رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
1 — يُعد التائب من خير الناس.. في صحيح الجامع "عَنْ أَنَسٍ — رضي الله عنه — قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ — صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ» "2 — يحبه الله..يصير الإنسان تام التوبة متطهراً من النقيصة، محبوباً لرب العزة، كما قال تعالى (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ).3 — يقبل الله توبته..من أسماء الله الحسني: (إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ) أي: الْقَابِلُ التَّوْبَةِ.قال تعالي: (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ).(وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُون).(لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ).قِيلَ: ذَكَرَ الله تعالي التَّوْبَةَ فِي أَوَّلِ الْآيَةِ قَبْلَ ذِكْرِ الذَّنْبِ، وَهُوَ مَحْضُ الْفَضْلِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَلَمَّا ذَكَرَ الذَّنْبَ أَعَادَ ذِكْرَ التَّوْبَةِ، وَالْمُرَادُ مِنْهُ قَبُولُهَا.فالتَّوْبَةُ مَعْرُوضَةٌ مَا دَامَ الرُّوحُ فِي الْجَسَدِ.4 — يعد التائب من الأطهار الأنقياء..في تفسير الراغب الأصفهانيقال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ) تنبيها أن من كان منه شيء من ذلك، فحق عليه أن يتوب ويتطهر من بعد، والتطهر عام في استعمال الماء، وتطهر القلوب من الذنوب والتوبة اجتناب الذنب والتطهر عمل الصالحات، وجعل التوبة مقدمة على التطهير تنبيهاً أن اجتناب القاذورات مدرجة إلى فعل الخيرات، وعظم أمر المتطهرين حيث جعلهم محبوبيه.وورد في السنة تسمية المعاصي بالقاذوراتفي صحيح الجامع عن ابن عمر رضي الله عنهم "اجْتَنِبُوا هَذِهِ الْقَاذُورَةَ الَّتِي نَهَى اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا، فَمَنْ أَلَمَّ بِشَيْءٍ مِنْهَا، فَلْيَسْتَتِرْ فَلْيَسْتَتِرْ بِسَتْرِ الله ولْيَتُبْ إِلَى الله فإِنَّهُ مَنْ يُبْدِ لنا صَفْحَتَهُ نُقِمْ عَلَيْهِ كِتَابَ الله".. في صحيح الترغيب عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبيِّ — صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:"التائِبُ مِنَ الذنْبِ كمَنْ لا ذنْبَ لَهُ".5 — زوال الجهل وغشاوته..في تفسير البغوي، عند تفسير قَوْلُهُ تَعَالَى (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا)..قَالَ قَتَادَةُ: أَجْمَعَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَنَّ كُلَّ مَا عُصِيَ بِهِ اللَّهُ فَهُوَ جَهَالَةٌ عَمْدًا كَانَ أَوْ لَمْ يَكُنْ، وَكُلَّ مَنْ عَصَى اللَّهَ فَهُوَ جَاهِلٌ.، قَالَ الْكَلْبِيُّ: لَمْ يَجْهَلْ أنه ذنب لَكِنَّهُ جَهِلَ عُقُوبَتَهُ، وَقِيلَ: مَعْنَى الْجَهَالَةِ: اخْتِيَارُهُمُ اللَّذَّةَ الْفَانِيَةَ عَلَى اللَّذَّةِ الْبَاقِيَةِ.6 — التوبة اعتذار مشروع ومحبوب إلى الله..التوبة: ترك الذنب على أحد الوجوه، وهو ضرب من الاعتذار فإن الاعتذار على ثلاثة أوجه: إما أن يقول المعتذر: لم أفعل كذا، ويقول: فعلت لأجل كذا، أو يقول: فعلت وأسأت وقد أقلعت، ولا رابع لذلك وهذا الأخير هو التوبة، فإذن: التوبة ضرب من الاعتذار. وهو أمر يحبه الله تعالي..في صحيح مسلم: عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لَيْسَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ مَدَحَ نَفْسَهُ، وَلَيْسَ أَحَدٌ أَغْيَرَ مِنَ اللهِ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ، وَلَيْسَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنَ اللهِ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَنْزَلَ الْكِتَابَ وَأَرْسَلَ الرُّسُلَ»وليس أحد أحب إليه العذر من الله: قال القاضي يحتمل أن المراد الاعتذار أي اعتذار العباد إليه من تقصيرهم وتوبتهم من معاصيهم فيغفر لهم كما قال تعالى (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده).7 — يتوب الله عليه..(فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)..في الصحيحين عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ العَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ بِذَنْبِهِ، ثُمَّ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ".وفي صحيح الترغيب: عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ أنَّ رسولَ الله — صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "لوْ أخْطَأْتُمْ حتَّى تبلُغَ السماءَ، ثُمَّ تُبْتُمْ؛ لَتابَ الله عليْكُمْ".8 — إزالة صدأ الذنوب وجلاء القلب من "الران"..في صحيح الترغيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله — صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إنَّ المؤمِنَ إذا أذْنَبَ ذَنْباً كانَتْ نُكْتَةٌ سَوْداءُ في قلْبِهِ، فإنْ تابَ ونَزَع واسْتَغْفر صُقِلَ مِنْها، وإنْ زاد زادَتْ حتى يُغَلَّفَ قلْبُه، فذلك الرَّانُ الَّذي ذكرَ الله في كتابِه (كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ) ".9 — التوبة أحسن لصاحبها من جبل "الصفا ذهبا"..في صحيح الترغيب عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال: قالتْ قريشٌ لِلنَّبيِّ — صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ادْعُ لنا ربَّك يَجْعَلْ لنا الصَّفا ذَهَباً، فإنْ أصْبحَ ذَهباً اتَّبَعْناك، فدعَا ربَّه، فأتاهُ جبريلُ عليه السلامُ فقال: إنّ ربَّك يُقْرِئُكَ السلامَ ويقولُ لَك: إنْ شئْت أصْبَح لهُم الصَّفا ذَهباً، فَمْن كَفَر منهم عَذَّبْتُه عَذاباً لا أعَذِّبُه أحَداً مِنَ العَالَمينَ، وإنْ شئْتَ فَتَحْتُ لهم بابَ التوْبَةِ والرحْمَةِ، قال: "بَلْ بابَ التوْبَةِ والرحْمَةِ".10 — تتبدل السيئات حسنات..(مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا).
2088
| 17 ديسمبر 2015
ثالثا: أضرار الزنا كما ورد في السنة النبوية المطهرة بأحاديث صحيحة (16) .1 العلاقة الحميمية غير الشرعية قرينة الشرك في الآيات القرآنية والسنة النبوية “ -قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ” (151) الأنعام . مكية“ -قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ” (33) الأعراف. مكية“وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا” الفرقان . مكية يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" الممتحنة .مدنيةفي الصحيحين عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ؟ قَالَ: «أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ». قُلْتُ: إِنَّ ذَلِكَ لَعَظِيمٌ، قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ: «وَأَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ تَخَافُ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ». قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ: «أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ» صحيح البخاري (8/ 164) 86 - كِتَابُ الحُدُودِ بَابُ إِثْمِ الزُّنَاةِ أخرجه مسلم في الإيمان باب كون الشرك أقبح الذنوب وبيان أعظمها بعده.2يذهب بنور الإيمان من قلب الزاني في الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم :«لاَ يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَشْرَبُ الخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَنْتَهِبُ نُهْبَةً، يَرْفَعُ النَّاسُ إِلَيْهِ فِيهَا أَبْصَارَهُمْ حِينَ يَنْتَهِبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ» ، في صحيح، المشكاة ، والصحيحة عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(إِذَا زَنَى الرَّجُلُ خَرَجَ مِنْهُ الإِيمَانُ، كَانَ عَلَيْهِ كَالظُّلَّةِ، فَإِذَا انْقَطَعَ رَجَعَ إِلَيْهِ الإِيمَانُ). 3. يبيح قتل مرتكبه في الصحيحين : عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لاَ يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، إِلَّا بِإِحْدَى ثَلاَثٍ: النَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالثَّيِّبُ الزَّانِي، وَالمَارِقُ مِنَ الدِّينِ التَّارِكُ لِلْجَمَاعَةِ "5[5]. 4 يبغضه الله في صحيح الجامع وغيره : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم قَالَ:((أَرْبَعَةٌ يُبْغِضُهُمُ اللَّهُ: الْبَيَّاعُ الْحَلَّافُ , وَالْفَقِيرُ المُختال , والشيخ الزاني , والإمام الجائر)). 5.لا يستجيب الله دعاءهفي صحيح الجامع عن عثمان بن أبي العاصي رضي الله عنه عن رسولِ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: تُفْتَحُ أبْوابُ السَّماءِ نِصْفَ اللَّيْلِ فَيُنادِي مُنادٍ: هَلْ مِنْ دَاعٍ فَيُسْتَجابَ لَهُ؟ هَلْ مِنْ سائِلٍ فَيُعْطَى؟ هَلْ مِنْ مَكْرُوبٍ فَيُفَرَّجَ عَنْهُ؟ فَلَا يَبْقَى مُسْلِمٌ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ إلاَّ اسْتَجابَ الله تَعَالَى لَهُ إِلَّا زَانِيَةٌ تَسْعَى بِفَرْجِها أو عشارا"6 . تنهشه حية من الحيات في صحيح الترغيب: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَفَعَ الْحَدِيثَ قَالَ: " «مَثَلُ الَّذِي يَجْلِسُ عَلَى فِرَاشِ الْمُغَيَّبَةِ مَثَلُ الَّذِي نَهَشَهُ أَسْوَدُ مِنْ أَسَاوِدِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ»". (الأساوِد): الحيات، واحدها (أسْوَد).7. تتقد النار في وجهه يوم القيامة 8 .ترمي الزناة في فرن يصهر أجسامهم ويحرق أبدانهمفي صحيح البخاري عن سَمُرَة بْن جُنْدُبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «إِنَّهُ أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ، وَإِنَّهُمَا ابْتَعَثَانِي، وَإِنَّهُمَا قَالاَ لِي انْطَلِقْ، وَإِنِّي انْطَلَقْتُ مَعَهُمَا، ..فَأَتَيْنَا عَلَى مِثْلِ التَّنُّورِ - قَالَ: فَأَحْسِبُ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ - فَإِذَا فِيهِ لَغَطٌ وَأَصْوَاتٌ " قَالَ: «فَاطَّلَعْنَا فِيهِ، فَإِذَا فِيهِ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ، وَإِذَا هُمْ يَأْتِيهِمْ لَهَبٌ مِنْ أَسْفَلَ مِنْهُمْ، فَإِذَا أَتَاهُمْ ذَلِكَ اللَّهَبُ ضَوْضَوْا» قَالَ: " قُلْتُ لَهُمَا: مَا هَؤُلاَءِ؟ " " قَالاَ لِي: : الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ العُرَاةُ الَّذِينَ فِي مِثْلِ بِنَاءِ التَّنُّورِ، فَإِنَّهُمُ الزُّنَاةُ وَالزَّوَانِي»9 . تذهب حسناته لمن انتهك أعراض نسائهمفي صحيح الترغيب عن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "حُرمَةُ نساءِ المجاهدين على القاعِدين كحُرْمَةِ أمَّهاتِهِمْ، ما مِنْ رجلٍ مِنَ القاعِدينَ يَخْلِفُ رجُلاً مِنَ المُجاهِدينَ في أهْلِه فيخونَه فيهم؛ إلا وُقِفَ لَهُ يومَ القِيامَةَ فيأْخُذُ مِنْ حَسنَاته ما شاءَ، حتَّى يَرْضَى"10 . ثُمَّ الْتَفَتَ إلينا رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال:11 . فما ظَنُّكم؟! ".12. رائحتهم نتنة قذرة 13 . مرتكبه يشطب اسمه من سجل الأبرار وعباد الرحمنوقد جعل الله سبحانه وتعالى من صفات عباد الرحمن ترك الزنا فقال تعالى: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا}.الفرقان . مكية
7218
| 10 ديسمبر 2015
1 — القرض الحسن، ممن يتعاملون مع الله تعالى، آيات القرض الحسن ((الست ))التي لا سابع لها في التنزيل الحكيم، وفيها الوعد الرباني بالمضاعفة في ثلثيها (آيات البقرة: 245 والحديد: 11+18 والتغابن:17) فضلا عن معية الله، وتكفير السيئات الصغيرة، ويتوج ذلك الوعد بالجنة، آجر نفسك بتلاوة هاتين الآيتين. "وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ..." 2 — الزكاة، فلا بأس من توجه المدين المعسر الذي ثبت إفلاسه إلى المؤسسات التي تقوم على جمع زكاة المسلمين ممن وجبت عليهم وتوزيعها على من استحقوها ومن هؤلاء "الغارمين". قال تعالى:" إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (60)التوبة.3 — بيعِ بعْضِ المُمْتلكات؛ التي لا يحتاجها الشخص لضروريات حياته وحاجياتها الأساسية. 4 — بيع المرابحة للآمر بالشراء.5 — الإجارة المنتهية بالتمليك.6 — بيع التقسيط، الذي تستخدمه المصارف والمؤسسات الإسلامية.7 — الاستسقاط أو الوضع والتخفيف من الدَّيْن باستطابةٍ من نفس الدائن ففي صحيح البخاري عَنْ كَعْبٍ، أَنَّهُ تَقَاضَى ابْنَ أَبِي حَدْرَدٍ دَيْنًا كَانَ لَهُ عَلَيْهِ فِي المَسْجِدِ، فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا حَتَّى سَمِعَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي بَيْتِهِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمَا حَتَّى كَشَفَ سِجْفَ حُجْرَتِهِ، فَنَادَى: «يَا كَعْبُ» قَالَ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «ضَعْ مِنْ دَيْنِكَ هَذَا» وَأَوْمَأَ إِلَيْهِ: أَيِ الشَّطْرَ، قَالَ: لَقَدْ فَعَلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «قُمْ فَاقْضِهِ». 8 — استقساط المدين المبلغ المستحق عليه من الدائن تيسيرا. في صحيح سنن ابن ماجة: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ — صلى الله عليه وسلم —: «مَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَة».9 — استمهال المدين من الدائن واستنظاره إلى ميسرة قال تعالى: "وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ".10 — وعن طريق جمع تبرعات من الموسرين والمحسنين في صحيح الترغيب. عن أنس رضي الله عنه: أنّ رجلاً من الأنصار أتى النبيَّ — صلى الله عليه وسلم — فسأله، فقال صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الْمَسْأَلَةَ لَا تَحِلُّ إِلَّا لِثَلَاثَةٍ: لِذِي فَقْرٍ مُدْقِعٍ، أَوْ لِذِي غُرْمٍ مُفْظِعٍ، أَوْ لِذِي دَمٍ مُوجِعٍ".و (الفَقْر المُدْقِع): هو الشديد الملصق صاحبه بـ (الدقعاء): وهي الأرض التي لا نبات بها. قال أبو عبيد: الدقعُ: الخضوع في طلب الحاجة مأخوذ من الدقعاء وهو التراب، يعني الفقر الذي يفضي به إلى التراب لا يكون عليه ما يقي به التراب.و(الغُرْم): هو ما يلزم أداؤه تكلفاً لا في مقابلة عوض.و(الْمُفْظِعُ): الشديد الشنيع.و(ذو الدم الْمُوجِعِ): هو الذي يتحمل دية عن قريبه أو حميمه أو نسيبه القاتل يدفعها إلى أولياء المقتول، ولو لم يفعل قتل قريبه أو حميمه الذي يتوجع لقتله.11 — الكفالة: الأصل فيها قوله تعالى "وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ" ولا سيما الكفالة بالمال: وهي التي يلتزم فيها الكفيل التزاما ماليا ومن أنواعها: الكفالة بالدين: وهي التزام أداء دين في ذمة الغيرففي صحيح البخاري: حديث عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم،، إِذْ أُتِيَ بِجَنَازَةٍ، فَقَالُوا: صَلِّ عَلَيْهَا، قَالَ: «هَلْ تَرَكَ شَيْئًا؟»، قَالُوا: لاَ، قَالَ: «فَهَلْ عَلَيْهِ دَيْنٌ؟»، قَالُوا: ثَلاَثَةُ دَنَانِيرَ، قَالَ: «صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ»، قَالَ أَبُو قَتَادَةَ صَلِّ عَلَيْهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَعَلَيَّ دَيْنُهُ، فَصَلَّى عَلَيْهِ".13 — التورق، وصورتها أن تشتري سلعة بالقيمة المطلوبة آجلا، ثم بيعها نقدًا بطريقتك الخاصة وتحصل على المال، وتسدد به الديون وتنجو بذلك من الحبس ثم تقوم بسداد هذه الأقساط ((بشرط أن لا تبيعها لبائعها الأول الذي اشتريتها منه فهذا بيع العينة وهو محرم.))جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية: وَالتَّوَرُّقُ فِي الاِصْطِلاَحِ أَنْ يَشْتَرِيَ سِلْعَةً نَسِيئَةً، ثُمَّ يَبِيعَهَا نَقْدًا — لِغَيْرِ الْبَائِعِ — بِأَقَل مِمَّا اشْتَرَاهَا بِهِ؛ لِيَحْصُل بِذَلِكَ عَلَى النَّقْدِ. جُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ عَلَى إِبَاحَتِهِ سَوَاءٌ مَنْ سَمَّاهُ تَوَرُّقًا وَهُمُ الْحَنَابِلَةُ أَوْ مَنْ لَمْ يُسَمِّهِ بِهَذَا الاِسْمِ وَهُمْ مَنْ عَدَا الْحَنَابِلَةِ. لأدلة ثلاثة:أولا: لِعُمُومِ قَوْله تَعَالَى {وَأَحَل اللَّهُ الْبَيْعَ".وثانيا: للحديث الصحيح: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَعْمَلَ رَجُلًا عَلَى خَيْبَرَ، فَجَاءَهُ بِتَمْرٍ جَنِيبٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَكُلُّ تَمْرِ خَيْبَرَ هَكَذَا؟»، قَالَ: لاَ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا لَنَأْخُذُ الصَّاعَ مِنْ هَذَا بِالصَّاعَيْنِ، وَالصَّاعَيْنِ بِالثَّلاَثَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لاَ تَفْعَلْ، بِعْ الجَمْعَ بِالدَّرَاهِمِ، ثُمَّ ابْتَعْ بِالدَّرَاهِمِ جَنِيبًا».وثالثا: وَلأِنَّهُ لَمْ يَظْهَرْ فِيهِ قَصْدُ الرِّبَا وَلاَ صُورَتُهُ".13 — وقد يكون من البدائل أن يقوم الدائن عندما تجب عليه زكاة ماله ويحين موعد إخراجها أن يعطي مدينه المعسر الذي ثبت إفلاسه، ولكن ليس بنية إحياء ماله ودينه ولكن لتمليك المدين لأن الزكاة في الأصل تمليك "وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ" ولعل بهذه الطريقة يتمكن المدين من سداد دينه أو يجد بعد حين ميسرة للسداد والفرق بين هذا البديل وبديل الزكاة الذي سبق التنويه إليه من قبل اختلاف المزكي حيث المزكي هنا الذي سيساهم في التيسير على المدين هو الدائن سواء كان شخصية ذاتية كالأفراد أو شخصية اعتبارية كالشركات والمؤسسات التي يُوكل إليها أداء زكاة أصحابها وبهذه الحلول المقترحة والبدائل الشرعية المباحة يستطيع المدين حل مشكلته إن شاء الله، فليس معذوراً بأخذ قرضٍ ربوي وأمامه فرصة متاحة بالبدائل التي سقناها، هذا وبالله التوفيق ومنه وحده العصمة من الزلل والخطأ والخلل في القول والعمل.
10509
| 03 ديسمبر 2015
بشريات بالصبر على عسر المدين والتيسير عليه، بالإمهال والتنزيل من الدَّيْن وحسن التقاضي. الأصل فيها "وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ". وحديث البخاري: «رَحِمَ الله رَجُلاً سَمْحًا إِذَا بَاعَ، وَإِذَا اشْتَرَى، وَإِذَا اقْتَضَى» فضلا عن آيات القرض الحسن (الست ) التي لا سابع لها في التنزيل الحكيم، وفيها الوعد الرباني بالمضاعفة في ثلثيها (آيات البقرة: 245والحديد: 11+18 والتغابن:17) فضلا عن معية الله، وتكفير السيئات الصغيرة، ويتوج ذلك الوعد بالجنة، آجر نفسك بتلاوة هاتين الآيتين. "وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ..." وهذه بشريات خمس: 1: تجاوز الله تبارك وتعالى عنهفي الصحيحين: " كَانَ تَاجِرٌ يُدَايِنُ النَّاسَ، فَإِذَا رَأَى مُعْسِرًا قَالَ لِفِتْيَانِهِ: تَجَاوَزُوا عَنْهُ، لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَتَجَاوَزَ عَنَّا، فَتَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُ". في هذا الحديث: دليل أن المؤمن يلحقه أجر ما يأمر به من أبواب البر والخير، وإن لم يتول ذلك بنفسه". وفضل إنظار المعسر، والوضع عنه إما كل الدين أو بعضه، وفضل المسامحة في الاقتضاء والاستيفاء سواء عن الموسر والمعسر، ولا يحتقر شيء من أفعال الخير، فلعله سبب للسعادة، وفيه جواز توكيل العبيد والإذن لهم في التصرف، وشرع من قبلنا شرع لنا. 2: التيسير لليسرىقال تعالى: فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى " وفي صحيح ابن ماجة: «مَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَة». والتيسير يكون على مُعسر مُسلم أَو غَيره بإبراء أَو هبة أَو صَدَقَة أَو نظرة إلى ميسرَة. أو إعانة بنحو شفاعة أو أي وسيلة تُخلصِّه من ضائقته، ويكون جزاء الدائن المتساهل هذا عند الله أن يُيَسِّر الله عَلَيْهِ مطالبه وأموره فِي الدُّنْيَا بتوسيع رزقه وَحفظه من الشدائد ومعاونته على فعل الخيرات وَفي الْآخِرَة بتسهيل الْحساب وَالْعَفو عَن الْعقَاب. ونحو ذلك من وجوه الكرامة والزلفى ولما كان الإعسار أعظم كرب الدنيا لم يخص جزاؤه بالآخرة بل عممه فيهما وهذا التيسير في الآخرة من بركات الإيمان والعمل الصالح إضافة إلى عظيم فضل الله وإلا فإنه يوم عسر لقوله تعالى: (وَكَانَ يَوْماً عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيراً) وقوله: (عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ) وقوله: (يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ).3: الاستظلال بظل اللهفي صحيح ابن ماجة: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُظِلَّهُ اللهُ فِي ظِلِّهِ، فَلْيُنْظِر مُعْسِراً أَوْ لِيَضَعَ لَهُ». وهذه تربية وقيادة بالحب "مَنْ أَحَبَّ" في الصحيح: «مَنْ نَفَّسَ عَنْ غَرِيْمِهِ أَوْ مَحَا عَنْهُ كَانَ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». هذه النصوص دالة عَلَى أن حديث السبعة الذين يظلهم الله فِي ظله الحديث المشهور، لا يدل عَلَى الحصر، ولا عَلَى أن غيرهم لا يحصل لَهُ ذَلِكَ الفضل العظيم — الذي نسأل الله تعالى أن يمن علينا به —، ومعنى الظل هنا: الكرامة والكنف والكِنُّ من المكاره فى ذلك الموقف، قال: ولم يرد الظل من الشمس، وهو معلوم في لسان العرب، يُقال: فلان في ظل فلان، أى في كنفه وحمايته، وهو أولى الأقوال، ويكون إضافته إلى العرش لأنه مكان التقريب والكرامة كما جاء في بعض الروايات: "في ظل عرشي"، وإلا فالشمس وسائر العالم تحت العرش وفي ظله. 4: النجاة من كرب يوم القيامةعند مسلم «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُنْجِيَهُ اللهُ مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَلْيُنفِّسْ عَنْ مُعْسِرٍ أَوْ يَضَع عَنْهُ». والتنفيس بمعنى التفريج، يدخل فيه الإنظار والوضيعة وحسن التقاضي. وأنه لا يجوز حبس المدين المعسر بالدين، بل يُخلى ويُمهل إلى أن يحصل له مال فيأخذ الغرماء والدائنون حقوقهم وبذلك حافظت الشريعة السمحاء على كلا الطرفين، في صحيح مسلم: أُصِيبَ رَجُلٌ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ثِمَارٍ ابْتَاعَهَا، فَكَثُرَ دَيْنُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَصَدَّقُوا عَلَيْهِ»، فَتَصَدَّقَ النَّاسُ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَبْلُغْ ذَلِكَ وَفَاءَ دَيْنِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِغُرَمَائِهِ: «خُذُوا مَا وَجَدْتُمْ، وَلَيْسَ لَكُمْ إِلَّا ذَلِكَ»، وليس معنى قَوْله: ((لَيْسَ لكم إِلَّا ذَلِك)) أَن مَا وجدوه وَإِن لم يَفِ بِأَمْوَالِهِمْ هُوَ قدر مَا يجب لَهُم، وَلَيْسَ كَذَلِك، وَإِنَّمَا الْمَعْنى: لَيْسَ لكم (الْآن) إِلَّا مَا وجدْتُم وَيبقى من الدُّيُون فِي ذمَّته إِلَى حِين يسَاره. كما في كشف مشكل الحديث لابن الجوزي. فقد يجعل الله بعد عسر يسرا فلا تضيع حقوق وأموال الناس. وإنما المعنى أيضاً لهذا الكلام: أنه ليس لكم زجرُه وحبسُه؛ لأنه ظهرَ إفلاسُه، وإذا ثبت إفلاسُ الرجلِ لا يجوز حبسُه بالدَّين، بل يُخلَّى ويُمهَل إلى أن يحصلَ له مالٌ، فيأخذ الغُرماءُ بعد ما حصل له مالٌ ديونَهم".كما في المفاتيح شرح المصابيح5: احتساب أجر صدقات يوميا حتى الأجل ويضاعف بعده في صحيحي الجامع والترغيب: «مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِراً فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلِهِ صَدَقَة قَبْلَ أَنْ يَحِلَّ الدَّيْنُ، فَإِذَا حَلَّ الدَّيْنُ فَأَنْظَرَهُ فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلَيْهِ صَدَقَة». توضيحه: لو أقرض مسلمٌ شخصا ألف ريال لمدة شهر، فله كل يوم يمر ثواب ألف ريال صدقة، حتى ينقضي الشهر فإذا انقضى الشهر ولم يسدده وصبر عليه فله كل يوم ثواب ألفي ريال صدقة إلى أن يسدده، مهما طالت المدة. والله تعالى أعلم. قال السبكي: وَزَّعَ أجرَه على الأيام، يكثُر بكثرتها، ويقلُّ بقلَّتِها، فالْمُنْظِرُ ينال كلَّ يوم عِوضًا جديدًا، وسِرُّه ما يُقاسيه المُنْظِر من ألم الصبر مع تشوق القلب لماله فلذلك كان ينال كل يوم عوضا جديدا. وهذا الأجر والعِوض اليومي المماثل والمضاعف لا يقع حال الإبراء من الدَّيْن فأجره — أوفر — إلا أنه ينتهي بنهايته. ولا يعني أن الإنظارُ أفضلُ على الإطلاق من الإبراء. هذا وبالله التوفيق.
44668
| 27 نوفمبر 2015
وَصَفَ الله نَفْسَهُ بِكَوْنِهِ غَافِرًا وَغَفُورًا وَغَفَّارًا ، أَمَّا إِنَّهُ وَصَفَ نَفْسَهُ بِكَوْنِهِ غَافِرًا فَقَوْلُهُ: غافِرِ الذَّنْبِ"1[1] وَأَمَّا كَوْنُهُ غَفُورًا فَقَوْلُهُ: وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ"2[2] وَأَمَّا كَوْنُهُ غَفَّارًا فَقَوْلُهُ: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ والفائدة هنا ، هِيَ أَنَّ الْعَبْدَ لَهُ أَسْمَاءٌ ثَلَاثَةٌ: الظَّالِمُ وَالظَّلُومُ وَالظَّلَّامُ. فَالظَّالِمُ: فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ"3[3] وَالظَّلُومُ: إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولًا"4[4] وَالظَّلَّامُ إِذَا كَثُرَ ذَلِكَ مِنْهُ، وللَّه فِي مُقَابَلَةِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ اسْمٌ فَكَأَنَّهُ تَعَالَى يَقُولُ: إِنْ كُنْتَ ظَالِمًا فَأَنَا غَافِرٌ وَإِنْ كُنْتَ ظَلُومًا فَأَنَا غَفُورٌ، وَإِنْ كُنْتَ ظَلَّامًا فَأَنَا غَفَّارٌ: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ"5[5] وَصَفَ نَفْسَهُ بِكَوْنِهِ بِأَنَّ لَهُ غُفْرَانًا وَمَغْفِرَةً وَأَمَّا الْغُفْرَانُ فَقَوْلُهُ: غُفْرانَكَ رَبَّنا"6[6] وَأَمَّا الْمَغْفِرَةُ فَقَوْلُهُ: وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ"7[7] وقد شُرع الاسْتِغْفَار فِي خَوَاتِيم الْأَعْمَال ولآجال1-ختام الليلقَالَ تَعَالَى في آل عمرَان "والمستغفرين بالأسحار " وفي الذاريات " كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ"8[8]قَالَ بَعضهم أحيوا اللَّيْل بِالصَّلَاةِ فَلَمَّا كَانَ وَقت السحر أُمِروا بالاستغفار 2-ختام مناسك الحجوَقَالَ تَعَالَى في سورة الْبَقَرَة "فَإِذا أَفَضْتُم من عَرَفَات فاذكروا الله عِنْد الْمشعر الْحَرَام إِلَى قَوْله ".. وَاسْتَغْفرُوا الله إِن الله غَفُور رَحِيم "4-ختام الصلاةوَفِي الصَّحِيح أَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَانَ إِذا انْصَرف من صلَاته اسْتغْفر ثَلَاثًا وَقَالَ اللَّهُمَّ أَنْت السَّلَام ومنك السَّلَام تَبَارَكت يَاذَا الْجلَال وَالْإِكْرَام وَلِهَذَا كَانَ قوام الدّين بِالتَّوْحِيدِ وَالِاسْتِغْفَار كَمَا قَالَ الله تَعَالَى أول هود" الر كتاب أحكمت آيَاته ثمَّ فصلت من لدن حَكِيم خَبِير أَلا تعبدوا إِلَّا الله إِنَّنِي لكم مِنْهُ نَذِير وَبشير وَأَن اسْتَغْفرُوا ربكُم ثمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يمتعكم مَتَاعا حسنا" الْآيَة وَقَالَ تَعَالَى في فصلت "فاستقيموا إِلَيْهِ واستغفروه" وَقَالَ تَعَالَى في مُحَمَّد "فَاعْلَم أَنه لَا إِلَه إِلَّا الله واستغفر لذنبك وَلِلْمُؤْمنِينَ وَالْمُؤْمِنَات" وَلِهَذَا جَاءَ فِي الحَدِيث :يَقُول الشَّيْطَان أهلكت النَّاس بِالذنُوبِ وأهلكوني بِلَا إِلَه إِلَّا الله وَالِاسْتِغْفَار " وَقَالَ يُونُس في الْأَنْبِيَاء "لَا إِلَه إِلَّا أَنْت سُبْحَانَكَ إِنِّي كنت من الظَّالِمين "وَكَانَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِذا ركب دَابَّته يحمد الله ثمَّ يكبر ثَلَاثًا وَيَقُول لَا إِلَه إِلَّا أَنْت ظلمت نَفسِي فَاغْفِر لي 5- ختام المجلس والوضوءوَكَفَّارَة الْمجْلس الَّتِي كَانَ يخْتم بهَا الْمجْلس وَالْوُضُوء سُبْحَانَكَ الله وَبِحَمْدِك أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا أَنْت أستغفرك وَأَتُوب إِلَيْك وَالله أعلم وَصلى الله على مُحَمَّد وَسلم. 6 - الاستغفار اليوميفإن العباد لا بدّ لهم من الاستغفار أولهم وآخرهم، فَإِن العَبْد لَو اجْتهد مهما اجْتهد لَا يَسْتَطِيع أَن يقوم لله بِالْحَقِّ الَّذِي أوجبه عَلَيْهِ فَمَا يَسعهُ الا الاسْتِغْفَار وَالتَّوْبَة عقب كل طَاعَة في سيد الاستغفار: " أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي " وَمَا رَوَاهُ البُخَارِيّ عَن شَدَّاد بن أَوْس قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سيد الاسْتِغْفَار أَن يَقُول العَبْد اللَّهُمَّ أَنْت رَبِّي لَا إِلَه إِلَّا أَنْت خلقتني وَأَنا عَبدك وَأَنا على عَهْدك وَوَعدك مَا اسْتَطَعْت أعوذ بك من شَرّ مَا صنعت أَبُوء لَك بنعمتك عَليّ وابوء بذنبي فَاغْفِر لي فَإِنَّهُ لَا يغْفر الذُّنُوب إِلَّا أَنْت" من قَالَهَا إِذا أصبح موقنا بهَا فَمَاتَ فِي يَوْمه دخل الْجنَّة وَمن قَالَهَا إِذا أَمْسَى موقنا بهَا فَمَاتَ من ليلته دخل الْجنَّة فَالْعَبْد دَائِما بَين نعْمَة من الله يحْتَاج فِيهَا إِلَى شكر وذنب مِنْهُ يحْتَاج فِيهِ إِلَى استغفار وكل من هذَيْن من الْأُمُور اللَّازِمَة للْعَبد دَائِما فَإِنَّهُ لَا يزَال يتقلب فِي نعم الله وآلائه وَلَا يزَال مُحْتَاجا إِلَى التَّوْبَة والاستغفار وَلِهَذَا كَانَ سيد ولد آدم وَإِمَام الْمُتَّقِينَ يسْتَغْفر فِي جَمِيع الْأَحْوَال وَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الحَدِيث الصَّحِيح الَّذِي رَوَاهُ البُخَارِيّ أَيهَا النَّاس تُوبُوا إِلَى ربكُم فَإِنِّي أَتُوب إِلَى الله فِي الْيَوْم مائَة مرّة وَقَالَ عبد الله بن عمر كُنَّا نعد لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمجْلس الْوَاحِد يَقُول رب أَغفر لي وَتب عَليّ إِنَّك أَنْت التواب الرَّحِيم مائَة مرّة وَقَالَ إِنِّي لأستغفر الله وَأَتُوب إِلَيْهِ فِي الْيَوْم اثْنَتَيْنِ وَسبعين مرّة وَفِي صَحِيح مُسلم أَنه قَالَ إِنَّه ليغان على قلبِي وَإِنِّي لأستغفر الله فِي الْيَوْم مائَة مرّة كان يقول: (اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي خطأي وعمدي، وهزلي وجدّي، وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت) .هذا وللحديث صلة بحول الله وقوته
693
| 23 نوفمبر 2015
في الدعاء المأثور "أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك"وفي القاموس: عزائم الله فرائضه التي أوجبها ويحتمل أن يكون المراد أسألك الإعانة على الفرائض التي هي سبب مغفرتك.. ومن ذلك أعمال صالحة ثبتت بها أحاديث صحيحة منها ما يأتي:1. السماحة في البيع والشراء والتقاضي والقضاءفي صحيح الترغيب: قال رسول الله — صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "غَفَر الله لِرجُلٍ كانَ قَبْلَكُمْ؛ كان سَهْلاً إذا باعَ، سَهْلاً إذا اشْتَرى، سَهْلاً إذا اقْتَضى".2. صيغة خاصة في طلب المغفرةفي صحيح أبي داود عن مِحْجَنَ بْنَ الْأَدْرَعِ، الثقفي رضي الله عنه قال: دَخَلَ رَسُول اللهِ عليه الصلاة والسلام الْمَسْجِدَ، فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَدْ قَضَى صَلَاتَهُ وَهُوَ يَتَشَهَّدُ وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا اللهُ بِأَنَّكَ الْوَاحِدُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"، قَالَ: فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "قَدْ غُفِرَ لَهُ، قَدْ غُفِرَ لَهُ، قَدْ غُفِرَ لَهُ » ثَلَاثَ مِرَارٍ.3. ختام المجلس بذكر خاصفي صحيح الترغيب عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ "مَنْ جَلَسَ فِي مَجْلِسٍ كَثُرَ فِيهِ لَغَطُهُ فَقَالَ قَبْلَ أَنْ يَقُومَ: سُبْحَانَكَ رَبَّنَاوَبِحَمْدِكَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ ثُمَّ أَتُوبُ إِلَيْكَ، إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا كَانَ فِي مَجْلِسِهِ ذَلِكَ".4. أداء الأذانفي صحيح الجامع عَن أبي هُرَيْرَة "المُؤَذِّنُ يُغْفَرُ لَهُ مَدَى صَوْتِهِ وَيَشْهَدُ لَهُ كُلُّ رَطْبٍ وَيَابِسٍ وَشَاهِدُ الصَّلاَةِ يُكْتَبُ لَهُ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ صَلاَةً وَيُكَفَّرُ عَنْهُ مَا بَيْنَهُمَا".5. ركعتان تقبل فيهما بقلبك على اللهفي صحيح الجامع عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ عُقْبَةُ: كُنَّا نَخْدُمُ أَنْفُسَنَا، وَكُنَّا نَتَدَاوَلُ رَعِيَّةَ الْإِبِلِ بَيْنَنَا، فَأَصَابَنِي رَعِيَّةُ الْإِبِلِ فَرَوَّحْتُهَا بِعَشِيٍّ، فَأَدْرَكْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ قَائِمٌ يُحَدِّثُ النَّاسَ، فَأَدْرَكْتُ مِنْ حَدِيثِهِ وَهُوَ يَقُولُ "مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُسْبِغُ الْوُضُوءَ، ثُمَّ يَقُومُ فَيَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ يُقْبِلُ عَلَيْهِمَا بِقَلْبِهِ وَوَجْهِهِ، إِلَّا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ وَغُفِرَ لَهُ" قَالَ: فَقُلْتُ: مَا أَجْوَدَ هَذَا. قَالَ: فَقَالَ قَائِلٌ بَيْنَ يَدِي: الَّتِي كَانَ قَبْلَهَا: يَا عُقْبَةُ أَجْوَدُ مِنْهَا. فَنَظَرْتُ. فَإِذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، قَالَ: فَقُلْتُ: وَمَا هِيَ يَا أَبَا حَفْصٍ؟ قَالَ: إِنَّهُ قَالَ قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَ "مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ، فَيُسْبِغُ الْوُضُوءَ، ثُمَّ يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ إِلاّ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ".6. صلاة التسابيحفي صحيح الجامع "يَا عَبَّاسُ يَا عَمَّاهُ أَلا أُعْطِيكَ أَلا أَمْنَحُكَ أَلا أَحْبُوكَ أَلا أَفْعَلُ بِكَ عَشْرَ خِصَالٍ إِذَا أَنْتَ فَعَلْتَ ذَلِكَ غَفَرَ الله لك ذَنْبِكَ أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ قَدِيمَهُ وَحَدِيثَهُ خَطَأَهُ وَعَمْدَهُ صَغِيرَهُ وَكَبِيرَهُ سِرَّهُ وَعَلانِيَتَهُ.عَشْرَ خِصَالٍ: أَنْ تُصَلِّيَ أربع رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَسُورَةً فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ الْقِرَاءَةِ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ وَأَنْتَ قَائِمٌ قُلْتَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً ثُمَّ تَرْكَعُ فتَقُولُهَا عَشْرًا وَأَنْتَ رَاكِعٌ ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ الرُّكُوعِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا ثُمَّ تَهْوِي سَاجِدًا فَتَقُولُهَا وَأَنْتَ سَاجِدٌ عَشْرًا ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ السُّجُودِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا ثُمَّ تَسْجُدُ فَتَقُولُهَا عَشْرًا ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ السُّجُودِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا فَذَلِكَ خَمْسٌ وَسَبْعُونَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ تَفْعَلُ ذَلِكَ فِي أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُصَلِّيَهَا فِي كل يوم مرة فافعل فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّةً فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ شَهْرٍ مَرَّةً فَإِنْ لم تفعل ففي السنة مَرَّةً فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي عُمُرِكَ مَرَّةً".وفي رواية أخرى في صحيح الجامع "فَلَوْ كَانَتْ ذُنُوبُكَ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ أَوْ رَمْلِ عَالِجٍ غَفَرَهَا الله لَكَ".7. الاحتساب في فقد الأحبابفي صَحِيح التعليق الْجَامِع والصَّحِيحَة عن أَبِي ذَرٍّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ — صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم "مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَمُوتُ لَهُمَا ثَلَاثَةُ أَوْلَادٍ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُمَا بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمْ".8. ختام الحياة بأصدق كلمةفي صَحِيح الْجَامِع الصَّحِيحَة عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ — رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ — صلى الله عليه وسلم "مَا مِنْ نَفْسٍ تَمُوتُ وَهِيَ تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ، يَرْجِعُ ذَلِكَ إِلَى قَلْبِ مُوقِنٍ، إِلَّا غَفَرَ اللهُ لَهَا".. اللهم اختم لنا بحرمة وجهك والصلاة والسلام على نبيك.. اللهم آمين.
3558
| 12 نوفمبر 2015
1-دعاء الآذان عند مسلم «مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ الْمُؤَذِّنَ أَشْهَدُ أَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ»[4]2-اتباع الذكر وخشية الرحمن بالغيب: "إِنَّما تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ"[5] "إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ"[6] وفي صحيح البخاري "إِنَّ رَجُلًا حَضَرَهُ المَوْتُ، لَمَّا أَيِسَ مِنَ الحَيَاةِ أَوْصَى أَهْلَهُ: إِذَا مُتُّ فَاجْمَعُوا لِي حَطَبًا كَثِيرًا، ثُمَّ أَوْرُوا نَارًا، حَتَّى إِذَا أَكَلَتْ لَحْمِي، وَخَلَصَتْ إِلَى عَظْمِي، فَخُذُوهَا فَاطْحَنُوهَا فَذَرُّونِي فِي اليَمِّ فِي يَوْمٍ حَارٍّ، أَوْ رَاحٍ، فَجَمَعَهُ اللَّهُ فَقَالَ؟ لِمَ فَعَلْتَ؟ قَالَ: خَشْيَتَكَ، فَغَفَرَ لَهُ "[7]3-إسباغ الوضوء وأداء الصلاة المكتوبة جماعة في صحيح التَّرْغِيبِ "مَنْ تَوَضَّأَ لِلصَلَاةِ فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ مَشَى إِلَى الصَلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ، فَصَلَّاهَا مَعَ النَّاسِ، أَوْ مَعَ الْجَمَاعَةِ، أَوْ فِي الْمَسْجِدِ غَفَرَ اللهُ لَهُ ذُنُوبَهُ "[8]4-ركعتان لا تحدث فيهما نفسك في صحيح البخاري: عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ أَنَّهُ توضأ، ثُمَّ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَتَوَضَّأُ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا، وَقَالَ: «مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لاَ يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ، غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»[9]5-التسبيح والتهليل والحوقلة والتكبير عند الإيواء إلى الفراش في السلسلة الصحيحة: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ قَالَ حِينَ يَأْوِي إِلَى فِرَاشِهِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ، غَفَرَ اللَّهُ ذُنُوبَهُ أَوْ خَطَايَاهُ - شَكَّ مِسْعَرٌ - وَإِنْ كَانَ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ"[10]6-كلمات بقولك لها يغفر لك في صحيح الجامع: عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أَلا أُعَلِّمُك كلماتٍ إِذا قُلْتَهُنَّ غفرَ اللهُ لكَ وإِنْ كُنتَ مغفوراً لَكَ، قل: لا إِلَهَ إِلا اللهُ العليُّ العظيمُ، لا إِلهَ إِلا اللهُ الحليمُ الكريمُ، لا إِلهَ إِلا اللهُ ربُّ العرشِ العظيم»[11] .7-القرب من الصالحين في صحيح البخاري: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ إِنْسَانًا، ثُمَّ خَرَجَ يَسْأَلُ، فَأَتَى رَاهِبًا فَسَأَلَهُ فَقَالَ لَهُ: هَلْ مِنْ تَوْبَةٍ؟ قَالَ: لاَ، فَقَتَلَهُ، فَجَعَلَ يَسْأَلُ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: ائْتِ قَرْيَةَ كَذَا وَكَذَا، فَأَدْرَكَهُ المَوْتُ، فَنَاءَ بِصَدْرِهِ نَحْوَهَا، فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلاَئِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلاَئِكَةُ العَذَابِ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى هَذِهِ أَنْ تَقَرَّبِي، وَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى هَذِهِ أَنْ تَبَاعَدِي، وَقَالَ: قِيسُوا مَا بَيْنَهُمَا، فَوُجِدَ إِلَى هَذِهِ أَقْرَبَ بِشِبْرٍ، فَغُفِرَ لَهُ "[12]8-المسلمان المتصافحان قبل افتراقهما في صحيح الجامع عن البراء بن عازب - رضي الله عنه- قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا التَقى المسلِمَان فَتصَافَحا، وحَمِدا الله، واستَغْفَرَاه، غُفِر لهما» وفي رواية قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما من مسلمين يلتقيان. فيتصافحان، إلا غُفِرَ لهما قَبْلَ أن يَتَفَرَّقا»[13]9-المغفرة بالتخفيف عن المعسر والتجاوز عن الموسرفي صحيح البخاري قَالَ: النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَاتَ رَجُلٌ، فَقِيلَ لَهُ، قَالَ: كُنْتُ أُبَايِعُ النَّاسَ، فَأَتَجَوَّزُ عَنِ المُوسِرِ، وَأُخَفِّفُ عَنِ المُعْسِرِ، فَغُفِرَ لَهُ "[14]10-تنحية غصن شوك من الطريق في الصحيحين: «بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ فَأَخَّرَهُ، فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ»[15]11-المغفرة بسقيا كلب: في الصحيحين: "بَيْنَا رَجُلٌ يَمْشِي، فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ العَطَشُ، فَنَزَلَ بِئْرًا، فَشَرِبَ مِنْهَا، ثُمَّ خَرَجَ فَإِذَا هُوَ بِكَلْبٍ يَلْهَثُ يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ العَطَشِ، فَقَالَ: لَقَدْ بَلَغَ هَذَا مِثْلُ الَّذِي بَلَغَ بِي، فَمَلَأَ خُفَّهُ، ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيهِ، ثُمَّ رَقِيَ، فَسَقَى الكَلْبَ، فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ، فَغَفَرَ لَهُ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنَّ لَنَا فِي البَهَائِمِ أَجْرًا؟ قَالَ: «فِي كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ»[16]) هذا وبالله التوفيق وللحديث صلة بحول الله وقوته.
1051
| 10 نوفمبر 2015
في الوحيين دعوتان إلى طلب المغفرة من الله تعالى، إحداهما قولية والثانية عملية ،ومن النصوص الداعية إلى طلب المغفرة قوليا في القرآن الكريم "وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً"1[1] "وَما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ"2[2] وعن أَنَس بْن مَالِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلَا أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ، وَلَا أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً "3[3] والأخطر في الأمر أن يتم أو يقع الاستغفار القولي مع التفريط في الاستغفار العملي أو أن يقع الاستغفار القولي بينما صاحبه مقيم على المعاصي لا يبرح، وعلى هذا يحمل الأثر الموقوف "الْمُسْتَغْفِرُ بِلِسَانِهِ الْمُصِرُّ بِقَلْبِهِ كَالْمُسْتَهْزِئِ بِرَبِّهِ» وقول الضحاك: (ثلاثة لا يستجاب لهم: فذكر منهم: رجل مقيما على امرأة زنا كلما قضى منها شهوته قال: رب اغفر لى ما أصبت من فلانة، فيقول الرب: تحول عنها وأغفر لك، وأما ما دمت عليها مقيما فإنى لا أغفر لك، ورجل عنده مال قوم يرى أهله فيقول: رب اغفر لى ما آكل من فلان فيقول تعالى: رد إليهم ما لهم وأغفر لك، وأما ما لم ترد إليهم فلا أغفر لك) قال بعض السلف: (من لم يكن ثمرة استغفاره تصحيح توبته فهو كاذب في استغفاره) وكان بعضهم يقول: (استغفارنا هذا يحتاج إلى استغفار كثير). وفى ذلك يقول بعضهم:استَغفِرُ اللهَ مِن اَستَغفِرُ اللهَ ... مِن لَفظَةٍ بَدَرَت خالَفتُ مَعناهاوَكَيفَ أَرجُو إِجَابَاتِ الدُّعَاءِ وَقَد ... سَدَدتُ بِالذَّنبِ عِندَ اللهِ مَجراها(قال الفضيل- رحمه الله تعالى-: «استغفار بلا إقلاع توبة الكذّابين؛ ويقاربه ما جاء عن رابعة العدويّة: استغفارنا يحتاج إلى استغفار كثير»4[4] ) . (وعن بعض الأعراب أنّه تعلّق بأستار الكعبة وهو يقول: «اللهمّ إنّ استغفاري مع إصراري لؤم، وإنّ تركي الاستغفار مع علمي بسعة عفوك لعجز، فكم تتحبّب إليّ بالنّعم مع غناك عنّي، وأتبغّض إليك بالمعاصي مع فقري إليك، يا من إذا وعد وفّى، وإذا توعّد تجاوز وعفا، أدخل عظيم جرمي في عظيم عفوك يا أرحم الرّاحمين») 5[5]*. وقد ورد الوعيد على الإصرار على الذنوب كما في صحيح الأدب المفرد عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرٍو بْنِ الْعَاصِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "ارْحَمُوا تُرحموا، وَاغْفِرُوا يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ، ويلٌ لِأَقْمَاعِ القولِ وَيْلٌ لِلْمُصِرِّينَ؛ الَّذِينَ يُصرّون عَلَى مَا فَعَلُوا وهم يعلمون". وجاء في وصف المتقين عدم إصرارهم على الذنوب "وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ "6[6] ومع الكثير من صيغ الاستغفار المأثورة عن صفوة الخلق إلا أن الاستغفار الذي لا يحتاج إلى استغفار هو الجانب العملي من شعب الإيمان والتي يسلك بها صاحبها نفسه في عداد من وعدهم الله تعالي مغفرته ووعده حق لا يتخلف ومن هذه الشعب والأعمال التي يستأهل صاحبها عون الله ومغفرته ما يأتي (التوبة + الإيمان العملي + العمل الصالح (العقائدي والبدني والمالي) "وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى"7[7] ومن ذلك الجانب الأخلاقي بكافة أشكاله " إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَالْقانِتِينَ وَالْقانِتاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِراتِ وَالْخاشِعِينَ وَالْخاشِعاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِماتِ وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحافِظاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِراتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً"8[8] ومن ذلك الجهاد في سبيل الله يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ* يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ"9[9] ومن ذلك القرض الحسن "إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ"10[10] ومن ذلك (وجل القلوب عند ذكره تعالي إجلالا له + زيادة الإيمان بتلاوة آياته + حسن التوكل على الله + إقامة الصلاة + إيتاء الزكاة) "إنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ *الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ*أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ"11[11] ومن ذلك المتابعة الكاملة والشاملة للمصطفى صلوات الله وسلامه عليه "قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ "12[12] ومن ذلك تقوى الله في كل شأن وعلى كل حال فما من مسلك من مسالك البشرية، إلا وورد الأمر فيه بتقوى الله حتى العلاقة الحميمية "نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ"13[13] وكانت التقوى بشمولها واشتمال كل أمر إلهي عليها، هي كما قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: «التَّقوَى: الخَوفُ مِنَ الجَلِيلِ، وَالعَمَلُ بِالتَّنزِيلِ، وَالقَنَاعَةُ بِالقَلِيلِ، وَالاِستِعدَادُ لِيَومِ الرَّحِيلِ». ولهذا رصد الله الجائزة عليها بالمغفرة وكان" اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ"14[14] "يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ"15[15] هذا وللحديث صلة بحول الله وقوته.
58083
| 29 أكتوبر 2015
١. نيَّة الحج والعُمرة نيَّة خالصة لله:في الصحيح: لما رجَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة "تبوك"، ودنا من المدينة، قال "إنَّ بالمدينة لرجالاً ما سِرْتُم مَسِيرًا، ولا قطعْتُم وادِيًا إلاَّ كانوا معكم؛ حَبَسَهُم المَرَضُ"، وفي رواية "حَبَسَهم العُذْرُ"..وفي رواية "إلاَّ شَرَكُوكم في الأجْرِ"؛ وفي الصحيح أيضا: عَنْ أَبِي كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيِّ قَالَ "ضَرَبَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَثَلَ الدُّنْيَا مَثَلَ أَرْبَعَةٍ: رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ عِلْمًا، وَآتَاهُ مَالًا، فَهُوَ يَعْمَلُ بِعِلْمِهِ فِي مَالِهِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ عِلْمًا، وَلَمْ يُؤْتِهِ مَالًا فَهُوَ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ اللَّهَ آتَانِي مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلَانٌ؛ لَفَعَلْتُ مِثْلَ مَا يَفْعَلُ فُلَانٌ، فَهُمَا فِي الْأَجْرِ سَوَاءٌ،.." ولأهمية النيَّة قَالَ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ "تَعَلَّمُوا النِّيَّةَ، فَإِنَّهَا أَبْلَغُ مِنَ الْعَمَلِ".تقول: وفي ذهنك من معارفك وغيرهم من يُكثر الحج والاعتمار، لو أني أوتيت مثلهم لعملت مثلهم حجا وعمرة فتجد ثواب أعمالهم في صحيفتك ولم تبرح بلدك يقول غير واحد من العلماء: (النية تجارة العلماء) أي يكسبون بعمل قليل أجوراً كثيرة، وبتعدد النية بالعمل الواحد أفضل من إفراد النية، ولا يعرف ذلك إلا العلماء.٢. صلاة الفجر في جماعة ثم الجلوس لذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلاة ركعتين: سواء صليت في المسجد أو في غير المسجد.. قال صلى الله عليه وسلم "مَن صلى الفجر في جماعة ثُمَّ جلَس يذكُر الله — عزَّ وجل — حتى تطلُع الشمسُ، ثم صلى ركعتين، كانت له كأجْرُ حَجَّة وعُمرة تامَّة، تامَّة، تامَّة".٣. حضور مجلس العلم في المسجد "خطبة الجمعة أو درس أو محاضرة أو موعظة":في الصحيح عَنْ أَبِي أُمَامَةَ — رضي الله عنه — قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ — صلى الله عليه وسلم "مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ لَا يُرِيدُ إِلَّا أَنْ يَتَعَلَّمَ خَيْرًا أَوْ يُعَلِّمَهُ، كَانَ لَهُ كَأَجْرِ حَاجٍّ، تَامًّا حَجَّتُهُ".٤. أداء الصلاة المكتوبة في المسجد:في الصحيح قال صلَّى الله عليه وسلَّم "من مَشَى إلى صلاة مكتوبة في الجماعة، فهي كحَجَّة، ومَن مشى إلى صلاة تطوُّع فهي كعُمرة نافلة".٥. التسبيح والتحميد والتكبير دبر كل صلاة:في الصحيح: جاء الفقراءُ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقالوا: ذهب أهلُ الدُّثورِ منَ الأموالِ بالدرجاتِ العُلا والنعيمِ المقيمِ: يُصلّون كما نُصلّي، ويصومونَ كما نصومُ، ولهم فضلٌ من أموالٍ يحجُّونَ بها ويعتمِرونَ، ويُجاهدونَ ويتصدَّقونَ. فقال عليه الصلاة والسلام "ألا أُحدِّثُكمْ بأمرٍ إن أخذتُمْ بهِ، أدركْتُم مَن سبقَكمْ، ولمْ يدرككُمْ أحدٌ بعدَكُم، وكنتُمْ خيرَ مَنْ أنتمْ بينَ ظهرانَيهِ، إلا مَن عملَ مثلَهُ؟ تُسبِّحونَ وتحمدونَ وتكبِرونَ، خلفَ كلِّ صلاةٍ، ثلاثًا وثلاثينَ"..٦. — محبة الصالحين الحجاج والمعتمرين:في الصحيح: عن ابن مسعود رضي الله عنه قال "جاء رجل إلى النَّبي عليه الصلاة والسلام فقال: يا رسول اللَّه، كيف تقول في رجل أحبَّ قومًا، ولم يلحق بهم؟ فقال النَّبي صلى الله عليه وسلم: المرء مع من أحبَّ" قال ابن بطال: (فدلَّ هذا أنَّ من أحبَّ عبدًا في الله، فإنَّ الله جامع بينه وبينه في جنته ومُدخِله مُدخَله، وإن قصر عن عمله، وهذا معنى قوله "ولم يلحق بهم". يعني في العمل والمنزلة، وبيان هذا المعنى — والله أعلم — أنه لما كان المحبُّ للصالحين إنما أحبهم من أجل طاعتهم لله، وكانت المحبَّة عملًا من أعمال القلوب واعتقادًا لها، أثاب الله معتقد ذلك ثواب الصالحين؛ إذ النية هي الأصل، والعمل تابع لها، والله يؤتي فضله من يشاء" وقال النووي "فيه فضل حبِّ اللَّه ورسوله صلى اللَّه عليه وسلم والصَّالحين وأهل الخير الأحياء والأموات" قال العظيم آبادي "يعني من أحبَّ قومًا بالإخلاص يكون من زمرتهم، وإن لم يعمل عملهم؛ لثبوت التَّقارب بين قلوبهم، وربَّما تؤدِّي تلك المحبَّة إلى موافقتهم، وفيه حثٌّ على محبَّة الصُّلحاء والأخيار، رجاء اللِّحاق بهم والخلاص من النَّار".٧ — أداء الواجبات الشرعية واجتناب المحرمات أفضل من التطوع بالحج وغيره:قال ابن رجب "أداء الواجبات كلها أفضل من التنفل بالحج والعمرة وغيرهما، فإنه ما تقرب العباد إلى الله تعالى بأحب إليه من أداء ما افترض عليهم".. وقال "كف الجوارح عن المحرمات أفضل من التطوع بالحج وغيره".٨ — تجهيز الحجاج والمعتمرين:بأي نوع وصورة من صور التجهيز والتحضير. في الصحيح قال عليه الصلاة والسلام "من جهز غازيا أو جهز حاجا أو خلفه في أهله أو فطّر صائما كان له مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء". ٩ — خلافة الحجاج والمعتمرين في أهلهم وذويهم بخير:للحديث الصحيح السابق "من جهز غازيا أو جهز حاجا أو خلفه في أهله أو فطّر صائما كان له مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء".10 — دعوة الناس إلى أداء فريضة الحج والعمرة وتذكيرهم بهما:فى الصحيح: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ «مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى، كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ، كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا».11 — عُمرة في رمضان:في الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم "عُمْرةٌ في رمضانَ تَعْدِلُ حَجَّةً، أو حَجَّةً مَعِي".12 — صلاة في قباء كأجر عمرة:في الصحيح قال صلى الله عليه وسلم "من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة كان له كأجر عمرة".• تنبيه مهم: هذه الأعمال تعدل الحج في الجزاء لا في الإجزاء، فمن عملها لا تسقط عنه حجة الإسلام ولا عمرته: قال النووي عن فضل العمرة في رمضان: أي تقوم مقام الحج في الثواب لا أنها تعدله في كل شيء.
5304
| 09 أكتوبر 2015
1- أن الله تعالى أقسم بها: وإذا أقسم الله بشيء دل هذا على عظم مكانته وفضله، إذ العظيم لا يقسم إلا بالعظيم، قال تعالى ( وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ ) . والليالي العشر هي عشر ذي الحجة، وهذا ما عليه جمهور المفسرين والخلف، وقال ابن كثير في تفسيره: وهو الصحيح.2- أنها الأيام المعلومات التي شرع فيها ذكره:قال تعالى:(لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ)[سورة الحج 28] وجمهور العلماء على أن الأيام المعلومات هي عشر ذي الحجة، منهم ابن عمر وابن عباس، فيها يذكر الناس ربهم عز وجل شكرا على ما رزقهم من بهيمة الأنعام. وتذبح بعد صلاة العيد ويطعم منها الفقراء.3- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد لها بأنها أفضل أيام الدنيا: فعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(أفضل أيام الدنيا أيام العشر ـ يعني عشر ذي الحجة ـ قيل: ولا مثلهن في سبيل الله؟ قال : ولا مثلهن في سبيل الله إلا رجل عفر وجهه بالتراب( [ رواه البزار وابن حبان وصححه الألباني]4- أن فيها يوم عرفة: ويوم عرفة يوم الحج الأكبر، ويوم مغفرة الذنوب، ويوم العتق من النيران، ولو لم يكن في عشر ذي الحجة إلا يوم عرفة لكفاها ذلك فضلاً ...ويشرع صيامه لمن ليس بعرفةسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة؟ فقال: «يُكفّر السنة الماضية والباقية» (مسلم).5- أن فيها يوم النحر: وهو أفضل أيام السنة عند بعض العلماء، قال صلى الله عليه وسلم (أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر)[رواه أبو داود والنسائي وصححه6- اجتماع أمهات العبادة فيها: قال الحافظ ابن حجر في الفتح: (والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره)٧- الإكثار فيها من الأعمال الصالحة: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام- يعني أيام العشر- قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء» (أبو داود).ولا سيما الإكثار من الذكر والتكبير فيها:قال البخاري: وكان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما. ولأن هذه الأيام عظيمة عند الله تعالى فقد عظّم النبي صلى الله عليه وسلم حُرمة المؤمن، دمه وماله وعرضه؛ كحرمة يوم النحر في شهر ذي الحجة في بلد الله الحرام.فقال: «فإن الله حرّم عليكم دماءكم وأموالكم وأعراضكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا» (البخاري).وفي العشر الأوائل من ذي الحجة تم ختم القرآن الكريم بآية " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا " بينما في العشر الأواخر من رمضان ابتدأ نزول القرآن الكريم .
490
| 18 سبتمبر 2015
وصلتني رسالة عبر (الواتس اب)خاصة بالمرأة وكان الإيعاز بالتعليق عليها ولا سيما أن بعضها يتعارض مباشرة مع نصوص القرآن الكريم، ونص الرسالة موجود بين القوسين في رأس النقطة والتعليق بعده مباشرة كالآتي:١ — (إذا طلقها لا يحق له أن يأخذ شيئا مما أعطاه لها)هذا كلام ليس دقيقا بإطلاقه لقوله تعالى" وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم إلا أن يعفون أو يعفو بالذي بيده عقدة النكاح وأن تعفو أقرب للتقوى" فهذا النص يعطي الحق للرجل إذا طلقها أن يسترد نصف ما أعطاها فرضا نصفا أو النصف فرضا والنصف الباقي عفوا منها وإلا تناصفا.٢ — "إذا ضربها أو أهانها فهو لئيم.."هذا كلام ليس دقيقا بإطلاقه لقوله تعالى" واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن فى المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغ عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا " وَمِمَّا لا شك فيه أن المرأة التي تدفع بزوجها إلى الذروة من وسائل التقويم وهو الضرب فهي اللئيمة وليس هو.. والحر تكفيه المقالة والعبد يقرع بالعصا. والخلاصة ؛ ليس كل من ضرب امرأته لئيما٣ — (إذا كتب. لها مهرا ولم يعطها إياه فهو سارق)الوصف بالسرقة ليس بدقيق وهو أهون وأخف، بينما النص النبوي أدق وأنص فى تبشيع الجريمة والتشنيع عليها ولنقرأ ما قاله الفم النبوي الطاهر عن صُهَيْب بْن سِنَان قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " أَيُّمَا رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً عَلَى مَهْرٍ، وَهُوَ لا يُرِيدُ أَدَاءَهَا، فَغَرَّهَا بِاللَّهِ وَاسْتَحَلَّ فَرْجَهَا بِالْبَاطِلِ، لَقِيَ اللَّهَ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ زَانٍ، وَأَيُّمَا رَجُلٌ ادَّانَ بِدَيْنٍ وَهُوَ لا يُرِيدُ أَدَاءَهُ إِلَيْهِ فَغَرَّهُ بِاللَّهِ وَاسْتَحَلَّ مَالَهُ بِالْبَاطِلِ، لَقِيَ اللَّهَ تَعَالَى يَوْمَ يَلْقَاهُ وَهُوَ سَارِقٌ" لعلك تلاحظ الوصف بالزني وذلك لأن حرمة الأعراض فى الإسلام أشد من حرمة الأموال ولذلك لو اتهم إنسان رجلا أو امرأة بالزني أو قال له يا زان أو زانية يقام عليه حد القذف ما لم يأتِ ببينة ولكن لو قال له يا سارق أو يا قاتل فليس هناك حد في نصوص الوحيين على ذلك قد يكون هناك تعزير ولكن لا يبلغ حدا من حدود الله تعالىهناك نقاط كثيرة مما ورد فى الرسالة الكريمة لا تكاد تخص المرأة وإنما هي والرجل فيه سواء بسواء ومن ذلك١ — (لسمعتها وضع الله حد القذف ثمانين جلدة)فالآية الكريمة " والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة..."حد القذف الوارد هنا سواء كان المقذوف رجلا أو امرأة وإن ورد لفظ الآية" المحصنات " نصا عليهن للغالب أن الاجتراء والجسارة تحمل البعض على الاجرام بهذا فى حق النساء أكثر منه فى حق الرجال حيث تُخشي سطوة الرجال وهيبتهم فلا يُجترأ على الرجل مثل المرأةومع هذا فالآية نص فى الحد حماية لسمعة كل من الرجل والمرأة على السواء بلا تمييز ولا استثناء ولا تفريق ومن فرَّق بينهما فلا دليل عنده حتى يَبْيَضَّ الغراب٢ — (إذا خان الرجل المرأة فعقوبته الرجم حتى الموت)هذه العبارة غير دقيقة بميزان الشرع ولسان الفقه الإسلامي فميزان الشرع والفقه الإسلامي إذا زنى الرجل يكون قد خان الله ورسوله (لارتكابه ما حرم الله ورسوله) وخان المؤمنين (لانتهاكه لحرماتهم فلم يكن أمينا على حرماتهم ولم يعاملهم بما يرضى أن يعاملونه به مع أمه وأخته وعمته وخالته.. كما فى الحديث )وعليه فلا يقال له أو عنه إنه خان امرأته إلا مجاراة للعرف الشائع ولا يتساوى هذا فداحة الجرم وشناعة الذنب إذا وقع منها هي هذا الأمر وعقد الزوجية قائم حيث فعلا وعقلا وشرعا تكون قد خانته حيث تختلط الأنساب وتلد له على فراش الزوجية ما ليس من نطفته، ولذا قال تعالى فى آية المبايعة للنساء فى سورة الممتحنة "يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على ألا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين "ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن" ولا يعصينك فى معروف فبايعهن واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم" هنا فقط يصدق أنها خانته فضلا عن خيانتها لله ولرسوله كما الشأن فى الرجل مما أسلفنا، والعقوبة المقررة شرعا لكل منهما (الرجل والمرأة على السواء هي الرجم حتى الموت لسابق تزوجهما وعدم اكتفائهما بالحلال وتجاوزهما حدود الله) للآية الكريمة المنسوخة تلاوة لا حكما " والشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة نكالا من الله والله عزيز حكيم" كما فى الحديث الصحيح وعليه ليست العبارة الواردة فى الرسالة على إطلاقها بخاصة بالرجل حتى تحسب للمرأة أنه يرجم حتى الموت فهي كذلك للمرأة بلا استثناء ولا تمايز وقد رجم رسول الله صلوات الله وسلامه عليه المرأة الغامدية كما رجم الرجل (ماعز) ورجم (المرأة اليهودية ورجم معها الرجل اليهودي الذي زنت معه سواء بسواء) كما فى الصحيح.٣ — (إذا افترقا لا يحرمها أولادها..)هذا أيضا ليس بإطلاقه حيث يتم الحديث عن الحضانة، ولذا فى الحديث " أنت أحق به ما لم تنكحى" ولكن بشرط صلاحية الأهلية للحضانة فقد يكون سبب الافتراق خيانتها لزوجها فى عرضه وعليه فلا تكون أمينة على الأولاد وليس لها صلاحية للحضانة والتربية إذ لم تحافظ على عرضها؟؟؟؟٤ — إذا هجرها أكثر من أربعة أشهر لها الحق بالتفريق)هذا كلام فيه قفز على الحكم الشرعي والنص القرآني حيث يقول تعالي "للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر فإن فاءوا فإن الله غفور رحيم".٥ — عدم نسيان الفضل والاعتراف بالجميل وعدم جحود المعروف قيمة إسلامية مأمور بها كل منهما اتفقا أو افترقا وليس مأمورا بها الرجل وحده، قال تعالي في نص ذهبي "ولا تنسوا الفضل بينكم".٦ — وكذا التوجيه بالصبر — عند تغير القلب وتبدل المشاعر — مأمور به كلاهما وليس هو وحده "لعموم الآية الأخرى "وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون".٧ — "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق" مبدأ وقاسم مشترك بين كل المسلمين عامة وبين الزوجين خاصة قال تعالى" وائتمروا بينكم بمعروف" وللحديث الصحيح "إنما الطاعة في معروف"ونصوص أخرى كثيرة٨ — حد القذف لحماية وصيانة سمعتهما على السواء بلا ترجيح ولا تمييز وإن ورد النص على المرأة للجرأة عليها أكثر من الرجل، وإلا فالحد لحماية سمعة وكرامة وشرف كليهما" والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون إلاالذين تابوا.." سورة النور.
2181
| 10 سبتمبر 2015
في أكثر من آية منذ بواكير النزول القرآني وعلى مدى سوره - المكية والمدنية - يتقرر هذا القرار، ليترسخ عقيدة في وعي وقلب وعقل كل مؤمن بهذا الدين العظيم ليعمل له ويسعى، ومن هذه الآيات: "لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ" آل عمران: مدنية "بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ" يونس مكية: "نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ" الزخرف: مكية "وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ" النحل: مكية "وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ" البقرة: مدنية "وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُون" النحل: مكية "إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ" الجمعة مدنية "مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ" الجمعة: مدنية وحكمة هذه الخيرية عدة وُجُوهٍ فيما يأتي: أَحَدُهَا: أَنَّ مَنْ يَطْلُبُ المال فهو في تعب مِنْ ذَلِكَ الطَّلَبِ فِي الْحَالِ،"لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ" البلد مكية : وَلَعَلَّهُ لَا يَنْتَفِعُ بِهِ غَدًا لِأَنَّهُ قد يَمُوتُ قَبْلَ الْغَدِ، فَكَم مِن صَحيحٍ ماتَ مِن غَيرِ عَلَّةٍ... وَكَم مِن عَليلٍ عاشَ دَهراً إِلى دَهرِ وَكَم مِن فَتىً يُمسي وَيُصبِحُ آمِناً... وَقَد نُسِجَت أَكفانُهُ وَهوَ لا يَدري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "يَقُولُ الْعَبْدُ: مَالِي، مَالِي، إِنَّمَا لَهُ مِنْ مَالِهِ ثَلَاثٌ: مَا أَكَلَ فَأَفْنَى، أَوْ لَبِسَ فَأَبْلَى، أَوْ أَعْطَى فَاقْتَنَى، وَمَا سِوَى ذَلِكَ فَهُوَ ذَاهِبٌ، وَتَارِكُهُ لِلنَّاسِ "صحيح مسلم — كِتَابُ الزُّهْدِ وَالرَّقَائِقِ، وَأَمَّا طَلَبُ الرَّحْمَةِ وَالْمَغْفِرَةِ فَإِنَّهُ لَا بُدَّ وَأَنْ يَنْتَفِعَ بِهِ لِأَنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ وَعْدَهُ، وَقَدْ قَالَ: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ [الزَّلْزَلَةِ: مدنية. وَثَانِيهَا: هَبْ أَنَّهُ بَقِيَ إِلَى الْغَدِ لَكِنْ لَعَلَّ ذَلِكَ الْمَالَ لَا يَبْقَى إِلَى الْغَدِ، فَكَمْ مِنَ إِنْسَانٍ أَصْبَحَ أَمِيرًا وَأَمْسَى أَسِيرًا، وَخَيْرَاتُ الْآخِرَةِ لَا تَزُولُ لِقَوْلِهِ: وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ [الْكَهْفِ: مكية وَلِقَوْلِهِ: مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَما عِنْدَ اللَّهِ باقٍ [النَّحْلِ مكية: "وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ"المدثر: مكية. وَثَالِثُهَا: بِتَقْدِيرِ أَنْ يَبْقَى إِلَى الْغَدِ وَيَبْقَى الْمَالُ إِلَى الْغَدِ، لَكِنْ لَعَلَّهُ يَحْدُثُ حَادِثٌ يَمْنَعُكَ عَنِ الِانْتِفَاعِ بِهِ مِثْلَ مَرَضٍ وَأَلَمٍ وَغَيْرِهِمَا، وَمَنَافِعُ الْآخِرَةِ لَيْسَتْ كَذَلِكَ. وَرَابِعُهَا: بِتَقْدِيرِ أَنَّهُ فِي الْغَدِ يُمْكِنُكَ الِانْتِفَاعُ بِذَلِكَ الْمَالِ، وَلَكِنْ لَذَّاتُ الدُّنْيَا مَشُوبَةٌ بِالْآلَامِ وَمَنَافِعُهَا مَخْلُوطَةٌ بِالْمَضَارِّ، وَذَلِكَ مِمَّا لَا يَخْفَى، وَمَا أَحْسَنُ قَوْلَ الشَّاعِرِ... طُبِعَتْ عَلَى كَدَرٍ وَأَنْتَ تُرِيدُهَا... صفوا من الأقذار وَالأَكْدَارِ... وَمُكَلِّفُ الأَيَّامَ ضِدَّ طِبَاعِهَا... مُتَطَلِّبٌ فِي الْمَاءِ جَذْوَةَ نَارِ... وَإِذَا رَجَوْتَ الْمُسْتَحِيلَ فَإِنَّمَا... تَبْنِي الرَّجَاءَ عَلَى شَفِيرٍ هَارِ هُمُومُك بِالْعَيْشِ مَقْرُونَةٌ... فَمَا تَقْطَعُ الْعَيْشَ إلَّا بِهِمْ إذَا تَمَّ أَمْرٌ بَدَا نَقْصُهُ... تَرَقَّبْ زَوَالًا إذَا قِيلَ تَمْ حَلَاوَةُ دُنْيَاك مَسْمُومَةٌ... فَمَا تَأْكُلُ الشَّهْدَ إلَّا بِسُمْ فَكَمْ قَدَرٌ دَبَّ فِي مُهْلَةٍ... فَلَمْ يَعْلَمْ النَّاسُ حَتَّى هَجَمْ وَأَمَّا مَنَافِعُ الْآخِرَةِ فَلَيْسَتْ كَذَلِكَ. وَخَامِسُهَا: هَبْ أَنَّ تِلْكَ الْمَنَافِعَ تَحْصُلُ فِي الْغَدِ خَالِصَةً عن الشوائب وَلَكِنَّهَا لَا تَدُومُ وَلَا تَسْتَمِرُّ، بَلْ تَنْقَطِعُ وَتَفْنَى، وَكُلَّمَا كَانَتِ اللَّذَّةُ أَقْوَى وَأَكْمَلَ، كَانَ التَّأَسُّفُ وَالتَّحَسُّرُ عِنْدَ فَوَاتِهَا أَشَدَّ وَأَعْظَمَ، (إِن اللَّيَالِي لم تحسن إِلَى أحد... إِلَّا أساءت إِلَيْهِ بعد إِحْسَان) (فيومٌ علينا وَيَوْم لنا... — _ وَيَوْم نُساء وَيَوْم نسر) حينا يسرّ وَأَحْيَانا يسوء فَلَا... هَذَا بباقٍ وَلَا هَذَا بمنقطع فأحداث الزمان لا قرار لها وإنما تتعاقب ما بين، خير وشر، وخصب وجدب، وسعادة نحس، وولاية وعزل، ومقام وسفر، وغم وفرح، وفقر ويسار، ومحبة وبغض، وجدة وعدم، وعافية وسقم، وألفة وشتات، وكساد ونفاق، وإصابة وإخفاق، وراحة ومشقة، وقسوة ورقة، وتيسير وتعسير، وتمام وانقطاع، والتئام وانصداع، وافتراق واجتماع، واتصال وانبتات، وحياة وممات، ومن الذي حصل له غرض ثم لم يكدر؟! هذا آدم، طاب عيشه في الجنة، واخرج منها، ونوح سأل في ابنه فلم يعط مراده، والخليل ابتلي بالنار، وإسحاق، بالذبح، ويعقوب بفقد الولد، ويوسف بمجاهدة الهوى، وأيوب بالبلاء، وداود وسليمان بالفتنة، وجميع الأنبياء على هذا، وأما ما لقي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من الجوع والأذى وكدر العيش، فمعلوم. وَمَنَافِعُ الْآخِرَةِ مَصُونَةٌ عَنِ الِانْقِطَاعِ وَالزَّوَالِ. "وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ * فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ * وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ*وَظِلٍّ مَمْدُودٍ *وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ *وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ *لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ " الواقعة مكية "وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ " هود مكية: "وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ" القصص: مكية "فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ" الشورى: مكية. وَسَادِسُهَا: أَنَّ مَنَافِعَ الدُّنْيَا حِسِّيَّةٌ وَمَنَافِعَ الْآخِرَةِ عَقْلِيَّةٌ، وَالْحِسِّيَّةُ خَسِيسَةٌ، وَالْعَقْلِيَّةُ شَرِيفَةٌ نفيسة. زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ *قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ"آل عمران مدنية. اللهم إنا نسألك نعيم الآخرة بغير سابقة عذاب ولا سالفة حساب ولا عتاب اللهم آمين.
1040
| 04 سبتمبر 2015
مساحة إعلانية
هناك لحظات تفاجئ المرء في منتصف الطريق، لحظات...
4605
| 29 سبتمبر 2025
في ظهوره الأخير على منصة الأمم المتحدة، ملامحه،...
3504
| 29 سبتمبر 2025
تجاذبت أطراف الحديث مؤخرًا مع أحد المستثمرين في...
1629
| 05 أكتوبر 2025
في الآونة الأخيرة برزت ظاهرة يمكن وصفها بـ...
1185
| 02 أكتوبر 2025
من أخطر ما يُبتلى به التفكير البشري أن...
1059
| 29 سبتمبر 2025
منذ أكثر من مائة عام ارتُكبت واحدة من...
885
| 30 سبتمبر 2025
كثير من المراكز التدريبية اليوم وجدت سلعة سهلة...
864
| 06 أكتوبر 2025
في لحظة صفاء مع النفس، يطلّ النسيان عليَّ...
852
| 30 سبتمبر 2025
لسنا متشائمين ولا سلبيين في أفكارنا وتوقعاتنا ولكن...
774
| 03 أكتوبر 2025
كم مرة قلت «نعم» في العمل بينما في...
756
| 02 أكتوبر 2025
في الوقت الذي كان العالم يترقب رد حركة...
708
| 05 أكتوبر 2025
في فجرٍ قطريّ عليل، كان البحر يلمع بألوان...
642
| 30 سبتمبر 2025
مساحة إعلانية