رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
اعتبارًا من مارس 2025، تم الاعتراف بدولة فلسطين كدولة ذات سيادة من قبل 147 دولة من أصل 193 دولة عضواً في الأمم المتحدة، في السياق أعلن رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين في سبتمبر/ أيلول 2025 خلال الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وأكد ألبانيزي أن هذه الخطوة تأتي في سياق دعم حلّ الدولتين، باعتباره «أفضل أمل لإنهاء الصراع، والمعاناة والجوع في غزة». ومنذ يوليو/ تموز 2025، شاركت أستراليا في «نداء نيويورك» المشترك مع 15 دولة داعمة للخطوة نحو الاعتراف الرسمي بفلسطين في الجمعية العامة. الاعتراف الأسترالي أدى إلى تصعيد غير مسبوق في العلاقات بين أستراليا وإسرائيل.. فكيف حولت الحرب كانبرا من داعم لتل أبيب إلى خصم علني؟ على مدى عقود طويلة، مثّلت العلاقة بين أستراليا وإسرائيل إحدى أكثر الشراكات ثباتاً في العالم الغربي، فقد اعترفت كانبرا مبكراً بإسرائيل ووفرت لها غطاءً سياسياً في المحافل الدولية. لكن هذه الصورة تغيّرت بشكل متسارع بعد الحرب على غزة في أكتوبر 2023، وصولاً إلى صيف 2025 حين تحولت الخلافات الدبلوماسية إلى مواجهة علنية بين رئيس الوزراء الأسترالي أنطوني ألبانيز ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حيث شنّ الأخير هجوماً شخصياً غير معتاد على نظيره الأسترالي ووصفه بـ»الضعيف» و»الخائن لإسرائيل»، فيما ردّت كانبرا بإجراءات عقابية غير مسبوقة، في مشهد يعكس انعطافة كبرى في علاقةٍ كانت توصف يوماً بأنها «وطيدة وإستراتيجية» بين البلدين. موقف أستراليا بقيادة حزب العمال بدأ يتغير لأسباب عدة، أهمها إدراك الشعب الأسترالي همجية الاحتلال من خلال صمود غزة فالمظاهرات العارمة والمسيرات الحاشدة كلها دفعت بحزب العمال الحاكم لاتخاذ هذه المواقف منها، إلغاء تأشيرة سيمحا روتمان الصهيوني الإرهابي ومنعه من دخول أستراليا، هذا الإلغاء الذي أتى بعد قرار أستراليا الاعتراف بالدولة الفلسطينية وإدانة أفعال الكيان بالفم الملآن. ارتبطت الجالية العربية بحزبي العمال والأحرار عبر عقود من العمل السياسي والاجتماعي، حيث ساهما في إيصال عدد من أبناء الجالية إلى مناصب مؤثرة، إلا أن العدوان على غزة اعتبر اختبارا حاسما للمواقف، ونقطة تحوّل فاصلة في علاقة كثير من أبناء الجالية بالحزبين إياهما. فقد خرجت الجالية في مظاهرات أسبوعية تطالب بمواقف واضحة من الحكومة الأسترالية، أبرزها طرد السفير الإسرائيلي ووقف تصدير الأسلحة لإسرائيل، شهدت مدينة سيدني (غاديغال) مظاهرة غير مسبوقة في تاريخ أستراليا، حيث فاق عدد المشاركين فيها الـ300 ألف متظاهر من مختلف أطياف ومكونات المجتمع الأسترالي، للمطالبة برفع الحصار عن غزة، ووقف دعم الحكومة الأسترالية للكيان الصهيوني. الصوت الشعبي المعارض لإسرائيل بدأ يجد صداه في دوائر القرار الأسترالي «نتنياهو» انتقد رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي بشدة ووصفه بـ»السياسي الضعيف الذي خان إسرائيل وتخلى عن يهود أستراليا» مع تصاعد الخلاف الدبلوماسي على خلفية إلغاء وزارة الداخلية الأسترالية تأشيرة دخول للنائب الإسرائيلي المتطرف سيمحا روثمان الذي يؤيد لخطة إجلاء الفلسطينيين من غزة، وكان روثمان وصف أطفال غزة بـ”الأعداء” ودعا إلى سيطرة إسرائيل الكاملة على الضفة الغربية، ويعارض روثمان حل الدولتين. وزير الداخلية الأسترالي طوني بيرك الذي ألغى التأشيرة قال: “تتخذ حكومتنا موقفًا صارمًا تجاه مَن يسعون إلى القدوم إلى بلدنا ونشر الفرقة”. وتابع بيرك قائلاً «إذا كنتم ترغبون في الدخول إلى أستراليا لنشر رسالة كراهية وانقسام، فنحن لا نريدكم هنا»، وأضاف: «في ظل حكومتنا، ستكون أستراليا بلدًا ينعم ويشعر فيه الجميع بالأمان». روثمان اتهم الحكومة الأسترالية بـ «معاداة السامية السافرة والواضحة»، وقال: «هذا القرار المعادي للسامية ليس موجهًا إليَّ، بل إلى الجالية اليهودية في أستراليا، وإلى دولة إسرائيل، وإلى شعب إسرائيل». وكانت الجمعية اليهودية الأسترالية ذات التوجه اليميني، قد وجهت الدعوة لروثمان لإلقاء محاضرات في سدني وملبورن وصفتها بأنها «جولة تضامنية لدعم الجالية اليهودية في أستراليا». وأيد المجلس التقدمي اليهودي في أستراليا القرار، لكنه تساءل عن سبب منح روثمان التأشيرة أصلًا. وكان بارت شتاينمان، المتحدث باسم المجلس قال إن زيارة روثمان تُذكّر “بسطحية” ردّ أستراليا على الحكومة الإسرائيلية وعدم اكتماله. وانتقدت مؤسسات يهودية أخرى القرار ودعا بعضها الآخر إلى ضبط النفس. وكان وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، اتهم الحكومة الأسترالية “بتأجيج” معاداة السامية بعد إلغاء تأشيرة سيمحا روثمان. كما أعلن ساعر أنه سيلغي تأشيرات الممثلين الأستراليين لدى السلطة الفلسطينية، في خطوة وصفتها وزيرة الخارجية الأسترالية، بيني وونغ، بأنها “غير مبررة” و»تقوض الجهود الدولية الرامية إلى السلام وحل الدولتين». يذكر أن حكومة ألبانيزي كانت قد فازت بالانتخابات الأخيرة قبل 3 أشهر بنصر تاريخي غير مسبوق بأكثرية 94 مقعداً في مجلس النواب وأظهر آخر استطلاع للرأي ارتفاع شعبيتها بنسبة 2 بالمائة.
273
| 09 سبتمبر 2025
أعلنت الأمم المتحدة وخبراء دوليون رسميا تفشي المجاعة على نطاق واسع في قطاع غزة، وهي المرة الأولى التي تعلن فيها المجاعة بمنطقة الشرق الأوسط. فقد أصدرت منظمة الصحة العالمية، وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، وبرنامج الغذاء العالمي، ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) بيانا مشتركا بجنيف أكدت فيه أن أكثر من نصف مليون شخص في غزة عالقون في مجاعة. وقالت المنظمات إن على إسرائيل ضمان توفر الغذاء والإمدادات الطبية لسكان غزة دون عوائق للحد من الوفيات الناجمة عن الجوع وسوء التغذية. الإعلانُ رسميًا من قبل الأمم المتحدة، عن مجاعة في غـزة، إنما يُؤكّد المؤكَّد الذي يُشاهده العالم منذ شهور، بل منذ السابع من تشرين الأول 2023، حين شنّت إسرائيل حرب إبادة على قطاع غـزة، بمشاهد مروّعة حرّكت ضمائر كثيرين في العالم، وغيّرت نظرتهم وموقفهم من القضية الفلســطينية، لكن التعاطف اياه ظل عاجزاً عن وقف مسلسل الإجرام. الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، صرح بأن الوضع الحالي في قطاع غزة يجب أن ينتهي، وذلك بعد إعلان الأمم المتحدة بأن القطاع يعاني من المجاعة. الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قال إن حدوث المجاعة في غزة ليس لغزا، وإنها كارثة من صنع البشر وفشل للبشرية. وأضاف أن المجاعة لا تتعلق فقط بالغذاء ولكنها انهيار متعمد للأنظمة الضرورية للبقاء على قيد الحياة. وقال: «الناس يتضورون جوعا، الأطفال يموتون. ليس الجوع وحده من يفتك بالغزيين، بل تلاحقهم السادية الاسرائيلية بشتى انواع القتل والتعذيب، على وقع العجز العربي والاسلامي الرسمي والشعبي والتواطؤ الدولي، لا احد حتى الآن قادر على تحدي الغطاء الامريكي لاسرائيل، ومؤشرات واشنطن رغم التصريحات الرنانة تذهب بالمزيد من الصمت على سفك الدم الفلسطيني، وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، صرح، أن بلاده فرضت عقوبات جديدة على قاضيين ومدعين اثنين بالمحكمة الجنائية الدولية، في وقت تواصل فيه واشنطن ضغطها على المحكمة بسبب استهدافها قادة إسرائيليين. وذكرت وزارتا الخزانة والخارجية الأمريكيتان أن واشنطن حددت هؤلاء الأشخاص وهم نيكولا يان جيو من فرنسا، ونازهات شميم خان من فيجي، ومامي ماندياي نيانج من السنغال، وكيمبرلي بروست من كندا. وجيو قاضٍ في المحكمة الجنائية الدولية ترأس هيئة ما قبل المحاكمة التي أصدرت مذكرة الاعتقال بحق المطلوب من المحكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بسبب الحرب على قطاع غزة، وخان ونيانج هما نائبا المدعي العام في المحكمة. تأتي هذه الخطوة بعد أقل من 3 أشهر من اتخاذ الإدارة الأمريكية خطوة غير مسبوقة بفرض عقوبات على 4 قاضيات في المحكمة ذاتها، على خلفية قضايا مرتبطة بواشنطن وإسرائيل، منها إصدار مذكرة توقيف بحق نتنياهو. وشاركت القاضيات في إجراءات أفضت إلى إصدار مذكرة اعتقال في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بحق نتنياهو، لمسؤوليته عن أفعال تشمل جريمة الحرب المتمثلة في التجويع كوسيلة حرب في الحرب على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على إسرائيل. وفي فبراير/شباط الماضي، وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرا تنفيذيا لفرض عقوبات على المحكمة، منتقدا إصدارها أوامر اعتقال لنتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت. امام التعنت الاسرائيلي والصمت الغربي الرسمي، وتواتر المشاهد المروعة من غزة وعموم فلسطين لم تعد الادانات تكفي. فهل نشهد فصلاً جديداً من التكاذب والخذلان، أم صحوة إنسانية أممية تطيح بالرؤوس الحامية في تل أبيب، في نقطة اللاعودة يحضر الفعل من عدمه وينتهي التحليل.
300
| 27 أغسطس 2025
هناك جدل في لبنان بسبب ورقة «توم باراك» الامريكية، التي تقضي بنزع سلاح حزب الله وترسيم الحدود مع سوريا وإسرائيل. الجدل إياه سابق لورقة توم باراك، وهو متعلق بتطبيق القرارين 1701 و1559، القرار 1701 صدر عن مجلس الأمن الدولي يوم 11 أغسطس/آب 2006، بهدف إنهاء الحرب بين إسرائيل و”حزب الله” في جنوب لبنان بعد 34 يوماً من الصراع، ويتضمن بنوداً بهدف حفظ الأمن والسلام ووقف إطلاق النار. جاء في القرار 1559، الذي اتخذه مجلس الأمن: يطالب جميع القوات الأجنبية المتبقية بالانسحاب من لبنان. يدعو إلى حل جميع المليشيات اللبنانية ونزع سلاحها. يؤيد بسط سيطرة حكومة لبنان على جميع الأراضي اللبنانية. إسرائيل مع عدوانها الأخير على لبنان وضعت شروطاً جديدة زيادة على القرار 1071 من شأنها إطالة أمد الحرب، ولفهم مسار النقاش اللبناني اللبناني المتعارض حول ورقة توم باراك يجب فهم المشادة الداخلية اللبنانية حول القرارين المذكورين أعلاه، في الداخل اللبناني هناك من يدعو إلى التطبيق المتوازي للقرارين الأمميين باعتبارهما قرارات دولية ملزمة تندرج في مصلحة لبنان واستكمال تنفيذ اتفاق الطائف، وفريق آخر يرى أن هذا الكلام تحدثت عنه سابقاً مصادر أمريكية وإسرائيلية، وأن إسرائيل هي من تخرق القرارات الدولية والقرار 1559 قد أصبح من الماضي والمهم معرفة ما يريده نتنياهو. مع المتغيرات الدراماتيكية في منطقة الشرق الأوسط ورقة توم باراك تقول: لقد حان الوقت لتطبيق هذه القرارات وتطبيق الدستور اللبناني من أجل الدخول في مسار شرق أوسطي جديد. مع تكليف الحكومة اللبنانية الجيش بوضع خطة لحصر السلاح بيد الدولة بحدود نهاية العام الحالي، وعرضها على مجلس الوزراء قبل 31 أغسطس، وإقرارها أهداف الورقة الأمريكية، لم يعد المشهد في لبنان مجرد خلاف سياسي حول قرار حكومي، بل تحوّل إلى مواجهة مفتوحة تحمل في طياتها رائحة الانفجار الكبير. فقرار مجلس الوزراء بحصر السلاح بيد الدولة كان كفيلاً بكشف عمق الانقسام، ليفجّر ردود فعل نارية من جانب حزب الله، مؤكداً تمسكه بترسانته كجزء من «معادلة الردع». القوى المناوئة لحزب الله وصفت القرار بالتاريخي الذي اتّخذه مجلس الوزراء، ووَجب اتّخاذه منذ 35 عاما لولا الانقلاب على «وثيقة الوفاق الوطني» التي نصّت حرفيا على «بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل الأراضي اللبنانية بواسطة قواتها الذاتية». السلطة أمام طريقين: إما المضي في تنفيذ القرار ضمن جدول زمني صارم مهما كانت الكلفة، أو التراجع إلى تسوية مؤقتة تجنب البلاد الانفجار لكنها تؤجل الأزمة. كِلَا الخيارين محفوف بالمخاطر، لكن التأجيل في دولة مأزومة سياسياً واقتصادياً قد يكون أكثر خطورة من المواجهة نفسها. من جهة أخرى يذهب البعض للقول أمام لبنان أربعة سيناريوهات محتملة لمسار تنفيذ القرارات المتعلقة بسلاح «حزب الله» وترتيبات الجنوب، تتراوح بين الحل الشامل والانفجار العسكري، ولكل منها انعكاساته على الاستقرار الداخلي والإقليمي. السيناريو الأول هو الحل الشامل، حيث تنجح الحكومة في نزع سلاح «حزب الله» بالكامل وتنسحب إسرائيل من النقاط المتبقية، ويُنجز ترسيم الحدود البرية والبحرية، ما يفتح الباب أمام دعم دولي وخليجي واسع لإعادة إعمار البنية التحتية وإنعاش الاقتصاد. السيناريو الثاني هو التسوية الجزئية، ويتمثل في تخفيض القدرات العسكرية النوعية لـ «الحزب» (التخلي عن الصواريخ الدقيقة والطائرات المسيّرة الهجومية) مع بقاء سلاح فردي أو متوسط تحت ترتيبات دفاعية، ودمج جزء من عناصره بالجيش. في المقابل، تقدم إسرائيل تنازلات محدودة ويُمدّد وقف الأعمال العدائية لسنوات. هذا السيناريو يعزز جزئيًا سلطة الدولة، ويحافظ لـ «الحزب» على نفوذه السياسي، لكنه موقت وقابل للتآكل. وهو مرفوض دوليًا حتى الآن. السيناريو الثالث هو المراوحة، حيث يفشل التنفيذ الفعلي للقرارات، فيبقى السلاح كما هو وتستمر حالة وقف النار من دون تقدم سياسي أو أمني. النتيجة هي استمرار الجمود والانقسام الداخلي، وتوقف الدعم الدولي، وتفاقم الأزمة الاقتصادية، وتعميق واقع «الدويلة داخل الدولة». هذا السيناريو هو الأكثر خطورة على الوضع اللبناني داخليًا وخارجيًا ومستبعد أمام إصرار معظم القوى السياسية على نزع السلاح والغطاء الدولي العارم له. السيناريو الرابع هو المواجهة الشاملة، وينطوي على صدام داخلي بين «حزب الله» والجيش أو حرب واسعة مع إسرائيل، انعكاساته كارثية. تنصّ الورقة الأمريكية التي قدّمها المبعوث الأمريكي توم بارّاك، والتي تَنطوي على اقتراحٍ شاملٍ لتمديد إعلان وقف الأعمال العدائيّة وتثبيته بين لبنان وإسرائيل، مع خريطة طريق تقود إلى حلٍّ دائمٍ يُنهي الانتهاكات المتكرّرة ويُفعّل القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن. ويسعى الاقتراح، المؤلَّف من ثلاثة فصول، إلى معالجة الملفات الأمنيّة والحدوديّة والاقتصاديّة على حدٍّ سواء، واضعًا جدولًا تنفيذيًّا يمتدّ 120 يومًا ويتطلّب موافقات رسميّة لبنانيّة وإسرائيليّة وسوريّة متزامنة، التوتر السياسي والأمني المتصاعد، مع التدخلات الإيرانية والضغوطات الأمريكية، تنذر بأن الأشهر المقبلة ستكون حاسمة في تحديد ملامح ومصير الجمهورية، فإما أن تستعيد سيادتها، أو تفقد ما تبقَّى منها على مذبح الصراع الإقليمي. هناك قول مفاده أن الحروب الأهلية لحظات عظيمة في تاريخ الأمم الحية بحيث إنها عندما تدرك فداحتها لا تكررها، لكن بالتأكيد الوقت اللبناني ينفد كما الخيارات وأحياناً لا بد من خلط للأوراق بشكل جزئي أو كلي لفتح آفاق ومسارات جديدة وأحياناً يبدو ذلك شيئا من التهويل ورفع السقوف للحصول على مكاسب سياسية أكبر.
477
| 18 أغسطس 2025
في الوقت الذي يحتفل فيه اهل سوريا بسقوط نظام آل الأسد الاستبدادي الطائفي، على وقع أنغام الوحدة الوطنية التي طال انتظارها وفضيلة التسامح ورفض الانتقام والمحاسبة خارج إطار سلطة القانون وقد أعلي شأنه،. وحق لهم ان يحتفلوا بعد أكثر من نصف قرن من العبودية وقد تحرروا بتباشير حكمة وشجاعة الثوار بالحسم المبهر والمتابعة الحثيثة وضبط الميدان وبخطابهم الوطني الحضاري الجامع وآدائهم المتزن بالحفاظ على المؤسسات العامة والاملاك الخاصة وضمان شؤون الاقليات والتعهد بالانتقال السلس للسلطة واحترام خيارات الشعب ورسائل التطمين العربية والإسلامية والدولية في ان سوريا الجديدة رغم التحديات ستكون دولة ديمقراطية حرة مستقرة ومزدهرة وان الثورة كانت من أجل العدالة للجميع وان الثوار طلاب حرية وعلى هذا الأساس يرى الشعب السوري ومعه العرب والمسلمون واحرار العالم ان سوريا تحررت من نير دكتاتور قمع ثورة الشعب بوحشية وكأنه لا يمت للانسانية بصلة وقد أسقط واسلافه على السوريين من غياهب الحقد والكراهية واستمر في عناده حتى اللحظة الأخيرة بسجونه السرية السادية وشيفراتها المعقدة... رافضا الحوار والإصلاحات والنصائح ليؤول وأسرته التي اورثته نهج الفساد والافساد إلى مزبلة التاريخ أملا في ربيع واعد يزهر فيه ياسمين دمشق. في حين ان مؤيدي الديكتاتورية البائدة أصحاب شعار «سوريا الأسد» التي لا يرونها خارج حكم الطغمة يخرصون ان سوريا سقطت بخلاف المنطق. فكيف تسقط دولة وهي في اكناف أهلها وقد هلل لها شعبها بإرادة حرة وفرح عظيم بثمن باهظ من الشهداء والجرحى والمعتقلين والمهجرين. للانصاف ينبغي القول وقد تخلى الكثيرون عن الثورة السورية بزعم عبثيتها وهي تجابه اعتى منظومة ظلم محلية مدعومة بقوى إقليمية ودولية شرسة، فإن دولة قطر قيادة وشعبا بقيت إلى جانب السوريين الاحرار وثورتهم المباركة ورعتها لحظة بلحظة بالدعم والمؤازرة والتأييد بدوافع أخوية وانسانية وحكمة وشجاعة حيث كانت تمد بصرها بثقة إلى مثل هذا الانتصار المؤكد بنتائجه الايجابية التاريخية في منطقة الشرق الأوسط وفي بعده العربي والإسلامي بما لسوريا المستقرة والمزدهرة من أهمية جيواستراتيجية في رسم السياسات في المنطقة وبالتالي فإن القضية الفلسطينية ستكون في طليعة المستفيدين بعدما تاجر فيها نظام آل الأسد طويلا بشعارات مخادعة لذلك يمكن القول ان سوريا تحررت ولم تسقط والدوحة شريك كامل في إنجاز هذا الانتصار التاريخي المهم وان مظاهر البهجة والسرور في شوارع «الدوحة» وأهلها وهي تشاطر الشام وأهلها مشاعرها لا تقل أهمية. على أمل ايضا أن تتفرد الثورة السورية رغم التحديات الجسام من بين مثيلاتها في الوطن العربي في بناء النموذج الذي وعدت به شعبها وأمتها فالثورة المضادة تتحين الفرص الخبيثة والدكتاتور الاخر نتنياهو بمنظومته الاجرامية وسرديته العنصرية لا زال يعربد في أجواء بلاد الشام.
423
| 10 ديسمبر 2024
التقيت الأمين العام الجديد لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في معظم المناسبات والاحتفالات المشتركة العامة التي جمعت حزب الله اللبناني وجبهة العمل الإسلامي منذ تأسيسها حتى وفاة رئيس الجبهة الداعية الدكتور فتحي يكن الذي كان على علاقة مميزة مع قيادة حزب الله لا سيما مع السيد نصر الله ونائبه الشيخ قاسم وكان لي شرف القرب من الدكتور يكن كصحفي لبناني قضت الظروف قيام تعاون إعلامي بيننا آنذاك. أكثر تلك اللقاءات كانت في مطعم الساحة في ضاحية بيروت الجنوبية. تلك اللقاءات سمحت لي بتكوين بعض الملاحظات عن الشيخ نعيم قاسم، والذي اعتقد انه سيكون ببصمته الخاصة في القيادة الجديدة رجل المرحلة. من البديهي القول ان الشيخ قاسم صاحب تجربة طويلة في العمل المقاوم وفي تشعبات علاقاته الداخلية والخارجية وهو المحيط بملفاتها ولا شك أن تعيينه يلقى قبولا حسنا داخل الحزب وخارجه كرجل يعرف كيمياء المرحلة جيدا والتي تأتي في أخطر مرحلة تشهدها المنطقة عامة وقوى المقاومة خاصة. من يعيب على الشيخ قاسم عدم امتلاكه الكاريزما الشخصية سيكتشفون انهم مخطؤون فرغم وقاره الشديد حد قد يفسره البعض قساوة فإنه رجل ذو طبيعة مرحة ضمن ما يقتضيه الموقف والموقع وصاحب حضور لطيف آسر ومحبب يتمتع بالذكاء الشديد ودقة الملاحظة وسرعة البديهة رغم تأنيه في كل حركة يقوم بها. الشيخ نعيم قاسم رجل محب عطوف مرهف الاحساس عندما تقترب منه بقدر شدته مع العدو الصهيوني. بالتأكيد لسنا في وارد المقارنة مع الأمناء السابقين لكن بالتأكيد الأمين العام الجديد سيترك بصمته الواضحة في القيادة والتي ستكون مستقرة رغم قساوة المشهد الحالي وجسامة التحديات في إطار تأكيد الثوابت وسياق عملي يأخذ بعين الاعتبار الفرص البديلة الممكنة التحقيق التي تراعي نتائج القراءة النقدية التالية المستخلصة من دروس «طوفان الأقصى» ومساراته بكل ابعادها. وفي الوقت الذي تجتهد فيه التحاليل السياسية حول مآلات الحرب الحالية وخيار الحرب والسلم وتأثير انتخاب الشيخ قاسم لا بد من القول ان اسرائيل هي المعتدية وقوى المقاومة في موقع الدفاع الذي لا يمكنها تجاوزه لكن بالتأكيد صمود المقاومين في الميدان هو عنصر التأثير الاهم خاصة أن المقاومة في كل من غزة ولبنان استعادت المبادرة بعد الخسائر المؤلمة التي اصابتها ولا شك أن الأمين العام الجديد باستطاعته قيادة ذلك التعافي والذي بدأه قبل خروج أمر تعيينه للعلن. كما سيأخذ التهديدات الاسرائيلية باغتياله على محمل الجد وقد فعل أيضا كما يوحي إخراج صفة تعيينه الجديد. لان اسرائيل اغتالت حتى الآن اثنين من الامناء العامين هما عباس الموسوي وحسن نصر الله الا ان الاغتيالات الأخيرة بالغة الخطورة لأنها شملت اغتيال الخليفة الأول المحتمل لنصر الله رئيس المجلس التنفيذي السيد هاشم صفي الدين والعشرات من قيادات الصف الأول إضافة للمئات من الكوادر البارزة في مجالات مختلفة ولا زال الخرق والتهديد مستمرا بشكل يومي ونسبي كبير. ما يمكن توقعه ان الشيخ قاسم سيحاول ترميم مفهوم وحدة الساحات الذي تضرر افقيا بفعل الحرب الحالية لا سيما مع المركز في طهران ربما على أسس جديدة تراعي الداخل اللبناني الذي هو الاخر بحاجة ماسة إلى الترميم وقد بانت سوءات التحالفات الداخلية الريعية مع الشريك المسيحي والدرزي وما بعد حقبة الدكتور يكن في الجانب السني حيث الولاء السياسي مقابل التنفيعات السلطوية والتي أرهقت المفهوم المقاوم وتوضحت تداعياتها في سياق المستجدات الدراماتيكية التي حدثت على أن التأثير الأهم سيكون لصيغة وقف إطلاق النار مع العدو التي سترخي بظلالها على المرحلة المقبلة.
1062
| 02 نوفمبر 2024
الاشتباك مع العدو الإسرائيلي شديد التركيب، السياسي والأمني والإعلامي. لقد افشل اللبنانيون أهداف الحروب الصهيونية الدائمة على بلدهم بصورة متمردة على الأنماط المعهودة. انتهت كل التوغلات العسكرية الاسرائيلية في لبنان إلى خروجها المذل، لكنه في كل مرة يخلف وراءه خسائر مادية وبشرية هائلة. الادعاءات المتبادلة بالانتصار في حرب تموز العام 2006 في كل من بيروت وتل ابيب تحتاج للمزيد من التأمل. بالقفز فوق خلاصات لجنة «فينوغراد» في الجانب الاخر والتي ادت إلى الارباكات الحالية في ضاحية بيروت الجنوبية. في الجهة المقابلة العصف الذهني اللبناني يفيد بأنه أغرب انتصار في التاريخ ترتبت عليه آثار الهزيمة. انهيار للحياة السياسية والاقتصاد والمال والنقد والاجتماع تفشي الفساد الإداري والاخطر الانهيار الأخلاقي وفقدان الحس الوطني وتسييس الأمن والقضاء فضلا عن الازمة البنيوية التاريخية المتمثلة داخليا بالنظام الدستوري الطائفي وخارجيا بالمحيط الجيواستراتيجي العدائي. وبدليل مراوحة الاستراتيجية الدفاعية مكانها السلبي بتداعياتها التعارضية الحادة. وما رفض نقاشه البعض فترة الاستراحة مضطر الان لمقاربته تحت الضغوط الهائلة. في الوقت الذي حذر فيه مسؤولو حزب الله الفصيل الشيعي الاهم الأطراف الداخلية من مغبة استخلاص نتائج العدوان الاسرائيلي للبناء عليه داخليا من بوابة رئاسة الجمهورية، ذهبت القوات اللبنانية الفصيل المسيحي الأبرز إلى الدعوة للقاء موسع لمناقشة اغتنام اللحظة وانقاذ لبنان من القبضة الإيرانية بسقف مفتوح على خطوات عملية كما أعلنت دون ذكر لماهية تلك الخطوات التي عجزت عنها قوى 14 آذار مجتمعة أم أن القوات نفسها وهي تصارع للحشد لمؤتمرها مجبرة نهاية المطاف للعودة لربط نزاعها مع الحزب تحت السقفين السياسي والدبلوماسي. المشكلة في كلا التعارضين انهما يوغلان في مقاربتهما من موقع الخصومة السياسية والايديولوجية ما لم يكن من موقع العداء حسب السردية التاريخية بينهما وهو صراع يتعلق بوجه لبنان وما يستتبع من رسم للسياسات العامة اهمها تقاطع السياستين الدفاعية والخارجية. ففي حين يحدد حزب الله إيران عمقه الاستراتيجي وكذا روسيا والصين فالعمق الاخر يتجه نحو النظام العربي الرسمي بامتداداته الغربية. هناك من ينادي كطرف ثالث بالحياد الإيجابي وفي المقدمة تيار المستقبل القوة السنية الوازنة تؤيدها المرجعية المارونية في بكركي والقول ببقاء لبنان خارج الاستقطابات الإقليمية والدولية. في ظل اشتباك الاتجاهين المتناقضين لا زالت الاطروحة الثالثة تتحين الفرصة المناسبة. مشكلة التعارضات اللبنانية انها لا تحتكم للمنطق الديمقراطي السلمي بل تفرضها موازين القوى الصلبة. التي تصل حد تخوين الأطراف لبعضها بشكل متبادل. بلغت في مرات عديدة حد ارتكاب جرائم الاغتيال السياسي في غياب المنظومة الرسمية الناظمة الفاعلة لإدارة التعارضات والتقاطعات العامة والتي تتصف بدولة العدالة والإنتاج افضل ما توصل اليه العقل البشري حسب الاعتقاد الفلسفي. الحياة السياسية اللبنانية عاجزة عن مواجهة التحديات الخارجية مجتمعة ويرجع ذلك إلى قصور في الفهم السياسي والانتماء الوطني ويتجلى ذلك التشدد على مستوى الداخل والتراخي مع الخارج. لا زالت المقاربات اللبنانية اللبنانية متوقفة في العام 1975 زمن الحرب الأهلية عندما يتم استحضار ادبياتها من غياهب التاريخ المظلم واسقاطها على وقائع راهنة مفادها الاستقواء بالخارج لفرض المعادلات السلطوية الداخلية وهذا عين الخطورة الوجودية التي يشكلها الاستثمار الصهيوني خصوصا في تدخلاته اللبنانية وتاليا الاستثمار الايراني. الخطورة ان يتجاوز الانقسام السياسي إلى التجسد الطائفي والمذهبي العام مما ينذر بحرب أهلية جديدة تؤدي هذه المرة إلى صيغ سياسية وجغرافية مختلفة تعزز شكوكها التغييرات الديمغرافية التي بدأت بغزو العراق وتعززت بالازمة السورية ويعمقها العدوان الاسرائيلي الحالي حيث تجاوز عدد مهجري حرب الاسناد المليون ومائتي الف شخص حتى الآن. اللوحة القاتمة إياها تتطلب وعيا لبنانيا يتصدى بشكل موحد لإفشال الأهداف الاسرائيلية، هذا التوجه يمكنه الاتكال على أصدقاء لبنان الكثر في العالم بعمقه العربي الطبيعي وخصوصا الخليجي.
747
| 14 أكتوبر 2024
على وقع التطورات الدراماتيكية في لبنان ومنطقة الشرق الاوسط ترتفع الدعوة لضرورة التقاط اللبنانيين اللحظة المناسبة والفرص البديلة الممكنة لملء الشغور الرئاسي في قصر بعبدا وفق سلة متكاملة تفضي لمسارات سياسية ودستورية منتظمة تمكن لبنان من الانخراط مجدداً في المنظومتين الاقليمية والدولية وتعيد الاعتبار لفكرة الحياد الايجابي عن الصراعات والاستقطابات الاقليمية. وفق مصدر دبلوماسي رفيع في الخماسية الرئاسية ان فكرة ملء الشغور الرئاسي بات شبه خالص في ايدي اللبنانيين وقد بدت طلائعه عبر مبادرة الثلاثي «بري، ميقاتي، جنبلاط» وفق منطق عراب المسار الثالث سيد المختارة، ويتابع المصدر من المهم التصرف بمسؤولية وطنية عالية قبل ان تعود الامور وتتعقد وقد تم فك الارتباط بين ملف الرئاسة ومسار حرب الاسناد، لان المتضررين في الداخل والخارج كثر. الاتجاه المعاكس بدأه وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي خلال زيارته لبنان مؤخراً ولقائه الرئيسين بري وميقاتي وتأكيده بعدم المساس بوحدة الساحات وضرورة استمرار حرب الاسناد اللبنانية لغزة وعدم نضوج الظروف لانتخابات رئاسية لبنانية، تصريحات عراقجي بدت منفصلة عما يحدث في بيروت خصوصاً ضاحيتها الجنوبية وأن ايران قد فقدت الكثير من اوراقها في الملفات الاقليمية لا سيما اللبنانية منها ففي الوقت الذي اعلنت فيه طهران وقف العمليات ضد اسرائيل من جهة واحدة واكتفائها برزمة الصواريخ الخلبية تجاه تل ابيب فإن طهران وقد تناثرت وحدت ساحاتها في مواجهة مجازر نتنياهو تصر على مواجهة اسرائيل من لبنان حتى النهاية. يبدو أن قبضة حزب الله الرئاسية قد تراخت الى حد التباين مع الموقف الايراني نفسه حيث تصريحات نائب امين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم الاخيرة تشي بذلك عندما قال: «نحن لنا ملء الثقة بقيادة الأخ الأكبر الأستاذ نبيه بري أنت الأكبر بنظر الأمين العام واعلم أنك الأخ الأكبر بنظر كل «حزب الله». الغزل اياه بدا تفويضاً للرئيس بري بإيجاد مخرج لوقف الحرب الحالية ولو كان الثمن كبيراً بحجم سلة متكاملة تبدأ برئاسة الجمهورية. من جهتهما، المرشحان الرئاسيان سليمان فرنجية وجبران باسيل يبذلان جهود متعارضة بينهما مضادة لمسار الخيار الثالث. فرنجية اكد أن «الرئيس بري لا يزال داعماً ترشيحه وأن البعض أعلن استسلامه قبل المعركة، لكن فلننتظر المعركة ونتائجها». ولفت فرنجية إلى أنه لا وجود لرئيس يرضي الجميع ولبنان بحاجة لرئيس فعلي وشرعي ووطني وعربي يحمي ظهر المقاومة». من جهته جبران باسيل الآتي من رحم اتفاق «مار مخاييل» وقد استنفدته تجربة الرئيس ميشال عون، يعتبر نفسه مرشحاً مثالياً بين تعارضات القوى الرئاسية رغم اقتناعه بعدم نضوج طبخة الرئاسة. الرئيس القادم لن يكون نمطيا تقليديا لتمديد الازمة بل تنتظره تحديات خطيرة تستلزم قرارات تاريخية شجاعة والحال كذلك فلا بد من أن يكون رجل دولة ورئيسا استثنائيا يتحقق على يديه خلاص الدولة والاستقلال الجديد بمعنى انعتاق لبنان من ساحة التجريب المستمر. وعلى هذا الأساس تبرز أهمية الخيار الثالث الذي يخرج من عباءة الارتهان والمحاصصة إلى ضرورة بناء الدولة على قاعدة إعادة الاعتبار لمفهوم المواطنة. المرحلة الحالية تطلب رئيسا جامعا من خارج الانقسامات الحادة وهذا يعني استبعاد مرشحي 8 و 14 آذار لصالح مرشح التقاطعات المحلية والإقليمية والدولية للذهاب بلبنان إلى حيث يجب.
738
| 11 أكتوبر 2024
طرحت حرب الإسناد لغزة التي خاضها حزب الله العديد من الاسئلة التي تتدحرج من عدم واقعية الحزب في قراءة المرحلة وعدم استجابته للمبادرات، والى حقيقة المواقف الايرانية وتحول سياسة طهران الخارجية بشكل دراماتيكي، بدءًا من اغتيال سليماني وخلية القنصلية الايرانية في دمشق واغتيال العاروري وهنية، مروراً بتصريحات المرشد علي خامنئي حول مشروعية التراجعات التكتيكية امام العدو، الى توازي مواقف الرئيس «مسعود بزشكيان» في نيويورك حول الاخوة الامريكية الايرانية واسترسال طهران في حمل غصن الزيتون مدفوعة بنهج جديد للدولة العميقة بعرابها وزير الخارجية الاسبق جواد ظريف بدوافع تنصيب السيد «مجتبى» خلفاً للمرشد، وقد اعتلت صحته بما يفضي لاستقرار ايراني برعاية غربية بثمن مدفوع في كل من بيروت، اتضحت مؤشراته في ضاحيتها الجنوبية فيما بغداد وصنعاء تعدان للعشرة وقد سبقتهما دمشق بالتحول التدريجي نحو المسار التطبيعي برعاية روسية وتشجيع تركي. في الوقت الذي نجحت فيه حماس وأخواتها باستخلاص العبر من معاركها وحروبها السابقة مع اسرائيل وتمنعت بأنفاقها في وجه اسرائيل نسبياً في المجال الاستخباري البشري والتقني والتكنولوجي باستهداف قياداتها وترساناتها، نجحت تل ابيب في الضاحية والجنوب والبقاع في تحديد اهدافها واصطيادها للقيادات والكوادر السياسية والعسكرية والامنية بصورة مفاجئة وقد استخلصت دروس عدوانها في «عناقيد الغضب» عام 2006 عبر لجنة «فينوغراد» واسقطتها في حربها الحالية لا سيما في المجال الاستخباري وقد انكشف حزب الله امامها بفعل تدخله في سوريا والاقليم وانغماسه في المشادات الداخلية اللبنانية. في محور المقاومة هناك من يجادل في اطروحة جلد الذات وبعدم انتهاء الحرب حتى باغتيال نصر الله بمفاعيله الرمزية المدمرة للبيئة الحاضنة كما فكرة المقاومة المعاصرة والاسلام السياسي وقياداته من الصف الاول، وكذا تمكنها من اغتيال العاروري في الضاحية، ومن بعده هنية في طهران، وهي قد فعلت مع سلفه السيد عباس الموسوي والشيخ احمد ياسين وغيرهما فخرجت كلتا المقاومتين الى قدرة ورحابة اكثر امتداداً وتأثيراً. العجز الايراني الحالي سواء كان حقيقة او مفتعلاً سيثير المزيد من الاسئلة النقدية في محور المقاومة ويفضي الى خلاصات ربما مختلفة. يذهب الباحث في الحضارة والفكر الاسلامي الدكتور بدران بن لحسن للقول: «الدم المسلم مستباح عند عدونا الوجودي، ولكننا ما زلنا نعيش معارك تاريخية وشحن ايديولوجي، سرعان ما يذهب بنا جميعا. والدول الوظيفية تستغل الطائفية لمصالح براغماتية بغيضة، ولا يهمها المقاومة ولا فلسطين ولا لبنان إلا بمقدار ما تقدمه من أوراق تفاوض؛ إما للملف النووي وإما للتطبيع، والعار على الدول التي كانت تهدد وترعد بأنها ستمسح الكيان في دقائق، ثم تعرض المقاومة للمتاجرة من أجل أمنها القومي الخاص، أما المقاومة في غزة او لبنان فإنه لا يتوقع منها أن تكون بقوة دول، ولكن المتوقع منها الصمود واستمرار المقاومة والتصالح مع محيطها الحاضن لها وفك الارتباط مع المطبعين وكذلك مع رافعي شعارات المقاومة للمتاجرة بها، وتعتمد على الله ثم على نفسها».
888
| 02 أكتوبر 2024
التأثير المرجعي حضاري بامتياز وما سوى ذلك عوامل مساعدة كالجغرافيا والديمغرافيا والمعادن والثروات... انها مسألة خواريزمية تتعلق بالرقم واحد اي «الاصالة» والاصفار التي تفقد قيمتها بدونه بغض النظر عن موقعها واعدادها. في الوقت الذي تذهب فيه مرجعيات سابقة الى التاريخ بفعل اللاموقف والتخلي عن الهوية وقد فقدت بوصلتها بفقدان ذاتها وتحللت الى نسخ هلامية بأحلام ترف مؤجلة. تذهب اخرى الى القمة بتأكيد ذاتها الحضارية بالمواءمة بين الموروث الحضاري والخيار السياسي والاجتماعي وقد اغنت التراث بأوكسير حداثة شجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء. اصبحت «قطر» وجهة العرب والمسلمين بما تمثل من موقف عروبي واسلامي وانساني في مختلف القضايا الساخنة. اكدت الدوحة مرجعيتها بذكاء في كل الاطروحات المعاصرة في الطليعة موقفها الراسخ من القضية الفلسطينية. بهذا المعنى «قطر» صاحبة رسالة عالمية بالتزامها قضايا الامة بواقعية وثقة وثبات وذكاء بعيدا عن الافراط والتفريط تؤكدها في غير زمان ومكان بما يشكل مصدر إلهام يبهج الانسانية ويتيح التقاط الفرص البديلة الممكنة في مسألة الفاعلية وتحقيق النتائج وايجاد الحلول. على ضوء ذلك يمكننا مقاربة عناوين الرسائل وتفاصيلها وهو كيف لدولة صغيرة مثل قطر ان تحرك الدوائر الاقليمية والدولية الراكدة على اساس مرجعي شامل. من كأس العالم التي احتضنتها الدوحة وقد تحولت ايضا وجهة للوساطات الدولية الناجحة تنوعت الرسائل ولا تزال تحافظ على وجهتها بزخمها المعهود في مختلف الاتجاهات والانشطة والتدخلات بما يؤكد حقيقة الهوية القطرية الحضارية وابعادها الرسالية العالمية. «الدوحة» في اتجاهاتها المتفردة بخياراتها الاستراتيجية الصائبة باتت تؤثر في الكتلة العربية والاسلامية بشكل مطرد وتمتلك مفاتيح العديد من القضايا الشائكة التي تنتظر تدخل الدوحة في الوقت المناسب. تقف القيادة القطرية على أرض صلبة وثابتة وهي تمد بصرها بمسؤولية للامن القومي العربي بعمقه الإسلامي كأنجع وسيلة للحفاظ على الامن القطري في زمن العولمة والتكتلات الكبرى زادها النجاح رسوخا بفضل حكمتها وتواضعها كصاحبة رسالة لا سلطة وموقع. الشعب القطري يشارك قيادته تلك الروح العظيمة التي تعود بنا الى العصور الذهبية العربية والاسلامية هذه خلاصة مشاعر وشهادات كل من يزور قطر ويلتقي بأهلها ولسان حال الجميع من يزور قطر مرة سيعود إليها في كل مرة.
966
| 15 يوليو 2024
صرح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي «هرتسي هليفي» بأن الحرب على غزة مستمرة وسوف تتحول لحرب استنزاف لقدرات حماس. هذا التصريح بعد تسعة أشهر من الحرب المتواصلة على غزة من الرجل الثاني في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بعد وزير الدفاع اعتراف صريح ليس فقط بالهزيمة وعدم القدرة على تحقيق الأهداف المعلنة من إعادة الأسرى بالضغط العسكري وإبادة حركة المقاومة الفلسطينية «حماس» بل إلى هزيمة استراتيجية أرغمت الجيش الإسرائيلي على تعديل عقيدته العسكرية وما صرح به هليفي يشكل بداية كرة الثلج. عرف عن إسرائيل قدرتها الفائقة في سرعة حسم حروبها مع النظام العربي الرسمي كما عرف اضطرار العرب اللجوء إلى حروب الاستنزاف والاحتفاظ بحق الرد مع إسرائيل لحفظ ماء الوجه. الآن نشهد العكس يتمثل بذهاب تل أبيب لحرب الاستنزاف مع حماس وهذا تطور كبير جدا يقلب المفاهيم العسكرية السائدة في الشرق الأوسط رأسا على عقب. سبق وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي «نتنياهو» بأنه ذاهب للنصر المطلق من أجل إنجاز استكمال الاتفاقات والتفاهمات «التطبيع» وبزعمه أن المنتصر يفرض شروطه ويتمتع بالغنائم. لآن مع ازدياد وتوسع مأزق تل أبيب من غزة إلى جنوب لبنان والبحر الأحمر والمحاكم الدولية وإرباكات بايدن وماكرون وسوناك... واتساع رقعة الاحتجاجات الدولية وأفول السردية الصهيونية وبروز التغريبة الفلسطينية بلع «نتنياهو» لسانه وادعاءاته ولم يبق أمام تل أبيب لتقليل الخسائر سوى إحالة الحكومة الأشد تطرفا إلى التاريخ ورئيسها إلى السجن على أن الأوجاع الاستراتيجية الإسرائيلية سيتم إحصاؤها الفعلي في اليوم التالي لانتهاء العدوان على غزة فالحصيلة كالتالي: جيش إسرائيلي مفكك ولا تزال حماس في الميدان والأسرى بانتظار الاتفاق وحزب الله في الشمال ازداد جرأة في استهداف وتهديد الشمال الفلسطيني المحتل. في اليوم التالي إذ لم تكن إسرائيل ذاهبة نحو الزوال فإن أمامها المزيد من التعديلات ليس بالمفاهيم السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية بل بالعقيدة الصهيونية التلمودية نفسها حيث كرة الحريديم تتدحرج في هذا السياق لتبلغ عمق التعارضات البنيوية في تل أبيب بين المستويات الدينية والسياسية والعسكرية والأمنية والعرقية والاجتماعية. مكمن خطورة الضعف والانهيار الإسرائيلي هي أن تعود تل أبيب بعقيدتها النووية إلى الاستخدام عند الشك بالتهديد بدل التأكد حيث إن اصبعي «بن غفير وسموتريتش» على الزناد على قاعدة انه لا يمكن الضغط على فريسة مهملة وليس لديها ما تخسره. بمعنى آخر هل نحن أمام شرق أوسط جديد بدون إسرائيل وهل سيكون افضل أم أسوأ نعرف ذلك عندما نعرف الوكيل الجديد لواشنطن في المنطقة. أو عندما تتضح أبعاد التقاطعات والتعارضات بين غزة وعواصم القرار الإقليمي الجدد. كاتب صحفي ومحلل سياسي لبناني «غزة» ترغم إسرائيل على تعديل عقيدتها العسكرية
1272
| 04 يوليو 2024
الأمن والاستقرار بمفهومهما الشامل نعمة تستوجب الشكر لله سبحانه ومغامرة البعض بزوالها شر عظيم والمتأمل في المغامرات والمؤامرات التي تصيب عالمنا العربي والاسلامي تكاد تودي بأمتنا الى الهاوية وتحرف مسارها عن رسالتها الحضارية خدمة لاهداف مشبوهة، والى دعاة «التغيير» فإن ذلك يكون بالتحول الى النموذج الافضل ولنا في سيرة رسولنا الكريم ﷺ الأسوة الحسنة وليس بما يؤدي بالعرب والمسلمين الى المزيد من الفقر والتهميش والقتل والتدمير والتهجير. قال تعالى: ﴿لِإِیلَـٰفِ قُرَیشٍ ١إِلَـٰفِهِم رِحلَةَ ٱلشِّتَاءِ وَٱلصَّیفِ ٢ فَلیَعبُدُو رَبَّ هَـٰذَا ٱلبَیتِ ٱلَّذِی أَطعَمَهُم مِّن جُوع وَءَامَنَهُم مِّن خَوفِ﴾ [قريش ١-٤] قَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ: مَنْ أَصبح مِنكُمْ آمِنًا في سِرْبِهِ، مُعَافًى في جَسدِه، عِندهُ قُوتُ يَومِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحذافِيرِها رواه الترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ. ﴿الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ﴾ بيَّنَ الله تعالى نعمته عليهم، النعمةَ الظاهرةَ والباطنةَ؛ فإطعامهم من الجوع وقايةٌ من الهلاك في أَمْرٍ باطنٍ وهو الطعام الذي يأكلونه، ﴿وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ﴾ وقايةٌ من الخلاف في الأمر والتنازع. وهذه النعمة ذكَّرهم الله بها في قوله: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ﴾ [العنكبوت ٦٧]؛ يرى «الجاحظ»: إن العامة مع كل ريح تهب، وناشئة تنجم، ولعلها بالمبطلين أقر عيناً منها بالمحقين، وفي مكان آخر: إنهم عون لكل ظالم. يقول أفلاطون إن النظام الذي ينادي بالحرية المطلقة (الجماهيري) سينتهي إلى الفوضى وتنهار القيم الأخلاقية فيه. الدول المستقرة والقوية والمسيطرة تحد من دور الجماهير بضوابط المصلحة العليا «النقاء الوطني والانضباط العام». إن الدول المستقر وضعها والناهضة باستمرار لا تسمح أنظمتها للجماهير بأن تكون مصدر السلطات وصاحبة القرار بحرية مطلقة إنما بحدود وضوابط، وهذا لا يعني الترويج للاستبداد على الاطلاق. إنه في بريطانيا، الدولة العظمى، النظام ملكي، ومجلس اللوردات حامي التوازن في الدولة، تعطى الجماهير حرية الاختيار بانتخاب ممثلين عن أحد الحزبين: العمال أو المحافظين،ومن يحصل على الأغلبية يكلفه الملك بتشكيل الحكومة. وفي الولايات المتحدة، النظام رئاسي، ومجلس الشيوخ يحمي التوازنات بين الولايات، والشعب (الجماهير) ينتخب رئيساً ونائبه معاً من أحد الحزبين: الديمقراطي أو الجمهوري،والترشيح من قبل الحزب يمر بمراحل بين أعضائه أولاً ثم ينتخب شعب كل ولاية ممثلين ناخبين عنهم (مجلس النواب لا يشارك باختيار الرئيس) يعقدون جلسة واحدة لانتخاب الرئيس وينحل مجلسهم. والرئيس يختار مساعديه (وزراء) ومن حق الكونغرس الاعتراض المعلل ويتم تغييره إذا ثبت سبب الاعتراض. يقول ويلسون( ١٩١٣-١٩٢١): إن من حق الرئيس أن ينجح ما يشاء لكن ليس من حقه أن يخطئ. وفي فرنسا: النظام شبه رئاسي، هرم الحكم فيها: رئيس الجمهورية، الجمعية الوطنية، مجلس الشيوخ، المجلس الدستوري:الذي يكون دوره ما قبل رئيس الجمهوري لأن مهمته مراقبة قرارات الحكومة والجمعية الوطنية ولا يتم رفعها لرئيس الجمهورية إلا بموافقته،إنه صمام الأمان، ورؤساء الجمهورية السابقون هم حكماً أعضاء فيه. هذه نماذج من أنظمة الدول المسيطرة والقوية والناهضة باستمرار، لا تسمح للجماهير بالحرية المطلقة. إن مجتمعاً لا يتم توجيه حركته الاجتماعية والاقتصادية والعلمية وسوق العمل وترشيد الفكر السياسي، لا يمكنه تجنب المفاجآت وعوادي الزمن.
807
| 14 مايو 2024
يقول القارئ الأشهر في العالم الإسلامي الشيخ «مصطفى إسماعيل» رحمه الله، «القراءة» عايزة مجاوبة «ذواقة»، السميعة هم من علموني، وتعليمي تعليم سمع، فكان السميعة خبراء مقامات وغير ذلك. الإسقاط: أن القارئ الجيد هو من يصنع الكاتب الجيد. الإشكالية: وقد حل العرب في ذيل الترتيب حسب إحصاءات رصينة في القضية الأساس «القراءة» فإن أمة «اقرأ» لا تقرأ!. (سانت بيف) اسم عرف به «شارل أوجستان» كبير نقاد فرنسا في القرن التاسع عشر، كتابه «شاتوبريان وجماعته الأدبية» يقول: إذا عرفت أن تقرأ كتاباً قراءة جيدة دون توقف عن مواصلة تذوقه فذلك هو النقد؛ والمهمة الأولى والأخيرة للناقد أن يقرأ فيفهم فيحب أو (يكره)، فيقدر أن يحكم ثم يسهل للآخرين ما قرأه وما فهمه وما أحبه، والتذوق الفني برأيه «يعتمد على التـأثير الذاتي بالجدة والبراعة في الخلق والإبداع، وهو ناتج عن موهبة وثقافة، لا غنى لإحداهما عن الأخرى في الإقناع بالجودة والرداءة». ورحم الله العماد الأصفهاني حيث يقول: إني رأيت أنه لا يكتب أحدُ كتاباً في يومه إلا قال في غده لو غير هذا لكان أحسن، ولو زيد هذا لكان يستحسن، ولو قدم هذا لكان أفضل، ولو ترك هذا لكان أجمل، إنها عبر دالة على استيلاء النقص على جميع البشر.رغم المزايا الكثيرة التي توفرها منظومة التواصل والاتصال ومحركات البحث، إلا أنه من البديهي أن نذكر أن وجود هذه المنظومة ليس هو الأساس في إنتاج قصة شغف جديرة بالمتابعة، وإنما الأساس هو وجود أسس واضحة لمعنى ومغزى الكتابة والتحليل... لماذا نكتب؟ ولماذا نبحث ونحلل؟ إنها أسئلة بسيطة جداً، ولكنها حرجة. قد لا تثير استغراب الكثيرين وربما كبار الكتاب والمحللين، وليس لديهم مفهوم واضح لهدف الكتابة وعوامل نجاحها، التقنيات المتطورة، وأساليب التحليل الحديثة، تعد عاملاً ثانوياً، وأن العامل الأهم في التحليل هو تناوله نقاطاً جديدة لم يتم التطرق إليها من قبل، أو نقاطاً تم بحثها، وما زال هناك نقص في جوانب معرفية خاصة بها، بحيث إنه من خلال ذلك يمكن للبحث أن يضيف شيئاً إلى المعرفة القائمة في مجال التخصص، وتظل التقنيات وأساليب التحليل أدوات، وليست أهدافا للكتابة والتحليل. اصطفاف الكاتب أو المحلل وراء وجهات نظر جامدة بدوافع غرائزية وأدوات متواضعة، تدفعه على الدوام الطلب من الخياط تفصيل «طقم» للزر الذي بحوزته وليس العكس. الكتابة «السريعة» تشبه شجرة خريفية تعرت من أوراقها ويبست دون أمل بحلة جديدة، توصلها اللاثقة للانتحار المهني والإنساني، في نهايتها يدرك صاحبها أنه كان يقوم بأعمال شاقة لم يعد قادرا على الاستمرار بها عندما تلعي نفسه، تجاه كل حرف وكلمة وجملة، فالرباع بات عاجزا عن إضافة أي وزن مهما تناهى صغره، بمعنى استنفاد كمية الادعاءات المزيفة حتى عن كلمة أو موقف بفعل الهرمونات السياسية والاجتماعية المغشوشة التي أدت إلى ضمور العضل الفكري والأخلاقي وكساد المنتج. بغض النظر عن الاعتبارات الضاغطة التي باتت تحكم معظم المهن زمن العولمة، وقد تريعنت المهنة، لصالح تبعيات التمويل، التي تتطلب التطبيل لسرديات تؤدي في أغلب الأحيان لضياع الفرص الإنسانية البديلة الممكنة في الوصول نحو الأفضل، لذلك توضيحاً وليس تبريراً حرية الموقف والبحث عن الجدوى الحقيقية هي الأساس. الإبداع يتطلب الدوافع وليس الذكاء وإن تضمنه، المقتلة هي ممارسة الضغط والعنف على الكلمات والمواقف والاستنتاجات لتخرج، دعها تتدفق وتلح بنفسها، كل ما عليك إعطاؤها الفرصة عندما تبلغ مرحلة النضوج، الكاتب والمحلل أياً كان يحتاج إلى الإلمام بأصول الحرفة وتقنياتها وأدواتها المناسبة كأي مهنة أخرى، والاهم من ذلك كله ان تكون لك قضية إنسانية حقيقية.
1635
| 07 مايو 2024
مساحة إعلانية
ماذا يعني أن يُفاجأ أولياء أمور بقرار مدارس...
6216
| 11 نوفمبر 2025
ليش ما يمديك؟! بينما ممداني زهران، الشاب ذو...
4956
| 11 نوفمبر 2025
في السودان الجريح، لا تشتعل النيران في أطراف...
2586
| 05 نوفمبر 2025
تستضيف ملاعب أكاديمية أسباير بطولة كأس العالم تحت...
2382
| 11 نوفمبر 2025
تشهد الصالات الرياضية إقبالا متزايدا من الجمهور نظرا...
1698
| 10 نوفمبر 2025
تحليل نفسي لخطاب سمو الأمير الشيخ تميم بن...
1335
| 11 نوفمبر 2025
عندما صنّف المفكر خالد محمد خالد كتابه المثير...
1089
| 09 نوفمبر 2025
أصدر مصرف قطر المركزي في التاسع والعشرين من...
1005
| 05 نوفمبر 2025
مضامين ومواقف تشخص مكامن الخلل.. شكّل خطاب حضرة...
1005
| 05 نوفمبر 2025
شكّلت استضافة دولة قطر المؤتمر العالمي الثاني للتنمية...
918
| 09 نوفمبر 2025
ليس مطلوباً منا نحن المسلمين المبالغة في مسألة...
882
| 06 نوفمبر 2025
الناس في كل زمان ومكان يتطلعون إلى عزة...
852
| 07 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية