رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

لا تخرج عن طريقك

في الحياة كما في الطرقات، لكل جهة وجهة سير، ولكل طريق مَن يعبره. حين تُرسم الخطوط وتُقسّم المسالك، فذلك لحماية الجميع من الفوضى، لضمان الانسيابية، ولتحقيق التوازن بين المارّين. تخيّل شارعًا بثلاثة خطوط سير، وكل مركبة تسلك دربها بانتظام، وفجأة تتعدى إحداها إلى حارة أخرى بشكل مفاجئ. النتيجة؟ اضطراب، ارتباك، وربما تصادم لا يمكن تدارك تبعاته. هذا ما يحدث تمامًا في بيئة العمل، وفي إدارة المشاريع، وفي أداء المؤسسات. حين يتجاوز أحدهم نطاقه، سواء كان فردًا أو جهة، ويبدأ بالتدخل في مهام الآخرين، لا يضيف شيئًا ذا قيمة، بل يزرع التوتر ويهدد بانهيار المنظومة ككل. ليس كل مشروع مهيأ لك، وليس كل طريق يناسب إمكانياتك، ولا كل نجاح يصلح للتقليد. وفي هذا السياق، يتجلى قول جورج أورويل في روايته الشهيرة 1984: «الحرية هي حرية القول إن اثنين زائد اثنين يساوي أربعة. فإذا تم التسليم بذلك، كل شيء آخر يتبع». بمعنى أن الوضوح هو أصل النظام، والاعتراف بالواقع كما هو، ضرورة. أما التطفل على ما لا يُجيد المرء التعامل معه، ومحاولة ليّ الواقع ليتوافق مع الرغبة، فليس سوى خداع لا يلبث أن ينكشف على شكل أزمة. المعضلة الكبرى حين تفشل جهة ما في تنفيذ مشاريعها الجوهرية، فتبدأ في تبنّي مبادرات لا تمثّلها، فقط لأنها رأت فيها بريق نجاح في مكان آخر. هذا الانحراف لا ينتج عنه إلا فشل مزدوج: تعثّر في ما ليس لها، وإهمال لما كان من المفترض أن ينجح تحت إدارتها. التميّز الحقيقي هو أن تعي موقعك، أن تُتقن ما بين يديك، أن تُنمّي قدراتك دون أن تقتحم مساحات غيرك. لا تتجاوز حدودك لمجرد أن ما لدى الآخرين يبدو لامعًا. فلكل جهة ظروفها، طاقتها، ورؤيتها التي لا تُشبه سواها. إضاءة: «لكم هو صغير ذلك الإنسان الذي لا يملك إلا أن يسير في ركاب الآخرين، ولا يرى من الطرق إلا ما عَبَده سواه» جبران خليل جبران

657

| 08 أغسطس 2025

على هامش المدينة

من أسوأ الظروف قد تخرج أجمل القصص – تشارلز ديكنز لم يختر مكان ولادته. وحدها الأقدار كانت تمسك بالخيوط، فأسكنته على أطراف المدينة، هناك حيث لا يصل الضوء بسهولة، ولا تمر السيارات الفاخرة، ولا تُفتح الأبواب تلقائياً بالابتسامات. في المنطقة التي نشأ فيها، كانت البيوت متقاربة، لكن الفرص بعيدة. كلما كبر عامًا، شعر أن المسافة بينه وبين «وسط المدينة» ليست مجرد شوارع، بل مسافة من نوع آخر… مسافة ثقيلة. مسافة تشبه الجدران التي ترتفع كلما حاول أن يقول: «أنا من هناك.» تعلم باكرًا كيف يخفي عنوان بيته.كان يخبئ اسمه خلف أسماء أخرى، يتظاهر بأنه جاء من حي لا يخجل الناس من ذكره. ليس لأنه يكره مكانه، بل لأنه كان يخاف من سخرية الآخرين، من تلك النظرة التي تقول:»آه… إذن أنت من هناك… الآن فهمنا.» كبر وهو يشعر أن المكان الذي وُلد فيه أصبح قيدًا حول رقبته.كلما تأخر عن فرصة، أو انغلقت أمامه نافذة، همس له صوت داخلي:»لأنك من هناك… لأنك بدأت بعيدًا عن الضوء.» لكن الحقيقة الأعمق، أن أكثر الندوب التي نحملها ليست من فعل المكان ذاته، بل من نظرة الآخرين إلينا بسببه. كأن طفولته لم تكن ناقصة فقط من الألعاب أو المكتبات أو الحدائق، بل كانت ناقصة من الاحترام الذي يمنحه الناس لمن يسكنون في مناطق «أقرب إلى المدينة». وهذا ترك أثرًا طويلًا في قلبه، أثرًا لا يراه أحد. مارسيل بروست قال ذات مرة: «الاكتشاف الحقيقي ليس في الذهاب إلى أماكن جديدة، بل في أن ترى بعين جديدة.» أما الكاتب هاروكي موراكامي، فقد عاش جزءًا كبيرًا من حياته متنقلاً بين المدن والبلدان، بعيدًا عن مسقط رأسه.كتب عن ذلك قائلاً: «في الترحال الدائم، وفي الانتقال من هامش إلى هامش، اكتشفتُ نفسي. تلك المسافات لم تخلقني من جديد، لكنها كشفت لي من أكون.» ربما كان يحتاج إلى سنوات طويلة ليفهم ذلك. ليدرك أن المكان لا يصنع الإنسان وحده، وأن المدن ليست دوائر قدرية مغلقة.هناك من يولد في الضوء وينطفئ، وهناك من يولد في الظل ويتوهج رغم كل شيء. في نهاية الأمر، لا أحد يختار البداية، لكننا جميعًا نملك حق كتابة النهاية. ومهما كانت خطواته أثقل، يعرف الآن أن الطريق لا يقيسه الآخرون… بل يقيسه هو، بقلبه، بإصراره، وبإيمانه أن الحكايات العظيمة غالبًا تبدأ من الهامش.

129

| 18 يوليو 2025

شهرزاد أم القصة؟

لماذا يلقى النقص قبولاً عند البعض أكثر من المحتوى المكتمل، لِمَ نجد أن أحد سبل الإغواء ترتكز على المنح ولكن بأسلوب يُحفز الشخص الآخر الى الرغبة في المزيد، ونرى هذا الأمر جلياً في أسلوب شهرزاد مع مليكها شهريار فهي لم تُرد أن تكون ضحية جديدة في سجل الملك الذي كان يتزوج كل يوم عذراء ويقتلها في صباح اليوم التالي. فهي كانت بين خيارين إما أن تكون الضحية التالية أو أن تبتكر أسلوباً يجعل من مليكها يرغب في المزيد منها، وهو أمر لا شك أنه يملك من الصعوبة الكثير فهي لم تكن تعرفه تلك المعرفة لترجح أن هذا الأسلوب سيمنحها المزيد من الوقت، والمفاجئ أن هذا الأمر لم يمنحها المزيد من الوقت فقط بل امتد لما يزيد عن ألف ليلة وليلة حكت فيه شهرزاد ما يزيد عن مئتي قصة. فهل كان الانجذاب لشخص شهرزاد أم لمحتوى القصة؟ أم للاثنين. أن تمنح شيئا ناقصاً ولا يظهرك بالشكل السيئ أو المُقصر ما هو إلا فن قليلٌ منا يتقنه، أو يستطيع مجاراته. وهو أحد الفنون الاجتماعية الجاذبة فهي التي تميز بين شخص و آخر في أنك تود أن تقضي معه المزيد من الوقت أو أنك اكتفيت من التواصل معه. أن تكون حاضراً بكلك ولكن بعضك يعمد الى التغيب عن المكان لا لشيء حتى لا تمنح الآخر أكثر مما يستطيع تحمله. حتى كريم السريرية والنفس سيتجاهل أي أسلوب عطاء مستمر وهذه للأسف حقيقة وطبيعة البشر. بمجرد أن يُمنحوا الأشياء بلا مقابل يصابوا بالغرور وبالتالي الاكتفاء السريع. والواقع والخيارات تخبرنا دائما أن صاحب الوجه الواحد والطيب هو أكثر شخص يتعرض للاستغلال بشكل دائم ومتكرر. وهنا لا يقع اللوم على المجتمع والآخرين بل على هذا الشخص الذي لم يتعظ من الدرس من المرة الأولي. لم يتعلم بأن الآخرين ما هم إلا انعكاس للطبيعة البشرية في أن كل شيء متوفر مُهدر ولا قيمة له. وأن قيمة الاشياء تأتي من تواجدها بشكل أقل. وهذا الأمر واضح على جوانب كثيرة حيث سنجده في الجوانب الاقتصادية وخاصة التجارة كالبيع والشراء فنجد السلعة قليلة الوفرة تتحصل على السعر الأعلى نظراً لندرة تواجدها. وهذا شبيه بما حدث في هولندا حين ارتفع سعر زهرة التوليب عام 1636 إلى ٦ آلاف فلورين، وهي العُملة المُستخدَمة آنذاك، وقد كان يُعتبر هذا المبلغ كافيًا لإطعامِ وإكساء أسرةٍ هولنديّة على مدارِ عقود أو لشراءِ قصرٍ يطلّ على بُحيرةٍ في وسطِ العاصمة أمستردام مما تسبب في احتكار كبير لزراعة هذه الزهرة ولتكون رمزاً للحياة الارستقراطية والوجاهة. وهذا الأمر نجده بكثافة في العصر الحديث الذي نعيشه يكفي أن يكون أسلوب شركة أبل في طرح منتجاتها أحد أهم الامثلة ، فالشركة تَعمد الى تصنيع عدد من الهواتف وبيعها بنسبة أقل من حاجة السوق مما أدى الى استمرار الشركة في تصدرها لقوائم المبيعات نتيجة هامش الربح الذي تحققه بسهولة خلال عمليات طرح وإصدار أجهزتها الذكية. ففكرة الندرة التي روجت لها رفعت من قيمة منتجاتها، مع استمرار محاولتها في الابقاء على قيمة الطلب أعلى من المتوفر. يُمكننا أن نعودَ أدراجِنا إلى كلماتِ أحلام مستغانمي حين قالت: "أنّ الأشياءَ عندما تصلُ ذروتها تكون في أقربِ نقطةٍ للزوال".

711

| 03 يناير 2023

الوحش أسفل السرير

"أخلاقهم؟! إنها مزحة سيئة، تسقط في أول بادرة من المتاعب، إنهم فقط جيدون طالما يَسمح العالم لهم بذلك." ابدأ مقالتي هذه من مقولة للجوكر في أحد أفلامه وهي ببساطة تعبر عن حقيقة البعض الذين لا يستطيعون أن يكونوا انعكاساً لوعود الوفاء التي يطلقونها يمنةً وشمالاً، ناهيك عن كم الكلام الذي يتلفظون به للتعبير عن مصداقيتهم ومثالية تصرفاتهم. وللأسف يُعتبر الكائن البشري أقل الكائنات وفاء وشراً في هذا الكون، لقد تجاوز العقرب والأفعى في هذا الصدد، فلن ترى في حياتك كائنا يصيب بالضرر كائنا آخر من نفس جلدته إلا الإنسان. تقول اوبرا وينفري في أحد لقاءاتها "حين يريك أحدهم حقيقته صدقه من المرة الأولى، لماذا عليه أن يريك حقيقته ٢٩ مرة قبل أن تفهم؟ لماذا لا تفهمه من المرة الأولى؟". وهي مقولة في حقيقة الأمر ليست لها ولكنها نصيحة من صديقتها الدكتورة مايا انجلو، تعقيباً على قصة أوبرا مع صديقها الحميم الذي كان يتغيب عنها كثيراً فتظل تنتظره طوال أيام وأسابيع بجانب الهاتف عله يتصل ويخبرها أنه سيأتي، الغريب في الموضوع أنها لم تكن تستخدم الهاتف خوفاً من اتصاله لها في تلك الدقيقة التي يكون الخط مشغولاً. بل تجاوز الأمر الي أنها كانت لا تُخرج كيس القمامة خلال نهاية الأسابيع خوفاً من أن يتصل وهي في الخارج، ولم تكن تفتح صنبور الماء في الحمام لكي تتمكن من سماع الهاتف حين يرن. حين تنظر للوراء لطبيعة العلاقة التي ينتظر فيها أحد الطرفين الآخر طوال الوقت تكتشف أن الطرف الأول قد أخبرك من البداية أنه لن يكون متواجداً فماذا لم تفهم هذا الأمر من المرة الأولى؟!" فنحن نرى الطرف الاخر كما نحبه أن يكون، ولا نراه على ماهيته الحقيقية ونتطلع لرفع توقعاتنا في أغلب علاقاتنا الاجتماعية، وفي الغالب نتوهم بأن الصفات المرغوبة موجودة في ذلك الشخص ولكن هي لم تكن موجودة بالاساس، وانما هذا ما تمنينا أن نجده. حين كنا صغاراً كنا نخاف كثيراً من الوحش أسفل السرير، فنحاول عدم النظر في ذلك الاتجاه، ننام ونصحو متجاهلين أنه قد ينقض علينا لحظة نزولنا من السرير. نُمضي طفولتنا معتقدين أن الوحوش تقطن في أماكن معينة وما أن نبتعد عنها أو ما أن نفعل الأمور التي قالها لنا والدانا فإننا بذلك نقي أنفسنا منها، وتمضي الأيام والسنوات التي نكبر معها ونواجه في حياتنا مختلف الأمور والعلاقات العائلية والمدرسية، فنرى صفات جديدة في الناس مختلفة عن تلك التي عرفناها في المنزل، نرى تشكل وتنوع الأشخاص بتنوع المواقف. فهنالك من يخبرك أنه لا يستطيع أن يفعل هذا وذاك وما أن يُوضع في موقف يستدعي أن يكذب أو يغش تجده حاضراً. تُصاب لحظتها بالدهشة عن السبب الكامن خلف هذا التغير والتصرف وحقيقة الأمر أنه لا توجد أسباب، فالحياة التي نعيشها لا تأتي بكتيب تعليمات يخبرك أنك إن فعلت كذا سيحصل كذا، وأن فلان حين يخون أو يغش في عمله فهو مضطر ومُجبر، في حقيقة الأمر لا توجد أمور تفرض على أحدنا دون أن نكون متقبلين وجودها ١٠٠٪. فالكائن البشري يتمتع بعقل يميزه عن كافة الكائنات الأخرى وهو من خلاله يعلم أنه ما أن يفعل شيئا فعواقب الفعل من خير وشر في يده. وأعتقد أننا لا نكبر إلا حين نتوقف عن البحث عن الوحوش أسفل السرير بل سنجدهم حولنا وأمامنا، نتعلم كيفية مواجهتهم، وتقبل وجودهم في هذا العالم.

1024

| 18 أغسطس 2022

قرارات مصيرية

في حديث ضحى مع والدتي العزيزة كانت تخبرني عن بعض قصص النساء في زمنها وكيف كانت الحياة في تلك الفترة الزمنية وبالرغم من أنها ليست بذاك البعد ولكن لو قارناها بما نعيشها الآن سنجدها شديدة البعد في الأسلوب والمعيشة وقد تظن لوهلة أنها حدثت منذ قرون عديدة إلا أنها حدثت قبل ما لا يزيد على ربع قرن من الزمان، وقد يعود سبب هذا التباين الكبير للطفرة الاجتماعية التي حدثت ومكنت النساء من التمتع بحريات ومسلمات مكتسبة لهن ولكن الطفرة الذكورية في ذاك الزمان كانت بطبيعتها قمعية ديكتاتورية لم تسمح لهن بالتمتع بحرية قرارات في الملبس أو المأكل بل يتجاوز الأمر إلى أنهن لم يكن لهن رأي في نوع الزوج أو الزواج المقبلات عليه. فقد كانت الزيجات عبارة عن تبادل اجتماعي بحت، زوجني أختك لأزوجك قريبتي، أعطني هذا لأعطيك ذاك حيث تم تسليع المرأة في زمننا السابق مما أدى إلى تتابع تلك البرمجية الذكورية على زمننا الحالي، وتناسوا وصية الرسول بالرفق بالنساء مما يدل على عظمتها في ديننا الحنيف وأهميتها في بناء المجتمع، ولكن للأسف الشديد لقد تم توارث العادات والتقاليد الرجعية فقط ولم نتوارث تعامل الرسول مع نسائه. ومن القصص التي روتها لي قصة لفتاة زوَّجَها أخوها من شخص ذي مكانة اجتماعية مرموقة إلا أنه كان كبيرًا في السن، وكان الزواج لا يعد إلا أن يكون صفقة تبادلية للأسف ففي المقابل وعده كبير السن أن يزوجه أخته الجميلة، ولكن ليس الآن بل بعد عام يستطيع من خلاله الأخ جمع المال الكافي مهراً، وبعد عام من الاتفاق شاء القدر أن تحمل الفتاة وتأتي بطفل وحين أتى أخوها لزيارتها تفاجأ أن العروس الموعود بها تم تزويجها لشيخ ذي جاه ومال. غضب! وفي نفس المساء الذي أتى فيه تحدث مع أخته بأن هلم بنا نرحل ! تتطلقين من زوجك الذي لم يفِ بوعده لي، ونترك لهم طفلك لسنا بحاجة لما يربطنا بهم. ولكن الأخت التي لم يكن لها ناقة ولا جمل في الزواج أو الطلاق رفضت فهي مهما حدث ستبقى أما! أم لطفل لم يتجاوز عمره الأشهر. وقالت: "لا لن أرحل بدون طفلي ! ولن يستطيع أحد التفريق بيني وبينه إلا الموت". مما أغضب الأخ الذي رحل بدون أخته أو زوجته المستقبلية، ولا أود أن أصف لكم حجم الخيبة والقهر اللذين شعر بهما آنذاك، وترك أخته الوحيدة في حالة حزن شديد كادت أن تقضي عليها فهي كانت بين نارين، أخيها الوحيد الذي تحب وطفلها الرضيع فلذة كبدها واتصالها الحي بهذا الوجود، تركها بدون أي اتصال في زمن لم تكن فيه الاتصالات متاحة ولا الرسائل المتعارف عليها بل التواصل يكون عبر المراسيل وهم الأشخاص الذين يتنقلون من مكان إلى مكان ويرسل معهم الناس رسالة إلى شخص معين فتُنقل له شفهياً. إن القرار الذي اتخذته الأخت قرار صعب، وكأنها تُخير بين أن تتنازل عن يدها اليمنى أو اليسرى، وهو قرار ليس بالهين ولا السهل ويحتاج إلى تفكير لكن في ذاك الزمان لم تكن رفاهية الوقت موجودة، فالقرارات تُتخذ بلا تفكير مما يجعلها مصيرية في طبيعتها، بمعنى أن رفاهية أن أساوم هذا بذاك غير موجودة، بل يجب أن يتخذ هذا القرار وفقًا للحاجة، والحاجة الأقوى تطغى وتميل لها كفة الميزان على حساب الكثير من المشاعر. ومن القصص التي روتها لي في نفس السياق الفتاة التي زوَّجَها أبوها في صفقة تبادلية مع رجل على أن يزوج الأخير اثنتين من بناته لأبناء هذا الرجل. وشاء القدر أن تتزوج الفتاة من الرجل الكبير وتعيش معه وتنجب منه فتاتين، وبعد أن انقضت المدة المتفق عليها بين الرجل والزوج، جاء الابنان بغية طلب يد البنتين، ولكن الزوج أخبرهما أن ابنتيه لم توافقا على الزواج، وهو أمر مستنكر وغير مقبول للرجال في ذاك المجتمع حيث إن الفتاة عندهم لا رأي لها في تفاصيل الزواج فهي للأسف تُقاد. رجع الأب والابنان إلى مدينتهم بخيبة ورغبة كبيرة في الانتقام، وجاءتهم ابنتهم بعدها كزيارة مع زوجها وطفليها. فتوقف الابنان في وجه الزوج وأخبروه بأن يطلق أختهم وأن يأخذ البنتان معه عائدًا لبلدته. لكن لحظة ! والأم ما ذنبها من هذه الصفقة كلها! ما هو الشيء الذي ارتكبته لتُجازى بهذا الجزاء، لا شيء للأسف إلا لكونها امرأة. هنا لم يكن يوجد قرار لاتخاذه إلا قرار الصمت والصبر وياه ما أشد صعوبة هذا الأمر على أم تشاهد ابنتيها في سيارة راحلة مع أبيهما إلى مكان هي تعلم في قرارة ذاتها أنها لن تستطيع أن تزوره. فحياتها كانت مرهونة في تلك اللحظة إما الموت أو ترك الفتاتين. وكان القرار صامتاً مميتاً ولا أعلم حجم الأشياء التي ماتت فيها ذاك المساء وحجم الخراب الذي خلفه هذا الأمر في ذاتها التي لم ولن تكتمل أبدًا من بعد موقف صعب كهذا. نحن لا نكبر بمرور السنين بل بمرور المواقف والصعاب فالتجارب تشكل ما نحن عليه الآن، فتجد أحدهم يحمل في عينيه ملامح كهل وهو في منتصف شبابه نظراً لما واجهه من صعاب في حياته جعلته بهذا الشكل. فالأخت في القصة الأولي ما زالت تقول وتعيد لم يقتلني شيء مثل ما قتلني رحيل أخي في تلك الليلة وغيابه عني كل تلك السنوات. فهذه القرارات المصيرية حين تُتخذ تأخذ منك طاقة كبيرة، بل قد تستنزفنا أحياء ونحن لا نعلم. ومضة: "لا تعني أرقام أعمارنا شيئاً..! نحن نكبر ونصغر حسب الظروف.. أطفال مع من نحب... شباب مع من ألفناهم.. شيوخ إذا ضاقت بنا الدنيا.. لذلك لا تسأل أحداً عن عمره فذلك لن يفيد.. "نحن نكبر بالظروف والسفر والرحيل والكتب" شيئاً ما يجعل عقولنا تكبر، والآخر يجعل قلوبنا تشيب.

1071

| 26 يوليو 2022

الصورة الكاملة

لقد آمنت منذ فترة أن الجهل نعمة ولا زلت إلى يومنا هذا مقتنعة بها. لا شيء في هذه الدنيا يستحق منا أكثر من ٥٠٪ من طاقتنا البشرية. فالكون مليء بدوائر غير حقيقية من شأنها أن تجهدي ان حاولت الالتفات لها في كل مرة بنفس مستوى الطاقة. اترك من تَرك وانتبه لمن آتي. لا تبذل طاقتك في الاتجاهات الخاطئة. ولا تُقيم الأمور في كل مرة. تعلم أن تكون خفيفاً متجاوزاً للطاقات السلبية التي يقذف بها البشر من حولك. تجاهل قدر ما تستطيع وقدر ما لا تستطيع. لقد كنت قبل اليوم ولكي أكون أكثر دقة قبل أن أشاهد لقاء تلفزيونيا مع أحد المشاهير أؤمن بفكرة الحب. لكن اليوم أؤمن أن الحب موجود في ذواتنا فقط. أن نكون محبوبين في عين أنفسنا. أن نقدس الطاقة التي نتمتع بها لرؤية الجمال من حولنا دون السعي لطلب مشاعر أو كلمات يبخل علينا بها صاحبها. أن نتعلم أن نحب الطاقات لا البشر. أن نترك لهم حرية العيش من دوننا وبدون مطالب مستمرة لشعور بعينه. أن نكون أكثر خفة بلا جسد ولا ظل يبقى من بعدنا. أن نمارس انسانيتنا وعواطفنا في الاتجاهات الصحيحة. لنكن صادقين لم يعد أحد في هذا الكون يستحق كمية العطاء الذي نحمله له. كنت في السابق أوجه هذا النوع من المشاعر في اتجاه الأصدقاء، ومن ثم أيقنت أن الأصدقاء لا يحتاجون إلى هذا الكم من التفاني في كل مرة. يكفيك أن تكون معطاء ولكن بحدود. ان لم نتعظ من قصة الأخوين قابيل وهابيل تلك التي حدثت في بداية الزمان ليخبرنا بها الله أن الإنسان سيناله الشقاء من أقرب الناس إليه حتى وان كان هذا القريب هو أخوك الوحيد في كون شاسع لا يوجد فيه أحد إلا أنت وهو. إن لم نتعظ من هذه القصة لا يمكننا أن نتعظ من أي أمر قد يصيبنا من أقرب الأشخاص لنا. ولم يترك لنا التاريخ قصة عن غدر الرفيق لم يذكرها لنا، والأمثلة في هذا كثيرة ولكن تحضرني الآن قصة الإمبراطور "قيصر" حين تعرض للغدر من أقرب الناس له صديقه العزيز بروتس، وتقول القصة ان القيصر لم يبال بالتحذيرات التي وُجهت إليه بأن هناك مؤامرة يتم نسجها لقتله. بل ذهب كما تعود إلى مجلس الشيوخ سعيدا باستقبال أهل روما عند أبواب المجلس، ولكنه ما إن ولج إلى الداخل حتى تبعه المتآمرون، وانهالوا عليه بالطعنات واحدة تلو الأخرى، حتى انه استقبل 23 طعنة، لم ترده قتيلا، حتى لمح "بروتوس" يهرع إليه، فسكنت الطمأنينة نفسه، ظنا منه أن الإنقاذ جاء على يد صديقه، قبل أن يشعر بخنجر "بروتس" يخترق أحشاءه، لينظر إلى عينيه قائلا مقولته الشهيرة: "حتى أنت يا بروتس! إذن فليمت قيصر". ويقول الأديب المغربي الشاب محمد بنصالح في مدونته الأدبية واصفا هذا المشهد من مسرحية شكسبير: "لم يكن خنجر بروتس كسائر الخناجر.. لقد طعنه في مشاعره، في ثقته به، طعنة الخيانة المُرة أفاضت روح قيصر وأردته صريعا". ولكن من ضمن هذا البين والبين، اتساءل عن قابيل؟ عن القيصر عمن تعرض للأذى! ما هو الشيء الذي منح الآخرين حق أذيتهم؟ حق قتلهم؟ هل لأنهم أمنوا الجانب الذي ليس من المفترض أن نأمنه لأي أحد. هل يجب دائماً أن نترك فرصة للخذلان، للترك لأن نكون عرضه للسواد الذي يطغى من حولنا. يوجد في هذه الحياة الكثير من الأمور التي لا نستطيع أن نستشعرها لأنها ليست ولا يمكن أن تكون واقعية، لذلك وُجد الفن: قصص الحب الخيالية، وفاء الأصدقاء، الأخوة والرباط الأبدي، وجدت الكُتب والروايات التي لا يوجد لها سند صحيح سوى الخيال وإلهام الكاتب. فكاتبة سلسلة قصص هاري بوتر لم تبن قصتها على التفاصيل الواقعية بل تعدتها إلى خيال لاقى استحسانا لا مثيل له فهي تتصدر قائمة أفضل المبيعات، الموسيقى المتكاملة التي ألفها بيتهوفون بالرغم من فقدانه للسمع. يتجاوز الفن الواقع دائماً وكثيراً ليرسم لنا الصورة الكاملة للحياة التي نودها أو خُيل لنا أننا قد نعيشها، فالفن ليس سوى الصورة الكاملة لما نتمناه ولم نستطع الحصول عليه. إن الشقاء الذي نعاني منه الآن ما هو إلا رغبتنا المستمرة في خلق تلك الصورة الكاملة وسيستمر هذا الأمر ما طالت رغبتنا لذا خلق الله لنا شعور القناعة أن نكون قانعين بما هو موجود دون أن نتطلع للمزيد من هذه الحياة. فهي ليست الدار التي سيكون فيها مستقرنا، ما هي الي محطة في رحلة ديمومتنا فقد خلقنا الله خالدين كما قال عمر بن الخطاب (أيّها الناس، إنّا خلقنا وإيّاكم للبقاء لا للفناء، لكنّكم من دار إلى دار تنقلون).

498

| 18 يوليو 2022

"لا أرخص من شيءٍ غلا فتركته"

من الشائك جداً على سلامك الداخلي أن تكون على مستوى عالٍ من اليقظة، أن تبالغ في الأشياء التي لم تحاول أن تلتف إليك (تسعى إليك) كأن تظن أنك على الجانب الآخر من رحلة الأمان بينما يمكن لأحدهم في لحظة واحدة أن يسلب منك كل هذا وذاك بلا سبب ولا سابق إنذار. فنحن من نمنح الأشياء القيمة التي ترفعها أو تقلل من شأنها. (متى ما توقفنا عن الالتفات لها حتى تصبح ذات قيمة أقل). بالإضافة الى نوع استجابتنا لهذه المتغيرات هي التي تحجم من وقعها أو تقلله. لذلك يتحدث كثير من المفكرين عن فكرة القبول. قبول المتغيرات كما هي دون محاولة تغييرها، ما أن تتقبل ستشعر بأن حجمها قل وضعفت قوتها في التأثير على مجريات حياتك. قبول أنك شخص عادي غير مستثنى يساعدك كثيرًا في تقبل فكرة أنه يمكن لأحدهم أن يمارس ظلمه عليك. أحياناً المقاومة تقلل من قيمتك أمام ذاتك، أن تخبرهم كم أنت مميز في نظر ذاتك وأن عليهم أن يمنحوك جل وقتهم. تقول أحلام مستغانمي في كتابها شهياً كفراق: "لا أرخص من شيءٍ غلا فتركته، ولا أقلّ شأناً من أحد تكبّر فهجرته. نحن من نعطي الأشياء ثمنها، ونحدّد للناس مقامهم، بإعلاء أو استرخاص شأننا. كلّما تلهفت لأحدٍ خسرته، إنك تغذي غروره فيكبر بتمنّعه.. وتصغر في عين نفسك." أتركوا الأمور تتحسن أو تسوء، لا يهم المهم أن تكون عظيماً في عين ذواتكم لأنه لا أحد يمكنه أن يرفع من قيمتك أو يقلل منها. يقول مارك مانسون في كتابه الذي عنونه بذكاء "فن اللامبالاة" أن لا تكون مبالياً يعد فنًا في حد ذاته أن لا تكترث كثيرًا مما يقوله عنك الآخرون ومن وقع تأثيرك عليهم ما هو الا أسلوب حياة قليل من يتقنه. حيث وضح أن: “الرغبة في تجربة أكثر إيجابية هي في حد ذاتها تجربة سلبية. ومن المفارقات أن قبول المرء لتجربته السلبية هو في حد ذاته تجربة إيجابية “. لي: وهو وقع كان شائكًا ومزعجاً على العديد من المستويات أهمها وأكثرها تأثيراً في ذاتي هو أنني رأيت مكانتي عند الآخرين. فليس من المفترض أن يعاملني الآخرون بنفس المستوى الذي من المفترض أن أشعر أني استحقه. فجميعنا نبالغ في استحقاقنا للأمور. فقد تمت دعوتي من قبل مجموعة من أصدقائي القدامى ورحبت كثيرًا بالأمر ذهبت الى هناك لدي. العديد من التوقعات وكان هذا الأمر جليًا من طريقة استعدادي واختياري للملبس وحديثي المسبق عن ذهابي للمناسبة المذكورة لجميع أفراد عائلتي. وكأن المكان الذي سوف اذهب له جنة الأرض على هذه البسيطة. حين وصلت كان الترحيب عاديا ليس بالمستوى الذي أتوقعه. الأحاديث معي كانت قليلة وقد لا أخفيكم أنه تم تجاهلي بشكل كبير ولم يعرني أحد أي اهتمام. مما خلف لدي شعورا بالاستنقاص لم أستطع تجاوزه لأيام عديدة. وفي نفس السياق ذهبت لنفس هؤلاء الأصدقاء في مناسبة سابقة ونظراً لانه لم يكن لدي أي توقع وكنت مجرد ضيف أتى متأخراً نظراً لانشغاله بأمور أخرى تم استقبالي بطريقة فوق المتوقع وتجليسي في صدر المجلس كما يقال لدينا، ومن هذا الأمر نلاحظ أنه كلما قل توقعك كلما تقبلت الأمور بصدر رحب. إضاءة: إنني أجاهد ذاتي قبل أن أحاول أن أكون لائقاً أمامك.

2244

| 22 مارس 2022

قوة التسليم

أصبح لديَّ مؤخراً إيمان تام أن كل الأمور التي نعيشها وتُسَير يومنا ما هي إلا خطة وضعت لنا من قبل الخالق من شأنها أن توجه حياتنا في الاتجاه الذي نود أن نسيره وفيه يتحقق الصلاح الأكبر لنا. والأمر هنا يتطلب جزءا من المشاركة على مستوى الشعور من خلال القبول والتقبُّل لتعيش يومك في ابتهاج وسلام. لا يوجد شيء يعادل سكينة الروح ما إن تصل لتلك المرحلة حتى تدرك سهولة كافة المعطيات من حولك. التداخلات أو بمعنى أصح التدخلات التي نتعرض لها يوميا من الأشخاص المتواجدين في إطار حياتنا سواء كان ذلك بشكل مباشر من خلال طرح موضوع بعينه أو بطريقة غير مباشرة هي كثيرة قد تكون كلمة، حرفا أو حتى نظرة ما هو إلا مستوى آخر من المجالات التي توجه حياتنا بالطريقة التي يجب أن تكون. إن الصراعات التي نجابهها مع الأفراد ما هي إلا وسيلة يحاول من خلالها الكون تسيير الأمور ووضعها في نطاقها الذي من المفترض أن تكون فيه. مهما حاولنا تجاهل القوى التي تسيطر على تصرفاتنا نبقى وكأننا نتشبه بمن يعيش في كهف من دون أي تواصل بشري. قد تمر عليه جميع أنواع البشر والشخصيات ونظراً لكونه يود أن يبقى منغلقاً على ذاته فقد تمر عليه البشرية جمعاء ولا يدرك السر الخفي وراء تواجد مثل هؤلاء الناس في حياته. إن الرسائل التي يبعث بها الكون قد تكون صعبة القراءة حين لا نحاول فك شفراتها وفهم المغزى الحقيقي من خلفها. خُلق الإنسان على هذه البسيطة لا لكي يمارس اختيارات ويضع قرارات ليس لديه القدرة على المضي في تنفيذها، ما إن يدرك المرء منا أنه مُسير لا مُخير حتى تبلغ لديه السكينة أضعاف ما يشعر به. من الخاطئ أن يحاول المرء أن يسير في اتجاهات لا تؤدي له لأي مكان سوى الرضا الذاتي، هنالك صورة أكبر للحياة التي من المفترض له أن يعيشها فقد ينظر أحدنا إلى جزء بسيط ضمن إطار الصورة ولكن الصورة الأكثر شمولية لا يمكنه أن يدركها أو يصل إليها ما لم يسلم بمعطيات الأمور كافة. يقول الشيخ "جابر البغدادي" في شرحه لآيه (إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20)) [المدثر] إن الإنسان يجب أن لا يفكر كثيراً بالأسباب والمسببات لفعل ما، وأن لا يحاول أن يجابه الدنيا وفق رغباته الشخصية. بل إن الأصلح له أن يؤمن بالتسليم لأي حدث يحدث. لأنه ما إن يحاول أن يأخذ الأمور وفق رغباته سنراه يعاني ويصارع بسبب اختياراته التي لا تتوافق مع المحيط الذي يعيش فيه ولا مع المسار الذي كُتب له. إن الخطة الإلهية التي وضعت لنا لم توضع عبثاً لنحاول تغييرها أو نعدل مسارها في مرحلة ما من مراحل حياتنا. لقد كفل الله لنا رزقنا وحياتنا ومماتنا، ومن شأن هذا الأمر أن يبعث الراحة والطمائنينة في ذواتنا، فلا مستقبل قادرا على تغيير أمور دنيانا لنخافه ونخشاه، ولا ماضي من شأنه أن يكدر صفو عيشنا. ما علينا إلا أن نعيش اللحظة الآنية ونهنأ بعيشها. إن للتسليم بالقوى الإلهية راحة وهناء عيش لا يدركها إلا من جربها ويقول الإمام الشافعي في هذا الإطار: تَوَكّلْتُ في رزقي على الله خَالقِي وأيْقَنْتُ أنَّ الله لا شَكَّ رَازقِي ومَا يَكُ مِنْ رزقٍ فَليْسَ يَفُوتُني ولوْ كانَ في قاعِ البِحَار العَوامِق ِ سَيأتي بِه ِالله العَظيمُ بِفَضْلِه ولوْ لمْ يَكُنْ مِنّي اللسَانُ بِنَاطِق ِ فَفِي أيّ شَيءٍ تذهَبُ حَسْرةً وقَد قَسَمَ الرَّحْمَنُ رزق الخلائق [email protected] @shaikhahamadq

4194

| 10 نوفمبر 2021

(النصيحة لمن طلبها)

يقال بأن صاحبك هو من ينصحك ويداوم على تزويدك بالمعلومات التي من شأنها أن تنير لك الطريق، يساهم على الدوام بإمدادك بالدعم النفسي والمعنوي لتخطي صعاب هذه الحياة، بدءاً من مقاومة واقع الاستيقاظ وحقيقة أن الشمس لابد لها من الإشراق صباح كل يوم غير آبهة ولا مبالية بالمخلفات الفكرية التي تعيشها وتصارعها في رأسك، وصولاً إلى تقبل فكرة أن الخلود ليس الديمومة بل هو التسليم لكافة متغيرات الحياة، إننا خلقنا لنعيش فكرة خلود اللحظة لا أبدية الوجود. لتقبل فكرة أننا العنصر الوحيد المسؤول عن خلود ذواتنا وأفكارنا وتصوراتنا من خلال ملء الفجوة بين ما نعيشه و ما نود أن نكونه. إلا أن النصيحة لها أدبيات وُضعت لإماطة الأذى عن النفوس المتلقية، ولحفظ ماء وجه الناصح. هي فن يجب على من يمارسة أن يكون حذراً في كيفية التعامل معه والطريقة المناسبة لعرضه والإباحة به. ناهيك عن أهمية التوقيت فالنفوس البشرية لها قدرات وطباع متباينة ومختلفة ترتبط كثيراً باختيار التوقيت المناسب للحديث أو طرح فكرة ما. لا يمكن لأي من كان أن يأتي ويلقى جمل وعبارات ومن ثم يختمها بالقول إنه تفوه بذا وذاك من باب النصيحة أو الحب. كما أن من أحد أهم أدبيات النصيحة هي التعريض لا التصريح بمعنى الإشارة إلى الأمر من دون التصريح به مباشراً وقد قال ابن حزم رحمه الله: " إذا نصحت فانصح سرا لَا جَهرا، وبتعريض لَا تَصْرِيح، إِلَّا أَن لَا يفهم المنصوح تعريضك، فَلَا بُد من التَّصْرِيح.... فَإِن تعديت هَذِه الْوُجُوه فَأَنت ظَالِم لَا نَاصح". لكن قبل أن تكون لكافة هذه المعطيات أثرها الكبير لابد للالتفات إلى أن النصيحة من المهم أن تكون لمن يستحقها، ولمن طلبها. فليس من المقبول لأي كان أن يمارس علوه في القول والنصح بشكل مستمر ولكل من يقابله. فليس كل ذات نفس بشرية قابلة للنصح أو التوجيه، البشر ليسوا أرواحا هائمة تحتاج إلى من يوجهها باستمرار. هذا ليس دورك ولا دور أي شخص. إن لكل منا شخص يلجأ إليه لأخذ النصح كما أنه له عدد كاف من الأصدقاء والعائلة التي تحاول أن توجهه بين حين وآخر. إن أحد الأمور التي وجدتها مزعجة في الآونة الأخيرة هي كثرة النصح والتوجيه، كثرة الانتقاد على أبسط الأمور. نحن نفوس متغيرة نصاب بارتفاع وهبوط بين فينة وأخرى، فحين نحاول بكل طاقتنا أن نجابه الصعوبات المتواجدة في يومنا يأتينا من يملي علينا كيف نتصرف في موقف بعينه، موقف يعد من الأمور التي وقعت في الزمن الماضي، النصح ليس له أي قيمة فهو مجرد انتقاد لا طائل منه سوى التصغير. أو يوجهنا في أمور مستقبلية نحاول بكل طاقتنا أن نؤجل التفكير بها إلى حين حلولها. فنحن أحياناً نكون مجهدين من التفكير، نود أن نمارس الحياة كما أتت. الطاقة التي منحنا إياها الله في هذه المرحلة تكاد تنفذ لذا ليس لنا قدرة إلا أن نمضى في يوم بعينه ونحن مكبلين بالتفكير بالحيثيات التي حدثت أو التي من شأنها أن تحدث. تعلموا أن تأتوا خفافاً، تعلموا القول اللين، النصيحة فن والحديث فن، ليس لكل ذات من بيننا حق إطلاق الأحكام أو ذكر المحاسن من المساوئ، جميعنا نمارس فن الحياة ولا يوجد من بيننا إلا أفراد تنقصهم الحكمة بقدر يشابهنا أو يتجاوزنا. يقول فريدريش نيتشه: "كثيراً ما نرفض فكرة ما لمجرد أن النبرة التي قيلت بها تثير النفور". [email protected] @shaikhahamadq

3872

| 31 أغسطس 2021

عدم الرد أحياناً رد

هل صادف ومررت بموقف مع صديق أو زميل في العمل، وسألته عن موضوع يخصك لأكثر من مرة وتفاجأت أنه بخل عليك بالرد أو بتقديم المشورة المطلوبة، هذا أمر ليس مستغرباً، فعدم رده لا يعني أن الموضوع الذي يهمك وتتمنى أن تجد من يقدم لك حلولاً فيه أمر مستعصٍ، لا الأمر ليس كذلك بل إن عدم الرد هو رد في حد ذاته وله العديد من التأويلات، أبرزها على الإطلاق "الرفض"، وأحياناً "أنك شخص لم تعد مهماً كما في السابق"، لذا بذل مزيد من الجهد في الرد وبحث المواضيع معك أصبح تكلفاً لا طائل منه. وهذا الأمر ليس مقتصراً على المجال الاجتماعي بل نجده في الوظائف والمراجعات الحكومية، حين تتقدم بطلب للتوظيف أو منحة أو ترقية تجدك تسعى لمقابلة المدير وتقديم طلبك، وحين لا يجيبك في المرة الأولى تتقدم بالطلب مرة ثانية وثالثة، ولكن الأمر الذي لم تدركه أن عدم الرد على طلبك في المرة الأولي هو رد صريح بأن طلبك مرفوض. إن عدم الرد هو نوع من الخجل أو الكياسة الاجتماعية التي يمارسها أغلب الأشخاص، وهي ليس بأمر خطأ، لأن ليس كل الأمور في هذا الكون شديدة الوضوح، فالكون مليء بالرماديات المختلفة، ولا يمكننا أن نطالب الجميع بالوضوح عينه الذي يتلقونه منا، فلكل شخص طريقته في مجابهة متغيرات الأمور، منها أولئك الذين يختارون وضع نقطة في نهاية السطر قبل أن ينتقلوا لمرحلة جديدة، والبعض الآخر يفضل النهايات المفتوحة خوفاً من اكتشاف أن خياراتهم الجديدة أسوأ من القديمة وليتركوا الباب موارباً لعودة مستقبلية. يقال لدينا في المثل الشعبي: "لحبتك عيني ما ظامك الدهر!" كما يقال "المحبوب في راحة"، وكلاهما يشيران إلى أنه حين تكون محبوباً لدى أحدهم يستحيل أن تمر تفاصيل يومك دون التفات، لذا نجد الصديق يتسابق لراحتنا والمحبوب يسعى لرضانا، لكن حين نكون هامشيين فمن الطبيعي أن تتأجل كافة مواضيعنا بداعي الانشغال أو عدم إيجاد وقت ملائم، وهو أمر نفعله مع من قل غلاهم في قلوبنا ونجد الآخرين يمارسونه معنا بين حين وآخر. تقول الدكتورة سمية الناصر في هذا السياق: "حين يتركك أحدهم بمليء إرادته لا تحاول أن تستعيد وده، لأنه في نفس هذه اللحظة التي تحاول أن تستعيد وده يكون هو في عالم ثان لا يرتبط بك بتاتاً"، وعلى قول الشاعر حمد السعيد: "يقولون القمر لا غاب يضويله على ديره.. وأنا أقول الحبيب إن غاب يضويله على خلان"، إن الحياة لم تخلق لنراها من نافذة واحده بل إن الناس كثر ولكن يجب علينا أن نعرف أين وكيف نلتفت لغيرهم، وأحياناً علينا أن ندرك أن بعض المواضيع يجب أن نعالجها لوحدنا دون البحث عن صديق، فنحن نكتمل بذواتنا دون الحاجة لأي طرف ثان. والأمر في طريقة الاستجابة لهذه الرماديات تقع على عاتقنا، إما أن نتقبلها وننتقل لمرحلة جديدة دون أبواب أو نوافذ مواربة أو أن نبقى في مناطقهم الرمادية. يقول محمد المقحم: "والله ما أضحى وأضيع طاقتي وتعبي إلا على واحد طيب وطايل شبر محن بنبغيه بالأخلاق كنه نبي نبيه ليا جا على جسر العبور يعبر" [email protected] @shaikhahamadq

10040

| 21 أبريل 2021

مناسبات خاوية

مدخل: إنه لأمر محزن أن تكون محاطاً بهذا الكم الهائل من الناس دون أن تجد ذاتك فيما بينهم. لقد مرت فترة طويلة دون أن أتمكن من إيجاد شخص يشاركني شغفي في هذه الحياة، شغف يسمح لي أن أكون معه بكامل حواسي وطاقاتي خلال محادثة صغيرة قد لا تتجاوز خمس دقائق. للأسف كل من أجلس معه أجده شخصا بسيطا فكرياً لا تسمح له ثقافته من التنقل بين المواضيع، جل اهتمامه ينصب في ذكر أحداث مكرره ومواقف تطيل الأحاديث المملة. وهذا أمر أصبح مكررا في جميع المناسبات التي حضرتها خلال الفترة الأخيرة، إن جل اهتمام الجميع أصبح منصبا على جمع عدد من الأشخاص في مكان واحد دون الإلتفات لرغبة أي منهم أو دون وجود أفكار مشتركة حيث إن جل ما نراه هو المبالغة في التقديمات وتنسيق المكان فقط. لكن لا يوجد هنالك شيء مشترك لجمعهم، مما جعلنا ننتقل من مناسبة خاوية إلى الاخرى تتشارك فيما بينها بنوع الأنشطة وطرق التسويق لها. انتقل التسويق الذي كنا نراه سابقاً من المقاهي والمطاعم إلى جلسات العائلة والأصدقاء والغريب في الأمر أن وجوده في تلك الأماكن يعد أمراً طبيعياً ومقبولاً، نظراً لاعتمادهم على العائد المالي المنتظر من الزبائن، ولكن أن يتواجد التسويق في جلسات عائلية واجتماعية فهو أمر مستغرب ويدعو للتساؤل عن سبب نشأته، واجتهد في أن أعزي الأمر إلى عدد من الأسباب أهمها وجود فجوة بين الأشخاص المدعوين ولا يمكن سدها من خلال الأحاديث بل لابد من توجيه الاهتمام إلى أمور ترفيهية لإسعاد وجذب المدعوين، وتحضرني قصة أمريكية شهيرة باسم " غاتسبي العظيم " حين يحاول الشخصية البطل " غاتسبي " إقامة مناسبات أسبوعية تحتوي على عدد من سبل الترفيه المختلفة كالمغنين والموسيقيين والألعاب النارية وذلك لحشد أكبر عدد من الضيوف في منزله من أجل قتل شعوره المستمر بالوحدة. ومن هذه الفعاليات وسبل التسويق للتجمعات العائلية: عربة الكوفي ذات التكلفة التى تتراوح بين 1500 إلى 3500 ريال بالإضافة الى المضيفات وعدد من صواني الحلويات وذلك نظراً لانتشارها وصعوبة وجود بيت حديث يتقن عمل الحلويات والموالح كما أمهاتنا في السابق، بالاضافة إلى بوفيه عشاء من أحد موردي الأطعمة وكأن هذا التجمع لعدد من الدبلوماسيين وأصحاب المناصب القيادية الرفيعة، وهو في الحقيقة تجمع عائلي أو اجتماعي بسيط لا يتعدى حضوره ١٥ - ٢٠ شخصا. ولا نصل إلى نهاية المناسبة إلا ونجد المضيف يدفع ما يزيد على ٨ آلاف ريال قطري. إن هكذا نوع من التكلف مقبول لدى الأثرياء ولكنه ذو ثقل كبير في حال كانت الدعوة موجهة من ذوي الدخل المحدود، فنجد الزيارات قلت نظراً لأن دعوة الأصدقاء أصبحت "بتكلفة"، والسبب في هذا كله هو رغبة الجميع بالحصول على صورة مناسبة لحساب السناب شات ليخبروا العالم كله والمكون من نفس الجمع العائلي بأنهم حظوا بدعوة لمناسبة مميزة. ولكن أين الهدف الرئيسي من هذه المناسبة ألا وهو مشاركة الأحاديث والمواضيع وأهم مستجدات الأحداث. للأسف طغت الصورة الثابتة على الحياة المتحركة! فأصبحت الأحداث تنتقل إلينا من خلال صورة دون الحاجة لمشاركتها مع أحدهم، أصبح الجميع قناة أخبارية ليومياته فنجد أخبار فلان وفلان متواجدة في سنابه، وفي حال غفلنا عن سنابه يأتينا البعض ليقول ما عرفت أخبار فلان وحين نجيب بالنفي يأتينا الرد: " شدعوه مب معاك في السناب " ! وماذا إن لم أكن معه في السناب هل هذا معناه أن أخباره ستنقطع عني! للأسف نعم. في هذا العصر من ليس معك في هذه المنصة أو تلك يصعب عليك معرفة مستجدات أخباره. لذا نجد أن تلك الصورة الثابتة هي عنوان الموضوع وفحواه و لم يعد هنالك شيء ذو قيمة بدونها. قيل في البهرجة والتكلف: "الكثير من الناس ينفقون الأموال التى يتحصلون عليها لشراء أشياء لا يريدونها ليبهروا أشخاصاً يكرهونهم". [email protected] @shaikhahamadq

1738

| 13 أبريل 2021

الواقع بين الحقيقة والخيال

قد يمضي البعض سنة أو خمس سنوات في تخيل أمر ووضع السيناريوهات التي من الممكن أن يكون عليها، وأغلب تلك التخيلات تحمل مقتطفات سعيدة، وذلك نابع من رغبة الفرد إلى أن تكون له نهاية سعيدة أن يكون هنالك نور في نهاية النفق، أن يكون الوضع على الضفة الأخرى أكثر سعادة واستقرارا من الوضع الحالي. لذا نجد الأغلب يردد كلمة القادم أجمل، أو غدا تتعدل الأمور. لأن الإنسان بطبيعته متفائل وهذه الصفة تساعده على تجاوز العقبات. إحدى القصص التى أثرت فيني بنفس السياق هي قصة رواية ( غاتسبي العظيم ) والتى تصور لنا من خلال الأحداث الهوس الذي أصاب غاتسبي قبيل لقائه حبيبته دايزي التى ابتعد عنها ما يزيد على خمس سنوات، كان خلالها يحلم كل يوم بالطريقة التى سيتقابلان، بالشوق الذي سيرمي بها في أحضانه، إلا أن الواقع كان أقل كثيراً من خياله. وأقتبس هنا كلمات الكاتب في وصف هذه اللحظة: " لا ريب في أن لحظات قد مرت حتى خلال بعد الظهيرة ذلك اليوم سقطت خلالها دايزي من أحلامه - ليس بسبب خطأ ارتكبته بل بسبب الحيوية الهائلة لوهمه... لا يمكن لأي مقدار من النار أو النظارة أن يتحدى مما يستطيع الإنسان أن يخزنه في قلبه الغامض". أيعقل أن يكون الإنسان أخطر عدو لنفسه، وهذا ما نراه في أكثر من موقف ورواية أو قصة، إن الشرور التى قد يلحقها بك الآخرون لا يمكن أن تكون بمقدار السوء والضرر من تلك التي قد تلحقها بذاتك، وقد نرى هذا الأمر من خلال عدة أوجه منها حين نتخلف عن الدراسة ظناً أننا بذلك نكسب ساعات من المرح، والواقع أننا نضر بمستقبلنا القادم قبل أن يبدأ، كأن نضع كامل ثقتنا في شخص أو مشروع معين دون أن تكون لدينا خطة بديلة، مما قد يتسبب في انهيار لرصيدنا المالي وثقتنا في قدراتنا. حين نصادق أولئك الذين خذلونا مراراً ومراراً بدافع الطيبة وأن "الدنيا ما تستاهل" إلا أننا نحن لا نستحق أن نعامل بهذا القدر من الدونية لأي سبب كان. والأمثلة كثيرة من هذا النوع. من خلال تجربتي اكتشفت أن الجميع في حالة ذهان ذاتي، الجميع يحاول الوصول إلى هدف معين وفق إطاره الزمني الخاص، ومن خلال سعيهم لا أحد يكترث أو قد يكترث ببوصلتك الزمنية أو طموحاتك، أو حتى خيالك. كلٌ يسير وفق مسار محدد كأن يصل إلى حالة اجتماعية، وظيفية، نفسية أفضل.. سمها ما شئت كلٌ يود أن يصل إلى وجهة أفضل. لا يوجد من تستطيع أن تطلب منه التوقف بجانبك والأخذ بيدك. الجميع في مرحلة انتقالية من حال إلى حال، لذا نجد أن الاسهاب في الخيال أو أي فعل لا يمكن أن يعود عليك بالمنفعة. تعلم ترك الأمور لخالقها فهو الأحق بتولي الخلق ولا تعول كثيراً على الأمر. [email protected] @shaikhahamadq

10203

| 06 أبريل 2021

alsharq
غياب المعرفة المالية عن الطلاب جريمة اقتصادية بحق الأجيال

في عالم اليوم المتسارع، أصبحت المعرفة المالية ليست...

2160

| 22 سبتمبر 2025

alsharq
غزة.. حين ينهض العلم من بين الأنقاض

في قلب الدمار، حيث تختلط أصوات الأطفال بصفير...

786

| 23 سبتمبر 2025

alsharq
1960.. أمّ الانقلابات في تركيا وإرث الوصاية العسكرية

بعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى،...

726

| 22 سبتمبر 2025

alsharq
المسرح السياسي وديكور التعليم

من يراقب المشهد السياسي اليوم يظن أنه أمام...

699

| 18 سبتمبر 2025

alsharq
آن للمنظومة الدراسية أن تتغير

منظومة دراسية منذ القرن الثامن عشر وما زالت...

675

| 18 سبتمبر 2025

alsharq
أهمية وعي المُستثمر بالتشريعات الناظمة للتداول

يُعدّ وعي المُستثمر بالقواعد والأحكام المنصوص عليها في...

642

| 21 سبتمبر 2025

alsharq
منصات وزارة العمل.. من الفكرة إلى الأثر

منذ تولي سعادة الدكتور علي بن سعيد بن...

606

| 18 سبتمبر 2025

alsharq
عيسى الفخرو.. خطاط الإجازة

يؤكد اهتمام جيل الشباب القطري بالخط العربي؛ تزايد...

501

| 21 سبتمبر 2025

alsharq
رواتب العاملات

يتداول في هذه الأيام في أغلب دول الخليج...

480

| 21 سبتمبر 2025

alsharq
العربي يذبح بلا شفقة

لم يَـبْـقَ موضعٌ في القلب العرباوي لم تنل...

465

| 22 سبتمبر 2025

alsharq
حين يحتضن المرء طفولته!

ليستْ مجرد صورةٍ عابرةٍ تلك التي يُنتجها الذكاء...

459

| 22 سبتمبر 2025

alsharq
بدأ التناقض

ها هي أنديتنا الممثلة لنا في مسابقاتها الخارجية،...

447

| 19 سبتمبر 2025

أخبار محلية