رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
ما نأمله في هذه المرحلة التي تشهد نهضة عمرانية، وتوسعا كبيرا، وطفرة على كل صعيد، ان يتم التخطيط الجيد والمستقبلي، بحيث لا نقع في اخطاء كان يمكن تفاديها في حالة وضعت منذ بداية المشاريع رؤية واضحة، وتخطيط يستبق المرحلة التي نعيشها، وينظر الى متطلبات المجتمع في مراحل متقدمة. لن نذهب بعيدا، فهناك مشاريع اقيمت لمرحلة معينة قصيرة، واذا بنا اليوم نعاني من سوء التخطيط الذي صاحب هذه المشاريع، من ذلك تخطيط الشوارع التي كان الاصرار على ان تكون ذات مسارين في افضل حالاتها، حيث لم يراع في تخطيطها التوسع والطفرة المستقبلية في المجتمع، ولم تنظر لزيادة اعداد المستخدمين للطرق، فما كان اليوم إلا أن نشكو حجم الازدحام، والعدد المحدود للمسارات، مما تطلب البحث عن اعادة تصميم الشوارع من جديد، واحداث ارباك فيها. منطقة البنوك، هي اليوم تعاني من أزمة مواقف، نظرا لغياب التخطيط السليم، فلا يعقل ان تظل مجموعة كبيرة من البنوك دون ايجاد مواقف خاصة بسيارات العملاء والمترددين على هذه المؤسسات المالية، التي اضيفت اليها سوق الدوحة للاوراق المالية، وهو ما دفع اليوم الى البحث للخروج من هذا المأزق بعد ان عانى الناس كثيرا، وارتفعت أصواتهم بالشكوى من غياب مواقف السيارات. اليوم تعمل الجهات المختصة على ايجاد مواقف للسيارات بمنطقة البنوك، وتسعى لحل هذه الازمة التي خلَّفتها السنوات الماضية. سلسلة الابراج الكائنة على كورنيش الدوحة، هي الاخرى ستدخل في ازمة مواقف، اذا لم تستعجل الجهات المختصة بناء مواقف من طوابق متعددة، وفي اكثر من مكان، فهذه المنطقة آخذة بالتطور والازدياد، والعديد منها بات مقرا لوزارات حكومية، ومنها وزارات خدمية وذات علاقة بالجمهور، ولكن حتى هذه اللحظة هناك ازمة في مواقف السيارات ،فأين كان التخطيط لمثل هذه المشاريع بحيث لا ندخل في دوامة الحسابات الاخرى؟ ولماذا لم نجد من يضع في الاعتبار التطورات التي قد تشهدها المناطق او المشاريع التي يتم تشييدها في المستقبل؟ ليست هذه المشاريع الا نموذجا فقط لمشاريع ومناطق اخرى غاب التخطيط السليم والمستقبلي عنها، وهو ما خلق ازمات ومشاكل كان يمكن تفاديها بصورة عادية، وليس هذا فقط، بل انه كان يمكن توفير الوقت والجهد والمال ايضا، بدلا من اعادة تخطيطها من جديد. الآن البلد يشهد حركة نمو غير تقليدية، ونمواً اقتصادياً يفوق جميع الدول، وهو ما يجب أن يدعونا إلى استثمار ذلك بصورة ايجابية، وايجاد بنية تحتية متكاملة تراعي الواقع الحالي، وتمتلك الرؤية المستقبلية في نفس الوقت، وتفادي سلبيات المرحلة الماضية، بعد دراستها بصورة صحيحة. التجارب التي دخلنا بها يجب ان نستفيد منها، بحيث لا ندخل بعد سنوات معدودة في دوامة البحث عن منقذ لحل المشاكل المترتبة عن القصور في الرؤية الشاملة لمشاريع المجتمع. الدولة تشهد نقلة نوعية على جميع الأصعدة، مما يتطلب مواكبة من المشاريع التي تنفذ لمراحل متقدمة، ويوضع في الحسبان التطور الذي يشهده المجتمع في جميع المجالات.
1313
| 20 فبراير 2005
الحديث يوم أمس تحديدا سواء في الوزارات والمؤسسات الحكومية أو في المجالس العامة اقتصر تقريبا على موضوع السوق المالي، وتداعيات الأمس، والارتفاع غير المسبوق في أسعار الأسهم، والتوقف الذي حدث بعد نحو «15» دقيقة من بدء العمل الفعلي للبورصة، ثم الإغلاق بعد ذلك بسبب وصول الأسعار إلى الحد الأعلى المسموح به. اعترف انني لا أفقه كثيرا في البورصة، ولكن اعتقد أن هذه الطفرة التي حدثت، وبهذه الطريقة، بحاجة للتوقف عندها، ودراسة الأوضاع الحقيقية التي أدت إليها، والأسباب التي دفعت إلى الارتفاع الكبير في أسعار الأسهم لجميع الشركات، قبل أن نصحو ـ لا قدر الله ـ على أمر غير مرغوب فيه. بالتأكيد هناك من المختصين من هم أقدر على تحليل هذا التسارع في ارتفاع الأسعار، وطرح رؤية من الواقع المعاش بالبورصة، وهو ما يتطلب باعتقادي من القائمين على السوق المالي السعي إلى إقامة ندوات تثقيفية للرأي العام والمتعاملين بالبورصة، حتى يكون هناك وعي بآلية التعامل، سواء للشريحة التي لها حضور فعلي حاليا بالبورصة، أو الأشخاص محدودي الفهم بقضايا البورصة، أو قطاعات واسعة من الناس، التي تتلهف يوميا لسماع اخبار «تسر». من المهم جداً أن تكون هناك ثقافة عامة لدى أفراد المجتمع بأن الاستثمار ليس فقط في البورصة، بل إن هناك أوجها استثمارية عديدة يمكن اللجوء اليها، سواء كان ذلك في القطاع العقاري أو الاستثماري أو الخدمات ...، ولكن يظهر ان العائد السريع والكبير الذي تأتي به الأسهم، خاصة في هذه الفترة، هو الذي دفع الجميع نحو التوجه الحصري إلى البورصة، وضخ هذه الأموال الكبيرة فيها. نعم هناك عائد مجز وكبير من العمل في البورصة ـ كما يقول أحد المواطنين إنه كان يحلم في يوم ان يكون في حسابه المصرفي 100 ألف ريال، واليوم وبفضل شراء الأسهم فإن حسابه قد فاق هذا الرقم، وهذا أمر جيد في أن يتحسن دخل الفرد لدينا، ففي ذلك مردود إيجابي لحياة الأسرة ـ ولكن يجب في الوقت نفسه عدم الانجرار إلى وضع جميع مدخراتنا في سلة واحدة، وهي سلة البورصة، وبات الجميع مركزاً عمله ونشاطه وهمه اليومي على هذا القطاع فقط. نريد وعيا بالعمل في السوق المالي، وثقافة تبعد عنا أي «مفاجآت» غير محسوبة مستقبلا، وهذا لن يتأتى إلا من خلال تعميم وتنشيط الندوات التثقيفية والتوعوية، والتواصل مع المجتمع، وهي مهمة القائمين على السوق المالي، لكون الأفراد في مجتمعنا ما زالوا حديثي عهد بالتعامل مع البورصة، وبالتالي يجب على المهتمين والمسؤولين الالتفات إلى هذه القضية، وأن نستفيد من تجارب الدول الاخرى على صعيد ايجاد آليات فاعلة تحفظ السوق المالي من أي تقلبات قد يتعرض لها، ومن ثم نحفظ الحقوق المالية للمساهمين، الذين اقترض العديد منهم الآلاف، واستدان من البنوك، أو قام ببيع سيارته أو ما لديه من عقار من أجل خوض تجربة الأسهم ....، هذه الشريحة يجب الالتفات إليها، وعدم تركها تخوض تجربة دون وعي، فصغار المستثمرين قد يندفعون في «مغامرات» الأسهم، وبعد بضع صفقات بسيطة، تغريهم لخوض ما هو أكبر منها، يصحون على واقع آخر. نأمل من الاخوة القائمين على السوق المالي السعي لنشر الوعي الكافي بكيفية التعاطي والتعامل مع البورصة قبل فوات الأوان.
1420
| 17 فبراير 2005
نساند بقوة كل الجهود الرامية الى تطوير وتحديث البنى التحتية، خاصة تلك الجهود التي تقوم بها الهيئة العامة للاشغال، على الرغم من عمرها القصير، فهذه أعمال وطنية لطالما طالب المجتمع بضرورة الالتفات إليها، والعمل على تسريع الخطى بتطويرها. وقبل يومين نشرت الشرق الاغلاقات الجديدة لعدد من الشوارع الرئيسية، في إطار إعادة تصميمها وتجهيزها وفق احدث المواصفات، ولكن التساؤل: هل أعدت الجهات المسؤولة سواء الهيئة العامة للاشغال أو إدارة المرور أو الجهات ذات العلاقة أياً كانت، البدائل التي تحقق الصالح العام، دون التأثير على حركة المرور، وقضاء مصالح المواطنين والمقيمين بعيدا عن التعقيدات، والدخول في الاختناقات التي طالما كان الحديث عنها على مختلف المستويات؟ من المهم جدا قبل الاقدام على خطوة الاغلاقات الجديدة الالتفات الى قضية البدائل، وليس هذا فقط، بل إن البدائل التي تطرح من شوارع يجب أن تكون على مستوى يلبي حجم التدفق المروري عليها، وتحد من أي اختناقات قادمة، لأن شوارع الدوحة يكفيها ما بها من ازدحامات مرورية، هي محل تساؤلات كثيرة، عن الوضع المستقبلي، إذا ما ظلت امكانات شوارعنا محدودة المسارات، كما هو عليه الحال الآن. عندما يتم التفكير في اغلاق شارع، يجب ان يسبقه بمدة طويلة الاعداد الجيد للبديل، والتساؤل عن الحلول المطروحة، وكيف يمكن تغيير المسار دون التأثير على حركة المرور، ودون احداث اعاقة للحركة المرورية، بحيث تكون الحركة سلسة. مطلوب دراسات علمية على الشوارع التي يتم إغلاقها، وحجم الضغط الموجود عليها، وكيفية تحويل الحركة المرورية دون إحداث إرباك للسائقين، وهذه قضية مهمة، فللأسف انه في كثير من المرات السابقة عند القيام باعادة رصف شارع، أو توسيعه، او تطويره، تحدث مشاكل مرورية، ويحدث التذمر بين السائقين، بسبب الارباك الذي يحدث، كون خطوات الاصلاح أو التجديد، جاءت على حساب الاغلاق التام أو الجزئي، دون البحث عن البديل. نحن لا نريد تكرار بعض السلبيات التي شهدتها السنوات الماضية، فالتجارب شابها بعض الاخطاء - ان لم تكن الكثير - وبالتالي مطلوب في هذه المرحلة التي يمر بها المجتمع، وتمر بها الدولة، ان تركز الجهات المختصة على ضرورة تفادي تلك السلبيات، وعدم الوقوع بها مرة اخرى. ثم ان اي اغلاق لأي شارع يجب ان تسبقه حملة اعلامية لإرشاد السائقين بالبدائل المطروحة، وكيفية تفادي الازدحامات التي قد تنتج عن اغلاق ذلك الشارع، والطرق التي خصصت لتسهيل عملية المرور، على ان يكون ذلك في وقت كاف، بحيث يمكّن السائقين من البحث عن الطرق الجديدة، او تغيير مسار تحركهم، او الخروج مبكرا للوصول الى مقار اعمالهم، او انجاز ما هو مطلوب منهم. الاختناقات المرورية الحالية بحاجة الى دراسة متأنية لكيفية علاجها والتغلب عليها، وهذا ما نأمله من الجهات المختصة.
1461
| 15 فبراير 2005
تعقيباً على موضوع «أزمة كروة» الذي نشر في هذه الزاوية، جاءني الرد التالي من السيد محمد عبدالكريم المير المفوض المسؤول بشركة مواصلات. ...يقول الرد: «في بداية الرد على مقالكم المنشور في صحيفة الشرق يوم الخميس الموافق 3/2/2005م في زاوية رأي وقضية تحت عنوان «أزمة كروة» نود ان نتقدم بجزيل الشكر لكم ولكل من يبدي أي ملاحظات تتعلق بخدمات شركة مواصلات لما تمثله لنا هذه الملاحظات من أهمية للارتقاء بمستوى خدماتنا إلى الأفضل.تساءلتم هل هناك أزمة سيارات أجرة بالبلد؟ هذا التساول يطرح ثلاثة أسئلة بطريقة تلقائية وهي:هل هنالك فعلاً أزمة؟ما هي مسببات هذه الأزمة إن وجدت؟واخيراً ما هي التدابير التي اتخذت وتتخذ لإيجاد الحلول المناسبة لهذه الأزمة؟للإجابة عن السؤال الأول نقول: نعم.. هناك أزمة سيارات أجرة في دولة قطر.ومسببات هذه الأزمة:1- النمو الكبير والمستمر في اعداد الوافدين إلى دولة قطر خلال السنوات القليلة الماضية، هذا النمو أدى الى زيادة عدد مستخدمي خدمة التاكسي بشكل كبير.2- عدم قدرة الخدمة المتوافرة والمتمثلة في التاكسي البرتقالي على مواجهة الطلب المتزايد والمطرد.3- مع تدشين خدمة كروة ازداد عدد مستخدمي التاكسي بشكل كبير وذلك بانضمام فئة جديدة وهي فئة المواطنين والمقيمين الذين كانوا بانتظار تلك الخدمة ولم يكونوا من مستخدمي التاكسي البرتقالي لأسباب تتعلق بالسلامة.وأخيراً ما هي التدابير التي اتخذت وتتخذ لإيجاد حلول لهذه الأزمة:كما هو معلوم لديكم، فقد تم انشاء مواصلات للقيام بهذه المهمة ومهام تحديث وتطوير قطاع المواصلات وخدمات النقل الأرضية في دولة قطر، وقد وضعت المخططات اللازمة وتم استقدام الخبرات المتخصصة للقيام بهذه المهام بالتعاون مع الجهات والهيئات الحكومية والرسمية.والجدير بالذكر أن العمل في مواصلات قائم على قدم وساق لتدشين خدمة النقل العام في منتصف العام الجاري والذي سيكون له اثر كبير في خفض الطلب على التاكسي حيث إن خدمة النقل العام ستستقطب عدداً كبيراً من مستخدمي التاكسي حالياً.كذلك تقوم مواصلات بتدشين مرحلي لخدمة الليموزين مما سيساهم ايضا في خفض الطلب على التاكسي من قبل الشركات ورجال الأعمال، وقد تم تدشين احدى هذه المراحل يوم الخميس الموافق 2005/1/27م.ومنذ تدشين المرحلة التجريبية الأولى لخدمة كروة يقوم فريق العمل في إدارة التاكسي والليموزين بتنفيذ الخطة الموضوعة حسب الجدول الزمني ولتقديم بعض الايضاح على مهام هذا الفريق نود ان نذكر ان تدشين عدد معين من السيارات يشمل الآتي:1- شراء أو استئجار السيارات بنظام المناقصة لضمان الحصول على أفضل العروض.2- تعيين السائقين القادرين على العمل على هذه السيارات والذين لديهم القدرات المطلوبة لتقديم خدمة متميزة.3- تدريب هؤلاء السائقين وتأهيلهم للعمل على تقديم الخدمة وما يشمله هذا التدريب من برامج لتطوير قدراتهم الفنية والعملية.4- تجهيز السيارات بالمعدات الالكترونية واجهزة الاتصالات الخاصة بالخدمة.5- تدشين السيارات مع سحب عدد مماثل من أقدم السيارات البرتقالية من الخدمة.وتقوم مواصلات حالياً بتقييم العطاءات الخاصة بالمناقصة التي طرحت للمرحلة الثانية والتي تشمل 600 سيارة تاكسي و40 سيارة ليموزين و25 فان.وتحرص مواصلات على تنفيذ العمل حسب الخطة الموضوعة وبالجدول الزمني المحدد مع مراعاة تنفيذ جميع الخطوات الخاصة بكل مرحلة على أكمل وجه وذلك للخروج بالخدمة بالشكل المطلوب، والمتوقع الذي يعكس الصورة الحضارية التي تتمتع بها دولة قطر على المستويين السياحي والاقتصادي.وفي النهاية نود ان نؤكد لكم أننا ملتزمون بتنفيذ المراحل الخاصة بخدمة التاكسي كروة حسب الجدول الزمني المحدد وستكون هناك 1000 سيارة كروة مع نهاية 2005، وستعمل هذه السيارات جنباً الى جنب مع خدمة النقل العام وخدمة الليموزين لتلبية حاجات المواطنين والمقيمين الخاصة بخدمات النقل الأرضي.* التعقيب:بداية أشكر شركة مواصلات على تفاعلها مع ما يطرح بوسائل الإعلام وهذا دليل على وعي المسؤولين فيها بأهمية الأدوار التي يقوم بها الإعلام وضرورة التواصل مع المجتمع.واعتقد ان الوصول الى «1000» سيارة اجرة «كروة» وبنهاية العام الحالي يعد قليلاً، خاصة باعتراف السيد محمد المير بأن هناك نمواً كبيراً في عدد مستخدمي سيارات الأجرة بعد التزايد المتواصل في اعداد الوافدين مما يتطلب وجود سيارات اجرة تلبي هذا التزايد.
1711
| 13 فبراير 2005
لا يحلو للرئيس الامريكي جورج بوش مخاطبة وزيرة خارجيته إلابِ «كوندي» بدلا من الدكتورة فهي حاصلة على الدكتوراة من كلية الدراسات الدولية في جامعة دينفر في 1981 ، او كوندليزا والتي تطلق على نوع خاص من الحلوى الايطالية، وان كان من النادر ان يتخلى المسؤولون سيما من رجالات الدول عن التخاطب بالأسماء الحقيقية فان كوندي أو دكتورة رايس تشذ عن القاعدة ان كان المخاطب بوش لأنها لعبت ومازالت دورا كبيرا في توجيهه- ويقول البعض في توريطه-، اكثر مما ادت دورا في تحسين صورته.وعلي اعتبار ان اوروبا الغاضبة احد افرازات الورطة بعدما غزت القوات الأمريكية العراق مع حليفها البريطاني بدأت كوندي جولتها الاولى بأوروبا واختارت بريطانيا أولى محطاتها لتقول امام وكالات الانباء «مامن صديق افضل من بريطانيا».هذه هي كوندي اما طلائع الطغيان فهو الوصف الذي انفردت باطلاقه الدكتورة رايس على مجموعة من الدول ستكرس السنوات الأربع المقبلة لتأديب هذه الدول وجرها الى الحظيرة الأمريكية وتطبيق ماتراه تحت دعاوى الحريات وحقوق الانسان.وان كان اشهر كاتب لخطابات بوش ديفيد فروم صاحب عبارة محور الشر التي ضمت الثلاثي المغضوب عليه كوريا الشمالية وايران والعراق في 2002، فان رايس في 2005 حذفت العراق بعدما اصبحت تنعم بالحرية خصوصا التعذيب في سجن ابوغريب«!!» وهلم جرا من ممارسات، واضافت لايران وكوريا كلا من بورما وروسيا البيضاء، إلا أنها في رحلتها الحالية اضافت روسيا ووجهت ملاحظتها من دون ان يسألها أحد ووعدت روسيا بالويل والثبور ان لم تنفذ وان لم تبادر وان لم تبدأ في تحسين صورتها، تقول رايس: «علي روسيا بذل المزيد لاظهار التزامها بأساسيات الديمقراطية اذا كانت ترغب في علاقات أعمق مع الغرب، وكان من الطبيعي ان يسأل الصحافيون رايس عما تعني بأساسيات الديمقراطية فقالت: تدعيم حكم القانون وتقويه دور القضاء المستقل والسماح بصحافة حرة مستقلة».وعلى مايبدو أن رايس خانها التعبير في تعريف الديمقراطيه لأسباب أو معطيات تدركها هي قبل غيرها:اولا: اي قانون تتحدث عنه وواشنطن تنتهك القانون وتدوسه في معتقلاتها ولكن فلندع المعتقلات وخصوصا غونتانامو بعد تبين انها سجنت أبرياء دون ذنب وهو أمر ذكّرني حين قبضت السلطات المصرية في الستينيات علي أحد المسيحيين بتهمة الانتماء لجماعة الاخوان المسلمين، فلندع غوانتانامو جانبا، ونقول هل احترمت واشنطن القانون الدولي أو حتى استندت اليه حينما غزت العراق واحتلت ارضه؟ نحسب ان الدكتورة في العلاقات الدولية تعرف حجم الخرق لكنه خرق مقبول ومبرر في حاله واشنطن فقطثانيا: هل المحاكمات التي تجري للمعتقلين في غوانتانامو أو حتي المتهمين الواقعين تحت الاحتلال في العراق تخضع لقضاة مستقلين؟ أليست واشنطن هي التي تفكر في انشاء اكبر سجن في العالم لحبس مشتبه بهم وليس متهمين مدى الحياة من دون محاكمة أو قضاة أو حتى مثوله امام كاتب في النيابة؟اما السماح بحرية الصحافة فهو موضوع فضحه غزو العراق والشهادة لصحفي أمريكي يدعى جميل ضاهر ونشرنا له في الشرق شهادته الصارخة على مايحدث في العراق، متضمنة تجاوزات القوات الأمريكية ويقول ضاهر نفسه إنه رفض ان يكون ضمن جوقة الصحفيين المصاحبين للقوات الأمريكية لكي ينشر ويكتب مايراه وليس مايملى عليه، وهناك سيمور هيرش الكاتب في نيويوركر صاحب صور التوابيت التي حملت الضحايا الأمريكيين في العراق والذي يتعرض لاضطهاد كبير.وحين سئل ضاهر ألا تخشى الموت من الانتحاريين في العراق فقال الرجل إنهم يملكون حق المقاومة عن وطنهم وهم مقاومون، ولكن ما اخشاه هو المساءلة من قبل رجال البنتاغون لدى عودتي إلى الولايات المتحدة، وهذا الخوف الصريح يكذب حرية الصحافة، وان كانت رايس تفقد الشيء فلا يجوز مطالبة الغير به اما ان الأمر مجرد عبارات رنانه وشعارت براقة من أجل تسويق إدارة بوش امام الغرب والعالم؟.لو لم تكن رايس هي اللاعب الرئيسي في غزو العراق، وفي سجن غوانتانامو، وفي اقتراح السجن الخاص، لقلنا إن الامر التبس عليها وانها رددت عبارات ديبلوماسيه لن تسمن ولن تغني من جوع لاحقا، لكن الكارثة انها رايس نفسها التي يجمع المحللون بانها وراء توريط بوش من جهة وتوسيع دائرة الكراهية للولايات المتحده في شتى انحاء المعمورة، وحينما تحل رايس ضيفا على الغاضب شيراك لعلها تتطلب صحيفة التابلويد الساخرة التي تصدر في فرنسا والتي كتبت يوم اعادة انتخاب بوش «فرنسا مستعدة لمنح حق اللجوء السياسي لجميع مواطني الولايات المتحدة» في تعبير صريح عن الورطة من اعادة انتخاب بوش!!وان كانت حرية الصحافة إحدى مقومات رايس غير الحقيقية أو المنطقية فقد طالنا في صحيفة الشرق جانبا منها حين أثارت شبكة «سي ان ان» الاخبارية نقاشا موسعا حول كاريكاتير نشرته الشرق للزميل المبدع خميس الراشدي عن الانتخابات العراقية في ظل الاحتلال، واعتبرت الصحف الأمريكية ان نشر الكاريكاتير يعد تأليبا للمواطن العربي ضدها، وان الزميل خميس المسلح بفكرة وريشة قادر على تأليب الامة العربية ضد الولايات المتحدة، وفي عموده اليومي طرح الزميل نائب رئيس التحرير جابر الحرمي سؤالا جوهريا حول الغضب الأمريكي من كاريكاتير الراشدي وقال: والغريب ان «سي ان ان» لم تتحدث عن وسائل اعلام أمريكية عديدة انتقدت الدور الامريكي خلال الانتخابات العراقية. ونشرت المئات من الرسوم الكاريكاتورية في صحف ومواقع امريكية، فهل يجوز لمثل هذه الجهات ان تنشر مايحلو لها بينما يحرم على مؤسسة اعلامية عربية ان تبدي رأيا حول قضية عربية نتفق أو نختلف بشأنها، ولأن الزميل جابر لن يتلقى اجابة شافية حول هذا السؤال فانني اقول له نعم حلال عليهم حرام علينا، حتى وان كانت القضية تخصنا، وان كنا نحن الذين نكتوي بنيرانها، والسبب واضح هو ان امريكا تكيل ليس بمكيالين بل بمئات المكاييل، وما علينا مثلما على بوتين ان نقبل وان نقر وان نهتف ليل نهار، وان نعلم اولادنا واحفادنا ان الحرية الأمريكية صنوان لا يجوز المساس به.نعود إلى طلائع الطغيان، فبعد ان سمت رايس 5 دول قالت عن الشرق الاوسط كله، وفي القلب منه الدول العربية «إن الشرق الاوسط سيبقي مصدرا للتطرف يهدد أمن الولايات المتحدة واصدقاءها مادام منطقة استبداد ويأس وغضب»، الشرق الاوسط اذن من طلائع الطغيان بل اكثر من ذلك بكثير، فهو مصدر قلق وتهديد لأمن امريكا والغرب الذي تزوره حاليا، ومثلما حرمت رايس علينا التعبير بريشة وقلم فهي تحرم علينا ان نغضب رغم انها سبب الغضب وهى أدرى!! فهل لا تدري ان مايحدث في العراق يؤرقنا؟ وهل لا تدرك ان منظر الدماء الفلسطينية الذي روى الاراضي المحتلة لا يحرك مشاعرنا؟ وهل لا تستوعب ان خطابنا الإعلامي يتهم قادة العرب بكثير من الاتهامات بسبب حالة العجز التي بلغناها فتعاطينا الصراخ حتى ادمناها وبعدما كنا والحمد لله نسبق الدنيا في الادانة والاستنكار والشجب صرنا في حالة من البلادة تعتبرها رايس غضبا!!!اما كون المنطقة منطقة استبداد فماذا فعلت امريكا لوقف الاستبداد؟ أليس من الاولى ان تلتزم امريكا بمحاربة استبداد قواتها قبل ان تطالب بوقف الاستبداد في الشرق الاوسط.أمور كثيرة غير منطقية في عقلية رايس تحتاج إلى إعادة نظر قبل ان تطلقها للعنان وتجعلها موضع التنفيذ وهنا ستقع كارثة لايعلمها الا الله، فحين كانت رايس مجرد مستشارة للأمن القومي حدث ما حدث ومازلنا نكتوي بنيرانه، فما بالنا حين تكون على قمة هرم الخارجية الأمريكية مدعومة بالثلاثي تشيني زميلها النفطي السابق في هالبيرتون ورامسفيلد عراب الضربات الاستباقية، وبول وولفويتز وعن الاخير حدّث ولا حرج فهذا الرجل لن يهدأ له بال قبل ان يجيّش قواته لضرب سوريا وايران معا.ومايدور في عقلية رايس يحتاج إلى درس وتمحيص وتحليل لان المستقبل حين ينطلق من افكار رايس فهو جد خطير، هناك مثال حى سأورده للقارىء ليدرك حجم الخطر المحدق بنا جميعا، فبعد كارثة تسونامي قالت رايس إن المد البحري في آسيا كان فرصة رائعة للدبلوماسية الأمريكية وقالت: جنينا منه فائدة كبيرة، نعم لقد رأت رايس في مآسي الآلاف فرصة لتحسين صورة الولايات المتحدة لاسيما ان مراصدها في المحيط الهندي رفضت ابلاغ الدول المنكوبة لأنها كما قلت في مقال سابق لم تعرف ارقام الهواتف!!، وفي المقابل قامت الدنيا ولم تقعد حين قال الشيخ الفوزان إن تسونامي عقاب من السماء، وننقل هنا رد فعل امريكياً علي ما قالته رايس، تقول السيناتورة بربا بوكسر: «اشعرني تصريح رايس بخيبة أمل، تسونامي كان واحداً من افدح المآسي الانسانية في حياتنا، اطفال يعانون. انها كارثة كارثة طبيعيه حقيقية».رايس مواطنة امريكية مفرطة في الوطنية، والوطنية أمر يستحق عليه الشخص التقدير مهما اختلفت معه، ولكن ان تستغل رايس موقعها وقوة بلادها لتكرس فقط مصالح امريكا الشخصية الضيقة جدا فهذا أمر مثير إن انسحب على مانحن فيه فهي في العراق من أجل نفطه.وهي مع اسرائيل من أجل ابادة ماتبقى من الشعب الفلسطيني.وهي ضد سوريا حتى لا تقوم لها قائمة الا بتجريدها من أسلحتها .وهي تستعد لضرب ايران حتى تظل اسرائيل الدولة الوحيدة في المنطقة التي تملك وسائل تأديبنا وتهديدنا وتنغيص حياتنا.وهي في افغانستان لأن نفط قزوين دغدغ مشاعر امريكا الساعية لكل نقطة نفط.وهي الضاغطة علي روسيا من أجل وقف تعاونها العسكري مع العرب.وهي التي تناور السودان ليس حبا في قرنق أو كرها للبشير بل من أجل ماباحت به ارضه من ابار نفطية.هذا غيض من فيض ولكن اخطر مافي الأمر، يكمن في ان رايس تعد انموذجا مثيرا من ساسة العالم، فهل يصدق احد ان جميع من عملوا معها يثنون عليها على اعتبار انها لا تأمر بشيء ولكن في الوقت نفسه تنفذ ماتراه داخل عقلها، فهى تترك المعارك من حولها تستعر، ولا تتدخل بالأمر بل تطرح اسئلة تفسد ما ينحو الاجتماع الذي تحضره لاتخاذ قرار لايروق لها.إن قراءة طبيعة رايس يجب ان تكون متعمقة قدر أهمية دورها المقبل لا من أجل سبر اغوار مايدور في عقلها بل لمعرفة ما يخطط لنا في دهاليز واشنطن لانه أمر لا يهمنا وحدنا بل يهم اجيالنا المقبلة التي سنورثها قائمة طويلة من الهموم.لقد بدأ عصر رايس وكل مانملكه أن نقرأ فيم تفكر هذه السيدة وهو موضوع مقالات مقبلة إن شاء الله.
2053
| 07 فبراير 2005
بادرة طيبة أقدام جامعة قطر على زيادة الدعم المخصص للابحاث العلمية، والسعي لتفعيل هذا الجانب المهم، والذي حقيقة المجتمع بحاجة ماسة إلى وجود مراكز ومؤسسات بحثية مختلفة تلبي الاحتياجات على هذا الصعيد. لا شك ان البحث العلمي يمثل ركيزة أساسية في أي مجتمع، ويعد مؤشرا ايجابيا على مدى تطور المجتمع، ودليل على مدى الاهتمام الذي توليه الدولة لهذا القطاع الحيوي، وما القفزات التي حققها العديد من الدول إلا نتاج الاهتمام بهذا القطاع. ومن الأمور التي يجب ان تعيرها الجامعة المزيد من الاهتمام، ما يتعلق بالابحاث المتعلقة بقضايا المجتمع، وما أكثر هذه القضايا التي هي بحاجة ماسة إلى مناقشتها والتعمق بالبحث عن مسبباتها، سعيا لايجاد الحلول المناسبة والعلمية، حتى لا تتحول إلى ظواهر يصعب مستقبلا اجتثاثها، أو يتطلب الأمر بذل جهود مضاعفة، وأموال طائلة من اجل حلها، في حين ان العلاج العلمي المبني على الدراسات والابحاث في الوقت المناسب، سوف يختصر كل ذلك، وقتا وجهدا ومالا، وقبل هذا وذلك، فان بقاء ظواهر وقضايا اجتماعية سلبية دون علاج حقيقي بعيدا عن التخدير، علاج جذري، يترتب عليه مشاكل اخرى، ربما تكون أبلغ وأكبر من المشكلة الاساسية. البحث العلمي يشكل في جميع دول العالم، خاصة في جامعاتها، مرتكزاً رئيسياً لاحداث أي تطور، إضافة إلى كونه محركا فاعلا لمجريات الأحداث بالمجتمع، وعاملا رئيسيا من عوامل البناء في أي دولة، والشواهد القريبة لدول ناهضة اعتمدت التعليم والبحث العلمي خير شاهد على ذلك، سواء كان ذلك في دول اوروبية أو آسيوية. الا ان البحث العلمي بالتأكيد بحاجة إلى موارد مالية، وموازنات ضخمة، اذا ما اردنا بحثا علميا محكما، ومتكاملا، وملتزما بالضوابط، ومحققا للشروط، وليس مجرد إنجاز بحث ليقال إنه قد تم إنجاز هذا العدد، فنحن بحاجة إلى الكيف، وليس الكم. الدعم ليس مطلوبا فقط من الجامعة، وان كانت هي الحاضنة للبحث العلمي، بل يجب على جميع الوزارات والمؤسسات والشركات، المساهمة في هذا المجال، واعتقد انه آن الأوان لاستقطاع نسبة مئوية من موازنات هذه الجهات وتخصيصها للصرف على البحث العلمي، وعدم ترك المسائل للظروف، أو على حسب " تكرم " بعض الجهات لدعم هذا القطاع بـ "ريالات " معدودة. دعم البحث العلمي مسؤولية المجتمع، افرادا ومؤسسات ووزارات وشركات، ودولة بالتأكيد، ولا ينبغي ان نلقي بالحمل كله على الجامعة، التي بادرت في هيكلها الجديد باستحداث منصب نائب رئيس الجامعة لشؤون البحث العلمي، وهي خطوة موفقة، وتحسب للادارة الحالية التي من المؤكد أنها تؤمن بأهمية البحث العلمي، وزيادة الدعم المقدم له، وما استحداث هذا المنصب الجديد الا دليل على ذلك. مطلوب من الدولة ان تسن تشريعا يوجب على المؤسسات والشركات، خاصة تلك التي تستفيد من الدولة عبر مشاريع كبرى تتجاوز ميزانياتها عشرات المليارات من الدولارات، أن تخصص نسبة من موازناتها لدعم البحث العلمي في المجتمع، فهل يتم ذلك؟.
