رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

كيف نتذكر ما تعلمناه تذكّرًا جيِّدًا؟

يرتبط التعلم ارتباطاً شديداً بالتذكر، ذلك أنه إذا لم يتبق لدينا شيء من خبراتنا السابقة فلن نتعلم شيئاً، وللتذكّر أهميته الخاصة، فإن تفكيرنا مرتبط إلى حد كبير بما نتذكر من حقائق، كما أن استمرار الإدراك في حد ذاته، إنما يتوقف على استمرار ذاكرتنا، فنحن نستطيع أن ندرك العلاقات بين الماضي والحاضر، ونقوم بعمل تنبؤات عن المستقبل، ويرجع الفضل في ذلك كله إلى حضور ذاكرتنا وقوتها ومرونتها. ونحن نتعلم ونتذكر وننسى باستمرار، وتجَمُّع المعلومات وتراكمها هي عملية يبدو فيها الشخص كمن يخطو خطوتين للأمام وخطوة للوراء. وهذه العملية تحتم على المدرس والطالب الاهتمام بجانبين أساسيين هما:- كيف يمكن أن يكون التعلّم فعّالاً؟- كيف نتذكر ما تعلمناه تذكراً جيداً؟ ولو كان الإنسان يتذكر كل ما يتعلمه، ولو أمكن حفظ الحقائق والمفاهيم والمهارات حفظاً تاماً؛ لكانت الامتحانات غاية في السهولة، ولكانت معلوماتنا ومعارفنا واسعة تماماً، إلا أن الواقع غير ذلك، فحصيلة الطفل من المعلومات خلال عام واحد ضئيلة، لاحظ مثلاً مقدار ما يتذكره الطالب الجامعي من دراسة اللغة الفرنسية في المرحلة الثانوية، أو من دراسة التاريخ، إن ما يتذكره لا شك قليل ومحدود.وسوف نعرض لمفهوم كل من التذكر والنسيان وما يرتبط بهما من عوامل قد تساعد على التذكر أو تقادم النسيان..التذكر: سوف يتم الحديث عن النقاط التالية:- تعريف التذكر.- وسائل التذكر.- العوامل المؤثرة في التذكر.(1) تعريف التذكر: التذكر هو القدرة على استرجاع الخبرات السابقة، ولذلك فإن التعليم يعتمد على ما نستطيع تذكره في الوقت الحاضر، كما أن التعلم والتذكر عمليتان يؤدي كل منهما إلى الآخر. فنحن لا نستطيع أن نتعلم شيئاً دون استعادة ما يرتبط بالموقف التعليمي من خبرات ماضية، كما أن التعلم لا يكتسب معناه إذا لم نكن قادرين على تذكر ما تعلمناه لنستخدمه في مواقف مقبلة.(2) وسائل التذكر:1- الاستدعاء: هو: عملية استرجاع الاستجابات الماضية دون وجود المثير الأصلي الذي استدعاها في الأصل، ومثال ذلك: استرجاع قصيدة من الشعر ثم تعلمها في الماضي، أو: استرجاع بعض المعلومات التي دُرِسَتْ من قبل. ويتم الاستدعاء على هيئة صور ذهنية تنقل المعنى الذي وُجد في المثير الأصلي أثناء عملية الإدراك، وهذه الصورة الذهنية تحدث غالباً في صورة ألفاظ وعبارات. وقد يكون الاستدعاء مباشراً أو غير مباشر.2- التعرف: عندما نتعرف على شيء فإننا نعني بذلك أن هذا الشيء مألوف لدينا، والتعرف ظاهرة شائعة وهي تتم بطريقة تلقائية، فقد تقابل زميلاً قديماً لك لم ترهُ منذ وقت طويل وتقول له: "إنني متأكد أننا تقابلنا من قبل رغم أنني لا أذكر اسمك أو أين ومتى كان ذلك".3- التداعي والترابط: تتداعى الأفكار المترابطة لدى الفرد، أي أن الفكرة تلو الأخرى في ترابط واتصال، حيث يتذكر الفرد موضوعات وأموراً يتصل بعضها ببعض، وبقدر ترابط تلك الأفكار وتماسكها تحدث عملية التداعي لدى الفرد. ويوجد نوعان من التداعي هما: التداعي الحر والتداعي المقيد. (3) العوامل المؤثرة في التذكر:1- سرعة وبطء المتعلم: يختلف الأفراد فيما بينهم من حيث معدل السرعة في عملية التعلم، فمنهم من يتقدم بسرعة ملحوظة، ومنهم بطيء التعلم؛ وبالتالي يؤثر هذا العامل في تذكر الموضوعات من حيث السرعة في التعلم والفهم والاستيعاب.2- مواد التعلم: يؤثر عامل المعنى تأثيراً فعالاً في مدى تعلم الفرد للمواد المختلفة. فالمادة ذات المعنى أسهل وأيسر في تعلمها واسترجاعها، حيث يجد التلميذ يسراً في حفظ المواد ذات المعاني الواضحة، وبالتالي يؤدي عامل المعنى إلى سرعة التعلم والحفظ والاسترجاع.3- طرقة التعلم: تؤثر طريقة التعلم المستخدمة في مواقف التعلم، على مقدار حفظ المادة، ومقدار تذكرها، فالطريقة الكلية في التعلم -رغم تعدد فقرات الموضوع المدروس- إلا أن المتعلم يحاول دراسته كوحدة كلية متكاملة الأجزاء. بينما في الطريقة الجزئية يسير المتعلم في تعلمه للأجزاء حتى ينتهي من الموضوع. ويرتبط بطريقة التعلم التدريب والممارسة اللذين يساعدان المتعلم كثيراً في مقدار حفظه للمادة المتعلمة وتذكرها.النــسـيـان: سوف يتم الحديث عن النقاط التالية:1- تعريف النسيان.2- عوامل النسيان.3- العوامل التي تساعد على الحفظ الجيد (مقاومة النسيان).1- تعريف النسيان: هو: عدم القدرة على تذكر بعض الخبرات التي سبق اكتسابها وتعلمها، ومن ثم يُعْتَبَر الجانب السلبي للتذكر. وعملية النسيان التي تحدث للإنسان، فيفقد بعض خبرات ومواقف من ذاكرته وبالتالي لا يقوى على تذكرها، لهو أمرٌ مفيدٌ بالنسبة له. فقد تكون الخبرات والمواقف مؤلمة غير سارة وبالتالي فإن نسيانها أفضل من تذكرها. كما أن العقل الإنساني تتراكم بداخله الحقائق والمعلومات والمواقف. هذا التراكم والتزاحم من شأنه أن تختلط الأمور ببعضها البعض، ولكن عملية النسيان التي تحدث تحقق جزءاً من التنظيم لتلك المعلومات والحقائق، حيث يتسع المجال لمعلومات وإضافات جديدة تنمّي العقل والتفكير.2- عوامل النسيان:أ - الفترات الزمنية الطويلة تؤدي إلى نسيان الموضوع أو الشيء، حيث ينقص مقدار تذكر الفرد للموضوعات والخبرات والمهارات.ب- التداخل الذي يحدث بين مجموعة من الأفكار والحقائق، من شأنه أن يؤدي إلى النسيان.ج- الكف الرجعي الذي يحدث في مواقف التعلم يساعد على حدوث النسيان.د- عدم تثبيت موضوع التعلم عن طريق التكرار يساعد على حدوث النسيان.هـ- المواقف الانفعالية المؤلمة بالنسبة للفرد تساعد على حدوث النسيان؛ نظراً لأنها تكبت ولا تظهر في الشعور.و- غموض المعنى والتباسه لدى الفرد في موضوعات التعلم يؤدي إلى النسيان.3- العوامل التي تساعد على الحفظ الجيد: 1- وضوح المعنى لدى المتعلم: يؤدي وضوح المعنى لمحتوى المادة التي يتعلمها الطالب إلى تسهيل الحفظ، وتسهيل عملية التعلم بشكل عام. وقد تبين من نتائج بعض الدراسات أنه من السهل تذكر المادة الدراسية إذا كان معناها مفهوماً وواضحاً وكان محتواها منظماً والعكس. 2- التنظيم: يساعد التنظيم السليم على حفظ آلاف الحقائق والمفاهيم والمهارات في اللغة والعلوم والرياضيات والاجتماعيات وغيرها من المواد الدراسية التي يتعلمها طلاب المدارس على اختلاف أنواعها ومراحلها، كما يؤدي تنظيم المادة الدراسية وفهمها إلى مقاومة الكف الرجعي.3- الإتقان: من الصعب تذكر أي معلومات دون إتقانها، ويتحقق الإتقان عن طرق التدريب المتواصل على مهارة ما، أو حفظ معلومات ما، فإن زيادة التعلم واستمراريته في موضوع معين تقلل من النسيان وتساعد على الحفظ.4- المراجعة: مراجعة المادة أو المواد المتعلمة التي نستذكرها مراجعة منتظمة وعلى فترات يساعد على الحفظ ويقلل من نسبة النسيان، وترجع أهمية المراجعة إلى أنها تساعد على تثبيت المادة المتعلمة. 5- التكامل: يمكن تحسين الحفظ عن طريق العمل على تكامل الموضوعات التي يدرسها الطلاب في تتابع. فعندما يدرس الطلاب مجموعة متتالية من الموضوعات كما في العلوم أو المواد الاجتماعية أو اللغة العربية، يجب أن يكون الموضوع الجديد مرتبطاً بالموضوع القديم أو يدرس كاستمرار طبيعي للموضوع القديم، ومثل هذا التكامل في دراسة الموضوعات المتتابعة يقلل من فرصة النسيان.العوامل الدينامية المساعدة على الحفظ: ومن أمثلة هذه العوامل: الميول، والاستعداد العقلي، وتوافر هذين العاملين من شأنه أن يساعد على التذكر ويقلل من فرص النسيان.

4987

| 01 أغسطس 2014

هل طفلك ذكي؟

مع مطلع القرن العشرين بدأ ميدان علم النفس يزخر بالعديد من مقاييس الذكاء التي اهتمت –على العكس من اختبارات جالتون- بقياس ما يسمى بالذكاء المكتسب والذي يعكس عادة ما يكتسبه الفرد من خبرات ومعارف ومعلومات ومن أشهر المقاييس التي ذاع صيتها في تلك الفترة ستانفورد، بينيه ومقياس وكسلر لذكاء الراشدين.إن المتتبع لنشأة مقاييس الذكاء في علم النفس وحتى السبعينيات من القرن العشرين لا يستطيع أن ينكر النجاح الباهر الذي حققته حركة القياس العقلي في علم النفس وذلك بتقديمها لأول مرة مجموعة من المقاييس والاختبارات الموضوعية المقننة التي تتسم بالثبات والصدق أمكن الاعتماد عليها في قياس القدرات العقلية المختلفة عند الأفراد وعلى رأسها مقياس الذكاء وهناك العديد من الفوائد التي نتجت عن استخدام الباحثين لاختبارات الذكاء، منها مثلاً: استخدام اختبارات الذكاء لمفهوم نسبة الذكاء وهو مفهوم لم يكن موجوداً من قبل، بحيث أمكن الاعتماد عليها في تصنيف الأفراد إلى فئات حسب نسب ذكائهم ومن ثم التنبؤ بمدى كفاءتهم في الأعمال والمهام التي يناط إليهم بها.كما أثبتت اختبارات الذكاء نجاحاً عالياً في قدرتها على التنبؤ بالتحصيل الدراسي، بحيث أمكن الاعتماد عليها في إلحاق الأطفال بنوع التعليم الذي يتناسب مع قدرتهم ولم يقتصر استخدام اختبارات الذكاء في مجال التعليم الدراسي فحسب، بل امتد ليشمل مجالات أخرى مثل التقييم الإكلينيكي والاختبار المهني، حيث ساعد على استخدام مقاييس الذكاء في تقييم العديد من البرامج العلاجية وبرامج قبل وبعد العلاج أو التدريب. هل طفلي ذكي؟ والسؤال الذي يشغل بال كل أب وأم هو: هل أستطيع قياس ذكاء طفلي؟ وإذا تبين أنه ذكي فكيف يمكنني الحفاظ على نعمة الذكاء؟ بل وتنميتها؟ وهل تظل نسبة الذكاء للفرد ثابتة سني حياته؟ الواقع أن الإجابة عن هذا السؤال ما زالت مطروحة محوطة بكثير من النقاش، فلم يتفق بعد علماء النفس على رأي قاطع فيها، نظراً لأن هناك الكثير من العوامل التي تحول دون قياس نسبة ذكاء الفرد الواحد بشكل دقيق في مراحل النمو المختلفة، كما أن العوامل الانفعالية وظروف البيئة تؤثر في الشروط التي يجري فيها الاختبار ولكن رغم ذلك كله يمكن القول بوجه عام إن نسبة الذكاء تظل ثابتة في مختلف سني حياته المختلفة، لكن هناك بعض الفرص لتنمية الذكاء وتفعيله.ويرى العلماء أن الذكاء مفهوم مجرد، فهو لا يشير إلى شيء مادي أو ملموس يمتلكه الشخص الذكي ولكنه مفهوم نصف به السلوك والتصرفات التي تصدر عن الفرد.خصائص الذكاء:1- الذكاء تكوين فرضي، فهو لا يشير إلى شيء مادي ملموس يمتلكه الشخص ولا يلاحظه مباشرة ومن ثم لا يقاس قياساً مباشراً ولذلك نستدل عليه عن طريق آثاره أو النتائج المترتبة عليه.2- الذكاء عامل مشترك بين جميع العلميات العقلية ويسهم فيها بدرجات متفاوتة وهذا العامل يمثل الجانب المعرفي من الشخصية، أي قدرة الشخص على فهم معالم بيئته واكتشاف الصفات الملائمة للأشياء والأفكار وعلاقة بعضها ببعض.3- الذكاء استعداد يرثه الفرد عن أبويه وأجداده ولذلك فإن خاصية الذكاء تلازم الشخص طوال حياته وتعد من الصفات الثابتة نسبياً في شخصية الفرد وليس معنى هذا أن البيئة لا تؤثر في الذكاء واستغلال هذا الموروث إلى أقصى درجة ممكنة، بل إنها قد تكون عاملا مساعدا أو مثبطا للذكاء.4- نمو الذكاء: أكدت نتائج اختبارات الذكاء أنه ينمو ويقف عند سن السادسة عشرة تقريباً وهي نتيجة قد تكون مثيرة للدهشة إلى حد ما، فقد كانت السن المضبوطة التي يتوقف فيها الذكاء هي سن الرابعة عشرة وبينيه Pinet يجعله في سن الخامسة عشرة وأوتسن يجعله في سن الثامنة عشرة وقد قامت دراسات أخرى أثبتت ذلك منها دراسة "بلادر" والتي تبين منها ثبات الذكاء عند سن الخامسة عشرة.5- توزيع نسبة الذكاء دلت البحوث على أن توزيع نسب الذكاء في أي مجتمع إنساني يتبع المنحنى الاعتدالي ويمكن توضيح هذا التوزيع في الجدول التالي:مستويات الذكاءنسبة الذكاءالنسبة المئوية لعدد الأفرادعبقريذكي جداًذكي أو فوق المتوسطعادي أو متوسط الذكاءغبي أو أقل من المتوسطغبي جداًضعيف مورونأبلهمعتوه140 فأكثر120-140110-12090-11080-9070-8050-7025-50أقل من 250.25%6.75%13%60%13%6%0.75%0.19%0.06%6- الفروق بين الجنسين في الذكاء:إن جنس الطفل "كونه ذكراً أو أنثى" يؤثر في نشاطه العقلي وذلك لسببين، أولهما أنه من المحتمل أن توجد روابط جنسية في الموروثات تختلف في تحديد أدوار كل من الجنسين وما يربط بها من قدرات.وقد اهتم كثير من الباحثين ببحث الفروق بين الجنسين في مستوى الذكاء وقد وجد هؤلاء الباحثون عندما قارنوا بين درجات الذكاء التي حصل عليها الذكور وتلك التي حصل عليها الإناث أن التميز يميل إلى مصلحة أحد الجنسين تارة ولمصلحة الجنس الآخر تارة أخرى.مقاييس الذكاء: ارتبطت نشأة مقاييس الذكاء من الناحية التاريخية بازدهار حركة القياس العقلي التي بدأها جالتون في أواخر القرن التاسع عشر، فقد اهتم جالتون بقياس ما يسمى بالذكاء الموروث عند الأفراد، حيث تأثرت بحوثه بنظرية شارلز دارون في النشوء والارتقاء كما تأثرت بقوانين مندل في الوراثة التي ظهرت في ذلك الوقت. وانعكس اهتمام جالتون بدراسة الاستعدادات الوراثية والأولية لمفهوم الذكاء في تقديمه مجموعة من المقاييس والاختبارات العقلية التي تعتمد على مقياس زمن الرجع وهو المفهوم الذي رأى جالتون أنه يكشف عن الجوانب البيولوجية والفسيولوجية لمفهوم الذكاء.ورغم النجاح والشهرة التي حققتها مقاييس الذكاء في العديد من الميادين، غير أن حركة القياس العقلي وما صاحبها من ظهور اختبارات لقياس الذكاء أسهمت، إلى حد كبير، في إهمال الباحثين لدراسة طبيعة هذا المفهوم من الناحية النظرية وحتى الآونة الأخيرة ارتفعت أصوات كثير من الباحثين تنادي بإعادة النظر فيما تقيسه اختبارات الذكاء الحالية، حيث تتسم بكثير من جوانب القصور والتي تتلخص فيما يلي:1- افتقار معظم اختبارات الذكاء إلى إطار نظري تقف عليه. يظهر ذلك في أن نشأة اختبارات الذكاء في علم النفس جاءت تلبية لحاجة عملية خاصة بمتطلبات المجتمع، فغني عن الذكر أن ظهور اختبار ستانفورد-بينيه جاء استجابة لطلب الحكومة الفرنسية توفير أداة موضوعية للكشف عن الأطفال المتأخرين عقلياً، كما قدم وكسلر مقياسه المعروف بمقياس وكسلر لذكاء الراشدين أثناء عمله في مستشفى بلنيو، حيث شعر بضرورة الحاجة إلى أداة موضوعية لتقييم المرضى من الناحية الإكلينيكية. كذلك أثارت ظروف الحرب العالمية الأولى والثانية كثيراً من المشكلات الخاصة باختبار وتصنيف آلاف المجندين في الجيش، مما ساعد على ظهور اختبارات الذكاء الجمعي والتي كان لها أثر فعال في مواجهة هذه المشكلات.2- ترتب على نجاح وانتشار اختبارات الذكاء إهمال الباحثين تعريف هذا المفهوم من خلال إطار نظري معين، بل ذهب البعض إلى القول بأن تعريف الذكاء هو ما تقيسه اختبارات الذكاء وذلك ليؤكدوا الوضع الراهن لتعريف هذا المفهوم ومدى الحاجة في المستقبل لنظريات جديدة تكشف عن الجوانب المختلفة لمعنى الذكاء.3- إن تحليل أسئلة وبنود اختبارات الذكاء الحالية على اختلاف أنواعها يكشف عن وجود تشابه كبير في مضمون الأسئلة، فرغم حدوث تقدم كبير في نظريات القياس العقلي ونماذج جديدة مثل نظرية السمات الكامنة، غير أن التقدم في نظريات القياس العقلي لم يصاحبه تقدم يذكر في مضمون المقاييس والاختبارات النفسية وذلك لافتقارها لنظرية سيكولوجية خاصة في تعريف الذكاء.

2205

| 31 يوليو 2014

كيف نُرَبِّي ونُعَلِّمُ بِلاَ حِوَارٍ؟!!!

طريقة التدريس القائمة على الحوار يشعر فيها الطالب بأهميته داخل الفصل، مما يكسبه شعورًا بالارتياح ودافعاً نحو المشاركة والتفاعل مع معلمه وزملائه، فالحوار يساعد الطالب على تحقيق التفاعل والإيجابية والثقة بالنفس، ويشعر الطالب من خلاله بالراحة والطمأنينة والحرية والمحبة، وهذه الأمور تُكسب الطالب شعورًا طيبًا ورغبة في التعليم. فالمعلم من خلال طريقة التدريس الحوارية يستطيع أن يدرب طلابه على حسن الاستماع وعلى قبول الآخر واحترامه وذلك من خلال تصرفه وسلوكه داخل الفصل، كما أنه تتولد لدى الطالب الرغبة في المشاركة الفعالة في الحوار الذي يتم داخل الفصل، من خلال تفاعل الطالب مع معلمه، فيستجيب المعلم للطالب ويتفاعل معهم أثناء التدريس، مما يكون له آثار إيجابية في تعليم الطلاب وفي نموهم، بل وفي رضاهم عن المعلم والدرس. فقد أكدت دراسات التربويين أن الحوار داخل الفصل يعتبر طريقة لزيادة فهم وتقليل الضرر الذي يتعرض له الطالب داخل الفصل، كما أن الطريقة الحوارية في التدريس تدفع المتعلم إلى زيادة القدرة على تقبل وجهات النظر المختلفة، لأن المتعلم فيها يستمع ويشاهد بعض الآراء المختلفة والحجج المتعارضة، فيتعود ممارسة هذه الخلافات، كما أنها تدعوه إلى عدم التعصب والتسلط والاتجاه إلى آراء واتجاهات غير صحيحة. إن استخدام المعلم للأسلوب الحواري له فوائده الكثيرة التي تعود على المتعلم خاصة والمجتمع عامة، سواء أكان استخدامه للأسلوب الحواري وسيلة للتعليم التراكمي أم عملية مستمرة من أجل الاستدلال على مدى تطور الفهم لدى المتعلم، أم كان وسيلة للإعداد للحياة، فهو يجعله فردا مؤثرا في المجتمع تأثيرًا يؤدي إلى التقدم والتطور، فقد أكدت الدراسات أن من العوامل التي تعرقل التطور التعليمي والثقافي ترجع بشكل أساسي إلى المعلمين والصعوبات التي يجدها في بناء الأسلوب الحواري من الطرق المختلفة للتفكير. فهذه الطريقة تعد تحويلا للطريقة التقليدية، حيث يقوم المعلم بتشجيع الطلاب للوصول إلى استنتاجات نابعة من ذاتهم ومرتكزة على خلفية معرفية مناسبة، كما يتيح المعلم الفرصة لهم للاستفسارات وتبادل الأسئلة معه. فالمعلم لديه معرفة جزئية دائمًا ما تعتمد على ثقافة متحيزة مثل أي فرد في أي جماعة، فالمعلم يحاول حث الطلاب على التساؤل وعلى التفكير الجماعي. ويمكن القول إن استخدام المعلم لهذه الطريقة داخل الفصل مع طلابه من أفضل الطرق، لأنها طريقة قائمة على إكساب التلاميذ روح التعاون والديمقراطية والتعبير عن ميولهم واتجاهاتهم والمشاركة الفاعلة إلى جانب الاحترام المتبادل بين المعلم والمتعلم، لأنها تقوم على "المناقشة والحوار الذي يعبر كل طالب فيه عن نفسه كما تقوم على وجود علاقات حميمة وهذا يُعد مؤشرا من المؤشرات التي تشعر الطالب "بالأمان والتقدير، فيكون على استعداد لطرح آرائه بجرأة وشجاعة وتنمو عنده روح المبادرة، لأنه من خلالها يشعر أن المعلم صديق له ولا يسخر مما يقدم من أفكار أو مشاركة في حوار. وقد حصر التربويون مزايا استخدام الطريقة الحوارية في التعليم في النقاط التالية: * إن الاعتماد على الأسلوب الحواري يساعد على بناء مجتمع ديمقراطي، الكل مشارك فيه مشاركة مناسبة ومسؤولة.* يساعد الأسلوب الحواري على العمل الجماعي والابتعاد عن الفردية وإلى التعاون وبث روح المنافسة الشريفة. * يساعد الأسلوب الحواري على نشر جو تسود فيه الحرية والاحترام المتبادل لا على أساس التعصب أو التحيز لفئة معينة. * إن الأسلوب الحواري يسهم في إيجابية المتعلم وذلك من خلال قيامه بدوره في العملية التعليمية وفي قدرته على التعلم من خلال المشاركة الإيجابية والتفاعل المستمر وإيمان معلمه بقدرته على مشاركته الفعالة فيكون المتعلم أكثر ثقة بنفسه ويكون من الأفراد المنتجين داخل المجتمع. * يساعد الأسلوب الحواري الطالب في جعله مقبلاً على التعلم والمشاركة في الأنشطة التي تقيمها المدرسة، حيث يكون أكثر رغبة في عرض أفكاره وآرائه والتعبير عن ذاته. فالطريقة الحوارية هنا وسيلة فاعلة للعملية التعليمية، فهي وسيلة الاتصال بين الأطراف المشتركة في المواقف التعليمية، سواء أكان هذا الاتصال والتحاور بين المعلم وطلابه أم بين الطلاب بعضهم ببعض، فالحوار هنا أسلوب تدريسي يقوم على التفاعل والتعاون بين المعلم والمتعلم داخل الحجرة الدراسية وبذلك فعلى المعلم أن يراعي مجموعة من المبادئ والقواعد التي تكفل فاعليته، مثل استخدام الأسئلة في التوقيت المناسب، استخدامه للحوار لترغيب المتعلم وتشويقه للبحث والمناقشة والتعلم، لا لاستخدامه لتعجيزه أو الحط من قدرته وتفكيره. مما سبق يتضح أن طريقة التدريس التي يستخدمها المعلم داخل الفصل مع طلابه لها فوائد كثيرة إذا كانت مناسبة، فمن خلالها يمكن تحقيق الأهداف التربوية التي يسعى إليها كل المهتمين بعمليتي التعليم والتعلم.

1722

| 28 يوليو 2014

هل يدرك المعلمون العرب أهمية القصة وتأثيرها؟

المتأمل في المناهج الدراسية المقررة في معظم البلدان العربية يلحظ إهمالا جسيما لاختيار نوعيات القصص المتضمنة في المقررات الدراسية، وكأن واضعي مناهجنا ومعلمينا لا يدركون أن القصة مصدر من مصادر الإثارة، بما تحمله من الجاذبية والتشويق لقرائها ومستمعيها من جميع الأعمار، فقارئ القصة أو المستمع إليها، ينغمس باهتمامه كله في أحداثها المتدرجة، ويحدث لديه نوع من التوحد يتنامى انفعاليا مع تطور أحداث هذه القصة لمعرفة نهاية أحداثها. لذلك يشدد التربويون على أهميتها التعليمية لكونها تعمل على استثارة رغبة المتعلم واهتمامه، وتجذبه إليها جذبا طبيعيا، وتشحذ الانتباه بالالتفات الواعي إلى حوادثها والمعارف التي تتضمنها، لذلك نجد الطفل الصغير يصغي باهتمام إلى والده أو والدته أو أي فرد آخر من أفراد العائلة يسرد حادثة رآها أو يقص قصة قرأها أو سمعها، وتراه من فرط شغفه بالأسلوب القصصي كثير الجلوس قريبا من الكبار حين يتحدثون في شؤونهم الخاصة ويتعرضون في أحاديثهم لبعض الأشخاص أو الأعمال غير العادية. كما تعمل القصة الجيدة على التصور الرائع، والوصف الدقيق لحركات الأجيال، ونوازع النفوس، والنقد اللاذع لأوضاع المجتمع، عبر حديث أبطالها – بأساليب منها الشائق ومنها الساخر ومنها الجاد - عن المشكلات السياسية والاجتماعية في المجتمع. وأكثر الكتابات التي تناولت القصة، أكدت أن القصص تحمل الكثير من القيم التربوية، وتوضح لنا أهم القضايا السائدة في المجتمع، والعوامل التي تؤثر في هذا المجتمع، لذلك فإن تحليل الراويات والقصص يعطينا خلفية كبيرة عن المجتمع ويعرفنا به، كذلك فهي تعمل على تنمية الشخصية والعمل على تكاملها، ونجد أنها تقوم أيضا بنقل التراث الثقافي. ولا يختلف اثنان من المعنيين بالتربية حول أن القصة بشكل عام كفن أدبي من حيث عرض الخبرة الإنسانية، وتجارب الحياة بصورة تساعد على تمثلها والاستمتاع بها وليس مجرد التعرف عليها، ولعل هذا أحد أقوى الأسباب التي تجعل الخبرة المكتسبة بواسطة القصة أكثر ثباتا وعمقا وتأثيرا في سلوك الأفراد. ويرى التربويون أن للقصة دورا مهما في مرحلة الرجولة والنضج في الإنسان، فهي ذات شأن كبير في التأثير والتهذيب والتربية وبث الفضائل والأخلاق الحميدة في النفوس، ذلك لأن الإنسان بطبيعته المدنية وعزوفه عن الوحدة والإخلاص يلتزمها ويهتدي بها في تعامله مع غيره، ولكن الفرد كثيرا ما يشذ عنها ويضل طريقة إليها، وهو حين يذكر بها ويوعظ بالرجوع إليها بطريق مباشر يعز عليه ذلك ويأبى إلا العناد والإصرار على ما هو عليه انتصارا لاستقلال نفسه، واستكبارا أن يخضع لغيره أو تلين قناته أمام من يذكرونه بضعفه. ويرى التربويون أن لها المقام الأول في تربية الناشئين وتعليمهم، فالطفل عند أول عهده بالمدرسة لا يعرف القراءة، لذلك كان من الواجب تعليمه وتربيته عن طريق القصة المسموعة، ففي سردها عليه واستماعه إليها كثير من ألوان المعرفة، والتهذيب والتربية، وهي من أنجح الوسائل التي يعتمد عليها في تعليمه اللغة وتمكينه منها، وعن طريق القصة يتعلم الطفل الكثير من المعارف، وآداب السلوك، وخصائص الأشياء وقوانين الطبيعة، والأساليب التي يتخذها لحل بعض العقد والمشكلات. كذلك نجد أن القصة تعمل نقل قضايا المجتمع، وتوضيحها إلى النشء الجديد بطريقة غير مباشرة، وكذلك تعمل على غرس القيم والعادات الحميدة في شخصية الفرد وتخليصه من القيم والعادات القبيحة المنبوذة، ومن هنا يتضح الدور التربوي للقصة وأهميتها بالنسبة للفرد والمجتمع. وفي القصة فكرة، وخيال، وتصوير، وحوادث، ولغة، ولكل عنصر من هذه العناصر أثره في تكوين عقلية الطفل، وتنمية فكره وخياله، وشحذ قدرته على التصوير، وتدريبه على ممارسة الحوار وترقية اللغة، والميول عند الطفل. لذلك تعمل القصص على تنمية شخصية الفرد من بداية نموه وكذلك فهي تصلح لجميع المراحل العمرية. والقصة بما تتضمن من حوادث، وما تحمل من مغزى، ويرى التربويون أن القصة تسوق إلى قارئها أو سامعها - مع التسلية والفكاهة- صفحة مليئة بما ينبغي أن يفعل، وسجلا حافلا بأنواع المسلك المفضل، والجميل فيها أن هذه الصفحة وذلك السجل لا يُقرَآن ولا يُسمَعَان فحسب، ولكنهما يتسريان إلى الحس دون استئذان بما لهما من صيغة الانجذاب والانعطاف نحو النفوس والالتصاق بها تأثيرا قويا ودفعا للقارئ أو السامع للتأمل في أعمال التفكير والمقارنة والتعديل. كما القصة تتمتع بعديد من مجالات النفع التربوي والتي يمكن إجمالها من خلال أدبيات التربية الحديثة فيما يلي: -1. القصة صالحة لكل المراحل، لأن الحياة مليئة بالقصص التي يتناقلها ويرويها الصغار والكبار ويرون فيها العبرة والعظة واستمداد العون في الحاضر والمستقبل.2. الاستماع واستشعار اللذة عند الوصول إلى حل العقدة في القصة، ولاشك أن المتعة بالشيء تعزا بالاهتمام به وتجذب الانتباه إليه وتفتح مجالات النفع فيه بما يساعد كل نجاح العملية التربوية. 3. يمكن تعليم الطلاب المواد العلمية والمهارات اللغوية وجوانب التذوق المختلفة، حيث إن القصة الجيدة هي التي ترتفع بالأسلوب، وبشكل غير مباشر، إذ تقدم لهم النماذج الصالحة، للاقتداء من خلال انتقاء المؤلف لكلماته وجمله وفقراته.4. سهولة الانتفاع بالحقائق العامية التي تتضمنها القصة؛ لأنه بفعل السحر القصصي يقبل التلميذ على الحقائق ويهتم بها ويتمثلها. وحينئذ يشغف باستخدامها فيما تشتمل عليه الحياة من مواقف تطبيقية لها.5. تهذب روحه وتربي ذوقه، وتقوم سلوكه، لما لها من التأثير عن طريق الإيحاء.6. تعمل القصة بما تملكه من عناصر تشويق، وجذب، وجمال، بالتوغل بالقارئ بين عوالم زاخرة، تشبع خيال الإنسان وتداعب ذكاءه. وتشحذ انتباهه، وتزيد تركيزه الواعي إلى عناصرها المختلفة (أحداثا وشخصيات وأفكارا وقيما.....إلخ). ولعل هذا ما يكمن وراء ولع الجمهور العام بالمسلسلات التلفزيونية التي تستقطب أكبر قطاع من المشاهدين.7. إشباع حاجة المتعلم في الوقوف على أسرار العالم، والتعرف على بعض ما يدور فيه من مشاكل، ذلك لأن القصة إذا أحسن اختيارها تنتزع حوادثها من البيئة التي يعيش فيها التلميذ، وتصور جانبا من حياة مجتمعه، بما فيه من قيم وعادات وتقاليد ومشاكل، وذلك كله يعمل على اتساع الدائرة الثقافية للتلاميذ وهو ما تؤكده العملية التربوية.8. تمتلك القصة قدرة على نقل التراث، وعرض تاريخ الأقدمين من خلال القصص التاريخية والشعبية، وما تشهده هذه القصة من تسجيل للوقائع والأحداث والبطولات.

1431

| 09 يوليو 2014

النظرة للمعلم

تشهد دول العالم في الوقت الحاضر تغيرات اجتماعية واقتصادية وسياسية سريعة، تجعلها تهتم اهتماماً بالغ الأثر بخلق المعلم الجديد في عمله، والقادر على أن يتفاعل مع بيئته المدرسية والتعليمية، ويتجاوب مع متطلبات العصر، ويرتبط بماضيه، ويطرح الأفكار والرؤى التربوية بطريقة مناسبة، وينظر في ثقة إلى إمكانية تحقيق الأهداف المرجوة منه.ويشكل المعلمون في أي نظام تعليمي أكبر عنصر في المدخلات التعليمية من حيث التكلفة وأكبرها بعد التلاميذ من حيث العدد، ونظراً لأهمية المعلم من ناحية، وتزايد الطلب عليه من ناحية أخرى فقد أصبح المعلم سلعة هامة في سوق العرض والطلب. وقد ساعدت الزيادة المهمة والمستمرة في الطلب الاجتماعي على التعليم والإقبال عليه إلى مراجعة الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للمعلمين. والمناهج التعليمية الحديثة المطورة في مختلف المراحل التعليمية النظامية تركز على الاهتمام بالمتعلم وحاجاته وميوله وقدراته ومهاراته من خلال توفير الخبرات المتكاملة التي تعتمد في تنظيم خبراتها على التدرج والتسلسل المنطقي من العام للخاص، ومن السهل للصعب في إطار من المرونة يتيح للمعلم حرية اختيار الخبرات المناسبة لمستويات نمو الأطفال، وفي إطار يسمح للمعلم بالإبداع والابتكار.وبالتالي فإن العمل في المناهج الجديدة يتطلب من المعلم أدوارا عدة، وخبرات متنوعة لم تكن مطلوبة من قبل.وإحداث أي أثر في سلوك الأطفال يعود إلى وجود معلم ناجح قادر على إحداث أثر طيب، وأن إحداث أي نوع من أنواع التربية في هذا العصر ليس بالأمر السهل خاصة أن العصر يواجه مجموعة من التحديات المختلفة تفرض أن يكون المعلم خاضعا باستمرار لعملية تطوير مستمر تواكب تطورات العصر المختلفة. ولما كان التعليم الجيد يتطلب معلمين أكفاء، وأن نوعية المعلم وكفايته هي مفتاح نجاح العملية التعليمية، فإن الإعداد قبل الدخول في الخدمة – وحده - لا يعطي المعلم إلا مجرد الأسس التي تساعده على البدء في ممارسة مهنة التعليم، لذلك يجب الاهتمام بالمعلم وتنميته مهنيا أثناء الخدمة لكي يقوم بأداء الأدوار المطلوبة منه في ضوء اتجاهات تطوير التعليم المرجوة، والتي من أبرزها التدريب على المنهج المطور.والتدريب المستمر في أثناء الخدمة يجعل المعلم يعايش أهداف العملية التربوية ويثري ويجدد فكره مما يؤدي إلى زيادة المنافسة الفكرية والابتكارية التربوية مما ينعكس أثره في العملية التربوية.ذلك أن الإعداد واستمرارية الاطلاع والتدريب أثناء الخدمة والتعمق في الفكر التربوي، وقضايا علم النفس التربوي تجعل المعلم على دراية بطبائع المتعلمين وخصائص المرحلة العمرية التي يتعامل معها، وبالتالي يتمكن المعلم من توظيف علمه في تقديم أفضل الخدمات لتلاميذه بصورة علمية. ومن التجارب الآسيوية المتميزة في مجال تحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للمعلمين دول: إندونيسيا وماليزيا والصين، فقد شهدت هذه الدول نهضة اقتصادية وتعليمية بفضل اهتمامها بالمعلمين وتحسين أحوالهم المادية والاجتماعية من خلال التخطيط الجيد، والتدريب والتعليم، وتعظيم قيم العلم والعمل، ورفع الحوافز التي يتقاضونها، والعمل علي جعل مهنة التدريس أكثر تشويقاً.ففي الصين هناك محاولات من جانب السلطات الصينية لإيجاد نوع من التوازن في التعليم بين الجانب العقلي والجانب العملي لتعزيز الاشتراكية كمبدأ أساسي للدولة، ولهذا اتخذت الحكومة العديد من الإجراءات لرفع مكانة المعلم ولا تختلف وظيفة المعلم من مجتمع لآخر حيث تتنوع أدوار المعلم في العملية التعليمية ويتمثل ذلك في تطوير المادة التعليمية، واختيار طرق وأساليب التدريس، وإدارة الفصل المدرسي. كما يثرى من معارف تلاميذه وخبراتهم بما يتناسب مع إمكانيتهم وقدراتهم، ويربط التلميذ بيئته ومجتمعه. وهذا يتطلب من المعلم أن يكون واسع الأفق ودائم البحث والمعرفة.. وبذلك يتخطى المعلم أعماله التقليدية إلى أدوار حديثة ومستقبلية منوطة به.

4026

| 06 يونيو 2014

الروح المعنوية

يهتم رجال الإدارة والتدريب وأصحاب الأعمال والمديرون بما يسمى "الروح المعنوية" للعاملين، ومبعث هذا الاهتمام من تلك الفئات المتعددة التي ذكرناها يختلف من فئة إلى أخرى تبعاً لهدف كل فئة من معرفة كنه تلك "الروح المعنوية". فأصحاب الأعمال يعنيهم ارتفاع الروح المعنوية عند العاملين لتحقيق مزيد من الأرباح لمؤسساتهم، والمديرون يبحثون عن ارتفاع الروح المعنوية لدى العاملين لإشباع شعورهم النفسي بأنهم مقبولون ومحبوبون وليسوا مصدر إزعاج وتوتر، والمدربون يبحثون عن أسرار "الروح المعنوية" ليفقهوا حقيقتها، ويضعوا البرامج الدقيقة لتنميتها وتحسينها.. إلخ.متاهات تعريفية لو أن القارئ العزيز التمس تعريفاً للروح المعنوية في كتب علماء الإدارة وعلماء النفس المعنيين بالسلوك الإنساني، لألقى بنفسه في بحر لجِّي من التعريفات التي تأخذ بعقله ذات اليمين وذات الشمال حتى يشعر بالدوار دون أن يخرج منها بما يشفي الغليل، لذلك سنعرض عن حرفية تلك التعريفات التي اختلفت مشارب واضعيها فتعددت وتنوعت وسنجملها في مجموعة عامة من الاتجاهات:الاتجاه الأول: تعريف الروح المعنوية للعاملين على أساس شخصي: وأصحابه يعبرون عن ارتفاع الروح المعنوية لدى العامل إذا كان: 1- يشعر بالسعادة في عمله.2- قادراً على التكيف مع زملائه.3- لا يثير المتاعب لرؤسائه وأقرانه ومرؤوسيه.الاتجاه الثاني: وأصحابه يعرفون الروح المعنوية على أسس موضوعية ترتبط بالجو العام للعمل، وليس بالعاملين كأفراد، فمثلاَ:1- يظهر ارتفاع الروح المعنوية لدى العاملين إذا انعدمت الخلافات بينهم.2- وإذا ساد الجميع شعور بالارتياح والرضا.3- قلة الشكاوى الحقيقية والكيدية.4- انخفاض معدلات غياب العاملين.5- قلة طلبات النقل إلى خارج المؤسسة.6- انخفاض حالات التعدي والعنف داخل المؤسسة.الاتجاه الثالث: والاتجاه الثالث يعبر أصحابه عن ارتفاع الروح المعنوية لدى العاملين من خلال مؤشرات الإنجاز الحقيقي المتمثل في: 1- زيادة الإنتاج يوماً بعد يوم2- التحسن الملحوظ في مستوى الإنتاج.3- مشاركة الجميع في الأنشطة الاجتماعية وبخاصة في الأنشطة التي تكون المشاركة فيها اختيارية.4- تقبل العاملين لكل تطوير وتغيير في المؤسسة بروح طيبة من الترحيب والسرور.5- قلة الصراعات على المناصب الأعلى.وللخروج من متاهات التعريفات المنهجية يمكننا أن نقدم تصوراً إجمالياً لأهم ما تضمنته من عناصر بحيث نتصور –من خلاله- الروح المعنوية للعاملين عبر شكلين:الأول: شعور العاملين بالرضا التام عن عملهم والتحمس له.الثاني: انعدام المشكلات النفسية والإدارية في مناخ العمل.مؤشرات الروح المعنوية:وإذا أراد أصحاب الأعمال والمديرون وخبراء التدريب قياس الروح المعنوية فإن أمامهم أسلوبين شائعين:الأول: قياس اتجاهات العاملين نحو العمل، وهناك مقاييس علمية عديدة لقياس الاتجاهات يعتمد بعضها على المقابلات الشخصية المباشرة بهدف جمع المعلومات عبر لقاءات رسمية أو غير رسمية مع العاملين وسؤالهم عما يشعرون به أثناء عملهم ويشترط لنجاح قياس الاتجاهات أن يكون القائمون بتنفيذه مدربين أكفاء يحسنون إجراء المقابلات بحيادية تامة وأمانة مطلقة في تسجيل الاستجابات الصادرة عن المفحوصين ويشفعون ذلك بتدوين انطباعاتهم الشخصية عن المقابلات.وفي حالات خاصة يمكن أن تحل الاستبانات المقننة المطبوعة محل المقابلات الشخصية المفتوحة، شريطة أن تتوفر للاستبانة عوامل الصدق والثبات، وأن تتميز عباراتها باللغة الواضحة الخالية من الإيحاءات أو التي تحتمل أكثر من معنى، أو المصوغة صياغة منحازة.الثاني: قياس الروح المعنوية –بعيداً عن المؤثرات النفسية المرتبطة حتماً بالمقابلات الشخصية المباشرة أو الاستبانات- من خلال الوثائق المكتبية الروتينية المتاحة مثل:1- طلبات الحصول على إجازات عارضة أو اعتيادية بصورة مبالغ فيها عن الحدود الإنسانية المعتادة.2- ترك العمل بدون إذن.3- الشكاوى الحقيقية أو الكيدية ضد الزملاء.4- شكاوى الجمهور المتعامل مع المؤسسة من بعض العاملين.5- معدلات تعطل الأجهزة والآلات في محيط العمل.6- طلبات النقل خارج المؤسسة وداخلها.7- تكرار توقيع الجزاءات على العاملين.8- تحسن الإنتاج.9- زيادة الطلب على الإنتاج.10- انعدام –أو قلة- ممارسة العنف بين العاملين.11- قلة الإصابات المتعلقة بالأمن الصناعي.أساليب رفع الروح المعنويةبعد اللجوء إلى أحد الأسلوبين السالف ذكرهما وظهور حاجة لدى المؤسسة لرفع معنويات العاملين بها، يمكن اللجوء إلى أسلوب أو أكثر من الأساليب التالية لعلاج هذا الموقف ورفع معنويات العاملين بها فمن هذه الأساليب:1- الأجر: فالأجر يجب أن يشبع حاجات الموظف أو العامل الفسيولوجية. ويجب أن يكون تقييم أجر العامل أو الموظف على أساس علمي موضوعي. والكثير من العاملين لا يهمهم الأجر نفسه بقدر ما يهمهم العدالة في الأجر. وطرق دفع الأجر قد تسبب رضا أو عدم رضا العاملين عن العمل. فمثلاً الأجر الشهري الثابت قد يرضى عنه قلة من الموظفين "التنابلة" . ولكن هذه الطريقة في دفع الأجر لا ترضي مجموعة من العمال المهرة المخلصين في عملهم.2- وضع العامل أو الموظف في العمل أو الوظيفة التي تناسبه، ولعل من أهم الأمور التي تسبب الرضا المهني للعامل أو الموظف أن يجد نفسه يقوم بعمل يناسب قدراته وميوله وخبراته وشخصيته وظروفه. فالعامل أو الموظف يمكنه في هذه الحالة النجاح في عمله والتقدم فيه وإثبات وتحقيق ذاته. 3- محتوى العمل: فالرضا المهني يتحقق إذا اتفق محتوى العمل مع قدرات وميول وخبرات العامل 4- فرص التقدم والترقية: فكل فرد لديه حاجة للتقدم والنجاح، لذلك عادة ما يكون العاملون أكثر رضا عن الأعمال التي تضمن لهم فرصة التقدم والترقي. 5- الإشراف: فالأفراد عادة ما يكونون أكثر رضا عن الأعمال التي ليس فيها إشراف لصيق، لأن العامل يريد أن يشعر بحريته في العمل6- بيئة العمل المناسبة: وبيئة العمل المادية والاجتماعية لها تأثيرها الكبير على رضا العاملين عن العمل، وكلما كانت هذه البيئة مناسبة للعامل أو الموظف كلما حقق له هذا قدراً من الرضا المهني. 7- ساعات العمل: أثبتت الدراسات والبحوث أن ساعات العمل لها تأثيرها على الرضا المهني. فمثلاً ساعات العمل المعقولة مع فترات راحة مناسبة أثناء يوم العمل مع أجازات أسبوعية أو سنوية يروح فيها العامل أو الموظف عن نفسه، تؤدي إلى قدر من الرضا عن العمل.

20608

| 01 يونيو 2014

دفاع خائب عن جرائم صهيونية !!

بلغت الانتهاكات الصهيونية للأعراف الإنسانية، والمواثيق الدولية أبشع حدودها، بما لا طاقة لأي إنسان يمت بأدنى صلة للإنسانية على احتماله.وقد رأينا كتاَّبا صهاينة ينبرون من حين لآخر لإدانة الدولة العبرية التي يعيشون فيها حين يرونها تمارس أقذر أنواع الظلم والعدوان ضد مواطنين عزل أبرياء في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ومع ذلك فهناك كُتَّاب صهاينة يستنكرون مجرد فضح الإعلام الفلسطيني للفظائع التي يرتكبها نظامهم العنصري، فقد كتب روعي نحمياس في صحيفة يديعوت أحرونوت يوم8/7/2008 تحت عنوان (إسرائيل تسمم المعتقلين الفلسطينيين والعرب) يقول: ومازال المعتقلون الفلسطينيون ينتظرون الصفقة التي تفرج عنهم مقابل جلعاد شاليط ـ تحاول الصحيفة الرسمية للسلطة الفلسطينية زيادة الضغط، في سلسلة تقارير نشرت مؤخرا في صحيفة "الحياة الجديدة" قيل فيها إن إسرائيل تقوم بتسميم المعتقلين الفلسطينيين وتجري عليهم "تجارب طبية". فقد عرضت وثيقة خاصة وزعها أمس معهد الأبحاث الإسرائيلي "نظرة على الإعلام الفلسطيني"الذي يتابع تقارير الإعلام الفلسطيني، نماذج من الأخبار التي نشرت الصحيفة في الأيام الأخيرة ـ التي تصدر تحت مسؤولية رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن والتي تلمح إلى تسميم المعتقلين الفلسطينيين. على سبيل المثال، جاء في الصحيفة منذ ثلاثة أيام أن "قوات الاحتلال تواصل إجراء تجارب طيبة على المعتقلين الفلسطينيين والعرب في معتقلاتهم، بشكل يتعارض مع كافة المواثيق والأعراف الدولية. وهذا الأمر لا يقتصر فقط على سياسة الإهمال الطبي، بل يصل الخرق إلى حد استخدام المعتقلين كحقول تجارب للأدوية". كذلك زعمت الصحيفة أن "كثيرين من المعتقلين والمعتقلات قد تم حقنهم بإبر لم يروها من قبل، تسببت في سقوط الشعر وشعر الوجه بصفة خاصة. وهناك معتقلون فقدوا أبصارهم وحواسهم، والبعض فقد اتزانه العقلي، وآخرون في حالة تدهور نفسي دائم، ومعتقلون يعانون من العقم وعدم القدرة على الإنجاب". وجاء فيما نشر أمس الأول أن "إسرائيل تقضي على المعتقلين الفلسطينيين".. فقد نقل على لسان مدير عام مركز"أبو جهاد" لشؤون الأسرى بجامعة القدس بالقدس الشرقية، فهد أبو الحاج، أن الاحتلال الإسرائيلي يقضي على المعتقلين عن طريق الموت البطيء"، وذلك، حسب كلامه، تسبب في وفاة 226 معتقلا كشهداء في السجون.كذلك ذكرت الصحيفة أن "رئيسة الكنيست، داليا ايتسيك التي كانت رئيسة لجنة العلوم في البرلمان الإسرائيلي اكتشفت في يوليو عام 1997، أن هناك آلاف التجارب لأدوية خطيرة تتم سنويا على المعتقلين الفلسطينيين والعرب. وأضافت في حينه، أن مكتبها يحتفظ بآلاف الموافقات من وزارة الصحة الإسرائيلية على إجراء تجارب على المعتقلين الفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية".. وقد قالوا في مكتب ايتسيك إنها لم تقل أبداً مثل هذا الكلام المنسوب إليها، وأن ذلك ليس إلا ادعاء رخيص. وعلى سبيل الذكر، ليست هذه الاتهامات بجديدة.. فقد ترددت في السنوات الأخيرة مزاعم مماثلة في الإعلام الفلسطيني بل وعقدت مقارنات بين هذا الأسلوب والأسلوب الذي يتبعه النازيون. وينقلون عن معهد الأبحاث تقريرا جاء فيه:"لدينا أمثلة كثيرة على التجارب التي أجراها النازيون، ولكننا سنعرض هنا مثالاً واحداً به تشابه كبير مع التجارب الإسرائيلية، حيث يدسون السم في طعام المعتقلين، من أجل دراسة مقدار تأثيرها على الإنسان ومن أجل تشريح جثث أولئك الذين سيموتون نتيجة لذلك". فهذا الكاتب الصهيوني الذي اكتفى بنقل ما ردده الإعلام الفلسطيني، لم يستطع نفي – أو حتى تبرير – بعض تلك الجرائم المنافية للإنسانية.

579

| 18 مايو 2014

كيف نُعلِّم أطفالَنا القراءةَ ؟

اهتم علماء التربية بموضوع تعليم القراءة للأطفال لما لها من أثر بالغ في حياتهم وكان لجهودهم في البحوث والدراسات النفسية والتجارب التربوية نتائج محمودة في ابتكار عدة طرق لتعليم القراءة.ولعل رجال التعليم وعلماء التربية لم يختلفوا في طريقة التعليم لأي مادة من المواد الدراسية. اختلافهم في طريقة تعليم القراءة للمبتدئين فقد وقفوا من الطرق المختلفة موقف التأييد أو المعارضة. مع شيء كثير من الجدل والتعصب ولكننا نستطيع أن نهون من هذا الخطب وأن نحسم شيئا من هذا الخلاف إذا راعينا في المفاضلة بين الطرق المختلفة أن نقيس مدى نجاح كل منها في اقتصاد الوقت وبلوغ الغاية ومدى مسايرتها للطبائع النفسية والذهنية.ومن أشهر الطرق لتعليم القراءة للأطفال: الطريقة التركيبية:1- الطريقة الأبجدية: وهي طريقة تقليدية قديمة يتم من خلالها تعليم الأطفال الحروف الأبجدية ثم يتعلمون هجاء ونطق مقاطع ذات حرفين. ثم يتعلمون مقاطع ذات ثلاث حروف. وأخيرا يتعلمون نطق وهجاء كلمات بأكملها فيتعلمها الأطفال من خلال هجاء كل حرف منها ثم نطقها كاملة. ويلاحظ أن هذه الطريقة تعتمد على الانتقال بالطفل من تعلم الجزء (الحرف) إلى تعلم الكل (الكلمة). * مزايا الطريقة الأبجدية 1- لوحظ أن هذه الطريقة سهلة على المعلمين والتدرج في خطواتها يبدو أمام كثير منهم أمراً طبيعياً.2- كما أنها حازت قبولا لدى أولياء الأمور لأنها تعطي نتائج سريعة. إذ يعود الطفل إلى البيت في أول يوم من حياته المدرسية. وقد عرف شيئا: حرفاً أو أكثر. وهذا مما يستبشر به كثير من الآباء ومع تسليمنا بأن آراء كثير من الآباء لا يعتد بها دائما في تقويم الطرائق التربوية لا ننسى أن رضاهم عن طريقة ما قد يدفعهم إلى مساعدة المدرسة بإسهامهم في تعليم الطفل في هذه الحلقة وأن سخطهم قد يحول دون هذه المساعدة.3- أنها تزود الأطفال بمفاتيح القراءة. وهي الحروف. فيسهل عليهم النطق بأي كلمات جديدة ما دامت حروفها لا تخرج عن الحروف التي عرفوها قبل ذلك. 2. الطريقة الصوتية: اللغة العربية لغة صوتية إلى حد كبير ولابد أن يعتاد الطفل على التحليل الصوتي للكلمات الجديدة التي تصادفها لكي يصبح قارئاً جيداً فيما بعد. ويقصد بالتحليل الصوتي تلك العملية التي تعين الطفل على نطق كلمة ما نطقا سليما. وذلك حين يبصر ما يتألف منه من حروف والتجريد يجب أن يتم أولا بأصوات الحروف ثم بأسمائها حيث إن الأصوات هي العناصر التي ينطق بها الطفل والتي وقرت في أذنه حينما ترددت مكررة في الكلمات ولا مانع بعد استيعاب الأطفال للأصوات والتدريب عليها من تعريفهم بأسمائها وتدريبهم على اكتساب المهارات التي يستعينون بها على ضم الأصوات للاهتداء إلى قراءة الكلمات. وهي تتفق مع الطريقة الأبجدية في الأساس ولكن تختلف معها في خطوة من خطواتها وهي بتعلم أسماء الحروف فهي ترى أن الهدف من تعليم القراءة هو تعرف الكلمات والنطق بها وهذا لا يتحقق إلا إذا استطاع المتعلم أن يتعرف الأصوات التي تتراكب منها الكلمة ولكن القدرة على التركيب لا تتطلب سوى معرفة شكل الحروف وأصواتها أما أسماؤها فلا لزوم لمعرفتها بل إن معرفتها قد تعوق المتعلم أثناء تحليل الكلمة والنطق بها.* هذه الطريقة تحقق مزايا معينة منها: 1- هذه الطريقة تحقق مزايا الطريقة الأبجدية من حيث سهولتها على المعلمين وإرضاء أولياء الأمور كما أنها تسهل على الطفل إذ ينطق بما يعرض عليه من الكلمات الجديدة. لأنه عرف الأصوات التي تدل عليها حروف هذه الكلمات. وبهذا كانت تلك الطريقة مشجعة للأطفال.2- هذه الطريقة ربط مباشر بين الصوت والرمز المكتوب.3- هذه الطريقة تساير طبيعة اللغة العربية إلى حد كبير لأنها لغة تغلب عليها الناحية الصوتية ولأن هجاءها موافق لنطقها بوجه عام. وكل صوت له حرف خاص به.4- وفي هذه الطريقة تربية للأذن والعين واليد معا. وهي تتفق مع ميول الأطفال وحبهم الحركة واللعب والعمل الجماعي والألوان. وهي على العموم خير من الطريقة الأبجدية. ولكنها تعالج كل عيوبها.الطريقة التحليلية: 1- طريقة الكلمة: وهي أن يعرض المعلم على التلاميذ كلمة من كلمات التي يستعملها ويعرف لفظها ومعناها ولكن لا يعرف شكلها ويطالبه بأن يدرك شكلها ويحفظه وعندما يتأكد أنه حفظها يقدم له كلمة ثانية بنفس الطريقة ثم يقدم أخرى ثالثة ورابعة وهلم جرا. وعندما يكون لدى المتعلم حصيلة من الكلمات يدخلها في جمل يعرضها عليه ويمرنه على تعرفها وفهمها كما يستخدم هذه الجمل في عرض كلمات جديدة وعنها تتكون لدى المتعلم ذخيرة كبيرة من الكلمات ويستطيع ملاحظة أوجه الشبه والاختلاف بينها ينتقل به المعلم إلى المرحلة الثانية وهي مرحلة تحليل الكلمة إلى العناصر التي تتألف منها وهي الحروف. ويقرأ المتعلم جملا طويلة على أساسيين هما:1- إن الإنسان يبدأ دائما بإدراك الشيء في صورته الكلية ثم ينتقل إلى إدراك الأجزاء. 2- إن القراءة عملية لا تتم إلا إذا توافر فيها عنصران هما: - التعرف على الكلمة وفهم معناها. فلا قراءة بدون فهم ولا فهم بدون تعرف للكلمات ومن ثَمَّ نجد أن هذه الطريقة تهتم بتكوين هاتين القدرتين لدى المتعلم وتنميتهم منذ البدء في تعلم القراءة.* مزايا طريقة الكلمة: 1- إنها طريقة كلية إلى حد ما لأن الكلمة في ذاتها كل. ولها مدلول.2- إنها تمكن الطفل من كسب ثروة لغوية. في أثناء تعلمه القراءة.3- من الممكن استخدامها في تكوين جمل من الكلمات في وقت قصير.4- هذه الطريقة يتعلم الطفل الرموز واللفظ معاً.5- في هذه الطريقة تشويق للطفل، وتشجيع له على الفهم في القراءة لأن للكلمات التي ينطق بها معاني واضحة في ذهنه.6- وهذه الطريقة تساعد الطفل على سرعة القراءة لأن الوحدة فيها كلمة أو أكثر وليست حرفاً واحداً أو مقطعاً واحداً.7- وهي تعود التلميذ متابعة المعنى في أثناء القراءة.8- وفي هذه الطريقة تخلص من أكثر عيوب الطريقة التركيبية.* مزايا طريقة الجمل: 1- تقوم هذه الطريقة على أساس نفسي سليم، وهو البدء بالوحدات المعنوية وهي – لهذا تمد الطفل بثورة فكرية. بجانب الكسب اللغوي.2- إن الطفل يفهم معنى الكلمة دون حدس أو تخمين لأن الكلمات وردت في سياق الجملة.3- هذه الطريقة تشوق الأطفال إلى القراءة وتعودهم فهم المعنى ومتابعته في كل ما يقرأون لأنها لا تفصل بين عملية ترجمة الرموز إلى أصوات وعملية فهم المعنى. كما هو الحال في الطريقة التركيبية.

10116

| 02 مايو 2014

المنظمات الدولية والرأي العام

لم تكن الحاجة إلى المنظمات الدولية وليدة المصادفة، بل إن ما عاناه العالم من ويلات الحروب، وما نادى به المفكرون والفلاسفة على مر التاريخ من تحبيذ السلام، ونبذ الحروب، كان دافعاً لكثير من التحركات الدولية من أجل السلام ونبذ استخدام القوة العسكرية. ويمكن تعريف القوة العسكرية بأنها "قوة القتل والتدمير" أو "قوة الاحتلال والسيطرة" أو "قوة القهر" وهي في العرف الدولي تعني "علاقة بين الدول تسمح لحكومة ما بأن تستحث حكومة أخرى على التصرف بطريقة ما، ما كانت لتختارها لو تركت وشأنها". ونظراً لما تميزت به الحرب العالمية الأولى من عنف وشراسة، فقد بدأ العالم يدرك بواقعية أكثر، تدهور الجدوى السياسية لاستخدام الحروب وتمثل ذلك في انصراف الولايات المتحدة وعزلتها، وفيما تضمنته المعاهدات الدولية التي أبرمت بعد الحرب على الحد من التسليح. وعدم تجاوب الجماهير مع الحرب في 1939 كما حدث عام 1914 وكانت أغلبية الشعب الألماني نهباً للقلق والاكتئاب".وقد أدى ذلك إلى إنشاء عصبة الأمم كمنظمة دولية تهدف إلى إقرار السلام العالمي وتشجيع التعايش السلمي ومنع الحروب وإدانتها، وقد حاول واضعو عهد العصبة أن يتضمن العهد آمال الأول الأعضاء في إقرار السلام العالمي إلا أن العهد جاء ملتوي العبارة، مذبذب المعنى، مشتبه القصد، باهت العقوبة. فلم تتمكن العصبة بذلك من تحقيق دور فعال في إقرار السلام. إلا أنها – في النهاية – كانت تنجح أحياناً في حل بعض المنازعات الإقليمية الطفيفة. كنجاحها في حل النزاع بين بوليفيا وبورجواي سنة 1938م. ونجاحها في تسوية النزاع بين السويد وفنلندا 1922م وتسوية النزاع بين بيرو وكولومبيا عام 1934م. إلا أن فشل العصبة في حل بعض النزاعات المزمنة، وضعفها أمام قوة الدول الكبرى - كفشلها في حل النزاع بين روسيا وفنلندا 1920 حين رفضت روسيا أن تنظر العصبة القضية – واندلاع الحرب العالمية الثانية أجهز تماماً على عصبة الأمم. وبذلك انتهى دورها الضعيف في حفظ السلم والأمن الدوليين. وأخذ العالم يفكر بعد ذلك في إنشاء منظمة أقوى نتيجة ما ظهر في الحرب الثانية من وحشية وضراوة تمثلت في استعمال السلاح الذري، وصدرت عدة تصريحات وعقدت مؤتمرات انتهت بمؤتمر سان فرنسيسكو الذي انعقد في المدة من 25 أبريل إلى 26 يونيو 1945 ووقع مندوبو خمسين دولة اجتمعت في هذا المؤتمر الوثيقة النهائية بالإجماع وهي ميثاق الأمم المتحدة التي أصبحت حقيقة واقعة في 24 أكتوبر 1945 حينما أودعت الدول الموقعة وثائق التصديق على الميثاق. وقد سجلت أهداف هذه المنظمة تسجيلاً واضحاً، وفي أقل عدد ممكن من الكلمات في أول بند من بنود هذا الميثاق: المحافظة على السلم والأمن الدوليين. ولكي تتحقق هذا يصرح للأمم المتحدة بأن تتخذ إجراءات جماعية للحيلولة دون كل ما يهدد السلم وأن تقمع كل تصرف من تصرفات العدوان، وتماشياً مع مبادئ العدالة والقانون الدولي، تكيف الظروف لفض المنازعات الدولية أو الانقسامات التي قد تؤدي إلى تهديد السلم. تنمية العلاقات الطبية بين الشعوب. وهذه العلاقات ينبغي أن تكون قائمة على أساس احترام مبدأ الحقوق المتساوية، وحق تقرير المصير للشعوب. التعاون بين الشعوب في سبيل التوصل إلى حلول للمشكلات الدولية ذات الصبغة الاجتماعية أو الاقتصادية أو الثقافية أو الإنسانية والترويج للحقوق الإنسانية، والحريات الأساسية، وتشجيعها ورفع مستواها دون تمييز. وقد أخذت الأمم المتحدة على عاتقها منذ اليوم الأول لقيامها كثيراً من المهام فتنبت مشكلات اللاجئين، وحقوق الإنسان، وتقرير المصير. وشكلت لجاناً ووكالات متخصصة لتنمية التعاون بين دول العالم وما زالت حتى الآن تؤدي – بنجاح كبير- دوراً هاماً في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين. خاصة بعد أن زاد عدد أعضائها زيادة كبيرة نتيجة الاستقلال. ومع أننا لسنا بصدد تقييم دور المنظمات الدولية في حفظ السلم والأمن الدوليين إلا أننا سنورد مثالاً نكتفي به للتدليل على ضرورة وجود هذه المنظمات. فمع أن حفظ السلم والأمن الدوليين هو الاختصاص الأساسي لمجلس الأمن بالإشارة إلى السلطات الوقائية والعلاجية المخولة له وله الحق في استعمالها حسب الحالة حين يهدد السلم والأمن الدوليين. إلا أن الجمعية العامة أصدرت قرار "الاتحاد من أجل السلام". ومضمون هذا القرار منح الجمعية العامة الحق في استعمال القوة عند وقوع العدوان وذلك إذا فشل مجلس الأمن في إصدار القرارات اللازمة، مما أدى إلى نقل مركز الثقل في الأمم المتحدة إلى الجمعية العامة، كما أوصى هذا القرار بالاحتفاظ بعدد منظم ومدرس من القوات المسلحة يمكن استخدامه عند الحاجة وفقاً لإجراءات البلد الدستورية. الرأي العام – مجرداً – يعكس الآراء التي يعبر عنها بعض ذوي النفوذ في الحياة العامة. وقد تزايد الاهتمام في القرن العشرين بالرأي العام ومحاولة كسبه في صف قضية ما. ويتفق مع التعريف السابق، تعريف الفيلسوف "فيلاند" الذي يرى أن الرأي العام ليس رأي الشعب بأكمله. بل يصح أن نعتبره رأي طبقة لها الغالبية والقوة بين طبقات الشعب الأخرى. وهناك تعريفات كثيرة للرأي العام لعل من أقربها إلى الصواب – في رأينا – التعريف القائل بأن: الرأي العام هو الرأي السائد بين أغلبية الشعب الواعية في فترة معينة بالنسبة لقضية أو أكثر يحتدم فيها الجدل والنقاش وتمس مصالح هذه الأغلبية أو قيمتها الإنسانية الأساسية مساً مباشراً".فاستقراء حوادث التاريخ يؤكد لنا مدى نجاح الرأي العام في فرض موقف معين. أو في اختيار شخص معين أو استبعاده، فالثورات مثلاً ما هي إلا تعبير عن الرأي العام وتذمره وسخطه. فالشعب الأمريكي كغيره من شعوب العالم – عزوف بطبعه عن الحرب، نتيجة تجاربه السابقة، وهذا السبب نفسه هو الذي كتل جماهير الشعب الأمريكي في انتخابات الرياسة في نوفمبر 1964م خلف الرئيس "جونسون" لا حباً في جونسون ولكن خوفاً من منافسه "جولد ووتر" الذي كان يدعو صراحة لاستخدام القوة النووية وإشعال نار الحروب.أما الرأي العام العالمي فيعرف بأنه الرأي السائد بين أغلبية شعوب العالم في فترة معينة نحو قضية أو أكثر يحتدم فيها الجدل والنقاش، وتمس مصالحها المشتركة أو قيمتها الإنسانية مساً مباشراً. ويشكل الرأي العام العالمي أسلوباً ناجحاً مع أساليب الضغط الأخرى التي تدفع بالحكومات إلى تغيير مواقفها في بعض الأحيان، وقد أخذ الرأي العام العالمي في التبلور مع بدايات هذا القرن وتمثل في سعي الأمم مجتمعة إلى إيجاد شكل منظم من أشكال الرقابة على مستوى دولي لمنع الحروب، وكان من نتائج ذلك تكوين عصبة الأمم، ثم هيئة الأمم المتحدة. ويبدو الاهتمام بكسب الرأي العام العالمي ومحاولات اجتذاب تعاطفه في تهافت الدول الكبرى على اكتساب ولا أكبر عدد ممكن من الشعوب النامية والصغيرة لتأييد سياساتها. كما يبدو في تنافس الدولتين العظميين على محاباة ومساعدة الدول الأصغر وجري كل منهما وراء كسب احترام تلك الدول. إذ أن ذلك يمثل ثقلاً سياسياً بمبادرتها السياسية، أو سلوكها العسكري، أو تمتدح سياستها الاقتصادية داخلياً أو خارجياً.ومن ناحية أخرى فإن تجاهل الرأي العام العالمي المعارض لسياسة ما، ولو كانت هذه السياسة آتية من دولة كبرى، أمر غير وارد.

2486

| 14 أبريل 2014

متى نُعَلِّم أطفاَلنا القراءة ؟

تعد تربية الطفل ذات أهمية بالغة و ذلك لأن الطفولة تمثل المرحلة الأولى في بناء الأسس الأولية للشخصية و هذه الأسس يتم بناؤها على مراحل فيميل الشخص للبناء أو الهدم أو ميله للنظام أو الفوضى أو ميله للحب أو للكراهية ... فهذه كلها تتكون بذورها في السنوات الأولى من حياة الطفل .ومن أهم ما يثير دوافع أطفال الرابعة للتعبير اللغوي و تصفح الكتب هي المناشط المتعددة التي يقومون بها في المنزل و المدرسة .إن من أهم أدوار المدرسة أن تقدم العون الكافي للتلاميذ كي يحبوا القراءة و يمكن أن تقوم المدرسة بأدوار متعددة لتكوين عادات القراءة لدى الأطفال مثل الحديث عن القصص و نادي القراءة و رحلة القراءة .و تكشف الأستاذة مريم المالكي عن أهمية الدور التربوي الذي يمكن أن تؤديه المدرسة في هذا المجال فتقول : يمكن لكل فصل دراسي في المدرسة أن يؤسس مكتبة صغيرة و تضم الكتب و القصص و المجلات المشوقة للطفل و المنمية لخياله و ذكائه و يترك حرية اختيار الكتاب أو القصة للطفل و تناقشه المعلمة في أحداث القصة التي اختارها بعد مطالعتها . حيث تستطيع معلمة الروضة تحقيق ذلك عن طريق قراءة القصة و مناقشتها و إتاحة الفرصة للأطفال بروايتها بأسلوبهم و لغتهم و عمل قصص من مصورات تمثل أحداثا متابعة بشكل منطقي و تمثل القصص و الدراما .إلا أن هناك مشكلة كثيرا ما تتعرض لها المعلمة و هي إصرار الآباء و تمسكهم بتعليم أطفالهم القراءة و الكتابة في الحضانة حيث اتخذ إصرارهم هذا مظاهر شتى فتارة يقدمون الشكاوى لإدارة المدرسة معلنين اتهامهم السافر للحضانة بالإهمال و التراخي في تعليم أطفالهم الأمر الذي يزعزع ثقة الإدارة فيها خاصة إذا كان القائمون بها من غير التربويين و تارة أخرى يهددون بانقطاع أطفالهم عن الحضور إلى المدرسة إذا لم تمتثل الإدارة لرغبتهم وظلت تساند الحضانة في موقفها من الأطفال لذا يجب على المدرسة و خاصة المعلمة أن توضح لهم خطأ ما يعتقدون حيث أثبتت البحوث النفسية للطفولة المبكرة التي قام بها جون دوينج بجامعة لندن أن الطفل لا يستطيع تعلم مبادئ القراءة قبل بلوغه سن السادسة من عمره العقلي . المناشط التي تقدم في المدرسة * الحديث عن القصص ...و يحكي فيها المعلمون للتلاميذ القصص التاريخية و الأسطورية و الخيالية و المغامرات . و تهدف هذه الساعة إلى تنمية ميول القراءة لدى الأطفال و تحبيبهم بها .* نادي القراءة ... يتكون هذا النادي من بعض التلاميذ الذين يقومون بقراءة الكتب و القصص لزملائهم و تدور حولها المناقشات كما أنهم يناقشون الرسوم الفنية و الصور المتضمنة في الكتب التي يقرؤونها و نترك لهم حرية اختيار ما يقرؤون و يناقشون .* رحلة القراءة ... يقوم المعلمون باصطحاب تلاميذهم إلى المكتبة العامة لقضاء بعض الوقت مع القراءة الحرة و قد تحكي أمينة المكتبة للأطفال قصة أو نقرأ لهم في كتاب أو تقدم لهم حديثا عن الكتب و يترك للأطفال حرية التقليب في الكتب لتعرفها .دور المكتبات في تحقيق التربية القرائية :لا شك أن وجود مكتبة على مقربة من الطفل , هو من أهم الوسائل التي تعاون على تنمية حب القراءة لديه .أن عرض الكتب أمام الأطفال باستمرار خاصة في مكتبة الفصل , يخلق بينهم و بينها ألفة مستمرة و مودة متزايدة , مما يشجعهم على إنشاء مكتبات خاصة لهم في منازلهم على غرار هذه المكتبة . كما أن وجود المكتبات قريبا من الطفل ؛ سيجعل عملية حصوله على الكتاب سواء بالاستعارة الداخلية أو الخارجية أمرا سهلا , سواء المادية يقتنوا – لا هم و لا أسرهم – مجموعات من الكتب المناسبة لأعمالهم تتناول مختلف نواحي اهتمامات الطفل . لذلك فإن المكتبات أصبحت من أهم وسائل التثقيف و هي في نفس الوقت من أسهل هذه الوسائل وجودا و الأمر يحتم علينا الاهتمام بنشر مكتبات الأطفال على أوسع نطاق ,ي كل حي و في كل قرية , بل في كل شارع إذا أمكن ." لكن مكتبات المدارس ستظل تشكل أهم نوعيات المكتبات بالنسبة للطفل .و قد ذكرنا من قبل أن من أهم الأهداف التربية القرائية تكوين عادة القراءة لدى الأطفال بحيث يصبحون قراء مستديمين عند بلوغهم الشباب عن طريق إثارة اهتماماتهم بالقراءة و استمرارهم في استخدام المكتبة و الكتاب منذ مرحلة ما قبل المدرسة . كما تؤكد التربية القرائية أن الاحتياجات الحقيقية لمرحلة عمرية معينة و مدى نجاح المكتبة و خدماتها و الكتاب مضمونا و إخراجا في مقابلة هذه الاحتياجات هو الفيصل في تقرير مدى استخدام الكتاب و المكتبة و مدى الاستمرارية في هذا الاستخدام و تهدف التربية القرائية بعد ذلك إلى تقرير أهمية و ضرورة الخدمة المكتبية للأطفال على اعتبار أنها تمنحهم متعة و كسبا معرفيا و نموا ثقافيا و عقليا منذ طفولتهم .تأثير القراءة في الأطفال : يقول سومرست موم , إن الشهية للقراءة تتفتح على ما تتغذى به أكثر من تفتحها على أي شيء آخر , و كلما ازدادت قراءات الناس و اتسعت أذواقهم , أدركوا مقدار المتعة التي يمكن تلمسها في ثنايا ما يقرءون و هو يرى أن ما ينشأ عن القراءة من سعة الأفق و استقلال في الرأي و نمو في روح التسامح و كرم الأخلاق يمكن اعتباره فيما بعد حدثا من أهم أحداث أيامنا الحاضرة . و من أهم ما تسهم القراءة به للأطفال :- القراءة تسمو بخبرات الأطفال العادية و تجعل لها قيمة عالية فالأطفال أينما كانوا يجربون و يختبرون كل ما يحيط بهم و تملأهم الغربة في أن يعرفوا الاستجابات المختلفة. لتجاربهم . و القراءة تزيدهم فهماً و تقديراً لمثل هذه التجارب كما أنها تمدهم بأفضل صورة للتجارب الإنسانية . فتوسع دائرة خبراتهم و تعمق فهمهم للناس .- القراءة تفتح أمام الأطفال أبواب الثقافة العامة أينما كانت . فأكثر قصص الأطفال الذائعة تخاطب قلوب الأطفال و تشبع خيالهم و تصور التجارب المألوفة و الخبرات الإنسانية و القراءة تمنح الأطفال ملاذا يرتاحون إليه من عناء أعمالهم اليومية و يصدق هذا على قراءة القصص الخيالي . لأنها تهيئ فرصة للأطفال كي يعيشوا في الخيال حياة الأبطال التي يتوفون إلى أن يعيشوها في الواقع .- القراءة تساعد الأطفال على تهذيب مقاييس التذوق لديهم فهي تساعد الأطفال على الصدق عند الاستجابة لقصة تمتاز بأمانة التصوير أو لما بين الفكرة و أسلوب التعبير عنها من انسجام مما يعطي الطفل القارئ فرصا كثيرة للاختيار و المقارنة .- القراءة تمد الأطفال القراء بالمعلومات الضرورية لحل كثير من المشكلات الشخصية و تحدد الميول و تزيدها اتساعا و عمقا . و هي تنمي الشعور بالذات و بالآخرين و تعمل على تحرير الوجدانيات المكبوتة و إشباعها و تدفع العقل إلى حب الاستطلاع و التأمل و التفكير و ترفع مستوى الفهم في المسائل الاجتماعية بالتأمل في وجهات النظر المختلفة اعتراضا و تأييدا .- و القراءة تساعد الفرد في الإعداد العلمي فعن طريقها يتمكن الطفل من التحصيل العلمي الذي يساعده على السير بنجاح في حياته المدرسية و عن طريقها يمكن أن يحل الكثير من المشكلات العلمية التي تواجهه . بل في حل المشكلات اليومية و في تحقيق عملية تعلم ناجحة لبقية المواد الدراسية .- القراءة تساعد الطفل على التوافق الشخصي و الاجتماعي فهي تساعد الطفل على اكتساب الفهم و الاتجاهات السليمة و أنماط السلوك المرغوب فيه و المشكلات التي يواجهها الأطفال تتمثل في الحاجة إلى الصحة الجسمية و العلاقة السليمة مع الزملاء و الاستقلال عن الوالدين و الثقة بالنفس و في اكتساب فهم أساس و اتجاهات ضرورية لهذه المشكلات تؤدي القراءة دوراً له أهميته فالطفل يأخذ خبرات الآخرين التي تساعده في عملية التوافق و حل هذه المشكلات .

1641

| 09 أبريل 2014

تجربة الصين في بناء الاقتصاد القوي

قامت جمهورية الصين الشعبية في عام 1949، متبنية الماركسية اللينينية في بيئة مهيأة لانتشار الفكر الاشتراكي، حيث إن الصين منذ بداية القرن العشرين عانت من تدهور الأوضاع على الصعيد الداخلي، من تدهور مستويات معيشة الفلاحين الصينيين فكان الريف بذلك هو نواة الحركة الاشتراكية والأساس لها، خلافاً لفكر الاتحاد السوفيتي الذي كان يعوّل على البروليتاريا الصناعية وليس الفلاحين مما عُد أحد أسس الخلاف الأيديولوجي الصيني - السوفيتي حول التطبيق الاشتراكي وأسلوب الثورة، ولا سيما بعد هجوم "خروتشوف" على سياسات ستالين (1956). فالصين لم تكن لتوافق على ذلك و"ستالين" هو الداعم الأساسي للحزب الشيوعي الصيني، فرأت الصين أن الاتحاد السوفيتي خرج عن المبادئ اللينينية الماركسية؛ حتى أطلقت عليه: "الدولة التحريفية" إشارة إلى أنه حرّف مبادئ لينين وستالين.وترى عزة جلال هاشم (السياسة الدولية - ع132- إبريل 1998) أن أهم ملامح الاشتراكية الصينية مبدأ "دكتاتورية الشعب الديمقراطية" الذي عني -كما شرحه ماوتسي تونج- ديموقراطية للشعب بمختلف فئاته، أما الديكتاتورية فهي ليست موجهة للشعب وإنما هي موجهة إلى أعداء الشعب داخل الصين وخارجها، فهي ديمقراطية تخدم مصالح الشعب، وديكتاتورية في مواجهة أعداء الثورة، وكذلك مبدأ "المركزية الديموقراطية" بالإضافة إلى البراجماتية (الواقعية) وهي صفة قديمة اتصف بها الصينيون وتعني: سرعة تكيفهم مع الأوضاع، ولعل أبرز الأدلة على ذلك أن الصين عندما اعتنقت الفكر الماركسي لم تقبله كما هو، وإنما أدخلت عليه تعديلات لكي يتناسب مع طبيعة مجتمعها، حتى أصبح هناك ما عُرف بالنموذج الاشتراكي الصيني، الذي عملت الصين على نشره في مواجهة النموذج الاشتراكي السوفيتي، وبرغم حدة الصراع الأيديولوجي بين الصين والولايات المتحدة إلا أن المصلحة الصينية دعت إلى تقاربهما في 1971 - 1972 وعُد ذلك ملمحاً لواقعية الصين في التعامل مع الأحداث، وهو ما أسفر عنه احتلال الصين لموقعها في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة. وكذلك يعود الفضل للواقعية الصينية في التركيز على الإصلاح الاقتصادي منذ بداية الثمانينيات، فإدخال تعديلات هامة على النظام الاقتصادي القائم وجدها البعض تتعارض مع المبادئ الاشتراكية، فكان رد "دينج شياوبنج" أن الاقتصاد أهم من الأيديولوجيا؛ أي أن مصلحة الصين تأتي أولاً.ويتساءل "محمد فايز فرحات" (السياسة الدولية -ع132–إبريل 1998) عن كيفية قيام إصلاح اقتصادي في الصين دون حدوث تحولات سياسية موازية، أو انهيار سياسي على نحو ما شهدته دول أوربا الشرقية، ثم يجيب عن هذا التساؤل بقوله: إن الإصلاح الاقتصادي في الصين جاء بمبادرة من الحزب الشيوعي الحاكم نفسه، أي أنها تتم في إطار مظلة الحزب الشيوعي وليس انقلاباً على مبادئ الحزب نفسه، وذلك في ظل إدراك مجموعة من الإصلاحيين داخل الحزب الشيوعي بضرورة إجراء هذا الإصلاح من أجل الحفاظ على معدلات النموّ الاقتصادي، وتعظيم الكفاءة الاقتصادية والمنافسة الاقتصادية الصينية في الأسواق الخارجيةويرى د. محمد نعمان جلال (السياسة الدولية – ع152- إبريل 2003) أن العقلية السياسية الصينية تمتلك فلسفة فريدة من نوعها، فماوتسي تونج عندما بلغ به الكبر ترك كثيراً من الأمور للقائد الصيني المتواضع والبالغ الكفاءة "شوان لاي" ولم يمانع في إعادة الاعتبار لقائد صيني آخر هو "دنج سياوبنج" وهذا الأخير عندما بلغ به الكبر ترك القيادة لجيانج زيمين، واكتفى بمنصب شرفي هو رئيس اللجنة العليا للرياضة، ولكنه كان بمثابة الأب الروحي للقيادات الجديدة، وجيانج عندما واجه نفس الاختيار اكتفى بالاحتفاظ برئاسة اللجنة العسكرية المركزية، وترك القيادة الجديدة بزعامة "هوجينتاو" تضطلع بدور قيادة الصين وإدارتها في بداية القرن الحادي والعشرين.ويرأس "هوجينتاو" - 59 عاماً - اللجنة الدائمة وهو القائد الأعلى للصين، وينتمي للجيل الرابع، وقد تم إعداده لخلافة "جيانج" منذ تم اختياره من قبل دينج قبل حوالي عشر سنوات، وينظر إليه بصفة عامة على أنه محافظ وقد انضم للحزب في عام 1964 وترقى ليصبح رئيس رابطة الشباب الشيوعي في عام 1948 وفي العام التالي أصبح أصغر زعيم إقليمي سناً في الصين وهو في الثالثة والأربعين من عمره. ويبدو عليه أنه زعيم بيروقراطي هادئ، ويقول النقاد أنه يفتقر للكاريزما، ويعرفه غالبية الصينيين بصورة أساسية لقيادته حملة الترويج لنظرية "جيانج" المعروفة باسم التمثيل الثلاثي خلال العامين الماضيين.ويتضح من العرض السابق أن القيادات الصينية المتعاقبة تولي اهتماماً خاصاً بالإصلاح الاقتصادي وذلك في ظل النظام الاشتراكي الذي يحدده الحزب الشيوعي الحاكم، وقد أدى هذا النظام السياسي الفريد في إدارة شئون الدولة إلى تبوؤ الصين مكانة عالمية في السوق الدولية كانت الصين في عام 1989 تحتل المرتبة الـ 15 في قائمة أكبر القوى التجارية في العالم، لكنها تقدمت العام الماضي لتصبح سادس أكبر مصدر ومستورد على مستوى العالم. فنجد أن التجارة الخارجية في الصين – وهي أكبر دولة من حيث عدد السكان- قد نمت في السنوات الـ 12 الماضية بوتيرة أكبر من متوسط النموّ العالمي. فالصين حالياً هي المصدر الأول للعديد من السلع مثل: الملابس والأحذية والساعات والدراجات الهوائية. وتشير تقديرات رسمية إلى أن إجمالي حجم التجارة الصينية بلغ العام الحالي 600 مليار دولار مقارنة مع أقل من 510 مليارات العام الماضي، فالصادرات ارتفعت في الشهور التسعة الماضية بنسبة 19.4% وهو ما رفع الفائض التجاري بنسبة 49.4% أي بقيمة 20 مليار دولار. . وتشير آخر المعلومات الإحصائية الصادرة عن مصلحة الدولة في الصين إلى أن إجمالي الناتج الوطني ازداد 7.9% في التسعة شهور الأولى من العام 2002 مقارنة بما كان عليه الحال خلال الفترة نفسها من العام الماضي، وشهد الاقتصاد الصيني ازدياداً سريعاً خلال السنوات الثلاث عشرة، إذ بلغ معدّل الزيادة في إجمالي الناتج الوطني 9.3% سنوياً في حين بلغ المعدل في الاقتصاد العالمي 2.5% فقط في تسعينيات القرن العشرين، وبلغ معدل الزيادة في إجمالي الناتج الوطني وللفترة 1990–1997 يقدر بـ11.2% سنوياً، لقد بلغ النمو الاقتصادي في الصين العام 1997 رقماً قدره 8.8% في حين ارتفعت أسعار المبيعات للسلع بالتجزئة 0.8% فقط عن العام 1996 مقارنة بمطلع عقد التسعينيات من القرن العشرين. لقد قفزت زيادة حجم إجمالي ذلك الناتج من 100 مليار يوان إلى أكثر من 900 مليار يوان أثر التغيرات التي أصابت بنية الاقتصاد الصيني في عقد التسعينيات.ولعل الثورة الصناعية التي تشهدها الصين اليوم وارتفاع نسب الصناعات الأولى والثانية والثالثة بأرقام كبرى قد جعل الصين وقد ارتفعت فيها نسبة الواردات والصادرات من إجمالي الناتج القومي 44% في العام 2001 بعد أن كان 24.6% في العام 1989، ولقد أدى ذلك كله إلى زيادة دخل المواطنين في الصين، فضلاً عن الأرباح الخيالية التي حققتها الشركات والمؤسسات الصينية وما حققته الدولة من إيرادات مالية، لقد تكللت الخطة الاقتصادية الخمسية في الصين عن إنجاز انضمامها إلى منظمة التجارة العالمية رسمياً في 10 نوفمبر 2001. ونحن العرب نتعاطف مع صمود الصين الواثق والخارق إلى مكانة القوة العظمى في غضون عقد واحد قادم من السنين على الأرجح، ذلك أننا نعرف أن تعدد القطبية في عالمنا الجديد قد يحمي شعوبنا من سطوة الولايات المتحدة الأمريكية التي بدأت عصراً امبريالياً جديداً ولم تعد تكتفي بالهيمنة السياسية والأمنية والعسكرية والثقافية في مناطق المصالح الحيوية الأمريكية، وفي مقدمتها الشرق الأوسط بوجه عام، والمنطقة العربية بصفة خاصة. بل تركز حالياً على التغلغل الاقتصادي وتطمع في بترول العرب ودول آسيا الوسطى الإسلامية، وفي أسواقها التجارية، ثم في استثماراتها ومدخراتها، ومواقعها الجيواستراتيجية المتحكمة في التجارة العالمية وفي الاستراتيجية الكوكبية، ويدرك كثير من المثقفين العرب تلك التناقضات الحادة بين الثقافتين الأمريكية والإسلامية التي تغذيها أفكار ورؤى "صموئيل هنتيغتون" عن الصدام القادم بعد نهاية العقد الأول من القرن الحالي بين الحضارة الغربية بقيادة الولايات المتحدة، وتحالف الصين الكونفوشوسية مع بعض الدول الإسلامية.

2867

| 14 مارس 2014

التــذكّــر والنــسـيـان

يرتبط التعلم ارتباطاً شديداً بالتذكر، ذلك أنه إذا لم يتبق لدينا شيء من خبراتنا السابقة فلن نتعلم شيئاً، وللتذكّر أهميته الخاصة، فإن تفكيرنا مرتبط إلى حد كبير بما نتذكر من حقائق، كما أن استمرار الإدراك في حد ذاته، إنما يتوقف على استمرار ذاكرتنا، فنحن نستطيع أن ندرك العلاقات بين الماضي والحاضر، ونقوم بعمل تنبؤات عن المستقبل، ويرجع الفضل في ذلك كله إلى حضور ذاكرتنا وقوتها ومرونتها. ونحن نتعلم ونتذكر وننسى باستمرار، وتجَمُّع المعلومات وتراكمها هي عملية يبدو فيها الشخص كمن يخطو خطوتين للأمام وخطوة للوراء. وهذه العملية تحتم على المدرس والطالب الاهتمام بجانبين أساسيين هما:- كيف يمكن أن يكون التعلّم فعّالاً؟- كيف يمكن أن نتذكر ما تعلمناه تذكراً جيداً؟ ولو كان الإنسان يتذكر كل ما يتعلمه، ولو أمكن حفظ الحقائق والمفاهيم والمهارات حفظاً تاماً؛ لكانت الامتحانات غاية في السهولة، ولكانت معلوماتنا ومعارفنا واسعة تماماً، إلا أن الواقع غير ذلك، فحصيلة الطفل من المعلومات خلال عام واحد ضئيلة، لاحظ مثلاً مقدار ما يتذكره الطالب الجامعي من دراسة اللغة الفرنسية في المرحلة الثانوية، أو من دراسة التاريخ، إن ما يتذكره لا شك قليل ومحدود. وسوف نعرض لمفهوم كل من التذكر والنسيان وما يرتبط بهما من عوامل قد تساعد على التذكر أو تقادم النسيان.- التذكر: (1) تعريف التذكر: التذكر هو القدرة على استرجاع الخبرات السابقة، ولذلك فإن التعليم يعتمد على ما نستطيع تذكره في الوقت الحاضر، كما أن التعلم والتذكر عمليتان يؤدي كل منهما إلى الآخر. فنحن لا نستطيع أن نتعلم شيئاً دون استعادة ما يرتبط بالموقف التعليمي من خبرات ماضية، كما أن التعلم لا يكتسب معناه إذا لم نكن قادرين على تذكر ما تعلمناه لنستخدمه في مواقف مقبلة.(2) وسائل التذكر:1- الاستدعاء: هو: عملية استرجاع الاستجابات الماضية دون وجود المثير الأصلي الذي استدعاها في الأصل، ومثال ذلك: استرجاع قصيدة من الشعر ثم تعلمها في الماضي، أو: استرجاع بعض المعلومات التي دُرِسَتْ من قبل. ويتم الاستدعاء على هيئة صور ذهنية تنقل المعنى الذي وُجد في المثير الأصلي أثناء عملية الإدراك، وهذه الصورة الذهنية تحدث غالباً في صورة ألفاظ وعبارات. وقد يكون الاستدعاء مباشراً أو غير مباشر.2- التعرف: عندما نتعرف على شيء فإننا نعني بذلك أن هذا الشيء مألوفاً لدينا، والتعرف ظاهرة شائعة وهي تتم بطريقة تلقائية، فقد تقابل زميلاً قديماً لك لم ترهُ منذ وقت طويل وتقول له: "إنني متأكد أننا تقابلنا من قبل رغم أنني لا أذكر اسمك أو أين ومتى كان ذلك".3- التداعي والترابط: تتداعى الأفكار المترابطة لدى الفرد، أي أن الفكرة تلو الأخرى في ترابط واتصال، حيث يتذكر الفرد موضوعات وأموراً يتصل بعضها ببعض، وبقدر ترابط تلك الأفكار وتماسكها تحدث عملية التداعي لدى الفرد. ويوجد نوعان من التداعي هما: التداعي الحر والتداعي المقيد.(3) العوامل المؤثرة في التذكر:1- سرعة وبطء المتعلم: يختلف الأفراد فيما بينهم من حيث معدل السرعة في عملية التعلم، فمنهم من يتقدم بسرعة ملحوظة، ومنهم بطيء التعلم؛ وبالتالي يؤثر هذا العامل في تذكر الموضوعات من حيث السرعة في التعلم والفهم والاستيعاب.2- مواد التعلم: يؤثر عامل المعنى تأثيراً فعالاً في مدى تعلم الفرد للمواد المختلفة. فالمادة ذات المعنى أسهل وأيسر في تعلمها واسترجاعها، حيث يجد التلميذ يسراً في حفظ المواد ذات المعاني الواضحة، وبالتالي يؤدي عامل المعنى إلى سرعة التعلم والحفظ والاسترجاع.3- طرقة التعلم: تؤثر طريقة التعلم المستخدمة في مواقف التعلم، على مقدار حفظ المادة، ومقدار تذكرها، فالطريقة الكلية في التعلم -رغم تعدد فقرات الموضوع المدروس- إلا أن المتعلم يحاول دراسته كوحدة كلية متكاملة الأجزاء. بينما في الطريقة الجزئية يسير المتعلم في تعلمه للأجزاء حتى ينتهي من الموضوع. ويرتبط بطريقة التعلم التدريب والممارسة اللذين يساعدان المتعلم كثيراً في مقدار حفظه للمادة المتعلمة وتذكرها.1- النــسـيـان: 1- تعريف النسيان: هو: عدم القدرة على تذكر بعض الخبرات التي سبق اكتسابها وتعلمها، ومن ثم يُعْتَبَر الجانب السلبي للتذكر. وعملية النسيان التي تحدث للإنسان، فيفقد بعض خبرات ومواقف من ذاكرته وبالتالي لا يقوى على تذكرها، لهو أمرٌ مفيدٌ بالنسبة له. فقد تكون الخبرات والمواقف مؤلمة غير سارة وبالتالي فإن نسيانها أفضل من تذكرها. كما أن العقل الإنساني تتراكم بداخله الحقائق والمعلومات والمواقف. هذا التراكم والتزاحم من شأنه أن تختلط الأمور ببعضها البعض، ولكن عملية النسيان التي تحدث تحقق جزءاً من التنظيم لتلك المعلومات والحقائق، حيث يتسع المجال لمعلومات وإضافات جديدة تنمّي العقل والتفكير.2- عوامل النسيان:أ - الفترات الزمنية الطويلة تؤدي إلى نسيان الموضوع أو الشيء، حيث ينقص مقدار تذكر الفرد للموضوعات والخبرات والمهارات.ب- التداخل الذي يحدث بين مجموعة من الأفكار والحقائق، من شأنه أن يؤدي إلى النسيان.ج- الكف الرجعي الذي يحدث في مواقف التعلم يساعد على حدوث النسيان.د- عدم تثبيت موضوع التعلم عن طريق التكرار يساعد على حدوث النسيان.هـ- المواقف الانفعالية المؤلمة بالنسبة للفرد تساعد على حدوث النسيان؛ نظراً لأنها تكبت ولا تظهر في الشعور.و- غموض المعنى والتباسه لدى الفرد في موضوعات التعلم يؤدي إلى النسيان.3- العوامل التي تساعد على الحفظ الجيد: 1- وضوح المعنى لدى المتعلم: يؤدي وضوح المعنى لمحتوى المادة التي يتعلمها الطالب إلى تسهيل الحفظ، وتسهيل عملية التعلم بشكل عام. وقد تبين من نتائج بعض الدراسات أنه من السهل تذكر المادة الدراسية إذا كان معناها مفهوماً وواضحاً وكان محتواها منظماً والعكس.2- التنظيم: يساعد التنظيم السليم على حفظ آلاف الحقائق والمفاهيم والمهارات في اللغة والعلوم والرياضيات والاجتماعيات وغيرها من المواد الدراسية التي يتعلمها طلاب المدارس على اختلاف أنواعها ومراحلها، كما يؤدي تنظيم المادة الدراسية وفهمها إلى مقاومة الكف الرجعي.3- الإتقان: من الصعب تذكر أي معلومات دون إتقانها، ويتحقق الإتقان عن طرق التدريب المتواصل على مهارة ما، أو حفظ معلومات ما، فإن زيادة التعلم واستمراريته في موضوع معين تقلل من النسيان وتساعد على الحفظ.4- المراجعة: مراجعة المادة أو المواد المتعلمة التي نستذكرها مراجعة منتظمة وعلى فترات يساعد على الحفظ ويقلل من نسبة النسيان، وترجع أهمية المراجعة إلى أنها تساعد على تثبيت المادة المتعلمة.5- التكامل: يمكن تحسين الحفظ عن طريق العمل على تكامل الموضوعات التي يدرسها الطلاب في تتابع. فعندما يدرس الطلاب مجموعة متتالية من الموضوعات كما في العلوم أو المواد الاجتماعية أو اللغة العربية، يجب أن يكون الموضوع الجديد مرتبطاً بالموضوع القديم أو يدرس كاستمرار طبيعي للموضوع القديم، ومثل هذا التكامل في دراسة الموضوعات المتتابعة يقلل من فرصة النسيان.العوامل الدينامية المساعدة على الحفظ: ومن أمثلة هذه العوامل: الميول، والاستعداد العقلي، وتوافر هذين العاملين من شأنه أن يساعد على التذكر ويقلل من فرص النسيان.

49850

| 10 مارس 2014

alsharq
«أنا الذي حضر العربي إلى ملعبي»

-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...

2328

| 07 ديسمبر 2025

alsharq
خيبة تتجاوز الحدود

لم يكن خروج العنابي من بطولة كأس العرب...

2256

| 10 ديسمبر 2025

alsharq
الفدائي يشعل البطولة

لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...

1458

| 06 ديسمبر 2025

alsharq
القيادة الشابة VS أصحاب الخبرة والكفاءة

عندما يصل شاب إلى منصب قيادي مبكرًا، فهذا...

1176

| 09 ديسمبر 2025

alsharq
هل نجحت قطر؟

في عالمٍ يزداد انقسامًا، وفي إقليم عربي مثقل...

762

| 10 ديسمبر 2025

alsharq
النضج المهني

هناك ظاهرة متنامية في بعض بيئات العمل تجعل...

663

| 11 ديسمبر 2025

alsharq
أنصاف مثقفين!

حسناً.. الجاهل لا يخدع، ولا يلبس أثواب الحكمة،...

642

| 08 ديسمبر 2025

alsharq
الإسلام منهج إصلاح لا استبدال

يُتهم الإسلام زورًا وبهتانًا بأنه جاء ليهدم الدنيا...

579

| 07 ديسمبر 2025

alsharq
العرب يضيئون سماء الدوحة

شهدت قطر مع بداية شهر ديسمبر الحالي 2025...

570

| 07 ديسمبر 2025

alsharq
تحديات تشغل المجتمع القطري.. إلى متى؟

نحن كمجتمع قطري متفقون اليوم على أن هناك...

504

| 11 ديسمبر 2025

alsharq
مسيرة تعكس قيم المؤسس ونهضة الدولة

مع دخول شهر ديسمبر، تبدأ الدوحة وكل مدن...

492

| 10 ديسمبر 2025

alsharq
اليوم الوطني.. مسيرة بناء ونهضة

أيام قليلة تفصلنا عن واحدٍ من أجمل أيام...

468

| 08 ديسمبر 2025

أخبار محلية