رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

أُقفل ملف القضية

جوني ديب وآمبر هيرد.. حديث العالم، حيث الفيديوهات المتعلقة بقضية "العنف الأُسري" و"التشهير" بين الزوج السابق وطليقته، شوهدت أكثر من 15 مليار مرّة في مناصرة لـ "العدالة من أجل جوني" مقابل 8 ملايين لـ "أدعم آمبر هيرد"، بالإضافة إلى 10.7 مليار مرّة مشاهدة عبر منصة "تيك توك" وحدها. عدد المتابعين للجلسات المباشرة التي تعقدها المحكمة المختصة بهذه القضية في ولاية فيرجينيا الأمريكية وصل لأكثر من مليون متابع في الساعة، وارتفع معدّل البحث عن هاتين الشخصيتين 50 مرّة مقارنة بالفترة التي سبقت المحكمة. المعارك القانونية بين المشاهير ليست بجديدة، والأمثلة كثيرة من الماضي القريب والبعيد، منها قضية بريتني سبيرز ووالدها، وغيرها من القضايا. الجديد هو النفوذ الذي تكتسبه وسائل التواصل الاجتماعي لتوجيه الرأي العام العالمي، والأجدد خروج "الرجال" إلى العلن للاعتراف بأنهم ضحية عنف أسري من قبل زوجاتهنّ وأمهاتهنّ، وهذه من وجهة نظري خطوة جيّدة في سبيل إعادة التوازن الذي فقدناه وسط استغلال "نون النسوة" قضية التعنيف اللفظي والجسدي، فنظرة سريعة وموضوعية سنجد زوجة ما تُعنّف زوجها وأماً تعنّف بقسوة ابنها باللفظ الجارح والضرب، ولكننا سنجد العذر لهنّ لأننا ما زلنا في اللاوعي نستلذّ بفكرة المرأة "كائن ضعيف"!. قضية الرجل والمرأة والعلاقة بينهما أبدية، فأكثرهم لا يعقلون أن الجدال حُسم في الكتاب، وأن الذكر والأنثى متساويان في المنزلة الإنسانية، مشكلتنا في هذا العالم ليست بذكر أو أنثى بل بالسقوط في فخّ هذا التنازع الذي لن ينتهِ، وأننا لم نُصدّر للعالم عظمة ما نستشعره في "وجعل بينكم مودة ورحمة". المودة والرحمة لن نراهما علنًا في هذه المسرحية الهوليودية، فكلّ ما سيُنتج عنها سيكون عبارة عن قصص خلافات زوجية تدرّ الأرباح في مجال صناعة الأفلام السينمائية.. ستستمر المحاكمات بين المشاهير ولكن فيلم مقتل شيرين أبوعاقلة سينتهي، كما انتهى فيلم مجزرة قانا ودير ياسين وإحراق العراق وسوريا وغيرها.. عذراً مؤثرونا مشغولون بتسويق المشروبات الصيفية الزهرية الذي تعكس لون الحياة الوردية، والمنتجون في بلادنا ما زالوا يصدرون الأفلام الوثائقية عن إنجازاتنا الرسمية وألقية أعمال فكاهية أو درامية نُسليّ بها حياتنا اليومية. على خطّ موازٍ المجتمع اللبناني "معجوق" بعمل درامي من الطراز الأول مع ترقبّ عملية التصويت في المجلس النيابي لانتخاب الرجل الأوحد - الذي لا شريك له - رئيسًا لمجلس النواب، حيث صودف أن أغلب الشخصيات المنافسة من الطائفة نفسها، والتي تحمل إمكانيات بديلة يتم اغتيالها من قبل الأشباح، أو تهجيرها، أو التشهير بها، أو صهينتها. وإن كانت الكلمات هذه تُعبر عن وجع شعب، إلا أنها تُفرح قلب أقلية تُقدّس الشخصيات، أقلية لم تستوعب بعد أنها انهارت تمامًا، والدليل أنه من أصل أكثر من 165 ألف مقترع، حصل "الرجل الأوحد" على 30 ألف صوت ونيف داخل لبنان وخارجه، بما يمكّنه من تصريف أعمال بلد متهالك أخفق خلال حكمه لمجلسه النيابي على مدى 30 عامًا في بناء الإنسان والوطن.. ابن الميليشيا لا يبني دولة. وفيما يتابع ملايين المشاهدين خلاف زوج وطليقته في قضية تشهير تنظر فيها المحكمة، سيُتابع أيضًا ملايين المشاهدين "تمثيلية نيابية" جديدة، سنرى فيها خلافًا بين حليف وطليقه.. اغتيال للبنان وشعبه بتفجير هزّ وطناً ولم تُعقد إلى الآن جلسة استجواب محلية أو دولية ولو صورية.. رُفعت الجلسة وأُقفل ملفّ القضية.

827

| 30 مايو 2022

هزة قلم

ما هو الخبر الأبرز على صعيد العالم العربي هذا الأسبوع؟ فعليًا وعلى المستوى الإقليمي العربي: لا شيء. بعض الأخبار المتفرقة هنا وهناك. لبنان مشغول بتصفية الحسابات الانتخابية السياسية، مع انشغال الشعب بشرعنة الزواج المدني؛ في الأردن الخلافات داخل الأسرة الملكية؛ ونزيف الشام وبغداد وفلسطين مستمر، ليبيا وتونس، في مساعٍ لبناء الذات، والمناوشات حول التطبيع بين الجزائر والمغرب على قدم وساق؛ مصر منهمكة في ارتفاع أسعار القمح وضرورة توفير أكثر من 100 مليون رغيف يوميًا؛ الخليج العربي يرزح تحت الرياح الشمالية والأتربة المفيدة لتلقيح الحيوانات البحرية! هذا هو مُلخّص أخبار الوطن العربي الذي لا يعلو صوته إلا خلف الجنازات الإعلامية. أغلب القضايا التي تتطلب مشاركتنا كمواطنين فاعلين في هذا العالم، هي بمثابة ردّ فعل، لسنا في موقع الفاعل، بل المفعول به في هذا العالم، والمنصوب عليه، ومن ثم المجرور إليه. اختلافاتنا وخلافاتنا كانت سياسية أيام القومية العربية حول القضية، واليوم باتت خلافاتنا حول "هزّة الخصر" في الجهر، والمثلية الجنسية. وهي قضايا موجودة منذ الأزل كدتُ أجزم أن الجواب فيها محسوم لولا فلسفة الحرية الفردية والقيم المجتمعية. ولكن حالنا واحد، فقيمنا المجتمعية قابلة للنقاش إذا لم تكن تُناسب التطلعات الدولية، وبدلًا من أن نُشغل عقولنا في نشر ثقافتنا الإبداعية العربية، نتخذ دومًا جانب الدفاع عن أنفسنا بوجه التهم الغربية، التي لن تتوقف مهما بلغنا من الكبر عتيًا. من التغيّر المناخي، والتنمر، وعدم التعرّض للمثلية، إلى كيفية مكافحتنا الأوبئة والأمراض الجرثومية، إلى الحقوق الإنسانية، هناك دائمًا من يُريد أن يُعلّمنا كيف نعيش حياتنا، ربّما لأننا أثبتنا قصورنا وعدم أهليتنا على مرّ التاريخ؟ أم ربّما لأن أغلب حكّامنا مُعينون وفق الوصيّة، وبالتالي "سيكس بيكو" فرضت عليهم السمع والطاعة، ونحن كشعوب يتوجب علينا إنفاذ الوصيّة، فسلّمنا أنفسنا حتى بتنا بلا شخصية. ففي الشؤون المهنية، هناك من يفرض علينا الإستراتيجية، وفي حياتنا الصحية، تغزو بيوتنا وسائل التواصل بالنصائح الطبية والإعلانات الفجائية، التي تُشكك الإنسان في صحته النفسية والجسدية، فأصبح جوجل يكتب لنا مؤشرات الهلع مجرّد سؤال محرك البحث فيه عن لاصقة طبية. في مواقف السيارات هناك من ينتظرنا ليُوجهنا كيف نركن مركبتنا، ويلتصقُ بالدفاع الخلفي وآخر في الأمامي حتى تكاد تُعطيه المركبة هدية لأنه لا مجال لك كسائق للاستمتاع بمهاراتك البسيطة اليومية. مُقدّم القهوة تطلب منه كوبًا عبارة عن بُنّ وماءٍ، فيطرح عليك عشرات الأسئلة المخفية، ويُوجّهك لطلب "كيكة" اليوم المُعقدة، وحساء الغد والسلطة الغنيّة. في النادي الصحي، مساحة الرياضة البدنية ومحاولة تحسين العلاقة بين الدماغ وأعضائك الحيوية، تتلقى عشرات الإرشادات والأسئلة لترغيبك بمدرّب هنا وصفّ "زومبا" هناك وكوكتيل بروتين مخفوق بالموز والأرز البُنيّ مع "رشةّ كينوا" صحية. عزيزي المواطن العربي ينصحنا بيل غيتس صاحب ثروة 130 مليار دولار أمريكي، أنه إذا أردنا تغيير العالم علينا أن نقرأ الكُتب. هذه هي نصيحة الشخص الأول في العالم الذي تبتكر شركاته آلاف البرامج السحابية الرقمية والذي يبيع لدّولنا بنيتها التحتية التكنولوجية، والتي تُعتبر جزءًا من تدمير الإبداع الفطري بالعقول البشرية. ضمير "غيتس" يقول إن النجاة بحياتك وحريتك الفردية وسلامك النفسي هي بالابتعاد عن العوالم الرقمية.. وعلاجات الاكتئاب الحديثة توصلت إلى أن الطبيعة هي الدواء والشفاء من كلّ ما يُنهك النفس البشرية.. ولكننا مُصرون في العالم الثالث أن نبقى "ثالثًا" لأننا نمشي على خطى من صنّفنا في هذه الخانة، ونحن مبهورون بهم. لم نقرأ موقعنا جيدا في الكُتب السماوية، ولم نفقه كلمة "اقرأ".. فقد صادروا فينا النهضة الفكرية وسحقوا حضارات القومية العربية.. وشغلوا عقولنا بعلاقة كرة القدم والمثلية.

3355

| 23 مايو 2022

النفط على مسرح الانتخابات

صناديق بلاستيكية محطَّمة وأكياس ممزقة ودخول مندوبي الأحزاب خلف الستار العازل وقطع للكهرباء أثناء فرز الأصوات ودخول أكثر من مقترع في الخانة المُخصصة، وتهديد المرشحين المستقلين.. خروقات كثيرة وعديدة سجلها الإعلاميون والمُراقبون من المجتمع المدني خلال الانتخابات النيابية اللبنانية، وبطء عملية الفرز يُضاف إلى سجل المنظومة اللبنانية المُشرفة على "المسرحية الانتخابية" الشكلية التي يتوجب عليهم إجراؤها وسط ضغط دولي غير مباشر. المُحصلة أن حزب الله وإن حصل على عدد المقاعد التي يرغب بها- فهو بالتأكيد لا يُريد الأغلبية، لأنه يرغب بإعادة التموضع، والتخلص من تهمة "خطف البلاد شرعيًا"؛ في المقابل الحريرية قاطعت الانتخابات؛ والجنبلاطية مرنة كفاية للتغيير بحسب اتجاه الريح؛ التيار العوني يتراجع أمام الدعم الخليجي لجعجع والذي صوّت له "نكاية" المناهضون للثنائي الشيعي. وما يُعرف بأتباع "أمل" فمواقعهم محفوظة ليس بالتفاوض وإنما بالنفوذ والإكراه و"السلبطة"؛ فيما عدا ذلك من أحزاب وتيارات هي مجرّد تابعة تدور في فلك هذا وذاك. تمكّنت قوى المجتمع المدني من خرق الطبقة المُسوسة بوجوه نالت ثقة العديد من المقترعين في مناطق كان يُظنّ أن المعركة فيها محسومة لها. أما نسبة المشاركة الضئيلة والتي لم تتجاوز الـ 45 % على مستوى لبنان كفيلة بأن تُعطي رسالة للدول المؤثرة بأن غالبية الشعب ليس مناصرًا لهذه الطبقة كما يدّعي هؤلاء، وكما يُخيّل لهذه الدول الإقليمية والغربية، والتي تُفضّل بقاء الطبقة البالية في الحكم على المدى القريب، من أجل اكتمال الاتفاقيات النفطية، وترسيم الحدود، حيث إن وجود طبقة سياسية شابة مستقلة وقوية ليس من مصلحة هذه الدول، وما التغطيات الإعلامية النمطية من قبل القنوات الفضائية العربية التي تدّعي الوقوف إلى جانب ثورات الشعوب إلا دليلًا على التراخي وذلك بحجة عدم التدخل في الشؤون اللبنانية لكي لا تتحول المعركة إلى تصارع على المصالح الإقليمية، ولِما التصارع والكلّ متفق على إبقاء لبنان كما هو عليه، وتجديد الشرعية، من أجل إتمام الصفقات. وما المساعدات التي تُمنح للبنان بـ"القطّارة" من غذاء ومعدّات عسكرية بدائية إلا لإبقاء هذه الطبقة على قيد الحياة.. ولكنّ من يُراهن أنه يعرف اللبنانيين خير معرفة فيبدو أنه خاسر لأننا شعب بقدر ما يُحبّ الحياة بقدر ما نحن مستعدّون للتضحية بها من أجل كلمة حقّ وإن انتزعت منّا الحياة بكلّ ملذاتها. فلذّة الحياة تكمن في حرية التعبير عن الرأي والأفكار مهما كانت التبعات. والفرق لدينا بين الموتى والأحياء هو قدرتنا على التأثير في مجريات الحياة. من ملذات الحياة أيضًا مراقبة التغلغل الغربي في مجتمعاتنا بطريقة تُجهز الأجيال القادمة ليكونوا معقدين نفسيًا وليكونوا مستعدين لقتل بعضهم البعض، بسبب كلمة هنا، وتعليق هناك، وزعزعة الثقة بالنفس بحجّة "التنمر" وهذا ما يحصل في مدارسهم وجامعاتهم ومجتمعاتهم. التنمر آفة اجتماعية وتربوية ولا بُدّ من التصدي لها في مدارسنا، ولكن تربيتنا وفق أخلاقنا الإسلامية تقوم على "حُسن الظن" ما يعني أننا إذا وصفنا السمين بأنه "سمين" والطويل بأنه "طويل" والنحيل بأنه نحيل، هذا لا نعتبره تنمّرا بل كان يدرّس لنا على أنه جزء مهم من السرد الوصفي. تعلّمنا وصف الوقائع بحسن نية، وتشخيص الخطأ والصواب، وكيفية التعامل مع الآفات وتقبّل الحقائق كما هي، دون جرح أو أذى، ونشر ثقافة المسامحة، لا أن نحسب كلّ خطوة وكلّ كلمة وكلّ وصف على أنه تنمّر، ما سيحول أطفالنا لشخصيات ضعيفة ومهزوزة لا تعرف الخطأ من الصواب والواقع من الخيال والحقيقة من العبث. لا تستوردوا التنمر المعلّب وتجعلوه جزءًا من ثقافتنا. بل انشروا ثقافتنا بحسن الخلق وتقبل النقد حسن الظنّ في بلادهم! على مستوى الإعلام العربي، شيرين أبو عاقلة أكدّت للعالم أن المرأة العربية عصية عن التدجين، حيث هناك ما هو أعمق في عقولنا من حقيبة فاخرة، ورقصة فاجرة، وطبخة فارهة، وولادة متعسرة، وزواج، وطلاق. لقد أحيت شيرين في نفوسنا مجددًا الثقة بأنه "لا يصحّ إلا الصحيح" وأن الرجال تبكي أيضًا رفيقات النضال والحرية وأصحاب القضية. أما "الانفلونسرز الجُدد" فأغلبهم سلع متنقلة أجورهم عالية ولكن لا قيمة لهم في ميزان الإنسانية. في ثقافتنا ومجتمعاتنا الكثير من الوقائع الجميلة والمُلهمة والعديد من المبادرات التي تؤكد أننا شعوب تستحق أن نُحيي ما اكتنزته الحضارة الإسلامية وما أنتجته آنذاك، وما نحن قادرون على إنتاجه من أفكار وأخلاق عالمية مشتركة. ومهما ارتفع سقف التحديات، لن يتزعزع إيماننا بهويتنا وعقولنا وأوطاننا.

708

| 18 مايو 2022

ذهبٌ سائل

الحراك السياسي الإيجابي في لبنان جميل، ولو كان بوجه انتخابي عقيم. هذا هو المشهد الذي انعكس بمشاركة المقيمين خارج لبنان والمغتربين في الانتخابات النيابية التي من المتوقع أن تأتي بمجلس نيابي يرتدي الثوب نفسه. هو ثوب مثقوب ذو رائحة عفنة، لا يغرنّك فيه زركشة الألوان الحزبية، ولا الموضة العالمية بتطريز وجوه المجتمع المدني على كفيه. هو ثوبٌ أسود يسعى صاحبه لمناغشة البنك الدولي وأمريكا وفرنسا وأخواتها ممن يسهرون على تطبيق الديمقراطية في العالم، سواده لا يُشبه لبنان الأخضر، ولا الجواز اللبناني الغنيّ بصور الطبيعة الخلابة، ولا روح اللبنانيّ المرهونة في صناديق اقتراع مثقوبة. انتخابات خطفت جوازات ناخبيها، فأضحى الحصول على وثيقة السفر القانونية حلمًا بعيد المنال. منال ما زالت تتجوّل في "الحُلم العربي" الذي لا بُدّ وأن نُعيد النظر فيه عبر مراجعة العديد من الأعراف وأنماط الحياة التي وجدنا عليها آباءنا وأجدادنا، وهذا لا يعني أنها أنماط سلبية، بل العكس أصبح من اللازم، الحفاظ على الإيجابي منها، وإسقاط ما لم يعد يُناسبنا، وذلك من أجل الاستمرارية وتجنّب الانقراض الحضاري. وأولها، التفكير فيما رددناه يومًا "أجيال ورا أجيال حتعيش على حلمنا" وكأننا نقول للأجيال المقبلة إننا جيل حالم دون عمل، وأنكم ستستمرون في الحلم دون عمل، أو دون يقظة. اليقظة في ساعات العمل الرسمية بالدول العربية غير مُجدية، لأننا حددناها منذ السابعة ولغاية الثامنة صباحًا، ولكننا في المقابل نعمل على الدوام الغربي لحين الساعة 6 مساءً، فالعولمة فرضت علينا هذا النوع من التشابك والتواصل، وفيما يبصم الأجنبي في بلاده الساعة 9 صباحًا، ويتخذ من الصباح الباكر وقتًا لـ"التريض" و"التريق" ترى الناس في بلادنا سُكارى وما هم بسُكارى يهرعون لـ"البصمة" دون جدوى، وإن سجلوا الخروج الساعة الـ2 إلا أنهم مطاردون في أمسيتهم لأن العالم بالخارج ما زال يعمل! العالم يحتاج إلى جهة ممولة من الشعوب لإجراء البحوث والدراسات مقابل ما تموله الشركات العابرة للقارات، فالأدوية التي تُبتكر مرتهنة بنتائج وتوصيات ممولة من شركات تجارية ترعى مصالحها؛ على سبيل المثال جينات القمح المُعدّلة وراثيًا، والأمراض التي تتسبب بها في الجهاز الهضمي، خلقت نمطًا جديدًا يُعرف بمنتجات عضوية لمرضى "حساسية الجلوتين"، وكمّ الأدوية التي تُصرف في هذا المجال موضوع للدرس.. وقس على ذلك من حلقة مفرغة تتشكّل من: خلق مُسببات الأمراض، وابتكار العلاج، وإيجاد نمط حياة بديل باهظ الثمن. قمحات "ستي" تُباع بسعر أعلى ومختوم بـ "عضوي". عُضوي الممانعة والمقاطعة يُحركون الدمى الدينية الناطقة في لبنان لتوزيع فتاوى "التكليف الشرعي" والربّاني للمشاركة في الانتخابات، والدخول إلى الجنة من باب صناديق الاقتراع، وهذا يطرح مجددًا فرضية الجهات المسؤولة عن محاسبة رجال الدين في الدنيا، وتقييم جدارتهم ومؤهلاتهم الفكرية والنفسية؟ نفسيًا خرج بعض المسلمين من شهر رمضان المبارك بحلّة عنصرية، والتي بدلًا من أن تُخمد في الشهر الفضيل، تنامت وتعززت، وكأن شياطين التفرقة بين عربيّ وأعجميّ وأجنبيّ كانت تنتظر على باب المساجد في صلاة العيد. العيد الذي استخدمت فيه الجميلات زيت الأرغان أو "الأركان"، احتفت به الأمم المتحدة في 10 مايو تحت اسم "اليوم الدولي لشجرة الأركان" الموجودة في محمية جنوب المغرب والتي تتميز على قدرتها في الصمود ببيئة قاسية في ظلّ ندرة المياه، وهذا هو طباع المغاربة الذين وإن قست بيئتهم عليهم، عطرهم فوّاح يُداوي العليل بذهب سائل!

381

| 11 مايو 2022

السراج المُضيء في رمضان

ننشغل طوال العام بما يدور حولنا في هذا العالم الواضح حينًا والمعقد أحيانًا حد التعب. تعبٌ من أخبار الفقر والتهجير والهجرة والحروب والنزاعات والمُداهنات، والتذمر من كل شيء، والخلاف على كل شيء. الجانب المشرق موجود وساطع ولكنه بات ثمينًا جدًا حتى أضحى كالسراج الذي يحمله أصحابه خفية خشية أن يُطفئه عمى قلوب لا تحتمل ضياء من حولها. في شهر رمضان المبارك اخترتُ ألا أرى سوى هذا الضوء، وأن أحمل سراجي لأرى ما في نفسي دون ما يدور في هذا العالم، ووجدتُ ما يلي: الانقطاع عن الشعور بالهلع كلما ظهرت إشعارات العمل عبر الجوال والأخبار على شاشات التلفزة ليس لأن الإنتاجية في تراجع، بقدر ما هي قناعة تجددت أن ما عند الله باق وما عند البشر ينفد، وأن هلع الإنسان على ما لا يستحق هو ضرب من ضروب الحماقة. ثانيها: إقامة الصلاة بعيدًا عن تأديتها في روتين يومي حيث غالبًا ما نُسرع لتأديتها دون التفكير في قيمها، وفي دعوتنا اليومية لله سبحانه وتعالى أن يُهدينا صراطًا مستقيمًا، غالبًا ما نجد عكسه في سلوكيات البشر في العمل أو الشارع أو حتى بين المُصلين. ثالثها وهي الأهم: كظم الغيظ، حيث الترفع عن الدخول في نوبات غضب مهما اختلفت درجاتها بسبب ما يُزعجنا ونحن نعلم أنه في باطل، ولكننا لا نمتلك التحكم بتغييره، مثل الترفع عن الممارسات العنصرية، والترفع عمن يسعى لظلمك متعمدًا، وتمالك النفس عند الغضب واحتساب ذلك لوجه الله تعالى. رابعها: إدارة النعمة من خلال تجنب شراء المواد الغذائية بمبالغة، وإعداد وجبات الإفطار مما هو متوفر، وتقدير مشهد الثلاجة شبه الفارغة مع اقتراب حلول نهاية هذا الشهر الفضيل، وكأن المرء نجح في اختبار "ولا تُسرفوا" بدرجة متقدمة عن الأعوام الماضية. خامسها: الإيمان المطلق بآيات اختلاف الليل والنهار وما يحملانه من تأثيرات على صحة الإنسان الجسدية والنفسية، ومقاومة النفس وقدرة الجسد الهائلة على التأقلم والصمود والمرونة التي منحنا إياها رب العالمين للتعامل مع التغيرات الفيزيولوجية التي تحدث نتيجة الصيام وقيام الليل والتغيير في مواقيت النوم والعمل. سادسها: البُعد عن جنون الاستهلاك في المجمعات التجارية، والثقة بأن الجمال والثقة بالنفس يبرزان في هالة المرء مهما تبدلت ماركاته التجارية وغلا ثمنها، فالتسوق متعة عندما تعرف قيمة نفسك، ونقمة عندما تجعل ما تدفعه قيمة فوق نفسك. سابعها أنه مهما تصدقنا فإننا ما نزال مدينين وما زلنا نشعر أن في تعبنا وسعينا اليومي صدقة لمن لا يجد قوت يومه، وأننا نخجلُ من الحديث عما تصدقنا به، مقابل من يتبجح بذلك ويُروج لعمله الخيري ويُكرم ويُصور. المُحسنون المجهولون نفوسهم راقية لا يُقاطع صفوهم سوى خاطرة أو فكرة أُوحيت إليهم عند التدبر في كل آية. نسأل الله أن يتقبل صيامكم وقيامكم وأن يُبلغنا وإياكم العيد بالصحة والعافية.

1141

| 25 أبريل 2022

الأقصى قبلتنا وفلسطين قضيتنا

القضية الفلسطينية إلى الواجهة دائما وأبدا في شهر رمضان من كل عام، وكأن المسجد الأقصى يصوم معنا، ونصوم معه، فلا يذهب ظمأ فلسطين ولا تبتل عروقها إلا بدماء شبابها، فالخطابات السياسية والندوات المعلبة سلبتنا عزيمتنا وحنطت مشاعرنا. لقد كتب الصيام علينا كما كتب على الذين من قبلنا، وكتب على الأقصى أن يضخ الحياة في عروبتنا لعلنا نشعر بـ"التصهين الفكري" الذي يسير بيننا ويتسلل إلى مدننا، ولعلنا نرفع صوتنا: الأقصى قبلتنا، وفلسطين قضيتنا. من فلسطين إلى لبنان حيث اختلف الناس في "كلب". مقطع مصور لامرأة تصوب بندقية الصيد باتجاه كلب يبعد عنها أمتارا قليلة. منا من أبدى سعادته بهذا المشهد ونشر المقطع متوعدا "الكلاب الضالة" ومن خلفهم من بلديات شاردة عن عملها، ومنا من ندد بـ"الوحشية". الخلاف على "الكلب" دفع بوزير الزراعة اللبناني شخصيا لإعلان موقف الوزارة الداعم لـ"الكلب" متوعدا "كل مواطن بعواقب أفعاله". الفاعل معروف وهو من أهل السياسة والمفعول به هو المواطن، ولا سيما المواطن الذي يتوهم أن "التغيير" سيكون عبر صناديق الاقتراع خلال الانتخابات النيابية المرتقبة قبل 21 مايو المقبل. انتخابات طريفة، وأليفة، ألفها اللبنانيون قانونا، ودوائر، لوائح، وتصويتا وفرزا، ومحاصصة، ولكن المقطع الأهم في هذه المسرحية الهزلية، هو سعي الطبقة الحاكمة لنفض الغبار عن شرعية التركيبة السياسية الحالية أمام المجتمع الدولي، والحصول على قروض دولية ميسرة ومساعدات تعينها على الاستمرار بدفع الأموال الحزبية لأكثرية مؤيدة تتغذى على جراثيم طائفية، تغيير التركيبة السياسية يتطلب إرادة شعبية، والشعب مخطوف من تجار القضية. قضية الغرب حاليا هي الالتزام بالنمط "الهوليودي" في الحرب الأوكرانية-الروسية، حيث الرئيس "المافيوزي" يطارد الرئيس الشاب محبوب الجماهير ويتوعده بـأسلحة نووية تكتيكية، وأكياس جثث متحركة تزحف بمشاهد نوعية، وحملات إعلامية غربية تحذر من كوارث إنسانية، وخير وشر يتواجهان في حملات عسكرية. التطوع للقتال مفتوح دائما لمن لا يفقه معنى الحرب الجيوسياسية. حروب السرقات بين المؤلفين والكتاب والمخرجين على المسلسلات الرمضانية في أوجها، وذلك بالتزامن مع خلافات المشاهدين على حقيقة القصص المجتمعية، هم يروون أن القصص السينمائية لا تعكس مجتمعاتهم، وأولئك ينتقدون السعي المزيف للحفاظ على الصورة الذهنية. وبين هذا وذاك، تبقى الضرورة للابتعاد عن هذا الكم من الطاقة السلبية التي تتسرب إلى نفوسنا جراء المسلسلات الدرامية، وأن نقرأ ونفكر بالبحث عن مصادر الطاقة الإيجابية في القصص القرآنية والحكايات الشعبية الثقافية. وزارة الثقافة القطرية تنبض بالحياة والطاقات الفكرية فالمشهد الثقافي لملم شتاته، وانتفض في فعاليات ومعارض ثقافية وندوات ومشاريع متنوعة قلصت الهوة الوهمية بين الثقافة والناس، لتسترجع الثقافة مكانتها الطبيعية في القلوب والعقول. الثقافة ليست مجرد خطة تنموية بل هي الطاقة التي ينهل منها المثقفون والفنانون والكتاب والإعلاميون وعلماء الاجتماع والباحثون والسياسيون، وهي الروح التي ستستشف منها جماهير بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 عبق الحضارة العربية والإسلامية من وهج قطر. وهج علم الوراثة يسطع في عالم البحوث، فقد خلصت دراسة علمية لجامعة كارديف البريطانية استمرت 30 عاما إلى تحديد أكثر من 40 جينا وراثيا ذات صلة بمرض الزهايمر ورصدت بروتينا معينا يسبب التهابا ويحفز ظهور هذا المرض، الباحثون اعتبروا أن هذه النتائج هي قفزة هائلة نحو التقدم، ذلك التقدم الذي يخيفنا أحيانا ويهونه علينا ما نؤمن به وهو: إن خانتنا الأدمغة.. أفئدتنا قادرة بإذن الله على معرفة من يحبنا.

1004

| 18 أبريل 2022

لا تُغيّروا قلوب (الطيبين)

مًعا نحو التغيير، حان وقت التغيير.. شعارات نقرأها يوميًا في الإعلانات وعبر وسائل الإعلام وإعلانات تتحدّث عن التغيير دون الإشارة تحديدًا إلى موضع التغيير، ووجه التغيير، وطبيعته، وماهيته، وأسبابه، ما يُعطينا انطباعًا أن الوضع الذي نعيشه "مُزرٍ" دون شكر أو حمد، وأن هناك مُخططًّا لبرمجتنا على تقبّل كلّ ما يفرض علينا كبشر "على سبيل التغيير". التغيير نحو الأفضل مطلوب، ونهجٌ لا بُدّ منه في هذه الحياة، ولكن لنتمهّل قليلًا ونسأل بشكل بديهيّ: نُغيّر ماذا؟ ولماذا؟ من يُروّج لثقافة التغيير لا يُريدك أن تعرف ما الذي ينتظرك، ويُريدك أن تحسب أن كلّ ما سيُصيبك من أزمات هو من باب التغيير، ولم تكن جائحة كوفيد-19 إلا أداة من أدوات التغيير. ومن يغرس ثقافة التغيير في المجتمع العربي هو من يُساعد الغرب في تشكيل عالم جديد بانت ملامحه مع طمس الهويات الوطنية، وغلغلة البُعد الاجتماعي، وفرض قوّة العالم الرقمي. فالمصافحة مع قتلة المدنيين في فلسطين المحتلة أصبحت نوعًا من التغيير، والمداهنة المهنية تُعرف بتغيير نحو الإدارة الحديثة، وشُهرة التافهين هي تغييرٌ نحو الانفتاح على العالم. الأمراض النفسية تزداد بسبب شعور الفرد بأنه غير كفؤ وأنه يجب عليه أن يتغيّر، وتبدأ رحلة العلاج بـ "تقبّل النفس".. من يرى في نفسه أنه يجب أن يتغيّر فهو يعلم تمامًا أن ثوابته ضعيفة ومهزوزة، وأنه يحمل السوء في نفسه. ومن يتشبث بمبادئه وأصالته فهو يعلم أنّ التغيير لن ينفعه لأنه أصلًا على الطريق السليم.. تحيّة لمن بقيت قلوبهم ناصعة ونفوسهم راضية مهما عصفت بهم رياح التغيير في زمن "التغيير"! تغيير القنوات التلفزيونية هو سمة شهر رمضان في العديد من المنازل العربية، من مسلسل رمضاني مليء بالخيانة والدم والدراما والصراخ والنحيب والطلاق، إلى برنامج المقالب الذي يُكرّس هشاشة الممثلين والفنانين في عالمنا العربي حيث تُدفع لهم الملايين لكي يتم تصويرهم وهم في حالة خوف ورعب "رمضانية" ماذا لو أُنفقت هذه الأموال على برامج رمضانية علمية ترفيهية؟.. تغيير ديكور المنزل حيث الخزائن لم تعد تتسع لأطقم الصحون الرمضانية المزخرفة بالهلال والنجوم للمباهاة بها وتصويرها، بدلًا من عيش تجربة التواضع والترفع عن الشكليات في هذه الأيام مع الإبقاء على ما يُسعد النفس بشكل بسيط. تغيير عادات الطعام أيضًا هي سبيل المهووسين بالنظام الغذائي، حيث تزدهر هذه التجارة في هذا الوقت من العام، مقابل ارتفاع عدد روّاد المستشفيات بسبب عسر الهضم. في نهاية الشهر، تُجهز الهيئات بيانًا صحيًا بعدد مراجعي عيادات الطوارئ بسبب الأكل، وكأنه توثيق لآفاتنا. أما التغيير على مستوى التهافت في شراء المواد الاستهلاكية، وصراع الشوارع بين السائقين للعودة إلى المنزل قبل الفطور، لا يلوح في الأُفق.. أليس رمضان هو الشهر الذي نزداد فيه حياءً وخشية من ربّ العالمين وتواضعًا في النفس، ورفعةً في الأخلاق وتدبّرًا في الفكر والهدوء النفسي؟.. دعوهم يتغيّرون وتشبثوا بقلوب "الطيبين".

1093

| 04 أبريل 2022

"أم محمد" ومنتدى الدوحة

رؤساء دول وحكومات وصنّاع قرار وسياسيون وبرلمانيون وإعلاميون ناقشوا "التحوّل إلى عصر جديد" خلال النسخة العشرين من منتدى الدوحة، التي تنظمه وتستضيفه الدوحة. نقاشات تناولت عدّة محاور، ومحادثات ستنتج عنها مبادرات وتحالفات وقرارات، ستطول الناس في مختلف دول العالم، وهذا هو دور المؤتمرات التي تُعقد بهذا الحجم، وقد شارك لبنان في هذا المؤتمر على مستوى حكومي، وهذا يُبشّر بالخير، لكن على الرغم من أهمية هذه الفعاليات في مجال تعزيز العلاقات الثنائية والإقليمية والدولية، فإن الشعوب غالبًا ما تشعر في مختلف دول العالم بأنها في وادٍ وحكوماتها في وادٍ آخر، وهذا ما يحدث في لبنان. التحالفات الجيوسياسية والعلاقات الدولية، عنوان سيفهمه الباحثون وربّما خريجو الثانوية العامة أيضاً، ولكن كيف سينعكس هذا المحور على حياة "أم محمد" في بيروت وغيرها الآلاف في مختلف الدول العربية؟، أم محمد تدخر إيجار منزلها الشهري من أجرة "أبو محمد" اليومية، ويعمل حمّالاً على باب الله، هي وزوجها يلتقطان أخبار التحالفات الجيوسياسية، ويتساءلان عن إمكانية عودة العلاقات اللبنانية - الخليجية، ليتمكّن ابنهما محمد من مساعدة والده في ترميم سقف البيت المتهالك شتاءً، وشراء قارورة غاز للطبخ ومروحة صيفاً. المحور الثاني، النظام المالي والتنمية الاقتصادية هاجس "أبو رشا" الذي لم تتمكّن ابنته من متابعة تخصصها في مجال الطب بسبب نهب المصارف اللبنانية لوديعة نهاية الخدمة التي ادخرها، فحوّلت "رشا" مجال دراستها من الطب حيث نفقات التشريح، والأدوات، وغيرها، لتلتحق بكلية القانون، لأن القانون "أرخص"!. محور الدفاع، يُناقشه الوزراء بمليارات الدولارات ويتقاتلون فيه على تمرير صفقات عسكرية من أجل القضية، في وقت يتطلع فيه العُنصر "أحمد" لاستبدال حذائه العسكريّ المهترئ ضمن جيشُ يقتات على معونات موسمية وفي الوقت نفسه مطلوب منه أن يُحارب أقوى قوّة عسكرية في المنطقة. الأمن السيبراني، حيث هاجس تبديل كلمات السرّ شهريًا وإرهاق الناس بإجراءات التحديث وغزو حياتنا اليومية بكلّ تفاصيلها فيما تزداد ثروات الشركات التقنية العابرة للقارات.. فمن يُهكّرنا ويطلب منّا تحديث أجهزتنا هو نفسه من يبيعنا "علاج التهكير". الحجر الخامس في الأمن الغذائي، حيث المعكرونة والأرز والسكر والزيت والقمح، هو آمال المحتاجين المستورين الصائمين، يستنشقون رائحة اللحم والرغيف، ومشاهير وسائل التواصل الاجتماعي موائدهم - ما شاء الله- مفعمة بالأطباق حيث تُجهّز عشرات المطاعم لهم الأصناف لجلسة تصوير واحدة، وتبدأ عملية تصوير اللقمة مع "الشفّة، التي يتصاعد منها دخان "الشيشة" ذو النكهة العسلية. الحجران السادس والسابع من نصيب الاستدامة وتغيّر المناخ، حيث تغيّر درجات الحرارة حقق أرباحًا لشركات الأدوية، إذ يصف الطبيب لـ "ناصر" وغيره بخاخات الجيوب الأنفية على اختلاف أشكالها، وهي أقلّ الأضرار الجسدية.. بينما تزداد أرباح الشركات الصناعية الُمساهمة في البورصة الدولية، لأنها أنتجت أكياسًا غير بلاستيكية، وأرغمت المستهلك على شرائها، أو سيُحرم من "كيس" النيلون!. وعليه، يرجى التكرّم بالإيعاز لمن يلزم، بالشرح لأم محمد، كيفية تأثير مشاركة لبنان في النقاشات الدولية على حياتها اليومية، لأنه غالبًا ما تعقد حكوماتنا والشركات العالمية الاتفاقيات الدولية على حسابنا. وشكراً.

674

| 28 مارس 2022

(الدنيا مش هيك)

"ليش هيك؟" "لأنه الدنيا هيك". هو محمد شامل، مؤلف لبناني راحل أعدّ سيناريو مسلسل "الدنيا هيك" عكس من خلاله عادات وثقافات المجتمع اللبناني في أواخر السبعينيات بطريقة فكاهية وقريبة من قلب المشاهد إلى جانب نخبة من الممثلين وأبرزهم آنذاك فريال كريم، فايق أفيوني، وشفيق حسن، وغيرهم. جسّد شامل دور "المختار" كشخصية حكيمة ومثقفة يعيش في حيّ لبناني عتيق بين أسرته وجيرانه، الذين يحتكمون إليه في همومهم وخلافاتهم المهنية والاجتماعية والعاطفية، ويُجيبهم في كلّ مرة "الدنيا هيك". في المقابل، يردّ الناس البسطاء عليه بالقول: "الدنيا مش هيك.. نحنا اللي نعملها هيك" في أغنية جميلة كتبها ولحنها توفيق الباشا. لا يُمكنني تفسير الرابط النفسي أو العقلي الذي يُعيدني إلى هذا المقطع "الدنيا مش هيك.. نحنا اللي نعملها هيك" كلّما سمعت تعليق أحدهم وهو يقول "الدنيا هيك" في محاولة لدفع الناس إلى الاستسلام لواقعهم الذي يرغبون به تحت مسميات عديدة، غالبًا ما ندرجها تحت ذريعة الصبر، أو "التطنيش"، ولكن في قرارة أنفسنا نُفضّل الاستسلام للواقع على التجربة، والمغامرة، والتغيير. منبع فلسفة "الدنيا هيك" تجسّد أمامي في حوار دار بين موظفة سألت زميلها: ما الذي تعلّمته من وظيفتك بعد 15 عامًا؟ فأجابها: "تعلمتُ أن الموظف المجتهد يقوم بعمل الموظف الكسول، وأن تقييمه في نهاية السنة عادي لأن متوقع منه أن يقوم بكلّ هذه المهام، فيما يُمنح الموظف الكسول تقييمًا يفوق التوقعات لأنه لم يكن يُتوقع منه أصلًا أن يعمل"!. تداركتُ هذه السيكولوجية السائدة في مجتمعاتنا ليس فقط في الحياة المهنية، بل الأسرية أيضًا، حيث يُتوقع من الأخ الحليم ألا يغضب، والأخت الحنونة ألا تقسو، وإن غضب أو قست، أو عاملوا بالمثل، يتم جلدهم، رغم أن الموقف الذي صدر عنهم محقّ ولكنه غير متوقع. استثمار الرياضة في المواقف السياسية علنًا لم يكن متوقعًا، فعادةً ما تكون هذه الرسائل مبطنة. إلا أن فخرنا بالبطل المصري (علي عمر فرج) علني الذي وحّد الصوت العربي ورفض الوضع القائم "هيك" وقال "لنتحدّث عن فلسطين". لكنّ فلسطين المُحتّلة ليست على أجندة الأولويات العربية خاصةً بعد وصول الصواريخ الإيرانية إلى أربيل، في ردّ متأخر على مقتل قوات إيرانية في سوريا.. لهفة الكثير من المُحللين والمراقبين والإعلاميين التي تراهن على حرب أمريكية- إيرانية مباشرة، مدعاةٌ للتأمل. وكأن التاريخ لم يُعلّمنا أن شعوبنا دفعت وما زالت تدفع ثمن المفاوضات النووية، وكأن الأخبار الصاروخية أسقطت من حساباتنا أن الحضارة الأموية والبابلية دُمرَتا وأننا نُهلل كبيادق في لعبة شطرنج أمريكية- إيرانية. البيدق اللبناني مشغول بسعر القمح والدولار وكيفية توزيع الوجبات بين المنقوشة والكرواسان الخالي من الغلوتين، وعلى هامش الشعب منهمك بتعيين وزير الإعلام الجديد زياد مكاري بدلًا من "المخلوع" جورج قرداحي. مكاري الذي نُقل من عالم الهندسة المعمارية والفنون الجميلة والبيوت التراثية إلى الحقيبة الإعلامية يواجه مطالبات خليجية بتجريده من منصبه بسبب "تغريدات" سابقة "تُسيء" لدولة خليجية.. لذا أقترح على رئاسة الوزراء اللبنانية دمج وزارة الإعلام بوزارة الدفاع كحلّ يرضي جميع الأطراف وذلك في السياق العالمي الموجود حاليًا "هيك"، وسط اشتعال الحرب الرقمية الأولى من نوعها في العالم بين القوات الإعلامية الرقمية الأوروبية الأمريكية بوجه روسيا. في خلاصة مفادها: احذر مكر من يستخدم لسانه، ولا تقع في فخّ "الصمت من ذهب" لا تفلح هذه الحكمة مع لسان يُزيّف الحقائق، لأن من مصلحته أن تسكت عنه وله ومعه. ولا يغرنّك جواب "الدنيا هيك".. وفكّر "الدنيا مش هيك.. نحن من نصنعها هيك".

2010

| 14 مارس 2022

تحية إلى 7 نساء

لا تُقنعني فكرة المساواة الجندرية بين الرجل والمرأة، لأنني أؤمن أن قضية الإنسان واحدة. فالمظلوم قد يكون رجلًا أو امرأة، واللص، والقاتل، والنصّاب قد يكون رجلًا أو مرأة. فإذا لم تكن لديكِ قضية اجتماعية أو فكرية في عصرنا الحالي، اختاري قضية مناصرة المرأة وتمكينها، لتُفتح لك الأبواب، لأنك قادرة على توزيع تُهم "ضدّ المرأة" على كلّ من يخالف الرأي، وكلّ من وما لا "يمشي على مزاجك". آلاف الدراسات البحثية والمقالات والكُتب غاصت في عالم المرأة وانتصرت لها ونصرتها في القرون التي خلت، وشكرًا لكلّ من شارك ودعم ونصر، ونقلنا من المطبخ وغرف النوم إلى الأروقة السياسية والاجتماعية والندوات الفكرية.. وماذا بعد؟ في اليوم العالمي للمرأة لهذا العام، يحتفل العالم بالقوارير بعنوان:" اليوم الدولي للمرأة 2022: المساواة المبنية على النوع الاجتماعي اليوم من أجل غدٍ مستدام"، وفيه يدعو الأمين العام للأمم المتحدة في رسالته السنوية إلى تعيين:"المزيد من وزيرات البيئة"، لأن "النساء أكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ من الرجال، فهن يشكلن غالبية فقراء العالم وهن أكثر اعتمادًا على الموارد الطبيعية التي يهددها تغير المناخ بشكل خاص".. فلسفة تُفرق بين الجنسين حتى في الأوكسجين والهواء الذي نتنفسه. لقد أضحت مسألة المساواة الجندرية في التعليم كاللبانة التي لا نكهة لها.. صحيح هناك عدم مساواة في التعليم بالمجتمعات المحرومة ولا بدّ من معالجتها، وهناك أيضًا أطفال ذكور يسرحون في الشوارع دون تعليم. المساواة الجندرية في التعليم، والزواج، والعمل، والرواتب، والصحة، والتكنولوجيا.. هي مسألة طبيعية وعفوية، فكفّوا عن صنع الفروقات وتضخيمها. أرى المرأة كما الرجل في كلّ المناصب والمنصات والمجالات..وإن رأيتُ رجلًا يقول في بيته "أنا الرجل" أرى أيضًا المرأة تقول في بيتها " هذه مملكتي وأنا الأمّ والزوجة". نحن أكثر عِزّة من أن تختصرونا في يوم عالمي واحد وفي قضية واحدة. كفّوا عن المتاجرة بجندرنا، والاستثمار به، والتربّح منه في غايات سياسية واجتماعية واقتصادية. في هذا اليوم الذي تنتظره الكثيرات ليذكرهنّ أنهنّ نساء وأن لهنّ قضية يتبجنن بها في وسائل الإعلام، وعبر المنصات، أُرسل تحية إلى 7 نساء. تحية إلى المرأة التي تستيقظُ صباحًا واثقة من نفسها ومن جندرها ولا ترمق الرجل بعين العدوّ. تحية إلى المرأة المُتصالحة مع نفسها التي لا تأخذ غيرها من النساء بذنب عقدها النفسية مع الرجل. تحية إلى المرأة التي تناصر قضايا الإنسان وتدافع عن حقها كإنسان دون أن تتذرع بأنها امرأة. تحية إلى المرأة التي تتخذ من حملها ومخاضها ووضعها قضية ذاتية حميمية ولا تستغلها في مذّلة رجل. تحية إلى كل امرأة تحمل الحبّ وتنثره دون أن تنتظر بُرهانًا من رجل. تحية إلى المرأة التي تحفظ أنوثتها ويشعّ فكرها وابتسامتها دون أن تحقد على من يتألق ويبتسم. تحيّة إلى كلّ امرأة جميلة الروح، متفهمة، صبورة، بارعة في عملها، رائدةٌ في أفكارها. وأخيرًا.. تحية إلى الرجل الذي يُقدّر ويحتوي ويضمّ ويبتسم ويُصلح عندما "تزعل" المرأة.

5213

| 08 مارس 2022

الدب الروسي والغزال الأمريكي

مع فتح الرئيس الأوكراني الباب للمتطوعين من خارج بلاده للقتال والدعم البريطاني والأوروبي لهذه الخطوة، نحن أمام سياسة ما هو مشروع للغرب دوليًا مُحرّم علينا عربيًا. المقاربة بسيطة، إذا فتحت أي دولة عربية باب التطوّع للقتال في فلسطين، ماذا سيكون ردّ فعل المجتمع الدولي؟ التطوّع للقتال هو المخرج العسكري لانضمام قوات أوروبية للقتال تحت غطاء مدني، وتشكيل ما يُسمى بـ"المقاومة" الأوروبية- العالمية بوجه روسيا. ما يعني أن المعركة ستكون طويلة الأمد، لكن التحالف الأمريكي- الأوروبي لن يدوم طويلًا، والغزال الأمريكي سيتخلّى عن حلفائه الأوروبيين في وقت أقرب مما هو متوقع. وهذا ما أيقظ وحش التسلح في أوروبا، إذ أعلنت ألمانيا عن تأسيس صندوق وطني بمبلغ 100 مليار دولار أمريكي لتعزيز قدرتها العسكرية، وزيادة الإنفاق العسكري بنسبة 2 في المائة من إجمالي الناتج المحلي الألماني.. سوق السلاح ينمو مباشرة بعد نموّ سوق الأدوية.. ولا شك أن المشهد الاقتصادي العالمي سيتغير، وما خروج "بلفور" من السوق الأوروبية المشتركة إلا مقدمة لما نشهده الآن وما سيشهده العالم قريبًا. في المقابل تتمسك المنطقة العربية بميثاق الأمم المتحدة، داعية للسلام والأمن الدوليين، خشية الانحياز لأي من الطرفين الروسي- الغربي مع تشجيع الأطراف على تبنّي الحوار وضبط النفس، وفتح الباب أمام الزوجات الأوكرانيات للالتحاق ببعولتهن كما فعل العراق، وهذا دليل جديد على "الحنان العربي". وإذا لم تُرخِ التداعيات السياسية بظلالها على المنطقة العربية، فلا شك أننا سنسمع في الأيام المقبلة عن "مقاومين" أو "مرتزقة" من أصول عربية، وأموال عربية، سيهبّون للانتقام من السوفياتية نُصرة للغزال الأمريكي في أوكرانيا! وباء.. فحربٌ.. فإنتاج وقود.. فتغيير في شريعة الغاب الدولية. التغيير في الغابة العالمية لا ريب فيه، ولكن التغيير في لبنان يحتاج إلى معجزة إلهية، ما يُرجح الفرضية التاريخية التي تقول إن أغلب المناطق اللبنانية كانت موجودة تحت سطح البحر، لأن ما يحصل فوق سطح البحر في هذا البلد يفوق المنطق والعقل، وهذا ما انعكس في الموقف اللبناني الذي ندّد بـ"الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية".. يحق للبنان كدولة ذات سيادة الإعلان عن موقفها، ولكن دعوة روسيا إلى الانسحاب والعودة إلى منطق الحوار، يستحضر صورة الهرّ الأليف الذي يرى في ظلّه أسدًا.. وهو في الحقيقة هرّ مُشرد وجائع ينتظر المعونة الشهرية لإطعام أتباعه المؤتمرين والمقتنعين أن قائدهم أسد. بين الغزال والدبّ والأسد.. الغابة هي فعليًا الوجهة التي ينصحنا فيها الخبراء، للتنفيس عن القلق من الأخبار التي تصلنا دون أن نبذل جهدًا لمتابعتها، إذ يعتبر علماء النفس أن العودة إلى الطبيعة هي الحلّ. كنّا نُجهّز أنفسنا لركوب السيارات الطائرة في 2022، واستخدام الروبوتات، ولكننا وجدنا أنفسنا في عالم ينصحنا فيه الأخصائيون باستخدام الشموع والزيوت العطرية والمشي حُفاة القدمين واقتناء الأحجار الكريمة للإحساس بالوجود الفعلي.. وكأن وجود الإنسان تحوّل لغبار متناثر في السحابات الإلكترونية.. الطبيعة الأم تحاول إعادة تشكيل هذا الغبار وإحياء هذا الوجود.. الناجون قلّة. قلّة منّا ستُصدّق قصّة متحور أوميكرون الذي يُصيب الغزلان، حيث رصد علماء من جامعة بنسلفانيا الأمريكية متحورا في حيوانات برية للمرة الأولى وهي الغزلان ذات الذيل الأبيض التي تعيش في مدينة نيويورك، ما يثير المخاوف من متحورات جديدة حيث يبلغ عدد الغزلان 30 مليونا في أمريكا.. "خلي بالك يا غزال" متحور جديد يعني لقاح جديد. إجراءات جديدة في تونس تثير القلق مجددًا مع إعلان السلطة الرئاسية نية حظر تلقي منظمات المجتمع المدني أي تمويل أجنبي، وذلك خوفًا من "العبث بالبلاد" من قبل الأطراف الخارجية.. من حقّ كلّ دولة حماية نظامها ومجتمعها ولكنّ الشعوب ملّت من العبث الداخلي المجاني بها تحت عنوان "القضية".. أقله العابث الخارجي يدفع "كاش" وبالعملة الأجنبية.

3190

| 28 فبراير 2022

(بلجكة) سوق العمل

في تقرير نشرته "بي بي سي نيوز" مؤخراً عن التأثير الذي تركهُ كوفيد - 19 في حياة الشباب بالصين وإعادة التفكير في الأولويات، يقول "جيف" وهو مطوّر تطبيقات كان يكسبُ أجراً عالياً لكنه قرر الاستقالة من وظيفته: "إنني مستمر في التخلص من الطاقة السلبية في حياتي، أعتقد أن عام 2022 سيكون أفضل من عام 2021، لكنني ما زلت أشعر بأنني لا أريد أن أفعل أي شيء"، ما قاله جيف سمعناه قبل جائحة كوفيد ولكن فكرة إعادة ترتيب الأولويات في حياتنا برزت بعد هذه الجائحة، فالشباب بات أقلّ حماساً لما يُسمى بـ"الوظيفة"، وهذا ما شكّل محطّ اهتمام علماء النفس والاجتماع والمهنيين المتخصصين، خصوصاً مع استقالة شخص واحد من بين أربعة أشخاص من وظيفتهم في سوق العمل الأمريكي على سبيل المثال، فكُتبت مئات المقالات المهنية، وتم رصد الأسباب ومناقشتها في مساعٍ لاحتواء هذه المرحلة الانتقالية. في المقابل، ما تزال شجاعة الاستقالة مفقودة في وطننا العربيّ، لأن الفجوة بين الباحثين والعلماء والأطباء النفسيين والخبراء المهنيين وبين الناس موجودة، وإذا فكّر أحدهم بترك وظيفته، ستنهال عليه التعليقات الأُسرية وربّما الاجتماعية باللوم، وتوجيه التأنيب وأحياناً تُوضع الوظيفة في كفّة وبرّ الوالدين بكفّة، وبالتالي سيُعاد تدجين "هذا الشجاع" من جديد، لينضمّ إلى معسكر بصمة الدخول والخروج. ومن أين تأتي الشجاعة في سوق التجارة البيروقراطيّ الذي يُديره أهل المال والأعمال وإخوانهم في السياسة بالسوق العربية. بعض الشبّان العرب ما زالوا يتباهون بضرب زوجاتهنّ ولو في الطرقات، فذنب ابن العمّ مغفور لأنه يحبّ بنت العمّ منذ الصغر، ولأنه الحافظ الأمين على استمرار الجينات الأسرية على غرار "لويس الرابع عشر"، الزوجة تلّقت الصفعات بحبّ وظهرت على الكاميرا بابتسامتها المصفوعة بعد التصالح، أمّا من صوّرت الفيديو فقد تم تهديدها لأنها تدخّلت بين الزوج والزوجة "أولاد العمّ". أولاد العمّ في لبنان يُلقون اللوم على الدول العربية لأنها تفرض "حصاراً عربياً" على لبنان، هذا ما صرّح به رئيس مجلس النواب اللبناني لصحيفة الأهرام المصرية على هامش مشاركته في "مؤتمر البرلمانات العربية" بالقاهرة، وهذا ما نحن بارعون به، توجيه أصابع اللوم إلى الآخرين، 35 عامًا لم تكفينا من نهب أرواح المحرومين، وودائعهم، ومُصادرة مستقبل الشباب، ودفنه في حروب وصراعات طائفية مقيتة، ولكننا "أساتذة" في إلقاء اللوم على الآخرين، الآخرون الذين بعنا لهم أحلامنا مقابل السلطة والمال في سوق القضية. المال وسيلة أيقنت السلطات البلجيكية أنها ليست أهمّ من رفاه مواطنيها، مع إقرارها العمل 4 أيام فقط في الأسبوع "لمنح الناس مزيداً من الحرية في حياتهم" على أن يتمتع الموظفون بالحق القانوني لقطع الاتصال عن العمل في نهاية كلّ يوم عمل في مواكبة منها لتغيرات سوق العمل.. اللهمّ "بلجكنا" و"بلجك" سوق عملنا!. كذلك اللهم نسألك الشفاء العاجل للملكة إليزابيث الثانية - فقد أعلن قصر باكنغهام- إصابتها بفيروس كورونا.. خلال الجرعة الأولى من لقاح كوفيد-19 شاركنا الرؤساء والزعماء "زنودهم" لطمأنتنا، وعند الجرعة الثالثة التي أنهكتنا.. لم نسمع لهم حِسًا. على خطّ مواز حسّ التفاؤل الإيراني عالٍ بالتوصل إلى اتفاق نووي في المفاوضات الجارية في النمسا، ليالي الأنس في فيينا والطائرات المسيرة والحربية فوق رؤوسنا في المنطقة، وسوق السلاح يزدهر. من جهة أخرى، سوق الدولار يشحّ في المنطقة العربية، الغنّي يُدرك ذلك والفقير أيضًا، إلا أن خبراء الاقتصاد ممتنعون عن التصريحات الإعلامية.. لأن المعركة مع الدولار بدّها "ابن سوق".. وابن السوق خائف على الوظيفة.

3845

| 21 فبراير 2022

alsharq
سابقة قضائية قطرية في الذكاء الاصطناعي

بات الذكاء الاصطناعي اليوم واقعاً لا يمكن تجاهله...

2451

| 30 نوفمبر 2025

alsharq
أهلاً بالجميع في دَوْحةِ الجميع

ساعات قليلة تفصلنا عن لحظة الانطلاق المنتظرة لبطولة...

1131

| 01 ديسمبر 2025

alsharq
عصا موسى التي معك

في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه...

975

| 02 ديسمبر 2025

alsharq
الكلمة.. حين تصبح خطوة إلى الجنة أو دركاً إلى النار

في زمنٍ تتزاحم فيه الأصوات، وتُلقى فيه الكلمات...

645

| 28 نوفمبر 2025

alsharq
المجتمع بين التراحم والتعاقد

يحكي العالم الموسوعي عبد الوهاب المسيري في أحد...

570

| 30 نوفمبر 2025

alsharq
التوافد الجماهيري.. والمحافظة على السلوكيات

كل دولة تمتلك من العادات والقواعد الخاصة بها...

495

| 30 نوفمبر 2025

486

| 27 نوفمبر 2025

alsharq
بكم تعلو.. ومنكم تنتظر قطر

استشعار نعمة الأمن والأمان والاستقرار، والإحساس بحرية الحركة...

459

| 27 نوفمبر 2025

alsharq
أيُّ عقل يتسع لكل هذا القهر!؟

للمرة الأولى أقف حائرة أمام مساحتي البيضاء التي...

447

| 26 نوفمبر 2025

alsharq
المتقاعدون بين التسمية والواقع

يقول المثل الشعبي «يِبِي يكحّلها عماها» وهي عبارة...

438

| 30 نوفمبر 2025

alsharq
إعدامات في الظلام وصرخات خافتة!

أكدت اتفاقية جنيف الثالثة لعام 1949، في المادّة...

432

| 28 نوفمبر 2025

alsharq
الغائب في رؤية الشعر..

شاع منذ ربع قرن تقريبا مقولة زمن الرواية....

423

| 27 نوفمبر 2025

أخبار محلية