رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

أولوية دولنا الخليجية.. وقف حرب إسرائيل على إيران

تؤكد دول مجلس التعاون الخليجي لجميع الأطراف على موقفها الحيادي الإيجابي، وإدانة ورفض عدوان وحرب إسرائيل على إيران. وأنها ليست طرفا ولن تسمح بأن تُقحم في أتونها ولن تسمح باستخدام أراضيها وقواعدها العسكرية لشن عمل عسكري ضد إيران يجعلها بمرمى النيران. حتى لا ننزلق بتداعيات خطيرة على أمن واستقرار منطقة الخليج العربي وأمن النفط، والمصدر الرئيسي للطاقة والاقتصاد العالمي. يكتسب دور ومساهمة دول مجلس التعاون الخليجي أهمية كبيرة، وذلك للارتباط بعلاقة ودية مع الطرف الإيراني، واستراتيجية مع الطرف الأمريكي. خاصة بعد جولة الرئيس الأمريكي ترامب الخليجية الشهر الماضي وصفقات الاستثمارات التريليونية. وحرص دول المجلس على خفض التصعيد، والأهم التأكيد لأطراف الحرب بعدم تجاوز الخطوط الحمراء وأهمها تجنب ضرب الأهداف الحيوية التجارية ومنشآت الطاقة من نفط وغاز وموانئ ومنشآت نووية إيرانية على الخليج العربي. وأهمها منشأة مفاعل بوشهر، وحقل الغاز الأكبر في العالم حقل جنوب بارس في إيران. وتبني بذلك دولنا الخليجية على الخبرات الفردية والجماعية والمصالح المشتركة بيننا وبين الولايات المتحدة وإيران. وعلى سجل دبلوماسية الوساطات الناجحة. خاصة وأن دولنا الخليجية كان ولا يزال دورها رائدا ومطلوبا في دبلوماسية الوساطة والتدخلات الحميدة في حل أزمات بين الولايات المتحدة وإيران، وبين إسرائيل وحماس. وخاصة دولة قطر، ومعها سلطنة عمان وخاصة مؤخرا في خمس جولات مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين الأمريكي-والإيراني في مسقط وروما، وأجهضت إسرائيل الجولة السادسة قبل يومين من شن إسرائيل الحرب. وكذلك الوساطة بين الولايات المتحدة والحوثيين بوقف الحرب، قبل جولة الرئيس ترامب الخليجية الشهر الماضي. وكذلك نقل وزير الدفاع السعودي رسالة من الملك سلمان إلى المرشد، ونقل مبعوث إماراتي رسالة من الإدارة الأمريكية إلى إيران... ما يعني أن دولنا الخليجية مهيأة وتملك الخبرة للعب دور الوسيط مدعوما برغبة وحرص أوروبي وغربي وتركي وروسي وصيني لخفض التصعيد والتوصل لحل واتفاق. يوقف حرب تبادل القصف الصاروخي والقصف رداً على غارات إسرائيل المدمرة على أهداف عسكرية ومدنية ونووية إيرانية في عدة مدن أبرزها العاصمة طهران. وسط هذا التصعيد غير المسبوق يبرز دور دول مجلس التعاون فرديا وجماعياً لاحتواء التصعيد والحد من تحوله بتداعيات إقليمية تضر الجميع. إضافة إلى التوصيات التي قدمتها في مقالي في الشرق الأسبوع الماضي-»حياد ووساطة دول مجلس التعاون الخليجي لتجنب تداعيات حرب إسرائيل وإيران»-على دولنا الخليجية-تكرار التأكيد بشكل فردي وجماعي ببيانات من وزارات الخارجية الخليجية تؤكد على إدانة الاعتداء الإسرائيلي على إيران. وأننا لسنا طرفا ولن نشارك بأي عمل عسكري ضمن عملية «الأسد الصاعد» على إيران. وبرزت مبادرات فردية وجماعية من قادة دول مجلس التعاون الخليجي. فقد شدد سمو أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد في اتصال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على ضرورة العمل على خفض التصعيد والتوصل إلى حلول دبلوماسية. وأكد الرئيس ترامب استعداده للمشاركة في مساعي حل الأزمة حفاظا على الأمن والاستقرار الإقليمي. وعبّرت وزارة الخارجية القطرية ببيان رسمي عن إدانتها الشديدة واستنكارها البالغ للهجوم الإسرائيلي على إيران، بصفته انتهاكا صارخا لسيادة إيران وأمنها، وخرقا واضحا لقواعد ومبادئ القانون الدولي. وأدنت السعودية «بشدة الاعتداءات الإسرائيلية السافرة على إيران الشقيقة». ووصف البيان الاعتداءات بأنه انتهاك خطير يمس سيادة إيران وأمنها، ومخالفة صريحة للقوانين والأعراف الدولية. وكذلك أدانت واستنكرت وزارة الخارجية الكويتية في بيان رسمي الهجمات الإسرائيلية على إيران، ووصفته بانتهاكٍ صارخٍ لكافة القوانين والمواثيق الدولية، ويعد اعتداءً سافراً على السيادة الإيرانية ويعرض أمن واستقرار المنطقة للخطر. وعبّر بيان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الأسبوع الماضي على لسان الأمين العام جاسم البديوي: عن «إدانة واستنكار مجلس التعاون للاعتداءات الإسرائيلية التي شنها سلاح الجو الإسرائيلي فجر الجمعة ضد إيران. وتشكل الهجمات الإسرائيلية على إيران انتهاكا صريحا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة....وطالب الأمين العام المجتمع الدولي ومجلس الأمن بتحمل مسؤولياته نحو الوقف الفوري لهذا العدوان، وتجنب التصعيد الذي قد يشعل فتيل صراع أوسع، ستكون له عواقب وخيمة على السلم الإقليمي والدولي». وكذلك تأكيد دول مجلس التعاون الخليجي على مبدأ الحياد الإيجابي: وعدم السماح باستخدام أراضينا وأجوائنا بأي عملية عسكرية قد تشارك بها الولايات المتحدة إذا تصاعدت الحرب بين إسرائيل وإيران. وقد هددت إيران بأن أي دولة ثالثة تتدخل في الحرب وتشارك بالاعتداء على إيران ستتلقى ردا عسكريا سريعاً. وخاصة إذا شاركت الولايات المتحدة بأي عدوان على إيران. كما أعلن الرئيس ترامب أنه سيتخذ قراره حول الحرب خلال أسبوعين لمنح الدبلوماسية فرصة واستكمال التحشيد العسكري وشن حرب نفسيه إعلامية. وحذرت إيران باستهداف القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة إذا دخلت أمريكا الحرب!! ويبقى الدور الأهم الذي يمكن لدولنا الخليجية عمله، دبلوماسية الوساطة الخليجية بنقل رسائل بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة وإيران. والتأكيد على عدم تجاوز الطرفين الخطوط الحمراء قصف المنشآت النووية والطاقة والقواعد الأمريكية وإغلاق مضيق هرمز!! لتداعياتها الخطيرة وانعكاسها بارتفاع أسعار النفط بين 100-120 دولارا لبرميل النفط. والتسبب بأزمة طاقة وارتفاع التضخم والإضرار بالاقتصاد لدولنا والاقتصاد العالمي. وتوقعت دراسة لوكالة بلومبورغ تضررا كبيرا للاقتصاد الإيراني وارتفاع التضخم ل80%. وأظهرت دراسة أخرى تقديرات تكلف حرب إسرائيل على إيران مليار دولار يوميا، وبلغت كلفة الأسبوع الأول من الحرب على إيران 5 مليارات دولار! وقد كلفت الحرب الاقتصاد الإسرائيلي 28 مليار دولار. والأخطر ان استمرار الحرب يُضر ويضرب الاستقرار والأمن الجماعي، والتنمية، ويُعيق تحقيق الرؤى المستقبلية لكل دول المنطقة .

1029

| 22 يونيو 2025

حياد ووساطة دول التعاون لتجنب تداعيات حرب إسرائيل وإيران

تقف دول مجلس التعاون الخليجي في مرمى نيران المواجهة المتصاعدة بين إسرائيل وإيران التي فاجأت المحللين والتوقعات بشن عملية نوعية هي الأكبر والأخطر «الأسد المتوثب» والأكثر تدميراً بتداعيات واسعة على إيران فجر الجمعة الماضي. وذلك بعد استهداف منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم ورصد تسرب كيميائي وإشعاعي نووي داخلي. وفشل إلحاق أضرار بمنشآت إيران النووية الأخرى في أصفهان وفوردو وأراك للماء الثقيل لموقعهم تحت أعماق سحيقة لا تملك إسرائيل قدرة استهدافهم. وبعد تعرض إيران لأسوأ يومين من القصف على العاصمة ومدن عديدة ومواقع عسكرية ومنشآت نووية واغتيال صف القيادات العسكرية وقادة الحرس الثوري الأول وعلماء وخبراء نوويين. ردت إيران بعملية «الوعد الصادق 3». عاشت إسرائيل وخاصة تل ابيب عاصمة المال والأعمال والشركات الكبرى، أسوأ وأكثر لياليها رعباً باعتراف السفير الأمريكي مايك هاكابي، اضطر للهرب للملاجئ 5 مرات ليل الجمعة،مع بدء إيران موجات القصف الصاروخي على إسرائيل-واضطر 7 ملايين إسرائيلي للفرار للملاجئ وسط دمار وسقوط جرحى وقتلى غير مسبوق منذ نكبة عام 1948. تملك دول مجلس التعاون الكثير من الأوراق يمكن توظيفها لدرء المخاطر بالحياد وبضغط الحليف الأمريكي لاحتواء التصعيد وحتى وقف الحرب المدمرة. وذلك بتداخل الأبعاد الأمنية، وأمن الطاقة. لذلك مصلحة جميع الأطراف لدعم الجهود الخليجية لوقف الحرب ومنع تصاعدها. تجد دول مجلس التعاون الخليجي نفسها التي لعبت دورا مهما في الوساطة بين كل من الولايات المتحدة وإيران منذ أبريل الماضي في جولات مفاوضات غير مباشرة بوساطة عمانية في مسقط وروما، مدفوعة لتقريب وجهات النظر للتوصل لاتفاق نووي. وكانت إدارة ترامب في رئاسته الأولى انسحب من الاتفاق النووي مع إيران، أبرمه الرئيس أوباما ضمن مجموعة (5+1( عام 2015، وفرض أقسى العقوبات على إيران. ولم تتفاوض إدارة بايدن للعودة للاتفاق النووي. وعمد الرئيس ترامب للتفاوض للتوصل لاتفاق نووي جديد بوساطة خليجية. مع التلويح باللجوء لخيارات أخرى. ومنح الرئيس ترامب إيران مهلة 60 يوما في أبريل الماضي للتوصل لاتفاق نووي-لتجنب التصعيد والمواجهة. وذكّر بذلك الجمعة الماضي بعد شن إسرائيل عملية «الأسد المتوثب». وفيما يعارض نتنياهو منذ عقود مفاوضات تُبقي برنامج إيران النووي دون وقف التخصيب وتفكيك برنامج إيران النووي ويصر على تطبيق نموذج النووي الليبي (بتسليم برنامجه النووي البدائي)، بدلا من الاستمرار بجولات التفاوض بوساطات شاركت بها قطر والإمارات وآخره سلطنة عُمان. وكان الرئيس ترامب تجنب في جولته الخليجية الأولى في رئاسته زيارة إسرائيل، وفي محادثاته مع قادة دول المجلس في القمة الخليجية واللقاءات الثنائية، لدور القادة بالوساطة وبنقل رسائل للطرفين لدعم جهود التفاوض والتوصل لاتفاق نووي مع إيران يجنب المنطقة التصعيد. ودأب ترامب تكرار المزج بين البراغماتية والواقعية «أفُضل التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، لكننا لن نسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي سواء توصلنا إلى اتفاق أم لا.» في موقف يوازن ويطمئن مخاوف، ويستجيب لمطالب إسرائيل. ويكتسب تحذير ترامب في حال فشلت المفاوضات مع إيران بمنع إيران من حيازة السلاح النووي، مصداقية-بعد تسريب تصريحات الجنرال كاريللا قائد مسرح العمليات الأمريكية في المنطقة-»قدمت للرئيس ترامب خيارات واسعة لعملية عسكرية ضد إيران في حال فشلت المفاوضات... ومستعدون للرد بقوة ضاربة لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي في حال أمر الرئيس ترامب القيام بعمل عسكري.» وما يثير القلق تهديد وزير الدفاع الإيراني عزيز نصير زاده-في حالة تعرض منشآت إيران النووية باستهداف إسرائيل والقواعد العسكرية الأمريكية في الخليج في محاولة ردعية. والملفت تكرار وتأكيد الولايات المتحدة النأي بنفسها وعدم مشاركتها في العلمية العسكرية الإسرائيلية ضد إيران. وترى وتدعم دول مجلس التعاون الخليجي وقف الحرب على غزة، لأنه سيساعد ضمن صفقة كبيرة بتعزيز فرص التوصل لاتفاق نووي بين إيران والولايات المتحدة والمجتمع الدولي، وتخفض المواجهة، ويساعد على إعادة مسار التطبيع بين دول عربية وإسرائيل. ماذا على دول مجلس التعاون الخليجي عمله بالتعامل مع مواجهة تصاعد الحرب الإسرائيلية على إيران للحد من تداعياتها الخطيرة على أمن منطقتنا وشعوبنا ومصادر دخلنا وأمن الطاقة والنفط؟ على دول مجلس التعاون الخليجي إضافة لإصدار بيانات استنكار وإدانة إسرائيل أولاً: على دولنا الخليجية إعادة تكرار التأكيد بشكل فردي وجماعي بيانات صدرت من وزارات الخارجية الخليجية تؤكد على إدانة الاعتداء الإسرائيلي على إيران. ولسنا طرفا ولن نشارك بأي عمل عسكري ضمن عملية «الأسد الصاعد» على إيران. ثانياً: على دول مجلس التعاون الخليجي تكرار موقفها الفردي والجماعي الحياد الإيجابي: لن نسمح باستخدام أراضينا وأجوائنا والقواعد الأمريكية بأي عملية عسكرية قد تشارك بها الولايات المتحدة إذا تصاعدت الحرب بين إسرائيل وإيران. خاصة بعد تهديد وزير الدفاع الإيراني نصير عزيز زاده أن الرد الإيراني في حال شاركت الولايات المتحدة بأي عدوان على إيران، ستستهدف إيران القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة!! وكان ملفتاً تلقي سمو أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد، اتصالا هاتفيا امس من الرئيس ترامب. وأكد الشيخ تميم على ضرورة العمل لخفض التصعيد والتوصل إلى حلول دبلوماسية. وأكد الرئيس ترامب استعداده للمشاركة في مساعي حل الأزمة حفاظا على الأمن والاستقرار الإقليمي. ثالثا: تفعيل وساطة الدول الخليجية بنقل رسائل بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة وإيران. بعدم استهداف إيران القواعد الأمريكية في المنطقة!! لوقف الحرب المدمرة. ونجاح مفاوضات النووي وحماية أمن الطاقة واستقرار أسعار النفط بعدما ارتفعت 7%. وهذا يعزز دور ومكانة واستقرار وأمن دول مجلس التعاون الخليجي، لتنصرف للتنمية وتحقيق رؤى دولنا المستقبلية.

843

| 15 يونيو 2025

شبكة العنكبوت.. ومستقبل حروب الجيل الخامس!!

بات واضحا اليوم أن طبيعة ونوع الحروب وأسبابها لم تعد كما اعتدنا عليه خلال العقود الماضية أو عبر ما شهدته البشرية بسبب الصراعات وتضارب المصالح وفشل التفاوض وحل النزاعات بطرق سلمية، برغم إنشاء عصبة الأمم بعد الحرب العالمية الأولى والأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية. وذلك لفشل المنظمتين من حل النزاعات بطرق سليمة والحفاظ على الأمن والسلم الدوليين... وبعد عقدين ونصف من الحروب والتدخلات والحروب الاستباقية التي تعتدي على سيادة الدول كأفغانستان (2001) والعراق (2003) والحروب على سوريا واليمن وليبيا والصومال وعلى تنظيم داعش (2014)، لم تعد الأولوية اليوم لحرب على الإرهاب، بل صارت الحروب اليوم حروبا غير متناظرة بين قوات مسلحة بعقيدة عسكرية للجيوش تواجه وتحارب تنظيمات وفصائل مسلحة كما نشهد اليوم بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله، وبين الولايات المتحدة والحوثيين وقبلها بين الولايات المتحدة وطالبان في أفغانستان. لذلك لن تكون الحروب المستقبلية كما ذهبت دراسات استشرافية- حروب مياه ومصادر طبيعية، بل حروب الجيل الخامس غير المتناظرة التي ترتكز على مزج التكنولوجيا المتطورة والذكاء الاصطناعي والمسيرات الانتحارية. وهذا سلاح الضعيف والفقير في مواجهة القوي والغني الذي يخصص عشرات ومئات مليارات الدولارات سنويا لميزانيات الدفاع. لجسر الهوة بين الدول الغنية والفقيرة وميزانيات مليارية ومليونية لميزانيات الدول. وهذا ما نشهده في حرب روسيا على أوكرانيا وما يقوم به الحوثيون ضد إسرائيل وحتى في حرب السودان. دشنت عملية "شبكة العنكبوت" Spider Web التي شنتها أجهزة الأمن والاستخبارات والقوات المسلحة الأوكرانية على قواعد عسكرية في عدة مواقع من داخل الأراضي الروسية مفهوما جديدا في عالم حروب مستقبل للصراع بين قوى غير متكافئة بالقدرات والإمكانيات والتسلح. وكيف يُمكن للدول الصغيرة والضعيفة وقليلة القدرات والإمكانيات أن تقارع وتكبد القوى الكبيرة تكاليف كبيرة في المواجهة غير المتكافئة بينهما. فيما بات يُعرف بالصراع بين شمشون ودليلة!! في دراسة حديثة صدرت قبل أيام عن أهم مركز دراسات إستراتيجية ودولية في العالم (CSIS) في واشنطن، يشير إلى تكبد روسيا خسائر بشرية كبيرة. وبرغم عدم تقدم روسيا وأوكرانيا أعدادا واضحة للقتلى من قواتهما المسلحة، لكن الدراسة تشير إلى ارتفاع عدد قتلى الجنود الروس إلى 250 ألفا من 950 ألف قتيل ومصاب. وتتوقع الدراسة أن يتجاوز عدد ضحايا القوات المسلحة الروسية حاجز مليون بين قتل ومصاب هذا الصيف!! لم تصل أي حرب بتاريخ روسيا أو الاتحاد السوفيتي منذ الحرب العالمية الثانية الذي فقدت فيه روسيا حوالي 9 ملايين يضاف إليهم حوالي 19 مليون مدني في الحرب العالمية الثانية. وتوضح الدراسة أن هذه الإحصائيات لخسائر الطرفين الروسي والأوكراني تتطابق مع تقييم إحصائيات الاستخبارات الأمريكية والبريطانية. مع تقييم الاستخبارات البريطانية أن القوات الروسية تخسر حوالي 1000 بين قتيل وجريح يومياً. وتشير الدراسة المهمة إلى أن خسائر القوات الأوكرانية تتجاوز 400 ألف بين قتيل ومصاب، ويتراوح عدد الجنود القتلى الأوكرانيين بين 60 و100 ألف قتيل. والواضح أن أداء القوات الروسية في المعارك في أوكرانيا لم يرق إلى مستوى الأداء المتوقع من ثاني أقوى قوات مسلحة على مستوى العالم!! خاصة بعد فشلها بتحقيق أهداف الحرب على أوكرانيا. والدليل على ذلك تحول الحرب إلى حرب استنزاف. وباتت الحرب توصف في الإعلام الغربي بـ "مفرمة اللحم"! ما يجعل حرب روسيا على أوكرانيا الأكثر منذ الحرب العراقية- الإيرانية قبل 37 عاما. وتشير الدراسة أن عدد ضحايا القوات المسلحة الروسية يشير إلى "عدم اكتراث بوتين لحياة جنوده"! وشهدنا في حالة الحرب الروسية- الأوكرانية في عامها الرابع برغم أن موازين القوى لا تعطي أي فرصة للطرف الضعيف (ترتيب أوكرانيا في مؤشر القوة العسكرية 20) بالصمود، وتوجيه ضربة موجعة للطرف القوي (ترتيب روسيا في مؤشر القوة العسكرية 2 على مستوى العالم). وذلك برغم امتلاك روسيا أكبر ترسانة نووية عرفتها البشرية (5977 رأسا نوويا- أكثر من مجموع الرؤوس النووية التي تملكها دول الناتو- الولايات المتحدة- بريطانيا وفرنسا 5943!!) … مقارعته وإحراجه بين شعبه تفقده رصيدا من هيبته بصفته ثاني أقوى جيش وقوات مسلحة على مستوى العالم!! كذلك يُلهم ويشجع نجاح عملية "شبكة العنكبوت" الأوكرانية ضد روسيا الجماعات والفصائل المسلحة كحركة حماس والحوثيين وحزب الله وغيرهم على اتباع النموذج الأوكراني لتوجيه ضربات ضد الولايات المتحدة وإسرائيل. باستهداف القواعد العسكرية الجوية والبرية وتدمير المقاتلات والدبابات بمسيرات انتحارية وبكلفة محدودة. تكلفة كل مسيرة من المسيرات الأوكرانية الانتحارية 600 دولار دولار أمريكي، دمرت مقاتلة روسية قيمتها 100 مليون دولار. ما سيغير بشكل كبير طبيعة المواجهات والحروب. ونشهد للشهر العشرين تُكبّد حركة حماس والفصائل الفلسطينية في غزة قوات الاحتلال ثاني أقوى قوات مسلحة في الشرق الأوسط (بعد قدرات القوات المسلحة التركية) خسائر بشرية وبالعتاد وتُهين مكانتها وسمعتها بأن القوات الإسرائيلية القوة الأقوى في الشرق الأوسط والجيش الذي لا يقهر والأكثر عدالة كما يروج زورا نتنياهو. ونشهد كيف نجح صمود كتائب عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية برغم وحشية حرب إبادة إسرائيل على غزة. وكيف تفضح وحشيتها وجعلت إسرائيل كيانا منبوذا ومكروها ومارقا، ترتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وحرب إبادة وتستخدم سلاح القتل والتنكيل والجوع بشكل ممنهج وموثق يشاهده العالم ويستنكره ويرفضه ويندد به!!

489

| 08 يونيو 2025

تحديات وفرص مخاض ولادة سوريا الجديدة

يشكل موقع سوريا الجغرافي المتميز في شرق حوض المتوسط- نقطة التقاء بين الثقافات والحضارات بين الشرق والغرب والعالم العربي. لكن غُيبت سورية عن محيطها تحت انقلابات حكم البعث، وخاصة بعد نكسة يونيو 1967-واحتلال إسرائيل لهضبة الجولان الإستراتيجية-وحتى لم ينجح حافظ الأسد بالانتصار الجزئي، فقد استعادت مصر سيناء بعد مفاوضات أعقبت حرب أكتوبر 1973 باستعادة الجولان، ضمته إسرائيل لاحتلالها لفلسطين عام 1981. وخلف بشار الأسد حكم والده وتحويل سوريا لحكم عائلة الأسد ويدخل سوريا في متاهات وارتهان لمحور ما يسمى المقاومة-ليسقط نظامه ويتفكك جيشه بصورة دراماتيكية ويفقد السيطرة ويفر إلى موسكو لاجئا هو وعائلته في غضون ثلاثة أسابيع-بسقوط ونهاية مدوية لحكم مستبد تجاوز 55 عاماً. شكّل سقوط نظام الأسد تحولا استراتيجيا كبيرا في جيو-سياسة المنطقة وتركيبة التحالفات بصعود دور دول مجلس التعاون الخليجي وتركيا والولايات المتحدة والغرب-الذي استبدل انكفاء القوة التقليدية التي هيمنت على سوريا خلال العقدين الماضيين وخاصة إيران وأذرعها وروسيا التي عادت إلى المنطقة منذ عام 2015 من بوابة سوريا... كان سقوط النظام السوري من أهم أحداث عام 2024، خاصة أنه نجم من تداعيات حرب إسرائيل على غزة. أضعفت الغارات والهجمات الإسرائيلية التي تجاوزت مئات الغارات القوات المسلحة السورية منذ سقوط نظام الأسد وخاصة سلاح البحرية وأنظمة المضادات الجوية بشن حوالي 700 غارة. السؤال بعد ستة أشهر من سقوط نظام الأسد: سوريا إلى أين وسط مخاض صعب وتحديات كبيرة أمام النظام الجديد: خاصة بخلفيته وتركيبته وقادته وخاصة الرئيس الانتقالي أحمد الشرع-عُرف قبل سقوط دمشق ب»أبو محمد الجولاني»-قاتل في العراق مع القاعدة واعتقلته القوات الأمريكية واطلقت سراحه. لينتقد القاعدة وينتقل إلى جبهة النصرة- ومنها يؤسس «هيئة تحرير الشام»- ويسيطر فصيله على محافظة إدلب مقر المعارضة السورية والمتاخمة لحدود تركيا الجنوبية، وليثبت قدرة هيئة تحرير الشام على إدارة إدلب. لتنطلق الفصائل المسلحة بتحرير كبرى المدن السورية نهاية نوفمبر وتتساقط حلب وحماة وحمص ودرعا وصولا إلى العاصمة دمشق في ثلاثة أسابيع. واليوم تبرز تحديات كثيرة أمام سوريا الجديدة- أبرزها اكتساب النظام الجديد شرعية واعتراف النظام الدولي، واحتضان النظام العربي فرادى وجماعيا شرعية النظام، وقدرته ونجاحه بتمثيل مكونات سوريا الدينية والعرقية والأثنية والأقليات المعقدة، ودمج الفصائل المسلحة تحت قيادة الدولة، وما يؤمل أن يقود ذلك لأمن واستقرار. كما من أولويات النظام الجديد رفع العقوبات القاسية التي فُرضت على نظام الأسد وخاصة «قانون قيصر» الذي أقره الكونغرس الأمريكي لعقاب نظام الأسد على جرائمه. ورغم احتضان الدول العربية الرئيسية له، وخاصة الدول الخليجية وعلى رأسها السعودية وقطر والتي وقفت منذ اليوم الأول مع الثورة السورية ودعمها وتحويل السفارة السورية في الدوحة لسفارة المعارضة. وبلعب دور رئيسي مع الرئيس التركي أردوغان بإقناع الرئيس الأمريكي ترامب بلقاء الشرع في الرياض على هامش القمة الخليجية-الأمريكية منتصف الشهر مايو الماضي. ولاحقا رفع معظم العقوبات عن سوريا باستثناء عقوبات قانون قيصر الذي يحتاج لمصادقة الكونغرس. شكّل لقاء الرئيس ترامب بالرئيس السوري في الرياض ورفع معظم العقوبات بعد عقود من تصنيف سوريا ضمن الدول الراعية للإرهاب- تحولا كبيرا بزرع الثقة وتأهيل سوريا وزرع الثقة وخاصة بعد زيارة السفير الأمريكي في تركيا-توماس باراك المقرب من ترامب لدمشق ولقائه مع الشرع- وبخطوة رمزية رفع العلم السوري فوق منزل السفير الأمريكي في دمشق بعد غياب أمريكي منذ اندلاع الثورة السورية قبل 14 عاما. وأعقب ذلك رفع الاتحاد الأوروبي معظم العقوبات عن سوريا ولقاء الرئيس أحمد الشرع الرئيس الفرنسي ماكرون في باريس. وزيارات عديدة قام بها الرئيس السوري لعواصم خليجية ومشاركة سوريا في القمة العربية في بغداد. ما يؤكد عودة سوريا إلى الحضن وبعدها العربي الذي غُيبت عنه لعقود. لكن تبقى الخشية من القنابل الموقوتة بسعي إسرائيل لتهميش وإبقاء النظام تحت قبضة قوتها الغاشمة وعدوانها المستمر وآخره مساء الخميس على قواعد غرب سوريا في طرطوس وغيرها ! وذلك بعد توقف الغارات منذ اجتماع الرئيس ترامب مع الرئيس السوري أحمد الشرع في الرياض منتصف مايو الماضي. إذا عاد نتنياهو ليصعد ضد سوريا ولم تنسحب قوات الاحتلال من جبل الشيخ ومنطقة فصل القوات لعام 1974 التي احتلتها بعد سقوط نظام الأسد، سيتسبب ذلك بمواجهة بين إدارة ترامب وإسرائيل-خاصة أن رؤية ترامب بدعم خليجي وتركي في سوريا الجديدة جزء من نظام إقليمي يضم سوريا وفرصة للشركات الأمريكية لإعادة إعمار سوريا بعد رفع العقوبات وعودة البنك الدولي. كما أن هناك خشية من عودة نفوذ إيران وأذرعها. ولكن التوصل لاتفاق نووي بين الولايات المتحدة وإيران الذي يثق الرئيس ترامب أنه بات وشيكا سيصب لمصلحة المزيد من الاستقرار في سوريا. وتجنب الانزلاق نحو الفتنة بين مكونات المجتمع السوري- كما شهدنا خلال الأشهر الماضية في أحداث الساحل، مع المكون العلوي، وفي الجنوب في السويداء مع الدروز- وتنصيب نتنياهو نفسه مدافعا وحاميا لدروز سوريا. تقف سوريا على مفترق طرق: لكن هناك فرصا لا يمكن تفويتها لتحقيق الاستقرار بتكاتف القوى الفاعلة. واضح احتياج سوريا لاحتضان عربي ودعم ومؤتمر دولي يدعم الأمن والاستقرار أشبه بمشروع مارشال الأمريكي الذي قدمته الولايات المتحدة لدعم وإسناد إعادة إعمار البنى التحتية في أوروبا في أعقاب نهاية الحرب العالمية الثانية. خاصة وأن 90% من السوريين يعيشون دون خط الفقر وفقدت العملة السورية 90% من قيمتها وتفتقر للخدمات الأساسية وخاصة في قطاع الكهرباء وغيره.

477

| 01 يونيو 2025

الثابت والمتغير الخليجي بين زيارتيّ ترامب الأولى والثانية!!

تشهد منطقة الخليج تحولات ومتغيرات متسارعة بحجمها وتأثيرها ونتائجها. الحرب الباردة بين ضفتي الخليج وإيران. خاصة بعد قطع العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وايران وخفض التمثيل الدبلوماسي الخليجي مع إيران بعد الاعتداء على السفارة والقنصلية العامة السعوديتين في إيران. إضافة لما ذكرته في مقالي «زيارة ترامب...تُرسّخ الشراكة ومركزية دول مجلس التعاون الخليجي» في الشرق: « تشكل زيارة الرئيس ترامب الرسمية الأولى خارج الولايات المتحدة برئاسته الثانية (السعودية وقطر والإمارات بين 13-16 مايو الجاري)-اعترافاً معبراً لمكانة ودور دول مجلس التعاون الخليجي إقليميا وحل الأزمات الدولية. وبذلك يكرر الرئيس ترامب، كما في رئاسته الأولى الزيارة الأولى إلى السعودية في مايو 2017، وعقد قمة أمريكية-سعودية وقمة أمريكية-خليجية وقمة أمريكية-عربية-إسلامية. تعمد ترامب تجاهل زيارة إسرائيل في جولته الخليجية ليرسل رسالة انزعاج من مواقف وتدخلات وتلاعب نتنياهو والتباين حول حربه على غزة ورفضه مفاوضات إيران وتحريضه على ضرب برنامج إيران النووي، وتهديد أمن واستقرار المنطقة التي يراها ترامب من أولويات رؤيته للمنطقة والتعاون في مجالات الاستثمارات والأمن والتسلح والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وقّع اتفاقيات استثمارات وصفقات طويلة الأمد تغطي سنوات رئاسته تصل لـ 3 تريليونات دولار مع الدول الثلاثة. هناك العديد من أوجه التشابه والاختلاف الملحوظ بين زيارتي الرئيس ترامب: الأولى مايو 2017 والثانية مايو 2025. على المستويات: الأمريكي الداخلي ومستوى النظام الدولي-أوروبا-الصين وروسيا، وفي منطقتنا الخليجية. المشترك بين الزيارتين التركيز على صفقات تجارية وعسكرية واستثمارات وتكنولوجية وفي مجال الذكاء الاصطناعي والرقائق الالكترونية. أبرزها يكرس الرئيس ترامب في زيارتيه تقليدا جديدا، يخالف نهج رؤساء الولايات المتحدة بكون الزيارة الرسمية الأولى للرئيس لدول الجوار-كندا أو للحلفاء الرئيسيين في حلف الناتو، وخاصة بريطانيا. لينتهج الرئيس ترامب في زيارتيه-منطقة الخليج-السعودية عام 2017، بينما توسعت جولته الخليجية الثانية التي انتهت الجمعة الماضي، لتشمل السعودية وعقد قمة خليجية-أمريكية وزيارة قطر والإمارات وتوقيع اتفاقيات تجارية واستثمارية ومشاركة 30 من المدراء التنفيذيين لكبرى الشركات الأمريكية. وزادت قيمة الصفقات من 450 مليار دولار مع السعودية، عام 2017-لكن حسب تحليل نيويورك تايمز نُفذ منها حوالي 95 مليار دولار! بينما تم توقيع عدة اتفاقيات تجاوزت أكثر من 3 تريليونات دولار في زيارته الثانية. وخاصة الصفقات التجارية والاستثمارات والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وصفقات الأسلحة والطيران المدني. وقعت السعودية أكبر صفقة أسلحة بتاريخ الولايات المتحدة بقيمة 142 مليار دولار. من ضمن صفقات بمختلف المجالات تصل إلى 600 مليار دولار مع خيار ارتفاع الاستثمارات السعودية إلى 1 تريليون دولار. ووقعت دولة قطر صفقات بمجال الطائرات المدنية واستثمارات التكنولوجيا-تشمل أكبر صفقة طائرات بتاريخ شركة بوينغ لشراء 160 طائرة ركاب مع خيار زيادة العدد لـ 200 طائرة بقيمة تتجاوز 200 مليار دولار. واتفاقية شراء مسيرات MQ-9-. وإشادة الرئيس ترامب بسمو أمير دولة قطر وإنجازات قطر في شتى المجالات وخاصة بدبلوماسية الوساطة. وقعّت دولة الإمارات اتفاقيات بـ 200 مليار دولار-إضافة لاستثمارات في الاقتصاد الأمريكي وقطاع التكنولوجيا المعلومات والرقائق الالكترونية بـ 1.4 تريليون دولار خلال السنوات العشرة القادمة. حشد الرئيس ترامب في زيارته الأولى عام 2017 الموقف الخليجي ضد إيران والحركات الإرهابية-ترجمه بعد عام بمبادرة لم «التحالف الاستراتيجي للشرق الأوسط»- (MESA) لكنها لم تتبلور. وتنصيب إسرائيل القائد المركزي للمنطقة ودمجها في المنطقة عبر الاتفاقيات الإبراهيمية. بينما اليوم لم تعد أولوية-بل تبرز خلافات بين ترامب ونتنياهو، لكن ليس مع إسرائيل. وتعمد ترامب عدم زيارة إسرائيل وإشراكها بترتيبات المنطقة الأمنية. بعكس عام 2017-زار إسرائيل واعترف بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وفوقها اعترف بالجولان السوري المحتل أرضا إسرائيلية. في عام 2017 كانت إيران وحلفاؤها في مرمى نيران أمريكا-وانسحب ترامب من الاتفاق النووي وفرض نظام أقسى العقوبات على إيران. بينما نشهد اليوم مفاوضات مع إيران، وتفاؤل بالتوصل لاتفاق نووي بوساطة عُمانية، وإلا البديل خيار القوة. لذلك طلب ترامب مساعدة أمير قطر في مفاوضات النووي مع إيران. سقط نظام الأسد قلب محور المقاومة بقيادة إيران، وسيطر على سوريا تحالف المعارضة الإسلامية المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام بقيادة أحمد الشرع-(أبو محمد الجولاني)-برغم تصنيفه إرهابيا ووضع أمريكا فدية بـ 10 ملايين دولار واعتقاله في العراق. واجتمع ترامب مع الشرع بوساطة الأمير محمد بن سلمان في الرياض ضمن جولته الخليجية. وأعلن رفع العقوبات عن سوريا، يشكل تحولا جيو-استراتيجيا مهما، ودون التشاور مع إسرائيل، برغم تهديد ذلك التقارب أمن إسرائيل حسب نتنياهو. كذلك أوقف ترامب الحرب على الحوثيين، وتفاوض مع حماس لإطلاق سراح جندي إسرائيلي مزدوج الجنسية ما يهمش دور إسرائيل. في عام 2017 لم تمارس إدارة ترامب دورها القيادي والحيادي لإنهاء الأزمة الخليجية الأطول والأعقد والأطول بتاريخ مجلس التعاون الخليجي. كما أوضحت في كتابي «أزمات مجلس التعاون لدول الخليج العربية» بطباعته الثلاثة. كما كان دور إيران وحلفائها في زيارته الأولى عاملا مهدداً للأمن الخليجي والعربي، بتفاخر إيران بسيطرتها على أربع عواصم عربية. بينما نشهد تراجع نفوذ إيران ومحورها ونفوذها اليوم، بعد الانتكاسات الكبيرة من طهران إلى دمشق وبيروت وغزة وسقوط نظام الأسد في سوريا. تغيرت الظروف ولكن يبقى الواقع، تقدم أمريكا المصالح على المبادئ، وإدارة ترامب عابرة. لم يطمئن ترامب الحلفاء بخطط والتزامات أمنية ودعم الأمن والاستقرار وإنهاء التصعيد والصراعات. ولم يحل الأزمات ونزف حرب غزة! بالمحصلة غابت استراتيجية شاملة تلجم تهور وتهديدات نتنياهو للأمن والاستقرار، ما يهدد مشروع ترامب ودول مجلس التعاون الخليجي معاً.

744

| 18 مايو 2025

زيارة ترامب.. ترسخ الشراكة ومركزية دول مجلس التعاون الخليجي

تشكل زيارة الرئيس ترامب الرسمية الأولى خارج الولايات المتحدة برئاسته الثانية اعترافاً مهماً ومعبراً لمكانة ودور دول مجلس التعاون الخليجي إقليميا وحل الأزمات الدولية. وبذلك يكرر الرئيس ترامب، كما في رئاسته الأولى الزيارة الخارجية الأولى إلى السعودية في مايو 2017، وعقده قمة أمريكية-سعودية وقمة أمريكية-خليجية وقمة أمريكية-عربية-إسلامية. تشمل زيارة الرئيس ترامب (13-16 مايو الجاري) المملكة العربية السعودية وعقد قمة أمريكية-سعودية وقمة أمريكية-خليجية بمشاركة قادة دول مجلس التعاون الخليجي في 14 مايو. سيعقبها ترامب بزيارتين رسميتين لدولتي قطر، والإمارات العربية المتحدة. ما يُكرّس مكانة وأهمية دول مجلس التعاون الخليجي الست. وبذلك يفرض ترامب نهجا جديدا يخالف الرؤساء الأمريكيين بكسر البروتوكول والتقاليد بأن زيارة الرئيس الأمريكي الأولى تكون للجوار كندا والمكسيك أو بريطانيا واليابان. والملفت تجاهل الرئيس ترامب في زيارته إسرائيل، ليرسل رسالة انزعاج من مواقف وتدخلات وتلاعب نتنياهو والتباين حول حربه على غزة ورفضه مفاوضات إيران وتحريضه ضرب برنامج إيران النووي، وتهديد أمن واستقرار المنطقة. والواقع أن دول مجلس التعاون الخليجي مجتمعين باتت القلب ومركز الثقل الرئيسي وقائد النظام العربي ولاعبا إقليميا فاعلا. وتتمتع بعلاقات متنامية مع الدول الفاعلة في النظام العالمي- وتستقطب الخبرات وتشارك بدبلوماسية الوساطات بخفض تصعيد الأزمات وحل الأزمات الرئيسية. سواء في قضايا إقليمية كما تقوم به دولة قطر في الوساطة بين الولايات المتحدة وإيران والولايات المتحدة وطالبان في أفغانستان وبين حماس وإسرائيل بوساطة أمريكية - مصرية أو ما تقوم به السعودية والإمارات بالوساطة بين روسيا وأوكرانيا حول تبادل أسرى الحرب، واستضافة السعودية لمفاوضات روسية-أوكرانيا. وتبرز دبلوماسية وساطة سلطنة عمان باستضافة مفاوضات مهمة بين الولايات المتحدة وإيران. بنقل رسالة من إيران إلى الولايات المتحدة الأمريكية رداً على رسالة الرئيس ترامب إلى إيران نقلها مستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد إلى الطرف الإيراني. انطلقت على أثرها مفاوضات غير مباشرة في ثلاث جولات بين الولايات المتحدة وإيران بوساطة-وتُعقد اليوم الجولة الرابعة في مسقط. كما توسطت سلطنة عمان لوقف المواجهات والقصف المتبادل بين الولايات المتحدة والحوثيين بعد 51 يوما من العمليات العسكرية. أصاب إعلان الرئيس ترامب وقف إطلاق النار والعمليات العسكرية ضد الحوثيين دون التنسيق بصدمة ودهشة نتنياهو وحكومته. خاصة أن ترامب لا يرغب باستمرار حرب أثناء زيارته. ويمارس ترامب حسب الإعلام الإسرائيلي ضغوطا كبيرة لفرض خطته بوقف حرب غزة وتبادل الأسرى وإدخال مساعدات إنسانية ضرورية، ليضع نتنياهو تحت الأمر الواقع، يتوج زيارته ويكرس دوره صانع سلام يستحق جائزة نوبل للسلام! تتمتع دول مجلس التعاون الخليجي بمركز وملاءة مالية هي الأعلى في المنطقة الممتدة بين إسبانيا والهند. وتوقع نمو اقتصاد دول المجلس مجتمعة ب3.5% عام 2025. وبلغ إجمالي الناتج الإجمالي لدول المجلس2.129 تريليون دولار. وتوقع ارتفاع الناتج الإجمالي لعام 2025 بين 2.5 -2.7 تريليون دولار. ما يجعل ترتيب دول مجلس التعاون الخليجي 12 على مستوى العالم. كما تمتلك دول مجلس التعاون أكبر صناديق ثروات سيادية في العالم بمجمل 4.4 تريليون دولار. وتشكل صناديق الثروات الخليجية حوالي 40% من أصول صناديق الثروة السيادية على مستوى العالم. وتحتل 6 من أكبر 10 صناديق ثروات سيادية في العالم. ويتوقع ارتفاع حجم أصول صناديق الثروات السيادية الخليجية إلى 18 تريليون دولار بحلول عام 2050. ما يمكّن دول المجلس من تبوؤ مركز متقدم على مستوى العالم. ناهيك عن امتلاك دول المجلس احتياطات طاقة من نفط وغاز على مستوى العالم. وتنتج دول مجلس التعاون الخليجي 17 مليون برميل نفط يوميا- ما يعادل 23% من الإنتاج العالمي. وتملك دول المجلس511.9 مليار برميل نفط ما يعادل ثلث احتياطات النفط العالمية. وتملك دولة قطر ثالث أكبر احتياطي نفط في العالم في حقل الشمال. وتملك دول مجلس التعاون استثمارات بمئات مليارات الدولارات في أسهم الشركات الكبرى الأمريكية وسندات الخزانة الأمريكية وستستثمر المزيد مستقبلا. أما عن القضايا والملفات المهمة التي ستبحث في زيارة والقمم التي سيشارك بها الرئيس ترامب فتشمل: تعزيز المصالح المشتركة وتطوير العلاقات وأمن واستقرار المنطقة المهمة للاقتصاد الأمريكي والعالمي، ودعم الاستقرار ولجم تهور نتنياهو وحروبه السبع وتصميمه على تغيير الشرق الأوسط بحروب وعدوان على غزة والضفة وسوريا ولبنان واليمن. والتحريض ضد إيران وبرنامجها النووي، وتفضيله المواجهة على التفاوض. وهو عكس استراتيجية ترامب الذي يتباين عن مواقف نتنياهو ويمارس ضغوطه عليه في عدة ملفات، لتحقيق الاستقرار وفقًا لمصالح أمريكا وليس مصالح نتنياهو. ترى دول مجلس التعاون أن الاستقرار ووقف الحرب والدفع لقيام دول فلسطينية سيعزز الاستقرار والسلام في المنطقة بما يخدم مصالح الجميع. ستحث دول المجلس الرئيس ترامب على دعم جهود الوساطة الخليجية للتوصل لاتفاق مع إيران حول برنامجها النووي-لاعتدال مواقف إيران وإنهاء أنشطتها المزعزعة للأمن بعد انتكاسات حلفائها في المنطقة. وستركز المحادثات على تعزيز التحالف العسكري مع الحلفاء وطمأنة الحلفاء بضمان الأمن الخليجي ومكافحة الإرهاب بعد انكفاء وتراجع حضور أمريكا العسكري. وتوقيع اتفاقية أمنية مع السعودية، وتوقيع صفقات تسلح. واستقرار أسواق النفط والطاقة. وتعزيز التجارة البينية والاستثمارات في قطاعات الطاقة. وبحث الرسوم الجمركية والذكاء الاصطناعي ومواجهة مخاطر الأمن السيبراني وقضايا اللاجئين والهجرة غير الشرعية. والتأكيد على عدم التطبيع قبل وقف حرب غزة ووضع مسار واضح لا رجعة فيه لقيام دولة فلسطينية، وهو موقف السعودية ودول المجلس. إضافة لمناقشة الوضع اليمني والحوثيين ودعم الحكومة السورية الجديدة بعد سقوط نظام الأسد والأزمة المتفاقمة في السودان، والوساطة بين الهند وباكستان.

816

| 11 مايو 2025

بعد 100 يوم تصدع في إدارة ترامب ونظرية الدومينو!!

بعد 100 يوم من رئاسة ترامب- تبرز تصدعات كبيرة في جدران حكومته التي وظف ترامب وزراء وكبار المستشارين فيها بناء على الولاء والتبعية واستفزاز والانتقام من خصومه والدولة العميقة التي لاحقته على مدى 4 سنوات منذ خسارته انتخابات الرئاسة عام 2020 ورفضه حتى اليوم الإقرار بهزيمته. ليدّعي في مقابلته في ذي أتلانتيك «أنا أدير شؤون أمريكا في رئاستي الأولى، بينما في رئاستي الثانية فأنا مسؤول عن إدارة شؤون أمريكا الداخلية وشؤون العالم معاً»!! وأتعامل مع الخصوم. والصادم هو شن ترامب حروبا على عدة جبهات الخصوم والديمقراطيين وأعداء الداخل وأعداء الشعب «الإعلام الذي ينتقده»، والقضاء والجامعات وعلى المستهلكين الذين سيدفعون تكاليف أكثر بسبب رفع ترامب التعريفات الجمركية. ناهيك عن خصومة واستعداء الحلفاء من كندا شمالا إلى المكسيك جنوبا والحلفاء الأوروبيين وأوكرانيا. وزادت مطالبات البطالة لمستوى مرتفع في الأسبوع الماضي لتصل 241 ألف مطالبة بمخصصات البطالة، أعلى من المتوقع بسبب تباطؤ النمو الاقتصادي وارتفاع الأسعار بسبب رفع الرسوم والتعريفات الجمركية. وسجلت احصائيات 177 ألف فرصة توظيف في شهر أبريل بتراجع عن 185 ألف فرصة عمل في شهر مارس الماضي، بينما بقيت نسبة البطالة 4.2%. وتظهر الاحصائيات تراجع النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة إلى أدنى نمو منذ عام 2022-بواقع 0.3%. في الوقت الذي انتخب الأمريكيون ترامب لتحسين الأوضاع الاقتصادية وخفض الأسعار وتحقيق الاستقرار المالي-فإذا بترامب يحقق العكس. لذلك لم يكن مستغربا أن تتراجع شعبية ترامب لأدنى مستوى لرئيس بعد 100 يوم الأولى من رئاسته. تُظهر استطلاعات الرأي ان ترامب الرئيس الأقل شعبية مقارنة بالرؤساء السابقين على مدى 80 عاما بعد 100 يوم من بدء رئاستهم (42%)، لا ينافس ترامب بتراجع شعبيته سوى ترامب نفسه في رئاسته الأولى 42%!! وكان صادما لوم وتحميل ترامب تراجع النمو الاقتصادي وانهيار سوق الأسهم لسياسات الرئيس بايدن الذي ورث منه اقتصادا سيئا بينما الواقع أن ترامب يدعي عند تحسن الاقتصاد بأنه مسؤول عنه، وعندما يتراجع الاقتصاد يلوم الآخرين وخاصة بايدن. بينما الحقيقة أن مجلة «ايكونومست» الرصينة وصفت الاقتصاد الأمريكي في غلاف عدد 19 أكتوبر 2024 قبل الانتخابات الرئاسية بأسبوعين «الجميع يحسد الاقتصاد الأمريكي»!! تلقى ترامب صفعة قوية والقادة الغربيين الذين يتبنون خطاب ومواقف وسياسات ترامب بفوز مقنع لمرشح، الذي كانت فرص فوز حزبهم مستحيلة بعد الأداء السيئ لرئيس الوزراء جستن ترودو-واستقالته وانتخاب زعيم الحزب مارك كارني. كانت استطلاعات الرأي تظهر تراجع حاد لفرص فوزه وحزبه بالانتخابات البرلمانية الاثنين الماضي. حتى بدأ ترامب يستفز ويهاجم كندا ويطالب بضمها الولاية 51. ما أثار غضب وعصبية الكنديين الذين طُربوا بخطاب كارني الناقد بقوة وبتحد لاستفزازات ومطالب ترامب بالتعدي على سيادة واستقلال الدولة الجار والحليف والشريك التجاري الأول. وقاطعوا البضائع والمنتجات الأمريكية وحتى السفر إليها. شكل فوز كارني تحديا لترامب وزعامته. وذّكر الكنديين «لن ننسى ما قام به ترامب والدروس ولن تعود العلاقات بيننا إلى ما كانت عليه». ويرى خبراء نتيجة الانتخابات وخسارة الحزب المحافظ وفشل رئيس الحزب نفسه بيير بوليفيري-»ترامب كندا» خسر مقعده، سيكون نموذجا لتوجه السياسيين والناخبين الأوروبيين بتفضيل مواجهة بلطجة واستفزازات ترامب هو الطريق لكسب عقول وقلوب الناخبين وشعبية السياسيين، وحتى الفوز بالانتخابات بأجندة التصدي ورفض والتصدي لاستفزازات ترامب وإدارته. ودلالة على الأزمة في إدارة ترامب تمت إقالة الخميس الماضي مايك والتز مستشار الأمن الوطني، لأسباب مختلفة أبرزها انشاء والتز قبل أسابيع مجموعة دردشة على موقع سينغال يضم كبار المسؤولين: نائب الرئيس ووزير الدفاع ومستشار الأمن الوطني وكبيرة موظفي البيت الأبيض ومسؤولين آخرين وضم لهم بالخطأ جيفري غولدبرغ رئيس تحرير مجلة «ذي أتلانتيك»-(أجرت مؤخراً مقابلة مع ترامب معاً)»!! نشر في المجموعة خطط الهجوم على الحوثيين في اليمن عُرفت بفضيحة سيغنال «SignalGate»-عادة من يرتكب خرقاً أمنيا كتلك يحاكم ويُطرد من منصبه فوراً. سارع ترامب بترشيح مستشاره للأمن الوطني والتز مندوبا دائما وسفيرا في الأمم المتحدة-لكن تعيينه يحتاج لمصادقة مجلس الشيوخ ويتوقع استجوابا عسيراً. وكلف وزير الخارجية ماركو روبيو بالإضافة إلى وظيفته وبشكل مؤقت بمهام مستشار الأمن الوطني. في مهمة مستحيلة، وزير الخارجية يمضي أكثر من نصف سنوات عمله بالسفر ويقطع ما يصل لمليون ميل من السفر بزيارة عشرات الدول-كما كان الحال مع هيلاري كلينتون. فكيف يمكنه أن يقوم بأربع وظائف بالأصالة والتكليف معاً؟!! ويُخشى أن تكون إقالة والتز بداية لدومينو إقالات مسؤولين! يتقدمهم وزير الدفاع هاغسيث-سرب في مجموعة سيغنال أخرى ضمت زوجته وشقيه ومحاميه الخاص-وشاركهم بمخطط لضرب الحوثيين!! ويمارس ضغط على ترامب لطرده لقلة خبرته وكفاءته!! الملفت أوكل ترامب مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف بمهام وزير الخارجية وكلفه بملفات مثقلة وصعبة. ويتكوف المبعوث الأمريكي في مفاوضات روسيا وأوكرانيا لوقف الحرب، وهو المبعوث والممثل الأمريكي في المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران في مسقط وروما حول الملف النووي الإيراني، وويتكوف هو المبعوث والمفاوض بوساطة قطر ومصر بين إسرائيل وحماس لوقف حرب غزة والتوصل لصفقة إطلاق سراح الأسرى لدى الطرفين وإدخال المساعدات الطبية والغذائية. وهو متعثر ولم يحقق أي اختراقات في تلك الأزمات. خاصة خلفيته بقطاع العقارات لا تؤهله في مجال المفاوضات ولا يملك أي خبرة في السياسة الخارجية!! ولا أستبعد يعينه ترامب مستشار الأمن الوطن!!وهذه عينة من خيارات ترامب لمسؤولين يفتقدون للمهنية والخبرة والكفاءة!! الواضح التشققات والتصدع في جدار إدارة ترامب بضغوطها الداخلية والخارجية العاصفة، تؤكد تفاقم أزمة إدارة بتداعيات مكلفة!!

720

| 04 مايو 2025

تقلبات ترامب تقسم الداخل الأمريكي وتعمق تراجع ثقة الحلفاء

تُضعف حرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 100 يوم الأولى من بدء رئاسته الثانية والأخيرة، والتصعيد والمواجهة مع الحلفاء والخصوم، وخاصة حربه المفتوحة على الصين صاحبة ثاني أكبر اقتصاد والدولة الوحيدة حسب مجمع الاستخبارات الأمريكية التي تقارع ويمكنها رد الصاع صاعين وتحدي هيمنة الولايات المتحدة على النظام العالمي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية قبل 80 عاماً، مكانة وسمعة ودور أمريكا التي تبدو أقرب إلى الانتهازية والابتزاز، ما يغضب الداخل ويعمق تراجع ثقة الحلفاء. أخطر سياسات ترامب، تقلباته، وأبرزها حرب الرسوم الجمركية، التي أبقاها بنسبة 10% على جميع دول العالم، وجمّد الزيادات لمدة 90 يوماً، باستثناء الصين التي رفعها إلى 145%. وردت الصين برفع الرسوم الجمركية على الواردات الأمريكية ب125% وأوقفت استيراد صفقة طائرات بوينغ وتصدير المعادن النادرة. واليوم يسرب ترامب وفريقه أنه منفتح على خفض الرسوم إلى النصف حوالي 50% ومع ذلك تبقى نسبة الرسوم مرتفعة. وفي استدرار للصين علق ترامب قبل أيام سأكون لطيفا مع الصين، وذلك بعد انهيار أسواق المال ومؤشرات الأسهم الرئيسية أميركيا وعالميا وحتى تراجع قيمة الدولار. وخسارة الاقتصاد الأمريكي والعالمي تريليونات الدولارات بسبب سياساته غير المدروسة والمتغيرة. ورفعت 12 ولاية أمريكية دعاوي مقاضاة إدارة ترامب بتهم تجاوز صلاحياته الدستورية برفع الضرائب التي تلحق الضرر بمصالح الولايات التجارية وفي قطاعات الصناعة والزراعة وأن الكونغرس من يملك الصلاحيات وليس بأوامر ترامب التنفيذية. كما وجه أكثر من 200 رئيس جامعة أمريكية رسالة إلى إدارة ترامب تنتقد وترفض تدخل إدارة ترامب التدخل السياسي وإملاء شروط غير مقبولة ما يهدد استقلالية التعليم العالي الذي يميز الولايات المتحدة. وذلك بعد تجميد ترامب مساعدات وأموال للأبحاث بقيمة 2.2 مليار دولار لجامعة هارفارد لرفضها الانصياع لأوامر ترامب. ما يعرض الجامعات الأمريكية وعلى رأسها الجامعات العريقة كجامعات هارفارد وييل وبراون وبرنستون وغيرها لتدخل غير مسبوق ويضر بمستوى التعليم العالي المميز الأمريكي، الذي يبقى من أهم أوراق القوة الناعمة الأمريكية ويجذب 1.5 مليون طالب أجنبي و10 ملايين طالب أمريكي. وتتكشف فضائح حول تصريحات وتعيينات ترامب للوزراء وكبار المسؤولين في إدارته، بتجاوز صلاحياته حول اعتقالات وتسريبات في مجموعات دردشة لنائب ترامب ووزير الدفاع ومستشار الأمن الوطني وغيرهم من كبار المسؤولين بإضافة صحفي بالخطأ عن خطط توجيه ضربات عسكرية للحوثيين، وتكرار الفضيحة من وزير الدفاع هاغسيث بإنشاء مجموعة دردشة تضم زوجته وشقيقه ومحاميه ونشر معلومات سرية عن عمليات عسكرية ضد اليمن في فضيحة ثانية محرجة خلال شهر واحد. ما يخالف القانون-ويثير صدمة الحلفاء ويجعلهم يترددون بمشاركة المعلومات العسكرية والأسرار الأمنية والاستخباراتية مع المسؤولين الأمريكيين مع هاغسيث ومديرة الاستخبارات الوطنية غيبارد، وبرغم تلك الفضائح الخطيرة يتمسك ترامب بوزير دفاعه غير الكفوء. لكني اعتقد أن أيامه باتت معدودة. يعكس ذلك الواقع، حالة التخبط وتراجع المهنية وسوء تقدير خيارات ترامب لقادة إدارته. يُضاف لذلك الاعتقالات والرقابة المتشددة والصارمة في المطارات والحدود، وعزوف الملايين عن زيارة أمريكا وحتى طرد طلبة أجانب من الجامعات دون إبداء الأسباب وسط أجواء المشحونة وحملة ترحيل المقيمين بطريقة غير شرعية شملت حتى مواطنين أمريكيين والمقيمين بطريقة شرعية. ما يتسبب بخسارة مئات مليارات الدولارات للاقتصاد الأمريكي وفقدان مئات الآلاف لوظائفهم ناهيك عن تسريح 300 ألف موظف أمريكي من وظائفهم الحكومية بسبب تقليص وترشيق البيروقراطية ودمج وإلغاء إدارات وهيئات. لذلك ليس مستغربا تراجع شعبية ترامب حتى بين البيض والشرائح التي صوتت له لأدنى نسبة لرئيس في 100 يوم الأولى من رئاسته إلى 42% حسب آخر استطلاع رأي، وبينهم ناخبون صوتوا لترامب ويشعرون اليوم بالأسى والندم. انتخبوه ليحسن مستوى معيشتهم ويضمن توظيفهم ويخفض الأسعار والغلاء والتضخم، بينما ما يعيشونه نقيض ذلك كله. حسب آخر استطلاع رأي يعارض 57% سياسة ترامب برفع الرسوم. و60% يعارضون سياسته التي تسبب بارتفاع كلفة المعيشة والتضخم. والملفت والصادم أكثر لترامب وفريقه وقاعدته الانتخابية (MAGA) 59% من شريحة الشباب يعارضون سياسات ترامب الاقتصادية ورفع نسبة الرسوم، و40% من الشباب يرون أن وضعهم الاقتصادي صار أسوأ منذ بدء رئاسة ترامب. حتى صار ترامب ينافس نفسه لأدنى شعبية لرئيس في المائة يوم الأولى من رئاسته حيث كانت النسبة 43% في 100 يوم الأولى في رئاسته الأولى عام 2017. وأكثر من نصف الأمريكيين وخاصة شريحة الشباب غير راضين عن أدائه. خاصة بسب تقلباته وفرض ورفع تعريفات ورسوم جمركية ثم خفضها، ثم تأجيلها ما يتسبب بقلق لدى الدول والمؤسسات والشركات وخاصة أصحاب الشركات والأعمال الصغيرة بسبب عدم اليقين (Uncertainty). هذه احصائيات وانتكاسات محبطة تعكس عدم المهنية لدى ترامب وفريقه الاقتصادي والمالي والسياسي. وتنذر بتداعيات على ترامب وعلى لحزبه والنواب الجمهوريين المترددين بمواجهة ناخبيهم الغاضبين في دوائرهم الانتخابية، بعدما بات الوزراء وحتى الكونغرس الأمريكي إلى صدى لصوته ومواقفه دون تحديه لتصحيح المسار. والأخطر خسارة مقاعدهم في مجزرة انتخابات التجديد النصفي بعد عام ونصف، وخسارة ترامب أغلبية حزبه في مجلسي النواب والشيوخ وتعطيل أجندته ومشروعه وربما حتى خسارة الجمهوريين البيت الأبيض عام 2028. ما ينفّر المستثمرين ويعمق فقدان ثقة الحلفاء وبالتعويل على الحليف الأمريكي سياسيا واقتصاديا واستثماريا وتجاريا وحتى في مجالات الدفاع والأمن. لتراجع دور أمريكا كنموذج و(Brand) صيت وسمعة وقوتها الناعمة والملهمة التي تقدمها إلى العالم بدفاعها عن الحريات والديمقراطية وانجازاتها المميزة في الاختراعات والاكتشافات والأبحاث والجامعات وثورة المعلومات وتطبيقات وسائط التواصل الاجتماعي التي تقود وتشكل الرأي العام حول العالم.

627

| 27 أبريل 2025

زخم حِراك يعزز التهدئة ويخفّض التصعيد في المنطقة

تتزاحم الأحداث والتطورات المتسارعة في المنطقةـ من تفاقم وتعمق المأساة الإنسانية وإبادة وحشية عدوان إسرائيل على سكان غزة المستمر بلا هوادة مع رفض وقف الحرب وإفشال جميع الوساطات والتي تقودها قطر ومصر مع تذبذب موقف الولايات المتحدة الأمريكية. فيما تستمر إسرائيل بحربها الوحشية العبثية برغم استنفاد بنك الأهداف وخرق الاتفاقيات والتضحية حتى بأسرى إسرائيل وإطالة أمد الحرب لخدمة أهداف ومآرب شخصية لنتنياهو وحكومته المتطرفة وإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو ووزير دفاعه السابق غالنت الذي أقاله لارتكاب مع طاقمه السياسي والأمني والعسكري حرب إبادة وجرائم ضد الإنسانية.. وبرغم ذلك تستمر آلة القتل الإسرائيلية بإزهاق أرواح الأبرياء وسط حصار وأزمة إنسانية كارثية تتفاقم وتهدد بتوسع دائرة التصعيد بغطاء ودعم إدارة ترامب وإدارة بايدن قبله. ويستمر نهج الإدارات الأمريكية، سواء إدارة بايدن وإدارة ترامب بإغداق الدعم والاسناد والتسلح وحتى استخدام الفيتو في مجلس الأمن لرفض وقف الحرب وقيام دولة فلسطينية وترقية عضوية فلسطين في الأمم المتحدة من وضعية مراقب إلى دولة كاملة العضوية في مجلس الأمن. كما نشهد تطورات ملفتة وتحريضا من نتنياهو لتوسيع دائرة التصعيد والعنف بالتخطيط لتوجيه ضربات لمنشآت إيران النووية كشفها تحقيق صحيفة نيويورك تايمز بتسريب ملفت قبل أيام نقلاً عن خلافات وتباين بين مسؤولين كبار في إدارة الرئيس ترامب، حول موقف الإدارة من دعم لوجستي وعسكري لعملية شن هجوم وعمليات قصف لأسبوع وحتى عملية إنزال لتدمير منشآت إيران النووية. ما اضطر الرئيس ترامب استدعاء نتنياهو واحراجه علنا بتفضيل ترامب منح فرصة للدبلوماسية والمفاوضات المقرونة بالتهديد بالخيار العسكري وبسقف زمني للتوصل لاتفاق نووي مستدام يُجمّد برنامج إيران النووي. ورفض ترامب دعم خطط نتنياهو لقصف منشآت إيران النووية! الذي يحرّض على تفكيك وتدمير برنامج إيران النووي لمنع إيران حيازة السلاح النووي. ويترافق ذلك مع استمرار جولات المباحثات المفاوضات بين وفدي الولايات المتحدة بقيادة ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس ترامب، والوفد الإيراني بقيادة عباس عراقجي وزير الخارجية في جولتها الأولى في مسقط السبت الماضي وُصفت بالبناءة، وجولتها الثانية في روما أمس السبت.. وكانت ملفتة زيارة أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد إلى موسكو ولقائه الرئيس بوتين، واستضافة قطر عائلات روسية وأوكرانية. بينما يحذر ويلمح الرئيس ترامب ووزير خارجيته عن إنهاء الوساطة الأمريكية بين روسيا وأوكرانيا للتوصل لوقف إطلاق النار مع نهاية الشهر الثالث من رئاسته، وسط اتهامات بتلاعب بوتين بترامب، وهو الذي كان يفاخر بأنه سينهي حرب أوكرانيا حتى قبل بدء رئاسته!! واستضافت دولة قطر بمبادرة ملفتة من سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد قمة ثلاثية بمشاركة الرئيس السوري أحمد الشرع ورئيس الوزراء العراقي محمد السوداني في 15 أبريل الجاري في الدوحة، ترسخ اتقان دبلوماسية الوساطة وحل النزاعات لتعزيز التعاون العربي المشترك، في إطار إعادة دمج سوريا في بيئتها العربية، وتفعيل الحوار بين الدول العربية، خاصة في ظل التطورات الإقليمية المتسارعة وقبل انعقاد القمة العربية في بغداد. وأشادت وزارة الخارجية القطرية باللقاء، ووصفته «بالإيجابي. ويعكس حرص دولة قطر على ترسيخ الأخوة العربية وتعزيز العمل العربي المشترك، باعتباره ركيزة أساسية للأمن والاستقرار في المنطقة.»​ وكان ملفتا تناقل مصادر أمريكية عن تخطيط إدارة ترامب القيام بعملية انسحاب تدريجي للقوات الأمريكية من المناطق العربية في محافظتي الرقة ودير الزور بعد تراجع تهديد تنظيم الدولة داعش. بتقليص عديد القوات الأمريكية من حوالي 2000 جندي إلى أقل من 1000. وإغلاق ثلاث قواعد عسكرية صغيرة من أصل ثماني قواعد في شرق سوريا. يمثل خفض عديد القوات الأمريكية تحولًا أمريكيا تجاه سوريا، وتنفيذا لرغبة إدارة الرئيس ترامب بخفض الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط، للاهتمام بمخاطر التهديدات العالمية وخاصة الصين وروسيا. * وشهدنا الأسبوع الماضي زيارة تاريخية مهمة وملفتة بتوقيتها ودلالاتها للأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع ونجل الملك سلمان وشقيق ولي العهد، ولقائه مع المرشد الأعلى علي خامنئي وتسليمه رسالة خطية من الملك سلمان. كما التقى وزير الدفاع السعودي الرئيس باشكيان ورئيس هيئة الأركان محمد باقري. وما قد يترتب عليها من تطورات وتقارب وتنسيق قد تشكل تعاونا وتحوّلًا استراتيجيًا في علاقات السعودية وإيران ينعكس إيجابا على التهدئة في منطقة الخليج العربي. ويؤكد دعم المباحثات الإيرانية-الأمريكية وحياد السعودية ودول مجلس التعاون من أي عمل عسكري يستهدف إيران. تتفاعل تلك الإرهاصات لتعزز فرص تجنب تصعيد في المنطقة، قبل شهر من زيارة الرئيس دونالد ترامب إلى المنطقة بزيارات رسمية إلى المملكة العربية السعودية ودولة قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة في مايو القادم. وذلك في أول زيارة رسمية للرئيس ترامب خارج الولايات المتحدة الأمريكية منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير الماضي. مخالفا بذلك الزيارات التقليدية الأولى لرئيس أمريكي الذي عادة ما يزور كندا وبريطانيا... ومكررا زيارته الأولى الخارجية في فترة رئاسته في ثالث قمة أمريكية-خليجية، بعد قمتي مايو 2015 بين الرئيس أوباما وقادة دول مجلس التعاون الخليجي في كامب ديفيد قبل توقيع الاتفاق النووي مع إيران ومجموعة (5+1). والقمة الخليجية-الأمريكية الثانية في الرياض في مايو 2016، والقمة الثالثة بحضور الرئيس ترامب وقادة الدول الخليجية والعربية والإسلامية في مايو 2017، وذلك بعد تعهد السعودية باستثمار ما يصل إلى 450 مليار دولار في الولايات المتحدة خلال رئاسة سنوات رئاسة ترامب الأربعة. ويتوقع أن ترفع الدول الخليجية استثماراتها في الاقتصاد الأمريكي.

450

| 20 أبريل 2025

برغم قرع طبولها.. لا حرب في الأفق بين إدارة ترامب وإيران!!

أكدت في مقالي الأسبوعي في الشرق في 23 مارس الماضي بعنوان: «فرص وتحديات رسالة ترامب على أمن واستقرار إيران والخليج «-أن رسالة ترامب إلى المرشد الأعلى مطلع شهر مارس الماضي وحملها مستشار رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة أنور قرقاش في 13 مارس الماضي، وتضمنت تهديدا ووعيدا بمنح إيران شهرين لبدء مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة حول برنامج إيران النووي وإلا ستتحمل المسؤولية. ورد المرشد برسالة بوساطة سلطنة عمان للطرف الأمريكي نهاية شهر مارس الماضي. أكد علي خامنئي رداً على تحذير ترامب من تداعيات هجوم محتمل ضد إيران، إذا رفض عرضه، كما أشار المرشد في خطبة الجمعة 20 مارس للإيرانيين: «على الأمريكيين أن يعرفوا أن تهديداتهم لن تُجدي نفعا في المواجهة مع إيران... وسيتلقون صفعة قوية إذا قاموا بأي تحرك يضر بالأمة الإيرانية». وهكذا يتشكل مشهد تصعيدي مرتبك ومتناقض ومقلق، لكن قد يوفر فرصة تنزع فتيل التصعيد والمواجهة لرئيس (ترامب) يحلم بجائزة نوبل للسلام!! لكن شهدنا تطورات متسارعة بالتصعيد والتهدئة المتبادلة بين الطرفين الأمريكي والإيراني. فيما تنشط الدول الخليجية وخاصة دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان ودولة قطر بمساعي دبلوماسية الوساطات والتهدئة. وبرغم قرع ترامب وصقور إدارته: من وزراء ومستشارين وبتحريض ودعم من نتنياهو وحكومة أقصى اليمين المتطرفة للدفع نحو المواجهة العسكرية على أمل شن أمريكا حرب تستهدف إيران لتحقيق حلم يراود نتنياهو ويسعى لتحقيقه بلا ملل لضرب منشآت إيران النووية وتدمير برنامجها النووي المهدد لأمن إسرائيل. لكن نتنياهو فشل في توريط إدارات الرؤساء بوش الابن وأوباما وترامب برئاسته الأولى، وكما نشهد مع بدء رئاسته الثانية حتى اليوم. كان لافتا مفاجأة الرئيس ترامب لضيفه الزائر نتنياهو في البيت الأبيض الأسبوع الماضي بإعلانه بحضور نتنياهو في زيارته الثانية ولقاؤه أول زعيم كيان يلتقي مع ترامب مرتين في شهرين- في زيارة الأكثر فشلاً، لفشل نتنياهو بإقناع ترامب بالتصعيد ضد إيران وأردوغان وإلغاء الرسوم الجمركية الأمريكية على البضائع الإسرائيلية المصدرة لأمريكا!! وأكد ترامب بشكل صادم لنتنياهو عن عقد مفاوضات بقيادة مبعوث ترامب للشرق الأوسط، ويتكوف مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أمس 12 أبريل وبوساطة عمانية ممثلة بالوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية العماني بدر البوسعيدي في مسقط-عمان. فيما أكدت إيران أن المفاوضات ستكون غير مباشرة بينما يؤكد الأمريكيون ستُعقد المفاوضات بين الوفدين في القاعة نفسها!!- * واضح استياء نتنياهو الرافض الأول لأي مفاوضات والمحرض على التشدد وتدمير برنامج إيران النووي وتفكيك منشآتها النووية بالكامل والتصعيد والتهديد بعمل عسكري ما لم توقف إيران برنامجها النووي. وكان مستشار ترامب للأمن الوطني مايك والتز أكد قبل شهر على تفكيك برنامج إيران النووي. ولاحقا أكد نتنياهو أن أي اتفاق أمريكي ودولي مع إيران يجمد ولا يدمر برنامج إيران النووي وينهيه بشكل كامل غير مقبول! ولمّح إلى نموذج ليبيا- سلم القذافي قبل سقوط نظامه ومقتله عام 2011- برنامجه النووي بشكل كامل. وهذا ما ترفضه إيران جملة تفصيلاً. خاصة أن إيران تعلمت الدروس من تجارب العراق وليبيا وكوريا الشمالية. تعلمت إيران من تجربة برنامج العراق النووي- قصفت ودمرت غارات إسرائيلية منشآت أوزارك النووية بالتعاون مع فرنسا في يونيو 1981، فعمدت على توزيع منشآتها النووية في أكثر من موقع وعلى أعماق سحيقة وبدفاعات جوية لحماية منشآتها النووية. وتعلمت إيران من تجربة ليبيا النووية بعدم التنازل وتسليم البرنامج النووي وانكشاف وفقدان ورقة الردع التي تحتاجها إيران بعد تآكل قدرات إيران الردعية بتعرضها لضربات إسرائيلية مرتين والحاق خسائر غير مسبوقة بقدرات وقوة أذرع ووكلاء وحلفاء إيران: حزب الله في لبنان وسقوط نظام بشار الأسد في سوريا وتحييد مليشيات العراق والحاق انتكاسات كبيرة بقدرات الحوثيين بقصف يومي بعشرات الغارات الأمريكية على مواقع الحوثيين والبنى التحتية في اليمن؟ كما تعلمت إيران من تجربة كوريا الشمالية - بامتلاك السلاح النووي-كدرع رادع لأي تفكير من الغرب وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية باستهداف وحتى إسقاط النظام. وكما شهدت إيران والجميع لم يعد هناك أي خطاب من الإدارات الأمريكية «بإسقاط النظام في كوريا الشمالية» بعد امتلاك كوريا الشمالية للسلاح النووي عام 2006... وهذا هو النموذج الذي تحدثت عنه شخصيا منذ حوالي 20 عاماً. ويتقدم ويفرض نموذج كوريا الشمالية اليوم نفسه على صناع القرار أكثر من أي وقت مضى.. * لذلك لم يكن مستغربا أن يؤكد علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإيراني الأسبق ومستشار المرشد الأعلى وصاحب النفوذ الواسع في النظام الإيراني-نهاية مارس الماضي « «تؤكد إيران امتلاكنا القدرات النووية لكن فتوى المرشد واضحة بأننا لن نتجه نحو السلاح النووي”... “عندما تمارسون الضغوط، يصبح هناك مبرر آخر. الشعب سيطالب بحماية أمن البلاد، وعندها سيكون علينا اتخاذ الخطوات اللازمة… وهذا لن يكون في صالحكم”. ولا تسعى إيران لامتلاك سلاح نووي لكن، لن يكون أمامنا خيار سوى القيام بذلك في حال تعرضنا لهجوم أمريكي-إسرائيلي». وهذه كانت المرة الأولى التي يُلمّح مسؤول إيراني لخيار امتلاك السلاح النووي رداً على الحشود العسكرية الأمريكية والتحريض الإسرائيلي وطرح سيناريوهات يوظفها ترامب بحربه النفسية بتعريض إيران لقصف غير مسبوق، وهو تكتيك تفاوضي يكرره ترامب. ردت إيران بمنح المفاوضات فرصة حقيقية للتأكد من أهداف ونوايا ترامب ولبناء الثقة واقتصار التفاوض على البرنامج النووي. سيترتب ويُبنى على اجتماع مسقط بين الطرفين الإيراني الأمريكي مسار الانفراج أو التصعيد... لكن في المحصلة النهائية برغم قرع الطبول، لا فرص لحرب في الأفق لكلفتها ودمارها والجميع سيكون خاسراً فيها!!

633

| 13 أبريل 2025

حرب ترامب ومقارباته.. تُفقد الحلفاء ثقتهم بحليفهم!!

ختمت مقال الأسبوع الماضي في الشرق «لم تعد أمريكا التي يعرفها الأمريكيون والعالم...» محذراً من خطورة الانزلاق لصراع مفتوح بين الولايات المتحدة وحلفائها وجيرانها من كندا إلى بريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي بتراجع الثقة والتشكيك بمواقف إدارة ترامب الحليف الرئيسي للغرب والذي شكل وقاد النظام العالمي على مدى ثمانين عاما في أعقاب الحرب العالمية الثانية ومؤسساته وهيئاته إلى حليف ينتقد ويشكك ويقرّع وحتى يهدد ويتوعد الحلفاء وآخرها كما يشهدون ومعهم بقية دول وشعوب العالم بذهول فرض تعريفات ورسوم جمركية على بضائع الحلفاء والأصدقاء والجيران بشكل غير مسبوق على 185 دولة. ما يستنزف اقتصادات تلك الدول ويفجر حربا تجارية تزيد الغلاء وارتفاع الأسعار، والبطالة والتضخم بانعكاسات سلبية تؤثر على الاقتصاد العالمي. علّقت في مقالي الأسبوع الماضي بأن ما يقوم به ترامب بتكتيك الضغط المتصاعد ورفع سقف المطالب لدرجة تستفز وتستنزف الخصم وحتى لو كان حليفاً- لدفعه للتنازل - وهذا بات نهجاً واضحاً في أسلوب ترامب التفاوضي قبل لأن يتراجع جزئيا ويتوصل لحلول وسط. وهذا ما يقوم به مع كندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي والدنمارك حول انتزاع جزيرة غرينلاند وحتى رسالة التهديد والوعيد الشهيرة التي أرسلها ترامب إلى إيران منتصف شهر مارس الماضي بمنح إيران فترة شهرين للتفاوض بشكل مباشر مع الولايات المتحدة حول برنامج إيران النووي، وإلا تتحمل إيران مسؤولية ما يحدث!! وبرغم حشود ترامب العسكرية وإرسال قطع بحرية ومقاتلات الشبح B2 وحاملة طائرات ثانية «كارل فنسون» وتسريب للصحيفة البريطانية ذي ميل عن التحضير لضربة عسكرية على منشآت إيران النووية، ما يدفع المنطقة لحافة هاوية أمنية. وكل ذلك ضمن أوراق ضغط على إيران لكن إيران ردت بتحدٍ برفض التفاوض المباشر والترحيب بالتفاوض غير المباشر، طالما أبقت سياسة إدارة ترامب «الضغوط الأقسى» على إيران ولم ترفع العقوبات. ولكن القشة التي قصمت ظهر البعير كانت رفع الرسوم والتعريفات الجمركية لمستويات غير مسبوقة شملت الحلفاء وحتى الدول الفقيرة التي تتمتع بفائض لمصلحتهم بالتبادل التجاري مع الولايات المتحدة الأمريكية. فارتفعت الرسوم الجمركية على البضائع الواردة من دول مجلس التعاون الخليجي وإيران وتركيا ومصر إلى 10 %. كما ارتفعت الرسوم الجمركية على البضائع الواردة من الصين إلى 54 %، و46 % على فيتنام، و44 % على سريلانكا، و37 % على بنغلاديش، و25 % على كوريا الجنوبية، و24 % على اليابان، و20 % على الاتحاد الأوروبي!! وحتى 17 % على إسرائيل! بينما لم ترتفع الرسوم الجمركية على البضائع الواردة من روسيا وكوبا!! تدفع سياسة ترامب الاقتصاد العالمي والتجارة العالمية لحافة الصراع والفوضى. ويجمع الكثير من الاقتصاديين على أن رسوم ترامب الجمركية ستتسبب بأزمة اقتصادية حادة وتؤدي لتباطؤ النمو الاقتصادي وارتفاع الأسعار خاصة وأن دول الاتحاد الأوروبي والصين والدول المتضررة من رفع ترامب الرسوم الجمركية على بضائعهم. وأعلن باول رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي «البنك المركزي» الذي يضغط ترامب عليه لخفض قيمة الفائدة «إن رفع ترامب الرسوم الجمركية أكبر مما كان متوقعاً، وتهدد بارتفاع نسبة التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي» ولذلك تسود الضبابية ومخاوف عدم اليقين. كما يعمق مخاوف الحرب التجارية حتمية من الدول المتضررة شركاتها وتجارتها مع الولايات المتحدة للرد بالمثل ورفع الرسوم الجمركية على البضائع الأمريكية الواردة إلى دولهم وخاصة السيارات والعربات (25 %) والإلكترونيات والرقاقات الإلكترونية وحتى القمح والخضار والفواكه والدواجن والمشروبات الروحية وغيرها. لذلك أعلنت الصين رفع الرسوم الجمركية المتبادلة بدءا من 10 أبريل إلى 34 % على جميع واردات البضائع الأمريكية. ما سينعكس سلبا على الشركات والمصانع والمنتجات الزراعية واللحوم الأمريكية! ستتسبب الحرب التجارية بارتدادات جيبوبولتيك على الاقتصاد العالمي بتباطؤ الاقتصاديات الأمريكية والصينية والآسيوية والأوروبية، كما ستخفض الطلب على الطاقة من نفط وغاز وخاصة إلى الصين وآسيا، وسيتسبب ذلك بانخفاض سعر برميل النفط والغاز الخليجي!! وهذا يعني انخفاض مداخيل الدول الخليجية!! أجرت وكالة رويترز مقارنات على سلع وبضائع مستوردة من الصين إلى الولايات المتحدة وأظهرت الفارق الكبير بارتفاع كلفة المنتج مثل جهاز هاتف نقال بحوالي 700 دولار. كما تظهر تقارير ارتفاع أسعار السيارات بين 2000 إلى 20 ألف دولار للسيارة!! ويتحمل المستهلك الأمريكي ارتفاع الكلفة لجميع البضائع وحتى مشتريات البقالة والسوبر ماركت سيكلف الأسرة الأمريكية زيادة بـ 2100 دولار أمريكي سنويا. من المتعارف عليه أن المستهلك يدفع فارق ارتفاع الرسوم الجمركية وليس كما يعتقد عدد كبير من أتباع ترامب، من يدفع فارق زيادة الرسوم الجمركية هي الدول المصدرة والشركات، بإضافة فارق ارتفاع الأسعار على السلع للمستهلكين. يدّعي ترامب والمسؤولون الأمريكيون أن رفع قيم الرسوم الجمركية فعّال ويعمل ولكن في مرحلته الأولى سيكون مؤلما!! وشبّه ترامب قبل أيام رفع الرسوم الجمركية بنجاح عملية لمريض، لكنه بدأ بالتعافي!! وأن الأسواق ستتأقلم مع رفع الرسوم. لكن تلك المقاربة والمنطق يتعارضان مع تحذير الخبراء والمستشارين الاقتصاديين وحتى قيادات الحزب الديمقراطي وبعض النواب وأعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، بدأوا يقلقون من تداعيات وخطورة رفع الرسوم! ختمت مقالي الأسبوع الماضي مؤكداً «لم ينتخب 49.7 % من الأمريكيين ترامب لأولوياته المعكوسة، ولطردهم من وظائفهم، وقمع حرياتهم ومعاداة جيرانهم وحلفائهم ورفع أسعار السلع والتضخم. ودعم حرب إبادة إسرائيل للفلسطينيين! واستفزاز واستعداء الحلفاء، وبعضهم صوتوا لترامب واليوم نادمون!! لنتائج سياساته الاقتصادية وزيادة الرسوم الجمركية المتبادلة والرد برفع الرسوم على البضائع الأمريكية وآثار ارتفاع الأسعار السلبية. بسبب نتائج سياسات ترامب تتراجع شعبيته لـ 49 % في استطلاعات الرأي!! ويعزف الأوروبيون والكنديون ومستثمرون وطلاب وسياح عن التعامل مع أمريكا، وزيارة وحتى الدراسة في أمريكا!! «لم تعد أمريكا التي نعرفها ويعرفها الأمريكيون والعالم... لذلك يفقد الحلفاء والأمريكيون الثقة بأمريكا ترامب»!!

438

| 06 أبريل 2025

أمريكا ترامب.. لم تعد أمريكا التي يعرفها الأمريكيون والعالم!!!

تناولت وحذّرت منذ فوز الرئيس ترامب وسيناريوهات عودته في مقالات وبودكاستات عن إعصار عودة ترامب لتصفية حساباته وانتقامه من الدولة العميقة. لتكراره في مهرجاناته الخطابية ومقابلاته عن مؤامرات الدولة العميقة وسرقتها الانتخابات ورفضه الإقرار بهزيمته حتى اليوم «خسارة انتخابات الرئاسة عام 2020» ضد الرئيس بايدن. ولا يجرؤ وزراؤه الإجابة بصراحة على أسئلة أعضاء مجلس الشيوخ، والاعتراف بخسارة ترامب انتخابات الرئاسية. فكانوا يراوغون ويتهربون من الإجابة!! لخشيتهم من غضبه وانتقامه بطردهم إذا خالفوا قناعاته!! في ترهيب ورسالة: غير مقبول إظهار أي تباين مع وجهات نظره ومواقفه في رئاسة ترامب الأخيرة. يؤمن ترامب بحصوله على تفويض مطلق بفوزه القوي بالصوت الشعبي بـ 77.2 مليون صوت. وكذلك فاز بأصوات المجمع الانتخابي الأهم، وانتزع حزبه أغلبية ضئيلة في مجلس الشيوخ من الديمقراطيين، ما يمكنه بالمصادقة على ترشيحه الوزراء والمسؤولين الذين يرشحهم لمناصبهم وتمرير أجندته ومشاريعه. وكذلك احتفظ حزبه بالأغلبية الضئيلة في مجلس النواب. لكنه يواجه مخاطر، تراجع قبل أيام عن ترشيح النائبة اليس ستافنيك من ولاية نيويورك الموالية بقوة لترامب، والداعمة لإسرائيل-لمنصب السفير ومندوبة الولايات المتحدة الدائمة في الأمم المتحدة، خشية خسارة مقعدها في مجلس النواب للديمقراطيين!! وذلك يحصّن ويعزز قناعة ترامب بأنه يمكنه تنفيذ أجندته دون عواقب وكلفة. ما تشهده الولايات المتحدة منذ عودة ترامب لرئاسته الثانية غير مسبوق بشطحاته وتصميمه على الانتقام والتصعيد في الداخل والخارج معاً. توسع أجندته وأوامره التنفيذية الخلافات والانقسامات والشرخ المجتمعي والسياسي بمقاربات غير مسبوقة مدعوما من جماعته (MAGA) حولها ترامب لطائفة موالية تصطف كليا معه. وتقليصه حجم الحكومة الأمريكية بقيادة الون ماسك أغنى رجل في العالم. كلفه ترامب الإشراف على «إدارة الكفاءة الحكومية»-تسببت بإلغاء ودمج إدارات وهيئات حكومية، تسببت بخسارة وظائف لأكثر من 100 ألف أمريكي. بينهم من انتخبوا ترامب!! وتتعمق ظاهرة ترشيحات وتعيينات ترامب لمناصب قيادية: وزراء ومديرين ومستشارين يقدم ترامب الولاء والتبعية على الكفاءة والخبرة والاستقلالية. وهذا يشمل وزير الدفاع هاغسيث (مذيع درجة ثانية في فوكس نيوز) كشف خطط ضرب مواقع وأهداف للحوثيين وأضاف صحفيا إلى مجموعة عمل على تطبيق سيغنال-فجّر فضيحة باتت تعرف «فضيحة سيغنال غيت». تحظى بتغطية وتحليل واسع في وسائل الإعلام ولدى الرأي العام الأمريكي المصدوم من التسيب والفوضى وغياب المهنية. وتعيين وزير الخارجية روبيو من صقور الحزب الجمهوري ومنافس ترامب في انتخابات الرئاسة عام 2016-كان عضو مجلس شيوخ من فلوريدا وموال بقوة لإسرائيل ومعارض للصين يصطف كليا مع ترامب. وتولسي غيبارد مديرة الاستخبارات الوطنية المشرفة على 18 جهاز استخبارات من مختلف المستويات ومدنية وعسكرية-لا تملك أي خبرة وخلفية ودراية في مجال الاستخبارات والأعمال الأمنية!! اثارت تعيينات ترامب المثيرة للجدل، انتقادات وتساؤلات مستحقة عن كفاءة وصواب قرارات هؤلاء المسؤولين الذين فشلوا في أول عملية عسكرية بفضيحة سيغنال حول استهداف الحوثيين في اليمن ومطالبات بالتحقيق الجنائي وإقالة وزير الدفاع هاغسيث ومستشار الأمن الوطني مايك والتز!! لكن الصادم في مواقف وقرارات ترامب داخليا ليس حملة الترحيل والطرد الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة ولكن ترحيل بطريقة غير شرعية لخارج أمريكا بطريقة غير شرعية وبمخالفة وتحدٍ لأحكام قضاة. وبعضهم نُقلوا إلى سجون السلفادور سيئة السمعة!! وطالت الاعتقالات والحجز طلبة أمريكيين، وحتى اعتقال وترحيل طلبة أجانب يدرسون في جامعات أمريكية لتظاهراتهم رافضين ومنددين بحرب إبادة إسرائيل على غزة-واتهام من يتظاهرون بمناصرة لحركة حماس ودعم منظمة إرهابية والعداء للسامية. في ممارسات تخالف القانون وتعديلات الدستور. وشمل القمع والتعدي على الحقوق السياح وزوار، وانتشرت ظاهرة توقيف والتحقيق مع مسافرين أوروبيين وكنديين وعرب ومسلمين وغيرهم في مطارات الولايات المتحدة. والقيام بتفتيش أجهزة هواتفهم النقالة ومنشوراتهم في وسائط التواصل الاجتماعي، وحتى اعتقالهم إذا وترحيلهم إذا اكتشف أي منشور يدعم حماس وينتقد حرب إسرائيل وسياسات ترامب!! لم تشهد أمريكا بتاريخها تكميما للأفواه وترهيب وقمع الحريات بهذا التدني! خارجياً تُعمّق سياسات وتصعيد ترامب تجاه الجيران والحلفاء بالوعيد والاستفزاز والتهديد بالسطو والتعدي على سيادة الحلفاء. يبرز ذلك بشكل صادم مع الجيران (كندا والمكسيك) والحلفاء الأوروبيين المقربين، بترهيبهم والتهديد بزيادة الرسوم الجمركية وضم كندا، والسطو على غرينلاند أكبر جزيرة في العالم بحكم ذاتي من الحليف والعضو في حلف الناتو الدنمارك- واستعادة قناة بنما وامتلاك قطاع غزة مجانا وتحويله لمنتجعات!! وكان صادما تهديد ترامب لكندا والأوروبيين بتغريده: «إذا تحالف الاتحاد الأوروبي مع كندا للإضرار بمصالح أمريكا الاقتصادية فسنرفع نسبة الرسوم الجمركية (أكثر من 25% المخطط للبدء بتطبيقها في 2 أبريل القادم)على الطرفين!! لحماية الصديق الأفضل لدى الدولتين» تصوروا ترامب يتخبطه يخطئ ويصف ترامب الاتحاد الأوروبي-(27 دولة) دولة!! وكان منفراً للأوربيين وحلفاء أمريكا وصف فانس نائب ترامب في المحادثة على تطبيق سيغنال: «أكره الاستمرار بإنقاذ أوروبا»!! ليتفق معه ويعلق وزير الدفاع هاغسيث «أتفق مع تعليقك وكراهية الأوروبيين»!(Free Loading) ومثيرين للشفقة»!! ويقوم فانس-نائب ترامب وزوجته بزيارة مستفزة وغير مرحب بها إلى قاعدة أمريكية في جزيرة غرينلاند-التي يصر ترامب على ضمها-مدعياً أهميتها للأمن الأمريكي والدولي وثرواتها الطبيعية!! لم ينتخب 49.7% من الأمريكيين ترامب لأولوياته المعكوسة، ولطردهم من وظائفهم، وقمع حرياتهم ومعاداة جيرانهم وحلفائهم ورفع أسعار السلع والتضخم. ودعم حرب إبادة إسرائيل للفلسطينيين! ومنهم انتخبوه!! وبسبب نتائج سياساته الاقتصادية وزيادة الرسوم الجمركية وتهديده يعزف الأوروبيون والكنديون وطلبة ومستثمرون وسياح عن زيارة أمريكا!! والنتيجة يتراجع الرضا عن سياسات ترامب إلى 49% في استطلاعات الرأي الأخيرة!! واضح هذه لم تعد أمريكا التي نعرفها ويعرفها الأمريكيون والعالم!!

1146

| 30 مارس 2025

alsharq
شاطئ الوكرة

في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...

4194

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
في رحيل الشيخ محمد بن علي العقلا

فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...

1749

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
«أنا الذي حضر العربي إلى ملعبي»

-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...

1719

| 07 ديسمبر 2025

alsharq
عصا موسى التي معك

في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه...

1608

| 02 ديسمبر 2025

alsharq
الفدائي يشعل البطولة

لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...

1422

| 06 ديسمبر 2025

alsharq
مباراة لا تقبل القسمة على اثنين

تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...

1158

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
ثلاث مواجهات من العيار الثقيل

مواجهات مثيرة تنطلق اليوم ضمن منافسات كأس العرب،...

1149

| 03 ديسمبر 2025

alsharq
الدوحة.. عاصمة الرياضة العربية تكتب تاريخاً جديداً

لم تعد الدوحة مجرد مدينة عربية عادية، بل...

900

| 03 ديسمبر 2025

alsharq
درس صغير جعلني أفضل

أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...

654

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
خطابات التغيّر المناخي واستهداف الثروات

تشهد الساحة الدولية اليوم تصاعدًا لافتًا في الخطابات...

615

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
العرب يضيئون سماء الدوحة

شهدت قطر مع بداية شهر ديسمبر الحالي 2025...

549

| 07 ديسمبر 2025

alsharq
المقاومة برصاص القلم

ليس بكاتب، إنما مقاوم فلسطيني حر، احترف تصويب...

495

| 03 ديسمبر 2025

أخبار محلية