رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

أمريكا والعالم يحبسون أنفاسهم بين ترامب وهاريس !

تبقى انتخابات الرئاسة الأمريكية أهم حدث أمريكي ودولي كل أربع سنوات، وتثير اهتمام الداخل الأمريكي بمؤسساته ومراكزه والدولة العميقة والناخبين لما تحمله نتائجها من تداعيات سياسية واقتصادية واجتماعية في الداخل والفارق بين الحرب والسلام والفوضى والاستقرار في الخارج!. تكتسب انتخابات الرئاسة هذا العام أهمية خاصة بسبب الصراع والاستقطاب وعمق الخلافات والتراشق والتحشيد وحملة التخوين بين الطرفين. يهدد ترامب بالانتقام ومحاكمة النظام السياسي الأمريكي- يتهمه بالـتآمر وتعمد اقصائه وحرمانه من الترشح ممثلا للحزب الجمهوري. والملفت رفض ترامب مع مرشحه لمنصب نائب الرئيس جي دي فانس وعشرات الملايين من أنصاره-(74 مليون ناخب صوتوا لترامب في انتخابات عام 2020-مقابل 81 مليونا لبايدن) الإقرار بهزيمته في انتخابات الرئاسة عام 2020، بل ويتهم الدولة العميقة باستهدافه وسرقة الانتخابات دون دليل. للمرة الأولى يرشح رئيس سابق بعد خسارته انتخابات إعادة انتخابه-ورئيس سابق متهم بأربعة قضايا جنائية على مستوى ولاية نيويورك ( تهم جنائية تتعلق بالتلاعب والاحتيال وخيانة الأمانة في مؤسسة ترامب)، وتهمة ثانية بالاعتداء الجنسي ضد ممثلة سابقة ودفع محاميه-الذي انقلب عليه وفضحه لاحقا-أموالاً لممثلة إباحية لشراء سكوتها في حملته الرئاسية الأولى عام 2016. وقضية فيدرالية بتحريض أنصاره على اقتحام الكونغرس في 6 يناير 2021-لمنع فرز أصوات المجمع الانتخابي وإعلان فوز الرئيس بايدن دستورياً. وقضية فيدرالية في ولاية فلوريدا-لاحتفاظ ترامب بوثائق سرية عن مراسلات رسمية مفترض تسليمها للحكومة الفيدرالية وللأرشيف الفيدرالي. ووجُهت 34 تهمة لترامب وأدين ببعضها-ولذلك يطلق على ترامب أول رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يرشح للرئاسة وهو مدان-(Convicted Felon). أنقذ ترامب حكم المحكمة العليا (عيّن 3 قضاة)-أعلى محكمة في النظام الفيدرالي الأمريكي-بحكم يمنح الرئيس الأمريكي حصانة محدودة أنقذت ترامب من العديد من التهم، وكذلك قرار قاضيين في جورجيا وفلوريدا بتأجيل محاكمته حتى بعد الانتخابات. وفي حال فوزه بانتخابات الثلاثاء القادم-سيتمتع بحصانة رئاسية لأربع سنوات. المواجهة محتدمة والتنافس شرس والأموال متوافرة. جمع ترامب أكثر من مليار دولار من تبرعات الجماعات السياسية واللولبيات والأفراد. وجمعت حملة بايدن وهاريس أكثر من مليار ونصف مليار دولار-قبل وبعد تنحى الرئيس بايدن في يوليو الماضي، بعد أدائه السيئ في المناظرة الوحيدة ضد الرئيس السابق دونالد ترامب، وممارسة قيادات الحزب الديمقراطي ضغطا كبيرا لإقناع بايدن بالتنحي ودعم ترشح نائبته كامالا هاريس. لذلك انتخابات الرئاسة الأمريكية هذه-تاريخية وغير مسبوقة. للمرة الأولى يتنحى رئيس ومرشح انتزع ترشيح حزبه وحصل على 14 مليون صوت في الانتخابات التمهيدية الحزبية على مدار ستة أشهر من التنافس الحزبي. وللمرة الثانية تنتزع مرشحة امرأة ترشيح الحزب الديمقراطي بعد هيلاري كلينتون عام 2016-وللمرة الأولى تنتزع مرشحة امرأة ملونة من الأقليات (والد كامالا هاريس أسود من جامايكا ووالدتها من الهند)-وللمرة الأولى تشهد محاولتا اغتيال لمرشح لرئيس سابق ومرشح لحزب رئيسي منذ اغتيال روبرت كنيدي عام 1968. وللمرة الأولى تنقسم الجالية العربية والمسلمة بالتصويت لمرشح للرئاسة في الولايات المتحدة. اعتاد الناخبون العرب والمسلمون وعددهم بضعة ملايين بثقل وازن وخاصة في الولايات المتأرجحة وعلى رأسها ولاية ميشيغان بالإضافة إلى ولاية بنسلفانيا الأهم ضمن الولايات المتأرجحة وولاية جورجيا، التصويت للجمهوريين بسبب مواقفهم وأجندتهم المحافظة-لكن بعد استهداف المسلمين الأمريكيين وحربي العراق وأفغانستان وقانون الوطنية-تحول معظم الناخبون الأمريكيون للتصويت للحزب الديمقراطي. وخاصة بعد إصدار الرئيس ترامب في أول يوم تسلم به الرئاسة في 20 يناير 2017-قرار منع دخول مواطني 7 دول عربية ومسلمة إلى الولايات المتحدة وبعضهم كانوا في الطائرات في طريقهم إلى المطارات الأمريكية! ما نفر الناخبين العرب والمسلمين من ترامب والجمهوريين! لكن اصطفاف الرئيس بايدن ونائبته وإدارته وتقديم الدعم غير المحدود ماليا وعسكريا وسياسيا لإسرائيل، وإقامة جسر جوي بشحنات أسلحة وصلت إلى 70% من السلاح الذي تستخدمه إسرائيل بإمطار سكان غزة وبتدمير ممنهج للبشر والحجر وقتل أكثر من 50 ألفا وإصابة أكثر من 100 ألف لأكثر من عام-بقصف المنازل والمستشفيات والمدارس والمساجد وحتى خيام النازحين في حرب إبادة بلا هوادة دون التهديد بوقف صفقات الأسلحة وحتى التنديد. بل توفير الدعم والغطاء والتبرير! وأتبع ذلك بشن حرب وحشية على لبنان وقصف مناطق سكنية في جنوب ووسط وشمال وشرق لبنان وقتل أكثر من 3000 لبناني وإصابة أكثر من 13 ألفا للشهر الثاني من توسيع رقعة الحرب واغتيال قيادات سياسية بما فيها أمين عام حزب الله حسن نصرالله وقيادات سياسية وعسكرية من قوات النخبة فرقة الرضوان وصولا لقصف إيران واليمن. لذلك يبدو الناخب العربي والمسلم، وخاصة من أصول فلسطينية ولبنانية وبالأخص في ولاية ميشيغان في حالة ضياع وفاقدين البوصلة. بعضهم سيصوتون احتجاجا-ضد كامالا هاريس المتواطئة مع الرئيس بايدن-لمصلحة ترامب برغم مواقفه وأنصاره المعادية للأقليات والعرب والمسلمين الأمريكيين. وبعضهم سيصوتون لمرشحة «حزب الخضر» اليهودية-جيل ستاين الناقدة بشدة لحرب إسرائيل الوحشية على غزة ولبنان والتي اعتقلتها الشرطة أكثر من مرة لمشاركتها في تظاهرات ضد الحرب ومطالبتها بوقف تزويد إسرائيل بالسلاح. وحتى أعلن السناتور المخضرم بيرني ساندرز-اليهودي-الناقد بشدة لحرب إسرائيل على غزة أنه يختلف مع موقف كامالا هاريس الداعم لإسرائيل. لا تفوت هاريس فرصة إلا وتردد وتطلق تصريحات مكررة -»أطالب بوقف الحرب واطلاق سراح الأسرى ومعاناة المدنيين في غزة لا تطاق»!! لكن لا تفعل شيئا مع رئيسها لتحقيق ذلك!! الانتخابات محتدمة واستطلاعات الرأي تؤكد تقارب كبير بين ترامب وهاريس-ولا أحد يمكنه التنبؤ من سيكون سيد أو سيدة البيت الأبيض للسنوات الأربع القادمة. وعيون الأمريكيين والعالم شاخصة وتترقب يوم الثلاثاء!.

