رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

جابر الحرمي

مساحة إعلانية

مقالات

1420

جابر الحرمي

«جنون» البورصة

17 فبراير 2005 , 12:00ص

الحديث يوم أمس تحديدا سواء في الوزارات والمؤسسات الحكومية أو في المجالس العامة اقتصر تقريبا على موضوع السوق المالي، وتداعيات الأمس، والارتفاع غير المسبوق في أسعار الأسهم، والتوقف الذي حدث بعد نحو «15» دقيقة من بدء العمل الفعلي للبورصة، ثم الإغلاق بعد ذلك بسبب وصول الأسعار إلى الحد الأعلى المسموح به.

اعترف انني لا أفقه كثيرا في البورصة، ولكن اعتقد أن هذه الطفرة التي حدثت، وبهذه الطريقة، بحاجة للتوقف عندها، ودراسة الأوضاع الحقيقية التي أدت إليها، والأسباب التي دفعت إلى الارتفاع الكبير في أسعار الأسهم لجميع الشركات، قبل أن نصحو ـ لا قدر الله ـ على أمر غير مرغوب فيه.

بالتأكيد هناك من المختصين من هم أقدر على تحليل هذا التسارع في ارتفاع الأسعار، وطرح رؤية من الواقع المعاش بالبورصة، وهو ما يتطلب باعتقادي من القائمين على السوق المالي السعي إلى إقامة ندوات تثقيفية للرأي العام والمتعاملين بالبورصة، حتى يكون هناك وعي بآلية التعامل، سواء للشريحة التي لها حضور فعلي حاليا بالبورصة، أو الأشخاص محدودي الفهم بقضايا البورصة، أو قطاعات واسعة من الناس، التي تتلهف يوميا لسماع اخبار «تسر».

من المهم جداً أن تكون هناك ثقافة عامة لدى أفراد المجتمع بأن الاستثمار ليس فقط في البورصة، بل إن هناك أوجها استثمارية عديدة يمكن اللجوء اليها، سواء كان ذلك في القطاع العقاري أو الاستثماري أو الخدمات ...، ولكن يظهر ان العائد السريع والكبير الذي تأتي به الأسهم، خاصة في هذه الفترة، هو الذي دفع الجميع نحو التوجه الحصري إلى البورصة، وضخ هذه الأموال الكبيرة فيها.

نعم هناك عائد مجز وكبير من العمل في البورصة ـ كما يقول أحد المواطنين إنه كان يحلم في يوم ان يكون في حسابه المصرفي 100 ألف ريال، واليوم وبفضل شراء الأسهم فإن حسابه قد فاق هذا الرقم، وهذا أمر جيد في أن يتحسن دخل الفرد لدينا، ففي ذلك مردود إيجابي لحياة الأسرة ـ ولكن يجب في الوقت نفسه عدم الانجرار إلى وضع جميع مدخراتنا في سلة واحدة، وهي سلة البورصة، وبات الجميع مركزاً عمله ونشاطه وهمه اليومي على هذا القطاع فقط.

نريد وعيا بالعمل في السوق المالي، وثقافة تبعد عنا أي «مفاجآت» غير محسوبة مستقبلا، وهذا لن يتأتى إلا من خلال تعميم وتنشيط الندوات التثقيفية والتوعوية، والتواصل مع المجتمع، وهي مهمة القائمين على السوق المالي، لكون الأفراد في مجتمعنا ما زالوا حديثي عهد بالتعامل مع البورصة، وبالتالي يجب على المهتمين والمسؤولين الالتفات إلى هذه القضية، وأن نستفيد من تجارب الدول الاخرى على صعيد ايجاد آليات فاعلة تحفظ السوق المالي من أي تقلبات قد يتعرض لها، ومن ثم نحفظ الحقوق المالية للمساهمين، الذين اقترض العديد منهم الآلاف، واستدان من البنوك، أو قام ببيع سيارته أو ما لديه من عقار من أجل خوض تجربة الأسهم ....، هذه الشريحة يجب الالتفات إليها، وعدم تركها تخوض تجربة دون وعي، فصغار المستثمرين قد يندفعون في «مغامرات» الأسهم، وبعد بضع صفقات بسيطة، تغريهم لخوض ما هو أكبر منها، يصحون على واقع آخر. نأمل من الاخوة القائمين على السوق المالي السعي لنشر الوعي الكافي بكيفية التعاطي والتعامل مع البورصة قبل فوات الأوان.

مساحة إعلانية