة سقيتها من نبع ودادك الجميل لتكون لحبيبك برهان محبتك، لا تقل ضاع الوفاء، وتعملق الشوك، وتوحش النكران، إبق كما أنت إغزل محبتك أغنيات وفاء، وأزرع أزهارك في الصباح والمساء، وكن إنسان الحياة الجميل النبيل الذي لا يزيده النكران إلا بذلاً، وتمثل بقول الشاعر: ازرع جميلاً ولو في غير موضعه لا يضيع جميل أينما زرعا إن الجميل وان طال الزمان به لا يجتنيه إلا الذي زرعا * كانت سرحانه، وحزينه، سألتها ما بك؟ قالت هامسة ماذا تفعلين إذا قالوا لك عن صديقة تعتبرينها صاحبة مروءة وشهامة وكرم، يفز قلبها لنجدة المأزوم، وما وجدت كربا إلا وبادرت بتفريجه إنها قول بلا فعل، تظهر غير ما تبطن، تقول في غيبتك كذا، وكذا، وكذا، وان حقيقتها غير ما تتوهمين، بل أنت مخدوعة بها، سألتها ماذا عن مواقفها معك شخصيا قالت لم أر منها إلا خيرا، ووداً، ورفداً، وحناناً، وحباً، قلت للسرحانة الحزينة لا تصدقي الواشي، بل صدقي مواقفها معك، فالمواقف (كشف هيئة) وسيرة حياة تنم عن صاحبها وهي لا تعرف النفاق، ولا التجمل، ولا الكذب. * كما الورود ألوان، الصداقات أيضا ألوان، هناك صداقة بيضاء، تلك الخالص محبتها، العبقة كعطر الياسمين، علاماتها الفارقة حنونة كأم رؤوم، صادقة كلسان تقي، صافية كنبع عذب، لا يرجو أصحابها من بعضهم لا منافع، ولا مصالح، ولا حاجات، إنما القرب من الله، والحب في الله لا أقل ولا أكثر. * في الأفراح أو المآتم يصدق قول (باسكال)، (إني أؤكد أنه لو عرف الجميع ماذا يقول لبعضهم على البعض الآخر لما بقي في العالم أربعة أصدقاء) وهذا ملاحظ تماماً في جلسات النميمة النسائية في فرح كان أو حزن، حيث لا تترك الألسنة همزها، ولمزها، وإخراج (مصارين) البيوت، وفتش أسرارها، وهتك المستور منها، ثم يقبل الجميع بعضهن بعد تشريح الجثة بالسواطير، ثم يقلن الكلمة المعتادة (دع الخلق للخالق). وبعدها وعد بلقاء جديد عقيم للعجر في فلانة أو فلتانة بلقاء نميمة صباحي أو مسائي مش مهم. طبقات فوق الهمس * قد يهبك الله صديقاً نبيلاً يداري على عورات من قصر معك فينسبها لنفسه حتى تتصور أنه المقصر لا هو، إنه ندرة، إنه كنز تتصاغر أمامه كل كنوز الدنيا. * هناك أصدقاء كالهواء والماء لا يغني عنهم إلا هم! * للتي قالت ماذا أفعل وقد أحسست أنني أخلصت لصداقة تتلون أقول خذي بما قال الشاعر: ولا خير في ود إمرئٍ متلونٍ إذا مالت الريح مال حيث تميلُ * أخطر الخطر على الصداقات النبيلة ذو الوجهين.. احترسوا. * الصداقات الصدوقة كنوز، والكنوز تحسد، وتصيبها العين، انتبهوا. * كل مالا يعرف الصدق يموت! * قد تتوالى المحن لندخل اختباراً عصيباً يمتحن إيماننا بالأقدار لكن يظل المؤكد أن بعد كل ليل حالك نهار مشرق. * صداقات المسجد هدية غالية للمجتمعين بعيداً عن دنيا مصممة على الفتك بهمة الروح فينا! * إذا كنت محبوباً فثق أن خلفك من يسعى بهمة لتجريدك من هذا الشرف! * لا تصدق كل ما تسمع فالبهارات كثيرة! * إذا آمنا بمقولة (من قال لك قال عليك) سنرد كثيراً من الوشاة على أعقابهم. * وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟ كثيراً ما ننسى هذا السؤال الشريف! * لا تلم حبيبا غدر ولا صديقاً خان، لُمْ نفسك على اختيارك. * بعض صداقاتنا أرض، وسماء، وأهل، ووطن.
2073
| 19 سبتمبر 2011
من زمان ونحن نناشد حماية المستهلك الضرب بيد من حديد على جشع التجار الذين قرروا مع سبق الإصرار والترصد تنظيف جيوب المواطن والمقيم ربما عملاً بمقولة (النظافة من الإيمان) ويبدو أنهم حالفين ما تدخل زيادة جيوب الناس إلا ويشفطوها ويبتلعوها لا هنيئاً ولا مريئاً، أجزل أمير البلاد المفدى عطاءه لشعبه الوفي، فرح المنتظرون بتعديل أوضاعهم، وتسديد ديونهم، ورأب صدع أوضاعهم الحياتية، وفي نفس الوقت فرك التجار أيديهم ابتهاجاً لأن حظهم من المكرمة الطيبة سيكون جزيلاً، لم يكتفوا بما ابتلعوه طوال السنة بل يحضرون أنفسهم للجديد!! تعمدت التجول بأحد المولات حتى لا أقول (قالوا) فوجدت السادة التجار قد بدأوا شغلهم، سألت أحد العاملين لماذا رفعتم أسعاركم؟ ابتسم ثم قال: التخفيض كان خاصا برمضان، لكن عادت أسعارنا الآن كما كانت لذا (يتهيأ لك أننا رفعنا أسعارنا) ماشي كلام الأستاذ، أنا بيتهيأ لي، لذا أرجو من حماية المستهلك أن تقارن أسعار ما قبل رمضان بأسعار الآن لترى إن كانت ظلت كما هي أم مخالب التجار قد بدأت في نهش فرحة الناس لتستولي على قدر ما تستطيع من جيوبهم! على فكرة البعض رفع السعر ريالين على الحليب طويل الأمد يعني 20% (إحنا لسه بنقول يا هادي) من ناحية أخرى هناك فريق سيتضرر ضرراً بالغاً من (الفك المفترس) الغلاء الذي عممه التجار على الجميع دون أن يفطنوا إلى أن هناك فئتين لم تحصلا على المكرمة الأميرية، القطريون العاملون في القطاع الخاص، والمقيمون، وبذلك ستتكبد الفئتان ما لاتطيقان والمرتب كما هو، كيف لهما احتمال جشع لن يبقي لهم شيئا هذا أمر نعرضه على سعادة الشيخ جاسم بن عبدالعزيز آل ثاني وزير الأعمال والتجارة لأن هذه الفئات لن تصمد طويلا أمام منشار الغلاء ليبقى الحل دائما بمزيد من الديون والأعباء، والهموم، أكرر دعوة السادة في حماية المستهلك لجولة بالأسواق ليروا بأم أعينهم مهرجان الأسعار الذي بدأه السادة التجار رغم الوعود التي قطعوها، المعاينة خير برهان، وقد يفتح موضوع الغلاء زيادة غير مسبوقة لاحظها المتسوقون بأسعار ملابس الأطفال التي قفزت قبل دخول العيد إلى أرقام عجيبة، وكذا أسعار الخضار والفاكهة التي كانت مقررة علينا إلى جانب رداءة المعروض، ومع كل زيادة تذبح الناس لابد أن نسأل ألا توجد هوامش ربح محددة المفروض ألا يتخطاها التجار؟ لقد سافر قريب لنا إلى الصين ولما عاد حكى لنا كيف أن أسعار السلع هناك (بتراب الفلوس) خاصة الملابس والتحف ولعب الأطفال، وأكد أن التجار عندنا يربحون فعليا مئات المئات في المائة فوق سعر السلعة الأصلي!! هل تجدي استغاثتنا بحماية المستهلك قبل أن تقف عوائل كثيرة في طوابير على أبواب الجمعيات الخيرية وقد عجزوا عن سد شره التجار أم نناشد السادة التجار (الله يخليكم كفاية تربحوا 800%). عشان خاطر ربنا مش خاطر الغلابة. طبقات فوق الهمس: * ليكن معلوما لإدارة حماية المستهلك أن أسعار المستلزمات المدرسية فوق التصور ماذا يفعل موظف غلبان عنده خمس عيال ومرتبه يا دوب!؟ * ليكن معلوما أن غسيل السيارة قفز إلى 30 ريالاً! * وليكن معلوما أن معظم المطاعم رفعت أسعارها، أحد مطاعم السد رفع السندويتشات 55%! * أسعار القماش المسكوت عنها حدث ولا حرج! * أسعار تفصيل الستائر أصبحت خرافية! * هذا غير الأكل والشرب وكل مستلزمات الحياة. * الله المستعاااااااااااااان!!!
377
| 12 سبتمبر 2011
قد تشعر يوماً ما في موقف ما أنك وقعت تحت ضغط الإحساس بأن طرفاً ما "جار عليك" وأنك محتاج لمن يسمعك، ويفهمك، وينصفك، قد يحدث هذا الموقف بسبب فاتورة تليفون، أو فاتورة كهرباء، أو ما شابه، وقد تبذل جهداً، ووقتاً طويلاً لإقناع المسؤولين بأن هناك خطأ ما أضر بك وحملك عبئاً مادياً لست مسؤولاً عنه، وقد يحدث شد وجذب، ومشادات، وخناقات يرتفع فيها الصوت والضغط والمراجعون مستميتون لإثبات أن الفاتورة التي وصلتهم خطأ، وأن المبالغ الخيالية بالفواتير لا تخصهم، ويظل الأمر طويلاً حتى يسوى بعد طلوع الروح، أمر مشابه لذلك يحدث مع مخالفة المرور، فزميلنا فيصل أبو ندى يحكي لي عن "مسج" وصلته على موبايل بأنه مخالف، راجع المرور، حولوه إلى "لخويا" لأنها هي التي سجلت المخالفة، قال فيصل للضابط المسؤول في "لخويا" إنه كان في الموعد والمكان المحددين بالمخالفة بالإذاعة مع برنامج على الهواء يعده، وأن "لخويا" أو المرور بإمكانه التأكد من ذلك عن طريق الشرطة المسؤولة عن بوابة الإذاعة التي تسجل بالدقيقة والثانية السيارات الداخلة إلى مبنى الإذاعة بكل تفاصيلها وستظهر إفادة شرطة البوابة براءته من هذه المخالفة وطلب من الضابط المسؤول فقط مخاطبة شرطة البوابة للتأكد مما يقول، لكن الضابط طلب منه هو مخاطبة البوابة وإحضار ما يثبت كلامه، خاطب فيصل البوابة فقالوا له لا يجوز مخاطبتك لنا ممكن "لخويا" يخاطبوننا وسنرد عليهم بالمطلوب، وبين لخويا، والبوابة، والمراجعات بالمرور هدر وقت طويل والدنيا حر والناس "صايمين" وحتى الآن لم تحل مشكلة أخينا فيصل مع المخالفة التي يؤكد أنه غير مسؤول عنها ووجوده بالإذاعة يشهد، وبيانات سيارته التي دخلت مبنى الإذاعة تشهد، لكن لم تنته الحكاية بل قالوا له لو حولت المخالفة إلى المحكمة سيطلبو من "لخويا" مسجل المخالفة ليحلف اليمين وإذا حلف ستدفع المخالفة وفوقها غرامة، قال أخونا فيصل أنا مستعد أحلف اليمين بأنني لم أدخل موقع المخالفة من سنة ومعي شهادة دفتر البوابة الذي سجل دخولي إلى عملي، جاءه الرد بأنه غير مطلوب منك أن تحلف الذي يحلف الذي سجل عليك المخالفة، وحتى الآن الموضوع معلق، لذا كان مريحاً جداً أن أقرأ أن إدارة المرور خصصت مكتباً لتلقي شكاوى المراجعين لما يعترضون عليه من مخالفات للنظر فيها وتصحيح الأخطاء التي قد تقع أثناء تحرير المخالفة تخفيفاً على المراجعين بعد مراجعة اللجنة المشكلة من إدارة المرور، والشؤون القانونية، والدوريات، وبعد التأكد من صحة الشكوى ترفع المخالفة. ولعل الجميل في هذا المكتب أنه لا يفرض أمراً واقعاً مثل (ادفع وبعدين تظلم) ولا يتعالى ليؤكد (احنا ما نغلط) ولا يلزم الشاكي قهراً بكلمتين يحرقوا الدم مختصرين في (حتدفعها يعني حتدفعها). إن هكذا تعامل من قبل إدارة المرور مع المواطن والمقيم يشير إلى شكل محترم، ونهج راق للتعامل الأمثل الذي يضمن حقوق الناس، ويترفع عن غطرسة السلطة، وفرض حصيلة من المخالفات بغض النظر عن ظروف المخالفة، ويلتفت أيضا لخصلة الصدق بأي إنسان. إن مجرد إتاحة فرصة التظلم، والاستماع للمتظلم، والبحث في ظروف المخالفة وملابساتها أمر يستحق أعلى درجات الاحترام والتقدير لنسق إداري إنساني ينأى بنفسه عن ظلم الناس، وعن قهرهم بدفع ما لا يجب عليهم وقد يكون نتيجة خطأ بالتأكيد غير مقصود. تحية لائقة بوزارة الداخلية التي تلتفت إلى الإنسانيات التي تخفف من أعباء الناس، وتحية لشرطة المرور التي تواجدت رغم الصوم والحر وأثناء حوادث العيد لتيسير عملية السير، وانسياب الطرق خاصة بعد الحوادث المؤسفة التي تكررت في أكثر من طريق، مرة أخرى نؤكد أن الانصات للشكاوى تصرف حضاري نبيل يستحق الشكر الجزيل، ولا أغفل تقديم تحية لائقة بأستاذنا مدير المرور محمد الخرجي الذي تجد رقم موبايله الخاص مع كل الناس دون تحسس، ولا فوقيه، ولا غضاضة، من يطلب الرقم من البدالة يحصل عليه هذا في الوقت الذي قد ينشف ريقك لمعرفة رقم مديرك الذي قد تحتاجه في ظرف قاهر، مرة أخرى كل الشكر والتقدير لوزارة الداخلية والقائمين عليها ولإدارة المرور التي لا تألو جهداً في تقديم جهود تستحق وافر التحية.
957
| 05 سبتمبر 2011
• أسميه أبو الغلابة هو عبدالكريم، عبدالرحمن الرحيم المتعب بدمع المتعبين، دوماً أجده مسؤولاً روحياً عن الموجوعين بالفقر، ومعنياً بالمأزومين بالحاجة، دائماً (حامل هم) الواقعين تحت سكاكين الحاجة القاهرة وقد احتطبوا هم إعالة أسر لا تجد ما يكفيها، دائماً مشغول بهم إنسان ما، هذا يبحث له عن عمل، ويحاول مساعدة من يعمل ودخله لا يكفيه، وتلك أرملة تعول ولا تجد لينشط في أن يوفر لها مصدر رزق يحفظ ماء الوجه، استشعر دوماً كلما جمعنا حديث أنه ليس من الذين ينتظرون رمضان الكريم كي تشتد همته بمساعدة المنكودين بهمومهم، بل هو مع هموم الناس دوماً، يحاول التخفيف عن أشكال وألوان من الأوجاع، يحركه قلب جميل، وحس نبيل يجعله في عون الناس، ولعل إنصاته الجميل لمحدثيه الذين يبثونه شكواهم مزية أخرى في عالم يحب ناسه الكلام كثيراً وطويلاً، لا أدري كم أعان محتاجاً، لم أحص كم فتح بيتاً، وستر معوزاً، ورحم ماء وجه من الخجل، لا أدري، لكن الذي أدريه ويصلني تماماً أنه من الذين يفتحون أبواب الأمان والأمل أمام اليائسين المتعبين من ضربات الحياة الموجعة، كما استشعر من كل ما يتعناه أنه يعتبر نفسه مسؤولاً عن كل مهموم، ومعنياً شخصياً من دون بشر العالم بإدخال الفرح على قلب كل محزون، الأجمل أنه يقدم كل ما يقدم دون ابتهاج أو غبطة أو فرح بما يفعل، وإنما برجاء أن يتقبل الله!! اللهم تقبل منه وأذق قلبه فرحاً لا يعرفه إلا تقي، واجعله دوماً في قضاء حوائج الناس حتى يلقاك ويفرح بما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. • لو آمنا حقيقة بأن كل جميل نزرعه سنجده طارحاً غداً ما تخلينا عن غرس وردة، وقلع شوكة. • لماذا يقتصر التعاطف، والتواد، والسؤال عند البعض على رمضان؟ لماذا يضرب الجفاف المشاعر طوال العام؟ • هل ينقضي رمضان وقد غرس فينا وروده وعطرنا بعبيره؟ هل غرس فينا سامحني أخطأت بحقك؟ سامحني قصرت بواجبك؟ سامحني ظلمتك؟ سامحني اغتبتك وبهتك؟ • بدأت العشر الأواخر فيا سعد من انتبه ولبى. • مشادة في المسجد حدثت بين سيدتين، الأولى حاجة مسنة، والثانية شابة تصحب معها طفلين قلبا مصلى النساء ضجيجاً، وطرق، وركض، وضرب على ظهور المصليات بكفوفهما (الحلوين بيلعبوا) انتظرت السيدة المسنة حتى انتهت التراويح وسألت بأدب (أولاد من ديله.. وين أمهم؟) الأم لم ترد، كررت: وين أمهم؟ ظلت الأم منكرة لنفسها عندما لاحظت غضب المصليات مما فعل الأطفال أثناء الصلاة، ولما وجدت ألا مفر عرفت بنفسها وهي خارجة من المسجد بطفليها، قالت السيدة المسنة (يا بنيتي) صلاتك في بيتك أبرك لك ما عرفنا نصلي، لا خشوع، ولا سكينة، ولا متابعة الإمام!! هنا علا صوت الشابة بسؤال مستفز: "لما أصلي في بيتي عيالي يتعلموا يحبوا المسجد إزاي؟" ردت عليها السيدة المسنة (ربي عيالك أولاً على الالتزام بأدب المسجد واحترام الصلاة وبعدين اتكلمي عن حب المسجد)، لم يعجب أم العيال (الحلوين) ردها وقد تكاثرت عليها المصليات يعاتبنها على ضجيج الأولاد وينصحنها بالصلاة في بيتها، ويؤكدن أن الحاجة عندها حق فيما تقول، هنا علا صوت أم الأولاد (الحلوين) لتقول وهي خارجة من المسجد "خلاص اللي عايز سكينة يصلي في بيته، أو اكتبوا على المسجد ممنوع الإزعاج!!!" وأمام هذا المشهد المتكرر كثيراً مضطرة أن أعود لما كتبته منذ سنتين بمرافئ طالبة من وزارة الأوقاف أن تتكرم بتوفير مشرفات وليكن متطوعات يمنعن منعاً قاطعاً باتاً دخول الأطفال (الحلوين) الذين يعكرون على المصلين، مع ضرورة أن يخصص الدعاة بين الصلوات دروساً للالتزام بأدب المسجد. • نعم قال رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه "لاتمنعوا إماء الله مساجد الله" وأكيد كان يخص بهذا التوجيه المصليات الملتزمات التزاماً كاملاً بأدب دخول المرأة المسجد، وأكيد لم يكن يعني الرسول الكريم المتبرجات الخارجات للصلاة بالعطور، والبخور، والزينة، والدندشة، واللامع، والفاقع، (وكمان الميك أب) وأكيد لم يكن يعني المصليات اللائي ترتفع أصواتهن بحكايا السوق، والبيوت، وآخر الأخبار، حتى يضج مصلى الرجال من أصواتهن، ويضج الإمام مؤنباً ولافتاً أنظارهن لمخالفاتهن ولا حياة لمن تنادي، نفس الصوت العالي والتعامل مع المكان كأنه سوق أو مول أو صالون للدردشة والحكايات، والويل الويل لو انتقدت السيدات إحدى المصليات معهن (بياكلونها أكل).
754
| 22 أغسطس 2011
عندما رأيت (فخامة الرئيس) في القفص تذكرت على الفور دكتور (حامد الدالي) جارنا في بورسعيد الذي كان ضيفاً دائماً على أمن الدولة والفاسين وجيم، كان كلما رأيته في إجازة وتحدثنا عن حال الدنيا والسياسة كان يرفع يديه إلى السماء ويدعو بأعلى صوته (اللهم أرنا فيه يوماً أسود) وتصورت كم مليوناً كانوا يشاركون جارنا العزيز.. الدعاء بحرقة ما لاقوه من غلب، وفقر، ومرض، وسجن، وظلم، وقهر، وعذاب وهم ومليون غم!! عندما رأيت مبارك في محبسه المهين نورت الآية البديعة (اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء، وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء) لتكون عظة ما بعدها عظة! عندما رأيت (فخامة الرئيس) بلا ألقاب، ولا حرس رئاسي، ولا تعظيم سلام، ولا موكب مهيب أمامه وخلفه، ولا متحدث رسمي، وعندما سمعته يقول لرئيس المحكمة (أفندم.. أنا موجود) فهمت معنى كلمة (الخزي) التي قرأتها كثيراً ولم أعيها، وفهمت معنى أن يقول الإمام وهو يدعو خاشعاً (اللهم أجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة) وأي خزي، وأي مهانة، وأي صغر، والحاكم محكوم، والجلاد موقوف، وعز السلطة ذل، والخيلاء والتيه استكانة، والسلطة سراب، وحماة السلطة ورجالاتها زملاء زنزانة الهوان، والمليارات المنهوبة حسرة، والقصور الوسيعة الفخمة غدت أمتاراً عليها حراسة مشددة! المنظر صعيب صعيب، ربما لأنه لم يخطر ببال بشر ولا حتى في الخيال لكن فعلها الشعب الذي صبر ثلاثة عقود كالجمال يزدرد العلقم ويبتلعه مخصوماً ممنياً نفسه بيوم فرج يأتي من رحم انتظار طويل ما مله الصابرون، الواقفون على حد السكين، الفاقدون كل شيء، كل شيء بينما (النظام والحاشية الخصوصي ينعمون بكل كل شيء، كان لابد أن يكون للصبر نهاية فكانت في يوم شمسه ليست ككل شمس، وفي نهار يختلف عن نهارات الوطن الحزين، وثار الطوفان ليعتدل المقلوب، وليقول المرسوم الشعبي صاحب الإرادة الشعبية الحرة بأمر شعب مصر (فخامة الرئيس محمد حسني مبارك في القفص) بأمر كل أم قتل قناصة النظام ولدها، بأمر الفقراء الذين أكلوا من (الزبالة) بأمر المساجين المساكين الذين لا جريرة لهم إلا (الصلاة في المسجد بانتظام) كتقارير أمن الدولة، بأمر القرى والنجوع، التي عاشت محرومة من كوب ماء نظيف وعاشت مجبرة على شرب الماء مختلطاً بماء الصرف الصحي، بأمر الشباب كل الشباب المعوق الذي فقد عينيه وأطرافه بطلقات الغدر في الميدان، بأمر كل من ذهب ولم يعد ثم وجدت عظامه وبقاياه مدفونة في أقبية أمن الدولة، بأمر الأسرى الذين (فعصتهم) الدبابات الإسرائيلية في سيناء وأقفل الريس ملفهم ولم يطالب لهم بدية، بأمر الغاز الذي اصطف شعب مصر طوابير ليحصل منه على انبوبة بسعر يكسر ظهر الغلابة بينما باعه فخامة الرئيس لإسرائيل بتراب الفلوس، بأمر وقفة المصريين طوابير مهينة للحصول على رغيف خبز قمحه منتهي الصلاحية، بأمر الأرض الملوثة بالمرض والمبيدات المزروعة غلباً والمغصوبة على توزيع السرطان على أطفال مصر المساكين، بأمر الغيطان المحظور عليها قمحها وأرزها انصياعاً لتعليمات الخواجه الأمريكاني التي نفذها فخامة الريس حرفياً، بأمر رؤوس مصر العبقرية التي أبعدت عن حضن وطنها قسراً لتعيش في المنافي ينهل من كنوز أفكارها الغرب المقيت بينما الوطن محروم منها، بأمر المعاناة الطويلة من الفقر، والمرض، والجوع، والبطالة، والذل، وتغول نفوذ السلطة، وتوحش الفساد، وسرقة مقدرات الشعب وكل محاولات تركيع مصر الغالية، بأمر كل شهقة ألم، وكل دمعة حزن، وكل لوعة أم، بأمر الحزن الذي عشش في بيوت مصر وتكاثر فكسى الوجوه الجميلة النبيلة وجعاً لا يكتب، بأمر الشعب العظيم الذي أسقط نظاماً شديد البأس والشراسة (فخامة الرئيس في القفص) لتقتص منه العدالة لشعب نبيل لا يليق به أنه لا أن يكون حراً، الآن هدأ الشارع المتلاطم ونستطيع أن نقول ألا أحد فوق القانون، وإن مصر لم تعد من ممتلكات الريس الملاكي يتصرف في شعبها على هواه، ولم تعد تكية تنهبها الحاشية دون مسائلة، خلاص مصر لم تعد نهيبة، وحان وقت الحساب، وبغض النظر عن نوع الحكم على مبارك أتصور أن مبارك مات ألف مرة وقد أيقن أنه في مواجهة طوفان شعب أقوى من الحاكم. مهم الآن أن تحمي الثورة مكتسباتها وهذه مسؤولية المصريين جميعاً بكل أطيافهم، وفئاتهم، وبغض النظر عن حزب المحروسين (آسفين يا ريس).
1446
| 09 أغسطس 2011
قد يمر العام ودواخلنا تملؤها العتمة لا مجال لنور، ولا لشمس تبدد الحلكة الحالكة! قد يمر العام ونحن مشغولون بالركض خلف ما يلزمنا وما لا يلزمنا، خلف الممكن والمستحيل، خلف ما يمكن أن تطاله أيدينا وما لا يمكن أن نطاله ولا في الأحلام! يمر العام ونحن نتسابق على ما لا يستحق السباق، ونتعارك، ونتغامز، ونتلامز، ونتنابز بالألقاب من أجل أمور لا تزن جناح بعوضة، نقوم وننام وملء القلب غضب عنيد يغذيه إصرار على كسب (معركة) عيب أن نسميها معركة رغم علمنا بأن رحلة استضافتنا على كوكب الأرض لا تلبث أن تنتهي سريعا! قد يمر العام دون أن نلحظ أن الحب ينحسر، ينزوي بعيداً وكائن مطرود لا رغبة فيه، ودون أن نلحظ أن مسيره حياتنا كلها لا تسير على هدى وإنما تمضي من ارتباك إلى ارتباك، لأننا نسينا (البوصلة) في مكان ما ولم نحرص على أن نجدها لنصحح المسار! قد يمر العام والروح سارحة تائهة بين فيافي القفار تتخبط في طينها أو تهوي في جب سحيق أو تنساق لضياع لا يلبث أن يأخذها لضيعات! قد يمر العام دون أن نلحظ أننا خنا أماناتنا فقلنا زوراً، وطمسنا حقائق، واستنجدَنا الملهوف فلم ننجده، واستغاث الفاقد ولم ننقذه! قد يمر العام والعمر المرتبك لا يلوي على شيء، ولا يحفل بشيء، ولا يخطط لشيء، ولا يتأمل ما يستحق التأمل، ولا يبالي وهو يرى أن كل يوم يمضي يقضم من الأجل، ويقربنا من نهاية الدرب الذي يحتاج زاداً كثيراً ولكن قل الزاد! قد يمر العام وقد دفنا فيه الأحبة الأعزاء دون أن نلتفت إلى دورنا القريب أو البعيد، ولم نفكر قط على أي نحو ستكون النهاية، وإلى أي مصير ستحملنا إليه الخشبة الحدباء! قد يمر العام لنبتلى في أرزاقنا، أو بسقم أبداننا، أو في المال والأهل والولد دون أن نفطن أنها وسائل تستحق الشكر لا السخط والتذمر والشكوى، وكم رسبنا ولم ننجح في امتحانات الصبر والابتلاء! قد يمر العام دون أن نفكر ونحن نركض بين فلوات الحياة ومطالب النفس التي لا تشبع فيمن ظلمناه، ولوثناه، وبهتناه، واكلنا بالنميمة والغيبة لحمه حياً وميتاً دون أن نشعر بالتخمة، قد يمر العام وقد استعذبنا أبهة السلطة الزائلة فاستعذبنا تعذيب بعضنا دون أن ننتبه إلى أن الدنيا دوارة وان الكرسي الهزاز لا يستقر على حاله طويلا، لأن التغيير سُنة! قد يمضي العام ونحن نجتهد في نبش عيوب الناس واذاعتها دون أن نفكر يوما في تأمل اصغر عيب فينا الذي يؤهلنا بجدارة للحرمان من رحمة الله، قد يمر العام ونحن نخاصم الإنصاف، والعدل، والرحمة، والعطف، والإحسان، والمعروف، والمرؤة، لأننا مشغولون بالقشر الزائل، والوقتي، والآني، والسريع العاجل! قد يمضي العام بعاهات كثيرة تعكر صفو الحياة ونحن المساكين قد وقعنا في شراكها طوعا وكرها لكن يأتي وقت ينفض عنا كل المثالب، ويدعونا لرفرفة الروح، والخلاص من طين الأرض، يأتي يوم كاليوم الذي يستهل بوجهه الصبوح أيام رحمة، وغفران، وعتق من النار، ووداع لكل ما أثقل القلوب بالذنوب. اليوم ما أحوجنا مع اشراقة رمضان الطيب لعيون لا تعشى، لقلوب مبصرة ترى ما كنا نحجبه عامدين والدنيا تلعب بنا وتلهو، قليلة هي الأيام التي نملك فيها القدرة على مواجهة النفس، ومحاسبة الذات، ولجم الهوى، قليلة هي الأيام التي يمكن أن يسترجع فيها المرء شريط عمره كله في ثوانٍ ليتوجع نادما من سقطاته، وهناته، وذنوبه، وفجراته، وعثراته، وقباحات أقواله وأفعاله، وعنجهيته، وكبره، وظلمه للناس، وسوء خلقه، وانانيته، وتخليه عن كل خير كان بمقدوره أن يقدمه لإنسان على ظهر الأرض فأحجم، قليله هي اللحظات التي يمكن ان نقف فيها أمام المرآة لنقول لمن نراه، يا أنت، يا أنا، أنا حزين لأنك أنا، يا أنت يا أنا ما اقبح فعالك ويا شين ما قدمت، وقلت، وفعلت، قليلة بل نادرة هي لحظات المصارحة المشرفة التي تقودنا للنهار، حيث كامل الاغتسال من درن الأوحال، هذا رمضان الجميل النبيل جاء يمد يده لينتشلنا من وحدتنا، وطيننا، وضياعنا، لنكون خلقا آخر يستحق لقب إنسان، هذا رمضان.. هذا أوان انتصار النور فينا على الطين، هذا أوان القلوب الدامعة حزناً وندماً على الذنب. *** * طبقات فوق الهمس: * لما تلاقي نجوم السما مليانه إيمان وأما تلاقي الخير والحب في كل مكان واما تلاقي هلال نور في السما فرحان يبقى بعودة رجوعك لينا يا رمضان * للغالية التي ما وجدت كربة إلا فرجتها، ومحزونا إلا واسته، وغريقا إلا انتشلته، ومحتاجا إلا رفدته، وصاحب حاجة إلا قضتها له اقول: ارجو أن تكوني من عباد الرحمن الذين يسعون في قضاء حوائج الناس الذين أعد لهم الرحمن ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
546
| 01 أغسطس 2011
من رجب حذرت من حكاية كل عام التي يدفع فاتورتها المواطن والمقيم، طبعا قد يدفع القادر فاتورة زيادة الأسعار الباهظة دون أن يشعر بالغبن أو بالضيق، لا أتحدث عن الميسورين، بل أتحدث هنا عن الفاتورة الباهظة التي تجلد بعسفها الموجوعين بأعباء المعيشة، في الإيجار، والمدارس، والرسوم، والأقساط، والديون التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من منظومة حياة مرتبكة لان الراتب الشهري أقل كثيراً من المطلوب إنفاقه ليس بالطبع على السفرات، وتغيير موديل السيارات، وشمات الهوا، والتسوق لمجرد الاقتناء الترفيهي، وإنما لتوفير ضرورات الحياة المطلوبة، ربما لا يصدق السادة التجار أن الغلاء الكاوي المتصاعد باستمرار كاد يدفع بأسر أعرفها ولطالما عاشت مستورة لطلب عون الجمعيات الخيرية من شدة الضيق وتراكم الديون، وما منعها إلا ماء الوجه الكريم الذي يخجل من الطلب. أعود لأقول إنني من زمان كتبت عن أوجاع المتضررين من الغلاء، ومن تجار ينطبق عليهم اسم (جباة) إذ يجبون من المواطن والمقيم ما يروق لهم من أرباح ودائما دائما هل من مزيد، الغريب أنهم يدعون أنهم في خدمة المستهلك وأنهم يتبارون في تخفيض أسعار السلع تعاونا مع مبدأ (الدور الاجتماعي المنوط بالمؤسسات المختلفة) كما قرأت أمس في تحقيق من تحقيقات الشرق فهذا نائب مدير مجمع معروف يقول (إن القوائم التي قدمها التجار في رمضان بأسعار السلع مخفضة بنسب عالية تتجاوز سعر التكلفة لكثير من الأصناف وهذا ما يعرض للخسارة) وعلى هذا الكلام لنا رد يقول: تحت أيدينا سلع رفعتم أسعارها 30% وأكثر قبل رمضان بأسابيع أي قبل نزول القوائم بأسعارها الجديدة كما تفعلون كل رمضان وقبل المواسم كالمعتاد، أي متابع يدحض كلامكم ويعرف أنكم في رمضان بالذات تربحون أضعافا مضاعفة بأسعاركم الاستباقية التي تفرضونها على المستهلك، أما السيد (راميش كومار) مدير مبيعات مجمع آخر فيقول كلاما يرفع الضغط والسكر، يقول الأخ (إن قائمة رمضان أتت لخدمة الزبائن في شهر رمضان، لكن من الصعوبة بمكان أن يستمر اعتماد هذه القائمة على مدار العام لأن البيع يكون بأقل من سعر التكلفة) ورداً على السيد كومار (اللي كلامه يجيب الدوار) نقول: كل مستهلك متابع ما تفعلونه بأسعار السلع ويدري كم تضيفون على هواكم من أرباح يتحدى أن تبيعوا سلعكم بأقل من سعر التكلفة إذ لو حدث (قفلتم من زمان) وغريب جداً أن يقول (راميش) إننا نبيع بالخسارة من أجل خدمة الزبائن.. وله أيضا نقول (قول كلام معقول) لأن المستهلك الذي أيقن أنه يدفع أضعافا مضاعفة غير مبررة لصالح جيوب التجار لا يمكن أن يصدق أنه محل رحمة ولا رأفة ولا خدمة إذ المهم ما تجمعون من أرباح! الخلاصة تقول إن المستهلك لم يعد يأبه بالقوائم الطويلة التي تضم مئات السلع التي يقال إنها مخفضة لأنه تأكد من طريقة التجار الاستباقية في رفع الأسعار قبل إعداد تلك القوائم تماماً كما يفعلون في التنزيلات طوال العام، وكم مرة ضُبطت محلات تبيع في التنزيلات بأعلى من سعر ما قبل التنزيلات (وبعين قوية) وكأنها أمنت العقاب!! من الضروري أن نهيب بحماية المستهلك حصر أسعار السلع قبل رمضان بفترة كافية وقبل أن يغير التجار الشطار أسعارهم فيرفعونها بالنسب التي يريدون ثم ينزلون منها في رمضان نسبة ضئيلة فيظهرون مظهر المتعاون الذي يخفض أسعاره من أجل خدمة الزبائن المظاليم!! شبع المستهلكون من التنزيلات الكاذبة، وفهموا ألاعيب التجار، وتحت أيديهم دليل التلاعب والتدليس ويكفي أن سلعاً ارتفعت 400، 500، و100%، دون أن يهتز لهم جفن! مطلوب من حماية المستهلك لكي ترحم الناس، وتضبط فعلاً الأسعار وتصد الاستغلال أن تطلب من التجار تقديم فواتير شراء سلعهم من المنبع بكل شفافية وتتدخل في وضع هامش الربح المباح، وتضع خطوطا حمراء لمن يتخطى هذا الهامش بهذا فقط يمكن أن تتصدى وبحزم لكل من يحاول استغلال المستهلك وتحميله أعباء تفوق طاقته، وبهذه المراقبة الفاعلة يظهر لنا إن كانت المجمعات تبيع حقا بأقل من سعر التكلفة رحمة بنا أو لسواد عيوننا أم أنها تضحك علينا وتستخف بنا لتحقيق هدفها الأسمى (هل من مزيد)! أعان الله الموجوعين على همومهم. * * * * * جميل أن يفهم السادة التجار أن الاستغلال جريمة. * ما زال التفاوت مدهشاً بين أسعار المراكز، والمولات، والسوبر ماركتات، ومحلات الشوارع الجانبية، ولا نعرف حتى الآن أي تسعيرة تحكمهم؟! * شكراً لحماية المستهلك على مجهوداتها في ضبط المخالفات وكلنا نسأل لماذا لم تعلنوا أسماء المراكز، والمولات والمطاعم المخالفة؟ ما الذي يضيركم من الإعلان؟ وما الضرر في تنبيه الناس لمقاطعة المكان المخالف، أليس الإعلان جزءاً من العقاب الذي يستحقه الذين يخالفون وفي ذات الوقت يتربحون؟
576
| 26 يوليو 2011
لم نكن ندرك ونحن صغار نقف طوابير في فناء المدرسة لتحية العلم ونهتف وراء الاستاذ محمود تحيا مصر، لم نكن ندرك يومها أننا نعني بـ تحيا مصر كل الأمل في قلوبنا الصغيرة بأن تكون مصر دائماً مصر (الأمان) التي نخطو على أرضها وهي الحرة، المستقلة، العزيزة، الكريمة، التي تحضن آمالنا الصغيرة، وأمنياتنا الوليدة في انتظار الغد الذي نكبر فيه لنكون لأمنا مصر خير الأبناء. مازالت في واجداننا تحيا مصر، ويعتصرنا الألم وقد كبرنا لنجدها تحيا موجوعة، متألمة، منزوعة الأمان، تهفو لاستقرار يحفظ توازن الأرض التي تهتز وتميد بفعل الذين ما انتموا يوماً لمصر! تحيا مصر، تعيدنا لمصر التي عاشت عمراً تناضل من أجل التحرير والكرامة والحرية وتعيدنا اليوم لثورة الثالث والعشرين من يوليو التي ضمت ثلاثة عشر ضابطا حملوا لقب الضباط الأحرار تمكنوا من السيطرة على أمور البلاد، وفرض التنازل عن العرش ومغادرة الملك فاروق للبلاد، جاءت الثورة الموفقة بعد عهد من الآلام دون أن تنتمي لحزب سياسي، أو لأي جماعة لتمحو كل أوجاع أبناء مصر، وكان للثورة أسبابها الضرورية فقد استفحل الظلم، وساءت الأحوال الاقتصادية، وضاعت العدالة الاجتماعية، وساء توزيع الملكية، وتجاهل الملك للأغلبية وعم البذخ القصر بينما الشعب يعاني، كانت ثورة يوليو ضرورة قصوى لعدل كل مقلوب وتحقيق العدالة في أبهى صورها، وكتب للثورة النجاح، وعرفنا اسم جمال عبدالناصر الزعيم الذي تمتع بكاريزما غير مسبوقة ليحبه شعبه بل وليتخطى حبه مصر المحروسة إلى العالم العربي بأسره، نجحت ثورة يوليو بانجازات رائعة فقد عملت على اسقاط الحكم الملكي وقيام الجمهورية ونجحت في توقيع اتفاقية الجلاء بعد سبعين عاماً من الإحتلال، وبناء حركة قومية عربية للعمل على تحرير فلسطين، ثم حققت للشعب الذي قاسى كثيرا مجانية التعليم، وأعادت الثورة توزيع الثروة الزراعية على الفلاحين لتصبح الثورة العصر الذهبي للطبقة العاملة التي طحنت بالفقر والبؤس والتهميش.. وتأميم قناة السويس ذلك القرار البطولي الذي عوقبت عليه مصر بالعدوان الثلاثي، وتألق عبدالناصر كزعيم عربي مساندا لكل حركات التحرر في العالم، محتضنا فكرة المد القومي العربي من أجل الوحدة الوطنية، عرف الشعب عبدالناصر الزعيم الخالد الذي اتبع المنهج الاشتراكي في الحكم فأمم المصانع والشركات الكبرى إنصافا لحقوق أبناء مصر، وكان انجاز السد العالي بالسواعد الفتية المصرية فحمى مصر من موجات الجفاف الكثيرة وكذا الفيضانات، عرفنا ثورة يوليو التي قضت على الاقطاع والاستعمار وسيطرة رأس المال، وبدأت في بناء حياة ديمقراطية سليمة وجيش وطني يذود عن الأمة، وكان لمصر بعد ثورتها المجيدة دور رائد في تأسيس جماعة دول عدم الانحياز، كما سعت إلى محاربة الاستعمار في إفريقيا وآسيا ولتتصدر مصر مكانها اللائق بأيادي أبنائها الذين انطلقوا للبناء لتحقق الثورة البيضاء الكثير من آمال وطموحات وتطلعات شعب مصر العظيم في ظل قائد ثائر مازال خالداً لليوم. وما اشبه الليلة بالبارحة، ذكرى ثورة يوليو بكل ما قامت من أجله جاءت لتتطابق مع نفس الأسباب التي قامت من أجلها ثورة الخامس والعشرين من يناير، نفس الآلام، نفس الأوجاع، نفس الفساد، نفس القهر، ونفس التعسف، وليس لنا اليوم إلا الرجاء في أمن حقيقي يعم مصر الطيبة، ومن القلب نقول بكل قوة القلب على الحب: تحيا مصر. *** * طبقات فوق الهمس: * كل ليل آخره نهار.. مهما طال الانتظار الأمل اللي في عيونا... مش بيعرف الانكسار في الوجود صوت بينادينا.. أيوه ما رد صاحي فينا رح يعيش لو وسط نار كان لازم ننتفض لازم نثور كان لازم ينكسر لو ألف سور كان لازم ينتصر جوانا نور * الطير المسافر بعيداً عن أوجاع الوطن، ودموع ناسه، وأحزان أهله يقول: رغم شواسع المسافات والبعد: بحبك يا مصر.
346
| 23 يوليو 2011
في يوم عادي قد تستيقظ من نومك متعباً كأنك لم تنم، قد تقوم متثاقلاً في رأسك عشرات المشاريع الصغيرة لكنك فاقد الرغبة في البدء بأي منها بفعل ضيق غريب ينتابك وأنت ترى عالمك العربي الوسيع ينز غماً، وهماً، ودماً عزيزاً يهدر صباح مساء، ربما تمسك بالجريدة فتقلبها ثم تزيحها جانباً، لأن داخلك يئن بألم آخر صوره مدممة لشهيد سقط ضحية عشق الكراسي في يوم عادي كثيراً ما لا نلتفت إلى الورقة التي ننزعها من الرزنامة، فقط نظرة خاطفة على اليوم والتاريخ ثم (نفعصها) ونطوح بها لتصل إلى أقرب صندوق قمامة يصادفنا (لا ننتبه إلى أننا نلقي بأعمارنا) دون أدنى اكتراث، لا نفكر إن كنا سنظل ننزع هذه الورقة كل يوم حتى نصل إلى آخر ورقة لنحتفل كالعادة بعام جديد (مش مهم يكون سعيد) لا نفكر إن كنا سنبقى حتى آخر ورقة على (قيد الحياة) أم إننا سنكون (قيد الموت) حيث يكمل غيرنا انتزاع بقية الأوراق المعلقة على رزنامة الحائط كالعادة وبنفس عدم الاكتراث حتى يحين الأجل! منذ أيام انتزعت ورقة الرزنامة وقبل أن أكورها لألقي بها بعيداً لتستقر في السلة البعيدة دق الباب، تركت ورقة الرزنامة مكانها على الطاولة أمامي، ولما عدت وجدتني قد تركت الورقة على ظهرها، ورأيتني أقرأ عنواناً لافتا يقول (أذكر أمك دائماً) وتحت العنوان قرأت (أراك مشغولا بزوجك وقد حملت، تؤرقك أناتها، وتعيش أنت معاناتها، وتقلب وجهك في السماء رجاء سلامتها، مسلك طيب لا ألومك عليه بل أحمده فيك، ولكني أريد أن تذكر بها (أمك)، وتتصور معاناتها وهي بين رجاء وخوف، إنها ترجو قدومك، وشبح الموت يطاردها، غير أن الله تعالى قسم لك موقعا في أرضه، وقدر لك البقاء لترى تلك العاطفة نحو زوجك، وما خطرت ببالك من ولدتك، ألم يشملها القول الكريم (حملته كرها ووضعته كرها؟) تذكر ماذا لها عندك؟ كان هذا ما كتب على ظهر ورقة الرزنامة والذي وجدته رسالة لمن شغلته الحياة فنسي في زحمة انشغالاته الحبيبة، التي طالما اعطت وما انتظرت، ولقد مرت على مسامعي شكاوى كثيرة، ورأت عيني دموعا أكثر لأمهات شكون من عقوق الأولاد، وإحساسهن بالاغتراب، رغم كثرة الأولاد والبنات، وكم أشفقت على أمهات أعرف كم بذلن من حب وتضحية لأبنائهن وما حصدن إلا الأهوال والنسيان وما ارتجين من أولادهن إلا السؤال فقط السؤال!! شخصيا وددت أن تقع ورقة هذه الرزنامة بفحواها ليقرأها (فلان الفلاني) المتخم بسفراته، ومشاريعه، وزياراته، وطلعاته، وأولاده وبرصاته، وزوجاته، وبيزاته عله يستشعر أنين أمه التي أوجعها، وأبكاها، وأحزنها، بغيابه الطويل عنها وبخله بالسؤال، مجرد السؤال. * * * * * طبقات فوق الهمس: * عصابة كل عام التي تتآمر على صومنا لتفرغه من معناه، وتجرنا بوقاحة شرسة إلى تضييع وقار رمضان وحرمته، تلك العصابة تقطع البرامج لتقدم لنا (مقاطع رقص على الواحدة ونص) وعري، وقبلات، وهجص، وهلث، وقلة أدب مما سيقدم في مسلسلات رمضان، ثم يعلق المذيع بصوته الرخيم بعد كل مقطع مسف، فيقول "رمضان يقربنا"! يقربنا من إيه لا مؤاخذه؟ * إلى السادة المسؤولين بوزارة الداخلية هناك تحرش مقصود بالشباب من كثيرات في المولات يتبخترن بملابس النوم الفاضحة.. (الله يخليكم اعملوا حاجة). * بدأ الزحف على المولات، ومراكز التسوق استعدادا لموقعة (التخزين) السنوية لما نريد وما لا نريد، ولإهدار ميزانية نصف عام، والتهمة نلبسها لرمضان البريء! وكأننا يا جماعة مقدمون على مجاعة؟! * من الآن والبعض يرصد الجامع الذي سيصلي فيه في رمضان، بينما البعض يرصد مواعيد المسلسلات التي قرر قضاء السهرة بصحبتها! * ونحن مقبلون على رمضان، إحسب إلى أي حد وصلت جروحك، إلى أي عمق آلمتك، وحاول أن تكون النبيل الذي يعفو عن احبابه ويصفح.
648
| 18 يوليو 2011
في حماية المستهلك: * في الهايبر ماركت القريب من المطار، الذي أول حرف من اسمه دال، وآخر حرف من اسمه نون وجدت نوعين من البصل، سعر الأول (15) ريالاً يعني ضعف ثمن (التفاح) النوع الثاني بريالين وهو لا يصلح إلا للكب بدرامات البلدية، السؤال.. إذا كان البصل ينافس من الآن التفاح فماذا ستفعل بنا أسعار الخضار إذا ما صام الناس ووجدوا فجأة كل حاجة نار.. نار.. نار.. نستنجد بحماية المستهلك، وضرورة المعاينة لتفيدونا: البصل طالع فيها ليه؟ أفادكم الله. إلى لجنة مراقبة الأغذية: * تحية للجنة مراقبة الأغذية بالمجلس الأعلى للصحة التي رفضت من أجل صحة وسلامة الناس شحنتي مواد غذائية مخالفتين لكل المواصفات القياسية، ونرجو أن تتابع اللجنة مراقبتها المشددة، خاصة لأولئك المتربحين الذين يستغلون شهر رمضان لخلط الصالح بالطالح في محاولة لتصريف التالف، ومنتهي الصلاحية، وغير الصالح للاستهلاك الآدمي في الزحمة. إلى السادة المسؤولين بوزارة التربية والتعليم: * ولية أمر ذهبت إلى مدرسة أولادها لتسلم نتائجهم، فوجئت بالمديرة تقول لها (نريد فرصة لتحضير النتائج)، لما سألت ولية الأمر لماذا التأخير وكل نتائج المدارس ظهرت وسُلمت؟ فوجئت بالمديرة تقول (أصلنا بنعزِّل وكل الملفات في الكراتين) معقولة يا جماعة!! إلى السادة المسؤولين عن السياحة في قطر: * مهم جداً.. جداً.. جداًَ أن توفر إدارة أي فندق موظفاً يتحدث العربية ويرد بلسان عربي مبين على استفسارات المتصلين. ليه؟ أولاً لأن قطر بلد عربي، ثانياً مش معقول كل متصل بفندق يجيب وياه مترجم، ثم مالها العمالة العربية المسلمة؟ عايزين ناس بترطن خواجاتي؟ موجود، والله موجود عمالة عربية بترطن بدل اللغة تلاتة، أشروا بس. إلى السادة المسؤولين بوزارة البلدية والتخطيط العمراني: * تحية لمجهوداتكم، ومبروك تدشين شاطئ (الفركيه) بمدينة الخور الذي سيوفر متنفساً للصغار والكبار بخدمات متميزة، وبقية الدوحة تنتظر لقاءها الحميم مع البحر. إلى السادة المسؤولين بوزارة الداخلية: * كل التقدير والتحايا لكل مجهود يصب في خدمة ورعاية المواطن والمقيم، ومبروك مقدماً لإذاعتكم الوليدة المرتقبة، ونرجو أن تكون صوت توجيه وإرشاد يحمي المجتمع من كل ما يهدد سلامته. إلى سعادة وزير الأوقاف: * بعد التحية.. لماذا لا تتم محاصرة تجار العمرة الذين يتاجرون بالتأشيرات ويطلبون أسعاراً على هواهم؟ ألا يخضعون للمراقبة؟ طبقات فوق الهمس: * يخسر كثيراً ذلك الإنسان الذي يعيش طول عمره يقول لمن حوله "أنا مهم" حتى يكتشف وبنفسه أن الحياة بدونه أفضل! * انظر في أي أرض تزرع بذورك، بذور محبتك، بذور صداقتك، بذور أخوتك، انظر وعاين لأن البذور لا تنمو في أرض تعاني التصحر والبخل. * يوما بعد يوم يذهب ولا يعود، لماذا لا تصيبنا الأنانية فنفكر في أعمارنا الراكضة دون عودة، لماذا لا نرسم على الورق (كروكي) لفواتيرنا الدائنة والمدينة من الأعمال والأقوال؟ * لا تنصت لمن كثرت وعوده فهو عادة لا يمنح إلا السراب. * الواقع يقول إن من يتكلم كثيراً لا يعمل شيئاً ذا بال. * إذا توقف قلبك عن محبة (فلان) فاعلم أن عطبا ما أصاب المحبة في مقتل. * الكاذب لا يصدق.. والصادق لا يكذب.. قانون! * من أبشع الأمراض المزمنة استغلال حاجة إنسان. * مواقفك النبيلة ستظل علامة تدل أينما كنت عليك، ومواقفك الخاذلة ستظل تحكي طويلاً عنك. * الصداقات أنواع يظل أشرفها صداقة منزهة عن المصالح. كلام شاعر موجوع بمصر يا صابرة يا حنينة لابسه الجمال خلخال في العتمة متبسمة زي القمر لو مال إزاي تقولي السماح للي يخون عهدك واللي يسرق ضحكتك إزاي يصون ودك اللي حتديله الأمان اوعى يكون محتال مدى إيدين الأمل يطلعلك الخيال يمسح دموع الألم والذل والأهوال يملا غطانك وفا ويفرحك في الحال يا صابرة يا حنينة
2290
| 11 يوليو 2011
الخوف جدار صلد يحول بين الإنسان وأنفاسه، وإنسان خائف، إنسان يعيش على حافة الحياة بائساً، حزيناً، فاقدا لنعمة الأمان!! إذن الأمان شعور تستقصي على أي إنسان أن يعيش بدونه لأنه ركيزة في غاية الأهمية للسكينة، ومن ثم الانتاج، والبناء، ودوران عجلة الحياة إلى الطموحات، والآمال التي تصبو إليها النفس، ومنذ عرفت مشكلتها وأنا أعرفها إنسانة واقعة تحت التهديد وضياع الأمان، فهي كعشرات الزوجات اللائي كان قد رهن زوج لا يمنح الأمان، بخل بالحنان، والحب، والسؤال، والاحتواء، والحوار، والإنصات، والطبطبة، والإنفاق إلا بالنزر القليل، إذا ما دخل البيت دخل أبكم لا كلام ولا سلام، فقط تكشيرة تعلو الجبين، وعين سخط تبدي المساوئ، متعطشة هي دائماً للكلمة الحلوه، التي لا تسمعها إلا وقد تحدث زوجها لسواها، العصبية في البيت، واللين خارجه، التقطيب من نصيبها وانبساط الأسارير وفرد الوجه في عمله من نصيب غيرها، الدماثة، والرقة، والأدب، وجمال الطبع والحرص على الحرف والكلمة كله كله تلاحظه بعيداً عن البيت وما نصيب البيت إلا الصراخ، والشتيمة، وافظع النعوت حتى كادت أحيانا ألا تصدق أن هذا الرائع خارج أربعة جدران المنزل هو هو نفسه زوجها، كل يوم كان يباعد بينها وبين السكينة والأمان فلم يترك شيئا يهينها إلا وفعله من تحقير، وتصغير، وإهانة أمام الأولاد حتى الطرد فعله باعصاب باردة دون أدنى إحساس بالقلق، وضاعت الحياة تماماً، وضاع أمانها وهو غير مقدر أنه يدمر مخلوقه (تتعكز) على بقايا صحة مفروض أن تخدم بها سبعة في بيت لا يكف عن طلب المزيد من الخدمة لتسير أمور البيت، أوجعها جداً أنها فقدت احترامها أمام أولادها بعدما اجترأ عليها بالسباب وأقذع الألفاظ، وداخت بين المحاكم وبينه، لم يدلها أحد على سبيل لإصلاحه أو محاولة إصلاحه إلا وسلكته لكن دون جدوى، فهو لا يبالي بجلسات الصلح التي حاولت الاستشارات العائلية تصفية الأجواء بها، لم يستمع لقاض يحاول رأب الصدع لينقذ أسرة من ضياع محقق، ظل سادراً في غيه، غير مستمع إلا لصوت نفسه حتى كان آخر جروحها طردها من حجرتها لتنام مع الأولاد مسجلاً حالة هجر طويلة لا يقرها دين ولا شرع، وكأنها كائن حبيس بالبيت للخدمة، والطبخ والتنظيف دون أدنى حقوق مع تقصير زاعق في الانفاق خاصة على الجانب الذي يخص صحتها التي بدأت تتأثر كثيراً تحت ضغط القهر والإهانة والإهمال، لم تجد أمامها عندما فاض الكيل إلا المؤسسة القطرية لحماية الطفل استقبلت شكواها بفاعلية وسرعة، في محاولة لبث روح الطمأنينة في قلب إنسانة تشعر بالاغتراب عن بيتها وزوجها وهي في أشد حالات ضعفها، وقد اتصلت المؤسسة بالزوج محذرة من أي إهانة، أو ضرب، أو طرد، أو ما يسيء للزوجة التي استنجدت بها وافهمته أن زوجته ليست وحدها وأنها تحت رعاية المؤسسة القطرية لحماية الطفل والمرأة، أحسست براحة كبيرة والزوجة الموجوعة تحكي لي أمس أنها اتصلت بخط (919) في الثانية بعد منتصف الليل فوجدت من يرد عليها من المؤسسة ويستقبل شكواها، وهنا لابد أن أقدم تحية تليق بجهود كل العاملين بالمؤسسة القطرية لحماية الطفل والمرأة التي كبر تقديري لها عندما اتصلت بالاخصائية الاخت حصة المريخي التي استقبلت شكوى الزوجة (المقيمة) لتشعرها أنها في بلدها وبين اخواتها وإذا ضاقت الأمور بها فستكون في دار أمان حتى تحل جميع مشاكلها، وكان جميلاً أن اسمع منها أن "دار أمان" مؤسسة خاصة ذات نفع عام تبذل ما تستطيع من رعاية وتقف ضد العنف بكل صوره، وهي مؤسسة تنحو نحو حماية المتضرر من الخوف ببسط الأمان ورأب الصدع بين الأزواج، وحل المشاكل التي قد تحول بين المرأة أو الطفل والحياة الآمنة في ظل لجنة تتأكد من صحة المشكلة لمتابعتها، وإنهائها، مرة أخرى تحية (لدار أمان) التي تقدم كل الرعاية الممكنة للمتضررين والشكر الجزيل لسمو الشيخة موزا بنت ناصر التي تمد تحت رعايتها ظل الأمان لكل من يقيم على أرض قطر بغض النظر عن كونه مواطناً أو مقيماً. *** * طبقات فوق الهمس * كل جرح له دواء.. وسوء الخلق ليس له دواء. * التذكير بالحقيقة مؤلم لذا ستجد من يهرب من الحقيقة هروبه من شفره سكين. * الإهانة والإهمال يمكن أن يهدما بيتاً. * من لم يرحم الناس.. لا يُرحم. * أشد الفاقة.. رأس بلا عقل. * الصدق أحياناً معجزة.
713
| 04 يوليو 2011
مساحة إعلانية
هناك لحظات تفاجئ المرء في منتصف الطريق، لحظات...
4566
| 29 سبتمبر 2025
في ظهوره الأخير على منصة الأمم المتحدة، ملامحه،...
3393
| 29 سبتمبر 2025
بعض الجراح تُنسي غيرها، ليس بالضرورة أن تكون...
1356
| 28 سبتمبر 2025
أُنّشِئت الأمم المتحدة في العام ١٩٤٥م بعد الحرب...
1197
| 28 سبتمبر 2025
في الآونة الأخيرة برزت ظاهرة يمكن وصفها بـ...
1104
| 02 أكتوبر 2025
من أخطر ما يُبتلى به التفكير البشري أن...
1059
| 29 سبتمبر 2025
منذ أكثر من مائة عام ارتُكبت واحدة من...
885
| 30 سبتمبر 2025
في لحظة صفاء مع النفس، يطلّ النسيان عليَّ...
852
| 30 سبتمبر 2025
لسنا متشائمين ولا سلبيين في أفكارنا وتوقعاتنا ولكن...
765
| 03 أكتوبر 2025
كم مرة قلت «نعم» في العمل بينما في...
705
| 02 أكتوبر 2025
في فجرٍ قطريّ عليل، كان البحر يلمع بألوان...
633
| 30 سبتمبر 2025
كيف نحمي فرحنا من الحسد كثيرًا ما نسمع...
615
| 30 سبتمبر 2025
مساحة إعلانية