رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

النوم والصحة.. مرة ثانية

لم أكن أتوقع بعد نشر مقالنا السابق تحت نفس العنوان أن أتلقى هذا العدد من المكالمات التليفونية والتعليقات على الفيسبوك حول موضوع النوم الذى هو محل إهتمام كل الناس تقريبا وخاصة كبار السن ممن لديهم بعض الأسئلة .. وسأحاول فى هذا المقال أن أتناول أكثر الأمور التى دارت حولها الأسئلة وهو النوم نهارا .. وهل هو مفيد أم ضار وخاصة فى الدول ذات المناخ الحار مثل دول الخليج العربى . ولهؤلاء الأعزاء أقول إن النوم نهارا ليس ضارا ويعتبر وقفة قصيرة فى مسيرة الحياة اليومية خاصة إذا كان فى منتصف النهار وهو ما يطلق عليه الناس " نوم القيلولة " .. أى الإستراحة فى منتصف النهار .. وبرغم اعتراف العلماء والأطباء فإنه لا يُغنى عن نوم الليل وذلك لأسباب عديدة ذكرناها فى مقالنا السابق تحت نفس العنوان كما أسلفنا .. ولكن يجب أن يكون وفق شروط محددة أهمها على الإطلاق ألا تطول فترة الإستراحة النهاريه هذه حتى لا يصل الشخص إلى مرحلة النوم العميق والتى يصل إليها الإنسان بعد حوالى من ثلاثين إلى أربعين دقيقة وحتى لا تظهر عليه أعراض الكسل لأننا نؤكد أن هذه مجرد استراحة أو محطة نهارية عابرة تعطى النفس حظاً من الراحة حتى إذا جاء الليل تكون اليقظة المطلوبة بقوة ونشاط .. وهناك من الناس من ينام لعلمه أن عليه الإستيقاظ ليلا لفترات قد تطول أو تقصر لدواعى العمل أو المذاكرة أو السفر على سبيل المثال . وهناك البعض الذى يضطر للنوم نهارا لتعويض ساعات النوم التى فاتته ليلا لسبب أو آخر من الأسباب التى ذكرناها على ألا يكون السهر للمتعة وتضييع الوقت والإكتفاء بالنوم نهارا . وهناك من الناس من تكون هذه الإستراحة النهارية عادة يستمتعون بها ويمارسونها بانتظام وتصبح جزءاًمن الروتين اليومى وبهذا يكون هذا الوقت محتسبا من ساعات النوم اليومية بحيث تعتاد عليه ساعة الجسم البيولوجية وتسد – إلى جانب نوم الليل طبعا – حاجة الجسم إلى النوم . والصين من الدول التى أدركت فوائد الإستراحة فى منتصف النهار والتى تعتبره حقا مكتسبا للعمال حيث تتوقف الحياة تماما فى المكاتب والمصانع ليأخذ الجميع قسطا من الراحة شريطة ألا تزيد عن خمسة وأربعين دقيقة .. وفى الولايات المتحدة الأمريكية تخصص بعض الشركات غرفا خاصة لتلك الإستراحة النهارية القصيرة التى يؤكد العلماء أنها من عوامل زيادة الإنتاج فى تلك الشركات حيث تكون السبب الرئيسى فى تفريغ شحنة القلق أو الهواجس التى قد تنتاب البعض . ويحدثنا التاريخ عن أشهر من أدرك فوائد تلك الإستراحة وهم من القادة العسكريين نابليون بونابرت وونستون تشرشل الذى كان وزيرا للحربية إبان الحرب العالمية الأولى بين عامى 1914 و1915 وكان ينام فى مكتبه لمدة ساعة وقت الظهيرة حيث كان ذلك يزيد من نشاطه وقدرته على العمل – وفقا لما كتبه فى مذكراته – ومن الطريف أنه رفع زمنها إلى ساعتين عندما تولى رئاسة الوزارة عام 1940 .. ومن بين من عرف فوائد هذه الإستراحة النهارية الفنان الأسبانى الكبير سلفادور دالى وهو أحد أهم أعلام المدرسة السريالية فى العصر الحديث .. والعالم الفذ المخترع توماس إيديسون .. والكاتب الفرنسى العظيم فيكتور هوجو صاحب روايات " البؤساء " و " أحدب نوتردام " .. فضلا عن الرئيس الفرنسى جاك شيراك الذى كانت ظروف حياته العملية لا تمكنه من النوم ليلا لأكثر من أربع ساعات فقط . وهنا لابد أن يتساءل القراء الأعزاء عن فوائد هذه الوقفة القصيرة النهارية .. ولهؤلاء نذكر بعضها : - أنها تقلل الشعور بالتعب وتعالج الشعور بالنعاس . - تنشط القدرات العقلية مثل التحليل المنطقى والحساب . - تعمل على أن تكون ردة الفعل بحساب وهدوء نتيجة تحسن الأداء العقلى وراحة الأعصاب . - يؤكد الكثير من الناس أنها تعمل على تحسين المزاج. والأهم من كل ما سبق كما جاء فى الدراسات الطبية التى نوقشت فى المؤتمرات الطبية مؤخرا أن الوقفة النهارية القصيرة هذه تفيد القلب وتقلل من فرص الإصابة بالأزمات القلبية والجلطات .. فضلا عن إنتظام النبض وضربات القلب . أما الأدباء والكُتاب والشعراء فيعتبرونها وقفة للتأمل والتفكير .. وفرصة لإعادة ترتيب الأفكار وإعادة " شحن " الذهن ليكون هناك فرص أكثر للمزيد من النتاج العقلى والإبداع . وفى النهاية نذكر كل من يقرأ هذا المقال بما ذكرناه من أن النوم نهارا يكون مفيدا فقط عندما لا تطول مدته وهو ليس بديلا عن النوم ليلا ولكنه مكمل له ومعوض لبعض نقصانه . وإلى موضوع جديد ومقال قادم بحول الله.

1182

| 09 يناير 2016

النوم والصحة

كنا قد تناولنا فى مقالات سابقة الأثر السلبى لعدم النوم المنتظم ليلا بسبب الأرق الناجم عن الجلوس الطويل أمام شاشة الكمبيوتر أو مشاهدة التلفزيون لساعات طويلة خاصة لو تخلل ذلك أفلام العنف أو تلك التى تحتوى على مشاهد القتل والتدمير والهلاك .. وكنت قد وعدت القراء الأعزاء بتناول الأمر بالتفصيل فى مقالات منفصلة نظرا لأهمية النوم القصوى فى حياة الإنسان وأثره على السلوكيات النفسية والصحية التى تناولناها من قبل والتأثير السلبى لعدم النوم الكافى على ظواهر العنف لدى المراهقين والأطفال على وجه الخصوص . وتجدر الإشارة إلى أن " احتياج " الإنسان للنوم يتفاوت حسب عمره فالأطفال حديثو الولادة يحتاجون إلى أربعة عشر ساعة يوميا قد تزيد إلى سبعة عشر .. والإنسان البالغ يحتاج إلى ثمان ساعات من النوم ومن الممكن أن تصل إلى عشر .. وتقل لدى كبار السن إلى ست ساعات وقد تصل إلى خمس فقط . وقد يلاحظ القراء الأعزاء أننا استخدمنا لفظ الإحتياج وهو استخدام متعمد لأن النوم فى غاية الأهمية للإنسان وهو الفطرة التى خلق الله الكائنات الحية كلها ومن بينها الإنسان بطبيعة الحال .. ومن المعروف أن للنوم - وخاصة النوم ليلا - فوائد عديدة أجمع عليها الأطباء وعلماء النفس فى العصر الحديث نذكر منها ما يلى : - الإسترخاء والشعور بالراحة وهو ما يؤدى الي توفير الهدوء النفسى وراحة البال . - تحسين جهاز المناعة بصورة كبيرة حيث يفرز الجسم أثناء النوم ليلا وخاصة فى الظلام هرمون الميلاتونين الذى يؤدى دورا وقائيا حيث أنه يعيق نمو الخلايا السرطانية. - تنظيم الدورة الدموية ومدها بالنشاط والتخلص مما يكون قد علق بها نتيجة الجهد البدنى الزائد عن الحد أو الأرق وقلة النوم لسبب أو آخر . - إفراز الجسم لهرمون النمو لدى الأطفال مع ملاحظة غاية فى الأهمية وهى أن هذا الهرمون لا يفرزه الجسم إلا ليلاً . - ومن الثابت طبيا كذلك أن النوم يساعد على زيادة مستوى ذكاء الأطفال وقدراتهم الذهنية والإدراكية . - ويساعد النوم الكبار كذلك على زيادة النشاط الذهنى بحيث يكون ذهن الإنسان بعد النوم أكثر توقدا ويقظة وأكثر إدراكا واستيعابا لكل المهمات العقلية والذهنية التى تقابل الإنسان . - يساعد النوم وخاصة أثناء الليل فى الحفاظ على الوزن المناسب للإنسان وتجديد خلايا الجسم وأنسجته شريطة عدم أكل وجبات ثقيلة أو دسمة قبل النوم . - كما يساعد النوم ليلا وخاصة فى الظلام على تحسين أداء القلب لوظائفه بكفاءة . - وأخيرا فإن النوم يعمل على تعزيز الروح المعنوية العالية للإنسان وإضفاء المرح والسعادة وهدوء البال عليه . وعلى العكس فإن السهر الذى قد يكون هروبا من مواجهة مشكلات حياتية وقد يكون بإرادتنا لمشاهدة التليفزيون أو استخدام الكمبيوتر كما أسلفنا يؤدى إلى التوتر والعصبية أو على الأقل سهولة الانفعال وهو الأمر الذى يقود إلى العنف خاصة لدى المراهقين والشباب .. وقد يؤدى إلى السمنة وارتفاع ضغط الدم والسكرى وعدم انتظام ضربات القلب ومشاكل التنفس والشيخوخة المبكرة .. يعنى باختصار كل ما هو عكس الفوائد التى ذكرناها آنفا .. وعلى عاتقك يقع الإختيار حتى تعم الفائدة عليك وعلى من يحوطونك من الأسرة وخاصة الأطفال .. وننصح بإعادة قراءة المقال من البداية وتدوين النقاط التى تهمك للعمل بها . مع أطيب تمنياتنا للقراء الأعزاء بالصحة والسلامة وإلى موضوع جديد ولقاء قادم بحول الله.

1016

| 02 يناير 2016

فى بيتنا طفل عنيف (2)

بعد نشر مقالنا السابق تحت نفس العنوان تلقيت العديد من المكالمات الهاتفية ورسائل القراء الكرام يعلقون على ما جاء فى المقال وخاصة تلك العادات الغذائية التى أصبحت شائعة وما تتسبب فيه من أضرار صحية لعل أبرزها زيادة الوزن بشكل مضطرد حتى يصل الأمر إلى السمنة وفى بعض الحالات إلى السمنة المفرطة إذا ما كان الطفل لا يمارس الرياضة بإنتظام أو لا يمارسها على الإطلاق وما يصاحب ذلك من تأثير سلبى على عضلات الجسم .. والسمنة باتت هى مرض العصر بالرغم من معرفة كافة الناس للأسباب التى تؤدى إليها بنفس القدر الذى يعرفون فيه كيفية تلافيها أو الحد منها .. ومن البديهى أن يكون الجلوس الطويل أمام الكمبيوتر وممارسة الألعاب الإليكترونية ومشاهدة الأفلام – التى ستتحول فى معظم الأحوال بالضرورة إلى أفلام عنف – تؤثر سلبيا على سلوكيات الأطفال حيث يجنحون إلى العنف تأثرا بما يشاهدونه على شاشة التلفاز وما يمارسونه من ألعاب إليكترونية حيوية وتفاعلا مع ما بداخل هذه الألعاب من صخب وعنف .. وسواء كانت هذه أو تلك فهناك نتائج أكثر ضررا وهى التأثير على نوعية نوم الأطفال وما ينتج عنه من سلوكيات عنيفة وهو الأمر الذى سنتناوله لاحقا فى مقالات قادمة بإذن الله . ومن الأسباب الأخرى للسلوك العنيف لدى الأطفال رصد علماء التربية وعلم النفس ما يلى : - عدم ممارسة الرياضة بإنتظام ولو حتى رياضة المشى . - وكذلك عدم وجود فرصة كافية للعب بما يكفى لتصريف الطاقات المختزنة لدى الأطفال خاصة مع أنظمة الغذاء الغير سليمة والتى تناولناها فى مقالنا السابق تحت نفس العنوان . - فقدان الإحساس بالأمان والثقة بالنفس . - يلجأ بعض الأطفال للعنف للتعبير عن الشعور بالغيرة من الأطفال الآخرين أو حتى إخوتهم . - التعبير عن الشعور بالتعب أو الجوع خاصة لدى الأطفال صغار السن والذين لا يمكنهم التعبير عما يشعرون به عن طريق الكلام . - وكذلك يكون العنف وسيلة لفت نظر الآخرين خاصة عندما تكون الأم كثيرة القلق واللهفة على أطفالها . - التأثر بمصاحبة أطفال لديهم ميول للعنف .. وهنا تأتى مسئولية الأسرة فى وجوب مراقبة أصدقاء وزملاء أطفالهم والتدخل الإيجابى عند اللزوم . - وعن مسئولية الأسرة كذلك عدم مراعاة حالة أطفالهم النفسية كأن تصدر لهم أوامر متضاربة من الكبار ( الأب والأم على سبيل المثال ) . - وأيضا من مسئولية الأسرة ضرورة وجود القدوة الحسنة التى تتصف بالهدوء وعدم اللجوء للعنف عند تناول الأمور . أما عن كيفية التقليل من ظاهرة العنف أو محاربتها فينصح علماء التربية وعلم النفس بعدم اللجوء للضرب والعقاب البدنى بشكل عام أو الألفاظ النابية تنفيذا لأن يكون الأهل قدوة حسنة كما أسلفنا ومراعاة الأمور التالية : - مشاركة الأطفال فى اللعب مما يولد لديهم الإحساس بأنهم محبوبون ومرغوب فيهم . - إتاحة الفرصة للأطفال للعب مع أطفال آخرين لتصريف الطاقات المختزنة كما أسلفنا .. وفى هذا الصدد يفضل أن يكون اللعب فى الهواء الطلق . - توجيه الثناء وإظهار السعادة عندما يقوم الأطفال بأعمال حسنة مما يشعرهم بالثقة بالنفس . - عدم الضحك أو إظهار السعادة والإعجاب عند ترديد طفلهم لألفاظ بذيئة أو عبارات غريبة قد لا يعرف معناها وحتى لا يكون ضحك الأهل مسوغا لتكرار هذه الألفاظ. - توجيه الطفل لممارسة الهوايات التى يلاحظ الأهل ميله إليها وذلك لتقليل الطاقة السلبية . - تعليم الطفل العادات السليمة والفضائل من خلال الممارسة الفعلية .. ومثال لذلك حث الطفل على شراء بعض الحلوى وتوزيعها على أصحابه عند تعليمه فضيلة العطاء .. ويكون ذلك درسا عمليا أكبر تأثيرا من كل النصائح . وتأسيسا على ما سبق فإن المسئولية التى تقع على عاتق الأهل كبيرة وأن الأسرة هى رمانة الميزان فى تنشئة أطفالها . وإلى موضوع جديد ولقاء قادم بحول الله .

943

| 27 ديسمبر 2015

فى بيتنا طفل عنيف .. 1

كثيرا ما نسمع بعض الناس يشكون من مشاحنات أحد أطفالهم مع إخوته فى البيت أو زملائه فى المدرسة أو أقرانه فى أى مكان يتواجد فيه .. وقد يذهب البعض إلى القول بأن طفلهم هذا يهوى المشاكل ويستمتع بما يسببه من مشادات . وعندما يلجأ إلينا أحد الناس فى مثل هذه المشكلة فإن أول سؤال نوجهه له عما إذا كان هذا الطفل قد صدر ضده سلوكيات أو تجارب عدوانية من أطفال آخرين لأنه بدوره لابد وأن يتكون لديه ميل لإرتكاب نفس الممارسات العنيفة أو السلوكيات العدوانية لفرض إرادته على الأقران حيث يكون قد ترسخ لديه مفهوم خاطئ - من واقع تجاربه - أن القوة هى الأسلوب الأمثل للتعامل مع المشكلات أو لفرض إرادته على الآخرين . وهذا بدوره يقودنا إلى السؤال التالى وهو عما إذا كان هذا الطفل يتأقلم مع أقرانه فى الألعاب الجماعية أو أنه لا يحب أن يلعب مع غيره من الأطفال فى مجموعات .. وفى أغلب الحالات نتلقى إجابة تكاد أن تكون واحدة وهى أنه يكون متلهفا على اللعب مع أقرانه فى البداية ثم سرعان ما تبدأ المشاكل . وهناك أسئلة أخرى لابد أن تطرح نفسها سنأتى إليها لاحقا إلا أننا لا يمكن أن نعفى الأهل من تحمل الجزء الأكبر من المسئولية فى مثل هذه المشكلة وخاصة ما يتعلق بالغذاء الذى يتناوله طفلهم .. ومن المعروف أن التغذية السليمة تساعد على تقليل العنف وخاصة تلك الأغذية التى تحتوى على مضادات الأكسدة والتى تحتوى أساسا على فيتامين أ والتى تتوافر فى الحليب ومنتجات الألبان بصفة عامة وكذلك البيض وبعض النباتات مثل التوت والخرشوف والقراصية .. ولا يمكننا هنا أن نغفل عسل النحل والذى يحتوى على مواد طبيعية مفيدة ومنشطة لكل خلايا الجسم .. ومن المتعارف عليه علميا أن كل هذه الأصناف تعمل على تحسين مزاج الأطفال ولها قدرة فى مساعدتهم على التخلص من الضغوط النفسية وبالتالى فى نبذ العنف فى التعامل مع الأقران فى التجمعات مثل المدرسة أو النادى .. وعلى أقل تقدير ستساعد على تعديل السلوك داخل البيت . وعن الأغذية أيضا نقول إن ترك الأطفال يتناولون وجبات الأطعمة السريعة فى المطاعم التى إنتشرت كما النار فى الهشيم فى جميع الأنحاء مثل " البرجر " و" البيتزا " و " البطاطس المحمرة" ومثيلاتها بكل ما تملك تلك المطاعم من وسائل للدعاية وهدايا ومغريات جميعها موجهة أساسا للأطفال بحيث لا يستطيعون إلا الإستجابة لها وتناول هذه الأطعمة بشراهة وترك الأكلات المنزلية . أما الطامة الكبرى فهى ما يصاحب " بالضرورة " تلك الوجبات من مشروبات غازية أصبح يدمنها جميع الأطفال تقريبا ويتناولونها بإفراط وهو الأمر الذى يؤدى إلى الإضطرابات العصبية نظرا لتسبب هذه المشروبات فى إنخفاض فى نسبة البوتاسيوم فى الدم مع إرتفاع فى نسبة الكوليسترول .. وكلها من الناحية الطبية مقدمات حتمية للإصابة بمرض السكر مستقبلا . وتأسيسا على ذلك فإن زيادة الوزن ستكون نتيجة منطقية لتناول تلك الأطعمة وهاتيك المشروبات .. فإذا ما أضفنا إلى كل هذا عدم ممارسة الرياضة بإنتظام فإن المحصلة لكل هذه المقدمات ستكون كارثية لهذا الجيل من الأطفال متمثلا فى البدانة والأمراض المحتملة كما أسلفنا بالإضافة إلى العنف الذى تناولناه فى بداية هذا المقال . هل هناك أسباب أخرى للعنف ؟ وما هو السبيل إلى حل تلك المعضلة ؟ . هذا ما سنتناوله فى مقالنا القادم بحول الله .

960

| 20 ديسمبر 2015

عندما يجلس الآباء فى مقاعد التلاميذ

فى العادة عندما يعود الطفل من المدرسة فإنه يروى ما دار طوال اليوم .. وعادة ما يكون ذلك بإنفعال شديد .. يقابل هذا لهفة حقيقية – خاصة من الأمهات – لسماع هذه " الأخبار " عن زملاء الطفل ومعلميه .. وهذا بدوره يولد رغبة تكاد تكون دائمة لدى الآباء والأمهات فى أن يروا بأنفسهم على الطبيعة ما يرويه الأطفال .. وهناك مصطلح جديد نسبيا فى علم التربية الحديثة أطلق عليه العلماء " المعايشة الصفية " .. والمقصود به تلك الأوقات التى يقضيها أولياء الأمور داخل الصفوف الدراسية لأبنائهم أو بصحبة الأبناء داخل المدرسة فى الملعب أو المسرح أو المكتبة أو أى مكان آخر .. ولهذا فإننا نفضل أن نطلق عليه إسما أكثر شمولية وهو " المعايشة المدرسية " . ولابد أن نعترف أنه لا توجد دراسات كافية فى العالم العربى حول هذا الموضوع لعدم الإقتناع الكامل لدى الكثير من رجال التعليم بتواجد أولياء الأمور داخل المدرسة .. بل يذهب البعض منهم إلى إعتبار ذلك نوعا من التدخل فى عملهم .. ولكننا يجب أن نرد الفضل لأهله ونذكر أن أول إنسان عربى يتناول هذا الموضوع هو الأستاذ خميس مبارك المهدى فى دراسة وبعض المحاضرات وعدة مقالات فى الصحف . ولكن علماء التربية فى أوروبا يجمعون على أن المعايشة الصفية – أو المعايشة المدرسية – تصلح للمدارس العادية ومراكز رعاية ذوى الإحتياجات الخاصة وعلى الأخص فى بداية إلتحاق الطالب بالبرامج التعليمية . ولا شك أن للمعايشة المدرسية فوائد عديدة لكل من الطالب والقائمين على أمور المدرسة لعل أهمها : - تشجيع الطالب وتحفيزه على الدراسة وممارسة الأنشطة المختلفة . - زيادة دافعية الطالب للتعليم . - إتاحة الفرصة لولى الأمر للتعرف على البيئة الصفية للطالب ومدى ملاءمتها لظروفه التعليمية والصحية والنفسية والإجتماعية . - إشراك ولى الأمر فى تقييم الوضع التعليمى والتربوى فى المدرسة . - إشتراك المدرسة وولى الأمر فى تذليل المشكلات التى تواجه الطالب ( بمفرده أو فى المجموعة أو الفصل المنتمى إليه ) . - وكذلك إشتراك كلا الطرفين فى وضع الأسلوب الأمثل للتعامل مع الطالب تربويا وتعليميا وتعديل سلوكه فى الإتجاه الصحيح لو تطلب الأمر ذلك مما يجعل التعليم أكثر متعة وتشويقا . - القائمون على المدرسة يستفيدون من التغذية الراجعة "Feedback" .. بمعنى تزويد الطالب بمستوى أدائه لدفعه لإنجاز أفضل فى الإختبارات اللاحقة من خلال تصحيح الأخطاء التى يقع فيها . والتغذية الراجعة فى الميدان التعليمى تهدف إلى إخبار المتعلم بنتائج أعماله وآلية تصحيح أخطائه بغية تعديل السلوك أو النهج عند المتعلم من خلال تقويم النتائج وكذلك إتاحة فرصة أكبر للتعليم الذاتى .. تأسيسا على ذلك فإن المعلومات المبنية على معرفة الطالب بالنتائج عقب الإجابة يمكن أن يسهل عملية التعلم ويزيد الكفاءة العلمية والتعليمية ويرفع جودة التعليم فضلا عن تحسين الإنتاج كما ونوعا وهو الأمر الذى يمكن تحقيق نتائج أفضل فيه أثناء المعايشة المدرسية لأولياء الأمور مع أولادهم . وأرجو أن يعتبر القائمون على التعليم فى بلادنا العربية هذا المقال دعوة لإشراك أولياء الأمور فى المعايشة المدرسية بصورة أكبر وستكون النتائج عظيمة لكلا الطرفين . وإلى موضوع جديد ومقال قادم بحول الله .

868

| 12 ديسمبر 2015

أنماط سلوك الأطفال ومسئولية الآباء

كنا قد تناولنا فى مقالاتنا السابقة كيف أن الأطفال يميلون للتقليد بالفطرة وهو الأمر الذى قد يترتب عليه سمات شخصياتهم المستقبلية .. ولا شك فى أن جانبا كبيرا من هذه السمات الشخصية يتوقف على النشأة والتربية .. وقبل أن نتناول الأمر بالتفصيل يجب أن نفرق بين النشأة والتربية . - النشأة يمكن تعريفها بالمكان الذى يولد فيه الإنسان وينمو ويعيش فيه مراحل عمره الأولى والمتمثلة فى مرحلة الطفولة ثم المراهقة .. وغالبا ما يتأثر المرء بالجو النفسى الذى يعيش فيه وبالعادات والتقاليد السائدة فى هذه البيئة . - أما التربية فتعتمد بالدرجة الأولى على ما يكتسبه الإنسان من والديه فى مراحل عمره الأولى من التوجهات والأساليب التى يتبعونها مثل الترغيب والترهيب وأيضا المكافأة والعقاب أو كلاهما .. ثم المدرسة التى يتأثر بها الإنسان لخروجه من البيئة المحدودة فى منزله والإختلاط بأطفال آخرين من بيئات عديدة ومتباينة .. وهنا يجدر بنا أن نشير إلى حقيقة علمية ثابتة أجمع عليها علماء التربية وعلم النفس وهى أن الطفل لا يقلد من هم أكبر منه فحسب ولكنه يقلد من هم فى مثل سنه أيضا .. ولا يمكننا فى هذا الصدد أن نغفل دور المدرسين والمدرسات والذى لا يختلف كثيرا عن دور الوالدين وهم أكثر الناس – بعد الوالدين – تأثيرا فى الأطفال وبالتالى يقوم أى طفل بتقليد من يدرسونه .. وسنتناول ذلك لاحقا . وإذا أردنا تحديد مسئولية أنماط سلوك الأطفال فيجب علينا أن نأخذ فى الإعتبار وجهة نظر الدكتور محمد يوسف أبو زيد أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس والتى يذكر فيها أن نمط السلوك يعتمد أساسا على عدة محاور منها الجينات الوراثية التى يولد بها الإنسان وتحدد سمات شخصيته وهى تحمل أيضا نسبة الذكاء الإجتماعى والأكاديمى التى تميزه عن غيره .. ونحن نتفق مع هذه النظرية إلى جانب المحاور الأخرى التى تناولناها والمتمثلة فى النشأة والتربية والتى يجب أن يراعى فيها النقاط التالية : - يجب أن يدرك الكبار ( الوالدان والمعلمون ومن فى حكمهم من أعمام وأخوال .. إلخ ) أن الطفل يرى أن تصرفاتهم هى الصحيحة وهى القمة فى الكمال وأنه بالتالى لابد وأن يسير على نهجهما . - لابد أن يحرص الأباء ( وبالتالى المدرسون ) على توفير القدوة الصالحة من خصال الخير والفضيلة والأخلاق الكريمة . - من الأهمية بمكان الحرص على عدم وجود تناقض بين الكلام والعمل وما يؤمر به الطفل . ويجب أن يفطن كل أب وكل أم إلى أن الطفل لا يقلد الكبار فحسب ولكنه يقلد أيضا من هم فى مثل سنه كما أسلفنا وتأسيسا على ذلك المفهوم يجب على الوالدين التدقيق فى إختيار الأصدقاء .. وبالنسبة للزملاء فى المدرسة فمن المعروف أن طلابها يكونون من بيئات مختلفة وأن سلوكياتهم تكون متباينة .. وأن الطفل وخاصة فى مراحل الدراسة الأولى يظن أن كل طفل زميل له فى المدرسة هو بالتالى صديقا له .. وهنا مكمن الخطورة ويجب تصحيح ذلك المفهوم وأنه ليس كل زميل صديق وتعريفه مفهوم الصداقة . وأخيرا فإننى أضع أمام القراء الأعزاء مقولة الإمام على بن أبى طالب " لا تربوا أولادكم على ما نشأتم عليه فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم " .. وهذا معناه أن كل جيل يختلف عن سابقه .. وبالتالى فإن ذلك يعنى أن هذا الجيل نشأ فى زمان غير زماننا .. زمان أسرع نمطا وأكثر تطورا .. ومن الأفضل أن نترك لهم مساحة أوسع من الإختيار مع عدم الجمود على ما كان عليه الآباء وفى ذات الوقت نلقنهم الأخلاق والأعراف الصحيحة .. وفق الله الآباء والمعلمين فى رسالتهم وحفظ الله الأبناء . وإلى موضوع جديد ومقال قادم بحول الله .

3309

| 03 ديسمبر 2015

الفضائيات وأطفالنا والحصاد المر

كثرت القنوات الفضائية إلى الدرجة التى لا يستطيع أى إنسان عادى أن يكون على قدر من الإلمام بأسماء نصف أو حتى ربع تلك القنوات .. ويتبارى رجال المال والأعمال فى إمتلاك قناة أو أكثر لتكون سيفه البتار الذى يستغله فى التواجد على الساحتين الإجتماعية والسياسية .. وأيضا المالية والإقتصادية .. وهذا هو الأهم .. فضلا عن أنهم – أى رجال الأعمال – يروجون لأعمالهم عبر تلك الفضائيات .. ولا بأس من محاربة الأعداء وتصفية الحسابات المهنية والشخصية . ومن أجل تحقيق هذه الأهداف فإن أى رجل أعمال من هؤلاء لابد أن يرتدى مسوح الرهبان – مع إعتذارنا للرهبان بالقطع – فهو يختار عددا من المذيعين ومقدمى البرامج ويغدق عليهم المال ويطلقهم فى الفضاء الشاسع لتحقيق أهدافه .. وهؤلاء بدورهم يستغلون الفرصة ويبثون كل ما يروق لهم أو بالأحرى لصاحب القناة مستغلين حاجة الناس – كل الناس ولا أستثنى أحدا – إلى قضاء الوقت وهم ينظرون إلى شئ ما مثل الشاشة الصغيرة أثناء أكلهم وجلوسهم للتسامر أو السهر بعد الفراغ من أعمالهم .. وأحيانا أثناء تأدية أعمالهم أو حتى القراءة . وأعتقد أن كل ما جاء فى السطور السابقة معروف لكافة الناس .. ولكننى سأتناول الأمر من زاوية الخطر على أطفالنا وهو الأمر الذى درجنا عليه فى مقالاتنا الأخيرة . ومن المعروف كما أجمع على ذلك كل علماء التربية وعلم النفس أن الأطفال يميلون إلى التقليد بالفطرة .. ومن البديهى أن يقلد الأطفال أبويهم ثم تتسع الدائرة قليلا لتشمل المحيط الذى يعيش فيه الطفل ومن أهمها ذلك الجهاز الموجود فى أكثر من غرفة والمفتوح معظم الوقت أو على الدوام تقريبا وما يبثه من برامج منها الحسن ومنها الردئ .. والطفل دائما هو أكثر من يستقبل وأكثر من يتأثر بحكم تكوينه الفطرى كما أسلفنا .. وسأضرب للقارئ الكريم مثالا واحدا يكفى للتدليل على ما أود أن أطرحه وهى تلك البرامج التى تحظى بأعلى نسبة مشاهدة ويتابعها معظم الصغار تقريبا وعدد كبير من المشاهدين الكبار وخاصة من ليس لديهم ثقافة عالية أو من لم يحصلوا على قدر مناسب من التعليم وأقصد بذلك ما تعود الناس إطلاق إسم " برامج المقالب " على هذه البرامج التى كانت فى البداية لطيفة وخفيفة الظل عندما بدأها الفنان الراحل فؤاد المهندس الذى كان أول من قدمها بغرض رسم الإبتسامة على الوجوه وتخفيف أعباء الحياة .. وكعادتنا عندما ينجح أحدهم يسارع الكثيرون إلى تقليده .. ومع الطفرة التكنولوجية التى شهدتها البشرية فى السنوات الأخيرة ظهرت برامج كثيرة تعتمد على إدخال البسمة والضحك من خلال الإستمتاع بآلام الآخرين وتدبير المكائد لهم والسخرية من الخوف الذى يصيبهم دون الأخذ فى الإعتبار إحتمال إصابتهم بأحد الأمراض الناتجة عن فزعهم أو تعريض حياتهم للخطر وذلك كما جاء فى جريدة الأهرام القاهرية وتناولته الدكتورة منى عبد الواحد إستشارى الإرشاد النفسى فى جامعة القاهرة وهى فى نفس الوقت كاتبة معروفة لقصص الأطفال .. والتى تضيف أن تلك البرامج تنمى السلوك العدوانى لدى الطفل نتيجة المفاهيم الخاطئة التى يكتسبها منها وذلك بالتعبير عن غضبه بالصراخ والضرب وقد يكون ذلك بالعبارات المسيئة لمن حوله وهذا من المرجح أن يؤثر ذلك على أخلاقياته فى المستقبل . وقد يقول البعض أن طفل اليوم يعرف أن ما يشاهده على شاشة التلفزيون عبارة عن تمثيل ولا يمت إلى الواقع الحقيقى بصلة .. وأنا أتفق مع هذا الرأى إلا أننى أجزم بأن ما يشاهده – حتى لو كان على يقين بأنه تمثيل – يترك أثرا كبيرا حيث أن هناك الكثير الذى يترسب فى أعماق نفسه وفى أغلب الحالات يتأثر به أثناء نومه . وهنا نود أن نشير إلى مسئولية الأسرة فى إختيار البرامج التى من المفضل أن يشاهدها الأبناء والتى تعمل على تعزيز القيم التربوية والأخلاقيات الكريمة مثل الصدق والأمانة .. كما ننوه بأن يكون ذلك عن طريق الإقناع أى بدون ضغط معنوى على الطفل وأفضل وسيلة لتحقيق هذا هو المشاركة فى المشاهدة والمناقشة فى محتوى ما تم إختياره .. كما يجب أن يتأكد الأبوان بطرق غير مباشرة مما يشاهده الأطفال فى غيابهم عن المنزل أو عدم وجودهم فى المحيط المتواجد فيه التلفزيون . وأخيرا فإن المسئولية الرقابية للأسرة على الأطفال تمتد لتشمل الإنترنت والكمبيوتر وما بداخله من برامج وأيضا الهاتف الجوال بكل ما يحويه من برامج .. ولكن لذلك تناول آخر سنكتب عنه لاحقا فى مقال قادم .. فإلى الملتقى بحول الله .

658

| 24 نوفمبر 2015

الكمبيوتر وصحة أطفالنــــا

بعد بث مقالنا السابق تحت عنوان الكمبيوتر وعيون أطفالنا وما تتعرض له عيون الأبناء من أخطار كما هو واضح من العنوان كتب لى كثير من الأصدقاء والقراء عن فوائد الوسائل التكنولوجية الحديثة فى تسهيل المعرفة والبحث عن الحقائق العلمية بل وتسهيل نقل المعلومات والأخبار من خلال وسائل التواصل الإجتماعى مما يقرب بين الناس فى أنحاء المعمورة .. وفى الحقيقة فإننى لا أختلف معهم فيما ذهبوا إليه بل وأزيد أننى كتبت عدة مقالات عن فوائد الكمبيوتر بشكل عام ووسائل التواصل الإجتماعى على وجه الخصوص .. أنا لا أنكر هذه الفوائد ولكننى قلت أيضا فى المقال السابق أن لكل شئ فى الدنيا إيجابيات و له سلبيات أيضا .. واليوم أذكر القراء الأحباء بالقاعدة المعروفة منذ الأزل بأنه إذا زاد الشئ عن حده فإنه ينقلب إلى ضده .. وهذا ما ينشأ عنه الأضرار التى تناولناها فى مقالنا السابق . وفى مقالنا هذا نتناول الأمراض التى تنشأ عن " الإفراط " فى الجلوس أمام الكمبيوتر كما جاء فى الدراسات التى أجراها فريق من الأطباء بجامعة القاهرة بقيادة الدكتور محمود الشربينى أستاذ العناية المركزة بجامعة القاهرة والتى تتوافق تماما مع نتائج أبحاث جامعة " ساربروكين " الألمانية وجامعة " كيوتو " اليابانية .. ولعل أهمها : - آلام الظهر والفقرات خاصة إذا كانت الجلسة خاطئة حيث يقوم الشخص بالإنحناء للأمام طويلا . - تقوس العمود الفقرى مما يؤدى إلى التشوه على المدى الطويل . - تيبس فى الرقبة وفقدان مرونة الفقرات العنقية وحدوث آلام بها على فترات متقطعة تتطور بعد ذلك إلى آلام بصفة مستمرة . - حدوث شد فى الأكتاف وتشنجات فى الذراعين والتهابات فى أعصاب الرسغ وهو الأمر الذى قد ينتهى بتجلط دموى إذا إستمر لفترات طويلة . - ولا يقتصر الأمر على ذلك بل قد يؤدى إلى جلطة فى أوردة الساقين نتيجة عدم الحركة لساعات طوال لأن الدم العائد من الساقين إلى القلب لا يصل بسهولة وقد يؤدى ذلك أيضا إلى إنسداد الشريان الرئوى . - هشاشة العظام وإنحناء الظهر حيث أن أحد أهم عوامل قوة العظام هو حركة العضلات والجسم وهو الأمر الذى لا يمارسه الإنسان أثناء الجلوس الطويل أمام الكمبيوتر . - كل ما سبق لا يختلف كثيرا عن تلك الدراسة اليابانية فى جامعة " طوكيو " والتى أثبتت أن من يجلس طويلا أمام الكمبيوتر يصاب بالصداع والقلق ويؤدى الأمر إلى حدوث أرق ليلا . - وأخيرا فإن الإفراط فى الجلوس أمام الكمبيوتر قد يتسبب فى سوء التغذية لأن تلك الفترات الطويلة تمنع الشخص من تناول الغذاء الصحى والمفيد والإعتماد على البدائل من مشروبات وأغذية غير طبيعية وهو الأمر الذى يؤدى كذلك إلى البدانة .. يعنى بدانة مع سوء تغذية . وإذا كنا قد تناولنا الأمر من الزاوية الطبية بناء على رأى الأطباء والدراسات الطبية فلا يجب أن نغفل الجانب الإجتماعى والأسرى التى ولابد أن يتأثر وتضعف العلاقات أو تتفسخ .. فى الوقت الذى يكون الفرد نفسه عرضة للإنطواء نتيجة بعده عن الناس . حسنا ما هو الحل ؟ الحل ببساطة شديدة يكمن فى عدم " الإفراط " فى الجلوس أمام الكمبيوتر مع مراعاة النقاط التالية : - تنظيم الوقت بحيث تكون فترات الجلوس غير متواصلة ومغادرة المكان والمشى لعدة دقائق . - الجلوس بشكل مستقيم من أجل إزالة الثقل عن الرقبة وعضلات الكتفين . - تدليك الذراعين من المعصم حتى المرفق من وقت لآخر . - عمل بعض التمرينات العضلية لسائر أعضاء الجسم والتنفس بعمق على أن يتم ذلك كل ساعة تقريبا . - النظر من الزاوية الأفضل للعين من 15 إلى 30 درجة بإتجاه الأسفل للتخفيف من قوة الضغط الواقعة على عضلات الرقبة كما جاء فى مقالنا السابق . - تدريب العين على النظر إلى الأشياء البعيدة كل مدة حتى لا تضعف عضلة العين وعدستها . وأخيرا فإننى أهدى القراء الأحباء هذه النصيحة التى قرأتها فى أحد كتب الدكتور عز الدين الدنشارى عن أن نبات الصبار يقلل من الموجات المغناطيسية الكهربائية المنبعثة من أجهزة الكمبيوتر.. ويمكن وضع إصيص الصبار بجوار شاشة الكمبيوتر أو قريب منها ويجب مراعاة تنظيف النبات من وقت لآخر ويمكننا أن نستخدم الرشاشة فى هذا . وفى النهاية فإننى أكرر طلبى بالإعتدال وعدم " الإفراط " فى إستخدام الكمبيوتر مذكراً القراء الأعزاء بأن أى شئ يزيد عن حده ينقلب إلى ضده .. وهذا مبدأ معروف لكافة الناس صغارا وكبارا فى كل الدنيا .. إذن نحن نقر بفوائد الكمبيوتر العلمية والإجتماعية ولا ينكرها إلا جاحد ولكن بشرط أن يكون ذلك بإعتدال . وقبل أن أختتم مقالى الذى حاولت أن أذكر فيه أكبر قدر من المعلومات العلمية والطبية والتى أرجو أن تروق لكم أعزائى القراء فإننى أود أن أؤكد على أن الأطفال يكونون أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بهذه الأعراض لأن أعضاء أجسادهم تكون ضعيفة ورقيقة ومن السهل أن تتأثر بالعوامل الخارجية وفى نفس الوقت فإنهم – أى الأطفال – لا يشعرون بمرور الوقت لعدم كفاية إدراكهم . ومن البديهى أن ما ذكرناه بشأن الكمبيوتر فإننا وإن كنا نعنى به أساسا الكمبيوتر الثابت فإن ذلك أيضا ينطبق على الأنواع الأخرى المتحركة مثل " اللاب توب " و " التابلت " وكذلك الهواتف الذكية خاصة فيما يتعلق بالعيون والرقبة . وإلى لقاء جديد ومقالنا القادم بحول الله . بقلم : د . مصطفى عابدين شمس الدين

396

| 13 نوفمبر 2015

الكمبيوتر وعيون أطفالنـــا

يلتف الناس لساعات طويلة حول أجهزة الحاسب الآلى لأسباب مختلفة .. ولا يقتصر الأمر على البالغين والكبار الذين يستخدمونه للعمل بل يمتد الأمر ليشمل الصغار كذلك للتسلية أو المذاكرة أو اللعب .. والجميع يجدون فيه وسيلة للحصول على المعلومات فى شتى مناحى المعرفة ولا أكون مبالغا لو قلنا أن الجميع كبارا وصغارا يتخذون منه سبيلا للألعاب المختلفة والمسابقات التى يحصلون من خلالها على نقاط " وهمية " ولكنها ترضيهم وتثبت لهم مقدرتهم على التحدى وتخطى العقبات . وفى ظل الطفرة التكنولوجية التى سادت العالم فى العقود الأخيرة أصبح هناك أكثر من جهاز كمبيوتر فى كل بيت بعدة أشكال منها الثابت والمتحرك .. وزاد الأمر إنتشارا بعد أن أصبح هناك كمبيوتر فى كل أجهزة التليفون تقريبا والتى يحمل الواحد منا جهاز أو أكثر فى جيبه بما فى ذلك الأطفال . وكما أن لكل الأشياء فى حياتنا جوانب إيجابية فهناك أيضا جوانب سلبية عديدة لعل أبرزها على الإطلاق التأثير السلبى على العين متمثلا فى ضعف الإبصار وذلك بسبب تثبيت النظر مدة طويلة على شاشة جهاز الكمبيوتر أو التليفون وغالبا ما يكون ذلك على مسافة قريبة من الجهاز الأمر الذى يتسبب فى إجهاد العين .. ويكون ذلك مصحوبا بصداع فى معظم الأحيان .. ومع التكرار يحدث ضعف الإبصار مما يؤدى إلى فقدان خاصية عدسة العين على التكيف مع المسافات الطويلة وفى هذه الحالة لابد من اللجوء إلى إستعمال النظارات الطبية . ومن المعروف علميا كما يُجمع أطباء العيون فى أحدث الدراسات حول هذا الموضوع فى جامعة " ساربروكين " الألمانية أن إستمرار إجهاد العين حتى مع إستعمال النظارات الطبية يؤدى حتما إلى إستمرار الضعف فى الإبصار مما يستدعى تغيير النظارات والدخول فى حلقة مفرغة من " الضعف والإستبدال " وقد يصل الأمر - لا قدر الله - إلى فقدان الإبصار .. وغنى عن القول أن الأطفال يكونون أكثر عرضة لهذه الأخطار مما يؤثر على مستقبلهم . كما تؤكد الدراسة على أن الزاوية الأفضل للعين عند إستخدام الكمبيوتر من أى نوع أو جهاز التليفون هى من 15 إلى 30 درجة بإتجاه الأسفل ويكون ذلك مع ضرورة وضع شاشة الكمبيوتر بحيث تقطع خطوط ضوئها الساطع مجال الرؤية عند مستعمل شاشة الكمبيوتر لتخفيف الإجهاد عن العين . ومع هذه الأخطار العديدة التى تهدد صحة مستخدمى الكمبيوتر فإن هناك العديد من الطرق التى يمكن عند مراعاتها تلافى هذه الأخطار أو على الأقل التخفيف منها وسيكون هذا هو موضوع مقالنا القادم .. فإلى اللقاء بحول الله . بقلم : د . مصطفى عابدين شمس الدين

260

| 03 نوفمبر 2015

أهمية اللعب فى حياة الأطفال

تناولنا فى مقالنا السابق تحت عنوان أهمية الحضانة فى حياة الأطفال مراحل نمو الأطفال بناء ما إتفق علية غالبية علماء التربية وعلم النفس وأشرنا بإيجاز إلى الخصائص التى تميز أطفال كل مرحلة .. ولكننى أود هنا أن أشير إلى بعض السمات العامة لجميع الأطفال ولعل أبرزها أن جميع الأطفال نشطاء بدنيا وكثيرى الحركة ولا يستقرون فى مكان واحد لفترات طويلة ما لم يكن هناك طارئ أو عارض يحول دون النشاط مثل مرض مفاجئ أو مثل ذلك .. ويواكب ذلك الفضول والإستفسار الدائم عن الظواهر المحيطة بهم فى الحياة .. ويذهب بعض العلماء إلى إدخال هذه الصفات فى مقاييس الذكاء وإعتبار من لا يحصل على سبعين فى المائة فأكثر يُعانى من الإعاقة الذهنية بدرجة معينة – وسنتناول ذلك بالتفصيل لاحقا – وأن العزلة وعدم القدرة على التواصل الإجتماعى مع من حوله يكون نتيجة مباشرة لذلك . وتأسيسا على ما سبق فينبغى ألا يعتبر أولياء الأمور والمعلمون أن كثرة حركة الأطفال ولعبهم المستمر " شقاوة " لا داعى لها .. أو تكون أسئلتهم المستمرة عما يدور حولهم فضول غير محبب لأطفال هذه الأيام .. وعلى العكس يجب أن نشجعهم على ذلك بمشاركتهم فى اللعب والإجابة على أسئلتهم بصدر رحب . ويجب علينا ان نراعى بعض النقاط المهمة فى سبيل تحقيق هذه الأهداف .. نذكر منها : - ضرورة إختيار الألعاب المناسبة لعمر الأطفال حتى يستمتع بها وتكون أحد مصادر المعرفة فى ذات الوقت . - إختيار ألعاب الفك والتركيب لأن ذلك أحد مصادر إعمال العقل الذى يؤدى إلى التفكير العلمى السليم . - أن تكون هذه الألعاب ذات ألوان براقة ويفضل تلك التى تصدر عنها أصوات مميزة حتى تجذب إنتباه الأطفال وتزيد من درجة التركيز لديهم . - شراء الكتب التى تحتوى على معلومات عامة مناسبة لسن الأطفال وكذلك الأقراص المدمجة والشرائط لنفس الغرض والتى يجب أن يراعى فيها أيضا الألوان الجذابة كما هو الحال فى الألعاب . - مراعاة أن النمو اللغوى لدى الأطفال يكون أسرع مما يتوقعه الكبار حتى أن الأمر قد يكون مفاجأة غير متوقعة فى كثير من الأحيان وهو الأمر الذى ينبغى مراعاته عند شراء الكتب والأقراص المدمجة وذلك حتى تتواكب المنفعة مع متعة التسلية . - وأخيرا ينبغى أن نراعى تفكير الأطفال الخيالى عند مساعدتهم فى إختيار الكتب والمجلات التى سيشترونها . - الأهم من كل ما سبق هو ضرورة مراقبة الأطفال أثناء اللعب حتى لا يقوم بأى أعمال خطيرة من شأنها إلحاق الضرر بنفسه أو بأقرانه الذين يلعب معهم . وبذلك نأمل أن نكون قد ساهمنا فى توجيه أطفالنا الوجهة السليمة فى نمو أفضل من خلال اللعب والمعرفة فى ذات الوقت . وإلى لقاء جديد ومقالنا القادم بحول الله . بقلم : د . مصطفى عابدين شمس الدين

330

| 24 أكتوبر 2015

أهمية الحضانة فى حياة الأطفال

فى البداية نود ان نشير إلى أن علماء التربية وعلم النفس قد إتفقوا على أن حياة الطفل تنقسم إلى عدة مراحل كالآتى : المرحلة الأولى : منذ الولادة ولمدة أربعة وعشرون شهرا .. ويطلق عليها مرحلة الرضاعة .. وهى التى يعبر فيها الرضيع عن مشاعره الؤلمة بالبكاء .. وفيها أيضا يعتمد على حواسه وحركته ولهذا يفضل البعض – ومنهم عالم النفس التربوى الفرنسى الأشهر بياجيه – أن يطلقوا على هذه الفترة من عمر الطفل " المرحلة الحسية الحركية " . المرحلة الثانية : من سنتين وحتى أربع سنوات .. وتسمى مرحلة الحضانة .. وفيها يبدأ عقل الطفل فى العمل بصورة أفضل لدرجة أنه يتعلم الخطأ والصواب ولكنه يدرك ذلك بصعوبة .. وقد يكون ذلك موضع خلاف مع أسرته فى بعض الأحيان . المرحلة الثالثة : من أربع حتى ست سنوات .. وهى ما تطلق عليه الأسر فى معظم الدول العربية " مرحلة رياض الأطفال " .. أو " مرحلة التمهيدى " ويكون فيها الأطفال كثيرى الحركة ويميلون إلى عدم الإستقرار فى مكان واحد لمدة طويلة .. وفى هذه المرحلة العمرية أيضا يميل الأطفال إلى التقليد وكثرة الأسئلة والعناد وتفاصيل أخرى كثيرة سنكتب عنها فى مقالات لاحقة بالتفصيل . وهنا يجدر بنا أن نفرق بين المرحلتين الثانية والثالثة بشكل حاسم وقاطع ولا يقبل التفسيرات أو الجدل .. المرحلة الثانية هى مرحلة الحضانة .. وقد يلتحق بها الطفل لظروفه الأسرية .. كأن تكون أمه سيدة عاملة أو غير متفرغة لرعايته لسبب أو لآخر . أما المرحلة الثالثة فهى مرحلة ما قبل المدرسة ولابد أن يلتحق بها الطفل لأنها أصبحت جزءا من الحياة التعليمية للإنسان .. وأصبحت وزارات التعليم تخصص لها مناهج دراسية تمهد للتعليم فى المرحلة الإبتدائية وما بعدها .. بل وأكثر من ذلك فإن دور النشر تتنافس فى طباعة الكتب والأقراص المدمجة التى تناسب هذه المرحلة ويجوب مندوبوها العالم فى محاولة الحصول على موافقات على هذه الكتب من وزارات التعليم وإدارات المدارس . فهل هذا يعنى أن هناك مرحلة أهم من الأخرى ؟ والإجابة لا .. قاطعة وكبيرة .. ولعل أهمية مرحلة الحضانة أنها حجر الأساس الذى تُبنى عليه شخصية الإنسان .. وفيها تتشكل الصفات الأولى للشخصية وتتحدد فيها الإتجاهات والميول .. وذلك لأنها المرحلة التى يتفاعل فيها الطفل مع مجتمع جديد .. ويتعلم المشاركة مع أقرانه فى اللعب .. وقد تظهر بعض الميول العدوانية إذا شعر الطفل بالوحدة أو الحرمان العاطفى مما يجعله يلجأ إلى العدوان وهو أحد الحيل الدفاعية . وغالبا ما تلجأ المربيات فى دور الحضانة إلى تعليم الأطفال الأغانى الجماعية والأناشيد أثناء اللعب بعيدا عن الإمتحانات والإختبارات الموجودة فى المراحل الأكبر وهو مما يساعد على إنتقال الطفل من مرحلة الإنفعال إلى المرونة والتكيف مع الأقران ممن فى مثل عمره وهو ما يمثل المجتمع الطفولى . ولا شك أنه يجب على أولياء الأمور التأكد من توافر شروط محددة فى الحضانات التى يلحقون أطفالهم بها وأهمها على الإطلاق أن تكون السيدات القائمات على هذه الدور على قدر من العلم والثقافة للمهمام المنوطة بهن .. ونحن هنا لا نقصد المؤهلات الدراسية فحسب ولكن التدريب المستمر على الأسس التربوية الصحيحة فى تنشئة الأطفال حتى يتمكن من تحقيق الآتى بنجاح : - ملاحظة سلوك الأطفال اليومى فى أثناء اللعب الجماعى وممارسة الإختلاط وتأدية الأنشطة المذكورة آنفا والتعرف على نقاط الضعف ومحاولة علاجها إن أمكن أو اللجوء لذوى الإختصاص للقيام بذلك الدور . - تشجيع الأطفال على الإستقلالية وإحترام حقهم فى إبداء الرأى بالقبول أو الرفض . - التشجيع على المنافسة والحوار وإكساب الأطفال الطمأنينة والثقة بالنفس . - تدريب الأطفال على ملاحظة الأشياء والتعرف عليها وعلى الفرق بينها مما يكون حجر الزاوية فى التفكير العلمى السليم فيما هو قادم من أيام . هذا غيض من فيض أردنا أن نسلط فيه بعض الضوء على أهمية الحضانات فى حالة ذهاب الأطفال إليها .. وسنحاول فى مقالات أخرى أن نتناول أهمية اللعب فى حياة الأطفال وهو ما لا يقتصر على هذه المرحلة فقط بل يمتد ليشمل كل مراحل الطفولة تقريبا .. فإلى لقاء قريب ومقالنا القادم بحول الله . بقلم : د . مصطفى عابدين شمس الدين

7779

| 18 أكتوبر 2015

النظام التعليمى الأمثل

ما أكتبه اليوم عن التعليم يمكن أن يندرج تحت ما يُسمى الأحلام .. ولكن هل يمكن تحقيق كل الأحلام .. أعتقد ذلك .. وإن كانت ستظل نسبة مستحيلة أو لا يمكن تحقيقها فيجب أن تظل نسبة قليلة قياسا إلى ما سيتحقق .. وغنى عن القول أنه كلما إنخفضت تلك النسبة كلما دلل ذلك أننا نسير على الطريق السليم . كانت هذه مقدمة لابد منها قبل الدخول فى موضوعنا الغاية فى الأهمية للنهوض بأمتنا العربية والذى لابد أن يبدأ بإصلاح التعليم والذى هو بمثابة أمن قومى كما أجمع العلماء الذين أتفق معهم تماما .. ولقد ذكرت ذلك فى مقالات سابقة لى . ولا تنحصر أهمية المدرسة كما ذكرنا من قبل فى أنها مكان يتم فيه نقل المعارف وشرح وتبسيط نظريات العلوم المختلفة حيث يمكن الإستعاضة عن ذلك – ولو جُزئيا – بالشرائط والإنترنت والكتب ولكن أهمية المدرسة تكمن فى التنشئة الإجتماعية والعيش مع الآخرين ومعرفة الحقوق والواجبات والقيم الأساسية للحياة فى مجتمع صالح .. والأهم من كل هذا هو التدريب على المواطنة والشعور بالإنتماء للوطن . كل ما سبق متفق عليه من علماء التربية وعلم النفس وغيرها من العلوم فى كافة بلاد العالم .. ولا أكون مغاليا لو أننى قلت أن ذلك بات معروفا لطلبة كليات التربية فى كل الدنيا . وإذا أردنا النهوض بالتعليم فعلينا أن ندخل الأساليب التى تعمل على تنشيط دافعية المتعلمين من خلال المضامين والموضوعات الشيقة والتى ترتبط بما تحتاجه مجتمعاتهم وبرغباتهم وسابق خبراتهم وطموحاتهم المستقبلية .. فضلا عن التشكيل السلوكى والقيمى الذى يشتمل على آداب التعامل والنزاهة والإلتزام بالتعامل وسط المجتمع الذى يعيش فيه المتعلمون حتى يمكن التعود على العمل الجماعى وإحترام الآخرين وتحمل المسئولية . ومن مكتسبات هذا التطور فى أساليب التعليم تعميق مناهج البحث والمعرفة العلمية والتى تعمل على تأهيل العقل وتحفيزه لإستخدام ملكاته فى الإستمرار فى التعلم بأساليب مرنة وميسرة بعيدة عن القوالب الجامدة التى طالما نادى الخبراء بالخروج عنها . وليس لدينا شك فى أن هذه الأساليب التربوية الحديثة والممارسات التعليمية الجديدة سوف تساهم فى إحداث نقلة نوعية فى جودة العناصر البشرية التى ستخرجها المدارس والمؤسسات التعليمية التى ستعتمد على هذا النهج الحديث .. وهى بذلك تؤهل لتكوين مواطن صالح يستطيع ممارسة الديموقراطية والمواطنة القائمة على أسس سليمة وأن يحافظ عليها ويدافع عنها .. وهى الأسس اللازمة لتطور الأمم . وإلى موضوع جديد ومقالنا القادم بحول الله .

1087

| 09 أكتوبر 2015

alsharq
غياب المعرفة المالية عن الطلاب جريمة اقتصادية بحق الأجيال

في عالم اليوم المتسارع، أصبحت المعرفة المالية ليست...

2217

| 22 سبتمبر 2025

alsharq
كبار في قفص الاتهام.. كلمة قطر أربكت المعادلات

في قاعة الأمم المتحدة كان خطاب صاحب السمو...

1392

| 25 سبتمبر 2025

alsharq
غزة.. حين ينهض العلم من بين الأنقاض

في قلب الدمار، حيث تختلط أصوات الأطفال بصفير...

804

| 23 سبتمبر 2025

alsharq
1960.. أمّ الانقلابات في تركيا وإرث الوصاية العسكرية

بعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى،...

738

| 22 سبتمبر 2025

alsharq
المسرح السياسي وديكور التعليم

من يراقب المشهد السياسي اليوم يظن أنه أمام...

699

| 18 سبتمبر 2025

alsharq
آن للمنظومة الدراسية أن تتغير

منظومة دراسية منذ القرن الثامن عشر وما زالت...

678

| 18 سبتمبر 2025

alsharq
أهمية وعي المُستثمر بالتشريعات الناظمة للتداول

يُعدّ وعي المُستثمر بالقواعد والأحكام المنصوص عليها في...

648

| 21 سبتمبر 2025

alsharq
منصات وزارة العمل.. من الفكرة إلى الأثر

منذ تولي سعادة الدكتور علي بن سعيد بن...

609

| 18 سبتمبر 2025

alsharq
قطر في الأمم المتحدة.. السيادة والإنسانية

يزورون بلادنا ويخططون لقصفها، يفاوضون وفودا ويخططون لاغتيال...

606

| 24 سبتمبر 2025

alsharq
الأمير يكشف للعالم حقيقة الكيان الإسرائيلي

صاحب السمو أمام الأمم المتحدةخطـــــاب الثبـــــات علــى الحــــــق.....

528

| 24 سبتمبر 2025

alsharq
عيسى الفخرو.. خطاط الإجازة

يؤكد اهتمام جيل الشباب القطري بالخط العربي؛ تزايد...

501

| 21 سبتمبر 2025

alsharq
رواتب العاملات

يتداول في هذه الأيام في أغلب دول الخليج...

480

| 21 سبتمبر 2025

أخبار محلية