رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
سمعت بعضهم يقول: "رسول الله جئتك مستغيثا فأنت وسيلتي" فكتبت التعليق الآتي: هذا الكلام يخالف الهدي القرآني وكذلك الهدي النبوي الصحيح 1 — فالاستغاثة لا تكون إلا بالله تعالى وحده: قال تعالى {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الأنفال: 9]" و{وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ} [الأحقاف: 17] ويقول تعالى لرسوله صلوات الله وسلامه عليه.: {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } [الأعراف: 188 مكية ] وفي يونس { قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ } [يونس: 49 مكية ] ويقول الخليل أبونا عليه السلام لأبيه " { وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ } [الممتحنة: 4 مدنية] وفي الجن: {قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا (21) قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (22) إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ} [الجن: 21 — 23مكية] فهذه مواضع ثلاثة في القرآن الكريم مكية النزول أي من بواكير الوحي المعصوم أن الرسول صلوات الله وسلامه عليه لا يملك نفعا ولا ضرا، وكذلك في القرآن المدني يتأكد الأمر كما في ورد في الممتحنة على لسان الخليل عليه السلام، 2 وأما ما يتعلق بالتوسل بالنبي صلوات الله وسلامه عليه في قوله "فأنت وسيلتي" فهذا القول أيضا: لا يجوز خاصة بعد وفاته صلوات الله وسلامه عليه وعدم جواز التوسل بالرسول صلوات الله وسلامه عليه بعد وفاته — هو ما عليه المحققون من علماء الأمة: وإليك هذا التحقيق العلمي الموضوعي حتى تكون على بينة من الأمر: التَّوَسُّلَ بِالنَّبِيِّ — صلى الله عليه وسلم — فِي حَيَاتِهِ بِمَعْنَى التَّوَسُّلِ بِدُعَائِهِ وَشَفَاعَتِهِ جَائِزٌ، وَكَذَا التَّوَسُّلُ بِغَيْرِهِ مِنْ أَهْلِ الْخَيْرِ وَالصَّلَاحِ فِي حَيَاتِهِمْ، بِمَعْنَى: التَّوَسُّلُ بِدُعَائِهِمْ وَشَفَاعَتِهِمْ أَيْضًا جَائِزٌ، وَأَمَّا التَّوَسُّلُ بِهِ — صلى الله عليه وسلم — بَعْدَ مَمَاتِهِ، وَكَذَا التَّوَسُّلُ بِغَيْرِهِ مِنْ أَهْلِ الْخَيْرِ وَالصَّلَاحِ بَعْدَ مَمَاتِهِمْ فَلَا يَجُوزُ وَاخْتَارَهُ الْإِمَامُ اِبْنُ تَيْمِيَّةَ فِي رِسَالَتِهِ "التَّوَسُّلُ وَالْوَسِيلَةُ"، وَقَدْ أَشْبَعَ الْكَلَامَ فِي تَحْقِيقِهِ، وَأَجَادَ فِيهِ، وَمِنْ جُمْلَةِ كَلَامِهِ فِيهَا: "وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَمَعْلُومٌ أَنَّهُ إِذَا ثَبَتَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ أَوْ غَيْرِهِ أَنَّهُ جَعَلَ مِنْ الْمَشْرُوعِ الْمُسْتَحَبِّ أَنْ يُتَوَسَّلَ بِالنَّبِيِّ — صلى الله عليه وسلم — بَعْدَ مَوْتِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ النَّبِيُّ — صلى الله عليه وسلم — دَاعِيًا لَهُ وَلَا شَافِعًا فِيهِ، فَقَدْ عَلِمْنَا أَنَّ عُمَرَ وَأَكَابِرَ الصَّحَابَةِ لَمْ يَرَوْا هَذَا مَشْرُوعًا بَعْدَ مَمَاتِهِ كَمَا كَانَ يُشْرَعُ فِي حَيَاتِهِ، بَلْ كَانُوا فِي الِاسْتِسْقَاءِ فِي حَيَاتِهِ يَتَوَسَّلُونَ بِهِ، فَلَمَّا مَاتَ لَمْ يَتَوَسَّلُوا بِهِ.
1801
| 09 ديسمبر 2016
من أوصافهم إضافة إلى ماسبق في الحلقات الثلاث1. رضا الله غايتهم من دون الخلق أجمعين فإرضاء الناس غاية لا تدركإرضاء الناس غاية لا تدرك1-ركب الأب وترك الابن ومشيا، فمروا على قوم، فقالوا: يا له من أب ليس فيه شفقة ولا رحمة، يركب ويترك هذا الابن المسكين يمشى وراءه! فما كان منه إلا أن نزل2-أركب هذا الطفل، ومشى، فمر على قوم آخرين، فقالوا: يا له من ابن عاق يترك أباه يمشي وراء الدابة وهو يركب الدابة! 3-فركب الاثنان على الدابة، ومروا على قوم آخرين، فقالوا: يا لهم من فجرة حمَّلوها فوق طاقتها! 4-فنزل الاثنان ومشيَا وراء الدابة، فمروا على قوم، فقالوا: حمقى مغفلون يُسخر الله لهم هذه الدابة، ثم يتركونها تمشي ويمشون وراءها!{وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأرْضُ} [المؤمنون:71].من يراعي نظر الناس لا يسلم منهم ، على أي حالة تكون ، فرضا الناس غاية لاتدرك ، وأحمق الناس من طلب ما لا يدرك. لماذا لَا يَسُوغُ فِي الْعَقْلِ وَلَا الدِّينِ طَلَبُ رِضَا الْمَخْلُوقِينَ؟ لَا يَسُوغُ فِي الْعَقْلِ وَلَا الدِّينِ طَلَبُ رِضَا الْمَخْلُوقِينَ لِوَجْهَيْنِ:أَحَدُهُمَا: أَنَّ هَذَا غَيْرُ مُمْكِنٍ. كَمَا قَالَ الشَّافِعِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رِضَا النَّاسِ غَايَةٌ لَا تُدْرَكُ. فَعَلَيْك بِالْأَمْرِ الَّذِي يُصْلِحُك فَالْزَمْهُ وَدَعْ مَا سِوَاهُ وَلَا تُعَانِهِ.وَالثَّانِي: أَنَّا مَأْمُورُونَ بِأَنْ نَتَحَرَّى رِضَا اللَّهِ وَرَسُولِهِ. كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ} وَعَلَيْنَا أَنْ نَخَافَ اللَّهَ فَلَا نَخَافُ أَحَدًا إلَّا اللَّهَ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} . وَقَالَ: {فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ} وَقَالَ: {فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} {وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ} . فَعَلَيْنَا أَنْ نَخَافَ اللَّهَ وَنَتَّقِيَهُ فِي النَّاسِ، فَلَا نَظْلِمَهُمْ بِقُلُوبِنَا وَلَا جَوَارِحِنَا وَنُؤَدِّيَ إلَيْهِمْ حُقُوقَهُمْ بِقُلُوبِنَا وَجَوَارِحِنَا، وَلَا نَخَافَهُمْ فِي اللَّهِ فَنَتْرُكَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَرَسُولُهُ خِيفَةً مِنْهُمْ. عاقبة من يتوخي ويتحري رضا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وَمَنْ لَزِمَ هَذِهِ الطَّرِيقَةَ كَانَتْ الْعَاقِبَةُ لَهُ كَمَا كَتَبَتْ عَائِشَةُ إلَى مُعَاوِيَةَ: " أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّهُ مَنْ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَسْخَطَ عَلَيْهِ النَّاسَ وَعَادَ حَامِدُهُ مِنْ النَّاسِ ذَامًّا، وَمَنْ الْتَمَسَ رِضَا اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَرْضَى عَنْهُ النَّاسَ ". فَالْمُؤْمِنُ لَا تَكُونُ فِكْرَتُهُ وَقَصْدُهُ إلَّا رِضَا رَبِّهِ وَاجْتِنَابَ سَخَطِهِ وَالْعَاقِبَةُ لَهُ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاَللَّهِ. في صحيح الجامع: 6097 , الصَّحِيحَة: 2311 : عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" مَنْ الْتَمَسَ رِضَا اللهِ بِسَخَطِ النَّاسِ، كَفَاهُ اللهُ مُؤْنَةَ النَّاسِ، وَمَنْ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللهِ، وَكَلَهُ اللهُ إِلَى النَّاسِ)1[1] وفي رواية: " سَخِطَ اللهُ عَلَيْهِ , وَأَسْخَطَ عَلَيْهِ النَّاسَ "2[2]مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين (2/ 286)وَقَدْ جَرَتْ سُنَّةُ اللَّهِ - الَّتِي لَا تَبْدِيلَ لَهَا - أَنَّ مَنْ آثَرَ مَرْضَاةَ الْخَلْقِ عَلَى مَرْضَاتِهِ: أَنْ يُسْخِطَ عَلَيْهِ مَنْ آثَرَ رِضَاهُ، وَيَخْذُلَهُ مِنْ جِهَتِهِ. وَيَجْعَلَ مِحْنَتَهُ عَلَى يَدَيْهِ. فَيَعُودَ حَامِدُهُ ذَامًّا. وَمَنْ آثَرَ مَرْضَاتَهُ سَاخِطًا. فَلَا عَلَى مَقْصُودِهِ مِنْهُمْ حَصَلَ، وَلَا إِلَى ثَوَابِ مَرْضَاةِ رَبِّهِ وَصَلَ. وَهَذَا أَعْجَزُ الْخَلْقِ وَأَحْمَقُهُمْ.
844
| 02 ديسمبر 2016
1. يدعون الناس إلى إتباع رسالات الله "وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ" يس 20. 2. أصل في بقاء النسل والذرية وانتشارها: ".. اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها وَبَثَّ مِنْهُما رِجالًا كَثِيراً وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَساءلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ .." النساء : (1) 3. يردون الضالين إلى الصواب "قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا * لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا *وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا * فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا *أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا} [الكهف: 37 - 41] 4. رعاية لحرمتهم وجمع من النساء منع الله تعالى رسوله من دخول المسجد الحرام " هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَؤُهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ .." الفتح: 24- 25 مدنية. 5. أعز الله بهم الإسلام في الصَّحِيحَة: 3225، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: " اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ "[1] وفي صحيح البخاري : (خ) 3481 عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ: مَا زِلْنَا أَعِزَّةً مُنْذُ أَسْلَمَ عُمَرُ"[2] 6. عِنْدَ اللهِ غَالٍ وعزيز في صَحِيح الْجَامِع: 2087 (كَانَ رَجَلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ اسْمُهُ زَاهِرٌ يُهْدِي لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - الْهَدِيَّةَ مِنَ الْبَادِيَةِ، " فَيُجَهِّزُهُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: إِنَّ زَاهِرًا بَادِيَتُنَا وَنَحْنُ حَاضِرُوهُ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يُحِبُّهُ، فَأَتَاهُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمًا وَهُوَ يَبِيعُ مَتَاعَهُ , فَاحْتَضَنَهُ مِنْ خَلْفِهِ وَلَا يُبْصِرُهُ "، فَقَالَ الرَّجُلُ: أَرْسِلْنِي، مَنْ هَذَا؟ , فَالْتَفَتَ فَعَرَفَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَجَعَلَ لَا يَالُو مَا أَلْصَقَ ظَهْرَهُ بِصَدْرِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ عَرَفَهُ، " وَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: مَنْ يَشْتَرِي الْعَبْدَ؟ " - وَكَانَ رَجُلًا دَمِيمًا [5] - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِذًا وَاللهِ تَجِدُنِي كَاسِدًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: " لَكِنْ أَنْتَ عِنْدَ اللهِ لَسْتَ بِكَاسِدٍ ")[6] وفي رواية: " بَلْ أَنْتَ عِنْدَ اللهِ غَالٍ "[7]
542
| 11 نوفمبر 2016
كان قد كتب عمروُ بن العاص إلى أمير المؤمنين عمرَ بن الخطّاب يستمدّه بثلاثة آلاف فارسٍ فأمدّه بخارجة بن حذافة، والزّبير بن العوّام، والمقداد بن الأسود؛ رضي اللّه عنهم."[3] وصفات هؤلاء الرجال الذين مثل الذهب كما في القرآن الكريم: 1. القيام بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم على خير وجهسواء كانت هذه المسؤولية فردية أو أسرية أو اجتماعية أو دولية": الرّجال قوّامون على النّساء بما فضّل اللّه بعضهم على بعضٍ، وبما أنفقوا من أموالهم؛ فالصّالحات قانتاتٌ حافظاتٌ لّلغيب بما حفظ اللّه، واللاّتي تخافون نشوزهنّ فعظوهنّ واهجروهنّ في المضاجع، واضربوهنّ، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهنّ سبيلاً، إن الله كان عليا كبيرا" النساء 34.."للرّجال نصيبٌ ممّا اكتسبوا وللنّساء نصيبٌ ممّا اكتسبن.." النساء: 32 مدنية.. وجاءه قومه يُهرَعون إليه ومن قبل كانوا يعملون السّيّئات، قال يا قوم هؤلاء بناتي هنّ أطهر لكم، فاتّقوا اللّه ولا تخزونِ في ضيفي، أليس منكم رجلٌ رّشيدٌ هود 78. "واختار موسى قومه سبعين رجلًا لميقاتنا.." الأعراف: 155 ـ مكية.2.التطهر والتزكي:"..لّمسجدٌ أسّس على التّقوى من أوّل يومٍ أحقّ أن تقوم فيه، فيه رجالٌ يحبّون أن يتطهّروا.." التوبة 108.3.المحافظة على الفرائض ممثلة في إقام الصّلاة، وإيتاء الزكاة، ولا ينسون نصيبهم من الدنيا. "رجالٌ لّا تلهيهم تجارةٌ ولا بيعٌ عن ذكر اللّه وإقام الصّلاة وإيتاء الزّكاة، يخافون يوماً تتقلّب فيه القلوب والأبصار" النور 37.4.الوفاء والصدق والصبر والثبات على المبادئ والحق:"من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا اللّه عليه، فمنهم مّن قضى نحبه، ومنهم مّن ينتظر وما بدّلوا تبديلاً.." الأحزاب 23.5. الإيمان بالله، والخوف من عذاب الله، والصدق معه، والقوة به، والتوكل عليه: "قال رجلان من الّذين يخافون، أنعم اللّه عليهما، ادخلوا عليهم الباب، فإذا دخلتموه فإنّكم غالبون، وعلى اللّه فتوكّلوا إن كنتم مّؤمنين المائدة 23.6. الإيجابية والفاعليّة: والحيلولة دون قتل الأنفس المعصومة: "وجاء رجلٌ مّن أقصى المدينة يسعى؛ قال: يا موسى إنّ الملأ يأتمرون بك ليقتلوك، فاخرج إنّي لك من النّاصحين.." القصص 20. "وقال رجلٌ مؤمنٌ من آل فرعون يكتم إيمانه، أتقتلون رجلًا أن يقول ربّي اللّه، وقد جاءكم بالبيّنات من ربّكم، وإن يك كاذباً فعليه كذبه، وإن يك صادقاً يصبكم بعض الّذي يعدكم، إنّ اللّه لا يهدي من هو مسرفٌ كذّابٌ" غافر: 27 — 28 مكية.
567
| 04 نوفمبر 2016
في السلسلة الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 2288 قَال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "وَالَّذِي نَفْسُ محَمَّدٍ بِيَدِه: لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتىَّ يُخَوَّنَ الأَمِينُ وَيُؤْتَمَنَ الخَائِن، وَحَتىَّ يَظْهَرَ الفُحْشُ وَالتَّفَحُّش، وَقَطِيعَةُ الأَرْحَامِ وَسُوءُ الجِوَار، وَالَّذِي نَفْسُ محَمَّدٍ بِيَدِه: إِنَّ مَثَلَ المُؤْمِنِ لَكَمَثَلِ الْقِطْعَةِ مِنَ الذَّهَب؛ نَفَخَ عَلَيْهَا صَاحِبُهَا أَيْ حَتىَّ تَطَايَرَ مِنهَا الشَّرَر فَلَمْ تَتَغَيَّرْ وَلَمْ تَنْقُصْ، وَالَّذِي نَفْسُ محَمَّدٍ بِيَدِه: إِنَّ مَثَلَ المُؤْمِنِ لَكَمَثَلِ النَّحْلَة؛ أَكَلَتْ طَيِّبَاً، وَوَضَعَتْ طَيِّبَاً، وَوَقَعَتْ فَلَمْ تَكْسِرْ وَلَمْ تُفْسِدْ" أَيْ وَتَقِفُ عَلَى الْغُصْنِ فَلا تَكْسِرُه. فارتقِ للرجولة بهذه الصفات، ولا تخلد للذكورة التي تستوي في صفاتها جلُّ المخلوقات؛ فالذكورة غير الرجولة، فكل رجل ذكر، وليس كل ذكرٍ رجلاً.هناك من الرجال من قد يساوي مائة رجل، ومن الرجال من قد يساوي ألف رجل، ومن الرجال من قد يساوي أمة، ومن الرجال من قد يساوي الأمم كلها وهو صفوة الخلق محمد صلوات الله وسلامه عليه، ومن الرجال من لا يساوي شيئا (وهو الرجل الصفر) قيل: رجلٌ يساوي ألف رجل، ورجلٌ لا يساوي رجلاً. وكقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: في الصحيحين "إِنَّمَا النَّاسُ كَإِبِلٍ مِائَةٍ، لَا تَكَادُ تَجِدُ فِيهَا رَاحِلَةً" الْمَعْنَى أَنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ أَهْلُ نَقْصٍ، وَأَمَّا أَهْلُ الْفَضْلِ فَعَدَدُهُمْ قَلِيلٌ جِدًّا، فَهُمْ بِمَنْزِلَةِ الرَّاحِلَةِ فِي الْإِبِلِ الْحَمُولَةِ، وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى (وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)، وَنُقِلَ عَنْ اِبْن قُتَيْبَةَ أَنَّ الرَّاحِلَةَ هِيَ النَّجِيبَةُ الْمُخْتَارَةُ مِنْ الْإِبِل لِلرُّكُوبِ فَإِذَا كَانَتْ فِي إِبِلٍ عُرِفَتْ.وأمنية عمر دار مملوءة رجالا كأبي عبيدة ومعاذكما في فضائل الصحابة "أَنَّهُ قَالَ يَوْمًا لِمَنْ حَوْلَهُ: تَمَنَّوْا، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَتَمَنَّى لَوْ أَنَّ هَذِهِ الدَّارَ مَمْلُوءَةٌ ذَهَبًا فَأَنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. ثُمَّ قَالَ: تَمَنَّوْا، فَقَالَ رَجُلٌ: أَتَمَنَّى لَوْ أَنَّهَا مَمْلُوءَةٌ لَؤْلُؤًا أَوْ زَبَرْجَدًا أَوْ جَوَهِرًا، فَأَنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأَتَصَدَّقُ. ثُمَّ قَالَ عُمَرُ: تَمَنَّوْا، فَقَالُوا: مَا نَدْرِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ عُمَرُ «أَتَمَنَّى لَوْ أَنَّهَا مَمْلُوءَةٌ رِجَالًا مِثْلَ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَحُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ».
4906
| 03 نوفمبر 2016
في صحيح مسلم قَالَ رَسُولُ اللهِ — صلى الله عليه وسلم —: "إِنَّ اللهَ إِذَا أَرَادَ رَحْمَةَ أُمَّةٍ مِنْ عِبَادِهِ، قَبَضَ نَبِيَّهَا قَبْلَهَا، فَجَعَلَهُ لَهَا فَرَطًا وَسَلَفًا بَيْنَ يَدَيْهَا، وَإِذَا أَرَادَ هَلَكَةَ أُمَّةٍ، عَذَّبَهَا وَنَبِيُّهَا حَيٌّ، فَأَهْلَكَهَا وَهُوَ يَنْظُرُ، فَأَقَرَّ عَيْنَهُ بِهَلَكَتِهَا، حِينَ كَذَّبُوهُ وَعَصَوْا أَمْرَهُ" 2. بمعني النبوة لما تطاول المشركون في مكة، وعجبوا أن جاءت الرسالة الخاتم لصفوة الخلق "محمد" صلوات الله وسلامه عليه، وبمقياسهم هناك في الطائف ومكة عظماء من وجهة نظرهم أحق بالرسالة منه، حكى الله وتولى الرد فقال: {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ، أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ... } [الزخرف: 31، 32]، فالرحمة هنا بمعنى النبوة، فقد أتت النبوة رحمةً للعالمين، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}، وكأن النبوة كلها قد حصرت في رحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباد، أن يبين لهم طريق الخير فيتبعوه وطريق الشر فيجتنبوه فرسول الله صلى الله عليه وسلم يحذر الناس من النار ويرغبهم في الجنة، هل بعد ذلك من رحمة؟3. إنزال الكتب: وإرسال الرسل رحمة من الله بعباده وإنزال الكتب رحمة للعالمين، وبخاصة المؤمنين الذين بسبب هذه الكتب أصبحوا مؤمنين وموحدين واستحقوا رحمة الله بالسير على منهج الله، والذي يتضمنه كلام الله.1 — قال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ..} [الإسراء: 82] مكية.2 —: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [القصص: 43] مكية.3 —: {..{وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [النمل: 77] مكية.5 — "أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ يُتْلى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ" {العنكبوت: 51مكية.6 — "وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ.. التوبة61: مدنية4. الوقاية من السيئات وقاية الله تعالى العبد السيئات يوم القيامة: نعم، من رحمه الله يوم القيامة فقد وقاه السيئات، ومن حجب عنه رحمته فقد وقع في السيئات.قال تعالى: {وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} } [غافر: 9] مكية.5. منع المفسدين من الإفساد: ومن رحمته أن يمنع أهل الفساد من الإفساد رحمة بالمؤمنين. قال تعالى: { قَالُوا يَاذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا، قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا، آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا، فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا} {قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا} [الكهف: 94 — 98] مكية.6. جعل الليل لباسا والنهار معاشاجعل الليل لباسا والنهار معاشا: من تقديره سبحانه المحكم رحمة منه لعباده فالليل رحمة منه للسكن والهدوء، والنهار رحمة منه لطلب المعاش والسير في الأرض وابتغاء فضله، قال تعالى: {وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} القصص 73: مكية.7. العافية من الابتلاء بمعنى العافية من الابتلاء والامتحان: قال تعالى: {.. قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ } [الزمر: 38]: مكية.8. عدم الاختلافعدم الاختلاف: طبيعة البشر الاختلاف، لتفاوت قدراتهم وتصوراتهم وهممهم، لكن من يرحمهم الله فهم متفقون، يسيرون على منهج واحد، ويعبدون إلها واحدا.قال تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ، إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ.. } [هود: 118، 119]مكية.9. هبة الزوجاتهبة الزوجات: إن نعمة الزوجات من أعظم النعم بل هي رحمة الله كيف لا، فيها السكن والمودة والرحمة، ومنها الأبناء الصالحون والذين هم من نعم الله ورحمته، وبها تستقر الأسر والحياة، قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً..} الروم: 21، مكية.
1474
| 21 أكتوبر 2016
1. العصمة من الضلال من رحمة الله للمؤمنين: من تولاه الله ورحمه يمنعه ويحجزه عن الضلال، ويمنع من أراد إضلاله من أن يضله، وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء، 1 — (وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَما يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَما يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً) سورة النساء الآية 1132 — (وَما أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا ما رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ).2. التشريع من رحمة الله بعباده:1 — (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصاصُ فِي الْقَتْلى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثى بِالْأُنْثى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّباعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَداءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسانٍ ذلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدى بَعْدَ ذلِكَ فَلَهُ عَذابٌ أَلِيمٌ).2 — (هذا بَصائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ).3 — (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذلِكَ أَدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً).3. عدم اتباع الشيطان:ومن رحمته بعباده المؤمنين عدم تسليط الشيطان عليهم رغم محاولات الشيطان وخطواته، فلم يستجيبوا لخطوات الشيطان:1 — قال تعالى (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا) سورة النساء الآية 832 — (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) سورة النور الآية 21.4. الهداية: الظلمات كثيرة ففي البر ظلمات وفي البحر ظلمات والهادي هو الله وهذا من رحمته، قال تعالى: (أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) سورة النمل الآية 635. العصمة من السوء: الحول والقوة من الله وإليه، فمن حفظه ورعاه وعصمه فهو المرحوم، ومن أراد به سوءا فهو الشقي وهو الذي أمسك عنه رحمته.1 — قال تعالى (قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ) سورة هود الآية 432 — وقال تعالى (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ) سورة النساء الآية 1753 — وقال تعالى (قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً) سورة الأحزاب الآية 174 — قال تعالى (إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي) سورة يوسف الآية 536. الوقاية من السيئات:وقاية الله تعالى العبد السيئات يوم القيامة: نعم، من رحمه الله يوم القيامة فقد وقاه السيئات، ومن حجب عنه رحمته فقد وقع في السيئات.قال تعالى (وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) غافر: 9.7. تمكين الصالحين في الأرض:التمكين في الأرضقال تعالى (وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) سورة يوسف الآية 568. عدم تضييع أبناء الصالحين:العبد المؤمن الصالح يتولاه الله حتى بعد مماته رحمة منه، وخاصة ما ترك من الذرية، قال تعالى (وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي) (ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا) [الكهف: 82]9. أرزاق الإنسان والحيوان:بمعنى أرزاق الإنسان والحيوان: (لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي).10.: إنزال المطر وإحياء الأرض:جعل الله رحمته في الماء فبه يحيي جميع الموات والأرض موات حتى ينزل الماء عليها فيحييها فإذا هي جنان تؤتي ثمارها وأكلها، وأيضا آية على إحياء موات الإنسان بعد أن يموت،1 — قال تعالى (فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [الروم: 50]،2 — وقال تعالى (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ) [الشورى: 28]
46009
| 14 أكتوبر 2016
الرحمة صفة من صفات الله ثابتة بالكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة.. ولله تعالى اسمان مشتقان من الرحمة هما: الرحمن والرحيم وهما من أبنية المبالغة، ورحمن أبلغ من رحيم، والرحمن: خاص لله، ولا يسمى به غيره، ولا يوصف. والرحيم: يوصف به غير الله فيقال: رجل رحيم. وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك قال: "الرحمن: لجميع الخلق، والرحيم بالمؤمنين خاصة". ولهذا قال تعالى (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) ليعم خلقه برحمته، وقال عز وجل (وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا)، فخصهم باسمه الرحيم.ورود الاسمين مقترنين: ورد هذان الاسمان مقترنين في القرآن الكريم ست مرات:1 — قال تعالى (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)،2 — وقال سبحانه (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)،3 — وقال عز شأنه (وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ)، 4 — وقال جل وعلا (حم . تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)،5 — وقال عز من قائل (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ)،6 — وقال تبارك وتعالى (إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ).ورد هذا الاسم الرَّحْمَنِ مفردا في القرآن الكريم إحدى وخمسين مرة: 1 — قال تعالى (كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ لِتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ)،2 — وقال سبحانه (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا)،3 — وقال عز شأنه (قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا)،4 — وقال تبارك اسمه حكاية عن أم عيسى — عليه السلام (فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا)،3 — ورود اسم الرحيم منفردا: اسم الله "الرحيم" لم يرد في القرآن منفردا إلا في ثلاثة مواضع لا رابع لها هي:أ — (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا).ب — (رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا).ج — (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا).أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (4) لاخامس لها:موسى عليه السلام..1 — (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) [الأعراف: 151]يعقوب عليه السلام..2 — (قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) [يوسف: 64]يوسف عليه السلام..3 — (قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ . قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) [يوسف: 91، 92]أيوب عليه السلام..4 — (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) [الأنبياء: 83]وفي السنة النبوية المطهرة:في الصحيحين: "فَيَقُولُ الْجَبَّارُ — عز وجل" "شَفَعَتِ الْمَلَائِكَةُ، وَشَفَعَ النَّبِيُّونَ، وَشَفَعَ الْمُؤْمِنُونَ، وَلَمْ يَبْقَ إِلَّا شَفَاعَةُ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ" "فَبِعِزَّتِي لَأُعْتِقَنَّهُمْ مِنْ النَّارِ" "فَيَقْبِضُ الْجَبَّارُ — عز وجل — قَبْضَةً مِنَ النَّارِ، فَيُخْرِجُ مِنْهَا قَوْمًا لَمْ يَعْمَلُوا خَيْرًا قَطُّ، قَدْ عَادُوا حُمَمًا" "فَيُلْقِيهِمْ فِي نَهَرٍ بِأَفْوَاهِ الْجَنَّةِ يُقَالُ لَهُ: نَهَرُ الْحَيَاةِ" "فَيَخْرُجُونَ كَأَنَّهُمْ اللُّؤْلُؤُ، فَيُجْعَلُ فِي رِقَابِهِمْ الْخَوَاتِيمُ" "وَيُكْتَبُ بَيْنَ أَعْيُنِهِمْ: هَؤُلَاءِ عُتَقَاءُ اللهِ — عز وجل" "فَيُذْهَبُ بِهِمْ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ" "فَيَعْرِفُهُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ" "فَيَقُولُونَ: هَؤُلَاءِ الْجَهَنَّمِيُّونَ" "الَّذِينَ أَدْخَلَهُمْ اللهُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ عَمَلٍ عَمِلُوهُ، وَلَا خَيْرٍ قَدَّمُوهُ" "فَيَقُولُ الْجَبَّارُ: بَلْ هَؤُلَاءِ عُتَقَاءُ الْجَبَّارُ" "ثُمَّ يَقُولُ الرَّبُّ — عز وجل: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ، فَمَا رَأَيْتُمُوهُ فَهُوَ لَكُمْ وَمِثْلَهُ مَعَهُ" "فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ، فَيَقُولُ: لَكُمْ عِنْدِي أَفْضَلُ مِنْ هَذَا، فَيَقُولُونَ: يَا رَبَّنَا أَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ هَذَا؟، فَيَقُولُ: رِضَايَ، فلَا أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا".خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (2) لا ثالث لها وفي سورة واحدة "المؤمنون":1 — (إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِين) [المؤمنون: 109]2 — (وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ) [المؤمنون: 118]سعة رحمة الله (3) لا رابع لها:الله تعالى ذو رحمة واسعة فقد وسعت رحمته — سبحانه — كل شيء ووسع — جل شأنه — كل شيء رحمة وعلما..أولا: في حديث المولى عز وجل عن نفسه1 — قال سبحانه: (وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ) سورة الأعراف الآية 156 مكية.ثانيا: حملة العرش يتحدثون:2 — وقال جل شأنه (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ}[2] سورة غافر الآية 7 مكية.
3199
| 07 أكتوبر 2016
لقد سمى الله تعالى القرآن الكريم بكثير من أسمائه الحسنى. وصفاته العلا.. وهاك البيان والتأصيل. 1) نورالمولى تبارك وتعالي (1):1 — اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ"..{ [النور: 35] مدنيةفي القرآن الكريم (5).1 — {...وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا} [النساء: 174] مدنية. 2 — {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ، وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا.. } [الشورى: 52].. 3 — {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الحديد: 28] مدنية.. 4 — {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ..} [الزمر: 22]. 5 — {وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ } [النور: 40] مدنية{أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا..} [الأنعام: 122] مكية.2) الحق3) المولى تبارك وتعالى {فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ..} [يونس: 32] مكية. {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ..} [طه: 114] مكية [المؤمنون: 116] مكية.. {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ...} [الحج: 6] مدنية[لقمان: 30] مكية. {يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ} [النور: 25] مدنية.القرآن الكريم{إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ..} [آل عمران: 62] مدنية{ وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ.. } [الأنعام: 66] مكية{ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ..} [التوبة: 33] مدنية.{ قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ...} [يونس: 108] مكية. {وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} [هود: 120] مكية. {المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ } [الرعد: 1] مدنية. {أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الرعد: 19] مدنية. { وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ..} [سبأ: 6] مكية. {بَلْ مَتَّعْتُ هَؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى جَاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ* وَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ} [الزخرف: 29، 30] مكية. {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ... } [محمد: 2] مدنية. { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ...} [الحديد: 16] مدنية. {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ...} [الممتحنة: 1] مدنية. {وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ..} [الحج: 54] مدنية.4) المهيمنالمولى تبارك وتعالى (1){هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ..} [الحشر: 23] مدنية. القرآن الكريم (1){ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ...} [المائدة: 48] مدنية.5) مجيدالمولى تبارك وتعالى (1){..... إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ} [هود: 72، 73] مكيةالقرآن الكريم (1){.. بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ } [البروج: 21 — 22] مكية. 6) حكيمالمولى تبارك وتعالى (2)1 — {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } [آل عمران: 6] مدنية.2 — { شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } [آل عمران: 18] مدنية.القرآن الكريم (4) مكي ومدني1 — {ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ} [آل عمران: 58] مدنية. 2 — {.. تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ} [يونس: 1]مكية. [لقمان: 1، 2] مكية. 4 — {يس*وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ } [يس: 1، 2] مكية. 7) العظيمالمولى تبارك وتعالى (1){... *لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [الشورى: 4] مكية. {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} [الواقعة(74): 96] مكية. { وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَالَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ *..* إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ} [الحاقة: 25 + 33] مكية.القرآن الكريم (1){وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} [الحجر: 87] مكية.8) عزيزالمولى تبارك (1)1 — {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [الأنفال: 49] مدنية.القرآن الكريم (1){إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت: 41، 42] مكية.9) كريمالمولى (1){.. وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ} [النمل: 40] مكية.القرآن الكريم (1){إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ..} [الواقعة: 77] مكية10) ليس كمثله شيء
148940
| 16 سبتمبر 2016
الشفقة لغة: مادّة (ش ف ق) تدلّ — كما يقول ابن فارس — على رقّة في الشّيء وبمعنى الخيفة (الخوف) تقول أنا مشفق عليك أي أخاف، وأشفقت عليه (خفت) أن يناله مكروهقال ابن منظور: الشّفيق: النّاصح الحريص على صلاح المنصوح.واصطلاحا:قال الرّاغب: الإشفاق (والشّفقة) عناية مختلطة بخوف؛ لأنّ المشفِق يحبّ المشفَق عليه، ويخاف ما يلحقه (من أذى)وقال المناويّ: الشّفقة: صرف الهمّة إلى إزالة المكروه عن النّاس.حديثنا هنا عن نتفة من خلق شفقته عليه الصلاة والسلام..أولا: شفقته في القرآن الكريم بشقيه المكي والمدني1 — (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم: 4] مكية.2 — (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [التوبة: 128] مدنية.3 — (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) [آل عمران: 159] مدنية4 — (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) [الأحزاب: 21] مدنية.ثانيا: شفقته في السنة النبوية المطهرة1. عدم فرضه السواك عند كل وضوء وصلاةالصَّحِيحَة: 3067، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 208 قَالَ رَسُولُ اللهِ — صلى اللهُ عليه وسلَّم "لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَفَرَضْتُ عَلَى أُمَّتِي السِّوَاكَ كَمَا فَرَضْتُ عَلَيْهِمْ الْوُضُوءَ".في الصحيحين: (خ) 847، (م) 252: عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ — رضي الله عنه — قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّم "لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ، عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ".2. عدم فرضه الوضوء عند كل صلاةفي صحيح الجامع: 5318، وصَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 200وفي رواية: "لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ بِوُضُوءٍ، وَمَعَ كُلِّ وُضُوءٍ بِسِوَاك" أَيْ: لَوْلَا مَخَافَة الْمَشَقَّة عَلَيْهِمْ لَأَمَرْتهمْ بِهِ، لَكِنْ لَمْ آمُر بِهِ وَلَمْ أَفْرِض عَلَيْهِمْ لِأَجْلِ خَوْف الْمَشَقَّة. عون المعبود — (ج 1 / ص 59).3. عدم تأخيره صلاة العشاء إلى الثلث أو نصف الليلفي صَحِيح الْجَامِع: 5319 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ — رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم "لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لأَخَّرْتُ صَلاةَ الْعِشَاءِ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ".في المسند بإسناد صحيح (حم) 967: عَنْ علي بن أبي طالب رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم "لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ أَنْ يُؤَخِّرُوا صَلَاةَ الْعِشَاءَ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ أَوْ نِصْفِهِ".4. عدم خروجه لصلاة القيام كل ليلة في جماعةفي صحيح سنن النسائي، (س) 1604: عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي الْمَسْجِدِ ذَاتَ لَيْلَةٍ، وَصَلَّى بِصَلَاتِهِ نَاسٌ، ثُمَّ صَلَّى مِنَ الْقَابِلَةِ، وَكَثُرَ النَّاسُ ثُمَّ اجْتَمَعُوا مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ "قَدْ رَأَيْتُ الَّذِي صَنَعْتُمْ فَلَمْ يَمْنَعْنِي مِنَ الْخُرُوجِ إِلَيْكُمْ إِلَّا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ يُفْرَضَ عَلَيْكُمْ" وَذَلِكَ فِي رَمَضَانَ".5. عدوله عن نية الإطالة في الصلاة بعد دخولها شفقة على الطفل وأمهفي الصحيحين: (خ) 830، (م) 192 — (470) عَنْ أَبِي قَتَادَةَ — رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّم "إِنِّي لَأَقُومُ إِلَى الصَّلَاةِ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُطَوِّلَ فِيهَا، فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ، فَأَتَجَوَّزُ فِي صَلَاتِي".. "مِمَّا أَعْلَمُ مِنْ شِدَّةِ وَجْدِ أُمِّهِ مِنْ بُكَائِهِ".يلمس ذلك الصحابة رضي الله عنهم: في الصحيحين: (خ) 676، (م) 190 — (469) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَال "مَا صَلَّيْتُ وَرَاءَ إِمَامٍ قَطُّ أَخَفَّ صَلَاةً ولَا أَتَمَّ مِنْ رَسُولِ اللهِ — صلى اللهُ عليه وسلَّم — وَإِنْ كَانَ لَيَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ وَرَاءَهُ، فَيُخَفِّفُ" وفي رواية "فَيَقْرَأُ بِالسُّورَةِ الْقَصِيرَةِ" "مَخَافَةَ أَنْ يَشُقَّ عَلَى أُمِّه".
9939
| 09 سبتمبر 2016
1 — أعظم الأسماء المذكورة لله تعالى في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة 2 — دال على الذات الجامعة لصفات الألوهية كلها، بخلاف باقي الأسماء فإن كلا منها لا يدل إلا على بعض المعاني من علم أو فعل أو قدرة أو غيرها. 3 — أخص الأسماء فلا يطلق على غيره تعالى حقيقة ولا مجازا، بخلاف سائر الأسماء فإنه قد يسمى به غيره تعالى مجازاً (كالقادر والكريم والرحيم). وغيرها. "لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ" [التوبة: 128]. 4 — روي أن بعض الجبابرة سمى نفسه بلفظ الجلالة "الله" فذاب ما في جوفه من دبره وهلك لساعته، لأن هذا الاسم: لا يليق إلا لجناب الحق؛ جل مذكورا، وعز مرادا. فلم يشاركه فيه أحد، كما قال تعالى: "هل تعلم له سمياً. أي مشاركاً له في هذا الاسم، قال فرعون مصر قديماً: "أنا ربكم الأعلى"، "ما علمت لكم من إله غيري"، ولم يقدر، أو لم يجرؤ أن يقول: "أنا الله". 5 — لفظ إله يطلق على الإله الحق، وعلى الإله الباطل قال تعالى: "وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ" [الزخرف: 84]، قال تعالى: "أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا" [الفرقان: 43]، "أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً، فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ" [الجاثية: 23]. أما الاسم العلم على الذات العلية فلا يطلق إلا عليه تبارك وتعالى. 6 — هذا اللفظ: علَم على الذات الواجب الوجود المستحق لجميع المحامد. 7 — "أل" فيه لازمة له، فليست للتعريف ولا للجنس ولا للعهد ولا لغير ذلك، كما يقال عليها في غيرها من الكلمات. 8 — اسم الجلالة "الله" ليس مشتقاً، كما نقل عن الشافعي والخليل وسيبويه وابن كيسان، بينما يرى آخرون أنه مشتق (عن الخليل وسيبويه أيضا). قاله الجمل في حاشيته. 9 — بدأت آيات كثيرة بلفظ الجلالة: "اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ" [البقرة: 15]، "اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ" [البقرة: 255]، { (2)} [آل عمران: 2]، "اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ" [البقرة: 257]. 10 — إذا حذفت من أول كلمة لفظ الجلالة "الله" حرف الألف "أ" بقي الباقي "لله"، مختصا به سبحانه دالا على الذات العلية، كما في قوله تعالى: "لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ" [البقرة: 284]، "لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ" [المائدة: 120]، "وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ" [النحل: 49]، "وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ" [البقرة: 115]، "وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ" [آل عمران: 180]، "وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ" [هود: 123]، "وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ" [الفتح: 4]، "وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ" [المنافقون: 7]. 11 — إذا حذفت اللام الأولى بعد حذف الألف من لفظ "الجلالة" بقيت البقية "له" دالة على الذات العلية؛ كما في قوله تعالى: "لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ" [الزمر: 63]، "لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ" [الشورى: 12]، "لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ" [البقرة: 255]. 12 — إذا حذفت بعد ذلك اللام الثانية، كان الباقي من لفظ الجلالة "الله" بعد هذا الحذف الضمير "الهاء" والضمير أعرف المعارف كما يقولون، وأنبّه إلى أمر مهم، وهو أن الضمير هنا "الهاء" ليس اسما من أسمائه تعالى، حتى يذكر به، أو يدعى لأن الأسماء توقيفية. ولكن رغم هذا فإن هذا الضمير بعد الحذف الذي أشرنا إليه يكون دالاً على الذات العلية، كما في قوله تعالى: "هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا" [الكهف: 38]، "يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ" [الزمر: 4]، "هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ" [الحشر: 22]، "هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ" [الحشر: 23]، "هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى" [الحشر: 24]، "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ" [الإخلاص: 1]، وتكون معه الواو زائدة، بدليل عدم وجودها عند التثنية والجمع، فإنك تقول: "هما" في التثنية، وتقول: "هم" في الجمع. في كل بدون "الواو". 13 — إذا دعوت الله باسمه "الرحمن"، فقد وصفته بالرحمة، وما وصفته بالقهر، وإذا دعوته بالعليم، فقد وصفته بالعلم وما وصفته بالقدرة، لكنك إذا قلت: "يا الله".. وناديته ودعوته تعالى بهذا الاسم العلم "الله"، فقد وصفته بجميع الصفات، فالإله لا يكون إلها حقاً إلا إذا كان موصوفاً بجميع صفات الكمال والجمال والجلال، فثبت أن قولك أو دعاءك يا الله.. قد اشتمل على كافة صفاته.. سبحانه وتعالى.
17095
| 02 سبتمبر 2016
يسألني أحد الأحبة: لم أتمكن من صيام الأيام الستة التي من شوال فهل أستطيع تداركها وصيامها وقد انتهي شهر شوال؟ الجواب: الحمد لله: نعم يمكن لمن فاته صيام الأيام الستة خلال شهر شوال، يمكنه أن يصومها في أي وقت حتى ولو انتهي شهر شوال للأدلة الآتية الدليل الأول: في صحيح الإرواء تحت حديث: 950، وصَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 1007: عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ — صلى الله عليه وسلم — قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ — صلى الله عليه وسلم —: (" صِيَامُ شَهْرِ رَمَضَانَ، بِعَشَرَةِ أَشْهُرٍ، وَصِيَامُ سِتَّةِ أَيَّامٍ) (بَعْدَ الْفِطْرِ) (بِشَهْرَيْنِ، فَذَلِكَ صِيَامُ سَنَةٍ) ({مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} ") الدليل الثاني: وفي رواية: " جَعَلَ اللهُ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، الشَّهْرُ بِعَشَرَةِ أَشْهُرٍ، وَصِيَامُ سِتَّةِ أَيَّامٍ بَعْدَ الشَّهْرِ، تَمَامُ السَّنَةِ " الدليل الثالث: في صحيح ابن ماجة، (جة) 1715: عَنْ ثَوْبَانَ، مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "مَنْ صَامَ سِتَّةَ أَيَّامٍ بَعْدَ الْفِطْرِ كَانَ تَمَامَ السَّنَةِ، مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا" ووجه الدلالة في هذه الأحاديث الثلاثة الصحيحة: أن المطلوب صيام شهر رمضان تحديدا وخصوصا متتاليا متتابعا، أما الأيام الستة فقد طٌلبت بإطلاق دون قيد زمان شهر شوال ودون قيد التتابع أو التتالي وعليه فالمطلوب العدد بإطلاق (شهر رمضان وستة أيام بعده، والحسنة بعشر أمثالها كما في النص القرآني (وعليه فلو أن الشهر ثلاثون يوما، وتم صيام ستة أيام بعده متفرقة متتابعة متتالية أو غير ذلك، فالنتيجة حاصل ضرب (36 في 10) فالنتيجة = 360 عدد أيام السنة. الدليل الرابع: في صحيح مسلم: (م) 204 — (1164)عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ — رضي الله عنه — قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ — صلى الله عليه وسلم —: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ" ووجه الدلالة في هذا الحديث الأخير أن اللفظ النبوي " من شوال " وليس " في شوال" فافترقا. الدليل الخامس: هناك استنباط آخر دقيق في المسألة من نص حديث أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ — رضي الله عنه —: أَنَّ رَسُولَ اللهِ — صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ — قَالَ: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَأَتْبَعَهُ سِتَّاً مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ".صحيح مسلم كتاب الصيام. باب استحباب صوم ستة أيام من شوال إِتباعاً لرمضان" وذلك كالآتي: نقول "مِنْ " تأتي في كتاب الله تعالى على نحو بضعة عشر معنى اتفق النحاة على أن المعنى الرئيسي لهذه المعاني لــ(من) الجارة — أي حرف جر — هو ابتداء الغاية ؛ 1 — مكانية: مثل: قوله تعالى:"{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} [الإسراء: 1] ف" من " هنا تدل على ابتداء مكان رحلة الإسراء. 2 — ابتداء الغاية زمانية{لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ} [التوبة: 108] ف: " من " هنا لابتداء الزمان،وفي الحديث الشريف قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) «مطرنا من الجمعة إلى الجمعة» ومن هذه الثانية دليل أهل العلم في حديث شوال، إن " من " هنا لابتداء الزمان أي يصوم ستة أيام ابتداء من شوال. 3 — أو مطلقة من المكان والزمان مثل: قوله تعالى: {إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ} 4 — ومن معاني "مِنْ" أيضا في اللغة التبعيض بأنْ تسدّ كلمة "بعض " مسدَّها، نحو: (حتى تُنْفِقوا مما تحبون).وقرأ ابن مسعود "بَعْض ما تحبّون" وعلى هذا إذا اعتبرنا أن " مِنْ " في قوله صلوات الله وسلامه عليه " مِنْ شَوَّالٍ " تبعيضية فعليه تكون الأيام الستة بعض شهر شوال، وإذا اعتبرناها ابتدائية فيكون الصيام لهذه الأيام الستة في أي وقت من أشهر الإفطار ابتداء من شوال، على اعتبار أنه أول أشهر الفطر، ويكون النص على شوال في الحديث لأنه أول هذه الأشهر وللمعاني أخرى التي سقناها في بحث منشور بعنوان " إحدى وثلاثون حكمة ودَلالة في صيام ستة أيام في شوال أو بعد شوال"، ويشهد له الروايات الصحيحة التي سبقت فى هذا المبحث والتي جاء بها ذكر الأيام الستة دون قيد شوال: "مَنْ صَامَ سِتَّةَ أَيَّامٍ بَعْدَ الْفِطْرِ كَانَ تَمَامَ السَّنَةِ {مَنْ جَاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أمثالها} صحيح الجامع حديث رقم: 6328 [الألباني] قلت:وهذا الاستنباط الدقيق المفيد لكون صيام الأيام الستة يتحقق فضله وأجره، وإن لم تقع في شوال — إن كان على صواب وهدي وفتح من الله تعالى — يكون باب رحمة من الله تعالى لعباده فلا نُحجِّر واسعا، وتبقي حكمة النص على شوال ما سبق أن أشرنا إليه والله تعالى أعلى وأعلم وأحكم.
11015
| 25 أغسطس 2016
مساحة إعلانية
في عالم اليوم المتسارع، أصبحت المعرفة المالية ليست...
2013
| 22 سبتمبر 2025
من يراقب المشهد السياسي اليوم يظن أنه أمام...
669
| 18 سبتمبر 2025
منظومة دراسية منذ القرن الثامن عشر وما زالت...
660
| 18 سبتمبر 2025
يُعدّ وعي المُستثمر بالقواعد والأحكام المنصوص عليها في...
633
| 21 سبتمبر 2025
بعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى،...
621
| 22 سبتمبر 2025
منذ تولي سعادة الدكتور علي بن سعيد بن...
597
| 18 سبتمبر 2025
الأحداث التي فُرضت علينا وإن رفضناها بعد الاعتداء...
531
| 16 سبتمبر 2025
في قلب الدمار، حيث تختلط أصوات الأطفال بصفير...
492
| 23 سبتمبر 2025
يؤكد اهتمام جيل الشباب القطري بالخط العربي؛ تزايد...
486
| 21 سبتمبر 2025
مشاركة غير مسبوقة للقادة والرؤساء ورؤساء الحكومات.. قمة...
456
| 16 سبتمبر 2025
يتداول في هذه الأيام في أغلب دول الخليج...
456
| 21 سبتمبر 2025
بين الحين والآخر، يتجدد في مجتمعاتنا الخليجية نقاش...
444
| 17 سبتمبر 2025
مساحة إعلانية