رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
ذكرنا فيما مضى أن من بين شعوب الأرض لا تجد شعبا يحرص على الصدقة كحرص المسلم عليها، وعللنا ذلك بسببين الأول: أنهم أهل الرحمة كما قال تعالى {وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } (التوبة:99) الأمر الثاني: ما أعده الله من فضل لأهل الصدقة، وذكرنا في المقال السابق تسع فوائد أعدها وذكرها أحد الباحثين واليوم نكمل البقية عاشراً: أن صاحب الصدقة يبارك له في ماله كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم { ما نقصت صدقة من مال} الحادي عشر: أنه لا يبقى لصاحب المال من ماله إلا ما تصدق به كما في قوله تعالى: {وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ } البقرة:272. ولما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها عن الشاة التي ذبحوها ما بقى منها: قالت: ما بقى منها إلا كتفها. قال: معلما موجها: { بقي كلها غير كتفها} الثاني عشر: أن الله يضاعف للمتصدق أجره كما في قوله عز وجل: {إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيم}ٌ الحديد:18. الثالث عشر: أن صاحبها يدعى من باب خاص من أبواب الجنة يقال له باب الصدقة كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال {من أنفق زوجين في سبيل الله، نودي في الجنة يا عبد الله، هذا خير.... ومن كان من أهل الصدقة دُعي من باب الصدقة. الرابع عشر: أنها متى ما اجتمعت مع الصيام واتباع الجنازة وعيادة المريض في يوم واحد إلا أوجب ذلك لصاحبه الجنة كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {من أصبح منكم اليوم صائماً؟ } قال أبو بكر: أنا. قال: { فمن تبع منكم اليوم جنازة؟ } قال أبو بكر: أنا. قال: { فمن عاد منكم اليوم مريضاً؟ } قال أبو بكر: أنا، فقال رسول الله: ما اجتمعت في امرىء إلا دخل الجنة}. الخامس عشر: أن فيها انشراح الصدر، وراحة القلب وطمأنينته، فإن النبي صلى الله عليه وسلم ضرب مثل البخيل والمنفق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد من ثدييهما إلى تراقيهما فأما المنفق فلا ينفق إلا اتسعت أو فرت على جلده حتى يخفى أثره، وأما البخيل فلا يريد أن ينفق شيئاً إلا لزقت كل حلقة مكانها فهو يوسعها ولا تتسع. السادس عشر: أنَّ المنفق إذا كان من العلماء فهو بأفضل المنازل عند الله كما في قوله { إنَّما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالاً وعلماً فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقاً فهذا بأفضل المنازل}. السابع عشر: أنَّ النبَّي صلى الله عليه وسلم جعل الغنى مع الإنفاق بمنزلة القرآن مع القيام به، وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: { لا حسد إلا في اثنين: رجلٌ آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل والنهار، ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل والنهار.. الثامن عشر: أنَّ العبد موفٍ بالعهد الذي بينه وبين الله متى ما بذل نفسه وماله في سبيل الله يشير إلى ذلك قوله جل وعلا: {إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ المُؤمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَ لَهُمُ الْجَنَّةَ } التوبة:111].
9222
| 04 يناير 2011
كيان متميز، وإدارة حاسمة، ومناهج مبصرة، ورؤية قاطعة، وأسلوب تربوي خلاب، هذا ما ألحظه كداعية وأب، إنها هذه المدرسة التي جعلت من نفسها أملا يحدو كل مطلع على مستوى التعليم في الحبيبة قطر، أثار قلمي أن يكتب عنها وأن أقيد هذا الشكر موثقا، وهذا ما حثنا الإسلام عليه، فلا يشكر الله من لا يشكر الناسَ، كما أخبر بذلك محمد صلى الله عليه وسلم. لقد تميزت المدرسة بأمور تحسب لها ومن ذلك: 1 — التأكيد على الهوية الإسلامية عبر تعليم المبادئ الدينية. 2 — الحفاظ على غرس القيم النبيلة في نفوس الناشئة. 3 — الحرص على إبراز التقاليد العربية. 4 — التوجه نحو الحداثة التي لا تطمس الهوية القومية. 5 — المتابعة الدقيقة للنمو الفكري للناشئة. 6 — التواصل الدائم بين المدرسة وأولياء الأمور. 7 — التركيز على النمو البدني بالرعاية والتدريب. 8 — الحرص على المشاركات الإيجابية لدى الأطفال. 9 — توفير الرعاية الطبية ومتابعة ذلك دوريا. 10 — المرونة والتفاهم لطبيعة الأطفال النفسية والتعامل معها. تلك عشرة كاملة بها تميزت تلك المدرسة الصاعدة في مصاف كبريات المدارس التربوية، ويقرأ هذا من نتاجها العلمي، وكم أتمنى أن تنتقل هذه البنود إلى كافة مدارسنا وأبنيتنا التعليمية. إن الأمل لأي أمة ليس في ماضيها على أصالته، ولا في حاضرها على أهميته، ولكن في مستقبلها، وإذا أردنا معرفة أقدار الأمم فعلينا أن ننظر إلى طريقة تربية الأجيال الناشئة.. لقد رأيت من اهتمام المدرسة بالكتاب ما أعجبني وأدهشني، إذ رأيت الأبناء وقد استبدلوا بالكتاب الصحاب، وبالجد الهذر، وبالحوار التبعية، وتذكرت ساعتها قول أمير الشعراء مادحا من عظم الكتاب ساعة الطلب: أَنا مَن بَدَّلَ بِالكُتبِ الصِحابا" "لَم أَجِد لي وافِيًا إِلا الكِتابا صاحِبٌ إِنْ عِبتَهُ أَو لَم تَعِبْ" "لَيسَ بِالواجِدِ لِلصاحِبِ عابا كُلَّما أَخلَقتُهُ جَدَّدَني" "وَكَساني مِن حِلى الفَضلِ ثِيابا صُحبَةٌ لَم أَشكُ مِنها ريبَةً" "وَوِدادٌ لَم يُكَلِّفني عِتابا صالِحُ الإِخوانِ يَبغيكَ التُقى" "وَرَشيدُ الكُتبِ يَبغيكَ الصَوابا غالِ بِالتاريخِ وَاِجعَل صُحفَهُ" "مِن كِتابِ اللهِ في الإِجلالِ قابا شكر الله لكم مدرسة سعود بن عبدالرحمن بالوكرة على هذا الجهد الهائل والجهاد الدائم والرؤية الحاضرة والبصيرة النافذة، لا أستثني أحدا رغم عدم معرفتي بأحد فيهم، لكن الأثر الذي زرعتموه هو من دل عليكم، وإني أسأل الله لكم صادقا أن يخلص نياتكم وأن يجعل هذا في موازين حسناتكم.
909
| 28 ديسمبر 2010
لسائل أن يسأل -وقد حدث- لماذا المسلمون أكثر الناس تبرعا في الميادين كلها؟ ظاهرة رصدها الغرب كثيرا ووقف عندها حائرا، ورأيت ذلك ولمسته بعيني حين كنت في فرنسا وكلمني أحد الشباب أن الحكومة الفرنسية إذا أرادت جمع تبرعات تجعل أكثر دعايتها في الأماكن التي يسكنها المسلمون، لقناعتهم بأن أحدا لن يجود بكده وتعبه وعرق جبينه لمن يراه عبئا عليه أو عالة. ما السر الذي يجعل حتى فقراء المسلمين يتبرعون لغيرهم ربما والحاجة إلى ما يعطونه حاضرة والحاجة إليه ماسة؟! إنه الإسلام الذي جعل المنفق أهل لرحمة الله (وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) التوبة:99. ثم هناك فوائد أخرى للصدقات ذكرها بعض الباحثين منها: 1 — انها تطفئ غضب الله سبحانه وتعالى كما في قوله صلى الله عليه وسلم "إن صدقة السر تطفئ غضب الرب تبارك وتعالى". 2 — أنها تمحو الخطيئة، وتذهب نارها كما في قوله صلى الله عليه وسلم "والصدقة تطفئ الخطيئة كما تطفئ الماء النار". 3 — أنها وقاية من النار كما في قوله صلى الله عليه وسلم "فاتقوا النار ولو بشق تمرة". 4 — أن المتصدق في ظل صدقته يوم القيامة كما في حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "كل امرئ في ظل صدقته، حتى يُقضى بين الناس". قال يزيد: فكان أبو مرثد لا يخطئه يوم إلا تصدق فيه بشيء ولو كعكة أو بصلة. 5 — أن في الصدقة دواء للأمراض البدنية كما في قوله صلى الله عليه وسلم "داووا مرضاكم بالصدقة" .. وسأله رجل عن قرحةٍ خرجت في ركبته منذ سبع سنين، وقد عالجها بأنواع العلاج، وسأل الأطباء فلم ينتفع به، فقال: اذهب فأحفر بئراً في مكان حاجة إلى الماء، فإني أرجو أن تنبع هناك عين ويمسك عنك الدم. ففعل الرجل فبرئ. 6 — إن فيها دواء للأمراض القلبية كما في قوله صلى الله عليه وسلم لمن شكا إليه قسوة قلبه: "إذا أردت تليين قلبك فأطعم المسكين، وامسح على رأس اليتيم". 7 — أن الله يدفع بالصدقة أنواعاً من البلاء كما في وصية يحيى عليه السلام لبني إسرائيل: "وآمركم بالصدقة، فإن مثل ذلك رجل أسره العدو فأوثقوا يده إلى عنقه، وقدموه ليضربوا عنقه فقال: أنا أفتدي منكم بالقليل والكثير. ففدى نفسه منهم) 8 — الصدقة طريق البر، فلن يعرف المرء حقيقة البر إلا بالصدقة كما جاء في قوله تعالى (لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّون) آل عمران:92. 9 — أن المنفق يدعو له الملك كل يوم بخلاف الممسك، وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم "ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً".
2623
| 08 ديسمبر 2010
مساحة إعلانية
حينَ شقَّ الاستعمار جسدَ الأمة بخطوطٍ من حديد...
3546
| 04 نوفمبر 2025
اطلعت على الكثير من التعليقات حول موضوع المقال...
2154
| 03 نوفمبر 2025
8 آلاف مشارك بينهم رؤساء دولوحكومات وقادة منظمات...
2073
| 04 نوفمبر 2025
من الطرائف العجيبة أن تجد اسمك يتصدر أجندة...
1266
| 04 نوفمبر 2025
تُعدّ الكفالات البنكية بمختلف أنواعها مثل ضمان العطاء...
927
| 04 نوفمبر 2025
أصدر مصرف قطر المركزي في التاسع والعشرين من...
903
| 05 نوفمبر 2025
مضامين ومواقف تشخص مكامن الخلل.. شكّل خطاب حضرة...
879
| 05 نوفمبر 2025
تسعى قطر جاهدة لتثبيت وقف اطلاق النار في...
876
| 03 نوفمبر 2025
ما من ريبٍ أن الحلم الصهيوني لم يكن...
834
| 02 نوفمبر 2025
لفت انتباهي مؤخرًا فيديو عن طريقة التعليم في...
672
| 05 نوفمبر 2025
تتهيأ الساحة العراقية لانتخابات تشريعية جديدة يوم 11/11/2025،...
669
| 04 نوفمبر 2025
ليس مطلوباً منا نحن المسلمين المبالغة في مسألة...
669
| 06 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية