رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

أ.د. عبد الله خليفة الشايجي

 تويتر @docshayji

‏@docshyji

مساحة إعلانية

مقالات

759

أ.د. عبد الله خليفة الشايجي

حياد ووساطة دول التعاون لتجنب تداعيات حرب إسرائيل وإيران

15 يونيو 2025 , 02:00ص

تقف دول مجلس التعاون الخليجي في مرمى نيران المواجهة المتصاعدة بين إسرائيل وإيران التي فاجأت المحللين والتوقعات بشن عملية نوعية هي الأكبر والأخطر «الأسد المتوثب» والأكثر تدميراً بتداعيات واسعة على إيران فجر الجمعة الماضي. وذلك بعد استهداف منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم ورصد تسرب كيميائي وإشعاعي نووي داخلي. وفشل إلحاق أضرار بمنشآت إيران النووية الأخرى في أصفهان وفوردو وأراك للماء الثقيل لموقعهم تحت أعماق سحيقة لا تملك إسرائيل قدرة استهدافهم.

وبعد تعرض إيران لأسوأ يومين من القصف على العاصمة ومدن عديدة ومواقع عسكرية ومنشآت نووية واغتيال صف القيادات العسكرية وقادة الحرس الثوري الأول وعلماء وخبراء نوويين. ردت إيران بعملية «الوعد الصادق 3». عاشت إسرائيل وخاصة تل ابيب عاصمة المال والأعمال والشركات الكبرى، أسوأ وأكثر لياليها رعباً باعتراف السفير الأمريكي مايك هاكابي، اضطر للهرب للملاجئ 5 مرات ليل الجمعة،مع بدء إيران موجات القصف الصاروخي على إسرائيل-واضطر 7 ملايين إسرائيلي للفرار للملاجئ وسط دمار وسقوط جرحى وقتلى غير مسبوق منذ نكبة عام 1948.

تملك دول مجلس التعاون الكثير من الأوراق يمكن توظيفها لدرء المخاطر بالحياد وبضغط الحليف الأمريكي لاحتواء التصعيد وحتى وقف الحرب المدمرة. وذلك بتداخل الأبعاد الأمنية، وأمن الطاقة. لذلك مصلحة جميع الأطراف لدعم الجهود الخليجية لوقف الحرب ومنع تصاعدها.

تجد دول مجلس التعاون الخليجي نفسها التي لعبت دورا مهما في الوساطة بين كل من الولايات المتحدة وإيران منذ أبريل الماضي في جولات مفاوضات غير مباشرة بوساطة عمانية في مسقط وروما، مدفوعة لتقريب وجهات النظر للتوصل لاتفاق نووي. وكانت إدارة ترامب في رئاسته الأولى انسحب من الاتفاق النووي مع إيران، أبرمه الرئيس أوباما ضمن مجموعة (5+1( عام 2015، وفرض أقسى العقوبات على إيران. ولم تتفاوض إدارة بايدن للعودة للاتفاق النووي. وعمد الرئيس ترامب للتفاوض للتوصل لاتفاق نووي جديد بوساطة خليجية. مع التلويح باللجوء لخيارات أخرى. ومنح الرئيس ترامب إيران مهلة 60 يوما في أبريل الماضي للتوصل لاتفاق نووي-لتجنب التصعيد والمواجهة. وذكّر بذلك الجمعة الماضي بعد شن إسرائيل عملية «الأسد المتوثب».

وفيما يعارض نتنياهو منذ عقود مفاوضات تُبقي برنامج إيران النووي دون وقف التخصيب وتفكيك برنامج إيران النووي ويصر على تطبيق نموذج النووي الليبي (بتسليم برنامجه النووي البدائي)، بدلا من الاستمرار بجولات التفاوض بوساطات شاركت بها قطر والإمارات وآخره سلطنة عُمان.

وكان الرئيس ترامب تجنب في جولته الخليجية الأولى في رئاسته زيارة إسرائيل، وفي محادثاته مع قادة دول المجلس في القمة الخليجية واللقاءات الثنائية، لدور القادة بالوساطة وبنقل رسائل للطرفين لدعم جهود التفاوض والتوصل لاتفاق نووي مع إيران يجنب المنطقة التصعيد. ودأب ترامب تكرار المزج بين البراغماتية والواقعية «أفُضل التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، لكننا لن نسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي سواء توصلنا إلى اتفاق أم لا.» في موقف يوازن ويطمئن مخاوف، ويستجيب لمطالب إسرائيل. ويكتسب تحذير ترامب في حال فشلت المفاوضات مع إيران بمنع إيران من حيازة السلاح النووي، مصداقية-بعد تسريب تصريحات الجنرال كاريللا قائد مسرح العمليات الأمريكية في المنطقة-»قدمت للرئيس ترامب خيارات واسعة لعملية عسكرية ضد إيران في حال فشلت المفاوضات... ومستعدون للرد بقوة ضاربة لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي في حال أمر الرئيس ترامب القيام بعمل عسكري.»

وما يثير القلق تهديد وزير الدفاع الإيراني عزيز نصير زاده-في حالة تعرض منشآت إيران النووية باستهداف إسرائيل والقواعد العسكرية الأمريكية في الخليج في محاولة ردعية. والملفت تكرار وتأكيد الولايات المتحدة النأي بنفسها وعدم مشاركتها في العلمية العسكرية الإسرائيلية ضد إيران. 

وترى وتدعم دول مجلس التعاون الخليجي وقف الحرب على غزة، لأنه سيساعد ضمن صفقة كبيرة بتعزيز فرص التوصل لاتفاق نووي بين إيران والولايات المتحدة والمجتمع الدولي، وتخفض المواجهة، ويساعد على إعادة مسار التطبيع بين دول عربية وإسرائيل. 

ماذا على دول مجلس التعاون الخليجي عمله بالتعامل مع مواجهة تصاعد الحرب الإسرائيلية على إيران للحد من تداعياتها الخطيرة على أمن منطقتنا وشعوبنا ومصادر دخلنا وأمن الطاقة والنفط؟ على دول مجلس التعاون الخليجي إضافة لإصدار بيانات استنكار وإدانة إسرائيل 

أولاً: على دولنا الخليجية إعادة تكرار التأكيد بشكل فردي وجماعي بيانات صدرت من وزارات الخارجية الخليجية تؤكد على إدانة الاعتداء الإسرائيلي على إيران. ولسنا طرفا ولن نشارك بأي عمل عسكري ضمن عملية «الأسد الصاعد» على إيران. 

ثانياً: على دول مجلس التعاون الخليجي تكرار موقفها الفردي والجماعي الحياد الإيجابي: لن نسمح باستخدام أراضينا وأجوائنا والقواعد الأمريكية بأي عملية عسكرية قد تشارك بها الولايات المتحدة إذا تصاعدت الحرب بين إسرائيل وإيران. خاصة بعد تهديد وزير الدفاع الإيراني نصير عزيز زاده أن الرد الإيراني في حال شاركت الولايات المتحدة بأي عدوان على إيران، ستستهدف إيران القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة!! وكان ملفتاً تلقي سمو أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد، اتصالا هاتفيا امس من الرئيس ترامب. وأكد الشيخ تميم على ضرورة العمل لخفض التصعيد والتوصل إلى حلول دبلوماسية. وأكد الرئيس ترامب استعداده للمشاركة في مساعي حل الأزمة حفاظا على الأمن والاستقرار الإقليمي.

ثالثا: تفعيل وساطة الدول الخليجية بنقل رسائل بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة وإيران. بعدم استهداف إيران القواعد الأمريكية في المنطقة!! لوقف الحرب المدمرة. ونجاح مفاوضات النووي وحماية أمن الطاقة واستقرار أسعار النفط بعدما ارتفعت 7%.

وهذا يعزز دور ومكانة واستقرار وأمن دول مجلس التعاون الخليجي، لتنصرف للتنمية وتحقيق رؤى دولنا المستقبلية.

اقرأ المزيد

alsharq في غزة.. الهدوء ليس استراحة

في غزة، ليس ثمة خيارات متاحة بالمعنى المألوف للكلمة، ولا مسارات آمنة يمكن أن يسلكها المرء ليتفادى كلفة... اقرأ المزيد

144

| 06 أكتوبر 2025

alsharq أكتوبر 73 بين الانتصارات وتخطي الإحباطات

يأتي الاحتفال بانتصارات حرب أكتوبر 1973 والعالم العربي يعيش حالة من الإحباطات منذ طوفان الأقصى في السابع من... اقرأ المزيد

150

| 06 أكتوبر 2025

alsharq الطوفان الرقمي.. من يغرق ومن يعوم في بحر البيانات الضخمة؟

لم تعد ثورة البيانات الضخمة Big Data مجرد انعكاس للتحول الرقمي الذي شهده العالم في العقود الأخيرة، بل... اقرأ المزيد

81

| 06 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية