رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

فخ الأربعين!!

حدثتني باحثة في شؤون الأسرة أن معظم حالات الطلاق أو الخيانة الزوجية أو الزواج الثاني تقع في فترة الأربعين يوماً التي تتبع الولادة. حيث تعتزل المرأة حياتها الزوجية فتهجر زوجها وبيتها وتقيم عند أهلها أربعين يوماً.. في بيت عائلتها الذي قد تمنع ظروفه الزوج من الزيارة المريحة التي تمنحه الاستقرار العاطفي والنفسي. وحقيقة لا أعرف لهذه العادة الغريبة أصلا.. فلطالما حدثتنا الأمهات والجدات عن جهادهن في بيوتهن عقب الولادة مباشرة، لأنه لا يليق بهن الاستلقاء للراحة في البيت الكبير بينما تقوم أم الزوج بالأعمال المنزلية. لذلك كانت بيوتهن عامرة وبيوت غالبية النساء حاليا كرتونية آيلة للسقوط!! وأنا لا أستكثر الراحة على النفساء ولكني استنكر إيقافها لزواجها أربعين يوماً. والأربعون يوماً في علم النفس والاجتماع والبرمجة العصبية فترة كافية جداً لتغيير الطبائع والعادات.. فكيف يفوت المرأة المتعلمة نتائج غيابها عن زوجها وبيتها أربعين يوما؟ إن الزواج سكن وغياب الزوجة يجعل الزوج بلا مأوى، لذلك يلجأ لمأوى آخر يوفر له ما يفتقده من استقرار فيصفو ما كدره الهجر الممنهج. لا تظني أيتها الزوجة أن هجرك لزوجك أربعين يوما بمباركة المجتمع حق لك.. بل هو عادة كسائر العادات التي لم ينزل بها الله من سلطان.. وتترتب عليها عواقب وخيمة. ولا يغيب عنك أبداً أن الهجر في المضاجع عقوبة فكيف يمكن أن يكون أثرها في نفس من لم يخطئ حين رغب في أن تكون له ذرية؟! إن الأربعين فخ مشيت إليه برجلك تاركة زواجك عرضة لرياح الطلاق أو الزواج الثاني أو الخيانة بحسب أخلاق وتربية زوجك الذي أنت أعلم باحتياجاته وقررت تجاهلها أربعين يوما في أنانية عجيبة لن يدفع ثمنها سواك.. فلا تلومي الزوج إنما لومي حدسك كأنثى غابت عنها أهمية الزوج كمؤسس للحياة الزوجية وعمادها.. كما غاب عنها أن دافعه الأول للزواج كان رغبته في السكن لرفيقة تقدر احتياجه للصحبة والمشاركة والرفقة. إن الزواج نظام شامل للحياة لا يتوقف بتوقف العلاقة الحميمة ولا يقوم عليها رغم أهميتها.. فمتى تدركن ذلك وتتوقفن عن الأنانية وتختصرن الأربعين يوما إلى عشرة على الأكثر لاستئناف حياتكن الزوجية الحقيقية بعدها؟ وتنتهزن إجازة الأمومة في تجديد الزواج والبيت وترميم ما أحدثته الأيام من صدوع؟ انني أوجه الدعوة لعلماء الدين والاجتماع والمهتمين بشؤون الأسرة لإعادة تقييم مرحلة غياب المرأة عن بيتها وزوجها بدعوى النفاس أربعين يوما والآثار السلبية المترتبة عليها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه خاصة في وقت شرعت فيه نوافذ الفتنة على بيوتنا وأشاعت وسائل التواصل الاجتماعي كل ما هو ممنوع ومحرم فجعلته سهلا متاحاً. ◄ الخلاصة: قال تعالى: «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون.» (الروم 21) فهل منحتن أنفسكن فرصة وفكرتن عميقاً في مقاصد الزواج الحقيقية ومقوماته؟

2017

| 12 نوفمبر 2018

أعيدوا النظر

لم يصدق الطاقم الطبي الذي وصل لإسعاف الطالبة وانج دافان 18 عاماً المشهد الذي رأوه، حيث تمددت الطالبة على الأرض بعدما صدمتها شاحنة وتركتها على قارعة الطريق تعاني الآلام الشديدة، لكنها في نفس اللحظة كانت تراجع دروسها بقاموس إلكتروني حتى لا يضيع الوقت دون فائدة. في لحظة تذكرت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: إذا قامت الساعةُ وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها. في حث جميل على العمل المخلص حتى النهاية بغض النظر عن الظروف المحيطة. وفي لحظة أخرى.. تذكرت طلاب وطالبات اليوم الذين يتأففون من المدرسة بكل ما تمثله - إلا من رحم ربي - غير آبهين بأهمية التعليم في صناعة الحضارات، ضاربين برموزه عرض الحائط فلا احترام للمعلم الذي خلعت عنه الصفات القدسية كرسول تستغفر له المخلوقات.. ولا تقدير لكتاب أو مرجع يُرمى دون اعتبار لمكانته في توثيق التجربة الإنسانية. وللأسف ذلك ما ينطبق على الموظفين والموظفات حالياً - إلا من رحم ربي - فيكفيك مشاهدة الرسائل والمقاطع المصورة التي تصلك ليلة الأحد والمضمون الساخر أو الساخط على بداية أسبوع العمل في كفر واضح بالنعم. فالمتأمل في أحوال الشعوب ومدى حرمانها من فرص التعليم المجانية والعمل الجيد والدخل المجزي المستقر سيدرك حتماً أهمية دوام الحمد والشكر حتى تدوم علينا النعم ولا نفقدها تحت أي ظرف من الظروف - لا قدر الله - على هذا البلد الطيب. أعتقد أن تصرفات مثل هذه (السخرية والسخط على العمل أو المدرسة) تنم عن عدم النضوج والسطحية.. وإن كنت أغفرها إلى حد ما عندما تأتي من طالب في طور النمو افتقد الأسوة الحسنة والتوجيه السديد إلا أنني انزعج بشدة من صدورها عن موظفين وموظفات يفترض أنهم في موقع المسؤولية. إن النظرة السلبية للعلم والعمل تؤثر حتماً على الأداء وهذا ما نلمسه في كل مكان دون أدنى مبالغة. حتى الطبيب الذي كنا نحسبه ملاكاً للرحمة عاد مجرد إنسان يخطئ أكثر مما يصيب! وقس على ذلك بقية العاملين الذين لا يظنون أن تزوير دخول مكان العمل لا يجعل الراتب حراماً. ينبغي على الجميع من القمة إلى القاع مراجعة أدوارهم لتعود منظومة التعليم والعمل لطريقها الذي حادت عنه بسبب ضعف الإيمان وغياب الضمير والكفر بالنعم. لنرتقِ معاً سلم الأفضلية ونحافظ على مكانتنا في قمة العالم.. الخلاصة: قال الله تعالى: ﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [التوبة: 105]. إذا استشعر أحدكم مراقبة الله عز وجل لعمله أشك أنه سيجد فرصة لإرسال رسالة تسخر من العمل أو تسخط على المدرسة.

905

| 05 نوفمبر 2018

نحن ندٌّ لهم

في ختام 2015، وافق مجلس الوزراء على قانون حماية اللغة العربية، ويتضمن مشروع القانون من بين أحكامه أن تلتزم الوزارات والمؤسسات الرسمية، والمؤسسات التعليمية الرسمية في جميع مراحل التعليم، والبلديات، باستخدام اللغة العربية في جميع ما يصدر عنها من أنظمة وتعليمات ووثائق وعقود ومعاملات ومراسلات وتسميات وبرامج ومنشورات وإعلانات، كما تلتزم الجامعات القطرية العامة ومؤسسات التعليم العالي التي تشرف عليها الحكومة بالتدريس باللغة العربية في جميع العلوم والمعارف. وكمواطنين مخلصين لديننا أولا وللغة القران ثانيا، نشكر هذا التوجه الأصيل لحماية لغتنا، من خلال فرضها كلغة رسمية يدعمها دستور البلاد، وإبرازها كلغة عالمية تستخدم في المنظمات الدولية ويعبر بها رموزنا عن طموحاتنا ومشروعاتنا من تلك المنابر التي تستضيف رؤوساء الدول وكبار شخصيات العالم الذين يلجئون للترجمة الفورية عبر سماعات الرأس احتراما لها. إلا أننا نفاجأ بالوفود الرسمية القادمة من وراء البحار تشترط علينا استبدالها بلغتهم وانتقاص من لا يتحدث بها رغم وجود المترجمين! لماذا أرغم على التحدث بلغتهم في عقر داري_ رغم أنني أتقنها وأتحدثها بطلاقة_ فمن حقي التحدث بلغتي الرسمية ويجب عليهم احترام ذلك ووضع سماعات الترجمة على رؤوسهم مذعنين.. يجب أن تفهم تلك الوفود أننا لا ندين لها بشيء، وبأننا ند لهم في كل شيء، فلا يفرضوا علينا التحدث بلغتهم والضغط في هذا الاتجاه. فإن الإنسان لا يعبر عن نفسه بدقة ووضوح إلا من خلال استخدام لغته الأم. إنني أتعجب من الأجنبي يفترض إجادتنا التحدث باللغة الإنجليزية، بينما لم يكلف نفسه تعلم حتى أبجديات لغتنا العربية؟ ◄ لسنا مستعمرين و لم نعد نعيش في زمن الاستعمار الذي فرض لغته حين قوة، أما الآن، وفي هذا الزمان فنحن دولة حرة ذات سيادة تتمتع بثقل عالمي يعرفها القاصي والداني، وعلى الجميع احترام ذلك، وعدم فرض شروطه علينا. إن الاعتزاز بلغتنا الأم لا يتأتى إلا بتكريسها كلغة رسمية معتمدة في البلاد كما هي معتمدة في المنظمات العالمية، والدفاع عن هذه المكانة التي استحقتها عن جدارة، فهل يدعم مجلس الوزراء هذا الاتجاه حماية للغة القرآن.. نرجو ذلك. ◄ الخلاصة: الاعتزاز باللغة الأم أجده متمثلا في فخامة الرئيس التركي أردوغان الذي يصر على التحدث بلغته التركية في كل مكان وزمان وعلى بقية الرؤساء الإذعان والاستعانة بمترجم.

853

| 29 أكتوبر 2018

استعد حريتك!!

الحرية أثمن مايملكه الإنسان وسلوا الثوار المجاهدين عن مهرها.. فللحرية باب بكلّ يد مضرّجة يدقّ.. ورغم مواكب الشهداء المتلاحقة في سبيل الحرية عبر التاريخ إلا أن انسان الحاضر تنازل عن حريته مختارا وسلم قياده طائعا للأسر.. الانسان في هذا العصر أسر نفسه للأجهزة الالكترونية واستسلم لوسائل التواصل الاجتماعية باحثا عن الوهم لتنفجر في وجهه أكبر مشكلة صادفها في تاريخه.. مشكلة ذات ابعاد مختلفة أثرت فيه وفي محيطه تأثيرا عميقا وممتدا أخشى أن يبقى مابقي الانسان.. هذا الأمر الذي تنبهت له الجمعية الملكية للصحة العامة في بريطانيا، فأطلقت حملة لتشجيع مدمني مواقع التواصل الاجتماعي على استعادة الحرية من خلال التوقف التام عن تصفح هذه المواقع لشهر على الأقل!! وركزت على مستخدمي منصات فيسبوك وإنستغرام وتويتر وسناب تشات. لأن الابتعاد عن هذه المنصات الاجتماعية يساهم في الحد من آثار تلك المشكلة المتفاقمة، ويساعد في تعزيز العلاقات الاجتماعية في محيطهم، ويحافظ على الصحة العامة عندهم. واعتقد أنه تصرف صائب لأنه يسعى لتسليط الضوء على دور الإعلام الاجتماعي في تفاقم مشاكل لاحصر لها خاصة عند الشباب الصغار. هذه الوسائل التي فاضت بأسوأ ما تمثله الشرور الانسانية رغم انها تحت الأضواء.. فما بالك بالشبكة السوداء المعتمة!!؟؟ اعتقد أنه من منطلق مسؤوليتنا كآباء ومربين علينا أن نعمل على توعية الشباب بأهمية الوقت الذي سنسأل عنه؟؟ وتشجيعهم على استثمار أعمارهم فيما ينفعهم في الدنيا والآخرة حتى يجدوا إجابة مُثلى حين يسألون فيما أفنوا أيامهم وضاعت أعمارهم ؟!! كما أنها مسؤولية الدولة ممثلة في مؤسساتها وعليها يقع العبء الأكبر في ترشيد استهلاك وسائل التواصل الاجتماعي وتشجيعهم للخروج إلى أرض الواقع من خلال البعد عن أنشطة الواقع الافتراضي. وليكن هناك يوم في تقويم الدولة للتوقف عن استخدام تلك الوسائل والتحرر من أسرها والانغماس في اللقاءات العائلية والواجبات الاجتماعية التي وهنت لطول هجرها.. اعتقد أنه أمر جدير بالتفكير فيه.... ◄ الخلاصة: المدمن ليس من تعاطى المخدرات فقط، فمن أسر نفسه لجهاز ما واستسلم لتطبيق ما، هو مدمن أكثر سوءا، والضرر الذي يتعرض له ليس أقل مما يتعرض له مدمن المخدرات بشكلها المعروف.. فحطم قيدك .. استعد حريتك. [email protected]

580

| 15 أكتوبر 2018

الشاطر شماعة!! 

من يعرف أبسط أبجديات الإدارة يعرف أن الموظفين أنواع يختلفون باختلاف أدائهم للعمل وتحملهم للمسؤوليات، فالمميز هو من يدفع عجلة العمل إلى أقصاها حيث وفرة النجاح بفضل حسه العالي بالمسؤوليه وهمته ونشاطه وإنجازه ومبادراته.  أما المساعد فهو الذي يتعلم ويحسن مستواه ويتبع التوجيه والإرشاد باذلاً أقصى جهده في عمله مخلصاً له.  ثم يتدرج الموظفون بحسب مهاراتهم، فلا يشكلون فارقاً كبيراً في محيط العمل لأنهم مشغولون بما يجري في ميدانه ولا يساهمون مساهمة فاعلة.  ومنهم من يمثل العبء الذى يعرقل عجلة العمل، ومنهم من يجنح للنفاق فيمثل العمل وفي الواقع هو عائق كبير لذلك يتسلق على أكتاف زملائه مغازلا الذات  لمنتفخة عند مسؤوليه ليحصل على مالا يستحق!!  أما النوع الأسوأ فهو من يعمل ضد مؤسسته ليوقف عجلتها الدائرة بغبائه أو خبثه بارتكابه الفواحش الإدارية ما ظهر منها وما بطن.. ومن أولئك من يستحل راتبه وهو نائم في فراشه!!  وأعزو ظهور الأنواع السيئة لضعف المسؤولين وإساءة فهمهم للتكليفات التي تأتي من عل فيتقوقعون في مكاتبهم وراء المكاتب الفخمة ليقع عبء العمل كله على أكتاف المميزين الذين يعملون ضمن مثل عليا وإحساس عال بالولاء للوطن ووجوب رد الجميل له من خلال الإحسان في العمل والأداء التام للواجب..  ويحضرني في هذا المقام قول مديرة لموظفة مميزة شكت لها ثقل الأعباء فردت عليها: الموظف الشاطر (المميز) شماعة نعلق عليه المهام.  وهو مفهوم منتشر في ميدان العمل فمن خلال متابعتي لما يحدث فيه على اختلاف مؤسساته وهيئاته أجد أن المميزين يُضحى بهم على نصب المسؤولين الذين يمتصون جهدهم وطاقتهم حتى آخر رمق دون الحصول على حقوقهم كاملة في استخدام جيد للعصا والجزرة!! وقد يبدو هذا المشهد حزينا إلا أن الأكثر حزنا هو ترقي الموظفين السيئين ليجد المميز نفسه تحت إدارة منافق أو انتهازي أو لص أو غير مبال وهذا أضعف الهوان!!  حقيقة أنا سعيدة بأن المديرة صاحبة مقولة الشاطر شماعة احيلت للتقاعد وفي نفس الوقت حزينة لانتشار فئة لا بأس بها ممن هم على شاكلتها أولئك الذين يهمهم دوران عجلة العمل ولو داست على أرواح مميزة أرهقها الظلم والاستعباد!!  وأنتظر من وزارة التنمية العمل على تنقية أجواء العمل من هذه الآفات.. من خلال تفعيل التقييم من رأس الهرم إلى قاعدته..  وختاماً للمميزين أقول: اجعلوا عملكم لوجه الله تؤجرون عليه في الدنيا والآخرة أما المسؤول الظالم فأذكره بأن الله يمهل ولا يهمل..  الخلاصة: إن كنا نشكر معالي رئيس الوزراء على أمره بتشكيل لجنة للتظلم فإننا ننادي بعدم وجود الظلم من أصله!!  هذا الظلم الذي انتشر حينما أمن المسؤولون العقوبة فأساءوا الأدب مع الله قبلا ثم مع الوطن..  وأذكرهم بقوله تعالى: "وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ"[إبراهيم: 42] .. اللهم هل بلغت.. اللهم فاشهد..   

1521

| 08 أكتوبر 2018

تصحيح المسار 

بدأ دعم الشباب وتمكينه على يد سمو الأمير الوالد المؤسس الثاني لدولة قطر، أطال الله عمره ومتعه بالصحة والعافية، وجاء تتويج هذا الدعم بالتنازل عن الحكم لأمير شاب أثبتت الملمات أنه جدير بالثقة الخالصة والاحترام المطلق..  وكلا الأميرين حفظهما الله دعما الشباب دعما تاما في دعوات متجددة تهدف إلى صناعة المستقبل والحفاظ على المكتسبات التي تحققت على ايديهما المباركة.  إلا أن هذا المسار انحرف في مرحلة ما ليصعد الشباب مهما كان مستواهم على أكتاف جيل الوسط الذين تتم التضحية بهم، في استجابة خاطئة لتوجيهات كريمة!  هذا الجيل الذي وجد نفسه في موقف محيّر، فلا هو من جيل الكبار ليحتفي بإنجازاته، ولا هو من جيل الصغار لتفتح أمامه مغارة علي بابا المليئة بالفرص الذهبية! والأسوأ من ذلك، أن بعضا منهم وقعوا ضحية تنفيذيين شباب تم تعينهم في مواقع مفصلية لحصولهم على بكالوريوس من جامعات دولية (فقط) دون أي خبرات حقيقية تدعم تلك الشهادة فتلهمهم السبل الصحيحة للحفاظ على الخبرات واستثمارها في مؤسساتهم، فلجأ بعض الموهومين لتطفيش الخبرات أو إحالتهم للتقاعد المبكر؛ لأن غرور العظمة ضيّق المساحة، فلم تعد تتسع لجيلين استثمرت فيهما القيادة السابقة واللاحقة موارد ثمينة.  لذلك يصدم المجتمع بين فترة وأخرى بتصدر البعض المشهد وهو لايملك من معايير الصدارة الا قليلا!!  في الوقت الذي يغيّب أصحاب الخبرات المميزة عمليا أو ثقافيا أو إعلاميا!  وجوه تروج لها وسائل التواصل الاجتماعي ذات الجماهير المترامية الأطراف، ليطغى نموذج ضحل، إلا من رحم ربي.  وحيث إن تلك الوسائل سحبت البساط من الإعلام التقليدي، صار الوضع إجبارا لا اختيارا.. فمتى يصحح المسار؟  ليقدر الشخص بحسب إنجازاته ومهاراته، لا الجيل الذي ينتمي إليه.  إن مجتمعنا يحتاج لمبادرة عميقة تعيده إلى المسار الصحيح قبل انزلاقه في مزالق الهشاشة والتسطيح، لا مبادرات واهية إن نفذت واحدة سقطت مقابلها عشر اكتفت بالاستعراض (الشو الإعلامي) دون أي أثر واقعي ملموس!  الخلاصة قبل سطوة الإعلام الجديد ولغته التي تحتاج للتهذيب  كم من قضايا حلت  وكم من قوانين عدلت وكم من قيادات تغيرت بحبر قلم مثقف ومخلص أجاد طرح وجهة نظره فاستجاب له صاحب القرار..  لا حملات ضغط يختلط فيها الغث بالسمين وتختبئ خلفها دوافع شخصية تفرض لغة منفرة مرفوضة...  تحية وتقدير لمن يستحق التقدير (فعلا)

857

| 17 سبتمبر 2018

العروش المزيفة

المنصب أيا كان هو منصب يمتحن قيم الانسان وطبيعته، فالواثق من نفسه وقدراته ومهاراته ينظر للمنصب على أنه تكليف فيحرص على الانجاز وصناعة صف ثان من القادة المستقبليين سواء للمنصب ذاته أو غيره. بينما المهزوز فيعتقد أنه قد ملك الدنيا وان كان مسؤول النظافة في مكان ما!. فالمنصب عنده تشريف صادف غرورا وتعطشا للسلطة وهو شهوة ان لم تسيطر عليها كانت طريقك الممهد للنار. والمؤسف أنه كلما تقدم الزمان بنا طغى النوع الثاني على النوع الأول الذي يُحارب وتُوضع في وجهه العراقيل حتى ينسحب بهدوء من بيئة مسمومة مليئة بالعاهات النفسية والعقلية. النوع الثاني يحرص على مظاهر السلطان و(الهيلمان) من مظاهر الأبهة والتشريف أكثر من حرصه على مجريات العمل فتتراكم الأزمات والمشاكل وتتحول بيئة العمل الى بيئة طاردة.  فأول أيامه في مكتبه يأتي وقد اصطحب شلته فعين اقربهم مديرا لمكتبه ولا مانع أن يكون من عائلته. تلك العائلة التي ستنتشر في كل مفاصل جهة العمل ليكونوا جواسيس له وتقاريرهم عنده مصدقة أكثر من تقارير الأداء!. أما قراره الثاني فهو تجديد مكتبه ليحوله مجلسا خاصا يلتقي فيه بالأهل والأصحاب!  وكم من مكتب خجلنا من ولوجه بسبب كثرة الرواد من الرجال!. وكم من مسؤول اضطررنا لسؤاله الخروج من المكتب لنتمكن من مناقشته في الموضوع الذي جئنا من أجله!. وقد نما الى علمي أن احد هؤلاء يعمل كرئيس تنفيذي يزمع تجديد مكتبه بمبلغ تجاوز 5 ملايين ريال من ميزانية مؤسسته التي أمضى فيها ردحا من الزمان دون انجازات تذكر!.  مع ملاحظة أن مبنى المؤسسة مستأجر!  وبسبب هذه القرارات الانانية يظلم عند مثل هذا المسؤول كثيرون فلا زيادة في الرواتب ولا تعديل في الأوضاع والترقيات مؤجلة والترقيات الاستثنائية مرفوضة حتى يضطر الموظف المجتهد الى الهجرة من المؤسسة الى بيئة محفزة فيصطدم بشرط (التنمية) الذي يرمي إلى تحجيره عاما قبل الالتحاق بوظيفة أخرى.  هذا عدا الاتفاقيات الجانبية التي لا اعرف مدى مشروعيتها بين جهات العمل الحكومية بعدم قبول توظيف المواطنين!.  شيء عجيب.. يحتاج الى وقفة جادة من حكومة تسعى لراحة العمال وتوفير كل سبل الراحة لهم بينما المواطنون يعانون تعنت أصحاب العروش المزيفة!. فهل من تحرك ينصف العشرات من المطحونين؟!  الخلاصة إذا دعتك قدرتك لظلم الناس.. فتذكر قدرة الله عليك.

887

| 10 سبتمبر 2018

المكان الصحيح لربط الحمار!!!

ابتليت قطر في مستهل الألفية الحديدة بما يسمى بالبند المركزي وهو المكان الذي يؤول اليه الموظفون الزائدون عن حاجة العمل بغية اعادة توظيفهم في اماكن عمل أخرى تكون بحاجة اليهم. والفكرة تبدو رائعة الا ان تنفيذها حولها الى مقصلة الكفاءات حيث أوكل الأمر للمسؤول المباشر الذي شخصن الأمور فلم يحتكم لانجازات الموظفين وانما لعلاقاته معهم مطبقا القول السائر : من حبته عيني ما ضامه الدهر. وقد كنت شاهدة على هذه التصفية العشوائية التي راح ضحيتها كثير من المميزين وحملة الشهادات العليا والشباب!! ليهنأ المسؤول بشلته الموالية له وشللهم. ونسي ما قدمت يداه واستحق بسببه دعوات المظلومين. وخلال عقد من الزمان لاحظت أن معظم من تم التخلص منهم أولئك الذين يصرون على ربط الحمار في مكانه الصحيح بينما تم الإبقاء على من يربطه في المكان الذي يراه صاحب الحمار صحيحا!! وفي حادثة مؤلمة أذكرها_ حين كنت مديرة مدرسة وصاحبة ترخيص_لزميل رأى إصراري على احقاق الحق والالتزام بالمعايير بعيدا عن المزاجية والتخبط  فنصحني بأن أربط الحمار مكان ما يريد صاحبه. فصدمت وأجبته  وهل أصبح أبناؤنا حميرا نربطهم؟؟  ماذا ستقول امام الله حين يسألك عنهم؟؟  فاستقلت وتقاعدت تقاعدا مبكرا بينما أصبح هو مديرا لادارة هامة في وزارة حيوية!!  واليوم تتكرر المأساة بأوجه أخرى حيث تحال الخبرات القطرية للتقاعد ومنهم الشباب لتتحمل الدولة عبء قرارات لم تراع مصلحتها في المقام الأول.  تصدرها جهات تعاني ازدواجية شديدة في الرؤية حيث يحال القطري الذي يكاد يصل سن التقاعد للتقاعد ليحل محله غير قطري أكل عليه الدهر وشرب!!!  وبصفتي تربوية في المقام الأول مارست التعليم مدة كافية للإدلاء برأيي في إحالة الخبرات التعليمية للبند المركزي أو التقاعد في وقت تحتاج فيه الدولة الى جهود الخبرات المخلصة في هذا المجال الحيوي  أؤكد أنه عبث بمقدرات الدولة التي علمت ودربت وصنعت خبرات تراكمية تستحقها فيأتي مسؤول ويشطب حياة انسان بجرة قلم غير عابئ بالدولة ولا مواطنيها.  إن من يعمل في التعليم كلما مرت به السنوات أصبح جوهرة لا يمكن الاستغناء عنها بفضل تنوع خبراته وتعدد أساليبه..  فما بالكم وقد أصبحتم كالقطة تأكل أولادها بوهم حمايتهم..  الخلاصة : اتقوا الله أيها المسؤولون.. فقطر تستحق الأفضل من أبنائها فلاتحرموها عطاءهم.. 

1429

| 03 سبتمبر 2018

منغصات!! 

أرسلت لي قارئة تقول: عزمت هذا الصيف أن أقضي إجازتي في قطر تقديرا للجهود المميزة التي تبذلها هيئة السياحة والمؤسسات ذات الصلة لجعل قطر وجهة سياحية تليق بالعائلة، فتنقلت بين الوجهات والمعالم الرائعة واستمتعت مع أسرتي الصغيرة بالعروض الفندقية المنوعة. مضت الاجازة على نحو جميل حصدت  خلالها الكثير من الذكريات المصورة التي سأحتفظ بها في ألبوم رحلاتنا العائلية الا ان هناك ما ينغص هذه الذكريات من أمور أتمنى أن تنتهي لتكتمل رؤية قطر السياحية. وسأطرحها عليك لعل الجهات المعنية تتعامل معها. وسأبدأ بالمنغص الأكبر الذي كدرنا وأزعجنا جدا حيث أثر على جدولنا السياحي وحبسنا في مكاننا. فقد اختتمنا اجازتنا في شاليه جميل رغم قدمه فهو من اوائل الشاليهات في قطر وكم كانت بهجة الأطفال كبيرة بالملاعب وبرك السباحة والبحر حيث نزلنا كعائلة للسباحة فشهدنا أسوأ مشهد يمكن أن نتوقعه في قطر. نزلت البحر مع زوجي وأطفالي بملابس محتشمة ولله الحمد والبحر يغطيني حتى الأكتاف في محيط الشاليه الذي استأجرناه في ملكية خاصة فتعرضنا لهجوم شباب يستعرضون مهاراتهم في قيادة الدراجات البحرية (السكوتر) ويمارسون (التفحيط) الذي أصابني بالهلع خوفا على أطفالي من الغرق وأحرج زوجي كثيرا مما دفعه لمخاطبة أمن الشاليهات الا أن الشباب الذين فقدوا المروءة لم يلتفتوا لتعليماتهم ومضوا في غيهم يعمهون حتى تم استدعاء خفر السواحل الذين لم يقصروا في ردعهم.  لكن الشباب الذين سقطت نخوتهم على أرض اللهو عادوا للاستعراض مرات أخرى في النهار مما اضطرنا للجلوس داخل الشاليه فحرمنا متعة السباحة في البحر. وفي الليل فلا استمتعنا بمشاهدة التلفزيون ولا نمنا مرتاحين!.  موقف سخيف أثار في نفسي الكثير من التساؤلات أهمها أين ذهبت الرجولة والشهامة في هذا الجيل؟. وربما يتساءل أحدكم عن اختيارنا للشاليه الأقدم لأجيبه بأننا لم نختره هربا من الحر  فقط بل هربا من الأسعار المتضخمة في الشاليهات والمنتجعات الجديدة والتي تجاوزت العشرين ألف ريال للشاليه الواحد في نهاية الأسبوع !.  وهذه من المبالغات التي ابتلينا بها مؤخرا في أكثر من مجال وسلعة!. أما المنغص الآخر فهو وجود الشيشة وتخصيص الأماكن الأفضل في المطاعم والمقاهي لمدخنيها بينما تحبس العوائل داخل المطعم المكيف طوال الوقت ليخرجوا بعدها للرطوبة فيمرض الصغار والكبار!. فمن أحق بالتكريم والصدارة العوائل أم عشاق الشيشة.  ولماذا لا يتخذ قرار يحصرها في أضيق الحدود؟.  ففي النهاية هي سموم تكدر البيئة وتلوث الهواء.  مما لا شك فيه أن قطر تبذل الكثير من أجل السياحة الداخلية يتجلى ذلك في المرافق السياحية الرائعة والبنية التحتية المذهلة والفعاليات الفنية المنوعة الا أن تصرفات البعض تكدر تلك الطموحات وتؤدي إلى عزوف العوائل عن ارتيادها بعدا عن المشاكل والمنغصات.  لذا فكرت في أن أكتب لك راجية أن يصل صوتي من خلالك للمسؤولين فيتخذوا اجراءات توقف المستهترين عند حدهم لدعم جهود الدولة الرائعة في مجال السياحة العائلية.  انتهى الخلاصة: أضم صوتي لصوتك عزيزتي وأطالب بردع قليلي المروءة بقوة القانون.. فمن لم يردعه القرآن ردعه السلطان.  وأقولها لكل من سقطت مروءته وفقد نخوته: اتق الله في نفسك واحفظ عرضك.. فكما تدين تدان.

641

| 27 أغسطس 2018

باقة زهر بيضاء..

تحملها روحي وهي على صعيد عرفات الطاهر.. الذي يمثل نقطة اتصال ساخنة بين الأرض والسماء. بين رب عظيم رحيم كريم وعباد جاؤوا من كل فج عميق تثقل كواهلهم الأمنيات والخطايا. تجول روحي بين الحجيج الذين تسمروا فوق الجبل كأن على رؤوسهم الطير لا تسمع منهم الا ضجيج الدعاء ونشيج الأفئدة. جاء كل منهم يحمل بين طياته حلما وأمنية يتمنى أن قداسة يوم عرفة ستكفل تحقيقها فيتحول حلمه الى واقع طال انتظاره. تعبق رائحة الزهور بين يدي تذكرني بسبب حملها والتجول بها لأتذكر أنها دعوات أريد أن أهديها في يومنا هذا سائلة ربي أن يمن علي بتحقيقها.  فألتقط الزهرة الأولى لأهديها سيد الخلق محمدا صلى الله عليه وسلم عرفانا بدوره في نشر الاسلام وتقديرا لكل ما مر به من مصاعب اجتازها ليتركنا على المحجة البيضاء وفي أذني يتردد صدى الآية الكريمة: "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا" [المائدة:3]  اللهم إني أسألك أن تبلغه تحيتي وسلامي..  *أما الزهرة الثانية فأهديها للنبيين ابراهيم وولده إسماعيل عليهما الصلاة والسلام اللذين علمانا الدرس الأول في اليقين والاستسلام لله عز وجل والانقياد له بالطاعة.  *والثالثة فهي لوطني الذي يعيش معركة وجودية اثبت فيها أنه الأطول قامة والأصدق ابتسامة فكان شعبه في الأخلاق علامة. وطن كهذا لن يكسره تحد مهما كان.. فلله دره!.  *أما الرابعة: فأرسلها إلى والدي الذي أرجو أن يتسع قبره اتساع صعيد عرفات وتتنزل عليه الرحمات.. كما هي الآن في هذا اليوم المقدس..  *والخامسة أهديها أمي الطاهرة الصابرة جزاء وفاقا لكل ما قدمته وبذلته من عطاء غير مجذوذ.. عليها سلام من الله ورحمة وطول عمر وبركة..  *أما السادسة: فأبعثها لزوجي هناك خلف الحدود وأذكّره بما قلته له فجر الخامس من يونيو 2017: لا تنظر يمينا ولا شمالا.. فقط انظر إلى الأعلى ولا تحزن ان الله معنا .. فإن ما صنعه الله لن يهدمه البشر وان حشدوا قوات الحسد والشر.  *والسابعة هي لإخوتي.. الذين يربطني بهم الدم وأولئك الذين جمعني بهم الحلم أو الهم.. قلوبا صادقة وأرواحا زكية.. اسأل الله أن يجمعنا واياهم على سرر متقابلين.  *أما الثامنة فهي ((لنوني)) ابنتي التي لم أنجبها.. هي بضعة مني يؤذيني ما آذاها.. ومن آذاها فقد آذاني واستحق غضبي وقطيعتي.. ولن أبالغ حين أقول إنه سيزعجني بذلك حتى في قبري.. فارحموني ولاتختبروني ..  *والتاسعة لأحبتي في كل مكان وزمان.. تقديرا مني لكل دقيقة خصصوها لي مشاركة في فرحي.. تصفيقا لانجازي.. دعما لحزني.. متابعة لكلماتي.. اعجابا بمقالاتي.. جمعني الله بكم في جنات النعيم..  *والأخيرة ختام.. والختام مسك كسيرته العطرة.. أهديها لسمو الإنسان حمد بن خليفة آل ثاني الذي يلهج لساني بالدعاء له ما تعاقب الليل والنهار.. ففضله لا ينسى ولا ينكره إلا جاحد..  أسأل الله له الفردوس الأعلى بلا حساب ولا سابقة عذاب.  ختاما: غدا تشرق شمس العيد بإذن ربها ..  فكل عام وأنتم إلى الله أقرب وبعبادته أسعد وعلى طاعته أدوم وأثبت.  عيدكم مبارك أحبتي في كل مكان وزمان.

678

| 20 أغسطس 2018

أيام معلومات ...

*اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ*، *لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ*،  *اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ*، *وللَّهِ الحمد* وهلت العشر الأوائل من ذي الحجة كواحدة من أهم الفترات المقدسة في التقويم الهجري.. وصفها الله عز وجل بالأيام المعلومات في قوله تعالى : (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ) [الحج:28]  وسر قدسية هذه الأيام هو اجتماع أم العبادات فيها الحج والصيام والصلاة والصدقة ليأتي ذكر الله عز وجل على قمتها ..   شهد  الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على أفضليتها المطلقة كموسم عمل مثمر فقال : (مَا مِنْ أيَّامٍ العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أحَبُّ إلى الله مِنْ هَذهِ الأيَّامِ العَشْرِ) ، فقالُوا يا رسولُ الله: ولا الجِهَادُ في سَبِيلِ الله؟ فقالَ رسولُ الله : ( ولا الجِهَادُ في سَبِيلِ الله، إلاّ رَجُلٌ خَرجَ بِنَفْسِهِ ومَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ من ذَلِكَ بِشَيْءٍ)  رواه البخاري والترمذي . كما كان السلف الصالح يعظمها ضمن ثلاث عشرات: العشر الأخير من رمضان، والعشر الأول من ذي الحجة، والعشر الأول من محرم. لهذا تعد العشر الأوائل من ذي الحجة فرصة نفيسة لاغتنام النفائس والفطن لا يفرط في مثل هذه الفرص التي تأتي على رأس العام..  وهي الآن بين أيدينا و نبتهل لله أن يبلغنا أفضلها فيستجيب دعاءنا الذي يصعد اليه يوم عرفة محملا بأمنيات العمر التي تبدو في أعيننا مستحيلة لكنها عند الله عز وجل هينة وبسيطة ...  واغتنام هذه الفرصة انما يكون بالاجتهاد التام في القيام بالعبادات ما استطاع الانسان اليها سبيلا..  فالتوبة الصادقة عما اجترحناه والعزم الأكيد على العمل الجاد خلال ايامها ولياليها والبعد كل البعد عن المعاصي كبيرها وصغيرها أفضل ما نستقبل به الأيام المباركة..  فلنحرص أحبتي على مجاهدة النفس بالطاعة والاستزادة من الخير والقيام بكل انواع العبادات واحسان المعاملات.. ولنذكر الله كثيرا...حتى اذا جاء يوم عرفة ارتفعت أعمالنا فقبلت.. ودعواتنا فحققت..  وجائزة الآخرة خير عند الله وأبقى..  الخلاصة: هي أيام مباركة فاغتنموها في الخير.. ومن أوجه الخير المنسية اصلاح ذات البين بين الناس.. فاسعوا في مناكبها وأصلحوا بين الخصماء والمتفارقين وذكروهم بأن من عفا وأصلح فأجره على الله.. فأي أجر ينتظرهم من رب كريم لا حدود لكرمه ورحمته..   

1830

| 13 أغسطس 2018

تعسير و تنفير

في عام 2011  أعلن المجلس الأعلى للصحة المسؤول عن استراتيجيات الصحة آنذاك عن أنه ووزارة الداخلية يعكفان  على الانتهاء من مشروع دمج البطاقتين الشخصية والصحية في بطاقة واحدة،  مؤكدا في السياق ذاته أن المشروع سيتم الانتهاء منه خلال الأشهر القلية المقبلة. وبعد سبع سنوات يحق لنا أن نتساءل عن هذا المشروع والى أين وصل خاصة في ظل تعنت بعض موظفات الاستقبال في المراكز الصحية ورفضهن تماما التعامل مع المرضى إلا بالبطاقة الصحية  حتى وإن قدم المريض رقمه الصحي المعتمد في الدولة!!! في وقت يتجه العالم فيه إلى تقليل الاعتماد على الورق وما شابهه لصالح التقنية وزر الحاسوب الذي سيخرج لك تاريخ الإنسان في أي مجال بمجرد ضغطه.. ولنكن منصفين فقد تجاوزنا العالم بمراحل فلنتحدث (على قدنا ) وننظر في حال وزاراتنا لنجد أن وزارة الداخلية كمثال قطعت شوطا كبيرا في مشروع وزارة بلا ورق.. فما بال الصحة تتعثر في ذلك وممثلوها يتعنتون في تمرير الحالات المرضية لأن راحتهم النفسية لن تكتمل إلا بملامسة البطاقة الصحية وتأملها!!  وفي النهاية لن يحدث سوى نقل الرقم الصحي للمريض وطباعة اللاصقات ليتمكن المريض من عبور المعقل الصحي العتيد!! إجراءات روتينية بائسة في مجال حيوي كالصحة التي تعتبر فيه الثانية فارقة في حياة الإنسان.. فكم من مريض صده موظف استقبال متعنت فضل العودة إلى بيته ليموت كمدا!! وبدون أدنى مبالغة كم مرة سمعتم عن تفاقم المرض رغم تردد المريض على المستشفيات؟!! الإجراءات روتينية بائسة والتعنت في تنفيذها عند الاستقبال قاتل.. ناهيك عن القوانين التعيسة حين تجتاز بوابة الكاتراز..  فعلى سبيل المثال إذا تأخرت عن موعدك في مستشفى حمد الذي حصلت عليه بشق الأنفس يؤجل لستة أشهر على الأقل  دون مراعاة لأية ظروف إنسانية..  غني عن التذكير أن الإنسان قد يموت في لحظة فكيف بمريض يصل متأخرا لموعد انتظره شهورا فتتفضل موظفة الاستقبال بتأجيله عقابا وتأديبا!!!؟؟؟  فيضطر المريض حينها للانتقال إلى القطاع الخاص_ دون تأمين صحي يحميه من الاستغلال البشع هناك_ ليطمئن على صحته ومتابعة حالته وضبط تأرجح ميزان مؤشراته الحيوية فإذا عاد بعد الشهور الطويلة لمستشفى حمد فجاءه الطبيب المتحذلق بعدم اعترافه بإجراءات المستشفى الخاص ولابد من الخضوع للإجراءات نفسها في مستشفى حمد البيروقراطي!!!  تبا لنظام صحي يتحكم به حفنة من البيروقراطيين الذين ينظرون للمريض على أنه مجرد رقم صحي بغض النظر عما يعانيه!!  ولو لم يكن كذلك لاستجاب لسيل الانتقادات والملاحظات والمقالات الأزلية و التي تطالب بإصلاح إجراءاته و عيوبه القاتلة..  الخلاصة : في ظل استمرار هروب المواطنين من القطاع الصحي الحكومي البيروقراطي إلى القطاع الخاص المستغل .. يتساءل الجميع : متى يصطلح حال النظام  الصحي البيروقراطي ؟؟

738

| 01 أغسطس 2018

alsharq
مامداني.. كيف أمداه ؟

ليش ما يمديك؟! بينما ممداني زهران، الشاب ذو...

15777

| 11 نوفمبر 2025

alsharq
شكاوى مطروحة لوزارة التربية والتعليم

ماذا يعني أن يُفاجأ أولياء أمور بقرار مدارس...

7365

| 11 نوفمبر 2025

alsharq
الطوفان يحطم الأحلام

العلاقة العضوية بين الحلم الإسرائيلي والحلم الأمريكي تجعل...

3792

| 10 نوفمبر 2025

alsharq
عيون تترصّد نجوم الغد

تستضيف ملاعب أكاديمية أسباير بطولة كأس العالم تحت...

2925

| 11 نوفمبر 2025

alsharq
الوأد المهني

على مدى أكثر من ستة عقود، تستثمر الدولة...

1998

| 11 نوفمبر 2025

alsharq
الصالات المختلطة

تشهد الصالات الرياضية إقبالا متزايدا من الجمهور نظرا...

1881

| 10 نوفمبر 2025

alsharq
كلمة من القلب.. تزرع الأمل في زمن الاضطراب

تحليل نفسي لخطاب سمو الأمير الشيخ تميم بن...

1467

| 11 نوفمبر 2025

alsharq
عندما يصبح الجدل طريقًا للشهرة

عندما صنّف المفكر خالد محمد خالد كتابه المثير...

1119

| 09 نوفمبر 2025

alsharq
من مشروع عقاري إلى رؤية عربية

يبدو أن البحر المتوسط على موعد جديد مع...

1023

| 12 نوفمبر 2025

alsharq
رسائل استضافة قطر للقمة العالمية للتنمية الاجتماعية

شكّلت استضافة دولة قطر المؤتمر العالمي الثاني للتنمية...

972

| 09 نوفمبر 2025

alsharq
الذكاء الاصطناعي وحماية المال العام

يشهد العالم اليوم تحولاً جذريًا في أساليب الحوكمة...

891

| 10 نوفمبر 2025

alsharq
عمدة نيويورك

ليس مطلوباً منا نحن المسلمين المبالغة في مسألة...

885

| 06 نوفمبر 2025

أخبار محلية