رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محمد محمود عثمان

مساحة إعلانية

مقالات

273

محمد محمود عثمان

أكتوبر 73 بين الانتصارات وتخطي الإحباطات

06 أكتوبر 2025 , 01:38ص

يأتي الاحتفال بانتصارات حرب أكتوبر 1973 والعالم العربي يعيش حالة من الإحباطات منذ طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023، وأفخر شخصيا بأن أكون أحد المشاركين في هذا النصر العظيم كأحد الجنود من أول دفعة من المؤهلات العليا الذين تم تجنيدهم للخدمة العسكرية في القوات المسلحة المصرية في أعقاب هزيمة 1967 في إطار التخطيط لبناء القوات المسلحة من جديد وإعدادها للحرب القادمة على أسس فنية ونفسية وعسكرية متقدمة للتدريب على المعدات والأسلحة الجديدة واستيعابها واستخدامها وفق المعدلات الدولية والتي كانت سببا في عبور الساتر الترابي الأقوى في العالم وخط بارليف المؤجج بالنابالم، وتخطي أكبر مانع مائي في التاريخ العسكري وهو قناة السويس، بعد أن حطمت قوات المدفعية والمقاتلات الجوية المصرية تحصينات خط بارليف القوية، التي كونت سلسلة من النقاط الحصينة والطرق والمنشآت الخلفية، التي صنعت الخط الدفاعي الأصعب في تاريخ الحروب، الذي أنفقت عليه إسرائيل أكثر من 300 مليون دولار، والذي امتدت دفاعاته أكثر من 160 كم على طول الشاطئ الشرقي لقناة السويس، مزودا بخط أنابيب النابالم الحارق وسريع الاشتعال لتكون حرب السادس من أكتوبر – العاشر من رمضان التي مضي عليها 52 عاما أول معركة حربية عربية تنتصر فيها الجيوش العربية - منذ هزيمة 1948، على إسرائيل المدعومة غربيا بلا حدود، ولازالت تكتيكات هذه الحرب تُدرس في المعاهد والأكاديميات العسكرية العالمية للآن، وخاصة نجاح خطة الخداع الاستراتيجي التي نفذها الرئيس السادات بنجاح وخدع بها أكبر أجهزة المخابرات العالمية واستخدام سلاح النفط في المعركة، الذي نفتقده الآن لمواجهة التحديات المتعلقة بحاضر ومستقبل الأمة العربية 

ولكن من المؤلم أن تأتي هذه الذكرى المجيدة في الوقت الذي تعيش فيه الأمتان العربية والإسلامية تحت وطأة أفظع وأقصى درجات الإحباط، ربما في تاريخها مع انتهاك إسرائيل لكل القوانين والمواثيق الدولية وتدمير البشر والحجر والبنية التحتية والمرافق الخدمية في قطاع غزة والتخطيط لالتهام الضفة الغربية وعدم السماح بقيام الدولة الفلسطينية برغم زيادة الاعترافات الدولية بها، إلى جانب عمليات التهجير القسري واستخدام سلاح الجوع كأداة في حرب مُمنهجة مُنتهكة بذلك كل القوانين والمواثيق والعهود الدولية والإنسانية، أمام بصر العالم. 

ما يمر به العالم العربي الآن يثير العديد من الشكوك حول مخاطر ذلك في المستقبل القريب على أمن وسلامة واستقرار وبقاء دول المنطقة، في ظل التوجهات نحو الشرق الأوسط الجديد وإسرائيل الكبرى وربما تحويل غزة إلى قاعدة عسكرية لامتلاك السيطرة والسيادة العسكرية في المنطقة، ومن هنا علينا أن نعي هذه المخاطر حتى نواجه التحديات ونتخطى كل الإحباطات بروح و فكر وعقل انتصارات أكتوبر1973 والعاشر من رمضان. 

مساحة إعلانية