رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ماذا تدرس الجامعات الغربية.. من الإسلام؟

تهتم الجامعات الغربية بدراسة الإسلام، هذه حقيقة لا شك فيها، ولكن الشك كله يحيط "بدوافع" تلك الدراسات، فما الذي يبحث عنه الباحثون في الجامعات الغربية وهم يدرسون الإسلام في أبحاثهم العلمية؟ هل تكون لديهم آراء مسبقة يريدون تدعيمها بنتائج بحوث معتمدة بأختام كبريات جامعاتهم لتغدو كأنها حقائق؟ هل يبحثون فعلاً عن الحقيقة بقلوب وعقول فارغة من أية أحكام مسبقة؟ في السطور القادمة سنحاول – من خلال استعراض عدد من تلك الدراسات – فهم نظرة الغرب للإسلام والمسلمين كما تعكسها الدراسات الأكاديمية في بعض الجامعات الغربية: ومما يهتم به الباحثون في الجامعات الغربية، العلاقة بين الدين والسياسة، لاسيما السياسة الخارجية، في عدد من كبريات الدول النامية. فقد قدم الباحث أوليوفولا جيمي ادجوكن رسالته للدكتوراة إلى جامعة هاوارد الأمريكية عام 1991م في 281 صفحة حول (تأثير الدين في السياسة الخارجية النيجيرية)، حيث قام الباحث بتحليل المعلومات التي حصل عليها من الوثائق الحكومية والمقالات الصحفية والمقابلات الشخصية مع عدد من الشخصيات المسؤولة في الحكومة والتي تنتمي إلى الديانتين الكبريين في نيجيريا وهما: الإسلام والمسيحية.وعند حديثه عن الإسلام كان الباحث يشير كثيراً إلى ما أسماه: "ارتباط المتدينين بالجماعات التي لها نفس المعتقدات خارج نيجيريا"، وكأنه يريد أن يقول إن المسؤولين الحكوميين غير منتمين لمصالح دولتهم بقدر ما هم منتمون لدينهم، ومن ثم فإن السؤالين الكبيرين اللذين قامت عليهما الدراسة هما: 1- هل يعكس الانقسام المسيحي – الإسلامي في نيجيريا خلافاً عرقياً؟ 2- ما درجة تأثير الجماعات الدينية الخارجية على سياسة نيجيريا الخارجية ؟ ومن النتائج العجيبة التي توصلت إليها هذه الدراسة هو أن المسيحيين الذين يتركزون في جنوبي البلاد يصدقون أن إسرائيل دولة مسيحية !! أو أوعز إليهم بهذا !!ولا يشترط أن يكون الباحثون في مثل هذه الموضوعات من الغربيين، فقد يوجه الأساتذة طلابهم المسلمين المبتعثين إلى دراسة موضوعات تلبي حاجات الأساتذة وأجهزة الاستخبارات التي يعملون لصالحها، فلا ينكر أحد أن كثيراً من الجامعات الغربية تتيح نتائج بحوثها لمن يطلبها من الأفراد، ولأي هيئة تطلبها ما دامت تدفع التكاليف... وقد يكون من هذا النوع رسالة الدكتوراة التي تقدم بها محمد نور مونتي(3).. إلى جامعة تمبل 1990م وتقع في 451 صفحة وتدرس (التغير الاجتماعي في ماليزيا المعاصرة)، وبالرغم من هذا العنوان، فإن اهتمام الدراسة انصب على التنظيم الطلابي المؤثر الذي نشأ في ماليزيا 1971م تحت اسم (جمعية الطلاب المسلمين الوطنية)، والتي يرمز لها بالحروف (A.B.I.M) ومدى قدرة هذا التنظيم على التأثير في قرارات الحكومة الماليزية داخلياً وخارجياً، فقد اهتم الباحث بمحاولة استكشاف توجهات وقرارات الحكومة الماليزية خلال سنوات طويلة ومدى تأثر تلك التوجهات والقرارات بجماعة الـ (A.B.I.M) بوصفها جماعة ضغط لها تأثيرها في الأوساط الشبابية خاصة، وفي الحياة بمجالاتها المختلفة عامة. إن الغرب يدرك تماماً الدور الخطير المنوط بالمرأة في بناء المجمعات، ومن ثم فإن هناك اهتماماً متزايداً بتوجيه الدراسات نحو المرأة المسلمة في المجتمعات الإسلامية، أو غير الإسلامية (الأقليات المسلمة).ففي دراسة الدكتوراة التي قدمت من الباحثة دينا إسحق جراح 1990م عن (المرأة الفلسطينية: وضع ودور المرأة الفلسطينية في الضفة الغربية.

1982

| 28 فبراير 2014

مشكلة الطلاق تهدد مستقبلنا العربي (1)

قديما قال فولتير الكاتب الفرنسي الشهير على طريقته من الفكاهة المعروفة في كثير من مؤلفاته (أن الطلاق وجد في العالم مع الزواج في زمن واحد تقريبا، غير إنني أظن أن الزواج أقدم ببضعة أسابيع، بمعنى أن الرجل ناقش زوجته بعد أسبوعين من الزواج، ثم ضربها بعد ثلاثة، ثم فارقها بعد ستة أسابيع؟!) وقد أراد بذلك أن يقول: إن الطلاق قديم في العالم، وأنه يكاد أن يكون من الأعراض الملازمة للزواج، وهو حق لا يُرتاب فيه. والواقع يشهد بأن الحياة الزوجية تتعرض في أغلب الأحيان إلى مصاعب ومتاعب قد تؤدي إلى فهم عرى الحياة الزوجية والتسبب في إيجاد أجيال من الأطفال المصابين بالعقد النفسية والتوترات العصبية التي نتجت بالضرورة عن انفصام العلاقات الزوجية فالطلاق ظاهرة اجتماعية قديمة حيث كان الزواج يمثل عقدا مؤقتا .وقد اختلفت الأسباب الداعية للطلاق عبر العصور فقد أوجب النظام الصيني الطلاق في حالات العقم والخيانة وعدم انسحاب المزاج أو عدم احترام أحد الزوجين لأقارب الآخر وقد اجتمعت معظم الشرائع على اعتبار العقم والزنا ذريعتين قويتين للطلاق ويلاحظ بعض علماء الاجتماع العرب أن حجم الأسرة والدين يلعبان دورا كبيرا في معدل الطلاق حينما يفهم على أنه لعبة يلهو بها الرجل وأن الحياة الزوجية لا قداسة ولا احترام لها فيخرج الطلاق عن الغرض الذي أباحه الله عز وجل واعتبرته شريعته السمحة أبغض ما أحل لعباده فالله عز وجل يريد للحياة الزوجية دواما واستقرارا، ولكن بشرط أن يكون ذلك محققا لقدر من السعادة تسير الأسرة في ركابه . لكن عندما يعني استمرار الحياة الزوجية تدميرا لسعادة الزوجين، وعندما تنقطع كل رابطة مقدسة وتنحل بالخيانة أو غيرها، أو عندما لا يصل الأمر إلى حد الخيانة وتستنفد كل الإصلاحات يتعين تغيير هذا الوضع بأبغض ما أحل الله وهو الطلاق .وقد دل تاريخ الأمم على أن الطلاق كان مشروعا عند اليهود والفرس والرومان، وأنه لا يمنع إلا في الديانة المسيحية بعد مضي زمن من نشأتها، ولا يزال أثر ذلك المنع باقيا حتى الآن في شرائع الأمم الغربية التي وضعت الزواج على قاعدة أنه عقد لا يحل إلا بالموت أحد الزوجين وهذا إفراط في احترام هذا العقد ومغالاة إلى حد يصعب أن يتفق مع راحة الإنسان..وفي دراساته بجامعة نيويورك أثبت "د.إلياس بانياس" أستاذ علم الاجتماع أن معدل الطلاق بين أفراد الجالية العربية في شمال أمريكا في ازدياد مستمر بلغت نسبته 31%؛ حيث سجلت ولاية كاليفورنيا أعلى معدل وهو 37%، تليها نيويورك، ثم أونتاريو، ثم تكساس التي ازدادت بها حالات الطلاق بمعدل 30% ، وهذا الانتشار سواء بين أفراد الجاليات العربية أو بين بقية أفراد المجتمع الأمريكي على حد سواء جعل من الطلاق أمرا عاديا في مجتمع الغرب، لا يستغربه أحد ولا تشعر المرأة العربية معه أنه كارثة، قد تؤثر عليها بالسلب أو تنهي أحلامها وتتسبب في انهيار طموحاتها.إن الطلاق مرض اجتماعي ومشكلاته جزء من المشكلات الاجتماعية الخطيرة للطلاق قدرة هائلة على تدمير حياة الأشخاص, وهو يمثل لدى معظم النساء في البلاد العربية انكسارا ومحنة تحتاج لوقت طويل للخروج منها والتغلب عليها, أما في أمريكا فالوضع مختلف؛ حيث يؤدي المكان دورا مهما في تضميد جراح المرأة والخروج بها من فخ الحزن والبكاء على ما فات، فتبدأ سريعا في رحلة البحث عن الذات والتفكير في إثبات وجودها وتعويض ما فاتها، لتتحول المحنة بفضل تحديها وإصرارها إلى منحة وبداية لحياة جديدة، سواء بمشاركة رجل ثان أو بدونه.

2451

| 21 فبراير 2014

تدريس الأدب في جامعاتنا في عصر العولمة

من أخطر موضوعات كتاب (في الأدب الجاهلي) للدكتور طه حسين تلك الموضوعات الأولى من الكتاب التي تحدث فيها طه حسين عن تدريس الأدب في جامعاتنا. حيث كان ينتقد بشدة مناهج وطرق تدريس الأدب العربي، وقد قوبلت آراؤه في هذا الموضوع بتجاهل كبير يرجع غالباً إلى ما أثير حول بعض عبارات أخرى وردت في الكتاب وحملها خصومه اتهامات عديدة أدت فيها السياسة دوراً كبيراً. وكأنها هي كل ما في الكتاب من أفكار مع أن الرجل قام بتغييرها ولم تعد موجودة في الطبعات الحالية من عام 1928 حتى اليوم. وفيما تلا ذلك من سنوات، سارت دراسة الأدب العربي في جامعاتنا في مسارات جامدة لا تقبل المساس بها، وكأنها من المقدسات. فأصبح الأدب يقسم إلى عصور تاريخية تبدأ بالعصر الجاهلي فالإسلامي والأموي فالعباسي فالأندلسي فالعصر الحديث. وغالباً ما تكون الكتب الدراسية التي يقررها أساتذة الأدب على الطلاب وفقاً لهذا التقسيم غارقة في تفاصيل الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ثم تأتي إشارات إلى حركة الشعر في كل عصر يغلب عليها الابتسار والعجلة. والأمر الأسوأ أن كثرة كتب الأدب التي تجري على هذا التقسيم ينقل بعضها من بعض، ويكاد معظمها أن يكون صوراً مشوهة من موسوعة الدكتور شوقي ضيف (تاريخ الأدب العربي) الشهيرة. وقد اقترح بعض الدارسين – خروجاً من هذا المأزق – أن يتم تدريس الأدب العربي على هيئة فنون فيدرس مثلاً الشعر مقسماً إلى أغراضه التقليدية: من مدح وغزل ورثاء وفخر ووصف. وتدرس الرواية باتجاهاتها المختلفة وكذلك المسرح والقصة القصيرة. غير أن هذا الاقتراح لا يصلح بديلاً لدراسة الأدب موزعاً على العصور التاريخية التي ألفها الباحثون وطلاب العلم لما في الاقتراح الجديد من صعوبات فنية وندرة المراجع التي تغطي متطلبات هذا الاقتراح الجديد. كما أن هناك محاذير أخرى تتعلق بدراسة الأدب على ضوء ذلك الاقتراح منها غموض معايير اختيار النصوص التي ستعكس – مع كل مؤلَّف – شخصية صاحبه وذوقه الخاص. إن تداعيات العولمة أو الكوكبية المطروحة الآن بقوة على مجتمعاتنا العربية تجعل من المحتم علينا أن نعيد التفكير في تدريس الأدب في جامعاتنا لعدة أسباب: أولها: أن الأدب هو مرآة الشعوب العاكسة لهويتها وثقافتها ونحن بحاجة إلى تبادل المرايا مع شعوب العالم جميعاً بمعنى أن أدبنا الذي يترجم لابد أن يخضع لمعايير نشارك نحن في وضعها ولا نترك الغرب يختار من أدبنا ما لا يعبر إلا عن شخصية كاتبه لا شخصية مجتمعه. كما أننا بحاجة إلى أن ندرس (الآخر) من خلال أدبه. ثانيها: أن دراسة الأدب في جامعاتنا تتجاهل الآداب العالمية وما تزال تقف عن بعض رموز الأدب العالمي التي أصبحت تراثاً من كثرة تداولها وتكرارها. ثالثها: أن تدريس الأدب في جامعاتنا يقف عن حدود الأدبين الإنجليزي والفرنسي وما زال لدينا جهل كبير بالآداب الإفريقية واللاتينية والآسيوية. فنحن لا نعرف عن آداب أميركا اللاتينية إلا النزر اليسير عن أولئك الذين فازوا بجوائز دولية مثل جائزة نوبل مثلاً. والشيء نفسه يمكن أن يقال عن معرفتنا بالآداب الصينية واليابانية وغيرها من شعوب آسيا البعيدة. كما أن معرفتنا بالأدب الإفريقي تكاد تكون مقصورة على ما تُرجم منه إلى لغات أوروبا. مع أن الأوروبيين في اختياراتهم لا يترجمون إلا ما يرون فيه شبهاً بثقافاتهم. إن تحديات العولمة والبث المباشر والتداخل الثقافي بين دول العالم تفرض علينا أن نعيد النظر بجدية واهتمام في طريقة دراستنا لأدبنا العربي من جهة، وفي نظرتنا إلى آداب العالم من حولنا من جهة أخرى، فلم يعد من المنطقي أن ينشأ الشاب في شرق الوطن العربي وهو لا يعرف شيئاً عن أدب بلاد المغرب ثم ندعو بعد ذلك إلى الوحدة الثقافية ونتغنى بوحدة التاريخ. لقد نبغ أسلافنا وفرضوا ثقافاتهم على العالم بعد أن وحدوا معايير أدبهم، وترجموا آداب العالم وهضموها فصنعوا نوعاً رائعاً من العولمة في عصورهم تلك الزاهرة أشد وأقوى أثراً مما يحاول الغرب التكريس له حالياً.

1046

| 17 فبراير 2014

حَوِّلْ ضَعْفَك قوةً...!!

من أخطائنا الشائعة في تربية أبنائنا: تلبية كل رغباتهم مهما تكن طاقة الأسرة وإمكاناتها، وأمثال هؤلاء الصغار الذين يُنَشَّأون على الاستجابة الفورية لكل ما يحلمون بامتلاكه، أن يصيروا – إذا تقدمت بهم الأعمار- رجالاً ضعافًا أمام الماديات، يتهافتون على الثراء السريع، ويجعلونه أهم هدف يعيشون به وله. وفي مقابل ذلك تَضمُر في نفوسهم نوازع التميز الأخرى، فلا يعنيهم التقدم العلمي، ولا تجتذبهم أضواء النبوغ الفني، ولا تفتنهم العبقرية. وعلى نقيض هذه النماذج البشرية الغارقة في الملذات والتهالك على الأموال والثروات نجد نماذج أخرى من البشر تمتلك نواحي التميز وأزمَّة النجاح. وهذه النماذج الأخيرة نشأت [في الأغلب الأعم] في أسر فقيرة أو متوسطة، لكن هذه الأسر امتلكت أهم مفتاح من مفاتيح النجاح في الحياة، وأعني به مفتاح "القدرة على الموازنة بين الرغبة والقدرة". وهذا المفتاح يمكن تركيزه في ثلاث كلمات هي: "إمكاناتي لا تتحمل ذلك" أو "ظروفي لا تسمح بهذا". فمثلاً إذا أراد الطفل شراء لُعَب غالية كالتي يراها مع أقرانه، أو ارتداء ملابس فاخرة وما شابه ذلك، تقليدًا لأصدقائه، فهذه رغباته ورغبات أسرته أيضًا، مسايرةً له، لكن "قدرات" الأسرة أو "إمكاناتها" المادية قد لا تسمح بتحقيق هذه الرغبات، وهنا يكون الأب حائرا بين خيارين: إما إعادة ترتيب أولوياته بحيث يقدِّم رغبة الطفل على احتياجات أخرى للبيت قد تكون أشد إلحاحًا أو أكثر أهمية، وهو لو فعل ذلك يكون قد غشَّ ابنه، وأنشَّأه في ظروف مصطنعة من ثراءٍ متوهَّم، وإما أن يكون واعيًا بترتيب أولويات بيته، فيجلس مع ابنه جلسة الصديق القريب الناصح ويحاوره حول تفاوت القدرات المالية بين الأسر، ويكشف له عن حقيقة احتياجات البيت، ويتوصل معه - بالحوار الهادئ المغلَّف بروح الود والمرح وتبادل الآراء - إلى أهمية تقديم كذا وكذا على كذا وكذا من المطالب. وبهذا السلوك يصيب الأب هدفين معًا: فهو يستجيب لإمكاناته الحقيقية ويلبي أولوياته تلبية طبيعية. وفي الوقت نفسه يعوِّد طفله تدارس الأمور بعقلانية وتدبر ويغرس فيه محبة التفكير، والتماس الحِكْمة في تدبير شؤون حياته كافة. فإذا خرجنا من نطاق الأسرة وتنشئتها أطفالها على هذا النحو، ومددنا خط تفكيرنا على استقامته لنرى سلوكياتنا نحن الكبار، فسنرى عَجَبًا من أثر غياب تلك الكلمات الثلاث عن حياتنا. إن الكلمات الثلاث [إمكاناتي لا تسمح بذلك] إذا أردنا اختصارها أكثر فإنها تؤول إلى: (لا) و(لا) هذا: حرف واحد فقط من حروف الأبجدية العربية، أو إن شئت فقل: حرفان (اللام والألف) والمعنى النهائي للحرف (لا) هو: الرفض، أي: رفض الانصياع للرغبات – مهما تكن جاذبيتها وسحرها-. والخضوع للقدرات –مهما تكن ضحالتها أو تواضعها- وواضحٌ أن اعتراف الإنسان بحقيقة قدراته فيه قدرٌ كبيرٌ من المجازفة لأنه يضع الإنسان في حرج اجتماعي أمام معارفه وأهله وأصدقائه وزملائه، ولكنه في الوقت نفسه علامة مضيئة من علامات الصحة النفسية وقوة الشخصية، فالاعتراف بالضعف في ظاهره يُشعرنا بالخجل ولكنه يحقق لنا في النهاية السلام النفسي، ويقينا شر كثير من الاضطرابات النفسية التي قد تتطور مع التكرار إلى أنواع من التوتر والعُقد النفسية، ويحتاج المرء في تفاديها إلى الوقوع في براثن الكذب والمجاملة والنفاق والتظاهر والخداع وقد تنتهي باحتراف النصب أو السرقة أو الاختلاس... إلخ. وانظر حولك إن شئت فسترى فريقًا من الناس يشهدون اجتماعات مختلفة فيُنكرون فيها أكثر مما يتقبلون، ويستهجنون منها أضعاف ما يستحسنون، ولكنهم [ استجابةً لما تعودوه من غش في حياتهم] لا يصرحون بما أنكروه، ولا يُعربون عما استهجنوه. فتراهم يوافقون وهم كارهون، ويصمتون وهم مقهورون داخليًا. وترى فريقًا من الناس يسيرون في حياتهم اليومية بما فيها من أفراح وأحزان ومناسبات مختلفة وفق ما يرونه سائدًا وإن كان ضد ما يؤمنون به من قيم ومبادئ، وعذرهم في ذلك "أن الآخرين يفعلون هذا!!". ومثل هذه الحياة الرتيبة التي تخضع لما يفعله "الآخرون" بلا أي مقاومة. حياة مغشوشة لا أثر فيها للسعادة وإن تظاهر بها المتظاهرون!! فالإنسان الحكيم يمكنه –في أي وقت- أن يجعل حياته أكثر سعادةً، وأن يجعل صحته النفسية في تمام قوتها وتألقها، وأن يجعل أبناءه أكثر نجاحًا في حيواتهم المستقبلية.. ولا يحتاج في سبيل ذلك كله إلا إلى الكلمات الثلاث "إمكاناتي لا تسمح بذلك" يواجه بها أي رغبة تتصادم مع قدرته، أو أي اقتراح يجعله يتفلت من ترتيب أولوياته وفق قدراته.

1101

| 12 فبراير 2014

باللعب يتعلم أطفالنا

تؤكد جميع نظريات التربية أن اللعب له أهميته، بوصفه وسيلة لتنفيس انفعالات الطفل ودوافعه المكبوتة ووسيلة للاستجمام والراحة بعد العناء والعمل ووسيلة لنمو عضلات الجسم عند الطفل بطريقة سليمة تناسب نموه خاصة المخ والجهاز العصبي وهو وسيلة إعداد الطفل للحياة المستقبلة.وقيمة اللعب التربوية والسيكولوجية لا تُنكر فاللعب يسهم في تنمية عدد من المهارات العقلية والمعرفية والثقافية والاجتماعية والانفعالية بالإضافة إلى الخبرات الحسية وما إلى ذلك ولكن لابد في وجود ضوابط وتوجيهات حتى لا يكون اللعب سبيلا إلى الهدم أثناء نمو الطفل أو سبيلا إلى تحصيل مدركات خاطئة لفهم الطفل لذاته ومجتمعة والعالم المحيط به. وتشير الدراسات التربوية إلى أن اللعب ظل زمنا طويلا تعبيرا لسلة المهملات من أنماط السلوك الذي يبدو إراديا دون أن تكون له فائدة حيوية واجتماعية. "أفلاطون" هو أول من أدرك القيمة التربوية والعلمية للعب حيث كان يوزع التفاح على الأطفال ليعلمهم الحساب وكذلك رأى "أرسطو" ضرورة تشجيع الأطفال على اللعب بالأشياء التي يستعملونها في حياتهم اليومية أما " جان بياجيه " فيرى أنه إذا ما تعلم الطفل عمل شيء ما فإنه يعيده مرارا وتكرارا وهذا هو اللعب والطفل يكرر أي نتيجة سارة يصادفها فيصبح للعب معنى آخر فهو تكرار إيجابي فيه تغيير حيث يبدأ الطفل بالمقارنة بين أفعاله وبين ما يقدم إليه وتلك هي بداية الاكتشاف. واللعب الرمزي الإيهامي يساعد على نمو التفكير الشخصي ويؤدي هذا اللعب إلى تمثيل التجارب الانفعالية للطفل وتقويتها وهو مستمد في السمة الخاصة للعمليات العقلية عند الطفل ويصبح هذا النوع من اللعب في المرحلة التشخيصية أكثر وضوحا وتنظيما بعد ذلك تحل الألعاب ذات القواعد محل ألعاب الإيهام الرمزي ويكون اللعب استطلاعيا عندما تكون الغاية أو التجربة جديدة نسبيا.ويلاحظ أنه عن طريق اللعب يكتسب الطفل كثيرا من المعلومات التي لا يجدها في كتبه المدرسية، ومن الناحية الأخلاقية يعد اللعب من أقوى الدوافع وأهمها من تكوين خلق الطفل وبخاصة في أثناء اللعب الجماعي، فلكي يكون الطفل عضوا مقبولا ومحبوبا من زملائه في اللعب، فإن عليه أن يكون قوي الإرادة متحكما في نفسه ذا شخصية رياضية متزنة بمعناها الكامل. ويرى التربويون – من ناحية أخرى - أن اللعب من أهم العوامل التي تساعد على نمو أعضاء الجسم الظاهرة والباطنة وبخاصة المخ وبقية أعضاء الجهاز العصبي وعلى أداء هذه الأعضاء للقيام بوظائفها على الوجه الصحيح أما فيما يتعلق بالنمو الجسمي فإنه كلما تكرر استخدام العضو في وظيفته كان أكثر صلاحية لأدائها لأن هذا التكرار يكسبه مرونة جسمية تتيح له القيام بهذه الوظيفة على الوجه الصحيح.

3385

| 10 فبراير 2014

كارل بروكلمان ودسائسه ضد الإسلام

ينقسم العرب حين يتحدثون عن المستشرقين عادةً ثلاثة أقسام: قسم واضح في عداوته للمستشرقين والحط من قدرهم والإزراء بما أنتجوا من مؤلفات تتصل بتراث المسلمين. وقسم ثانٍ فخور بهم يثني خيراً على ما أسدَوه من خدمات، ويدافع عنهم بحماسة واضحة. وقسم ثالث يصطنع لنفسه الموضوعية والحياد. فهو معهم ما أحسنوا، وهو ضدهم إذا بدا له منهم ما يريبه.ولست أشك في أن أسباب كل موقف من هذه المواقف الثلاثة أسبابٌ انفعالية عاطفية، حتى الفريق الثالث الذي يريد أن يوحي لنا بأنه متعقل يزن الأمور بميزان العدل والحيدة، ليس في نظرنا سوى إنسان يريد أن يحاكم إنتاج الآخرين على حسب ما يراه هو صواباً أو خطأً. ثم إن هذا الفريق الثالث يمثل في رأينا نوعاً من التميع والضبابية ورمادية الرؤية، وإمعية الفكر. وإنما الموقف الصحيح في رأينا أن يكون للمسلم موقف صارم حازم حاسم واضح: إما معهم أو عليهم. أن نقبل كل ما يكتبون، أو نشك في كل ما يكتبون، ونعلوه بمعاول النقد العلمي الصريح الذي لا مداراة فيه.وممن دافعوا عن المستشرقين بحماسة، وإذا أشاروا إلى تعصبهم أشاروا إشارة هينة لينة، المؤرخ الراحل الدكتور حسين مؤنس، وفيما يلي نقتبس فقرة تعكس النموذج الذي يمثله موقفه من المستشرقين، يقول د. حسين مؤنس، في مجلة العربي الكويتية، العدد 66، مايو 1964، فمنذ زمن بعيد ونفر ممن لا يقرأون الكتب الغربية في لغاتها يصرون على أن كل ما كتبه المستشرقون عنا تحامل وعصبية، حتى ثبت في أذهان بعض قرائهم أن كل مستشرق عدو. ويستدرك عليهم فيقول:"وهذه فكرة خاطئة، فإن الكثيرين جداً من المستشرقين منصفون، وقد قالوا الحق كما تصوروه. حقيقة هناك ناس متحاملون من أمثال لويس استبرنجر، وهنري لامانس Henri Lammans والأب زويمر Zweimer ومن إليهم، ولكن إلى جانب هؤلاء هناك علماء أجلاء لا يستطيع الإنسان إلا تقديرهم واحترامهم، وإذا وجد المسلم في كتاباتهم ما لا يرضيه فليس من الضروري أن يكون ذلك صادراً عن سوء نية، بل هذا هو الحق كما رأوه، وما دام قد صدروا فيما يكتبون عن إخلاص، فنحن نحترم رأيهم وإن لم يرضنا".فانظر إلى الدكتور مؤنس كيف يهون من شأن مغالطاتهم ويصفها بأنها (قد لا ترضينا) ثم يستأنف إشادته بهم فيقول:"ولا ننسى كذلك أن أولئك المستشرقين خدموا لغتنا وعلومنا خدمات جليلة، ويكفي أننا تعلمنا منهم تحقيق النصوص ونشرها، وطريقة البحث العلمي الصحيح على أساس من النصوص، ومهما كان في آرائهم مما لا يرضينا فهي آراء لا تنقص من قيمة الخدمة التي قاموا ويقومون بها".وإذا أمعنّا في البحث عن رأي الدكتور مؤنس في كارل بروكلمان شخصياً بوصفه واحداً من أهم المستشرقين الذين لقيَت أعمالهم رواجاً عظيماً بين المثقفين العرب على اختلاف مشاربهم، وجدنا له مقالاً كاملاً اختص به كارل بروكلمان ونشره في مجلة العربي الكويتية أيضاً (العدد 139 الصادر في يونيو 1970) وقد قدم لهذا المقال على مدى صفحتين، موجِزاً رؤيته التي أشرنا إليها من المستشرقين بعامة. ثم انتقل إلى الحديث عن بروكلمان وموقعه بين المستشرقين فقال:"وفي مقدمة أولئك الأفذاذ الذين قدموا للدراسات العربية في العالم أجل الخدمات كارل بروكلمان Carl Brocklman الذي أكمل سلسلة معاجم أسماء الكتب والمؤلفين العرب وتراجم حياتهم، وأهم مؤلفاتهم. لقد اشترك في كتابة هذه السلسلة أعلام من أمثال ابن خلكان وياقوت الحموي وابن النديم وحاجي خليفة، ثم جاء هذا الألماني الفريد فأربى على كل ما فعله غيره، فإن أولئك الذين ذكرناهم آنفاً كتبوا عن أهم "المؤلفين والمؤلفات"، فجاء بروكلمان وكتب عن "كل" المؤلفين والمؤلفات، أي إنه عمد إلى الاستيفاء والشمول، وهذا هو المطلب العسير، لأنك إذا قلت إنك ستذكر "أهم" المؤلفين فتحت لنفسك باباً واسعاً للاعتذار عن النسيان وتبرير السهو، أما إذا قلت "كل" المؤلفين فقد ألزمت نفسك بالإحصاء الشامل، وأقفلت على نفسك باب الاعتذار والتبرير".وبعد أن لخص الدكتور مؤنس لقارئه حياة بروكلمان انتقل للحديث عن كتابه الخطير "تاريخ الآداب العربية" فأوسعه إشادة وتقريظاً وحمداً ومدحاً. ولم يبد أية ملاحظة تغض من قدر الكتاب، على رغم ما فيه من مطاعن اتضحت فيما بعد للدارسين المنصفين.

5616

| 05 فبراير 2014

التنازلات المجانية لإسرائيل

يتصور بعض السذج من العرب أنهم يتألفون قلوب الصهاينة حين يجاملونهم، وهم في هذا يسيرون على نهج بعض الأنظمة المتهافتة التي لاتزال منذ ثلاثين عاما، تتكفف السلام من حكومات صهيونية تتعالى على الجميع، ولا تتوقف عن تنفيذ مشاريعها التوسعية بلا أدنى اعتبار أولئك دعاة التطبيع، والمفتونين بمعزوفة (السلام) البالية.وقد كانت تصريحات الرئيس محمود عباس أبو مازن في الولايات المتحدة مؤخرا نموذجا لتلك التنازلات المجانية المتكررة عربيا بلا أي مقابل، حين أكد أن لإسرائيل حقوقا تاريخية في أرض فلسطين!! لأن اليهود كانوا موجودين بها من أقدم العصور.وأبو مازن أول من يعلم – بحكم دراسته الأكاديمية ممثلة في رسالته للدكتوراة التي أثبت فيها توحد الصهيونية مع النازية – أن من يحتلون وطنه حاليا ليسوا هم السكان الأصليين ولا اليهود القدامى الذين يتحدث عنهم، فهؤلاء انقرضوا وتم طرد فلولهم من قبل الإسلام بقرون عدة. وعلى حين يواصل العرب مسلسل التنازلات المجانية هذا، نستمع إلى أصوات غربية هادرة تستنكف من مجرد (التعاون) مع الأيدي الصهيونية الملوثة بدماء الشرفاء من أهل فلسطين، ونحن نشير هنا إلى ما نشرته صحيفة معاريف الصهيونية في عددها الصادر يوم 24/9/2006 بقلم الصحفي الكاتب: جلعاد جروسمان تحت عنوان: (مقاطعة أكاديمية أخرى لإسرائيل) مشيراً فيه إلى ما نشرته صحيفة " ايريش تايمز4" الإيرلندية حول الخطاب الذي وجهه 61 أكاديميا أيرلنديا بوقف الدعم الاقتصادي الذي يمنحه الاتحاد الأوروبي لمؤسسات أكاديمية في إسرائيل والتوقف عن التعاون مع كل مؤسسات التعليم العالي في إسرائيل، حتى تعمل إسرائيل بمقتضى قرارات الأمم المتحدة وتخرج من المناطق الفلسطينية. وجاء في الخطاب ما يلي:" يبدو أن الحكومة الإسرائيلية لا تبالي بمطالب زعماء العالم الأخلاقية وقرارات الأمم المتحدة. إننا نشعر بأنه قد حان الوقت للنظر في الدعوى الفلسطينية باتخاذ خطوات عملية4، من أجل ممارسة ضغط على إسرائيل كي تعمل بما يتوافق مع القانون الدولي والمعايير الأساسية لحقوق الإنسان". كما كتب الأكاديميون:" إننا نطالب بوقف أي دعم للمؤسسات الإسرائيلية، سواء على المستوى القومي أو على مستوى الاتحاد الأوروبي. ونناشد نظرائنا الأكاديميين تأييد المقاطعة عن طريق وقف التعاون مع مؤسسات أكاديمية إسرائيلية". وقال ديفيد لندي، أحد المبادرين بالعريضة لصحيفة "إيريش تايمز": "إننا نؤيد الأنشطة التي تؤدي بطريقة سلمية إلى إنهاء نظام الحكم العنصري الوحشي في إسرائيل. فخطوة كهذه ليست موجهة ضد شخصيات معينة، وإنما ضد مؤسسات إسرائيلية تؤيد –معنويا وعمليا- اتباع أسلوب العنصرية في إسرائيل والاحتلال غير المشروع للمناطق الفلسطينية. ويقارن لندي بين إسرائيل وجنوب إفريقيا في عهد الفصل العنصري:" مثلما طالب السود في جنوب إفريقيا بفرض عقوبات على دولتهم، يطالب الفلسطينيون تحت الحكم الإسرائيلي بتوقيع عقوبات على دولة إسرائيل ومؤسساتها. وخلال العامين 2005،2006، كانت هناك محاولتان بارزتان أخريان لفرض مقاطعة أكاديمية لإسرائيل. ففي أبريل 2005 قرر اتحاد أساتذة الجامعات في بريطانيا فرض مقاطعة أكاديمية على جامعتي حيفا وبار إيلان.. وقد تم تبرير مقاطعة جامعة بار إيلان بأنها تعطى دورات تدريبية في كليتين من كلياتها بالضفة الغربية، وهكذا تثبت تلك الجامعة بشكل أو بآخر "مشاركتها في احتلال المناطق الفلسطينية خلافا لقرارات الأمم المتحدة". أما مقاطعة جامعة حيفا. فترجع إلى الضغط الذي مارسته على مؤرخ ما بعد الصهيونية " د. إيلان بابيه". حين كتب ما لا ترضى عنه الحكومة الصهيونية. ولكن في أعقاب موجة احتجاج اتحاد الأساتذة الذين أعربوا عن استيائهم إزاء فرض المقاطعة، وفي أعقاب الضغط الدولي الذي نظمته جماعات الضغط الصهيونية بنفوذها المالي والإعلامي، اجتمع رؤساء الاتحاد البريطانيون في جلسة خاصة وأجروا تصويتا آخر أسفر عن إلغاء المقاطعة. وخلال شهر مايو 2006، صوت اتحاد الأساتذة البريطانيين – مرة أخرى – من أجل فرض مقاطعة أكاديمية للمؤسسات الإسرائيلية، لما وصفه الاتحاد بـ"سياسة الفصل العنصري الصهيونية". وقرر الاتحاد البريطاني الذي يضم حوالي 60 أستاذا جامعيا من مؤسسات أكاديمية مختلفة في بريطانيا، مقاطعة كل المؤسسات الأكاديمية في إسرائيل، بسبب "استمرار سياسة الفصل العنصري في إسرائيل، بما في ذلك بناء الجدار الفاصل والتمييز في التعليم"، وقد ألغيت هذه المقاطعة بعد فترة قصيرة. فأين اتحادات الأساتذة الجامعيين العرب؟ هل استهلكهم مخدِّر (الجودة والاعتماد) حتى أنساهم قوميتهم وعروبتهم؟

442

| 24 يناير 2014

كيف تكون الأسرة صالحة؟

سؤال يطرح نفسه وللإجابة عليه يتم اتباع النصائح التالية: * حسن اختيار الزوجة، وإن لم تكن بذاك الصلاح، فإن من واجبات رب البيت السعي في إصلاحها وأن يجعل بيته قبله ومكاناً لذكر الله وأن يهتم بتربية أهل البيت التربية الإيمانية وأن يصنع نواة لمكتبة إسلامية في بيته.* إتاحة الفرصة لاجتماعات تناقش أمور العائلة - عدم إظهار الخلافات العائلية أمام الأولاد - عدم إدخال من لا يرضي دينه إلى البيت - حفظ أسرار البيوت - الملاحظة والممازحة لأهل البيت.* التركيز على التربية الأخلاقية والمثل الطيبة، وأن يكون الوالدان قدوة حسنة لأبنائهما - احترام الأبناء عن طريق الاحترام المتبادل، وتنمية الوعي والصراحة والوضوح - مقاومة الأخلاق الرديئة في البيت - فهم نفسية الأولاد بإعطائهم الثقة في أنفسهم.* اشتراك الأولاد في القيام بأدوار اجتماعية وأعمال نافعة- الحزم في تنظيم أوقات النوم والواجبات- الدقة والملاحظة لأحوال أهل البيت- تقويم عمل المرأة خارج البيت.* التشجيع الدائم للأولاد والاستحسان والمدح، بل وتقديم الهدايا والمكافآت التشجيعية، كما قدموا أعمالاً نبيلة ونجاحاً في حياتهم.* قبول التنوع في اختيارات الأبناء الشخصية، كاختيار اللباس وبعض الهوايات ما لم يكن فيها محاذير شرعية.* عدم السخرية والتهديد بالعقاب الدائم للأبناء، متى أخفقوا في دراستهم أو وقعوا في أخطاء من غير قصد منهم، بل يتم تلمس المشكلة في هدوء، ومحاولة التغلب على الخطأ بالحكمة، والترغيب والترهيب.* الصبر الجميل في تربية الأبناء، وتحمل ما يحدث منهم من عناد أو عصيان، والدعاء بصلاحهم وتوفيقهم- إشباع حاجة الطفل للحب والطمأنينة - تشجيع الطفل على الاستفسار وتوجيه الأسئلة قيام الحياة العائلية على النظام - إتاحة فرصة اللعب للطفل. * اتصال المعلم بولي أمر التلميذ قد يعين على بلوغ الهدف الخلقي.* الاهتمام بالإصلاحات اللازمة وتوفير وسائل الراحة - الاعتناء بصحة أهل البيت وإجراءات السلامة المناسبة- اختيار الجار قبل الدار- منع التدخين في البيوت.* تخصيص وقت محدد لمشاهدة التلفزيون والجلوس على الكمبيوتر- الحذر من دخول الأقارب غير المحارم على المرأة في البيت عند غياب زوجها.* معاونة أهل البيت في عمل البيت- أن يعترف الوالدان بالفروق الفردية بين الأطفال، وأن تضع الأسرة لأطفالها أهدافاً يمكنهم تحقيقها في حياتهم وأن يسود الأسرة جوا من الديمقراطية والحرية يمكن أفراد الأسرة من التعبير عن أنفسهم وعن أفكارهم وحاجاتهم دون خوف أو تردد.لماذا يجب أن نهتم بلغة أطفالنا؟ اللغة هي أساس الحياة الاجتماعية وهي ضرورة من أهم ضروراتها، لأنها وسيلة التواصل بين الناس، ووسيلة الإنسان للتعبير عن حاجاته ورغباته وأحاسيسه ومشاعره، وأداته الوحيدة في تصريف شؤون عيشه، وللتخاطب مع الآخرين والتفاهم معهم وتبادل الآراء والأفكار، وسبيله إلى معرفه مذاهبهم ووسائل التأثير منهم وإيجاد العلاقات وبناء الروابط بينهم وتحقيق سبل التعاون والتكافل معهم.ومن ثم فاللغة هي السبيل لتوفير الحماية والرعاية للإنسان بين أفراد مجموعته، وهي عامل مهم تتحقق به منافعه ورغباته وتسهل سبل تنشئته وتيسر أموره، واللغة وسيلة الإنسان إلى تنمية أفكاره وتجاربه، وإلى تهيئته للعطاء والإبداع والمشاركة في تحقيق حياة متحضرة، فبواسطتها يمتزج ويختلط بالآخرين وتقوي علاقاته مع أعضاء أسرته وأفراد مجتمعه.ويرى التربويون أن هذا الامتزاج يمكن أن يكسب الإنسان خبرات متنوعة، وينمي قدراته ومهاراته المختلفة، واكتساب هذه الخبرات وتلك المهارات يزداد كلما نمت لغته وتطورت وزادت علاقاته بالآخرين اتساعا ونماء، وهذا ما يجعل الإنسان أكثر وعيا وإدراكا وأكثر قابلية للإنتاج والمشاركة في تحقيق التطور الفكري.وإذا كان للغة هذه الأهمية في حياه الإنسان عامة، فإن نموها لدى الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة، كما يقرر التربويون، يمكِّنه من إدارة حياته على أفضل وجه ممكن، لأنها تساعده في تكوين عالمه بكافه أبعاده وجوانبه، وتمكنه من التعرف على الأشياء من حوله، وللغة ارتباط وثيق بكل من تفكير الطفل وذكائه ونمو قدراته، بل إن أي تأخر في لغة الطفل يؤثر تأثيرا مباشرا على مستوى تفكيره وإدراكه. فاللغة إذن ذات فائدة كبرى في زيادة قدرة الطفل على السيطرة ليس فقط على بيئته التي يعيش فيها، بل أيضا على دوافعه واتجاهاته وحاجاته، فالطفل يعبر عن دوافعه واتجاهاته ورغباته وحاجاته إذا كان مالكا لناصية اللغة ومسيطرا على أساسياتها، فهناك دائرة متصلة الحلقات بين اللغة والتفكير والتعبير لدى طفل هده المرحلة، فسماع الطفل لكلام الآخرين يبعث على التفكير والتفكير تعبير والتعبير يكون عادة باللغة، وتواصل الطفل مع الآخرين يساعده على التحول من اللغة الذاتية إلى اللغة الاجتماعية، وذلك مرهون بخبرات الطفل والفرصة التي تتاح له في مرحلة ما قبل المدرسة، لتحتل اللغة هنا مكانا مهما بين المهارات التي تسعى الروضة لإثرائها وبخاصة لغته القومية وما يتضمنها من قيم ومفاهيم متنوعة، فثراء اللغة القومية لطفل الروضة هو أساس تمسكه بكل ما تتضمنه من قيم واتجاهات ومفاهيم حماية له من خطر التعايش مع لغات أجنبية متعددة ذات اتجاهات ومفاهيم متناقضة.وتؤدي اللغة لدى الطفل عدة وظائف، فهناك الوظيفة الاجتماعية، باعتبار أن اللغة أداة اتصال وتفاهم، وهناك الوظيفة العقلية باعتبارها أداة لتكوين المفاهيم والاتجاهات ولها أيضا وظيفة نفسية حين تصبح أداة للتعبير عن النفس والوجدان، وأخرى جمالية باعتبارها وسيلة للتعبير عن التذوق الحسي والجمالي، واكتساب اللغة في مرحلة ما قبل المدرسة يزيد قدرة الطفل على التواصل مع الآخرين، والاندماج والتكيف معهم. لذلك تشكل مرحلة ما قبل المدرسة مرحلة من أهم مراحل حياة الإنسان إذ يكون فيها الطفل قابلا للتطور والتغيير والتشكيل، فلهذه المرحلة أبلغ الأثر في تكوين شخصية الطفل وبناء اتجاهاته وتعزيز دوافعه وإشباع حاجاته، وإذا كانت لغة الطفل تتأثر من حيث المفردات والتراكيب والقواعد بأكثر الأفراد مخالطة له، فطفل هده المرحلة يقضي معظم وقته سواء في البيت أو الروضة أمام أفلام ومسلسلات كرتونية أجنبية ومدبلجة، معجبا بأبطالها، غارقا في التفنن بمحاكاة سلوكياتهم وإيماءاتهم ولغتهم حتى أن لغته تكاد لا تختلف عن لغتهم، ليردد ويكرر العبارات والألفاظ التي ينطقونها بسرعة مذهلة ومهارة فائقة تعتمد على حب ما يظهر من شخصيات في هذه الأفلام والمسلسلات، ومن ثم فالأمر ينذر بخطورة بالغة، لا تتوقف خطورتها على الطفل في الوقت الراهن فحسب، بل على مستقبل هذا الجيل الذي ينمو ويكبر في أحضان مفردات لغوية متفرقة من شأنها أضعاف اتصاله بلغته الأم، حيث تأثر الطفل بلغة وثقافة أخرى تختلف عن لغته وثقافته القومية، يتبعه تأثر بأخلاقيات واتجاهات هذه اللغات منذ الصغر، يزيد المشكلة تعقيدا أن الإنتاج العربي من الأفلام والمسلسلات الكرتونية لا يضاهي الإنتاج الأجنبي ولا ترتقي نسبه ليواجه القدر الهائل والمتزايد للإنتاج الأجنبي الذي يسد حاجة الطفل للتشويق والإثارة والمتعة، ومن ثم انجذاب الطفل عامة وطفل ما قبل المدرسة خاصة لما يسد حاجاته ويشبع دوافعه واتجاهاته، وغالبا ما يترك الطفل دون أدنى مراقبة وتوجيه أثناء المشاهدة، لينعدم التوجيه اللغوي والثقافي لجيل بأكمله، يزداد الأمر خطورة بانشغال الأم عن تربية طفلها وإيداعها إياه بالروضة لتتولى المعلمة مهمة حمايته ورعايته، بل ويجعلها المسؤولة الأولى إزاء إكساب الطفل المهارات المختلفة بما فيها المهارات اللغوية، واستغلال ما يتمتع به طفل هذه المرحلة من خصوبة لغوية فائقة في القدرة على التكرار، واشتقاق المترادفات والأضداد، لتحقيق جودة الاتصال بين الطفل ولغته القومية وما يتصل بها من عناصر ثقافية، فاللغة مفتاح لقيم الأمة وثقافتها وعنوان نهضتها وتقدمها.

7701

| 22 يناير 2014

هل نُرَبِّي أطفالَنا أم هم يُرَبُّونَنَا ؟(1)

يشعر كثير من الكبار، لاختلاف وجهات نظرهم بالنسبة لسلوك أطفالهم، بأن الطريقة الوحيدة لتوجيه أبنائهم نحو السلوك الخلقي هو أن يقرنوا العقاب الصارم بالأشياء السيئة التي يرتكبها الطفل، فإذا زاد ألم العقاب عن السرور الناتج من عمل الولد المشاغب، فإن الطفل سرعان ما يتعلم أن يتجنب السلوك السيئ.غير أن الدراسات التربوية الحديثة تشير إلى أن استخدام أساليب التهديد والعقاب والإهانة من الوالدين والمدرسين يؤدي إلى شعور الطفل بالدونية وعدم الكفاءة وعدم الرضا عن الذات وعلى العكس من ذلك فالتلاميذ الذين يشعرون بتقدير الآباء والأمهات والمدرسين يزدادون ثقة في قدراتهم، وأدائهم، وكفاءاتهم ويتدعم لديهم مفهوم الذات، ويُتوقَّع منهم تحقيق نسبة أكبر من النجاح في تحصيلهم الدراسة.وحول استخدام الثواب أو التشجيع نقول إن الأطفال حساسون جداً نحو سلوكهم، ويجدون سروراً كبيراً في أن يحتفي الكبار بنجاحاتهم،إن الكبار سِراع التأثر بنجاحات أبنائهم، كما أنهم سِراع التأثير في أطفالهم بالتشجيع والتحفيز، ومن الضروري أن يكون التشجيع قائماً على الاستحقاق، إذ لا يجوز الثناء على سلوكيات الأطفال ما لم يبذل الأطفال جهودا وصبرا وحبا للعمل، ويمكن تحقيق الثواب والتشجيع عن طريق الكلمات الطيبة، والابتسامات فإنجاز الطفل لعمل إيجابي معين مثل المساعدة في تحضير المائدة، أو ترتيب وتنظيم الغرفة، ينبغي أن يقابل بالتشجيع والحوافز المختلفة، وقد تكون المكافأة لعبة أو هدية ما والمكافأة يكون لها مفعول أكبر عندما تقدم فور حدوث السلوك المرغوب فيه، ثم تأتي بعد ذلك المكافآت المعنوية للطفل لأنه يكون قد تعلم أن يشعر بالرضا والارتياح لاتباعه السلوك الحسن.ومن المفيد أن نذكر بأنه في التربية يجب أن يكون هناك حد للحب والصرامة. وتظهر البحوث التربوية أن الصرامة الزائدة تنفِّر الأطفال وتجعلهم منطوين مخادعين أشراراً معاندين، ويؤدي السلوك الصارم من الوالدين بعامة ومن الأب بخاصة إلى خلق جو عدم الثقة في نفسية الطفل، ويُنذر يحرمان الطفل من الفرح وحب البيت، لهذا يجب أن يكون الحب والصرامة في التربية متعادلين وأن تسود العائلة روح الجد والتسامح مع المزاح المعقول وأن يكون حب الأطفال موجهاً نحو المثل العليا.وهناك عديد من الدراسات والبحوث الأجنبية والعربية التي جاءت نتائجها تؤكد العلاقة بين سمات شخصية الفرد بما في ذلك سلوكه الاجتماعي وتصرفاته في المواقف الحياتية المختلفة وأكدت تلك الدراسات أن سمة الانبساط والانطواء لدى الأفراد وسمة المشاركة الاجتماعية ترتبطان بإدراك الآباء لنفسية الأبناء ومدى تأثرهم بالعقاب.العوامل الأسرية المؤثرة في عملية التنشئة الاجتماعية للطفل: يمكن تحديد أهم العوامل الأسرية المؤثرة في التنشئة الاجتماعية للطفل بما يلي:-1- أثر سيطرة أحد الوالدين على عملية التنشئة الاجتماعية:إن سيطرة أحد الوالدين على عملية التنشئة الاجتماعية للطفل لها أثرها المباشر في تحديد نوع الدور الذي يسلكه في حياته الراهنة والمقبلة فإذا كان الأب مسيطراً فإن ذلك يؤدي إلى تقمص الذكور لدور الأب ويغلب في سلوكهم النمط الذكوري (الرجولي) أما إذا كانت الأم هي المسيطرة فإن ذلك يؤدي غالباً بالأطفال الذكور إلى السلوك العصابي أو الذهاني أحياناً.وعندما تتعارض سيطرة الأب مع سيطرة الأم فإن الطفل يواجه صراعاً مع اختيار الدور الذي يرتضيه من دوريهما، وقد ينحرف سلوكه عبر مسالك غير سوية، وخير نموذج للعلاقات الأسرية المناسبة للتنشئة الاجتماعية السوية هو النموذج الذي يشبع في جو الأسرة نوعاً من التكامل بين سلوك الأب وسلوك الأم، بحيث ينتهي إلى تدعيم المناخ الديمقراطي المناسب لتنشئة أطفال أسوياء.2- أثر المستوى الثقافي (التعليمي) للوالدين في عملية التنشئة الاجتماعية: يقصد بالمستوى الثقافي درجة التعليم التي حصل عليها الفرد في اطلاعه على الأمور العلمية والأدبية والاجتماعية وهذا ينعكس على نمط حياته الأسرية وفي دراسة حول اتجاهات الوالدين في عدد من المواقف الأساسية في حياة الطفل (النوم والتغذية) تبين أن هناك ارتباطا واضحا بين أساليب المعاملة ومستوى الأبوين الثقافي وأن الأبوين المثقفيْن يستعملان اللين والاهتمام الزائد بحاجات الطفل الضرورية على حين يستعمل الأبوان الجاهلان أساليب أشد قساوة ولا يهتمان كثيراً بحاجات الطفل كحاجته للنوم ففي حال وقع شجار بين الإخوة داخل الأسرة يستعمل 45% من الآباء الجاهلين أسلوب العقاب البدني للمعتدي في حين لا يستعمل هذا الأسلوب إلا 17% من الآباء المتعلمين، ويلجأ 49% من أبناء الطبقات الأرقى للنصح والإرشاد اللفظي مقابل 27% من أفراد الطبقة الدنيا.وحول تسامح الوالدين نحو أبنائهما وجد ارتباط إيجابي ذو دلالة بين مستوى تعليم الأم والأب ومدى تسامحهما مع أبنائهما وكذلك في اختيار المهنة والأصدقاء ولهذا يمكن القول إن مستوى وعي الوالدين يعد عاملاً أساسياً في أسلوب معاملة الطفل وتنشئته الاجتماعية.إذ كلما زاد وعي الوالدين، زاد الاهتمام بعملية تربية الأبناء وذلك من خلال تأكيدهم أهمية الإشباع النفسي والسعادة والانضباط الذاتي للأبناء أما الوالدان المفتقران إلى الوعي التربوي، فإنهما يهتمان فقط بالمسايرة الاجتماعية أو الطاعة العمياء لأبنائهما، أو يميلان إلى استخدام القسوة والضبط الزائد لتصويب سلوكيات أبنائهم التي يرونها خاطئة.3- أثر المستوى الاقتصادي الاجتماعي للأسرة التنشئة الاجتماعية: المعاملة والمستوى الاقتصادي للأبوين: أكدت الدراسات وجود ارتباطات موجية ذات دلالة إحصائية بين المستوى الاقتصادي للأبوين ودرجة تسامحهما وربما يصل إلى 33% ومعنى هذا زيادة التسامح بارتفاع المستوى الاقتصادي وفي دراسة لآلن سميث عن استعمال العقوبات البدنية في الطبقة الدنيا والوسطى تبين أن أسر الطبقة الوسطى قلما تلجأ إلى العقوبات البدنية وإن لجأت إليها فإنها تستعملها باعتدال أما أسر الطبقة الفقيرة فتستعملها كثيرا وتبالغ في قسوتها أحياناً.

1012

| 20 يناير 2014

المخاطر الاجتماعية للمغالاة في مهور النساء 2-2

هدي السنة في المهور قد روى الإمام أحمد في مسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "من أعظم الزواج بركة أيسره مؤنة". وروى أبو داود، والحاكم وصححه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "خير الصداق أيسره". وكانت زيجات الرسول (خير تطبيق لهديه الكريم في هذا المجال. فعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أعتق صفية وجعل عتقها صداقها [متفق عليه]، وروى مسلم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه قال: "سألت عائشة رضي الله عنها كم كان صداق رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: كان صداقه ثنتي عشرة أوقية ونشا. ثم قالت: أتدري ما النش؟ قال: قلت: لا قالت: نصف أوقية. فتلك خمسمائة درهم. فهذا صداق رسول الله صلى الله عليه وسلم لأزواجه" [رواه مسلم]. وعندما زوج النبي صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال له: أعطها شيئاً. فقال: ما عندي شيء. قال النبي صلى الله عليه وسلم: فأين درعك الحطيمة؟ [رواه أبو داود والحاكم وصححه، والنسائي].الآثار الاجتماعية لغلاء المهور يؤكد علماء الاجتماع والتربية أن تأخر الزواج قد يؤدي إلى زيادة الهوة العمرية بين الأبناء والآباء بما ينعكس سلبيا على عملية التنشئة الاجتماعية للأبناء، كما يصاحب تأخر الزواج رؤية اجتماعية يشوبها نوع من الاستنكار أو الشك، بل والرفض الاجتماعي في بعض الأحيان تجاه هؤلاء الذين تأخر زواجهم أو زواجهن.والفتاة التي يتأخر زواجها بعد سن (35) عاماً يغلب عليها الشعور بالعزلة، وتجنب الدخول في علاقات مع الآخرين هروباً من الأسئلة المضايقة المتعددة عند الحديث عن مشروع زواجها مما يجعلها فريسة سهلة للوقوع في براثن الاكتئاب، خاصة في ظل غياب المساندات المشكلة بمرور الوقت دون البحث عن حلول عملية وسريعة لهذه المشكلة التي بلغت مستويات تنذر بعواقب وخيمة من الأمراض النفسية للعديد من الفتيات اللائي يعانين من العنوسة ولذلك على الأسرة أن تراعي الحالة النفسية للفتاة وألا تجعل من الزواج مشكلتها لوحدها، لأن هذه المشكلة تحتاج لتضافر جهود جميع المؤسسات في المجتمع.كذلك من النتائج السلبية للعنوسة كبت مشاعر الأمومة عند الفتاة العانس، لأن مجتمعنا يرفض إشباع هذه الغريزة عن طريق التبني.. فنتيجة لذلك تلجأ بعض الأمهات إلى تشجيع فتاتها على الاختلاط بالشباب ومصاحبتهم لضمان العريس والكثير من التجاوزات الأخرى.والإسلام يبارك الزواج ويحث عليه، كما يحارب – في الوقت نفسه – كل ألوان الإشباع الجنسي من غير طريق الزواج: كالزنا أو اللواط أو المساحقة أو الاستمناء أو غير ذلك من أشكال الانحراف الجنسي. غير أن واقع المسلمين اليوم يكشف عن مآس اجتماعية أليمة تتسبب عن المغالاة في المهور ومن هذه المآسي:1- تأخر سن الزواج بين الشباب، وقد كشفت البحوث الطبية الحديثة أن خير الإنجاب هو ما يكون فيه الزوج [أو الأب] بين الخامسة والعشرين والثلاثين، وما تكون فيه الزوجة [أو الأم] بين الثامنة عشرة والخامسة والعشرين.فالوالدان في هذا العمر ينجبان أبناء أصحاء جسدياً ونفسياً ويتمتعون بمستويات أعلى من الذكاء، وكلما تأخر سن الزواج - وبالتالي الإنجاب - ازدادت فرص ولادة أطفال أكثر عرضة للتخلف العقلي والأمراض الجسدية.2- الانحراف الخلقي: إن المغالاة في المهور تدفع الشباب -وخاصة ضعفاء الإيمان- إلى الانحراف الخلقي بأشكاله المتعددة المعروفة وهذا يشكل أعظم الأخطار التي تهدد الأمة الإسلامية.3- انهيار قيمة التراحم والتواد بين المسلمين: لقد حضّ الإسلام على التراحم والتواد بين المسلمين فيما رواه ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلمٍ كربةً من كرب الدنيا فرج الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة"، والمغالاة في المهور تقتل قيمة التراحم السامية في حياة المجتمع المسلم.4- التكالب على المادة: إن المغالاة في المهور تنم عن جشع مادي رخيص، وتكالب حقير على المتاع الزائل، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، بل ودعا بالتعاسة على من يكون همه المال فقط. فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة [الخميصة كساء أسود مربع له أعلام وخطوط وهي كناية عن التفاخر بالأزياء الفخمة] إن أعطى رضي وإن لم يعط سخط. تعس وانتكس. وإذا شيك فلا انتقش [شيك: أصابته شوكة، انتقش الشوكة: أي استخرجها، فالدعاء معناه ألا يهدأ له بال أبداً إذا أصابه هم أو غم أو ألم].نظرة الإسلام إلى الزواج إن نظرة الإسلام إلى الزواج تقوم على أساس أنه رباط روحي وجسدي مقدس تتكون من خلاله أسرة مسلمة تأتلف عناصرها على المحبة والألفة والرحمة والتواد، قال تعالى: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة * إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون". فإذا تم الزواج بعد أخذ ورد وعناء وشد وجذب فيما يتعلق بالمهر، فإنه يكون من البداية معرضاً للفشل لما شابه من جشع وتفاخر وتكاثر.ومع ذلك فإن الإسلام لم يحدد للمهر حدوداً قصوى، فقد تركه تبعاً لحالة راغب الزواج المادية، فإن كان ميسوراً فلا بأس إذا كان المهر كبيراً، لأنه لن يمثل بالنسبة له عبئاً يعوقه عن الزواج. أما الخطأ كل الخطأ فهو أن يغالي والد العروس في المهر إزاء شاب يرى فيه الصلاح وضعف القدرة المادية، فالواجب على المسلمين أن يسارعوا إلى القضاء على هذه الظاهرة التي تهدد شبابهم وتسيء إلى سمعتهم وتهدد أمتهم بالتباغض والتحاسد وتبذر في مجتمعهم بذور الحقد والضغينة، وعليهم أن يعودوا إلى هدي نبيهم صلى الله عليه وسلم. وما أحرى العلماء أن يكونوا هم القدوة الحسنة في هذا المجال فيزوجوا بناتهم بأيسر المهور حتى يقتدي بهم الآخرون. هذا وبالله التوفيق.

1194

| 17 يناير 2014

المخاطر الاجتماعية للمغالاة في مهور النساء (1-2)

الزواج من أهم النظم الاجتماعية باعتبار أنه نظام اجتماعي يترتب عليه كثير من النظم الاجتماعية الأخرى مثل النظام العائلي والقرابي، كما تعد الرابطة الأسرية (الزواج) هي الأساس الأول الذي تتكون بموجبه الأسرة إلى جانب ما يترتب عليه من آثار اجتماعية مختلفة تتمثل في إنجاب الأطفال وتنشئتهم التنشئة الاجتماعية على أسس سليمة، والزواج هو الوسيلة المثلى لبناء مجتمع قوي مستقر. وقد بدأت ظاهرة تأخر سن الزواج في التنامي مع بدايات القرن الحادي والعشرين مما سبب مشكلة تعاني منها المجتمعات العربية والمجتمع المصري بوجه خاص، فكشفت دراسة رسمية أعدها الجهاز المركزي المصري للتعبئة العامة والإحصاء أن هناك نسبة متزايدة لغير المتزوجين بين الشباب المصري تصل إلى 37% فتشير الدراسة إلى وجود 9 ملايين عانس وأعزب فوق سن الخامسة والثلاثين من بينهم 3 ملايين و773 ألفا و631 فتاة عانس لم تتزوج برغم بلوغهن سن الزواج ومعهم 6 ملايين و246 ألفا و237 رجلا أعزب. وكشفت دراسة أعدها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء بمصر عام 2009 عن توزيع السكان طبقاً للحالة الزواجية والنوع بمحافظات الجمهورية (18 سنة فأكثر للذكور، 16 سنة فأكثر للإناث) أن عدد الذكور غير المتزوجين (767.144) وبلغ عدد الإناث (5722114) بجملة 13392258. قد تسببت ظاهرة العنوسة في العديد من المشاكل الاجتماعية والنفسية، فقد أشارت دراسة لبعض التربويين إلى أن شعور الفتاة العانس بفقدان الطرف الآخر يؤدي إلى تشوه صورة الرجل لديها والإحساس بصورته السالبة ووجود عدوان موجه إلى السلطة الذكرية باعتبارها أحد أشكال التناقض والأزمات التي تمر بها الفتاة العانس. وقد أكدت دراسة أخرى عام 1992م أن الاغتراب الذاتي والقلق العصابي له علاقة بتأخر سن الزواج لدى الإناث وأن أهم أسباب تأخر سن الزواج لدى الإناث العاملات هو الخوف من تحمل المسؤولية ونقص المعلومات أو الخبرات الجنسية بالمقارنة بغيرها. إن التحلل الخلقي للفتاة تأثر بالتكنولوجيا المتطورة والتيارات الثقافية التي غزت الوطن العربي أثرت بشكل كبير على شبابنا "خاصة الفتيات". ففي مصر اعترف تنظيم عبدة الشيطان بأنهم استعانوا بشبكة الإنترنت في طقوسهم واتصالاتهم. والزواج سنة من سنن الله في الأرض.. لذا خلق الله الكائنات كلها من زوجية ذكر وأنثى وعلى رأس هذه المخلوقات الإنسان فخلق الله آدم أولاً ثم أخرج منه زوجه حواء ثم بعد ذلك جعل الله منهما رجالاً كثيراً ونساء والغرض من الزواج ليس إشباع الحاجة الجنسية فقط ولكن الله شرع الزواج لتحقيق مآرب أخرى مثل الحفاظ على الجنس البشري والمحافظة على الأنساب والأعراق والاستقرار النفسي والأمن والطمأنينة بين الزوجين وتكوين الأسرة على أسس سليمة وقوية لتنشئة الأبناء تنشئة سليمة. فالزواج يقي المجتمع من التحلل الخلقي ويؤمن الفرد من الانهيار الاجتماعي فإن غريزة الميل إلى الجنس الآخر حين تشبع بالزواج المشروع والاتصال الحلال تحمي الأمة والمجتمع من الكثير من الأمراض وتجعله يتحلي بأفضل الآداب وأجل القيم وتصبح جديرة بأداء الرسالة وحمل المسؤولية على الوجه الذي يريده الله منها. وتتعدد الأسباب الكامنة وراء تأخر سن الزواج وتختلف من بلد إلى آخر؛ فمنها ما هو عائد إلى أسباب اقتصادية كأزمة السكن والبطالة، ومنها ما هو مرتبط بالعادات والتقاليد، حيث المغالاة في المهور، وانغلاق الطبقات في مسألة الزواج على نفسها.. ومنها ما هو عائد إلى عدم الرغبة في الزواج بسبب انتشار الفساد الأخلاقي والتحلل السلوكي الذي تبثه الفضائيات، وما يترتب عليه من قضاء الوطر في الحرام دون حاجه لتحمل أعباء الزواج مادياً ونفسياً واجتماعياً! وكلها أسباب تصب الزيت في النهاية على نار الأزمة المشتعلة. على أن دراسات عدة توصلت إلى أن أهم الأسباب الحقيقية وراء تفشى ظاهرة العنوسة في المجتمعات العربية تعود إلى غلاء المهور وارتفاع تكاليف الزواج وكذلك أزمة السكن وارتفاع أسعاره وانتشار البطالة وارتفاع الأسعار. والمؤكد أن كثيرا من الفتيات يعانين من مشكلة العنوسة بدرجات متفاوتة، وأصبحت قضية تأخر سن الزواج من القضايا التي تأخذ حيزا من تفكير معظم الفئات سواء من أولياء الأمور أو من الشباب والفتيات وذلك نتيجة الارتفاع المتزايد في حده هذه الظاهرة. وقد اهتمت الشريعة الإسلامية بالزواج باعتباره الدعامة الأساسية التي يقوم عليها بناء الأسرة، ولم تتركه للناس يقيمون قواعده وأصوله ويضعون نظمه وأحكامه، واعتبر الإسلام الزواج واجباً اجتماعياً من وجهة نظر المجتمع وراحة بال وسكناً من وجهة نظر الفرد وسبل مودة ورحمة بين الرجال والنساء. والمؤكد أن الشريعة الإسلامية حاربت الرهبانية لكونها تتصادم مع فطرة الإنسان وتتعارض مع ميوله وغرائزه، فلقد شرع الله الزواج لتنظيم حياة البشر وحفظ الجنس البشري والمحافظة على الأنساب والأعراض، وكذلك لإشعار كل من الرجل والمرأة بالمودة والاستقرار والطمأنينة. فعن سهيل بن سعد أن النبي (قال لرجل "تزوج ولو بخاتم من حديد" وفي لفظ آخر "التمس ولو خاتماً من حديد" (رواه البخاري) تتجلى في هذا الحديث قيمة كبرى من قيم الإسلام هي" التيسير" ورفع الحرج عن الأمة فالأمر النبوي الكريم بالتماس أقل المهر –ولو كان خاتمًا من حديد- هو مثال على حرس الإسلام على تيسير الأمور. وهذا الحديث يسمى أحيانا حديث (الواهبة نفسها) وقصتها أن امرأة عرضت نفسها على النبي صلى الله عليه وسلم ليتزوجها فلما ظهر لصاحبته رضوان الله عليهم أنه عليه السلام غير راغب في الزواج، تقدم له أحدهم ولم يكن يملك مهرًا. فسأله النبي صلى الله عليه وسلم (هل معك من القرآن من شيء) فقال: معي سورة كذا وسورة كذا. قال اذهب فقد أنكحتكها بما معك (أي بما تحفظ) من القرآن. وفي سند عن أبي داود عن أبي هريرة (تفسير ذلك بعشرين آية وعند غيره بسورة البقرة. وروي أبو نعيم في "حلية الأولياء" قال "خطب أبو طلحة لأم سليم قبل أن يسلم فقالت: أما إني فيك لراغبة وما مثلك يرد. ولكنك رجل كافر وأنا امرأة مسلمة لا يحل لي أن أتزوجك فقال: ما دهاك يا رميصاء؟ قالت: وماذا دهاني؟ قال: أين أنت من الصفراء والبيضاء (يريد أنه غنى عنده ذهب وفضة) قالت: لا أريد صفراء ولا بيضاء فأنت امرؤ تعبد مالا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئاً أما تستحي وأنت تعبد خشبة من الأرض؟ أن أنت أسلمت فذلك مهري ولا أريد من الصداق غيره، قال ومن لي بالإسلام يا رميصاء؟ قالت: لك بذلك رسول الله (فاذهب إليه، فانطلق أبو طلحة يريد النبي صلى الله عليه وسلم، وكان جالساً مع أصحابه فلما رآه مقبلاً قال لصحابته (جاءكم أبو طلحة وغرة الإسلام بين عينيه) ثم جلس أبو طلحة وأسلم بين يدي رسول الله صلى الله عليه سلم، وأخبره بخبر الرميصاء فزوجه إياها على ما شرطت عليه من مجرد الإسلام. كل ما سبق صريح الدلالة على جواز التزويج بحفظ القرآن أو بعضه، أو أيسر المهر ممثلاً في خاتم ولو من حديد.

1052

| 10 يناير 2014

نمط من البشر

البشر أنماط متنوعة، ونماذج متفاوتة، وهذه الأنماط على تنوعها وتفاوتها، تتقافز في حياتنا بصورة رتيبة، سريعة، عابرة، لا نلتفت إليها، ولا نتأمل سلوكياتها، ولا نكلف أنفسنا عناء التعمق في عاداتها وأساليبها.ولعل أهم أسباب تجاهلنا مرور هذه الأنماط البشرية، وعدم تعمقنا في سلوكياتها ودوافع تلك السلوكيات، أنها تمر مرورا عابراً، سريعاً، لا يكاد يترك لنا فرصة للتأمل والتفكير.غير أن هناك نمطاً معيناً يمكن له أن يخترق اعتزالنا هذا الدائم، ويعكر سكوننا هذا المقيم، ويجبرنا إجباراً على التأمل والتفكير فيما يأتي وما يدع، والتعمق فيما يقول وفيما يفعل. وهذا النمط الذي أقصده، نراه يومياً على شاشات الفضائيات يتنقل في سرعة البعوض ورشاقة الخفاش من هنا إلى هناك، مرة يعظ الناس فيأمرهم بما يراه هو معروفا، وينهاهم عما يراه هو منكراً. ولا أحد يسأله بأي مقياس يقيس ما يراه منكراً ؟ ومرة تراه على شاشة أخرى يدافع عن سادته دفاع الجندي المتخم بإيجاد قادته، المتقمص شخصية من شخصيات سادته، المتحمس حد الموت دفاعاً عما يساقطونه عليه من فُتات. ومرة ثالثة تراه على شاشة أخرى يفسر أحلام العذارى، ويستقبل أنَّات الأرامل، ويتوجع لشكايات اللواتي يخفن من أزواجهن نشوزاً أو إعراضاً أو هجراناً.ولو تأملت ما يختلج في نفسه وما يرين على جلد وجهه من تجاوب مع تلك الأحلام والأنات والشكايات لرأيت العجب العُجاب.ومرة رابعة تراه على شاشة أخرى يخوض في سير عظماء رحلوا عن دنيانا فيتنقص هذا ويسب ذاك وربما اصطنع لنفسه أدواراً يخيل إليه أنه أداها. ويريد للناس أن يتقبلوا منه هذا التخيل على أنه حقيقة.وعلى شاشة خامسة تراه يتقمص شخصية زعيم ثائر فائر قاد الشعب بخطبه الحماسية في ثورات 1919 ، 1952 ، 2011 وهاجم الإنجليز والملوك والإقطاع والرأسماليين والعسكر المستبدين والمتشددين والدينيين والليبراليين والمفسدين .... فهو في كل العصور ناقم، وعلى العهود ثائر فائر بلا هوادة، لم يُخلق إلا لقيادة الجماهير وتوجيهها.وأكثر ما يشدك إلى هذا النمط من البشر هو قدرته الفائقة على أداء حركتين متضادتين بقفزة واحدة. وقدرته على أن يضحك بإحدى عينيه ويبكي بالأخرى بطريقة مؤثرة في ثانية واحدة وقد منحته هاتان القدرتان هالة من الرهبة وشيئاً من القداسة في قلوب العوام.وأكثر ما يجذبك للاستماع إلى هذا النمط من البشر هو هذا الألق المبهر الذي يلمح في عينيه, وتضطرب له شفتاه، ويرقص له أنفه، وتهتز له أطراف أصابعه مشيراً بها هنا وهناك حيث يكذب، فيصور لك الحق باطلاً، والباطل حقاً ويستميت في دفاعه عن الباطل بكذبات متتالية قاطعة صارمة متسارعة يأخذ بعضها برقاب بعض.وهو حين يكذب لا يخجل ولا يظهر عليه ما يظهر على الناس حين يكذبون من توتر واضطراب، بل هو يكذب سعيداً، متحمساً، راضياً عن نفسه كل الرضا، مقتنعاً بما يقول مل الاقتناع، ولعلك إن شققت عن قلبه ستجد فيه من المرارة والكآبة والندم أضعاف ما تتخيل، لأنه في النهاية: نمط ... من البشر !!! والطبيعي أن البشر – مهما تختلف أنماطهم، ومهما تتنوع نماذجهم – يتألمون عندما يكذبون، ويتألمون عندما يغشون، ويتألمون عندما يخدعون الناس، فإن كذبوا وغشوا وخدعوا ولم يتألموا فمن الصعب أن نتقبلهم على أنهم بشر، بل لعل الصواب أن نرى فيهم آية من آيات الله، وصورة من صور قدرته سبحانه على خلق أنماط من الحيوانات الخسيسة في صورة إنسية بشرية !! .

571

| 04 يناير 2014

alsharq
«أنا الذي حضر العربي إلى ملعبي»

-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...

2328

| 07 ديسمبر 2025

alsharq
خيبة تتجاوز الحدود

لم يكن خروج العنابي من بطولة كأس العرب...

2256

| 10 ديسمبر 2025

alsharq
الفدائي يشعل البطولة

لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...

1458

| 06 ديسمبر 2025

alsharq
القيادة الشابة VS أصحاب الخبرة والكفاءة

عندما يصل شاب إلى منصب قيادي مبكرًا، فهذا...

1176

| 09 ديسمبر 2025

alsharq
هل نجحت قطر؟

في عالمٍ يزداد انقسامًا، وفي إقليم عربي مثقل...

762

| 10 ديسمبر 2025

alsharq
النضج المهني

هناك ظاهرة متنامية في بعض بيئات العمل تجعل...

663

| 11 ديسمبر 2025

alsharq
أنصاف مثقفين!

حسناً.. الجاهل لا يخدع، ولا يلبس أثواب الحكمة،...

642

| 08 ديسمبر 2025

alsharq
الإسلام منهج إصلاح لا استبدال

يُتهم الإسلام زورًا وبهتانًا بأنه جاء ليهدم الدنيا...

579

| 07 ديسمبر 2025

alsharq
العرب يضيئون سماء الدوحة

شهدت قطر مع بداية شهر ديسمبر الحالي 2025...

570

| 07 ديسمبر 2025

alsharq
تحديات تشغل المجتمع القطري.. إلى متى؟

نحن كمجتمع قطري متفقون اليوم على أن هناك...

504

| 11 ديسمبر 2025

alsharq
مسيرة تعكس قيم المؤسس ونهضة الدولة

مع دخول شهر ديسمبر، تبدأ الدوحة وكل مدن...

492

| 10 ديسمبر 2025

alsharq
اليوم الوطني.. مسيرة بناء ونهضة

أيام قليلة تفصلنا عن واحدٍ من أجمل أيام...

468

| 08 ديسمبر 2025

أخبار محلية