رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
المتابع لنهضة «قطر» لا سيما الاقتصادية والاجتماعية وفق الاستدماج المفاهيمي التنموي القائم على «عدالة التوزيع ووفرة الإنتاج»، وخط سيرها التصاعدي العام وتحول «الدوحة» قبلة لناشدي الاستقرار والسعادة ومحبي الجمال، يجد أن أوكسير النجاح خلفه رؤية قائد غيور على دينه محب لشعبه ووطنه. إن مجمل الخيارات السياسية والاقتصادية الصائبة لدولة قطر تنبع من هذه الرؤية الحضارية العميقة وعلى هذا الأساس ترسم السياسات العامة الداخلية والخارجية منها، وبشيء من الاسقاط للبحث التالي قد يفوح بعض من عطر ذلك الأوكسير. سأل أحدهم رئيس قسم الدراسات الإسلامية في إحدى الجامعات اللبنانية: هل تُعلم طلابك وتحضُّهم على دعوة غير المسلمين للإسلام ؟ أجابه: لا، لا أطلب منهم ذلك، وأنا أُدرس مادة الأديان منذ ثلاثة عقود. فسأله الضيف كيف ذلك ؟ أجابه: إني أحضُّهم على جعل فندقهم أفضل من فندق الآخرين، عندها، لأنه الأجمل سيقصده غير المسلمين، تماماً كما هو حاصل منذ فترة وإلى الآن يترك المسلمون ديارهم وأهاليهم مهاجرين إلى دول غير مسلمة، لأن أهلها جعلوا منها الأجمل، وقلما يوجد من أعطى تأشيرة قبول للهجرة ولا يهاجر. إن طبيعة الإنسان تطلعه لما يسعده ويريحه، والأدنى يتوق شوقاً للأعلى، وهكذا تأخذ المنافسة مداها الأبعد. إن الغيور على دينه ويحب دعوة الناس إليه فالطريق واضحة: ليجعل من بلاده الأجمل ومن شعبه الأغنى، فالمحتاج لن يكون حراً، بل هو طوع إرادة من يطعمه ويؤويه، وليزرع الورد في ربوعه، وينثر العطر في فضائه، وليقم مراكز للأبحاث في كل ما تحتاجه البشرية، وليجعل شعاره: ماذا يجب فعله غداً وبعد غد … وإلى نصف قرن عند ذلك سيأتيه ناشدو السعادة ومحبو الجمال أفواجاً لا بل يرجونه منحهم تأشيرة دخول ليتفيأوا تحت ظلال أشجاره لينعموا بدفء شمسه وليطمئنوا بحنان وكرم وأمن شعبه ويتسابقون على اعتناق دينه. إن القفز فوق المآسي والتخلف ودعوة الآخرين إلى حضارتنا قبل إصلاحها يصنف مرضاً من منظور علم النفس، ومن حاله كذلك فعمله غير مجد، وإقناع الآخرين يكون بالنموذج الماثل المشاهد وليس بالجدل الكلامي، والضعيف يُهمل كلامه. كما أن الفقر يؤدي إلى الهزيمة النفسية ثم إلى طلب الحاجة هذا هو الفخ الذي تم نُصب لمجتمعنا حتى تموت في نفوس أهله الأنفة والشموخ والتمسك بالقيم الفاضلة. الواقع القطري المستقر وقرارها المستقل في محيط مضطرب، مكن الدوحة من مراكمة إنجازاتها والانتقال لمد بصرها نحو أبعاد رسالية تعود بالمزيد من الخير والازدهار على الداخل القطري والمحيط الاقليمي والدولي الإنساني، يتضح ذلك على سبيل المثال لا الحصر،من نتائج استضافتها المونديال الابرز للمستديرة الخضراء، وما يشار اليه وقد تحولت الى قبلة الوساطات وشريك فاعل في السياسة الدولية. وقد أرسى الدستور الدائم لدولة قطر أسس مجتمع يرتكز على قيم العدل والإحسان والحرية والمساواة ومكارم الأخلاق وتكافؤ الفرص لجميع المواطنين. ويحدد الدستور العدالة الاجتماعية كأساس لتنظيم المؤسسات الاقتصادية والعلاقات بين صاحب العمل والعامل، كما يحدد التزام الدولة بتحسين التعليم والصحة والحماية الاجتماعية الفعالة بالإضافة إلى تمكين المرأة. وقد تم تضمين العديد من المبادئ القائمة على الحقوق الاساسية في بنية التخطيط القانوني والمؤسسي والتنموي لدولة قطر، بما في ذلك رؤية قطر الوطنية 2030، واستراتيجية التنمية الوطنية 2011-2016. تصنف الأمم المتحدة قطر دولة ذات تنمية بشرية عالية جداً إذ أنها إحدى الدول العربية الأكثر تقدماً في مجال التنمية البشرية. وتُصنّف قطر الدولة ذات أعلى دخل للفرد في العالم. تعد قطر لاعباً رئيسياً مؤثراً في منطقة الشرق الأوسط.
1557
| 15 أبريل 2024
بين إصرار "نتنياهو" العالق عند أسوار رفح وقد ربط نصره باقتحامها، وممانعة "بايدن اللفظية المتكررة، يبدو الموقف ذئبقياً، بانتظار تصاعد الدخان الأبيض من عدمه من أروقة التفاوض لوقف إطلاق النار في غزة. لطالما ردت واشنطن على خصومها بأنها معنية بالأفعال لا بالأقول، فإن أفعالها تبدو مناقضة لتصريحات مجمل الادارة الأمريكية بل ومخادعة، حيث إنها حتى الآن لا زالت تمد تل ابيب بجسورها الجوية وكل انواع الدعم الذي يمكنها من الاستمرار في العدوان، وتكابر بعدم اقتناعها بأن الجيش الاسرائيلي واجهزته الامنية يستهدفون المدنيين في غزة خصوصاً الاطفال والنساء وكذا الصحفيين والاعيان على اختلافها من مستشفيات ومدارس وكنائس ومساجد... أمريكا الدولة الأعظم التي تفرض وقائعها بالحديد والنار في كل مكان من العالم تستجدي نتنياهو بعض فتات الإغاثة، على انها ايضاً وكما هو معلوم تدعي اختلافها مع العدو على الوسائل المتبعة للتخفيف من ردود الافعال الدولية وداخل امريكا المقبلة على انتخابات رئاسية يبدو فيها بايدن في اسوأ حالاته بناء على ادائه في غزة، وليس الخلاف في الجوهر بحيث يمكن لواشنطن القبول بارتكاب مجازر اقل وبدل ان يكون الضحايا من المدنيين 150 يومياً بين شهيد وجريح يمكن ان يكون 100، اما بالنسبة لما يمكن تدميره من بنى تحتية فلم يعد هناك شئ قائم منها في غزة وفي رفح لا توجد سوى الخيام. رغم ان هناك من يعتبر ان تهديدات نتنياهو بشأن رفح هي مجرد سقوف تفاوضية عالية، الا أن المؤشرات تذهب بأن واشنطن تخدع الفلسطينيين بالمفاوضات الجارية من اجل تمكين الجيش الاسرائيلي من مباغتة رفح، وعلى هذا الاساس تبني المقاومة إستراتيجيتها على اسوأ الاحتمالات. يبدو ان وزير الخارجية الامريكي"بلينكن" بق البحصة اخيراً حول فخ الاتفاق الحالي المعروض على حماس الذي لا يستجيب لمسألتي الوقف الدائم لاطلاق النار وعودة النازحين الى شمال القطاع دون حراب المحتل، بقصد احراج المقاومة لإخراجها وتحميلها فشل التفاوض ومسؤولية التسبب بالهجوم على رفح بحيث تحصل واشنطن على التبرير الذي ارادته باستمرار شرعنة دعمها للعدوان،عندما قال"هناك اتفاق فوق الطاولة وعلى حماس ان تقبل به وان تسلم سلاحها وتستسلم، مما يعزز فرضية الهجوم المباغت على رفح ويكشف الخدعة الامريكية خصوصاً بعد فشل مهمة "هوكشتين" في بيروت بفصل الجبهتين اللبنانية والفلسطينية، ان الموساد الاسرائيلي كثف من وتيرة تدخل جيشه الإلكتروني تجاه لبنان في كل صغيرة وكبيرة، خصوصاً على ادوات التواصل الاجتماعي لتحويل اي مشادة سياسية او جريمة جنائية لابعاد فتنوية طائفية ومذهبية تصب الزيت على النار خدمة لتفكيك الجبهة الداخلية اللبنانية لاشغال المقاومة كما الدولة اللبنانية عن معركة رفح، خصوصاً ان حزب الله اللبناني وبشكل غير مباشر ربط تدحرج المواجهة نحو الشمول مع العدو بإقدامه على اجتياح رفح وان المحور المقاوم لن يسمح بهزيمة غزة التي دونها كل الجبهات، يضاف الى ذلك ان الهجوم الاسرائيلي على القنصلية الايرانية في سوريا فتح الاحتمالات على مختلف السيناريوهات، وأن امريكا لو كانت صادقة في تباينها مع تل ابيب لوضعت حداً لعربدة تل ابيب في المنطقة ولكل المواجهات التي اندلعت بعد السابع من اكتوبر سواء مع لبنان او العراق واليمن بوقف اطلاق النار الدائم في غزة، الا انها منخرطة فعلياً وبشكل مباشر في الحرب الدائرة بقيادة المحور الاستعماري في البحر الاحمر. "رفح" التي يريدها نتنياهو نموذجاً مكرراً لما جرى في "مجمع الشفاء الطبي"واقعاً فظائعياً وسردية سياسية واعلامية، تستضيف حالياً أكثر من مليون ونصف المليون لاجئ من مناطق أخرى في قطاع غزة، فرّوا بسبب الحرب الجارية، تقع جنوب قطاع غزة على الشريط الحدودي الفاصل بينه وبين شبه جزيرة سيناء المصرية، وتعتبر أكبر مدن القطاع على الحدود المصرية، حيث تبلغ مساحتها 55 كيلو مترا مربعا، وتبعد عن القدس حوالي 107 كم إلى الجنوب الغربي، يبدو ان المؤشر "الجيوسياسي"الاهم بالنسبة للهجوم على رفح من عدمه، ربطاً بالأيام الاولى للحرب والحديث عن التهجير الى سيناء، يأتي من مصر، فماذا وراء التكتم الشديد للقاهرة؟ كاتب صحفي ومحلل سياسي لبناني
609
| 11 أبريل 2024
في أعقاب التنديد العالمي بقتله سبعة متطوعين في منظمة الإغاثة "المطبخ المركزي العالمي" في غزة، والتي اعترف الجيش الإسرائيلي بارتكابها وأن رئيس أركان الجيش، هيرتسي هليفي، قرر فرض "عقاب شديد" بتوبيخ قائد القيادة الجنوبية وقائد فرقة غزة العسكرية وقائد لواء "هناحال" الذي ينتمي إليه الجنود الذين نفذوا قصف السيارات الثلاث، يبدو أن الجريمة كانت بمثابة شعرة التحول في الضغط على تل أبيب. ومع بلوغ الفظائع الإسرائيلية في غزة ذروتها وعجزها عن تحقيق أهدافها المعلنة وهي تحرير الأسرى بالضغط العسكري والأمني والقضاء على حماس والمقاومة وانسداد أفق نتنياهو بالحصول على صورة نصر يقدمها للصهاينة وهو عالق عند أعتاب رفح وقد ربط نصره بدخولها وتوسع الجبهة الشمالية مع جنوب لبنان بمحاذيرها وقد قطع وعوده أيضاً وعوده بدفع حزب الله اللبناني لما بعد الليطاني كشرط لتأمين عودة 80 ألف مستوطن وتزايد إمكانية توسع الحرب إقليمياً بعد استهداف تل أبيب القنصلية الإيرانية في دمشق. يبدو السؤال عن إعلان مفاجئ لاتفاق مؤقت لإطلاق النار لمدة ستة أشهر يعيد خلط الأوراق بقصد ترتيبها إقليمياً ودولياً مع ترصد موسكو وبكين في جبهة "أوكرانيا" بالتوازي مع مفاوضات متقدمة بين طهران وواشنطن بناء على عروض يتم تسريبها على دفعات تتعلق بالثمن الذي تريده إيران لصبرها الإستراتيجي، أقرب إلى الواقع خصوصاً بعد قتله متطوعي "المطبخ العالمي" وتزايد الضغوط العالمية بما يهدد بعزل إسرائيل حتى من أقرب حلفائها في واشنطن ولندن كما تشي تصريحات وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون الذي أعلن أن لندن ستحاسب إسرائيل على قصف عمال المطبخ المركزي العالمي. ولفت إلى أنه يجب على تل أبيب التأكد من عدم تكرار ذلك. وكانت الخارجية البريطانية أعلنت مساء الثلاثاء الماضي استدعاء السفيرة الإسرائيلية في لندن بشأن اغتيال عمال الإغاثة في غزة، ومن قبله الاتصال العاصف بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ونتنياهو حيث حاول الأخير تسريع التحقيق بمقتل متطوعي المطبخ العالمي لتقديمه كرشوة والقول بتوبيخ بعض ضباط الجيش الإسرائيلي وتحميلهم مسؤولية الجريمة لإبعادها عن المستوى السياسي الذي يطال نتنياهو مباشرة باعتبار أن المستوى العسكري ينفذ توجيهات الحكومة الإسرائيلية من جهة أخرى فإن التراكمات السلبية بين بايدن ونتنياهو التي تحولت إلى تباينات بين الدولتين أمريكية إسرائيلية والتي حذر منها العديد من القادة الإسرائيليين، وحالة الإضرار بالمصالح الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة بفضل تعنت "بيبي" لم تترك خياراً للإدارة الأمريكية باستمرار تجاهل ما يحدث في غزة وتداعياته وقد تحولت إسرائيل ومعها الداعمون إلى دول مارقة تخطت كل القوانين والأعراف الإنسانية والأخلاقية، حيث باتت اللهجة الأمريكية متصاعدة في وجه إسرائيل ليس لأسباب إنسانية فقط كما صرحت الخارجية الأمريكية على لسان "بلينكن" ولكن أيضاً لأسباب إستراتيجية. يبدو أن نتنياهو أدرك هذه المرة جدية واشنطن فسارع إلى امتصاص غضبها بالاستجابة لبعض المطالب الإغاثية التي ينتظر ترجمتها على أرض الواقع، إلا أن الطلب الأكثر أهمية بالنسبة لبايدن على ما يبدو ولأسباب داخلية هو إعلان وقف مؤقت لإطلاق النار لذلك كان واضحاً خلال مكالمته الهاتفية مع نتنياهو بضرورة توسيع صلاحيات الوفد الإسرائيلي المفاوض والسماح بعودة الفلسطينيين إلى شمال غزة. فقد أبلغ "بايدن" بنيامين نتنياهو، أن استمرار دعم واشنطن للحرب على قطاع غزة يعتمد على الإجراءات الإسرائيلية لحماية المدنيين، وحثه على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) "دون تأخير". وقالت هيئة البث الإسرائيلية - نقلا عن مصادر سياسية - إن المكالمة الهاتفية التي أجراها الطرفان كانت "صعبة أكثر مما كان متوقعا"، فيما قال البيت الأبيض إن النبرة المتشددة التي اعتمدها بايدن خلال الاتصال تعكس "الإحباط المتزايد" إزاء عدم استجابة تل أبيب لمطالب حماية المدنيين. وفي هذا السياق ربما تأتي تصريحات وزير الاقتصاد الإسرائيلي نير بركات ضد "قطر" وقد استشعر رضوخ نتنياهو لضرورة قبوله اتفاق وقف إطلاق النار على أن اليمين الإسرائيلي مأزوم بحيث يهدد اتفاق كهذا انفراط عقد "بنغفير-سموتريتش..." نهاية المتشددين السلطوية في الحكومة الإسرائيلية لمدة طويلة الرد القطري الدبلوماسي على لسان المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري إن وزير الاقتصاد الإسرائيلي يهاجم الوسطاء بدلا من دعم جهود التوصل إلى اتفاق. يشي بهذا التوجه بحيث يمكن أن تشكل الدوحة منصة الإعلان لهذا الاتفاق والذي سيتوجها دون منازع كوجهة للوساطات الدولية الفاعلة بعد تحقيق نجاحات متسلسلة على هذا الصعيد في غير مكان من هذا العالم بحيث تكافئ واشنطن الشريك التفاوضي الأكثر احترافية، في أعقد أزمة معاصرة.
543
| 07 أبريل 2024
العلاقات اللبنانية القطرية متجذرة في التاريخ الأصيل، الذي جمع بلاد الشام وشبه الجزيرة العربية فكانتا احد اقطابه، والتمثيل الدبلوماسي بين لبنان وقطر بتبادل السفراء بدأ في عام 1972 عندما شيدت كلتا السفارتين في الدوحة وبيروت على اسس متينة زادها القاً سطوع نجم «تميم» مجد العرب والانسانية. ولطالما احتضنت قطر الجالية اللبنانية التي ساهمت بنهضة البلاد في مختلف المجالات لا سيما العمرانية منها الأمر الذي جعل الحضور اللبناني مميّزاً. صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، اولى عنايته لبنان باهتمام خاص، اكد ذلك العديد من المبادرات الاخوية، ويذكر اللبنانيون بفخر حضور سموه القمة العربية الاقتصادية المنعقدة في بيروت عام 2019 الذي اعطى دفعا لهذه القمة بغياب الرؤساء العرب الآخرين وانطلاقاً من قاعدة أن قطر أصبحت حاضرة على أي طاولة بحث في الملف اللبناني لعبت الدوحة دوراً مهماً في وقف الحرب الإسرائيلية على لبنان في صيف 2006، وساهمت بشكل فعال في إعادة إعمار ما دمرته تلك الحرب، ومن ثم رعايتها مؤتمر الحوار اللبناني عقب الاقتتال الداخلي الذي شهدته بيروت في العام 2008 بين ما عرف بفريقي 8و14 آذار، وخلص الاتفاق حينها إلى وقف الاقتتال والاتفاق على رئيس تسوية سمي «اتفاق الدوحة»الذي تمخض عنه انتخاب رئيس للجمهورية وهو قائد الجيش حينها ميشال سليمان. مع انتهاء ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل برعاية أمريكية، كان لافتاً الشكر الذي وجهه رئيس الجمهورية السابق ميشال عون لدولة قطر، حيث كان هذا أول تأكيد رسمي للدور القطري في هذا الملف الذي تفتح نتائجه الطريق للتنقيب عن الغاز في البحر الأبيض المتوسط. طوال فترة المفاوضات، سرت خلف الكواليس الدبلوماسية معلومات بشأن مساهمة الدوحة في وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق، وبدا واضحاً أن ذلك كان داعماً لوساطة الأمريكيين التي تمثلت في حوار المبعوث الأمريكي آموس هوكتشاين. من جهة أخرى، أعلن مسؤولون لبنانيون، من بينهم نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب، رغبتهم في أن يكون لقطر دور أساسي في الاستثمار بالبلوكات النفطية اللبنانية، سواء في عمليات التنقيب أو في مرحلة الاستخراج، وأعلنت وزارة الطاقة اللبنانية عن مفاوضات لبنانية قطرية تتعلق بحصول الدوحة على 30 بالمائة في كونسورتيوم للتنقيب عن النفط والغاز في البلوك رقم 9. مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف العائد حديثاً من زيارته الدوحة نوه بدعم ومساعدة قطر أميرا وحكومة وشعبا، وأبدى شكره وتقديره لوقوف قطر الى جانب إخوانهم في لبنان الذين يكنون لهم كل المحبة والوفاء والاحترام والتقدير. قائد كلية القيادة والأركان ونائب رئيس أركان العمليات في الجيش اللبنانيّ سابقاً العميد الركن المتقاعد الدكتور حسن جوني في تصريح خاص اكد أن»الهبة القطرية الكريمة للجيش اللبناني سبقت كل الهبات الخارجية الاخرى منها الهبة المالية التي دعمت رواتب العسكريين وكان تأثيرها المعنوي كبيرا وكانت انقاذية نظرا للظروف الاقتصادية والمالية والنقدية الصعبة في لبنان ومن جهة ثانية ساهم دعم الجيش بالمحروقات بصموده فيما يتعلق باستمرار تنفيذ المهمات العسكرية لان توفر المحروقات امر حيوي جدا» راهناً تبذل الدوحة جهودا حثيثة عبر مبعوثها أبو فهد جاسم آل ثاني الذي يحظى دوره بتقدير كبير في بيروت بالتنسيق مع الرباعية: الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا والسعودية، لانتخاب رئيس جديد للبنان تنطلق مبادرات الدوحة في إطار تحولها الى وجهة للوساطات الدولية وقد راكمت خبرتها في هذا المجال بعد النجاحات المتعددة والتي كان آخرها نجاح وساطتها بين واشنطن وكاراكاس التي ادت الى تبادل السجناء،وتحقيق الهدنة الانسانية بين المقاومة الفلسطينية في غزة واسرائيل، ترغب بها الفرقاء المختلفة لاعتبارات جوهرية هو تمتعها بعلاقات متوازنة مع مختلف الاطراف تحظى بمصداقية عالية. تنبع خصوصية المبادرات القطرية تجاه لبنان التي تقوم على المصلحة العليا المشتركة بين البلدين والاحترام المتبادل ان الدوحة ورغم انها تنسج علاقتها المؤثرة مع مختلف الاطراف فإن دعمها يتوجه الى المؤسسات التي يجمع عليها كافة اللبنانيين في طليعتهم الجيش اللبناني مصدر رفيع في وزارة الخارجية اللبنانية وصف العلاقات اللبنانية القطرية بالممتازة، وقال قطر دولة قريبة من كل اللبنانيين وفتحت ابوابها للجالية اللبنانية بكل ترحاب وتساعد لبنان في كل المناسبات وقدمت لها الكثير وهي تدعم التوافق اللبناني اللبناني وعلى هذا الاساس تقوم مبادراتها الريادية في خدمة العمل العربي المشترك.
924
| 05 فبراير 2024
من مصائب التاريخ الذي كتبه «المنتصرون» برهانهم ضرورة سيطرتهم التاريخية ، جاء نتيجة تفوق ثقافتهم وحضارتهم. التفوق التقني والعسكري لم يكن ينطوي على تفوق الثقافة والمشروع الانساني ، وعليه لم تكن الغزوات الاوروبية والامريكية حول العالم والرد الهمجي سوى هدم وتخريب للقيم الثقافية العليا. التاريخ الشامل هو تاريخ الإمكانات البشرية المشتركة. والبحث عن الابعاد التي فقدها الانسان خلال فرص التاريخ المفقودة وإعادة غزوها. وليس بالامكان انتزاع جبرية المستقبل إلا إذا انتزعت جبرية التاريخ. وبرسم المجازر الاسرائيلية في غزة، وبشيء من الاسقاط للمقارنة، يقول الفيلسوف الراحل ”روجيه جارودي” اول احتكاك لي مع الاسلام كان برجال منه، أدين لهم بحياتي. الرابع من آذار/مارس سنة 1941 كنا زهاء خمسمائة معتقل لمقاومتنا الهتلرية. هجرنا الى معسكر الاعتقال في الجزائر، وقد اثار عصياننا قائد المعسكر الفرنسي وأنذرنا بإطلاق النار علينا وعندما مضينا أمر حاملي الرشاشات، وكانوا جزائريين، بإطلاق النار فرفضوا، ومع تهديده لهم ظلوا لا يستجيبون وأجدني حياً الى الان بفضل هؤلاء المسلمين وقد اوضحوا لنا سبب ذلك: إن ما ينافي شرف محارب مسلم من الجنوب أن يطلق رجل مسلح النار على رجل أعزل، هذه التجربة اخذتني لدراسة الاسلام واعتناقه. الغرب عارض طارئ ، في اعتباره الفرد مركز الاشياء ومقياسها، وفي ارجاعه الواقع الى المفهوم، أي في الرقي بالعلم وبالتقنيات من حيث هي وسائل، مداولة الاشياء والناس الى مصاف القيم العليا، إنه طراز استثناء ضئيل في الملحمة الانسانية لثلاثة ملايين سنة خلت وأن عصر النهضة، وهو ليس حركة ثقافية وحسب بل ولادة مواكبة انجبت الرأسمالية والاستعمار قد هدم حضارات اسمى من حضارات الغرب باعتبار علاقات الانسان فيها بالطبيعة وبالمجتمع وبالإلهي بدل ان تكون ذروة النزعة الانسانية. لم يبق عصر النهضة “معجزة” كما لم تبق ثمة “معجزة يونانية”. وإن خلق مجتمع تسوده المنافسة وخصومة الناس بعضهم مع بعض في إطار ”السوق” قد أدى الى عقائدية (= إيديولوجيا) تبرر الممارسة حتى عند صنائعها في المنطقة وتحول التصور السابق لعلاقة الانسان بالطبيعة وعلاقة الانسان بالانسان وعلاقة الانسان بالله. إن علاقة الانسان بالطبيعة فيها: عرش وعريش ونعش، شعار الحضارة الجديدة ، بدماغك القوي، صر إلهاً..سيد العناصر!.هذا الشعار سبق بنصف قرن وعد (ديكارت) بعلم يجعل الغربيين سادة الطبيعة ومالكيها بتوجيه موضوعات:1- رجحان الفعل والعمل باعتباره قيمة اساسية.2- رجحان جانب العقل. وكلتاهما تؤلف ديانة وسائل، إن العلمية والتكنوقراطية تطرحان دائماً سؤالا: كيف؟ وليس لماذا؟. هذا التصور «الابراهيمي الجديد» الوحيد البعد المخادع؛ يحيل الفكر الى الذكاء وحده،لا مجال فيه للحب والايمان والمشاعر وتشاطر الانفعالات الانسانية جوهر الوجود، وقد نميز مراحل اساسية ثلاثا في تاريخ البشرية مرحلة تتجاوز فيها قدرة الطبيعة قدرة الانسان فيها يقاتل الانسان للبقاء ومرحلة تجاوز قدرة الانسان قدرة الطبيعة، واخيراً المرحلة التي نعيشها منذ منتصف القرن العشرين وفيها تجاوز قدرة الانسان طاقة الانسان،لا يعرف فيها تحديد الغايات الحقيقية ولا السيطرة على الوسائل؟”. إن حضارة تقوم على هذه الموضوعات الثلاثة:- تحيل الانسان الى العمل والاستهلاك- تحيل الفكر الى الذكاء- تحيل اللانهائي الى الحكم إنها حضارة مؤهلة للانتحار، انتحار لفقدان الهدف والإفراط في الوسائل. وعلى هذا النحو ولدت الثروات العظمى للمشاريع الرأسمالية في الوحل والدم. وبرسم من يريدون القضاء على التنوع في الشرق من متشددين ودكتاتوريين ومستعربين ومستعمرين. فليعلموا ان ما يطلقون عليه “غزوة اسبانيا” لم يكن غزواً عسكرياً، لقد كان عدد سكان اسبانيا في ذلك الحين زهاء عشرة ملايين نسمة ولم يزد عدد الفرسان العرب في الارض الاسبانية البتة على سبعين الفاً، وإنما لعب التفوق الحضاري دوراً حاسماً، فقد جلب العرب معهم نموذجاً حياتياً انسانياً حضارياً ونظاماً اجتماعياً أعلى جداً من النظام الراهن، وسرعان ما ظهروا بمظهر محررين، أولاً بإنقاذهم (الأقنان) من وصاية ملوك (الفيريغوط) في عصر انحطاطهم ثم وقد اقام العرب في بلد تمزقه الفوضى الاقطاعية، أجمل منشآت الري التي عرفها العصر إن الحضارة التي أقامها العرب تنبع من مصادر أصيلة وعندما رحل الراهب الفرنسي (جربير) للدراسة في جامعة (قرطبة) قفل عائداً وقد بلغ من العلم مبلغاً صار يتهم من أجله بأنه تاجر مع الشيطان! وبعدئذ أصبح (البابا) باسم (سلفستر الثاني). يتبع:
2433
| 24 يناير 2024
الأساس الفلسفي والبناء النظري اساس صناعة الواقع الميداني وجوهره، فالواقع الاشكالي المثار هو الإسقاطات الحضارية الثلاثة: الثقافة على السياسة والسياسة على الواقع الذي يصبح انعكاسا لها. مع اطروحة جنوب افريقيا في اروقة المحكمة الجنائية الدولية في «لاهاي» وهي التي ذاقت مرارة الفصل العنصري على ايدي الاقلية الانكلوساكسونية في «كيب تاون» وقد عرت العنصرية الصهيونية في غزة وعموم فلسطين حتى من ورقة التوت التي تستر بها عورة جرائمها ومجازرها. يبدو ان ما تصنعه الاحداث في «غزة» منذ بداية عملية «طوفان الاقصى» يتخطى «القطاع» بمساحته 365كلم2 وكثافته السكانية (2،5) مليون نسمه، الى حيث تبلغ مشهدية الصورة المتناقلة تحت اشعة الشمس العالمية، التي تنير الوعي الانساني وفق ملحمة متكاملة العناصر، تحتوي انواعا من المجازر والقهر المطلق السادية بما ترتكبه طليعة الديمقراطية اسرائيل في شرق البرابرة وما يبديه الفلسطينيون شعباً ومقاومة وإعلاما من مآثر إنسانية غير مسبوقة في كل الاتجاهات. في الذكرى الستين لارتقاء الملكة فكتوريا عرش بريطانيا في حزيران/يونيو 1897؛ كان ربع سكان الأرض يرقبون الحدث الماسي، وصفه المؤرخ الأشهر ارنولد توينبي قبل أن يطاله التاريخ قائلاً: (نحن هنا فوق قمة العالم) فهل يطال نفس التاريخ امريكا وربيبتها اسرائيل؟ توجد اصداء معاصرة؛ الاسراف التوسعي الاستعماري مشابه والمأزق الإستراتيجي المشترك والتفرد القطبي بإدارة العالم، رغم التباينات الجوهرية، فالتحدي الانكليزي التاريخي اقتصادي؛ رغم الاختيارات الاستراتيجية الصائبة والدبلوماسية الراقية، كان موقعها كقوة - ديناميتها الاقتصادية والتكنولوجية يتآكل، فيما الأمريكي سياسي على الرغم من تعافي الاقتصاد بأزمته الحالية وحيوية المجتمع بعد سنتين من الاحتفال الماسي وبعيد حربها مع الدراويش في (ام درمان) 48000 ألف درويش بين قتيل وجريح بخمس ساعات مقابل 48 جنديا! دخلت بريطانيا حرب البوير لحظة بداية انهيارها، واليوم لا تزال امريكا بعد العراق وافغانستان منخرطة مع تل ابيب بارتكاب المجازر والقتال مع دراويش «غزة». على رأي بعض المؤرخين؛ كان يمكن لبريطانيا تجنب سقوطها بتجنب حرب البوير، فهل ينطبق ذلك على امريكا عبر حروبها الدينكوشوتية؟ احتفظت بريطانيا بتفردها لعقود، رغم سقوطها الاقتصادي بفضل استراتيجية واضحة ودبلوماسية جيدة، بداية عصر تحول القوى، والقوة اختارت التأقلم مع صعود امريكا بدل منافستها، وبعيد عام 1880 استسلمت لندن لواشنطن تحت عنوان تفضيل الاسترضاء والتهدئة والأماني الطيبة، بدلا من المواجهة مع القوى الفاشية، توجه بلير مع امريكا في العراق وافغانستان، كما توجه الآن معها في غزة «ريتشي سوناك» وآخر مسمار في نعشها الاقتصادي الامبراطوري كانت الحرب العالمية الثانية التي مولتها امريكا مادياً والاتحاد السوفيتي بشرياً، الا ان الداهية تشرشل على الرغم من الثنائية القطبية الجديدة حجز له مكاناً بالسياسة ولبلاده في (يالطا) شباط/فبراير 1945 قمة تقسيم العالم: فرانكلين روزفلت، جوزيف ستالين، وونستون تشرشل، لقد كان هناك كبيران ومستثمر سياسي عبقري! الملاحظ قدرة امريكا العسكرية ليست سبب قوتها، إنما نتيجة لها. لقد بدأت قاعدتها العلمية والتكنولوجية بالتآكل بتحلل ثقافي بتحول المسرات المؤجلة الى ملذات دائمة على حساب اساسيات الرياضيات والتصنيع والعمل والادخار، البقاء على القمة له سلبياته، بافتراضه تحمل العالم مشقات إفهامه وتفهمه مثال سيادة اللغة الانكليزية التي حرمت اصحابها الأساسيين واعطت الآخرين فهماً ومدخلاً لسوقين وثقافتين ولغتين، فالتعلم من الآخرين لم يعد شيئاً اخلاقياً فحسب، بل ضرورة تنافسية متزايدة، الوظائف لا تذهب لدول منخفضة الأجور بقدر اماكن فيها عمال جيدو التدريب والتعليم، لأن العالم يسبح في رأس المال، على مدى قرن بعد 1894 كانت معظم السيارات المصنعة بأمريكا الشمالية تصنع في ميتشغان، ومنذ 2004 حلت اونتاريو بكندا مكانها، بسبب الرعاية الصحية المرتفعة بأمريكا 5600 دولار للعامل مقابل 800 دولار في كندا! ليصبح توظيف الأمريكي مخاطرة تنافسية، هذا المأزق يطال الشركات الأمريكية؛ عندما كانت تجلب من الخارج رأس المال والمعرفة، واليوم يكتشفون أن الآخرين لا سيما الصينيين لديهم المال والمعرفة. لقد كان العالم الماضي من تصميمها واليوم هي في قلب اكبر فترات التغيير في التاريخ، العالم الجديد ربما تسيطر فيه امريكا بفضل قوتها في العالم الشبكي على مساحة اقل، لكنها مجبرة على الاختيار بين استقرار النظام العالمي الناشئ بتقبل الأمم الصاعدة والتنازل عن بعض الامتيازات والقبول بعالم متعدد الأصوات ووجهات النظر، وبين ان تقف في وجه منطق التاريخ الذي يطال كل شيء وهو يولد المزيد من النزاعات مما سيمزق النظام الذي بنته على مدى السنوات المنصرمة، فهل يدرك الساسة في واشنطن حقيقة واقعة ما بعد امريكا ودراويش غزة؟. كان يمكن التفريق في الاساس قبل الحرب على غزة بين الحالتين الاوروبية والامريكية الا ان الوقائع التالية برهنت انهما وجهان لعملة استعمارية واحدة. العولمة التي ابهرت العالم في جزء بنيوي منها لم تكن سوى نظرية اللون الواحد التلمودية التي ارادت مسخ العالم على نحو عنصري على شاكلة المرابي الصهيوني كما في رائعة شكسبير «تاجر البندقية». يتبع
738
| 20 يناير 2024
في زمن قياسي تربعت «الدوحة» فوق منصة الوساطات الدولية، وأصبحت وجهتها الموثوقة والفاعلة دون منازع، وحجزت السياسة الخارجية القطرية مكانتها المرموقة بين الدول بفضل سياستها الخارجية المتوازنة وعلاقاتها المتميزة مع العديد من دول العالم في سعيها لتعزيز الأمن والسلام الإقليمي والدولي، تمثل بنجاحها في أكثر من وساطة حولت فيها النزاعات والخلافات إلى فرص ممكنة في خدمة الإنسانية والعالم. آخر تلك الإنجازات كانت نجاح جهود وساطتها بين الولايات المتحدة الأمريكية، وجمهورية فنزويلا البوليفارية في تبادل عدد من السجناء، وهي خطوة تأتي كجزء من وساطة شاملة تقودها قطر لمعالجة القضايا العالقة بين واشنطن وكراكاس. الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم محمد البديوي أكد أن نجاح دولة قطر في الوساطة بين واشنطن وكاراكاس يؤكد على الدور الكبير والبارز لدبلوماسيتها وثقة المجتمع الدولي فيها. المبعوث الأمريكي لشؤون الرهائن لـ PBS قال: لا نستطيع أحيانا دخول مفاوضات وقطر تمكنت من توظيف وزنها في المنطقة. تتمتع «الدوحة» بسجل حافل من الإنجازات على هذا الصعيد فكان دورها المحوري في اتفاق الهدنة الإنسانية المؤقتة بين إسرائيل وحماس، والاتفاق التاريخي بين الولايات المتحدة الأمريكية وطالبان في أفغانستان، وجهودها بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، واتفاقيات السلام والمصالحة في لبنان والسودان وتشاد. وزير خارجية لبنان الأسبق د. عدنان منصور وفي اتصال خاص قال: «عندما تدخل دولة بعملية الوساطة بين دولتين أو هيئتين أو جهتين فهذا يعطيها أهمية بأنها مصدر ثقة للأطراف المتنازعة وعندما تقوم أية دولة بهذا الدور فإنه يعطيها معنويات عالية بين الدول الأخرى وأن هذه الدولة التي تكتسب الصدقية والثقة من قبل أطراف متنازعة وينظر لها فيما بعد أنها فعلاً بإمكانها أن تقوم بأي عمل مستقبلي تجاه دول يوجد خلاف أو صراع فيما بينها وهذا شيء يعطيها أكثر فأكثر أهمية في العالم، اليوم فيما يتعلق بقطر ما يميز الوساطات القطرية عن غيرها هو أن الوسيط الدولي عادة عندما يقوم بوساطة بين أطراف من المفروض أن يكون لديه علاقات جيدة مع الأطراف لأنه لا يمكن أن يكون الوسيط منحازا أو طرفا مع جهة ضد جهة وهنا يجب أن يتحلى بالصدقية والثقة والحياد تجاه الأطراف المتنازعة ولهذا السبب عندما تقوم قطر بدور الوسيط ما بين إسرائيل وحماس أو الجهة الفلسطينية المعنية لا شك أن لها علاقات مع إسرائيل وعلاقات جيدة مع حماس وهذا يخولها أن تقوم بعملية الوساطة أو أحياناً تطلب الدول من قطر التوسط بحل النزاعات والوساطة القطرية فاعلة على الأرض فيما يتعلق بالهدن الإنسانية وتبادل الأسرى والمختطفين هذا شيء يعزز من الموقف القطري، اليوم قطر على تواصل مع حماس وعلاقتهما جيدة وهذا الدور أعطى قطر مكانة مرموقة في المجتمع الدولي. سفير لبنان السابق في كندا، والخبير بالشؤون الأمريكية السفير مسعود المعلوف وبتصريح خاص أكد أنه «في أجواء الحروب والنزاعات، حيث يتخذ المتحاربون مواقف ويعلنون أهدافاً قد يصعب تحقيقها، لا بد أن يتدخل فريق أو أكثر من خارج النزاع للسعي إلى القيام بوساطة تسهّل على الأفرقاء المتخاصمين الوصول إلى حل، بحيث يحقق كل فريق قسماً من أهدافه المعلنة، وبالنسبة إلى ما تقوم به قطر، لقد أصبح لهذه الدولة مصداقية كبرى للتدخل مع الأفرقاء الثلاثة المعنيين بحرب إسرائيل على غزة للأسباب التالية: مع الولايات المتحدة، لعبت دورا كبيرا عند الانسحاب الأمريكي من أفغانستان حيث استقبلت الأمريكيين الخارجين من أفغانستان، ذلك أنه سبق لقطر، أيام الرئيس السابق ترامب، أن استضافت مفاوضات بين الولايات المتحدة وطالبان حيث تم التوصل إلى نوع من الاتفاق.
1098
| 13 يناير 2024
في سياق الجهود القطرية لوقف العدوان الاسرائيلي على غزة ودعم صمود الشعب الفلسطيني بالسعي لوقف اطلاق النار وادخال المساعدات وتبادل الاسرى والدفع نحو تبني الحل السياسي على قاعدة ما لا يدرك كله لا يترك جله. وفي تصريحات تلفزيونية لقناة «الجزيرة» قال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد بن محمد الأنصاري، إن سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر وجه بعلاج 1500 مصاب من القطاع، إلى جانب كفالة ما لا يقل عن 3000 يتيم، ولفت الأنصاري إلى أن 37 طائرة انطلقت من قطر على متنها 1219 طنا من المساعدات لإغاثة غزة. يتهم بعض المحللين اسرائيل بعدم واقعية اهداف حربها السياسية والعسكرية المعلنة على غزة، الا انه قد يكون القصد من التمويه هذا ترك الباب الزمني موارباً لتنفيذ خطة مبيتة تهدف الى إبادة الغزيين وفق هدف معلن ان اسرائيل شنت حربها للحؤول مستقبلا دون تكرار عملية «طوفان الاقصى» ربما يكون ذلك باستهداف الكتلة المستقبلية للقوة البشرية الفلسطينية في غزة من خلال قتل اكبر عدد من الاطفال والنساء للحد من الولادات والديمغرافية الشابة بتجفيف مصادرها، بهدف استئصال الجيل المقاوم القادم من الفلسطينيين. دولة الاحتلال تستهدف أطفال الشعب الفلسطيني من الحمل وحتى الموت، في ظل هذه الاستهدافات بالاضافة لبعدها الانساني تأتي خطوة كفالة الايتام القطرية من اجل تمكين استمرار مشروع الطفولة الفلسطيني الوطني.الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حذر من أن قطاع غزة يتحول إلى «مقبرة للأطفال». وقالت المديرة الإقليمية لمنظمة اليونيسف في الشرق الأوسط وشمال افريقيا أديل خضر، إن قطاع غزة هو أخطر مكان في العالم بالنسبة للأطفال. تنكيل إسرائيل بالأطفال، بدأ قبل إقامتها عام 1948م، بنسيانهم من قبل عوائلهم أثناء النكبة، ومن بقي وعايش التهجير لازمته ذاكرة مشوهة عن الطفولة، والطفل ينمو في بيئة من الحرمان مرعبة وغير آمنة، وأنه قد يولد على حاجز اسرائيلي لأب شهيد أو معتقل أو معاق، وقد يهدم بيته او يحرق بمن فيه من قبل المستوطنين. شكل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزه انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والمواثيق الدولية باقتراف إسرائيل العديد من الجرائم ضد المدنيين، بما فيهم الأطفال الأبرياء بقصد التطهير العرقي وانهاء الوجود للشعب الفلسطيني دون التقيد بالتزاماتها القانونية والدولية في الأراضي الفلسطينية المحتلة خاصة المادة (2) من اتفاقية الأمم المتحدة؛ لحقوق الطفل التي صادقت عليها دولة الاحتلال عام 1991م. حتى اليوم الـ63 للعدوان الاخير أكدت وزارة الصحة بغزة أن الحصيلة الإجمالية للشهداء تجاوزت 17 ألفا، وأن عدد المصابين ارتفع إلى أكثر من 46 ألفا، غالبيتهم نساء وأطفال، وهي لا تشمل القتلى الذين لم يصلوا إلى المستشفيات، أو من يُحتمل وجودهم تحت الأنقاض.إن استناد جنود الاحتلال والمستوطنين على توجيهات الحكومة الاكثر تطرفاً في تاريخ الاحتلال وعلى القوانين والأوامر العسكرية وفتاوى الحاخامات الصهيونية في قتلهم لأطفال فلسطين الأبرياء يعتبر الشكل الأكثر قبحًا لمعنى الإرهاب، ويشار إلى أن هناك اتهامات عديدة للحاخامات الصهاينة بتحريف نصوص في التوراة لوضع صبغة دينية على جرائم جيش الاحتلال وإقناع الجنود بتنفيذها تحت وازع ديني. الاطروحة «الإبراهيمية» الجديدة هذه برسم المطبعين ورعاته والتي تبدو في ظاهر أمرها دعوة للاجتماع الإنساني والقضاء على أسباب النزاعات والصراعات وهي في حقيقتها تهدف الى الترويج لسردية الاحتلال وتبرير جرائمه.على هذه الصورة تبرز اهمية المقاربات القطرية بخيارات سياسية منسجمة مع الارث الحضاري العربي والاسلامي بخطوات تمكن الفلسطينيين من البقاء في ارضهم واستمرار قضيتهم التي هي قضية كل الاحرار في العالم.
1302
| 16 ديسمبر 2023
مع انسداد أفق الحل السياسي وغياب الوسيط النزيه المماثل للدور القطري الحالي في تحقيق الانفراجات والهدن الانسانية، لأطول قضية احتلال معاصر، وإمعان المحتل الاسرائيلي لفلسطين بارتكاب المزيد من جرائمه السادية على وقع عجز عربي عام رسمي وشعبي وازدواجية المعايير الغربية الرسمية المناصرة للاحتلال، وبشكل بدا معاكسا لتوجهات الشعوب الاوروبية من خلال المظاهرات الحاشدة في كل من واشنطن ولندن وباريس وبرلين مطالبة بالوقف الفوري لاطلاق النار، وعدم الاخذ بعين الاعتبار الحقوق الفلسطينية التحررية المشروعة ومحاولة استبعاد القوى المؤثرة في الساحة الفلسطينية خصوصاً حركة حماس لصالح القوى الثانوية كسلطة محمود عباس ومداها التطبيعي الاقليمي ينذر بنشوء جيل عربي واسلامي جهادي اكثر تمرساً حيث تخشى اوروبا طوفانا جديدا من المهاجرين والمزيد من الاعمال المركبة، وهذا يستدعي انخراطها اكثر في البحث عن حل ممكن باعتمادها معايير موحدة مع طرفي الصراع يعيد الثقة المفقودة باعتبار اسرائيل دولة احتلال وحماس ومثيلاتها حركات تحرر وقوى مقاومة. الاداء القطري السياسي والدبلوماسي والاعلامي اعاد الامل والحياة للمقاربات السلمية وبث رسائل ايجابية مهمة لدور المهام الخيرة بعدما كاد العالم يفقد ثقته بها لصالح المزيد من المقاربات العنفية. بالتأكيد لم تقتصر ابعاد الرؤية السياسية القطرية الخارجية على القضية الفلسطينية رغم مركزيتها لانها قد تفردت بخصوصيتها من بين اقرانها الخليجيات بملفات عديدة اكدت النتائج صوابية تلك التوجهات يقودنا الدور القطري الاخير للقول ان حل القضية الفلسطينية يحتاج الى وسطاء حقيقيين ينحازون الى الحق حيثما كان بمرونة وبأدوات مناسبة وقبل كل شيء بدوافع ابداعية وليس كما تفردت واشنطن كراع للسلام في الشرق الاوسط حيث انحازت الى جانب الاحتلال وادت افعالها الى مزيد من التعقيدات. ان مصداقية قطر واستقلالية قرار «حماس» من شأنه ان يمكنهما لاحقاً مع الشركاء من تسييل فلسفتهما للحل السياسي الى ارض الواقع على وقع المزيد من التفاعل من الاطراف المختلفة حيث الحاجة الماسة لهذا الدور الذي من خلاله يمكن التقاط الفرص البديلة الممكنة لتحقيق السلام في منطقة الشرق الاوسط والعالم. لطالما دعمت قطر وبكل السبل الممكنة الشعب الفلسطيني ومقاومته في نضاله التاريخي لنيل حقوقه المشروعة ويسجل لقطر نجاحها مع الشركاء بتحقيق هدنة السبعة ايام في ظروف معقدة والتي تنفس فيها المدنيون في غزة الصعداء وادت الى تحرير الاسرى لدى الطرفين من النساء والاطفال لا سيما في سجون الاحتلال فإن الدبلوماسية القطرية بتوجيهات من أمير البلاد صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تبذل جهودا حثيثة لاستئناف وقف اطلاق النار والدفع نحو الحل السياسي وقد تحولت الدوحة الى خلية عمل لا تهدأ واصبحت مركز التواصل الاقليمي والدولي من اجل وضع حد للعدوان الاسرائيلي على غزة وفي آخر تغريدة لسمو الأمير تميم بعد تلقيه اتصالا من نائبة الرئيس الاميريكي « كامالا ديفي هاريس» وعقب اجتماعه بالرئيس الفرنسي «ايمانويل ماكرون» قال: في منشور عبر حسابه الرسمي على منصة التواصل الاجتماعي «إكس»: «مباحثاتي مع الرئيس الفرنسي ماكرون اليوم في الدوحة، تأتي ضمن مساعينا المتواصلة لبحث وقف إطلاق النار وخفض التصعيد في غزة. نعمل في كل الاتجاهات ومع كل الشركاء لحقن دماء أشقائنا الفلسطينيين، ونأمل أن يضطلع المجتمع الدولي بدوره المنوط لتحقيق سلام عادل للقضية الفلسطينية». يذكر أن وزيرة الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية القطرية، لولوة الخاطر، كانت اول مسؤول يدخل إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري، على رأس وفد قطري، في أول زيارة رسمية يشهدها القطاع منذ بداية العدوان الإسرائيلي قبل حوالي اكثر من خمسين يومًا، وتأتي الزيارة للوقوف على الاحتياجات الأساسية والعاجلة للسكان، ومتابعة دخول المساعدات الغذائية والطبية.
651
| 09 ديسمبر 2023
مساحة إعلانية
حين ننظر إلى المتقاعدين في قطر، لا نراهم...
8640
| 09 أكتوبر 2025
كثير من المراكز التدريبية اليوم وجدت سلعة سهلة...
6909
| 06 أكتوبر 2025
تجاذبت أطراف الحديث مؤخرًا مع أحد المستثمرين في...
4815
| 05 أكتوبر 2025
في زمن تتسابق فيه الأمم على رقمنة ذاكرتها...
2220
| 07 أكتوبر 2025
لم يكن الإنسان يوماً عنصراً مكمّلاً في معادلة...
1665
| 08 أكتوبر 2025
قبل كل شيء.. شكراً سمو الأمير المفدى وإن...
1539
| 08 أكتوبر 2025
مع دخول خطة وقف إطلاق النار حيز التنفيذ،...
1458
| 10 أكتوبر 2025
في السنوات الأخيرة، تصاعدت التحذيرات الدولية بشأن المخاطر...
1083
| 09 أكتوبر 2025
في الوقت الذي كان العالم يترقب رد حركة...
1056
| 05 أكتوبر 2025
التوطين بحاجة لمراجعة القوانين في القطــــاع الخـــــاص.. هل...
912
| 05 أكتوبر 2025
حين نسمع كلمة «سمعة الشركة»، يتبادر إلى الأذهان...
906
| 10 أكتوبر 2025
سنغافورة بلد آسيوي وضع له تعليماً خاصاً يليق...
903
| 09 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية