رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
كشجرة زيتون مباركة.. أو نخلة باسقة، أطل علينا المجاهد الجزائري الشيخ عبدالله منصور الذي استضافنا في بيت جبلي أقامه بيديه العاريتين وأحاطه بحقل الزيتون المطعم بالكثير من الخيرات في إصرار كريم أن يخدم بلده في الحرب والسلام. فهذا الشيخ الأبي يعكس صورة الجزائر الحر الذي رفض الاستعمار ونظم الثورات واحدة تلو الأخرى ليستعيد بلدا حباه الله بالنعم الوافرة، فاستمات المستعمر الفرنسي في القتال من أجله حتى خضع صاغرا وخرج متحسرا في أوائل ستينيات القرن الماضي. أخذنا المجاهد الأبي في رحلة عبر التاريخ، فكنا في حضرته نتنفس مبادئ الثورات العظيمة والقيم الكريمة التي قامت عليها، كالاتحاد في وجه العدو دون النظر إلى الفوارق مهما كانت.. والعدالة الاجتماعية التي نشرها الثوار بين أفراد المجتمع، ليلتف حول ثورته ويحميها لتنتصر بالإرادة الجماعية. سجن الشيخ المجاهد في مراهقته إثر عملية فدائية وعذب، لكن ذلك لم يثن عزمه ولم يفت عضده، بل زاده قوة وإصرارا ساعداه على الهرب من السجن، بعد أن أوقع أحد جلاديه قتيلا في شجاعة منقطعة النظير توجعنا مقارنتها مع مراهقي الألفية. سألته عن سر نجاح الثورة الجزائرية التي انطلقت في الأول من نوفمبر وسميت فيما بعد بجبهة التحرير التي فاوضت المستعمر واسترجعت الجزائر من كماشته. فأخبرني أنهم أذابوا الفوارق وأحسنوا التنظيم واتحدوا على قلب رجل واحد حر أبي رفض ذل الاستعمار واستغلاله البلاد والعباد.. ونجحوا في جعل الشعب كذلك مما حمى الثورة وأنفذها. وأكد أن الخروج من الكوارث التي حلت بالوطن العربي وتكابدها الشعوب الآن لن تنجلي غمتها إلا بالعودة إلى الدين وتوحيد الهدف وإشعال فتيل الإرادة الحرة من أجل غد أفضل وعيش أكرم. ويتساءل كيف لا تعي الدول المنكوبة حقيقة الأطماع فتتحد في وجه أعدائها، بدلا من الاقتتال على كراسي السلطة الزائلة؟ وفي حديث يفيض بحنين الذكريات والثقافة الواضحة في مفرداته، يسترسل المجاهد في أمنياته بأن يعي الشباب خطورة ما يجري فيهجروا قشور الحياة الي أولوياتها، قائلا: نجحت الثورات العربية في إخراج مستعمرين أقاموا على أراضيها وسلبوا خيراتها وحبسوا شعوبها في مثلث الفقر والجهل والمرض، فعادوا بوجه آخر وغزو أشد هو الغزو الثقافي الذي عمل على سلخ الشباب عن حضارتهم العريقة ليقلدوا الغرب ويتبعوا نهجه. حديث طويل ذو شجون لم أرد له أن ينتهي لأهميته، خاصة بالنسبة لي وقد ولدت ما بين انتصار الثورات والاستقلال وضعف الوطن العربي وانهزاميته. إلا أنه انتهى ليعود الشيخ السبعيني بهمة الشباب الوثابة وروح الإخلاص التي تطل عبر عينه الزرقاء زرقة المتوسط المهيب ليعمل في حقله مصرا على خدمة وطنه حتى آخر رمق. ولم يفته شكرنا على اهتمامنا بثورة الجزائر المباركة ودور المجاهدين في المحافظة على هذا البلد الجميل حفظهما الله ورعاهما. الخلاصة: إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَـدَر وَلا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَـاةِ تَبَخَّـرَ في جَوِّهَـا وَانْدَثَـر
1106
| 09 أبريل 2018
يظن الإنسان المسكين أنه حر مستقل لكن الحقيقة غير ذلك فالقيود كثيرة وبعضها يدمي معصمه أحيانا و في أسوأ الأحوال يمسي قلبه داميا .. ولطالما كانت القيود مقصلة الآمال ومشنقة الأحلام وعلى نصبها تذبح الأماني المشروعة فيتحول الحالمون إلى ضحايا فقدوا أسباب الحياة و دوافعها.. يستغرقني التأمل في أحوال الناس فأجد المال واحدا من أصعب القيود التي تخضع الإنسان كثر أو قل.. ففقير المال لايقوى على العيش كما يشتهي ويحرم من أبسط أحلامه وتسلب حقوقه في حياة كريمة.. أما الغني فقيده أشد وثاقا وأكثر إيلاما خاصة إذا فتنه المال وأصبح غاية له بدلا من أن يكون وسيلته.. فيبدأ بكنزه ويحرسه حتى يحرم نفسه نعيم المال ونعمته ويمتد الحرمان ليطال أهله وجماعته ثم الفقراء والمساكين الذين لهم في ماله حق معلوم.. فكم من غني كثير المال مات عن كنوز لم تنفعه حيا أو ميتا يضيعها ورثته في أمور استهلاكية مقيتة.. فيكون بذلك قد خسر الدنيا والآخرة.. للأسف ومن القيود التي تستعبد الإنسان أيضا العمل.. فبعض الناس يستسلم لعمله حتى يعود أسيرا له.. يسلبه جل وقته ويحرمه متعة الحياة بين أسرته ورفاقه فيمضي قطار العمر ليترجل منه متقاعدا أو ميتا محروما من أبسط متع الحياة وأجملها.. ورغم أن العمل شريان الحياة إلا أنها لاتستقيم به وحده والذكي من تحرر من ربقة العمل دون إخلال بواجباته ليعيش منعما بوقته في صحبة هانئة لاضرر ولا ضرار... فالعمر قيد هو الآخر كلما زاد ثقلت أغلاله وصعب المسير فما يقوى عليه الشباب يعجز عنه الكبار وإن أضنتهم المحاولات.. والصحة تتحول إلى قيد قاتل إذا قل تدفقها وضعف موردها فيتحول الإنسان إلى كائن عاجز ضعيف الجسد مهزوم الروح ضعفه يستدر الشفقة وعجزه قد يهدر كرامته.. اللهم إنا نسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة.. علينا أن ندير حياتنا بوعي وحكمة ونحافظ على حريتنا التي تأتي على رأس النعم التي تميز الإنسان عن غيره من المخلوقات بحسن التصرف وإعادة النظر في سلم أولوياتنا... الخلاصة ما ورد أعلاه نعم ظاهرة وباطنة لم يحسن الإنسان إدارتها فحولها إلي نقم من حيث لا يحتسب.. ونقصت حين غفلة ولو شكرها وحافظ عليها لزاده الله من فضله ونعمه لقوله تعالى : (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ) [إبراهيم، الآية: 7].
1965
| 02 أبريل 2018
من نافذة شاسعة أطل على جبل جرجرة بمدينة الأصنام في الجزائر الرائعة، حيث تنخفض درجة الحرارة إلى تحت الصفر وترتفع أمتار الجبل لتتجاوز 1700 متر. لا أرى إلا البياض النقي الذي يذكرني بقلوب كثيرة مرت بي أولها قلب زوجي الذي يفيض طيبة وحنانا. بينما برودة الثلج القاسية تذكرني بنفوس مظلمة وأرواح باردة صادفتها ولم أتحمل معايشتها وكنت صريحة في الإفصاح عن مشاعري تلك، مما أورثني عداوة خفية تزيدني قوة وثباتا فلا يهمني من يتكلم خلفي ما دام عاجزا عن الكلام في وجهي. أعود للمشهد المتناقض من حيث أخذتني الذكريات وأتأمل قدرة الله في هطول الثلج ليتراكم كتلال متباينة الحجم والكثافة تغطي اختلافات البشر وأذواقهم. أتأمل كيف يواجه الشجر هذه الظروف القاسية وحيدا لكن بثبات وصمود. أتأمل الناس وهم يغادرون مناطق الراحة والدفء ليتجولوا عبر أكوام الثلج غير مبالين بعواء الريح المخيف ولا تساقط الثلج الكثيف، وأتساءل عن المتعة في ذلك، ربما هي متعة لا تستوعبها بدوية قادمة من الصحراء. لكني لا أنكر أنني استمتعت خلال هذه التجربة ببعض التفاصيل الصغيرة كاحتساء الشوكولاتة الساخنة أمام مدفأة تحرق الخشب لتفوح منه رائحة الشتاء. مشهد سينمائي فاخر لطالما استوقفتني محاولة سبر رائحته وطعمه والآن أعيشه بتفاصيله تلك. في رأيي هذه هي فوائد السفر الحقيقية فأنت تغير المكان لتعيش الزمان والعادات والناس ولتتكون لديك المعارف والخبرات. التي تتحول مع الوقت لذكريات جميلة تسردها على الأهل والأحباب كما أفعل الآن من خلال هذا المقال. الخلاصة: يقول عز من قائل: "هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ" _ الملك(15)
1826
| 26 مارس 2018
[حياة ] يشتاق الناس للمطر شوقهم للحياة.. لأنه يحمل بين ثناياه الحياة ألم يجعل الله عز وجل من الماء كل شيء حي؟؟ [دعاء] المطر بوابة السماء المشرعة ينهمر رحمة فتصعد دعوات وأمنيات وصلوات إن الدعاء تحت المطر مستجاب فأي رحمة هذه!! [بركة] وأي بركة.. فالمطر ماء السماء حديث عهد بربه، فاحسروا عن اجسادكم المتعبة الثياب وتبركوا بحبات السماء الطاهرة [رحمة] يأتي بلا موعد وإن رصدته الأرصاد يأتي بأمر ربه.. بلا موعد وإن تنبأت الأنجم رحمة بأرض أجدبت وأرواح عجماء عطشت وقلوب قست وتجلمدت فالحمدلله أن لنا "رب رحوم" ينزل علينا السماء مدرارا [نقاء] ليت قومي يعلمون أن المطر نقاء للأرواح والقلوب كما هو للأجساد والدروب فلا تتركوا أبوابها مؤصدة أمام المطر بل افتحوا نوافذ الروح والقلب واكشفوا غطاء الأدران عنها واتركوا لطهر المطر مجالا ليعيد النقاء إلى حيثما يجب أن يكون إلهـي... كما غسلت الأماكن بالأَمَطـَار فاغَسِل قلوَب العَباد. فهم في أشِد الحاجَة لأن يكونوا أنـَقـيِاء مَثل " نقَاء" المَطر [تدبر ] المطر دعوة لطيفة للتدبر.. فلينظر الإنسان حوله ويتدبر نعمة المطر وما تثيره من أمل ورجاء وليتأمل آثاره في الأنحاء.. والأحياء فيجدد إيمانه بالله الغفور الرحيم.. ويحسم الظنون بالبعث والآخرة جعلنا الله وإياكم من أهل الجنة من غير حساب ولا سابقة عذاب أمين..... الخلاصة: قال الله تعالى: (اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ ۖ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (48) وَإِن كَانُوا مِن قَبْلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْهِم مِّن قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ(49) فَانظُرْ إِلَىٰ آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (50)
1657
| 26 فبراير 2018
يبرز نظام الحكم المتوارث في الخليج، كواحدة من السمات التي اتسمت بها هذه الإمارات الصغيرة المتناثرة على ساحله؛ وإن اختلفت المسميات من دولة إلى إمارة.. ومن سلطنة إلى مملكة.. نظام حكم وراثي رضيت به الشعوب وباركته ودعمته مادام قادرا على الحفاظ على كرامتها ومقدراتها وسيادتها.. وفي رأيي أن الحكم الوراثي سبب من أسباب استقرار الخليج، وسط العواصف المتلاحقة التي ضربت الدول الأخرى التى كانت قد لفظت الحكم الوراثي الجائر لتستبدله بغاصبي السلطات ممن جاؤوا على ظهور الدبابات فسرقوا البلاد وظلموا العباد.. فباتت هذه الدول كالمستجير من الرمضاء بالنار!! فالحمدلله الذي عافانا.. ونسأل الله لإخواننا المسلمين في كل مكان الكرامة والعدالة والعيش الرغيد.. فهذه المفردات التي تبدو كالحلم بالنسبة للآخرين هي بعض من مكتسبات الشعب القطري في ظل حكم وراثي مثلته أسرة آل ثاني خير تمثيل.. فمنذ أسست قطر ككيان سياسي وهي تضرب الأمثال في الاستقلالية والسيادة ونصرة المظلوم وحماية الجار والدفاع عن الإسلام والمسلمين.. والتاريخ يشهد بمواقفها المشرِّفة التي كانت، والحاضر يسطرها بأحرف من نور في كل محفل.. إن الثبات ووضوح الرؤية وترجمتها على أرض الواقع بمشروعات عملاقة تثبت واقعيتها وإنفاق كريم على مجالاتها وركائزها سبب في نجاح الحاكم وحكومته، وضمان لالتفاف الشعب حوله وإخلاصه له.. إن الله عز وجل اختار قطر لتكن مثالا على نجاح الدولة - رغم صغرها - في أن تكون رمزا عالميا للنجاح والتقدم والتأثير الملموس في العالم بخيريتها ودبلوماسيتها وتخطيطها الاستراتيجي.. الخيرية التي اتسم بها شعب قطر ومنه حكامها الذين ضربوا المثل الرائع للحاكم المسلم الذي يسهر على شؤون البلاد والعباد فاستثمروا خيرات البلاد في تأكيد سيادتها واستقلالها و رفعة شعبها ورفاهيته.. حكام توارثوا حكم البلاد منذ المؤسس غفر الله له حتى تميم الذي دعم حكمه استفتاء شاسع أكد على محبة شعبه له أبا عن جد.. يدعمه أب تنازل عن الحكم راضيا مرضيا فتحول إلى رمز خالد وأخوة يلتفون حوله ويؤازرونه فتلمح في أعينهم الفخر به فلايوغر صدورهم طمع أو حسد أو شهوة حكم.. فالحمدلله الذي عافى حكامنا مما ابتلي به حكام آخرون ضحوا بالثوابت من القيم والفضائل وخانوا الأمانات من أجل ملك زائل ولن يهنأوا به إن شاء الله.. فالبغي أساس هش لاتبنى عليه الممالك ولاتبنى عليه الصروح لأن العدل هو أساس الملك كما تعارف على ذلك العقلاء...والنبلاء.. الخلاصة : قال تعالى :"إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ".
1006
| 19 فبراير 2018
أرسلت لي أخت في ثوب صديقة أقدرها كل التقدير سؤالا أثار حفيظتي ودفع سيل المقارنات في خاطري يقول : لماذا الطالب القطري حين يدرس الماجستير والدكتوراه في جامعة قطر يدفع في مقابل هذه الدراسة ... في حين من يبتعث إلى الخارج يدرس بالمجان؟؟ وحقيقة أجدني في حيرة أمام هذا السؤال المثير الذي ينتظر من المسؤول توضيح الاسباب التي أدت الى التمييز بين المواطنين علما بأن هذه ليست الحالة الوحيدة.. فعلى سبيل الذكر *. لماذا تمنح جائزة التميّز العلمي للطالب والمعلم دون الإداريين وهم الجنود المجهولون الذين لولاهم ما تيسرت العملية التعليمية في الميدان؟؟ و ما المانع من أن تستحدث جائزة باسم الاداري المميز في حقل التعليم؟؟!! *. لماذا تمنح بعض الجهات الحكومية موظفيها تفرغا لإكمال دراستهم بينما جهات أخرى لا تفعل؟!! أليس في ذلك حرمان وظلم يقع على مواطن طموح أراد إكمال دراسته الجامعية إلا أنه اصطدم بالمعايير المزدوجة!! *. لماذا تمت هيكلة بعض الإدارات في وزارة التعليم والتعليم العالي وتسكين موظفيها بينما الإدارات الأخرى تعاني الأمرين والظلم البيّن الناتج عن ضياع الحقوق والفرص؟!! *. لماذا تركت العلاوة في يد الرؤساء التنفيذيين لتوزيعها فظنوا أن الأموال من خزائنهم الخاصة فقربوا من يحبون وأبعدوا من لا يعجبهم حتى وإن كان منجزا ومميزا ضمن معايير مزدوجة مقيتة تطرد المجدين وتقرب المتزلفين؟؟!! سيل من التساؤلات عن أحوال تثبت وجود مواطنين يتعرضون للظلم وتبخس حقوقهم تحت ظل قوانين وقرارات وضعيّة يفسرها كل مسؤول على مزاجه مما نتج عنه معايير مزدوجة تتحكم في مصائر الناس وتحرمهم من حقوقهم رغم عدم تقصيرهم في أداء واجباتهم.. فإلى من بعد الله يلجأون؟ وإلى أين بشكواهم يتوجهون؟ الخلاصة : قال الله تعالى: {وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ} (سورة الأعراف:85) اللهم اجعلنا ممن يؤدون حقوق الناس ولا يبخسونهم أشياءهم يا رب العالمين..
2244
| 05 فبراير 2018
متفقون جميعا على أن المهن مهما سمت، فهي مصدر للرزق ولاضير من حرص الإنسان وسعيه الحثيث للكسب الحلال، إلا ان طغيان المادة و تحوّل الراتب إلى هدف الإنسان الأوحد من مهنته هزّ ثقة الناس في بعض المهن السامية كالتعليم والطبابة. فحين يتنازل المعلم عن مكانته السامية التي قاربت مكانة الرسل ليتحول إلى تاجر شنطة، ويتنازل الطبيب عن مرتبة الملائكة ليتحول غلى مندوب مبيعات فإننا نفقد ثقتنا بهم ونأسى على حالهم. من المؤسف حقا أن أرى معلما يبحث عن الأجر الأعلى والكسب الأغنى على حساب العطاء المخلص والروابط الإنسانية التي يبنيها مع طلابه.. فيتنقل بين المؤسسات بحثا عن راتب أعلى أو البيوت بحثا عن أجرة للدروس الخاصة، بعدما قصر في العامة! والأسف يتعاظم، حين أتعامل مع طبيب كل همه نسبته من مبيعات الأدوية، فيخدع مريضا وثق به ويكلفه ما لا يطيق! لا أعيب الزمن وإن وصفته بزمن التحولات، ولكني أعيب التفريط في الأصول وتضييع الأمانات وقلب المعاني والحقائق تحت مسميات لامعة، فالعيب فينا. بشر متحولون نصدّر أخرين قابلين للتلون والتربح على حساب القيم والأخلاق. في رأيي أن الحكاية بدأت منذ أخلّ الوالدان بمهمتهما الأساسية في الوجود وأوكلوا تربية الأبناء والتنشئة للخادمة والسائق مكتفيين بالوظيفة البيولوجية والتكاثر. فكثير من البشر نقابلهم في أماكن متفرقة تجمعهم سمة واحدة هي المادية وتقديس المظاهر على حساب نبل الجوهر وجمال الروحانية، والله يستر من القادم. لست متشائمة، ولكني أحكم على تجارب أخوضها بشكل دائم تحسرني (بلا أدنى مبالغة) على ما فقده هؤلاء الناس الذين لم يربهم أب نبيل ولا أم رؤوم. بعضهم يظن أنه الأفضل؛ لأنه درس في الخارج ويرطن بلغة أجنبية وأغلبهم قفزوا على السلم الوظيفي فتقلدوا مناصب دون تدرج أوخبرة! فكانت جهات عملهم تحدث أخبارهم. وعن محاربتهم المخلصين ومن يفوقهم أخلاقا وأداء وخبرة. أعتقد أن غياب التربية على أسس الدين الحنيف والعادات الحميدة والحضور البهي لتوجيهات والدين مهتمين هي السر فيما نراه من تحولات مخجلة في سلوكيات البعض. فإلى الله المشتكى. الخلاصة قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا ضُيِّعَتِ الأَمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ"، قَالَ: كَيْفَ إِضَاعَتُهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "إِذَا أُسْنِدَ الأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ".
1244
| 22 يناير 2018
وصلني ملخص تقرير في غاية الأهمية حول مؤتمر حول الأمراض الخبيثة في برلين - ألمانيا، وهذه ليست المرة الأولى التي يلف بها وسائل التواصل الاجتماعي ويتوفف عندي ليثير التساؤلات حول ما ورد فيه من نقاط وسلوكيات وطرق مختلفة تحكم علاقتنا بالطعام فتحوله من غذاء ودواء إلى سم قاتل يفتك بسائر الأعضاء. ولاعتقادي بأن المشكلة ليست في الغذاء وإنما في كيفية التعامل معه كإعداده وطبخه وحتى تناوله سأتوقف عند نقطتين هامتين هما: *لا للميكرويف لا لإعادة تسخين الوجبات المجمدة. فكما هو معلوم عند الجميع أنه عند هوس الرشاقة والمحافظة على الشكل مهما كلف الأمر انتشرت مجموعة من المراكز التجارية التي تقوم بإعداد وبيع علب الطعام المجمد للراغبين في الريجيم تحت ملاحظات اختصاصيي التغذية. ليقوم العميل بتسخين الطعام في الميكرويف قبل تناوله، وحيث إن بعض هذه المراكز تقع تحت ملكية أطباء فقد اكتسبت ثقة الجمهور وأقبلوا عليها خاصة أنها تحقق النتائج المرجوة والتي يبحث عنها الحالمون بالرشاقة والصحة معا دون حرمان أو تعذيب. وهنا لا بد من وقفة أمام الأسلوب الذي تقوم عليه هذه المراكز في صناعة الطعام وكيف أنه من الأمور المرفوضة في القائمة المذكورة أعلاه!. لابد أنكم تذكرون - أعزائي- الضجة التي صاحبت اختراع الميكرويف بسبب الموجات التي يطلقها أثناء تسخين الطعام، وافترض كثيرون أنه جهاز سام ويقضي على صحة الإنسان حتى برأته دراسات علمية كثيرة من هذا الإثم. كما تذكرون أيضا عن آبائكم أنهم يحتفظون بالطعام المطبوخ في الثلاجة ويقومون بتسخينه وأكله في أيام أخر. والتبريد وسيلة من أقدم الوسائل لحفظ الطعام صالحا للاستهلاك الآدمي. فأين هي المشكلة؟ أعتقد أن المشكلة الحقيقية هي اختصار التوصيات وإرسالها على أعنتها عبر الواتساب وغيره من برامج المراسلات فيتلقفها جمهور متباين الثقافات فيشيعها كيفما اتفق. لا شك أن الطعام الطازج أفضل بألف مرة من الطعام المحفوظ بأي طريقة كانت ولكن إن تعذر وجوده فلا يمكن أن ننكر أن الطعام المصنّع على عين ربة المنزل أو اختصاصي التغذية طعام جيد وصحي وإن كان أقل درجة. فمراكز التغذية تعدّ الطعام في نفس يوم استهلاكه وتضعه في الثلاجة حتى يتيسر حفظه وعدم فساده أثناء توزيعه على المستهلكين. الذين يقومون بتسخين كل وجبة على حدة وقبل تناولها مباشرة، وقبل ذلك كله يفترض أن مثل هذه المراكز خاضعة لرقابة الصحة والبلدية حفاظا على الإنسان الذي اختار نمطا صحيا لحياته. السؤال الأن: إذا كانت هذه القائمة من (اللاءات) صادرة عن مؤتمر طبي عالمي لماذا لم تنوه عنها وزارة الصحة أو مؤسسة حمد الطبية، سؤال يستحق الإجابة وحتى نحصل عليها تمنياتي للجميع بصحة دائمة. الخلاصة: لا يوجد نظام صحي يتعلق بالطعام أفضل من: "مَا مَلأ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرا مِن بَطْنه، بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ لقيمات يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإِنْ كَانَ لا مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ" حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ *
3830
| 08 يناير 2018
هاشتاق انتشر في الأيام القليلة الماضية طالب صاحبه المتابعين من خلاله بالتعبير عن العام الجديد بكلمة واحدة.. وفي هذا تحد كبير لأمة الكلام ولأغلب مرتادي التويتر الذين غلبوا مؤسسه واضطروه الى زيادة رقعة الكلام ومضاعفة عدد أحرفه. إلا انه بقليل من الصبر والتركيز تستطيع كسب التحدي واختزال كل ما يجيش في عقلك من أفكار وقلبك من عواطف بكلمة واحدة. فأنا على سبيل المثال سأختار كلمة (الأمل) لتعبر عن العام الجديد وأضع نقطة نهاية السطر وأنا على يقين بأن الجميع سيفهم الكثير من السطور المختزلة التي لم اكتبها أو أتحدث عنها. فالأمل كلمة مفعمة بالمعاني والايحاءات التي تحيطها كهالة من سعادة وحبور.. كما أنها اذا استندت الى حسن الظن بالله زادت غنى وسكينة. وصدق الشاعر حين قال: «وإن أسفتُ على مافاتَني قَدَرًا مِلئي يقينٌ بأن الخيرَ في الآتي» والانسان لا يحيا بدون أمل حتى وان كان يفيض قناعة انه مجرد سراب يلوح في أفق صحراء العمر.. هكذا هو مجبول على حب الحياة والاستزادة منها قدر الاستطاعة.. واعتقد انه لوكان الموت خيارا لما مات أحد، وضاقت الأرض بالخالدين ما رحبت. فاللّه سبحاته وتعالى يقول: {يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ} يحيا الإنسان منتظرا الأجمل والغد الأفضل بينما روزنامة الأيام تطوي سجله وتقترب به الى بوابة العالم الآخر. ولا ضير من ذلك فالوصية الخالدة تحرضه على أن يعمل لدنياه كأنه سيحيا أبدا.. وان كان العمل صالحا كسب آخرته أيضا. إلا ان طول الأمل أيضا يدفع بعض البشر لشراء الدنيا بالآخرة، وانظروا حولكم لتروا فعل عشاق الكراسي وطغيانهم في البلاد..ألهاهم الأمل وانشغلوا بمتع الدنيا عن الاخرة حتى آخر رمق. {ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} [الحجر: — 3]. لذلك أحبتي، لا تنسوا حين تعتنقون الأمل كعقيدة الشطر الآخر من الوصية الخالدة تلك الذي يقول: واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا.. فمن أجل الاخرة وخلودها خلقنا وعلى ذلك فليعمل العاملون. الخلاصة قال عليّ رضي اللّه عنه: "إنّ أخوف ما أخاف عليكم اتّباع الهوى وطول الأمل، فأمّا اتّباع الهوى فيصدّ عن الحقّ، وأمّا طول الأمل فينسي الآخرة. ألا وإنّ الدّنيا ارتحلت مدبرة". تأملوها.
907
| 01 يناير 2018
مساحة إعلانية
نعم، أصبحنا نعيش زمنًا يُتاجر فيه بالفكر كما...
6708
| 27 أكتوبر 2025
المسيرات اليوم تملأ السماء، تحلّق بأجنحةٍ معدنيةٍ تلمع...
2781
| 28 أكتوبر 2025
كان المدرج في زمنٍ مضى يشبه قلبًا يخفق...
2454
| 30 أكتوبر 2025
اطلعت على الكثير من التعليقات حول موضوع المقال...
1647
| 03 نوفمبر 2025
على مدى العقد الماضي أثبتت دولة قطر أنها...
1518
| 27 أكتوبر 2025
نعم… طال ليلك ونهارك أيها الحاسد. وطالت أوقاتك...
1464
| 30 أكتوبر 2025
في زحمة الحياة اليومية، ونحن نركض خلف لقمة...
1101
| 29 أكتوبر 2025
لا بد عند الحديث عن التصوف أن نوضح...
1056
| 27 أكتوبر 2025
“أبو العبد” زلمة عصامي ربّى أبناءه الاثني عشر...
984
| 27 أكتوبر 2025
بينت إحصاءات حديثة أن دولة قطر شهدت على...
921
| 27 أكتوبر 2025
أحيانًا أسمع أولياء أمور أطفال ذوي الإعاقة يتحدثون...
732
| 30 أكتوبر 2025
ما من ريبٍ أن الحلم الصهيوني لم يكن...
714
| 02 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية