رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

شكراً لجمهورية جنوب أفريقيا

لأول مرّة في التاريخ تجد «إسرائيل» نفسها أمام ملاحقة قانونية دولية حقيقية! وتتجه الأنظار، هذه الأيام، لمدينة لاهاي الهولندية، وقد تابع العالم يومي الخميس والجمعة 11/ 12 كانون الثاني/ يناير 2024 جلسات المحكمة الدولية المتعلقة بالجرائم «الإسرائيلية» في غزة! وقدمت جمهورية «جنوب أفريقيا» مرافعة للمحكمة الدولية اتهمت فيها «إسرائيل» بانتهاك اتفاقية الأمم المتحدة، المُوَقِّعة عليها، لمنع ومعاقبة الإبادة الجماعية للعام 1948، وتتهمها بتعمد الإبادة الجماعية في غزة، وفشلها في منعها، وعدم معاقبتها للمسؤولين الذين يحرضون على الإبادة الجماعية! وتحاول «جنوب أفريقيا» دفع المحكمة لاتخاذ إجراءات مستعجلة لإيقاف مجازر غزة، ووقف عرقلة تدفق الاحتياجات الإنسانية إليها قبل قرارها النهائي لأن غزة تفقد، يوميا، مئات الشهداء والجرحى، وعليه يفترض المسارعة في اتخاذ الإجراءات العاجلة لتلافي المزيد من الخسائر، وجميع هذه الخطوات تُعدّ ضربات قانونية وسياسية «لإسرائيل»! ويعتبر تبرير «إسرائيل» بحضور أمام المحكمة الدولية للرد على ما أسمته «دحض الاتهامات السخيفة التي تفتقر إلى أي أساس واقعي أو قانوني»! هذا التبرير بحد ذاته يؤكد تهكمها بالقوانين الإنسانية الدولية، واستخفافها بقيمة الإنسان الفلسطيني! وعليه كيف يمكنها تبرير جرائمها التي خلّفت أكثر من 24 ألف شهيد، وعشرة آلاف مفقود، وأكثر من 60 ألف جريح، ومليون ونصف المليون مهجر داخل القطاع، غالبيتهم العظمى يعانون من المجاعة! فهل جميع هذه الأفعال طبيعية وفقا للرؤية «الإسرائيلية»؟! وسبق «لإسرائيل» أن تجاهلت قرارات مجلس الأمن الداعية لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية وتقديم المساعدات العاجلة لأهالي غزة! وبرز الاستهتار «الإسرائيلي» عبر إسقاطها لمئات أطنان المتفجرات على المنازل والمستشفيات والمدارس والجامعات والجوامع والكنائس وكل شبر في غزة! ويَلفّ الخطر المحدق كل متر من غزة، وكأن «إسرائيل» تريد محو القطاع وأهله من الوجود في جريمة بشعة لم نر مثيلا لها حتى في الحرب العالمية الثانية! ورغم أننا في فصل الشتاء القارس في فلسطين إلا أن الفلسطينيين ينامون في العراء وفي خيام هزيلة، ويعانون من أزمات إنسانية قاتلة في المجالات الصحية، والإغاثية! وتعاني غزة من نقص حاد في الغذاء والماء والدواء، وكأنهم في بقعة من الأرض مليئة بالموت والخوف والإرهاب، وكذلك الصمود والتحدي، بينما الغالبية العظمى من دول العالم صامتة! وتسعى «إسرائيل» بجدية كبيرة لترهيب أي مسعى لتقديم المساعدات لغزة، وهذا الترهيب جزء من محاولاتها للانتقام من الفلسطينيين، وقتل المزيد من الأبرياء نتيجة المجاعة والحصار! حرب الإبادة الجماعية التي تنفذها «إسرائيل» في غزة اليوم، يفترض أن تُحاسب وتُعاقب عليها، وإلا فإن القانون الدولي الإنساني سيبقى بموقف هشّ، وسيتحول العالم لغابة كبيرة، يقتل القوي فيها الضعيف، وهذا المآل لا يليق بالإنسان! ولا ندري ما ذنب الأطفال الذين كُتِبَ لهم النجاة بينما عوائلهم مُحِيت بالكامل من الوجود؟ ويبدو أن الأدلة المقدمة للمحكمة الدولية كانت أدلة جيدة، وتثير الإعجاب حقيقة! وقال «رونالد لامولا» وزير عدل جنوب أفريقيا، إن «إسرائيل أخفقت في الرد على ما تقدمنا به ومتمسكون بوقائع القانون والبراهين التي قدمناها»! ولاحظنا دعما عربيا ودوليا وشعبيا للمحاكمة نتيجة الوحشية «الإسرائيلية» في غزة، وهي انطلاقة مهمة لإقامة العدل، ولو بشكل نسبي في العالم! ومعلوم أن قرارات المحكمة الدولية لا يُبتّ بها بسرعة، ولكن الجانب المُلفت بالموضوع هو تسليط الضوء على الهمجية «الإسرائيلية»! المحكمة الدولية أمام اختبار حقيقي في ضرورة استصدار قرار حازم وجازم ضد الكيان الصهيوني وقادته، وذلك من أجل الحفاظ على السلم العالمي، ومنع تنامي الإرهاب في الأرض!

768

| 15 يناير 2024

«العنف الأسري» والسياسات الخبيثة!

يقصد بمفهوم «العنف الأسري» أنه الأفعال الجسدية أو النفسية أو العاطفية أو الاقتصادية المؤثّرة في الفرد الآخر، سواء داخل الأسرة الصغيرة، العائلة، أو الأسرة الكبيرة، العشيرة. وتنامت في عصرنا الحاضر العديد من الظواهر المخيفة التي تُدلّل على هشاشة الترابط الإنساني، وقلّة الوعي بقيمة البيت الساكن، والحياة الآمنة الناعمة، وبرزت هذه الهشاشة بشكل كبير وعملي في «العنف الأسري»! ويساهم «العنف الأسري» في تهديد سلامة الفرد والمجتمع وبالمحصّلة النهائية الدولة، ولهذا فنحن لا نَتحدّث عن مشكلة شخصية وأسرية يمكن أن تنتهي خلف جدران المنزل، بل هي معضلة مجتمعية، قومية وإستراتيجية، ينبغي التوقف عندها وتفحص أسبابها والعمل قدر الإمكان على تقليل آثارها التخريبية، للحفاظ على كيان الإنسان والمجتمع والدولة. ولا يذكر «العنف الأسري» إلا ويذكر العنف ضد الزوجة، ولكن لا تذكر أنواع العنف الأخرى، ومنها العنف ضد الأطفال، وضد النساء المطلقات أو اللاتي فاتهنّ قطار الزواج لأسباب اجتماعية أو صحية وغيرها. ومن أبشع أنواع «العنف الأسري» هو العنف النفسي القائم على تهديم نفسية الإنسان، البنت أو الابن وغيرهما، وتداعياته لا تعالج بسهولة، وقد تقود لآفات مجتمعية أخطر وأشدّ، ومنها الهروب نحو المخدّرات ورفاق السوء!. إن «محاربة» الأسرة للأبناء، في وقتنا الحالي، المليء بالكثير من المغريات، وربما، «البدائل» عن الأهل، ومنها العلاقات الوهمية في مواقع التواصل الاجتماعي، أو أماكن الدراسة والعمل، هي معضلة خطيرة ينبغي الانتباه إليها والسعي لمعالجتها. ومن أبرز أسباب «العنف الأسري»: - الفهم السيئ للدين، وعدم الصبر والتحمّل والتدرج في معالجة الحالات السلبية. - البيئة السقيمة القائمة على تقليل دور الإناث والعناية بالذكور. - السياسات الخبيثة الساعية لتفكيك الأسرة، المجتمع. - الحروب ونتائجها التخريبية، ومنها الهجرة الداخلية والخارجية. - الثقافات العليلة، وقلّة الوعي بأهمّية الأسرة في بناء الإنسان. - اختلاف الثقافات والمفاهيم بين الأجيال السابقة والجديدة. - ضعف الميل نحو التعليم الهادف لبناء الإنسان والمجتمع وبالنتيجة الدولة. - سوء اختيار الزوجة، وحتى الزوج، والتي تُعدّ المرحلة الأخطر، وحينما نفشل نرمي الكرة بملعب «القسمة والنصيب»، بينما المطلوب شرعا، وعقلا البحث عن المرأة المناسبة، والزوج المناسب. - تعتبر الظروف المعاشية من أسباب «العنف الأسري»، وبالذات حينما يحاول بعض الأبناء «التغليس» على قدرات العائلة المالية، وبالتالي تنشأ حالة التنافر والتناحر، والتي ستقود بالنهاية لتنامي «العنف الأسري». - التطور المذهل في الاتصالات التي قربت البعيد وبعدت القريب، وخلقت مشاكل أسرية مركبة تقود للعنف. إن الحَلّ الأنجع لهذه الآفة، يبدأ من البيت، ومن الضروري أن تُحاول الأسرة، قدر الإمكان، نشر أجواء التآلف والمحبّة مع الأولاد، والعمل بموجب سياسة التعاون المشترك لمواجهة ظروف الحياة المختلفة. وجميع الحلول العائلية لا يمكن أن تُثمر إن لم تقم على الاحترام والتقدير والعرفان، وإلا فإن نكران الجميل من أشدّ وأخطر الوسائل التدميرية للأسرة. ولا ننسى دور المدارس والجامعات ومراكز البحث والكيانات الدينية في التحذير والتقليل من «العنف الأسري». ولخطورة «العنف الأسري» ولشدة آثاره المهلكة تعمل الدول «الملوّثة» على تجاهل آثاره المجتمعية، وتسعى لتوسيع انتشاره لأنه يقود إلى هشاشة الإنسان، وضعف التفكير، وإهمال الحاضر وضياع المستقبل، وبالمحصلة التغاضي عن سياساتها التخريبية!. يفترض بالدولة النقية أن تكون بديلا عن الأُسر السقيمة، وتكون هي الحامي للمواطنين في مراحل حياتهم الأولى حتى يصلوا لمراحل النضوج الفكري والعقلي. التصدع الأسري قنبلة موقوتة، ويفترض بالدول الحكيمة مواجهتها قبل أن تنفجر، وتدمّر الإنسان والمجتمع والدولة، وحينها لا ينفع العمل ولا الندم.

852

| 10 يناير 2024

فظائع الصهاينة وفلسطين «الشهيدة»!

قدرا وقع أمامي كتاب قديم جدا بلا سنة الطبع، ولكنه من الورق الأصفر العتيق، ويُقال بأنه مطبوع سنة 1938م، ومجهول المؤلف، وهو بعنوان (فلسطين الشهيدة)!، والكتاب عبارة عن سجل مُصوّر لبعض فظائع الصهاينة في فلسطين، للفترة من 1921 إلى 1938. ويُسلط الضوء على الثورات الفلسطينية، ويكشف عن أن الثورة الأولى وقعت في القدس بالعام 1920، ولكن لا توجد أي صور توثقها. وكانت الثورة الثانية بمدينة (حيفا) وما جاورها من المدن، وامتدت حتى طول كرم، ووقعت في بداية آذار/ مارس 1921، وارتكب اليهود خلالها الكثير من الفظائع، ومنها الاعتداء على النساء والأطفال، واستخدموا ماء الفضة لحرق الوجوه وتشويهها!. وقد وثقت حينها صورا لامرأة حرقوا وجهها ومواضع من جسدها بماء الفضة!. وقد اعتقل الإنجليز، وقتها، أربعين فلسطينيا، وسلموهم إلى اليهود بمستعمرة (ملبس) والذين بدورهم أجهزوا عليهم جميعا!. ومن بين الصور البشعة صورة لرجل عربي صَوّب اليهود إليه بندقية صيد فشوهوا وجهه وأحرقوا عينيه، وصور لجرحى فلسطينيين من الأطفال وكبار السن في المُسْتَشْفَيَيْن الفرنسي والإنجليزي بيافا. وقد أحرق اليهود العديد من منازل يافا، ومنها بيت (آل ساق الله)، وكان مجاورا لليهود فخربوه وحطموا ما فيه، ومزقوا القرآن الكريم. ويشير الكتاب إلى أن ثورة عامة كبرى وقعت في 23 آب/ أغسطس 1929 وشملت مدن القدس والخليل وصفد ويافا وحيفا، و(قضاء) غزة، هكذا كانت تسمى غزة حينها، وانطلقت بعد اعتداء اليهود على البراق الشريف والمسجد الأقصى. ومن الصور الموثقة للثورة بحيفا، في آب/ أغسطس 1929، صورة (أم الرفاعي) المرأة التي جَرحها الجيش الإنجليزي، وسهيلة بنت الحاج علي المجدلاوي، وجُرحت برصاص اليهود، وطفل جريح برجليه وحاجبه، وهنالك صور أخرى لمجموعة من الجرحى بحيفا أيضا. ويؤكد الكتاب أن من أوائل شهداء المشانق الشهيد «فؤاد حجازي» من «صفد»، والشهيد «محمد جمجوم» من الخليل، وقد أُعدما في سجن عكا يوم 17 حزيران/ يونيو 1930. وعادت المظاهرات في القدس يوم الجمعة 13 تشرين الأول/ أكتوبر 1933، وبعدها بأسبوعين انطلقت مظاهرات أخرى في يافا، وقُدِّرت أعداد المتظاهرين بعشرات الآلاف. وقد داست خيول الشرطة الإنجليزية (البوليس) المتظاهرين، قبل أن يهاجمهم المتظاهرون بالحجارة، مما دفع الشرطة للهروب من مكان المظاهرة بيافا. وحدثت ثورة كبرى جديدة في 19 نيسان/ أبريل 1936، وامتدت، وبشدة، حتى ساعة توثيق الكتاب في تشرين الأول/ أكتوبر 1938. وكان من أبرز فظائع اليهود تدمير المدن والقرى والجوامع والمصانع ونسفها بالديناميت، وبالذات في يافا القديمة، ووصلت جرائم التفجير لمنازل وجوامع وأسواق مدينة جنين، وقرى كوكب أبو الهيجا، وباقة الغربية، وشعب، والزيب، وقولية (قولة)، وقرية البصة، التي دُمّرت بالمدافع وغيرها من القرى. وتضمنت عمليات التفتيش الصهيونية جرائم إعدام للفلسطينيين وقتل مواشيهم، أو مصادرتها، وسرقة الحلي والنقود والأشياء الثمينة، وحولوا القرى إلى سجون مفتوحة، فضلا عن استخدام الرجال في أعمال السخرة لفتح الطرق وغيرها. وغالبية المشاهد الإرهابية بقرية (إجزم) بجوار حيفا، وثقتها بالصورة والتعليق سيدة إنجليزية نبيلة تدعى (مس نيوتن) بعد زيارتها للقرية المنكوبة. وآخر الفظائع تمثلت بتشكيل محاكم عسكرية حكمت بالإعدام على كل من يملك قطعة سلاح أو ذخيرة، وقد حكمت على 65 عربيا، ونفذت فيهم تلك الأحكام الباطلة، وهكذا يبدو أن الفظائع الصهيونية مستمرة منذ أكثر من مائة سنة، وهي تتجلى اليوم عبر وحشيتهم الإرهابية في غزة. التاريخ الصهيوني، بالأمس واليوم، مليء بالجرائم والفظائع والوحشية، وبالمقابل فإن التاريخ الفلسطيني، بالأمس واليوم، مليء بالبطولة والتضحيات والصمود.

1008

| 30 ديسمبر 2023

«إسرائيل» وحركة «كاخ» الإجرامية!

أثبتت التجارب والقسوة والهمجية الصهيونية في فلسطين المحتلة أن حكومات «إسرائيل» المتعاقبة تحاول تطبيق مبادئ حركة «كاخ» الصهيونية المليئة بالدم والكراهية والإرهاب. وحركة «كاخ» (Kach Movement)، وفقا لموسوعة السياسة، حركة سياسية صهيونية أسسها الحاخام «مائير كاهانا» في تشرين الثاني/ نوفمبر 1972. و»كاخ»، «Kach» كلمة عبرية معناها «هكذا»، أو «هذا هو الطريق»، وفيها إشارة إلى أن القوة الترهيبية هي الأسلوب الوحيد، الذي يُفترض استعماله مع المواطنين العرب داخل الأراضي المحتلة خلال عامي 1948، 1967 لحَملهم على الهجرة للخارج. واستخدمت «إسرائيل» هذه المبادئ «الفَتّاكة» في جميع حروبها وبعموم الأراضي الفلسطينية، وليس فقط بالمدن المحتلة، وهي اليوم تنفذها بوحشية أكبر وأشد في عدوانها الشرس بغزة. وهذه الوحشية صارت جزءا من النظام المدني والعسكري الرسمي «للكيان الصهيوني». وقد بلغت كراهية «إسرائيل» للعرب بإنتاجها لمسلسل «كراهية حتى الموت» الوثائقي، للمخرج الصهيوني «ران كحليلي»، ويقع بثلاث حلقات، وعرض في أيلول/ سبتمبر 2019 على القناة الثامنة «الإسرائيلية». ولا ننسى هنا المناهج المدرسية الصهيونية التي تُدرب الأطفال على السلاح، وتُعلمهم، وعموم الطلبة، كراهية العرب. وهمجية «إسرائيل» برزت بغزة عبر استهدافها للمدنيين وقتلها لما يقرب من 20 ألف مدني، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وجرحها لأكثر من 60 ألف مدني، وتهجيرها لمليون 800 ألف غزي. وذكر المرصد الأورومتوسطي الحقوقي أن «إسرائيل» انتهكت، وبلا هوادة، الاتفاقية الدولية لمنع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية في غزة. وهذه القسوة الصهيونية لم تكن مع الفلسطينيين فقط، بل كانت حتى مع أسراهم لدى المقاومة بغزة، حيث اعترف رئيس أركان جيش الاحتلال «الإسرائيلي» هرتسي هاليفي، السبت 16/12/2023، بأنه يتحمل مسؤولية الحادث الذي قَتل فيه الجيش «الإسرائيلي» «بالخطأ» ثلاثة أسرى لدى المقاومة في حي الشجاعية بغزة. ويبدو أنهم قتلوا الأسرى بعد رفعهم الرايات البيضاء، ومحاولتهم الاستعانة بجيش الاحتلال بدليل تأكيد هاليفي، بأنه «يمنع إطلاق النار على من يرفع الراية البيضاء، لكن إطلاق النار على المختطفين حدث تحت ظروف ضاغطة». وبهذا فإن «إسرائيل» استخدمت مبادئ حركة «كاخ» الدموية حتى مع أسراها، وهذا يؤكد ربكة جنودها بالميدان، وربما، أرادت، أيضا، حَرق أوراق الضغط التي تمتلكها المقاومة، وزرع اليأس لدى عوائل الأسرى الصهاينة، وإنهاء الضغوطات الداخلية على حكومة بنيامين نتنياهو. وحشية «إسرائيل» التي تُنقل مشاهدها المرعبة أولا بأول عبر وسائل الإعلام، انقلبت على حكومتها داخليا وخارجيا، ولهذا وجدنا أن الإعلام الصهيوني قد فهم الحقيقة، وصار يؤكد أن «إسقاط حكم حماس وَهْم»، وأن» 83% من منشورات الإنترنت، المتعلقة بالحرب، ضد «إسرائيل». وأظهر استطلاع لجامعة «هارفارد»، وشركة «هاريس بول» للاستطلاعات يوم 17/12/2023، أن 51% من الأمريكيين يعتقدون بأن الحل الطويل المدى للصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو «إنهاء إسرائيل، وتسليمها للفلسطينيين». والمثير للسخرية أن «شمعون ريكلين» مقدم البرامج على قناة 14 الإسرائيلية، قال الاثنين 18/12/2023، «أنا مع الجرائم ضد الإنسانية، ولا أنام جيدا دون رؤية مبان مُهدمة بغزة». فإلى أي درجة وصلت الكراهية للفلسطينيين بالمجتمع الصهيوني؟ ورغم الوحشية «الإسرائيلية» التي بلغت، وفقا لمسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي «جوزيب بوريل»، لدرجة أن «دمار غزة يفوق ما تعرضت له المدن الألمانية في الحرب العالمية الثانية» إلا أن المقاومة الفلسطينية صامدة، وتُناور بمعاركها مع الصهاينة. حقيقة يصعب حصر الضغوطات التي يتعرض لها عموم الكيان الصهيوني منذ «طوفان الأقصى» وحتى الساعة. وحشية «إسرائيل» صارت حقيقة ملموسة للقاصي والداني، وهذه السمعة المُشينة للصهاينة تؤكدها مشاهد الدم والهدم والخراب في غزة وعموم الأراضي المحتلة.

813

| 23 ديسمبر 2023

فشل «الحرب النفسية» الصهيونية في غزة!

تُعرَّف «الحرب النفسية» وفقا للقاموس السياسي بأنها استخدام الأنشطة الباعثة للخوف والقلق لدى الأشخاص الذين تُريد التأثير عليهم دون الإضرار بهم جسديًا. والحرب النفسية من الأدوات الضاربة للخصوم في الحروب والتجارة وغالبية ميادين الحياة، ويمكن القول بأن الحروب النفسية تطوّرت مع تطوّر الحياة الإنسانية على الكوكب، وليس كما تذكر «الموسوعة السياسية» بأن الكولونيل الألماني (بلاو)، أول من أسس للحرب النفسية، بكتاب «Propaganda ale wathe» الصادر بالعام 1930م! والتحديد لتاريخ المصطلح غريب جدا، وربما قصدوا بداية استخدام مصطلح «الحرب النفسية» بدأ بهذا التاريخ، ولكن، تاريخيا ولغويا هنالك مصطلحات مرادفة «للحرب النفسية» استُخدمت منذ مئات السنين ومنها الاحتيال، والتواطؤ، والحِيلَة، والخَدِيعَة، والخيانة، والخِدَاع، والدسِيسَة، والغِشّ، والكَيْد، والمَكِيدَة، والمَكْر، والمُؤَامَرَة، والنفَاق، وغيرها، وهذه المفردات قديمة، واستُخدمت للتعبير عن خداع الآخرين، والنيل منهم، في إطار الحروب النفسية والتنافسية والميدانية. ومنذ «طوفان الأقصى»، يوم 7/10/2023، يسعى الإعلام الصهيوني لبثّ «الربكة» بين المقاومين عبر الأخبار المُزيّفة والسلبية بعد أن أدهشه صمود المقاومة الغزاوية! واستخدمت «إسرائيل» الوسائل المباشرة وغير المباشرة «لزعزعة» صفوف الفلسطينيين وترهيبهم، وألقت طائراتها عشرات آلاف المنشورات التي تدعو للاستسلام، والهروب، وحاولت خداعهم بمنشورات: «لأجل عائلتك سَلِّم نفسك»، و»يجب إخلاء ملاجئ غزة العامة والمعروفة»، وغيرها من المنشورات الهادفة لتخويفهم! وَجَنّدت «إسرائيل» آلاف الصهاينة والمُتَصَهينين في القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي للردّ على المقاومة ومناصريها والسعي للنيل منهم، وتَهوين عملهم، ولكن جميع محاولاتهم الشريرة باءت بالفشل بعد انكشاف همجية وفاشية «إسرائيل» بقتلها لعشرات آلاف المدنيين والأطفال! وقد حاولت «إسرائيل» نشر العديد من الأخبار المُضَلِّلة داخل فلسطين وخارجها، ومنها كذبة إعدام الأطفال، والاغتصاب، وسوء معاملة الأسرى، وغيرها من الأخبار المفبركة، ولكن أفعال المقاومة أجهضت هذه الدعايات الخبيثة! ولهذا أوضح «عزت الرشق» عضو حركة «حماس»، يوم 10 كانون الأول/ ديسمبر 2023 أن «ادّعاءات الاحتلال بأن المدنيين العُزّل الذين احتجزهم، ووضع بجانبهم أسلحة بأنهم من كتائب القسام «هي ادّعاءات كاذبة». ومن أبرز الأكاذيب الصهيونية تكرار أنباء «مقتل أبو عبيدة» الناطق باسم القسام، والذي ظَهَرَ الأحد 10/12/2023، وأكد بأن المقاومة دمّرت أكثر من 180 آلية عسكرية منذ انتهاء الهدنة، والعدو «لا يزال يتلقى منا الضربات، والقادم أعظم»! ولهذا فإن المئات من الضباط والعاملين بأجهزة الموساد والشاباك «الإسرائيلية» هُمْ في مأزق إعلامي وقانوني كبير بعد أن أثبتت المقاومة أنها تنشر الأخبار الدقيقة، ولا تسعى للحروب النفسية القائمة على الكذب والخداع. وتسعى «إسرائيل» من حربها النفسية لتحقيق جملة أهداف، ومنها: - بثّ الوهن في صفوف المقاومة، وأهالي غزة. - زرع الأمل في صفوف الجيش الصهيوني، وخصوصا بعد خسائره الكبيرة على تخوم غزة، وداخل المستوطنات. - السعي لقطع حالة التكاتف الشعبي والعالمي مع المقاومة. - خداع الداخل الصهيوني المربك والغاضب من الحرب، وبالذات عوائل الأسرى الذين لا يُعرف مصيرهم بعد أن قتلت الطائرات الصهيونية العشرات منهم داخل غزة. وجميع هذه الأهداف فشلت الآلة الإعلامية «الإسرائيلية» في تحقيقها، وكَشَفت الحقائق، حتى من القنوات التلفزيونية والصحف «الإسرائيلية» والأجنبية الموالية لها، أن «إسرائيل» تورطت بالمستنقع الغزّاويّ! وآخر الأدلة ما كتبته صحيفة ذي إيكونيميست البريطانية، الاثنين 11/12/2023 بأن «إسرائيل» تحاول «اختلاق صورة نصر بغزة.. ونجاحها مستبعد»! والمظاهرات الغربية المؤيدة لغزة من أبرز أدلة فشل الحرب النفسية «الإسرائيلية»! لقد أثبتت المقاومة الفلسطينية انتصارها في الميادين العسكرية والإعلامية والنفسية، وأن الكيان يلعق جراحه وأن هزيمته قاب قوسين أو أدنى!

1215

| 16 ديسمبر 2023

«طوفان الأقصى» ونهاية نتنياهو!

أكد بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة «الإسرائيلية»، مرارا، بأن الهدف من الهجوم البرّي والجوّي على غزة هو لقتل قادة حماس وتحرير الأسرى، ولكن يبدو أن أهدافه ذهبت أدراج الرياح! وسبق لنتنياهو أن واجه حراكا شعبيا، أو «ربيعا إسرائيليا»، احتجاجا على التعديلات القضائية لحكومته، وجاءت معركة «طوفان الأقصى» لتُوقف تلك الاحتجاجات التي استمرت لأكثر من (40) أسبوعا في عدّة مدن صهيونية وبمشاركة عشرات الآلاف. وبعد «الطوفان» صار نتنياهو أمام ضغوطات داخلية حادّة، وبالذات بعد الفشل العسكري والاستخباري الذي دفعت «إسرائيل» ثمنه بأكثر من (1550) قتيلا وآلاف الجرحى والمرضى النفسيين! والجانب الضاغط الأبرز على نتنياهو تمثّل بالأسرى الصهاينة لدى المقاومة الغزاوية، وَهُم عُرضة للقتل كون الضربات الصهيونية لا تُميز بين مكان وآخر، وسبق للمتحدث باسم كتائب القسام «أبو عبيدة» أن ذَكَر يوم 26/10/2023، أن نحو 50 أسيرا لديها قتلوا جراء الغارات الصهيونية! واليوم لا يُمكن ضمان «سلامة» بقية الأسرى نتيجة الضربات الوحشية على غزة! وبعد الهدنة عادت «إسرائيل» لتُنَفّذ ضرباتها بهمجية منقطعة النظير، ولكنها تفاجأت بأن ضرباتها دَفَعت أهالي الأسرى الصهاينة للخروج بمظاهرات حاشدة، ورفعوا لافتات كُتب عليها: «نحن نموت بسبب سياسة نتنياهو.. اخرج من حياتنا»! وقال رئيس حزب «إسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان، الثلاثاء الماضي: «يجب منع نتنياهو، المصاب بجنون العظمة، من قيادة الحرب»! وعقب الهدنة أطلقت المقاومة، السبت الماضي، نحو (174) صاروخا، وهو العدد الأكبر منذ بدء الحرب، والمفاجئة أنها أُطلقت من شمالي غزة، الذي تدعي «إسرائيل» سيطرتها عليه! وفي ذات اليوم أعلن نتنياهو مقتل قائد اللواء الجنوبي لفرقة غزة العقيد إساف حمامي! وقبله قُتِلَ العديد من كبار الضباط بينهم العقيد روي ليفي قائد الوحدة متعددة الأبعاد، والعقيد جوناثان شتاينبرغ قائد لواء ناحال، وغيرهما. فهل ستُنْهي معركة «طوفان الأقصى» وتداعياتها نتنياهو وحكومته؟ لا شكّ أن «إسرائيل» تُنفّذ منذ أكثر من شهرين ضربات عشوائية ضد المدنيين العزل، ولكن خططها أُجهضت بقدرات المقاومة، وحاليا هنالك انسحاب ٧٠ بالمائة من القوات «الإسرائيلية» خارج شمال غزة لفشل عملياتها! وهذه جميعها عوامل قاتلة لنتنياهو! ويحاول نتنياهو الهروب للأمام وترك الهدنة، ولهذا سَحَبَ فريق الموساد المفاوض من الدوحة، لأنه يرى فيها بداية النهاية لحكومته! وهجمات غزة الحالية تؤكد بأن نتنياهو بموقف محرج، ويحاول الهروب للجحيم عبر تحقيق «نصر وَهمي» وبمجازر تسحق الأطفال والنساء، والحصيلة، حتى الساعة، قتله لأكثر من (18) ألف مدني، وآخرها مجزرة حي الشجاعية، الأحد الماضي، بتدمير خمسين عمارة سكنية فوق رؤوس ساكنيها! وحقيقة لا يمكن للنيران الصهيونية أن تَحسم حرب غزة، ولهذا حَذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون «إسرائيل» من أن هدفها المعلن بالقضاء بالكامل على حماس قد يَجرّ لحرب تمتدّ لعشر سنوات! وكذلك قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، الاثنين الماضي، لا يُمكن «لإسرائيل» كسب الحرب بقتل المدنيين! وتؤكد المعارضة «الإسرائيلية» بأن نتنياهو لن يستمر في الحكم بعد الحرب! ودعا زعيم المعارضة الصهيونية يائير لابيد، الاثنين الماضي، نتنياهو إلى «الاستقالة بعد فقده ثقة الجهاز الأمني والشعب منذ أحداث 7 أكتوبر». وتأكيدا لتفاقم الأزمات الداخلية أمر نتنياهو، الثلاثاء الماضي، حراسه بتفتيش رئيس أركان جيشه، هرتسي هليفي، قُبيل اجتماع «مجلس الحرب» بحثا عن «جهاز تسجيل»! وآخر أدلة المأزق الميداني والسياسي «الإسرائيلي» التهديد بتصفية قادة حماس في قطر وتركيا وغيرهما! المؤشرات الميدانية والسياسية، الداخلية والخارجية، تؤكد أن نتنياهو في مراحله النهائية، وأن هزيمته بالملعب السياسي «الإسرائيلي» من أهم ثمار «طوفان الأقصى»!

990

| 09 ديسمبر 2023

الغرب والصراع العربي «الإسرائيلي»!

سبق للفيلسوف «نعوم تشومسكي» أن قال أثناء ردّه على سؤال حول أسباب تجاهل العالم لقضية فلسطين: بأن العالم الذي نعيش به يمنحك حقوقاً بمقدار قوتك ونفوذك وأموالك، والفلسطينيون لا يمتلكون ذلك!. ويبدو أن المقاومة الفلسطينية أرادت أن تؤكد للجميع أن قوتها كافية للفت اهتمام المجتمع الدولي لقضيتها العادلة، ومعلوم أن مواقف غالبية القارة الأوروبية قبل «طوفان الأقصى» كانت تساند «إسرائيل» وتتحدث بدبلوماسية مثالية بخصوص بفلسطين. وبعد «الطوفان» تغيرت المواقف الرسمية الأوروبية تدريجيا، نتيجة التعاطف الإنساني الواضح للشارع الأوروبي مع الغزيين، ورفضهم للوحشية «الإسرائيلية». ورغم الضغوطات والتهديدات المنافية للديمقراطية الغربية تابعنا مئات الفعاليات والمظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غزة، والرافضة للدعم الأوروبي «لإسرائيل». وعَمّت المظاهرات غالبية الدول الأوروبية وأبرزها في هولندا، وبريطانيا والنمسا، وألمانيا وإسبانيا والسويد والدنمارك وغيرها، وقد رفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية، وحملوا نُعُوشا ترمز لشهداء غزة، وصورا توثق الوحشية «الإسرائيلية». وقد تراجعت بعض الدول الأوروبية عن مواقفها الرسمية المؤيدة «لإسرائيل» والمعارضة للمظاهرات والحقوق الفلسطينية، ولهذا وجدنا أن الكاتب البريطاني «رو كيبريك» اقترح، يوم 24/11/2023، في الغارديان البريطانية: «أن يقود جو بايدن اعتراف واشنطن والدول الكبرى بدولة فلسطينية، كجزء من عملية دبلوماسية شاملة». وهنالك اليوم أكثر من 140 دولة تعترف بدولة فلسطين، بينها الدول العربية وروسيا والصين وتركيا وبولندا، وهنالك عشرات الدول التي لا تعترف بفلسطين وأبرزها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي. وحصلت فلسطين على صفة «دولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة» في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر 2012 بتأييد أغلبية 138 دولة، وامتناع 41 دولة عن التصويت. ويبدو أنه، ومع تغير معادلة الصراع العربي «الإسرائيلي» بعد «الطوفان»، وجدت أوروبا نفسها بمواقف حرجة وحساسة، وربما ستعيد حساباتها وتعترف، مرغمة، بدولة فلسطين. وتابعنا المؤتمر الصحفي المشترك بمعبر رفح، 24/11/2023، لرئيسي وزراء إسبانيا وبلجيكا حيث أكدا ضرورة «الاعتراف بدولة فلسطين»! وتتوالى هذه الأيام رَدّات الفعل الغربية المعارضة لهمجية «إسرائيل»، ومن ذلك تصريح عالم السياسة الفرنسي «أوليفييه روا»، يوم 24/11/2023، أن «إسرائيل تعيش جهلا مقدسا». بينما قال وزير خارجية فنزويلا: «إسرائيل تقوم بالتطهير العرقي بغزة». فيما قررت بلدية برشلونة الإسبانية قطع علاقاتها المؤسساتية مع «إسرائيل»، وتوج الموقف الإسباني بحسب سفيرهم من «إسرائيل». وبحسب صحيفة «لو فيغارو»، أعرب نحو 10 دبلوماسيين فرنسيين، يوم 15/11/2023، عن أسفهم لموقف باريس المناصر «لإسرائيل». وحذر وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، السبت الماضي، «إسرائيل» من أنها «لن تعيش في أمان ما لم يكن هناك أمن واستقرار طويل الأمد للفلسطينيين». وبناء على هذه الحقائق قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة شيكاغو البروفيسور جون ميرشايمر، وفقا لدراسة أجراها مركز أبحاث «إسرائيلي»، بأنه في الأيام الستة الأولى للطوفان، (7 - 13 تشرين الأول/ أكتوبر) كان 69% من الرأي العام العالمي مؤيدا للفلسطينيين، و31% مؤيدا لإسرائيل، ولكن بعد 13 تشرين الأول/ أكتوبر، فإن 95% من الرأي العالمي مؤيد للفلسطينيين، و5% فقط مؤيد «لإسرائيل». وهذا جوهر النصر العسكري والإنساني للمقاومة، ولهذا قال مايكل كلارك الأكاديمي البريطاني المتخصص بدراسات الدفاع، الاثنين الماضي: «لقد فقدت إسرائيل السيطرة على مسار الحرب بعد 51 يوماً». إن ثمار نصر «طوفان الأقصى» لم يتوقف عند الحدود الميدانية لغزة، وصفقة تبادل الأسرى، بل وصلت للميادين الدبلوماسية والسياسية في عموم العالم، وخصوصا بالقارة الأوروبية «المساندة» «لإسرائيل». صدقا لقد قلبت «طوفان الأقصى» معادلة الصراع العربي «الإسرائيلي»، وهذه بداية النصر الحاسم، وعودة حقوق الفلسطينيين من المغتصبين.

852

| 02 ديسمبر 2023

المغامرون لأجل الحقيقة في غزة!

نقلت بعض الوكالات مقطعا مصوّرا، ليلة الإثنين 20/11/2023، لنقل جثمان أحد شهداء غزة للمستشفى فوق سيارة حوضية لنقل الماء! وعند مدخل الطوارئ قال أحدهم للمصوّر: لمَنْ تُصوّر؟ وهل هناك أحد يَهْتَمّ لأمرنا؟ وهذه رسالة غزاوية مؤلمة للعالم الذي يُتابع القتل والتهجير والخراب «الإسرائيلي» عبر شاشات التلفاز، وشبكة الإنترنت، بفضل جهود المغامرين من الصحفيين والناشطين، ومع ذلك فالعالم يتفرج، ولا يتحرك لإنقاذهم! والصحافة ليست مهنة شهرة وعلاقات على حساب الوطن والناس، بل عين الوطن والمواطن، والأداة الفاعلة لنصرة الإنسان، بعيدا عن الخنوع والمتاجرة بالقضايا العادلة المرتبطة بالوطن والناس! وتعتبر الشجاعة والجرأة والتحمل في مقدمة الصفات الواجب توفرها بالفرق الإعلامية في أرض المعركة، وكذلك الدقة والحيادية في نقل الوقائع للعالم وسط الركام والحطام، وتحت براكين الصواريخ، وهدير الطائرات! والرسالة الإعلامية تُعَرِّض صاحبها لأكبر الصعاب والمخاطر، التي قد تنتهي بالتغييب في السجون والاغتيال والموت! ولعب الإعلام الميداني دورا حيويا وبارزا في نقل إرهاب «إسرائيل» للعالم، ويمكن القول إن الإعلام كان القوة الموازية للبندقية الفلسطينية في مواجهتها لهمجية «إسرائيل»! ودفعت الأسرة الصحفية عشرات الشهداء والجرحى في معركة «طوفان الأقصى»، وكأنّ «إسرائيل» تتعمّد استهداف الصحفيين لأنهم العين الناقلة والكاشفة لجرائمها البشعة المستمرة في غزة بحق المدنيين والمرضى! وتقطع «إسرائيل»، باستمرار، الاتصالات والمواصلات عن الكوادر الإعلامية حتى تكون جرائمها بعيدة عن الرأي العام، لكن، ومع كل المضايقات، نجحت وسائل الإعلام في نقل الحقيقة وبيان همجية «إسرائيل»! وقد سعت بعض القنوات العالمية لكشف الحقيقة للعالم، وهذا الدور يُلجم الأصوات المشككة بالإعلام الفلسطيني والعربي، وبهذا فقد ساهمت تلك القنوات في كشف وجه «إسرائيل» الحقيقي للعالم! وهنالك بأرض غزة اليوم أكثر من ألف صحفي ومصور من جنسيات مختلفة يعملون تحت النيران، وهم عرضة للقتل في أي لحظة، وربما، لا قدر الله، يقتلون على الهواء مباشرة! ولغاية يوم 21/11/2023 قتلت إسرائيل (62) صحفيا، وذلك لتخوفها من التصوير المباشر لجرائمها، وبالذات من القنوات العربية والغربية التي أوقفت غالبية برامجها وانشغلت بنقل جميع أخبار غزة، وعلى مدار الساعة! وتحاول «إسرائيل» إخلاء مسؤوليتها عن سلامة الصحفيين، وأكدت بعد الطوفان بأنه: «لا يمكن ضمان سلامة الصحفيين»! وهذه التصريحات «الإسرائيلية» لا يمكن معها إخلاء مسؤوليتها القانونية والأخلاقية لاستهدافها المتعمد والدقيق للصحفيين والطواقم المرافقة لهم! فمَنْ الذي يُطلق النيران، أليست هي قوات الاحتلال التي لا تفرق في ضرباتها بين خطوط المواجهات، والمناطق السكنية، والمستشفيات، ودور العبادة، والفرق الصحفية؟ واستهداف عائلة الزميل وائل الدحدوح مدير مكتب قناة الجزيرة بغزة لم يكن عبثيا، بل كانت رسالة دموية لإسكات الدحدوح وقناة الجزيرة المستمرة بنقلها للأحداث لحظة بلحظة، وعلى مدار الساعة! وقد دفع بعض الصحفيين ضريبة مواقفهم الإنسانية لعدم تناول القنوات والصحف التي يعملون معها لأحداث غزة بحيادية وموضوعية، وقد طردوا من وظائفهم أو استقالوا بسبب مواقفهم النبيلة، وهذا قمة الموقف الصحفي المهني الأصيل! لقد ساهمت الصحافة في تحقيق النصر الذي توج بإرغام إسرائيل على توقيع الهدنة الإنسانية، الخميس الماضي، لسحب قواتها المتورطة في أوحال غزة! وقبل الهدنة بساعات ذكرت صحيفة بوليتيكو الأمريكية، بأن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن «قلقة من احتمال وصول الكثير من الصحفيين إلى غزة عقب الهدنة الإنسانية، ما سيساهم في الكشف عن المزيد من الوحشية الإسرائيلية المرتكبة هناك»! هم يعلمون بأن الصحافة عين الناس في العالم، فهل ستحاول «إسرائيل» القضاء على جميع الصحفيين بأرض غزة للتغطية على جرائمها؟

1005

| 25 نوفمبر 2023

هذه أدلة انتصار غزة!

تُواصل وسائل الإعلام العربية والأجنبية، ومنذ أربعين يوما وعلى مدار الساعة، نقل بشاعة الإجرام «الإسرائيلي» بحق المدنيين العزل في غزة!. ورغم هول الضربات الصهيونية والتضحيات البشرية الفلسطينية فإن «إسرائيل» هُزِمَت وخسرت الحرب رغم قدراتها العسكرية الهائلة، والمواقف الغربية والأمريكية المساندة لها!. وسنثبت حقيقة نصر المقاومة ببعض الأدلة الوفيرة، ومنها: - الجانب العسكري: في حرب 2008 – 2009 صرحت «إسرائيل» بمقتل 14 جنديا! وفي عام 2012 أقرت بمقتل جنديين، وإصابة 20 آخرين، وفي عام 2014 اعترفت بمقتل (72) عسكريا، وجرح 720 آخرين. وكانت معركة «طوفان الأقصى»، في 7/10/2023، قاصمة الظهر «لإسرائيل» حيث فقدت أكثر من 1400 قتيل بيوم واحد، وبعد شهر وصل مجموع قتلاها لأكثر من 1550 قتيلا، وآلاف الجرحى!. وميدانيا فشلت «إسرائيل» بمحاولات اقتحامها لغزة، نتيجة القدرات الدفاعية والهجومية المُميَزة للمقاومة، وأعلن «أبو عبيدة» المتحدث باسم «القسام»، الأربعاء 8/11/2023، تدمير (136) آلية عسكرية «إسرائيلية». هذا فضلا عن هزيمة «إسرائيل» استخباريا وأمنيا. - الجانب السياسي: وَقَعَت «إسرائيل» في مطبات سياسية كبيرة، أحرجت حكومتها، والدول المتعاطفة معها، وفي مقدمتهم واشنطن ولندن. ورغم استخدام «الفيتو الأمريكي» بمجلس الأمن لمنع إدانة استهداف «إسرائيل» للمدنيين إلا أن غالبية الدول استنكرت الإجرام الصهيوني. - الجانب الإنساني: أثبتت المقاومة إنسانيتها بدرجات متقدمة قياسا بوحشية «إسرائيل». وطالبت أسيرة «إسرائيلية» في غزة، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بإطلاق سراحها وبقية المحتجزين مقابل الحرية لجميع الأسرى الفلسطينيين، إلا أن حكومة «إسرائيل» تجاهلت تلك المناشدات. وأسرت المقاومة بمعركة «الطوفان» نحو 242 «إسرائيليا»، وبعدها بأربعة أيام أخلت سبيل سيدة «إسرائيلية» وطفليها تأكيدا لسموها الإنساني، وبالمقابل فإن «إسرائيل» قتلت ستة آلاف طفل فلسطيني، واستهدفت (135) مؤسسة صحية، وتستمر، أيضا، بحصارها الخانق على القطاع، وقتلها البطيء والمُتَعَمَّد لمرضى مستشفى الشفاء. - الجانب التاريخي والمعنوي: سيُسجل التاريخ أن بضع مئات من المقاومة الفلسطينية هزموا الجيش «الإسرائيلي»، المُصنف ضمن الجيوش الكبرى عالميا، وهذه نقطة الانهيار الكبرى لمعنويات جيش «إسرائيل» وسكانها. - الجانب الاقتصادي: تكبدت «إسرائيل»، بمعركتها الحالية خسائر اقتصادية فادحة. وبعد شهر من «الطوفان» ذكرت صحيفة «كالكاليست الاقتصادية الإسرائيلية»، وفقا لوزارة المالية أن تكلفة الحرب ستصل إلى (51) مليار دولار، بالإضافة إلى الشلل التام بعموم «إسرائيل» وعزلتها التجارية والإنتاجية والسياحية وغيرها. - الجانب القانوني: رغم محاولات «إسرائيل»، المستمرة أن تكون فوق القانون الدولي إلا أن موقفها القانوني هزيل جدا لانتهاكها العديد من المواثيق المتعلقة بالمدنيين والأسرى، وهنالك، حاليا، تحرك من (300) شخصية وكيان حقوقي وإنساني دولي لتقديم شكوى ضدها بالمحكمة الدولية. -الجانب الأخلاقي: كشفت معركة «الطوفان» حقيقة «إسرائيل» ووحشية غالبية دول الغرب تجاه العرب والفلسطينيين، وأظهرت، كذلك، الأخلاق الحقيقية «الهزيلة» للصهاينة والدول التي تتغنى، كذبا، بالديمقراطية وحرية الإنسان. وليلة الاثنين، 13/11/2023، أطلقت «إسرائيل» سراح عدد من أسرى «سجن عوفر»، بعد قضاء محكوميتهم، وهم عُراة تماما، دون مراعاة لأي قانون إنساني وأخلاقي. - الجانب الإعلامي: أثبتت المقاومة أنها أكثر مصداقية من «إسرائيل» في نقلها للمعارك والانتهاكات، بينما حرصت «إسرائيل» على تزوير الحقائق وتضليل الرأي العام. جميع الأدلة المتقدمة وغيرها تؤكد أن «إسرائيل» هُزمت في معركة غزة، وأن المقاومة أحْرَجت قادة «إسرائيل»، الذين لم يستفيقوا، حتى الساعة، من هول «طوفان الأقصى». نَصْر غزة الكبير تَمثّل بالصبر المذهل للفلسطينيين، وثقتهم بالمقاومة، واستعدادهم للموت والتضحية رغم الإرهاب الصهيوني. لقد انتصرت غزة بالثبات، والبطولة، وأخلاق الفرسان، وحَيّر أهلها الأعداء، وأدخلوا البهجة في قلوب الأحرار بنصرهم وثباتهم.

1779

| 18 نوفمبر 2023

غزة والقنابل الذرية والمعادن السامة!

يوما بعد يوم يُثبت زعماء «إسرائيل» للعالم بأنهم يُحاربون الحياة والإنسان في غزة، وأنهم مستعدون لمحو القطاع والجلوس على أطلاله لتغذية سمومهم وأحقادهم الدفينة على العرب والفلسطينيين. وهذه الأحقاد لم تَعُد تُتداول في الغرف المظلمة وخلف الستار بل وصلت لوسائل الإعلام المتنوعة، وللقاصي والداني في كوكبنا «المخيف»! وتعبيرا عن هذا الحقد الدفين نقلت صحيفة «إسرائيل اليوم»، الأحد الماضي، عن وزير التراث «الإسرائيلي» عميحاي الياهو قوله، ردا على سؤال في مقابلة لراديو «كول بيراما» المحلي، عما إذا كان ينبغي إسقاط قنبلة ذرية على غزة: «هذا أحد الاحتمالات»، ونحتاج لإخراج أهالي غزة من القطاع.. يمكنهم الذهاب لإيرلندا أو الصحاري»! وحينما يقول الوزير « هذا أحد الاحتمالات» فهذا دليل قاطع على أن حكومة بنيامين نتنياهو قد دَرَسَت هذا الاحتمال من بين عدة احتمالات خلال اجتماعاتها بعد هجمات (طوفان الأقصى) بدليل أن أحد وزراء الكابينة الحكومية هو الذي كشف هذه المعلومات الخطيرة! وهذا التصريح الخطير دفع نتنياهو لإيقاف عمل الوزير ضمن اجتماعات الحكومة لتقليل النقمة على حكومته! ورغم إيقاف عمل الوزير إلا أن وزير الأمن القومي «الإسرائيلي» إيتمار بن غفير، وزعيم الحزب المتطرف ورفيق إلياهو قال: «اتصلت بالوزير إلياهو وأوضح أن كلامه جاء على سبيل الاستعارة»! ومع ذلك لم يستنكر «بن غفير» تصريحات «رفيقه» الإرهابية! ما قاله الوزير المتطرف هو الحقيقة القديمة الجديدة، والمَعْمُول بها منذ سنوات، ومُؤكدة بموجب عشرات الأدلة العلمية، ومنها تصريحات العالم النووي كريس باسبي، ببرنامج «بلا حدود» للزميل «أحمد منصور» على قناة الجزيرة الفضائية يوم 29/07/2009، والذي أكد، وبعد تحليل علمي لعَيّنات من القطاع، بأن «إسرائيل» تقصف غزة بقنابل اليورانيوم المستخدم بصناعة القنابل النووية منذ حرب العام 2009! وسبق لأكاديميين من جامعات أوروبية أن فحصوا، في مايو/ أيار 2010، عَيّنات أُخذت من جرحى فلسطينيين أُصيبوا خلال الهجوم الصهيوني على غزة خلال العامين 2006 و2009 واكتشفوا «وجود بقايا لمعادن سامة ومسرطنة في أنسجة جروح المصابين ومنها الزئبق، اليورانيوم، الكروم، الكادميوم وغيرها»! ومع ذلك استمرت «إسرائيل» باستخدام أسلحتها المُحرّمة! وبالخطأ نشر حساب سلاح الجوّ «الإسرائيلي»، الاثنين 06/11/2023، صورة لطائرة أباتشي «إسرائيلية» تحمل سلاحا حراريا ثم حذفها فورا، والذخيرة الحرارية محظورة بموجب اتفاقية جنيف لأنها تُفَجِر الرئتين بالضغط! وتأكيدا للجرائم «الإسرائيلية» البشعة قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بداية تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 إن («إسرائيل» أسقطت أكثر من 25 ألف طن من المتفجرات على غزة « وبما يعادل قنبلتين نوويتين»)! وتابعنا خلال الشهر الدموي الماضي صورا لمئات الشهداء والجرحى الغزاويين وقد أحرقتهم الأسلحة «الإسرائيلية» المُحرّمة، فما هو ذنبهم؟ وجميع هذه الأدلة القاطعة تُؤكد أن «إسرائيل» تريد قتل الإنسان والبيئة، وكل أشكال الحياة، ليس في غزة وحدها بل في المدن والدول المجاورة! إن الواجب القانوني والأخلاقي والإنساني يَفرض على المجتمع الدولي، ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أن يسعى لتفعيل دوره ومسؤوليته عن تعزيز وحماية حقوق الإنسان الفلسطيني، عبر إيقاف الاستهتار «الإسرائيلي»، والتي تَستخف بالقوانين الدولية والإنسانية! واليوم، وبعد أكثر من شهر على الهجمات الصهيونية أصبح من الصعب على الناس، ساعة بعد ساعة، الحصول على حبة دواء، ورغيف خبز، ومياه الشرب، وهنالك معاناة مُميتة للمرضى والحوامل والأطفال وكافة سكان غزة، وهم جميعهم بين الموت والتهجير! فهل صَمْت غالبية الدول على جرائم «إسرائيل» قَبول ضمني ومساهمة بالجريمة، أم شهادة وفاة رسمية للشرعية الدولية؟ إلى متى سيستمر الصمت الدولي؟

888

| 11 نوفمبر 2023

غزة وغوتيريش.. الأمين العام للأمم المتحدة!

أكد ميثاق الأمم المتحدة التي بدأت عملها رسميًا في 24 تشرين الأول/ أكتوبر 1945، على «إيمانها بالحقوق الأساسية للإنسان، وبالحقوق المتساوية للأمم، كبيرها وصغيرها». ومنذ تأسيسها اهتمت المنظمة الدولية بمنصب الأمين العام للمنظمة الذي يمتاز في كونه دبلوماسيا وناشطا، ومديرا تنفيذيا لدى المجتمع العالمي، ورمزا لمُثل الأمم المتحدة، ومدافعا عن مصالح شعوب العالم، والمستضعفين. وبهذا فإن منصب الأمين العام ليس منصبا فخريا، بل هو منصب حيوي يَفْرُض على مَن يَتَسنمه أن يكون صوتا للدول «الضعيفة»، وأن يُطْلِع «مجلس الأمن» على الفعاليات التي تُهدد الأمن والسِلْم الدوليين، وهذا هو الجزء الأكبر والأهم من عمله الدبلوماسي. وهنالك جملة من القضايا المصيرية التي واجهت «الأمم المتحدة» بعد الحرب العالمية الثانية، وأظن أن القضية الفلسطينية كانت المعضلة الأبرز، والتي أحرجت المنظمة والأمناء العاميين السابقين لها. وعقد مجلس الأمن خلال الشهر الماضي عدة اجتماعات تتعلّق بمذابح غزة، ولكن «الفيتو» الأمريكي كان بالمرصاد وأجهض أي قرار ضد إسرائيل، ولكن الإصرار العربي نجح، الأسبوع الماضي، في استحصال قرار أممي يدعو لهدنة إنسانية في غزة، ولكن إسرائيل، وكالعادة، كانت فوق القانون الدولي، ورفضت القرار! والأمين العام الحالي للأمم المتحدة، وهو السياسي البرتغالي أنطونيو غوتيريش الذي تولى مهام منصبه في الأول من كانون الثاني/ يناير 2017، يبدو بأن مواقفه تختلف عن سابِقيه. وقد أكد غوتيريش يوم 24 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أن «أي طرف في الصراع المسلح ليس فوق القانون، والهجمات على إسرائيل لا تُبرر القتل الجماعي في غزة». والموقف الشجاع لغوتيريش تمثل بعدم اكتراثه بالانقسام الحاد داخل مجلس الأمن، وبيّن بأن» الشعب الفلسطيني يخضع لاحتلال خانق على مدى 56 عاما، وهجوم حماس لم يأت من فراغ». موقف غوتيريش من صُلْب مواثيق المنظمة الدولية والمُؤَكِّدة على دعم الإنسان، ولهذا فإن الصمت على قتل الأبرياء والمدنيين في غزة وبهجمات عشوائية، بعيدا عن أبسط أخلاقيات الحروب يُناهض المواثيق الأممية! وتصريحات غوتيريش الجريئة أثارت حفيظة الصهاينة، وقد دعاه سفير «إسرائيل» لدى الأمم المتحدة «جلعاد إردان» إلى الاعتذار أو الاستقالة من منصبه، واتهمه بأنه « لا يصلح لقيادة الأمم المتحدة»! ويبدو أن موقف غوتيريش انعكس على وكيله «مارتن غريفيث» الذي صرح، الأربعاء الماضي، بأن» العالم يبدو غير قادر وغير راغب في التحرك إزاء ما يجري في غزة، وأن النساء والأطفال والرجال في غزة يتعرضون للتجويع والصدمة والقصف حتى الموت»! ودفعت صدمات «طوفان الأقصى» المتطابقة مع القوانين الأممية الصهاينة لتشديد القصف والحصار التام على غزة! لقد كشفت معركة غزة زيف «إنسانية» الدول الغربية، واليوم من لا يموت بالقنابل الصهيونية في غزة يموت بسبب الحصار الجائر! ورغم الهجمات البربرية ومحاولات اجتثاث الإنسان في غزة والمستمرة منذ أربعة أسابيع لكنها لم تُرهب المقاومة، ورأينا أن رجالها ردوا بعملية نوعية، الأحد الماضي، ونزلوا خلف خطوط الصهاينة داخل منطقة السياج لمعبر «إيريز» المُتاخم لغزة، وأوقعت فيهم خسائر ثقيلة قبل أن تعود سالمة للقطاع! إن المقاومة الفلسطينية لا تتعارض مع القوانين السماوية والأرضية، والمأساة التي تشهدها غزة، والمتمثلة بالقتل الجماعي وانهيار الخدمات الأساسية يفرض على شرفاء العالم، وليس المنظمات الدولية والإنسانية فقط، رفض الهمجية الصهيونية وضرورة زجرها! إن الغزاويين قرروا الصمود، ومَن يقف معهم يَركب مركب الفخر والإنسانية النبيلة، ومَن يَتَخَلف عن مَرْكبهم سيُصيبه الخذلان والخنوع! غزة هي المثابة لكل مَن يَكره الاحتلالات والموت والإرهاب، وهي منارة للاستقلال والحياة والأمان!

1080

| 04 نوفمبر 2023

غزة الصامدة والتردد «الإسرائيلي» في العملية البرية!

يعود تاريخ الاحتلال الصهيوني لقطاع غزة لمرحلة نكبة العام 1967، وبعد حروب وانتخابات فلسطينية انسحبت «إسرائيل» من القطاع في العام 2005. وخلال تلك المراحل نفذت «إسرائيل» مئات العمليات العسكرية الدموية البرية والجوية ضد غزة، ورغم ذلك بقيت صامدة وعصية على الاستسلام. وبعد «طوفان الأقصى» في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 عادت تهديدات «إسرائيل» باجتياح غزة بريا لاستعادة ماء وجهها المُراق بعد أن حطمت المقاومة هيبتها، وقتلت أكثر من 1400 صهيوني! التداعيات المُرْبكة لموقعة «الطوفان»، وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت «الإسرائيلية»، أحْدَثَت أزمة ثقة بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وكابينته الوزارية وأولهم وزير دفاعه «يوآف غالانت»، مما أربك العمل المشترك بينهما! وهنالك العديد من التداعيات الأخرى لطوفان الأقصى، ومنها الهجرة العكسية لنصف مليون مهاجر إلى خارج «إسرائيل»، وأزمة الشيكل والخسائر الاقتصادية، والانهيار النفسي والمعنوي لجيش الاحتلال والقوى الأمنية التي تدخل الملاجئ بين حين وآخر خوفا من صواريخ المقاومة! واليوم، ولأول مرة في تاريخ الاحتلال، هنالك مخيمات لإيواء أكثر من 120 ألف مستوطن شمالي وجنوب الأراضي المحتلة! وتداعيات «طوفان الأقصى» المتنوعة نشرت الفوضى داخل الكابينة الحكومية الصهيونية، وأربكت نتنياهو، وربما ستكون نهايته واحدة من ثمار «الطوفان»! وبالتزامن مع التهديد الصهيوني بالاجتياح البري لغزة نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن الرئيس جو بايدن بأنه نَصَح «إسرائيل» بتأجيل العملية البرية، وضرب لهم أمثلة كثيرة على ما حدث لأمريكا إبان دخولها لأفغانستان والعراق! وهذا يعني أن واشنطن تُنذر «إسرائيل» من خسائر ليست في الحسبان، ومنها إطالة أمد الحرب، وبالذات مع الحديث عن مئات الأنفاق تحت الأرض، وقد أكدت الرهينة «الإسرائيلية» المُفرج عنها بأنها كانت في «أنفاق تشبه شبكة العنكبوت»! فكيف سيكون وقع تصريح «الرهينة» على خطة الاجتياح البري؟ ولهذا رأينا نتنياهو مُتناقضا في خطابه الأربعاء الماضي، فبعد أن قال بأن «موعد العملية البرية تمّ تحديده»، عاد ثانية ليقول: «نحن نستعد لغزو بري ولن نقول متى وكيف»! وقد يكون تأخير الهجوم البري لدعم الجهود الدبلوماسية لإطلاق سراح الأسرى الصهاينة لدى فصائل المقاومة! ولكن هل ستوافق المقاومة على الصفقة بالمجان، أم لها شروطها، ومنها فتح الحصار، وإطلاق سراح جميع الأسرى لدى الاحتلال ونهاية الهجمات الإرهابية ضد المدنيين الفلسطينيين؟ وربما من أسباب تأخير العملية البرية حذر «إسرائيل» من النقمة الشعبية العالمية، أو ترقبها لمساعدات عسكرية غربية وأمريكية، ومراجعتها لتحذيرات واشنطن من تحول المعركة إلى صراع إقليمي كبير، قد يقود لحرب عالمية ثالثة! ورغم هذه العقبات يؤكد الواقع الميداني بأن «إسرائيل» تُنَفذ بغزة سياسة الأرض المحروقة، وأن خطتها البديلة هي النيران الكثيفة وصولا لمرحلة الاجتياح البري، حيث تشن يوميا عشرات الطلعات الجوية الإرهابية، والحصيلة مئات الشهداء، وتدمير آلاف المنازل وعشرات المستشفيات والجوامع! فهل تسعى «إسرائيل» لسحق المدنيين دون إثارة ضجة عالمية، وتُنَفذ خطتها بقتل أكبر عدد من المدنيين، وتهجير الآخرين بعيدا عن التوغل البري؟ ورغم أن الغاية «الإسرائيلية» الأبرز من الهجوم البري المتوقع هو احتلال القطاع، وتنفيذ عمليات اغتيال لرجال المقاومة، وتقويض حكم حماس المسيطرة على غزة منذ العام 2006، ولكن يبدو أن الحسابات الميدانية أرهقت قادة «إسرائيل» ودفعتهم للتفكير مرارا قبل اتخاذ هذا القرار القاصم لظهر الكيان وليس لظهر المقاومة! الصعوبات الميدانية والجغرافية للقطاع، وروح المقاومة المذهلة، جعلت الصهاينة بلا خطة عسكرية واضحة للتعامل مع الصدمة الكبرى التي أعْقَبت «طوفان الأقصى»! وهذا حقا النصر الحاسم للفلسطينيين، والأحرار في العالم!

693

| 28 أكتوبر 2023

alsharq
العدالة التحفيزية لقانون الموارد البشرية

حين ننظر إلى المتقاعدين في قطر، لا نراهم...

8472

| 09 أكتوبر 2025

alsharq
TOT... السلعة الرائجة

كثير من المراكز التدريبية اليوم وجدت سلعة سهلة...

5463

| 06 أكتوبر 2025

alsharq
الإقامة الدائمة: مفتاح قطر لتحقيق نمو مستدام

تجاذبت أطراف الحديث مؤخرًا مع أحد المستثمرين في...

4644

| 05 أكتوبر 2025

alsharq
الذاكرة الرقمية القطرية.. بين الأرشفة والذكاء الاصطناعي

في زمن تتسابق فيه الأمم على رقمنة ذاكرتها...

2052

| 07 أكتوبر 2025

alsharq
بكم نكون.. ولا نكون إلا بكم

لم يكن الإنسان يوماً عنصراً مكمّلاً في معادلة...

1626

| 08 أكتوبر 2025

1494

| 08 أكتوبر 2025

alsharq
حماس ونتنياهو.. معركة الفِخاخ

في الوقت الذي كان العالم يترقب رد حركة...

1050

| 05 أكتوبر 2025

alsharq
العدالة المناخية بين الثورة الصناعية والثورة الرقمية

في السنوات الأخيرة، تصاعدت التحذيرات الدولية بشأن المخاطر...

987

| 09 أكتوبر 2025

alsharq
الوضع ما يطمن

لسنا متشائمين ولا سلبيين في أفكارنا وتوقعاتنا ولكن...

909

| 03 أكتوبر 2025

alsharq
هل قوانين العمل الخاصة بالقطريين في القطاعين العام والخاص متوافقة؟

التوطين بحاجة لمراجعة القوانين في القطــــاع الخـــــاص.. هل...

849

| 05 أكتوبر 2025

alsharq
فلنكافئ طلاب الشهادة الثانوية

سنغافورة بلد آسيوي وضع له تعليماً خاصاً يليق...

840

| 09 أكتوبر 2025

alsharq
لا يستحق منك دقيقة واحدة

المحاولات التي تتكرر؛ بحثا عن نتيجة مُرضية تُسعد...

828

| 07 أكتوبر 2025

أخبار محلية