2044
| 03 يناير 2005
بادئ ذي بدء إذا ما كان هناك من كلمة وأنا ابدأ صفحة جديدة في مسيرتي الصحفية، فانها بالتأكيد كلمة شكر وتقدير إلى سعادة الشيخ ثاني بن عبدالله آل ثاني رئيس مجلس إدارة دار الشرق للطباعة والنشر والتوزيع على ما وجدته من دعم ومساندة، وحرص على اسناد المناصب القيادية في «الشرق» للكوادر القطرية، وهو أمر يحسب لسعادته، وخطوات تسجل له في ظل هذا الاستقطاب الكبير لهذه الكوادر.ويخطو الخطوة ذاتها سعادة الشيخ خالد بن ثاني آل ثاني العضو المنتدب بـ «الشرق»، الذي يقف داعما من أجل الارتقاء بهذه الدار في قطاعاتها المختلفة، والعمل على تطوير الأداء بما يواكب المرحلة المهمة التي تعيشها «الشرق»، وهو من أجل ذلك لا يبخل بشىء يمكن ان يعزز بشكل أكبر الحضور الفاعل لـ «الشرق» على مختلف الاصعدة.وتترجم توجيهات رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب على أرض الواقع قيادة جماعية، وفريق عمل متكاملاً، يديره الأخ الفاضل الأستاذ عباس الملا المدير العام، والأخ الفاضل الأستاذ عبداللطيف بن عبدالله آل محمود رئيس التحرير، اللذان يسهران على إدارة دفة العمل بكل تفان واخلاص، فالإدارة الجماعية هي سمة رئيسية، وركيزة اساسية، لتطوير العمل .وقد وجدت من الأستاذ عباس الملا والأستاذ عبداللطيف آل محمود كل الدعم في سبيل انجاح مهمتي الجديدة، مع تعاون كامل من كافة الزملاء بـ«الشرق»، الذين بالتأكيد يشكلون العامل الأساسي في تطور الجريدة ورقيها.وانا ابدأ اليوم مرحلتي الجديدة من عمري الصحفي، اضع نصب عيني مجموعة من الأولويات التي اسعى جاهدا خلال وجودي في هذا المنصب لتحقيقها بالتعاون مع كل قارئ وقارئة، فهما المرآة الحقيقية لمدى نجاحنا.تشكل قضايا الوطن والمواطنين صدارة هذه الاولويات، وهو امر احمله اينما حللت، واينما رست سفينتي الصحفية، وهم يشغلني في كل كتاباتي، واعمل ليل نهار من خلال التواصل معكم ان نقدمها ونعرضها أمام الرأي العام بكل موضوعية ومصداقية، سعيا لايجاد الحلول المناسبة لها وفق رؤية واضحة.«الشرق» هي صحيفة كل مواطن، وكل مواطنة، وكل مقيم، وكل قارئ، تفتح صفحاتها من أجل كل فرد في هذا المجتمع المعطاء، ونحن ما وجدنا في هذا المكان إلا من أجلكم، ومن أجل ايصال رسائلكم، فليس هناك حاجز يفصل بيننا، فنحن نمد أيادينا، ونضع كافة إمكاناتنا تحت تصرف كل قارئ، ونسعد أكثر عندما يكون التواصل قائما، سواء كان ذلك على ـ الصعيد الاجتماعي أو الاقتصادي أو الثقافي أو الصحي أو التربوي.. أو الخدمات الأخرى، ونعمل جاهدين ـ من خلال «الشرق» ـ ان نكون لسانكم الذي تتحدثون به، وعينكم التي تبصرون بها، في سبيل الارتقاء بالخدمات المقدمة في مجتمعنا .هذا بالتأكيد لا يعني اننا نركز على السلبيات على حساب الايجابيات القائمة في مجتمعنا، فنحن ولله الحمد وبفضل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو امير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، وسمو ولي العهد الامين، ننعم بخير وفير، وخدمات تقدم على كل صعيد، عبر مؤسسات تؤدي دورها في المجتمع، الا ان هناك جوانب قصور تعتري خدمات تقدمها بعض الوزارات والمؤسسات، وهو امر طبيعي ــ شأننا شأن بقية المجتمعات ــ وهو ما ينبغي التنبيه اليه، بهدف معالجته، وتلافيه، وتقويم أي خطأ قد يكون قائما، فنحن نعد مرآة يمكن لمؤسساتنا ان ترى فيها خدماتها ما إذا كانت تلبي الطموحات أو يشوبها قصور وسلبيات .نعم يحق للمواطن ان ينادي بتطوير الخدمات، وان يتحدث عن السلبيات، وان يعرض مشاكله في الاعلام إذا ما عجز عن ايجاد الحلول المناسبة لها عبر القنوات الرسمية في الوزارات، ويجب على هذه الجهات ان تتفهم ذلك، والا تعتقد ان وسائل الاعلام تستهدفها " لغاية في نفس يعقوب "، بقدر ما يكون الاستهداف لجوانب القصور والسلبيات، وإذا ما تم تجاوز ذلك، وتم ايجاد الحلول لها، فان الاشادة ستحل مكان الانتقاد.نحن ليست لدينا مواقف مسبقة من وزاراتنا المختلفة، بل على العكس تربطنا بالجميع علاقات اكثر من طيبة، وتواصل في مناسبات شتى، وتعاون نسعى إلى تدعيمه وتفعيله بصورة اكبر من أجل مجتمعنا، فنحن جميعنا في مركب واحد، ولا يعني انه في حالة توجيه الانتقاد إلى مؤسسة ما، اننا ننتقد شخصية المسؤول أو الوزير، انما هدفنا في نهاية المطاف هو تصحيح ما نعتقد انه امر سلبي، لا نرضى ان نشاهده في مجتمعنا، ونعتقد ان المسؤول أو الوزير لايرضى ان يرى مثل هذه السلبيات.لذلك فان الرهان عادة ما ينصب على قضايا المواطنين، والقضايا الاجتماعية التي عادة تشكل عصب الصحيفة، ونحن في سبيل ذلك سنخصص صفحات اكثر من أجل تناول قضايا الوطن والمواطنين بكل موضوعية ومصداقية وجرأة، وهو ما عرفت به «الشرق» خلال مسيرتها الصحفية، وسنعزز من التواصل معكم، وسنفتح قلوبنا وعقولنا قبل صفحاتنا، من أجل ان نتواصل معكم، وما نأمله ان نجد ذلك منكم، وأنا على ثقة انكم احرص منا على التعاون والتواصل فيما بيننا.الاولوية الثانية التي احملها في حقيبتي منذ التحاقي بعالم الصحافة عام 1990 ـ وسأظل اواصل حملها ـ هي الدعوة لتعزيز حضور الكوادر القطرية في مؤسساتنا الصحفية.وحقيقة حتى أكون صادقا معكم فان هذا الهم لا احمله وحدي هنا، بل ان المؤسسة بدءا من رئيس مجلس الإدارة، مرورا بالعضو المنتدب، والمدير العام، ورئيس التحرير، وانتهاء برؤساء الاقسام المختلفة، جميعهم يرحبون بالكوادر القطرية ــ شبابا وفتيات ــ ممن لديهم الرغبة والموهبة لخوض غمار العمل الصحفي الممتع، ويفتحون أبواب «الشرق» لاحتضانهم ودعمهم، وتوفير المناخ المناسب لصقل مواهبهم، وتطوير قدراتهم، والارتقاء بهم نحو الافضل، بما يخدم وطننا، وقضايا المواطنين وهذه دعوة مفتوحة اوجهها لكل شاب .. لكل فتاة .. لكل من يجد في نفسه المقدرة والرغبة في الكتابة ان يأتي الينا، فنحن ابوابنا مفتوحة، وامانة فان الجميع وعلى رأسهم سعادة الشيخ ثاني بن عبدالله آل ثاني، يؤكدون دائما على دعم الكوادر القطرية، والعمل على تأهيلها، وافساح المجال امامها، واتاحة الفرصة لها، لشغل المناصب القيادية طالما أنها جديرة بهذه المناصب، وقادرة على إدارة دفة العمل.ان المسؤولية التي اتحملها اليوم هي امانة كبرى، وهي تكليف وليس تشريفاً، سأعمل جاهداً من خلال كل قارئ، وبالتعاون مع زملائي بالدار، ان اكون عند حسن الظن، وادعو الله ان اوفق في جهدي، ولكن كما يقولون فإن اليد الواحدة لا تصفق.هناك أولويات أخرى، وقضايا عديدة، ولكن لا أريد الاطالة عليكم، فلقاءاتنا عبر صحيفتكم «الشرق» ستتواصل بإذن الله، وستكونون انتم نصب اعيننا دائماً، ومحور القضايا التي سنطرحها باستمرار.وإذا ما كان هناك من كلمة أخيرة فإنني اشكر سعادة الشيخ حمد بن سحيم آل ثاني رئيس مجلس إدارة «الوطن»، والسيد عادل علي بن علي العضو المنتدب، والزميل أحمد علي المدير العام وجميع الزملاء بالوطن، على تعاونهم معي خلال فترة عملي معهم.وعلى بركة الله ابدأ مشواري...
3724
| 28 ديسمبر 2004
مساحة إعلانية
كثير من المراكز التدريبية اليوم وجدت سلعة سهلة...
5370
| 06 أكتوبر 2025
في الآونة الأخيرة برزت ظاهرة يمكن وصفها بـ...
4872
| 02 أكتوبر 2025
تجاذبت أطراف الحديث مؤخرًا مع أحد المستثمرين في...
4242
| 05 أكتوبر 2025
في زمن تتسابق فيه الأمم على رقمنة ذاكرتها...
1836
| 07 أكتوبر 2025
لم يكن الإنسان يوماً عنصراً مكمّلاً في معادلة...
1518
| 08 أكتوبر 2025
قبل كل شيء.. شكراً سمو الأمير المفدى وإن...
1362
| 08 أكتوبر 2025
في الوقت الذي كان العالم يترقب رد حركة...
1023
| 05 أكتوبر 2025
لسنا متشائمين ولا سلبيين في أفكارنا وتوقعاتنا ولكن...
906
| 03 أكتوبر 2025
التوطين بحاجة لمراجعة القوانين في القطــــاع الخـــــاص.. هل...
795
| 05 أكتوبر 2025
كم مرة قلت «نعم» في العمل بينما في...
783
| 02 أكتوبر 2025
المحاولات التي تتكرر؛ بحثا عن نتيجة مُرضية تُسعد...
729
| 07 أكتوبر 2025
الإنسان لم يُخلق ليعيش وحيداً. فمنذ فجر التاريخ،...
720
| 06 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية