رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عقدة المرأة القوية

هي امرأة ذات شخصية بارزة مستقلة ذكية تجيد التعبير عن نفسها بطلاقة وقوة ووضوح، كما تجيد القيام بالمهام الموكلة إليها على أتم وجه وبنجاح يثير غيرة الرجال الذين يعانون من عقدة المرأة القوية خاصة في محيط العمل.. فيحاولون تحجيمها من خلال محاربتها أو التقليل من شأنها أو حرمانها من حقوقها.. ولأنهم لا يجدون في عملها نقصاً ينتقد لأنها تتفوق عليهم فإنهم ينتقدون شخصها بعبارات يعتقدون خطأ أنها تنال منها ولا يدرون أنها تزداد قوة وثباتاً كلما اتهمها رجل ضعيف مستضعف بعبارات عفا عليها الزمان كـ (لسانها طويل) أو (سليطة اللسان) أو (عصبية) أو (دمها حار)!!! حقيقة يؤسفني سماع عبارات مثل هذه في وقتنا الحاضر لسببين: الأول : لأنني لا أتوقع أنه ما زال هناك رجال رجعيون عنصريون لا يقبلون بتوفق المرأة وإبداعاتها.. والثاني : لم أظن أن تطور التعليم لم يجد نفعاً في إعادة برمجة عقولهم ليعلموا أن المرأة القوية شريك موثوق يمكن الاعتماد عليه.. لا محاربته والتعنصر ضده!!! فبدلا من الحوار الذي يفتح آفاقاً لتعاون ناجح، يقوم بعض الذكور بحياكة المكائد لإسقاط امرأة ناجحة أو الشوشرة عليها بإطلاق أحكام غير موضوعية مبنية على العواطف يدفعهم الثأر لكرامة مأزومة.. رجال تربوا على أن المرأة كائن درجة ثانية خلقت عبدة لهم فتفاجأوا بها زميلة عمل تدير مهامها بنجاح مشهود واقتدار يستحق التقدير.. لها مواقفها التي تدافع عنها بخوضها حواراً واضحاً مبنياً على ثقتها بنفسها وقراراتها الجريئة التي قد تصيب أو تخطى كونها بشرا لا ملاكا ولا شيطانا.. فقط هي امرأة أحسنت إلى نفسها وجودت عملها ودافعت عنه بلغة قوية واضحة دون إساءة أو تجريح.. ففرضت احترامها على الرجال الذين يثقون بأنفسهم فقدروا عملها وأتاحوا لها فرصا ذهبية لتزداد نجاحاً وتألقاً.. بينما ضعاف النفوس يمارسون نفاقاً بغيضاً فيضحكون في وجهها ويمتدحون عملها بينما طعناتهم تتوالى خناجرها على ظهرها بمجرد ان تتركهم وتمضي قدماً.. مؤسف أن نجد أمثال هؤلاء المنافقين بيننا يضحكون في وجوهنا ويغرسون خنجر الغيبة والسخرية والاتهامات الباطلة في ظهورنا.. عليهم من الله ما يستحقون.. الخلاصة إلى كل امرأة قوية ذات شخصية مستقلة كوني كالجبل الراسخ، قد تعتريه الرياح، والعواصف من دون أن تسقطه أرضاً، فالغلبة للحق رجلاً كان أم امرأة.. نسأل الله الشفاء لمن يعاني من العقد فيعقد الأمور.

2161

| 18 يوليو 2018

ذاك إرثهم..فاتركوه

منذ عام وبضعة أيام تعيش قطر اختبارا عسيرا تفوقت فيه، بفضل رب العزة الذي ألهم أهلها قيادة وشعبا الثبات والصمود ضاربة بذلك أروع الأمثلة للعالم قبل الشرذمة التي استهدفت أمنها وسيادتها. وهذا أمر يستحق الرصد والحفظ في ذاكرة التاريخ الذي لا ينسى ولا يموت.. ولطالما كان الشعر هو ديوان الحفظ الذي سجلت فيه العرب مشاعرها المتضاربة قبل أيامها المشهودة.. لهذا نشط الشعراء في قطر وغيرها من دول العزة والشرف التي نصرت الحق القطري على الفئة الباغية واغدقوا علينا قصائد رائعة زينها الصدق والجمال. واذا كانت المنابر والاسواق الأدبية وسيلة الأقدمين فان الاغنيات هي وسيلة الحاضرين حيث تدفق سيل له أول وليس له آخر مما حول الشدة العصيبة لأيام وطنية لا تنتهي.. أغنيات كثيرة نجحت فعلقت في الوجدان وصار الناس يرددونها حتى في الأعراس والمناسبات الشخصية فتحول بعضها الى نشيد وطني.. مما ذكرني بأغنيات لم تفارقنا وان فارقنا مطربوها كالله يا عمري قطر للراحل محمد الساعي وعيني قطر للراحل فرج عبدالكريم وغيرهما من المبدعين الذين بذلوا جهودا عظيمة في زمن الموارد الإلكترونية القليلة.. ولم يتوانوا في صناعة إرث جميل أغرى الكثير من الفنانين المستجدين باعادة تلك الاغنيات باصواتهم. وفي رأيي أن ذلك يسلب الراحلين حقوقهم المعنوية وان حصل المستجدون على حقوق الاعادة والنشر وأمنوا مواقفهم القانونية أجد أن للفنانين الكبار الذين رحلوا تاركين بصماتهم الوطنية حقا علينا بابراز أعمالهم الخالدة بأصواتهم لا بأصوات غيرهم. فذلك هو الأثر الذي تركوه رفعة لأسمائهم وتخليدا لذكراهم على الارض...فاتركوه. فمن حق محمد الساعي وفرج عبدالكريم وغيرهما من الفنانين المخلصين رحمهما الله اتاحة الفرصة لهما بالمشاركة في أيام الوطن من خلال بث أعمالهما أسوة بالبقية من الفنانين الحاليين. وحقيقة هناك من يفضل سماع تلك الأغنيات الخالدة بأصواتهما وأنا منهم خاصة الراحل فرج عبدالكريم الذي أجده حالة خاصة كصوت واختيارات جميلة قدمها للفن القطري في حينه ليرحل باكرا ولم يترك خلفه سوى فنه ليخلد ذكره على الأرض. فهل كرمتم الراحلين بتعريف الجماهير بأعمالهم من خلال بثها ونشرها باصواتهَم. خاصة على التلفزيون الوطني.؟؟ أرجو ذلك... الخلاصة: الموت يغيٌب الجسد لكنه لا يقوى على تغييب ذكرى إنسان اجتهد وخلف إرثا مميزا فذلك هو الخلود الذي ننشده جميعا.

781

| 09 يوليو 2018

انغلاقة..

يميل البعض للابتعاد عن الناس والانغلاق على نفسه ليعاني وحيدا؛ لأسباب عدة، أهمها الإحباط الذي يستجلب أفكارا سوداوية ورؤية ظلامية للأمور وتقلبات مزاجية غير مبررة؛ مما يفقدهم القدرة على التواصل مع الأحباب، لتتحول العزلة إلى جدار حديدي يضرب من حولهم فيفقدهم الإحساس بطعم الحياة ولذة الاتصال بالآخرين.  ومع استمرار اعتزال الأحبة، يتطاول ذلك الجدار البارد حتى يحجب شمس المحبة عنهم، فتذبل الأرواح على طرفيه، فيبدو الأمر  كنفق مظلم ممتد من الروح إلى الروح الحبيسة، فلا تصلها يد ولا حتى مجرد أمنية ودعاء.  المعتزل حين يغلق الأستار من حوله ويرمي بمفاتحه في غياهب الحزن، لا يعاني وحده، بل هي معاناة جماعية قصوى تكاد تفتك بالجميع، وكلما كنت الأقرب منه كنت أكثرهم تعبا وإنهاكا وذبولا.  وكم أتعحب من الإنسان الذي ولد وحيدا وسيموت وحيدا وسيبعث كذلك، إنه لا يقوى على المضي في حياته وحيدا؛ لأن المجتمع طبّعه بطبائعه ليكون اجتماعيا يأنس بالناس ويركن إليهم.  لهذا، فإن الاعتزال الذي يراه طه حسين استجابة للغريزة الوحشية التي لم يهذبها التساكن مرض لابد من علاجه؛ لأن الإنسان الصحيح لا يقوى على العيش بعيدا عن أحبته، فكيف به وقد اعتزلهم وهم يساكنونه ويقتسمون معه عيش الحياة وملحها.  لكن كيف يمكن إقناع المعتزلين بأنهم مرضى ولا بد من الخضوع للعلاج إنقاذا لحياتهم. فالعزلة الطويلة تؤدي إلى الوفاة؛ لأنها تخالف حاجة الإنسان الفطرية للآخرين، كما أنها تُسبب أمراضا نفسية كالعنف والاكتئاب والقلق والاضطراب وأخرى اجتماعية كالفشل في الدراسة أو العمل أو الزواج، وغير ذلك من الأمور التي تأخذ المعتزل إلى متاهات لن ينقذه من ظلامها إلا الاعتصام بحبل الله والتعلق به، ولن تهوّن عليه المصائب إلا بمساندة قلوب اشتعلت كالشموع لتنير طريقه، فيخرج من نفق العزلة المظلم لتزدهر حياته وتشرق ابتسامه من جديد في سماء أحبته الذين طال ترقبهم لشتاء عزلته الطويل.  نسأل الله لنا ولأحبتنا السلامة من كل شر.  الخلاصة راقبوا أحبابكم، فإذا لاحظتم ما يستوجب التدخل المبكر لإنقاذهم، فلا تترددوا حتى ولو وجدتم منهم صدا أو جفوة، فحيواتهم ثمينة جدا ولا بد من الحفاظ عليها مهما كلف الأمر.

718

| 02 يوليو 2018

لا تحزن.. إن الله معنا

بلغة عربية واضحة تتردد أصداء هذه الآية الكريمة على مسامع الزمان بصوت الطيب أردوغان.. تذكرتها هذه الأيام وأنا أشهد جموع المبتهلين لله عز وجل نصرة لذلك الرجل الذي أخذ من اسمه أكبر نصيب وأجزله.  فملامحه تكاد تخبرنا بطيبته وتحكي لنا عما واجهه خلال رحلة عمره المبارك من مصاعب استطاع التغلب عليها والثبات على مواقفه الشريفة ومبادئه الكريمة دون أن يتزحزح قيد أنملة.. حتى انتصر على اعدائه فمن كان موقنا بوجود الله معه لن يغلبه غالب.  هي خواطر جالت ببالي وأنا أتأمل عملية انتخابية نزيهة تدور اجراءاتها على أرض اسلامية لتثبت أن العمليات غير النزيهة هو تخصص عربي..فيما  يبدو.  فالتزوير وحشد الأصوات بالترهيب والترغيب والنسب العالية هي صور مرتبطة بالانتخابات العربية وان زاد عليها عسكري مصر الأبله بعض البهارات مؤخرا.  وما يدهشنا في هذه الانتخابات  ما نشاهده وربما. لأول مرة. من دعاء شعوب مختلفة لفوز مرشح من دولة أخرى لا يحملون جنسيتها،   لكنهم يحملون تقديراً لذلك المرشح الذي يحمل سيرة نقية عطرة يفتقر لها الكثير من حكام العرب..حتى غاظ بعضهم فزاد حقدهم عليه. رد الله كيدهم في نحورهم    كثيرون يتمنون فوز الطيب لأنه نموذج لما ينبغي أن يكون عليه الحاكم في عزته وقوته واستقلاليته ونديته.   وأنا من أولئك المتمنين وأفخر بذلك كثيرا.  فالطيب أردوغان بخلاف ما يمثله من نقاء وسيرة عطرة هو نصير وطني في أزمته وأول من وقف معه قلبا وقالبا..  ولن ينسى شعب قطر كيف أخرست تلك النصرة كلابا نبحت ذات فجر بأصوات غادرة  فاجرة.  نصرة أوقفت الفجار عند حدهم وحطمت أحلامهم على صخرتها القوية  فانقلبوا إلى أهلهم غاضبين..عليهم من الله ما  يستحقون.  فكيف لا نقف معه في وجه اعدائه وأعداء كل ما يمثله من اعتدال وتنمية بكل ما نستطيع.. كلمات أخطها ونحن ننتظر نتيجة الانتخابات التركية وكلنا أمل باعادة انتخاب الطيب أردوغان ليقدم الشعب التركي درسا اخر للزمان. ليعرف من أنفق المليارات لاسقاط تركيا بان الترك  شعب حر يعرف مصلحته ولا يقبل الوصاية أو التوجيهات الخارجية والتدخلات الفضولية في حياته وسياسة بلاده.   شعب تحرر  من التبعية وسلطة الجيش المستبدة،  لذلك اختار رئيسه بحرية وقناعة لا يفاوض ولا يفوض.  اللهم انصر عبدك الطيب وثبت قدميه وألهمه الصلاح في الدنيا والآخرة..  الخلاصة : لم أجد تفسيرا لالتفاف الشعوب المسلمة حول الطيب أردوغان سوى الحديث القدسي..  ((إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحْبِبْهُ فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ ))

1159

| 25 يونيو 2018

إلى أين؟

في أقل من شهر عشنا مناسبتين سعيدتين.. اعتبر الأطفال أبطالهما الحقيقيين (القرقيعان والعايدوة).. مناسبتان تفيض الذاكرة بمشاهدهما النقية البريئة العفوية وأهازيجهما التراثية التي تحث على العطاء  المقرون بالدعاء للمعطي وأهله.. كانتا أهم مناسبتين في تقويمنا قبل كل الاختراعات الحديثة التي أمطرت سمواتنا وأثرت في حياتنا!! نعد لهما العدة بما تيسر من مؤنة في البيت وفي أضيق حدود الشراء ومع ذلك كنا في غاية الفرح والاستمتاع والرضا.. كان(نص الريال) في القرنقعوه كنزا ومن تجاوزت عديته(5 ريالات) شيخ!!! كنا فرقا صغيرة تجوب الشوارع آمنة مطمئنة في ليلة 15 من رمضان أو صباح العيد لانخف سائقا أهوجا ولانهاب المسافات وذئاب الطريق..  نتجول دون حراسة أو جليسات أطفال..  ولا نذكر حادثا واحدا شوّه تلك المشاعر العميقة بالهناء..  صور رائعة استدعتها ذاكرتي بحزن العيد ومن قبله القرقيعان..  نعم حزينة أنا على ما وصل إليه حال الأطفال في هاتين المناسبتين من ترف وإسراف مبالغ فيه!!  وأعتقد أن البالغين هم سبب ذلك حينما دخلوا على الخط فحولوا البساطة إلى تعقيد.. والبراءة إلى مباهاة.. ولم يعد لتلك المناسبتين من ماضيهما الجميل إلا الاسم وروائع مجدد التراث عبدالعزيز ناصر رحمه الله تصدح عبر التلفاز لتذكرنا بزمن جميل دفنته الهبّات والاستهلاكية المقيتة..  الآن لم يعد للعيد معنى عند أطفال سوى وسيلة لجمع المال والاشتراط أن تكون العيدية الممنوحة هي :الزرقاء!!!  طفل لايكاد يبين ويطلب من الناس 500 ريال كعيدية في زمن الثراء والشبع!!!  أما القرقيعان فقد تحوّل إلى سباق في المظاهر والمغالاة والتباهي بين الناس حتى أصاب الغلاء كل مفرداتها..  فإلى أين يذهب بنا المتباهون؟  الذين شغلتهم المظاهر عن المعاني الجميلة التي كانت تمثلهما المناسبتان الرائعتان؟؟!!  الخلاصة : قَالَ ابن أبي سلمة: قُلْتُ لِأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: مَا تَرَى فِيمَا أَحْدَثَ النَّاسُ مِنَ الْمَلْبَسِ وَالْمَشْرَبِ وَالْمَرْكَبِ وَالْمَطْعَمِ؟  فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي كُلْ لِلَّهِ، وَاشْرَبْ لِلَّهِ، وَالْبَسْ لِلَّهِ، وَكُلُّ شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ دَخَلَهُ زَهْوٌ أَوْ مُبَاهَاةٌ أَوْ رِيَاءٌ أَوْ سُمْعَةٌ فَهُوَ مَعْصِيَةٌ وَسَرَفٌ.

726

| 19 يونيو 2018

احسبها صح

 ليلة القدر كما استقر في وجدان قطاع عريض من المسلمين في كل مكان حتى خصت بعض الدول الاسلامية هذه الليلة لاقامة الاحتفالات وغيرها من مظاهر التكريم. بينما الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر) رواه البخاري . لذلك قصر ليلة القدر على ليلة السابع والعشرين دون غيرها من الليالي الفردية في العشر الأواخر خطأ كبير في الحساب يترتب عليها ضياع الكثير من الأمور التي تبدو خفية ولا يفهمها من اهتم بالأمور الشكلية فأضاع عظمة تلك الليلة المباركة! . فالمسلم حين تدخل العشر الأواخر لابد أن يحسبها بشكل صحيح ويرفع سقف قدراته وتوقعاته في آن واحد فيضع نصب عينيه قول الله عز وجل: "فيها يفرق كل أمر حكيم".  أي انه سبحانه وتعالى يقدّر الاقدار في تلك الليلة على مدى العام، فيكتب كل ما أراده  في تلك السنة. فاذا أردت أن تغير اقدارك فعليك بإحياء تلك الليالي العشر بالشكل الذي ترغب أن يطلع عليه الله عز وجل فينظر اليك بعين الرضا ويعجل باستجابة دعواتك الممطرة في تلك الليالي. ليصير رجاؤك واقعا وينقلب خوفك أمنا ويتحول تعبك راحة وفرحا.  وأنا أكتب هذه الوصايا مستلهمة من زميلة تتحدث عن ليلة القدر بثقة معلقة على نجاح ابنتها بقولها: الحمدلله كل سنة أحسبها صح ويستجيب الله دعواتي ويحقق أمنياتي.  اوصيك عزيزي القارئ طوال الليالي العشر بتلمس مواضع استجابة الدعاء ليلهج به ليلا ونهارا دون كلل أو ملل ليتغير قدرك في ليلة.  ‏فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول «لا يرد القضاء إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر» (رواه الترمذي) .  وأنت لا تدري ما قضاه رب العزة عليك ولكنك تثق برسولك وتصدق بأن الاجتهاد في الدعاء يرد القضاء ويغير الاقدار. فما عليك الا أن "تحسبها صح" وتستثمر الليالي المباركة في اعادة ترتيب حياتك ولم شعث أيامك والله عز جل لا يضيع أجر من أحسن عملا.  ودعائي في تلك الليلة العظيمة لأمير عظيم  فاللهم اجز عبدك سمو الأمير الوالد عنّا خير الجزاء، وأجزل له من رضاك العطاء. وأطل عمره في صحة ورخاء.  الخلاصة لا تشغل بالك بموعد ليلة القدر، ولا تطارد علاماتها بجوالك، فتضيع منك فضائلها وشرف أوقاتها، ولا تحسب لك أعمالها، ثم لا تؤجر عليها.

1344

| 11 يونيو 2018

صومك..من أي نوع؟

طوى رمضان أسبوعه الأول لأنه زائر خفيف ولطيف..أيامه جميلة ولياليه أكثر جمالا. ومن معجزات ديننا الحنيف انه بمجرد رؤية هلال رمضان تعاد برمجة الكون فتشعر بانك تتنفس هواء نقيا وتحمل بين أضلعك فرحا مستشريا في الأوردة يعيدك كطفل لا ذنب له.. ويمكن لذلك أن يحدث ان أحسنت لرمضان فيحسن الله إليك... يهل هلال رمضان فنصبح صائمين ضمن ملايين المسلمين حول الأرض.. لكن السؤال: من أي نوع.. هو صيامنا؟ فهناك الصيام السهل الذي تمتنع فيه عن الطعام والشراب وغيرهما من الشهوات كعادة رتيبة لا روحانية فيها. فما أن تفطر حتى تعاود تلك الشهوات إلى حد التخمة.. من يصوم هذا النوع من الصيام قد تجده لا يصلي. ولا تتعجب أن شاهدته يفطر على السجائر..ولا يتوقف قلبك حين يرد عليك أن التراويح مجرد سنة لذلك هو لا يصليها! هؤلاء الصائمون ينامون النهار ويسهرون الليل ليمارسوا كل ما يلوث هذا الزمن الشريف من لهو غير شريف تندرج تحته مشاهدة المسلسلات الحافلة بالموبقات وحلقات لعب الورق وتفضيل الخيم الرمضانية العابقة بالشيشة على محاضرة دينية تذكر ان نفعت الذكرى. صائم الصيام السهل لا يكلف نفسه البحث في مقاصد الصيام وفهم أهداف تشريعه والنتائج المذهلة له لو التزم بالصيام الحقيقي الذي اسميه الصيام الصعب لقلة مريديه..  يصفه جابر بن عبد الله رضي الله عنه في فضائل الأوقات للبيهقي بهذه الكلمات: " إذا صُمت فليصم سمعك، وبصرك، ولسانك عن الكذب والمحارم، ودع أذى الخادم، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صيامك، ولا تجعل يوم فطرك وصومك سواء ". فالغاية العظمى من الصيام هي التطهر من أدران الدنيا التي تلحق بك طوال الوقت شئت أم أبيت.. فمن أهداف الصيام التخلص من العادات السيئة لأن ثلاثين يوما كفيلة باعادة صياغة العادات وتغييرها للأفضل. فالصوم لم يشرع من أجل ترك الطعام والشراب فلا حاجة لله عز وجل لتجويعنا وانما شرع الصيام لتطهيرنا حتى ننال استحقاق دخول الجنة من غير حساب ولا سابقة عذاب. وفي ذلك يقول الرسول:"من لم يدع قول الزُّور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" البخاري وفي رأيي أن أهم ما تصوم عنه ايها الانسان هو لحم أخيك.. فلا تأكله بالغيبة ولا تذبحه بالنميمة وغيرهما من أمراض اللسان التي توردك موارد التهلكة. فالصيام هو ضبط تام للجوارح لعلك تخرج منه وأنت متطهر ومسيطر على تلك الجوارح فتعيش عيشة هنية..وتعكس صورة ناصعة عن المسلم الحق.  انه الصيام الصعب فمن يقواه ليستحق دخول الجنة من باب الريان..  يقول شاعر مبدع: تصوم عن الطعام وليس يكفي فـمـا الـتـقوى بـتـركك لـلـطعامِ وأطـلـقت الـجوارح مـنك حـتى لـتـفسد كــل صـومـك بـالكلامِ وتـمضغ في لحوم الناس جهراً فـمـا تـجنيه مـن ذاك الـصيامِ؟ ويطرح سؤالا مهما ينبغي التفكير فيه مليا وطويلا. ما الذي نجنيه من الصيام؟؟ واجابتك عليه اخي واختي الكريمة هي التي تحدد نوعية صيامك.. فتوخوا الحذر من أن يكون صيامكم صياما سهلا. الخلاصة: إذا لم يكن في السمع مني تصاون وفي بصري غض وفي منطقي صمتُ فحظي إذاً من صومي الجوع والظمأ وإن قلت إني صمت يوما فما صمتُ  

1877

| 28 مايو 2018

أمكان شاغر... بقربك؟؟

في مثل هذا اليوم منذ عشرين عاما ويزيد رحل والدي  فجأة إثر حادث أليم وبعد غياب عنا لشهرين متتاليين رافق خلالهما مريضا ارتحل هو الآخر بعده بعام.. رحمهما الله وغفر لهما.. الوجع  الذي خلفه رحيل والدي شق روحي نصفين نصف رحل معه والنصف الآخر احتزمت به لأؤدي أمانته فقد ترك خلفه سبعة من القصّر الذين لم يبلغوا الحلم حينها.. وما خف الوجع إلا بعد أن وصلوا بر الأمان.. عشرون عاما ويزيد لم أزر قبره لأنه حي بقلبي لا يموت أشعر برفقته ويشعر بي وتأتي الرؤى عنه مبشرات فتملأ أفئدتنا صبرا وسلوانا.. وفي قمة أوجاعي التمس حنانه رغم البرزخ بيننا.. أبي الذين أدين له بالكثير مما أنا عليه رباني علي القوة والجلد والصبر والاحتمال فنجحت في اختباره الأليم إلا أنه نجاح ينقصه الكثير لأفرح به فأنا أعيش بنصف روح يحن لنصفه الآخر ويتساءل: أمكان شاغر بقربك يا أبتاه؟؟ لطالما شعرت بأنني أول اللاحقين بأبي إلى مرفىء الآخرة ولازال هذا الشعور يسكنني ويتضاعف كلما أوجعت الحياة قلبي وخذلني الناس.. فليس مثل الخذلان وجع يفتت رغبتك في الحياة ويدفع إلى الرحيل.. ورغم صبري وإيماني واحتسابي إلا أن المرارة تسكن حلقي حتى بات كل فرح منقوص وكل أمل مبتور!! لم أنجح أبدا في رتق روحي المشقوقة ولا جبر قلبي المكسور رغم لفيف الحب والتقدير الذي يحيطني.. فيتيم الأب لا يكبر أبدا وتبقى روحه أسيرة لحظة الفقد الفجة ليتجدد اليتم كلما ظلمته الدنيا وتجاسر عليه الظالمون.. هي الدنيا دار الابتلاء وليس على المبتلى حرج من أن يبوح بين الحين والآخر ليروّح عن قلبه ساعة بعد ساعة فان لم يفعل كل قلبه وعمى... وآخر البوح...  يا ضيف مليك مقتدر. أمكان شاغر بقربك فقد ضاقت بي الأرض؟؟  الخلاصة: «اللَّهمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي، وَاجْعَلِ الحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ المَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ». أخرجه مسلم.  

882

| 21 مايو 2018

لن أسامح.. وأجري على الله

مع اقتراب بزوغ المواسم المباركة كرمضان ويوم عرفة وغيرهما تمطرك رسائل تتوسل الصفح والغفران، والتي اعتبرها قمة الرياء الإلكتروني..  فهي عبارة عن قوالب جاهزة تدور في فلك الإنترنت لتتكدس في حسابك.. تقرأ سطورها فلا تجد رائحة الندم على ما فات ولا تلمس صدق الرغبة في الصفح وفتح صفحة جديدة لما هو آت.. لذلك أمسحها بسهولة أكبر من سهولة مسح الخطأ وغيره من تجاوزات خلق الله على الله وخلقه!!!  العاقل يدرك تماما أن الناس ليسوا سواسية في مراتب الدين والأخلاق لذلك تتفاوت معاملاتهم كما تتفاوت أخطاؤهم وخطاياهم.. وكذلك يتفاوت العفو والصفح والإحسان..  ففي رأيي أن الإنسان غير قادر على طمس تجاوزات الناس في حقه خاصة إن كان بريئا طيبا، أخطاؤه بسيطة أو عن غير عمد..  وأن تلمس رضا الله بالإحسان إلى خلقه ليعفو عنهم طمعا فيما عند الله عز وجل.. حينها سيكون من أولي العزم..  لذلك جاءت الآيات الكريمة : (ولَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)  (وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)  (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ)  وعزم الأمور لمن لايعرفها هي الأمور الشديدة، أي من البطولة أن تصبر، وأن تغفر.. ولسنا جميعا أبطالا..  ف(من) هنا تفيد البعض وليس الكل  لأن التسامي فوق الجراح صعب.. والترفع فوق الآلام أصعب لذاك كان من الطبيعي أن يكون الوضع متفقا مع الآيات التالية  : (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ۖ)  (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم) ، ( وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به)  (والجروح قصاص)  (ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل)  ومع ذلك فقد اخترت ألا أرد عليهم مع انه من حقي الرد الذي كفله لي رب العالمين واكتفيت بعدم الصفح عنهم والغفران لهم.. اخترت اللجوء إلى الله عز وجل ليعاقبهم على ظلمهم وافتراءاتهم وتجنيهم وتجريحهم وإساءاتهم المتكررة..  اخترت الدعاء في جوف الليل على من كانت خطاياه من الكبائر أما الباقي فحسبي الله ونعم الوكيل  سيقتص  منهم ولو بعد حين..  قد يجد البعض موقفي سوداويا وأجده طبيعيا فأنا بشر لست شيطانا ولا أستطيع أن أكون ملاكا.. ولا أستطيع كذلك أن أكون من أولي العزم خاصة مع من تجرأ على حدود الله ليؤذيني..  لن أسامحهم وأجري على الله الذي لايكلف نفسا إلا وسعها سبحانه وتعالى..  وأدعو من كانت له عندي مظلمة فليقتص مني ويأخذ حقه..  فعلي حد علمي وما أعرفه عن نفسي أنني حاولت جاهدة ألا أظلم الآخرين  لأنني لا أحب أن يظلمني أحدا.. لكن  ربما بدر مني مايعتبره أحدهم ظلما فله دعوتي متقبلة القصاص مهما كان... وحتى يحدث أترككم مع هذه الخلاصة.....  ‏أما والله إنَّ الظُلم شؤمُ وَلاَ زَالَ المُسِيءُ هُوَ الظَّلُومُ إِلَى الدَّيَّانِ يَوْمَ الدِّيْنِ نَمْضِي وعند الله تجتمعُ الخصومُ ستعلمُ في الحساب إذا التقينا غَدا عِنْدَ المَلِيكَ مَنِ الغَشُومِ

8309

| 14 مايو 2018

منتصف العمر

يأتي مايو كل عام حاملا معه ذكرى ميلادي المتجددة ليثير في نفسي الكثير من المشاعر والأفكار والأماني والخواطر. ومن أهم تلك الأفكار تصوري لرحلة العمر وكأن الإنسان يرتقي جبلا ليبلغ قمته في منتصف العمر فينظر خلفه فيرى رحلة ثرية من التجارب والمواقف الحياتية التي تحدته وأخرجت ما في نفسه من خير أو شر بحسب تربيته ومحيطه الذي تدرج فيه حتى أصبح مسؤولا عن نفسه وما يبدر منه من تصرفات. وهذا ما أسميه بالنضج الذي تصل لقمته مع وصولك لمنتصف العمر حينها لا يمكن أن تلقي باللائمة على شيء أو أحد لأنك عبر سنوات الخبرة والتواصل تمكنت من أدوات تجود حياتك وتجعلك إنسانا أفضل وانظر إلى عمر الرسل حين يبعثون. ولن تكون ذلك الإنسان الأفضل إن لم تكن راضيا قانعا مطمئنا للقدر وتصاريفه ما بين سعادة وشقاء .. صحة ومرض .. اكتفاء وحاجة .. فالرضا هو أكسير الحياة الطيبة ومن رضي فله الرضا كما وعد الله سبحانه وتعالى. علينا التسليم التام لما يعترضنا من ابتلاءات كما نسعد تماما بالمسرات ذلك هو الاعتدال النفسي الذي يتسم به المؤمن الحقيقي. ولا أخفيكم سرا أو آتيكم بجديد حينما أخبركم بأن السخط لن يجلب إلا سخطا وشقاء يمتد طوال العمر الذي سيذهب هباء منثورا دونما استمتاع. والرضا يتأتى بالموازنة بين النعم والنقم فشكر النعم والاستمتاع بها والصبر على النقم والاستسلام لخالقها يورث الحياة الطيبة والمعيشة الهانئة.  ومن يعرض عن ذلك فمعيشته ضنك وليل عمره طويل وشديد السواد. أراني فوق قمة العمر راضية وأتأمل ما ذهب فأحمد الله عليه وأرجو ما هو آت وأسأل الله خيره وخير ما بعده، مما يورثني راحة واستقرارا يشعرني بأن المرحلة العمرية التي أعيشها الآن هي مرحلة ذهبية لابد من الاستغراق فيها والاستمتاع بمميزاتها. رغم تكدس بعض الأمنيات العالقة على بوابة الدعاء وإلحاحي في السؤال من أجلها. وأملي في الله كبير بأنه سيلبي مطلب الروح وتهنأ به قبل الرحيل، لذلك لن ينقص من شعوري بالرضا شيء. بل سيزيدني إصرارا على العمل الصالح والتواصل مع خيار الناس ليعينوني على المضي قدما في رحلة العمر. الخلاصة: يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "خير الناس من طال عمره وحسن عمله". رواه الترمذي

958

| 07 مايو 2018

خلّدْ اسمك

الخلود حلم يشاغب الإنسان فيتحايل عليه لعله يسجل نقطة في سجل انتصاراته والكثير لا يستطيعون فعل ذلك، رغم أن الله عز وجل بقدرته وعظمته أتاح لنا فرصة الخلود من خلال عمل صالح يبقى، بينما الجسد  يتحلل ويفنى. وبما أننا نحتفي هذه الأيام باليوم العالمي للأرض الذي يتجدد ليذكرنا بواجبنا نحو الكوكب الذي نقتسم خيراته معا ولابد أن نعالج مشكلاته معا، فإنني أدعو إلى مشروع وطني يدعم الجهود الفردية والمنظات غير الربحيّة التي تعمل من أجل جعل كوكبنا أفضل، ويسعى لأن تكون قطر أجمل. فكما نعلم أن قطر الفتيّة التي تعيش مرحلة تطور مذهلة وتتغير كل يوم نتيجة العمران والمشروعات العملاقة التي تبنى هنا وهناك، تعاني من طغيان الحجر على الشجر. لهذا أدعو أن يقام مشروع وطني يتعاون فيه الأفراد والجماعات، كل في مجاله، وليكن عنوانه خلد اسمك بشجرة، حيث يغرس كل فرد شجرة تحمل اسمه، لتكن دافعا محفزا للجميع. وذلك في رقعة متفق عليها، تم فرزها من خلال الجهات المختصة، فالمساحات الخضراء مترامية الأطراف، جنات أرضية تترك في النفس أثرا طيبا يتجلى في الهدوء والسكينة والراحة النفسية، كما أنها ملجأ للمخلوقات الجميلة حولنا. ومن جانب آخر، فالأشجار تساهم في خلق بيئة نقيّة صحيّة من خلال عملية التمثيل الضوئي التي تقلل التلوث في الهواء وعملية النتح الذي تلطف الجو وتخفض درجات الحرارة. وفي المناطق الصحراوية تعمل الأشجار على منع زحف الرمال وصد الرياح العاتية، كما أن لبعض الأشجار صفات علاجية وسمات جمالية تزين البيوت والطرقات. في رأيي أن وصية الرسول صلى الله عليه وسلم بغرس الشجر حتى ولو قامت الساعة له مدلولات على أهمية التشجير لا تغيب عن أذهان العقلاء والمتاملين. فأرجو أن يلقى هذا الاقتراح صداه عند المسؤولين؛ لأنني اخترت شجرتي التي أريدها تبقى من بعدي لتخلد اسمي حتى قيام الساعة. الخلاصة: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «ما من مسلم يغرس غرساً، أو يزرع زرعاً، فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة» (أخرجه مسلم).

890

| 23 أبريل 2018

ترانزيت...

أحب طرق السفر المباشرة ربما لأنها انعكاس لشخصي فأنا مباشرة جدا واعتقد بأن الطريق المستقيم أفضل ولو طال.. إلا انني اضطررت هذا العام للترانزيت بعد الارتفاع المبالغ فيه في قيمة التذكرة السنوية التي اسافر بها كل عام حيث وصلت الزيادة  لأكثر من 80%..وهو أمر غير مقبول وممقوت.. دفعني لاختيار خطوط جوية مختلفة تقدم لي سعرا مقبولا فلا تكدر علي متعة السفر.. وهذا ماكان، فقد وقع اختياري على الخطوط التركية الحاصلة على أفضل خطوط في أوروبا لأتوقف في عروس المدائن اسطنبول واستمتع بجمالها الاستثنائي حيث تسكن علي ناصية قارتين قبل أن أعبر إلى مقصدي و آخر وجهات سفري.. وفي رحلة العودة أقضي سويعات في مطارها الجميل لأطبع قبلة علي جبينها الاغر قبل أن أصل إلى حضن أمي قطر.. إلا ان السفر رغم متعته يبقى قطعة من العذاب تتجلي في رحلة العودة التي دائما ما استشعر طولها ولو كانت قصيرة ربما لأنني متعبة ومثقلة بروتين مابعد العودة؟!! الترانزيت ينعكس على حياتنا التي هي في حقيقة الأمر صالة كبرى يعبر من خلالها الناس بخيرهم وشرهم.. فالكل عابر طالت اقامته أم قصرت تتحكم في ذلك الكثير من العوامل كالعواطف والمصالح والرغبة والاضطرار.. ولو آمنا بأن من يصادفنا في هذه الحياة هم أناس عابرون ولابد من رحيلهم وإنْ طال بقاؤهم  لتضاءل حزننا عليهم واستسلمت قلوبنا لمرارة هذا الواقع الفج.. وهان صبرها وتحملها... ولحرصنا على الاستزادة منهم وصناعة الذكريات الجميلة معهم لتضي ليالي العمر وتسقي أيامه القاحلة وذلك هو الاهم.. ونحن أنفسنا عابرون في هذه الدنيا نمر في حيوات الناس كمحطات قدرية فلنحسن البقاء وصناعة الاثر الجميل.. فلن يبق منا إلا ذلك العطر الذي تستفزه مدفأة الذكريات ليتضوع بعبارات ك(الله يذكره بالخير حيا ويرحمه ميتا) وليس أجمل من أن تكون أثرا جميلا في حياة من تصادفهم فتبقى خالدا في قلوبهم مادامت الدنيا وطال الزمان.. حبل متسلسل من الأفكار قطعه نداء يتردد صداه في المطار يدعونني إلى الطائرة التي تأخذني لقطر الخير والصمود.. فأتوقف عن الكتابة.. مع تمنياتي للجميع بسلامة الأسفار الخلاصة: "إذا لم تزد شيئًا على الحياة كنت زائدًا عليها" (وحي القلم، مصطفى صادق الرافعي: [2/86])

1160

| 16 أبريل 2018

alsharq
حدود العنكبوت

حينَ شقَّ الاستعمار جسدَ الأمة بخطوطٍ من حديد...

3675

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
انخفاض معدلات المواليد في قطر.. وبعض الحلول 2-2

اطلعت على الكثير من التعليقات حول موضوع المقال...

2187

| 03 نوفمبر 2025

alsharq
العالم في قطر

8 آلاف مشارك بينهم رؤساء دولوحكومات وقادة منظمات...

2085

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
حين يصبح النجاح ديكوراً لملتقيات فوضوية

من الطرائف العجيبة أن تجد اسمك يتصدر أجندة...

1290

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
الكفالات البنكية... حماية ضرورية أم عبء؟

تُعدّ الكفالات البنكية بمختلف أنواعها مثل ضمان العطاء...

936

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
نظرة على عقد إعادة الشراء

أصدر مصرف قطر المركزي في التاسع والعشرين من...

936

| 05 نوفمبر 2025

alsharq
خطاب سمو الأمير خريطة طريق للنهوض بالتنمية العالمية

مضامين ومواقف تشخص مكامن الخلل.. شكّل خطاب حضرة...

897

| 05 نوفمبر 2025

alsharq
نحو تفويض واضح للقوة الدولية في غزة

تسعى قطر جاهدة لتثبيت وقف اطلاق النار في...

876

| 03 نوفمبر 2025

alsharq
مِن أدوات الصهيونية في هدم الأسرة

ما من ريبٍ أن الحلم الصهيوني لم يكن...

867

| 02 نوفمبر 2025

alsharq
عمدة نيويورك

ليس مطلوباً منا نحن المسلمين المبالغة في مسألة...

750

| 06 نوفمبر 2025

alsharq
الانتخابات العراقية ومعركة الشرعية القادمة

تتهيأ الساحة العراقية لانتخابات تشريعية جديدة يوم 11/11/2025،...

705

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
التعلم بالقيم قبل الكتب: التجربة اليابانية نموذجًا

لفت انتباهي مؤخرًا فيديو عن طريقة التعليم في...

681

| 05 نوفمبر 2025

أخبار محلية