513

| 03 نوفمبر 2024

مشروع عربي رادع.. يقينا مطرقة إسرائيل وسندان إيران!!

تدفع مواجهة إسرائيل وإيران المنطقة لحافة الهاوية بتصعيدهما المتكرر. آخرها عملية «أيام الحساب» ضد إيران برغم محدوديتها، لكنها تدفع المنطقة لحافة الهاوية. بدأتها إسرائيل في أبريل الماضي باستفزاز إيران واغتالت قيادات من الحرس الثوري في قنصلية إيران في دمشق. ردت إيران منتصف أبريل وللمرة الأولى بقصف إسرائيل بصواريخ ومسيرات تصدت وأسقطت معظمها الدفاعات الأمريكية والبريطانية والفرنسية. لكن لم يحقق الهجوم الصاروخي الإيراني الردع الذي كانت إيران تأمل بفرضه لمنع إسرائيل من استفزازها والاعتداء عليها سواء باستهداف وجودها وقواعدها العسكرية في سوريا وحلفائها في لبنان واليمن-أو حتى التجرؤ بالاعتداء على سيادتها. لتستفز إسرائيل إيران مجدداً ولكن بأكثر خطورة وتحدياً - وتغتال إسماعيل هنية في مقر الضيافة الرسمية الإيرانية في قلب العاصمة الإيرانية طهران-أثناء مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان - ما يعد إهانة وتعديا سافرا على سيادة إيران وهز صورتها ومكانتها أمام الرأي العام داخل إيران وبين حلفائها وأذرعها. خاصة بعد اغتيال قائد العمليات العسكرية الميداني فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت قبل ذلك بيوم واحد! لتتمادى بتدمير الضاحية الجنوبية لبيروت واغتيال بقصف غير مسبوق حسن نصر الله - أمين عام حزب الله نهاية سبتمبر وخليفته المحتمل هاشم صفي الدين مطلع أكتوبر وقيادات حزب الله السياسية والعسكرية. لترد إيران مطلع أكتوبر بأكبر عملية رد انتقامي بقصف صاروخي باليستي ضد إسرائيل منذ قيامها. واليوم تحضر إسرائيل للرد الانتقامي-مع تسريب سيناريوهات عن حجم الضربة والأهداف الحساسة التي قد تستهدفها بما فيها منشآت عسكرية وقواعد للحرس الثوري وربما منشآت نفطية مع استبعاد بضغط من بايدن وإدارته استهداف منشآت إيران النووية المنتشرة في عدة مواقع. نقلت صحيفة نيويورك تايمز- قبل عملية «أيام الحساب» الإسرائيلية - نقلاً عن مصادر يعتمد الرد الإيراني على الهجوم الإسرائيلي على حجم ونوع الاستهداف. مع تسريب أن المرشد الأعلى علي خامنئي أعطى التعليمات بالرد بناء على نوع الضربة. لكن بسبب محدودية الرد العسكري الإسرائيلي، لا أتوقع رداً إيرانيا واسعاً-ولا «الوعد الصادق 3»-خاصة أن إسرائيل أبلغت إدارة بايدن وإيران عبر وسطاء بموعد وأماكن الرد الإسرائيلي المحدود. ما يشكل انتصاراً لبايدن ومرشحة حزبه الديمقراطي هاريس بتجنب حرب إقليمية وخاصة بعدم استهداف المنشآت النفطية والنووية.* ومع بدء العام الثاني من حرب إبادة إسرائيل على غزة بجميع تفاصيلها المفجعة-ونتائج القتل والمجازر المتنقلة-وآخرها حرب الاقصاء والقتل وتدمير المنازل فوق رؤوس ساكنيها-واقتحام المستشفيات-تطبيقا لخطة الجنرالات بتحويل شمال غزة لمنطقة عازلة-بفرض تطهير عرقي. يضاف ذلك كله لتعميق الحصار ومنع دخول امدادات الغذاء والدواء بل اقتحام مستشفى كمال عدوان في شمال غزة-حيث تتفاقم المجاعة وتتعمق المأساة الإنسانية. وفي الشهر الثاني من توسيع الحرب-بحجة واهية-إعادة المستوطنين إلى مستوطنات الشمال على حدود لبنان! برغم امتلاك حزب الله صواريخ ومسيرات وصلت إلى تل أبيب وقسارية وأصابت مسيرة منزل نتنياهو نفسه في ضربة عسكرية ومعنوية للنظام الإسرائيلي والسكان الذين باتوا يعيشون في الملاجئ وارتبكت حياتهم اليومية. فيما تستمر آلة القصف والتدمير الإسرائيلي بقصف عشوائي للمدن من جنوب لبنان إلى الضاحية الجنوبية في بيروت وصولاً إلى البقاع ومدنه في شرق لبنان وإلى شماله. وترهيب ملايين اللبنانيين وإجبار حوالي مليوني لبناني على النزوح القسري من منازلهم وقراهم ومدنهم وارتفاع عدد الشهداء إلى أكثر من 2600 شهيد وأكثر من 11 ألف مصاب.. * في ظل تلك المعطيات الصعبة وبرغم استهداف وعدوان إسرائيل المتكرر والذي بات ظاهرة شبه يومية مؤخراً وخاصة مع حرب لبنان وقبلها بغارات وعدوان على مواقع عسكرية سورية وإيرانية داخل سوريا وعلى الحدود مع لبنان، حتى صار الاعتداء على سيادة وأمن ما لا يقل عن أربع دول عربية-يبقى الموقف والنظام العربي في حالة اللا-موقف كما علقت قناة الجزيرة قبل أيام-البعض يصفها بالضعف والبعض الآخر بالتخاذل، وهناك من يصفها بالتواطؤ-وثبت ذلك بحملة الشماتة التي أظهرها عدد من المغردين بعد اغتيال جيش الاحتلال الشهيد يحيى السنوار القائد العسكري ومهندس عملية طوفان الأقصى ورئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية-حماس، وهو الذي قاتل حتى النفس الأخير قوات الاحتلال حتى اُستشهد. وقوة التأثير التي خلفها اغتيال استشهاد السنوار كما وضحت في مقالي في «الشرق» الأسبوع الماضي «اغتيال السنوار يفضح إسرائيل وحلفاءها ويلهم مقاوما قادما». يشير الواقع العربي المر لتصدع النظام العربي تحت وطأة العدوان واستباحة إسرائيل الممنهج على سيادة الدول وعربدة وقتل وترهيب المدنيين وفرض عقاب جماعي وتطهير عرقي. ويبقى الصادم والمستغرب استمرار عجز النظام العربي برغم أن الاستفراد الإسرائيلي يهدد ويضعف النظام الأمني الفردي والجماعي العربي برمته، عن فرض معادلة ومشروع ردعي جماعي عربي- على نسق ما تقوم به إيران بفرض ردع متبادل مع إسرائيل. هذا العجز العربي لا شك يقوّي ويمكن العدو الإسرائيلي استباحة وإضعاف للنظام الأمني العربي فرادى وجماعة ويشجع الصهاينة على التصعيد والعربدة وارتكاب المجازر وحروب الإبادة!!- * لم يعد مقبولاً سماح النظام العربي لدولة مارقة تقتل الأبرياء وتدمر المنازل على رؤوس ساكنيها وتجبر ملايين العرب على النزوح القسري وتفشل جميع الوساطات ولا تقدم أي مبادرة سواء لوقف النار ومفاوضات حل الدولتين!! ‏من المفيد التذكير هنا أن نظريات توازن القوى والأمن الجماعي والتحالفات-تؤكد لن ينجح أي طرف بمنع وردع خصمه-وفي حالتنا الطرف العربي بمنع استباحة وعدوان واستئساد إسرائيل المتكرر على سيادة وأمن دولنا ونظامنا العربي، دون فرض ردع وتوازن قوى. لذلك المطلوب العمل جماعياً لبلورة مشروع عربي عسكري وأمني جامع يوازن ويردع ويمنع تدخلات وعربدة وعدوان إسرائيل وإيران وغيرهما على أمننا!

813

| 27 أكتوبر 2024

السنوار يفضح إسرائيل وحلفاءها ويلهم جيلا مقاوما قادما

بات من المسلمات قدرة حركات المقاومة والكفاح المسلح على الاستمرار والتمسك بمواقفهم بعد اغتيال قياداتهم وصعود قيادات جديدة وشابة أكثر تمسكا وتصميما على المضي على طريق المقاومة والكفاح المسلح. كان يحيى السنوار زعيم حركة حماس ورئيس المكتب السياسي للحركة، يوصف بأنه كان أكثر تشددا وأقل براغماتية من سلفه إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الذي اغتالته إسرائيل في قلب طهران نهاية يوليو الماضي. سيسجل التاريخ نجاح القائد السنوار‬ بتكبيد إسرائيل أكبر هزيمة عسكرية في تاريخها، وبقي حاملا سلاحه أكثر من عام يقاتل بين جنوده، مدافعا عن دينه وأرضه وشرف أمته، حتى لقي وجه ربه شهيدا في ساحة القتال بشهادة أعدائه، حياة حافلة بالصبر والجهاد وشجاعة الأبطال المقاومين في ساحات القتال بفلسطين. يُسقط ويفضح اغتيال الصهاينة يحيى السنوار في تل السلطان في غزة بالصدفة من قوات المشاة وليس القوات الخاصة وبمعلومات وليس بمعلومات استخباراية حجم الكذب والتدليس الذي كانوا يروجون له باختبائه بالأنفاق. بل كان يقاتل الجنود الغزاة، وكان في المنزل المحاصر بمفرده ولم يكن حوله دروع بشرية من الرهائن يحتمي بهم كما كان يزعم نتنياهو ووزير دفاعه أو فر مع بعض الأسرى لخارج غزة. كما سيثبت اغتيال السنوار أنه ليس من كان يعرقل ويمنع التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى والمحتجزين ولم يكن كما يروجون ويضللون العقبة حسب اتهامات هاريس والناطقين باسم البيت الأبيض والخارجية والدفاع الأمريكيين. لأنهم يعلمون أن حماس والسنوار وافقوا على مقترح بايدن لوقف إطلاق النار ويعلمون أن العقبة والمعطل الحقيقي هو مجرم نتنياهو وزمرته الفاشية المتطرفة. فلا فائدة من التفاؤل المخادع ومضاعفة الجهود للتوصل لاتفاق طالما نته ياهو يعرقل ويبقى العقبة ويطيل الحرب لمصلحة بقائه وفوز ترامب وهزيمة بايدن وهاريس. يثير الاستغراب حجم الاحتفالية المبالغ فيها من نتنياهو وحكومته ومن بايدن وأركان إدارته وحتى من نائبته ومرشحة الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأمريكية ضد منافسها الرئيس السابق دونالد ترامب الذي يصطف كليا ويتفهم موقف نتنياهو والذي يراهن على فوزه ليعطيه المزيد من الحرية بلا قيود ليستمر بحرب إبادته على غزة للعام الثاني وكذلك يوسع رقعة المواجهة مع إيران وربما يدفع المنطقة كما حذرت مراراً إلى حافة الهاوية. وخاصة إذا تجاوز الرد الانتقامي الإسرائيلي الخطوط الحمراء التي وضعها الرئيس بايدن الذي أعلن قبل أيام علمه بموعد وحجم وأماكن الرد الإسرائيلي على إيران انتقاما من قصف إيران الصاروخي الباليستي على إسرائيل مطلع شهر أكتوبر الجاري. كان مضللاً تصريحات قادة الغرب وتعبيرهم عن تفاؤل مخادع أنه بعد اغتيال السنوار صار ممكناً المضي نحو سلام مستدام! كيف ذلك وحماس بوجود السنوار وافق على المبادرات التي حملها الوسيط القطري الذي عمل بجهد وتفان للتوصل لاتفاق يبني على اتفاق نوفمبر الماضي الذي قاد إلى تبادل أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية ومحتجزين إسرائيليين أغلبهم من النساء والأطفال. ويعلم الجميع أن المعرقل الأول وقف حرب الإبادة على غزة والحرب البرية والقصف والتدمير الممنهج والمتعمد على لبنان هو نتنياهو وزمرته المتطرفة الفاشية في تحالفه الحكومي المتطرف مع بن غفير وسموترتش والوزراء المتطرفين في تحالفه. من رصد ردود الأفعال الاحتفالية والمرحبة باغتيال يحيى السنوار كان تعليق الرئيس الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أتصل بنتنياهو مهنئاً ووصف مقتل السنوار «باليوم الجيد لإسرائيل والولايات المتحدة والعالم”. أما نائبة الرئيس بايدن ومرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس فقد كررت موقف الرئيس بايدن وخاطبت تجمعا انتخابيا للناخبين المسلمين والعرب في ولاية ميشيغان الحاسمة لفوزها في انتخابات الرئاسة لاستمالة أصوات الناخبين العرب والمسلمين الغاضبين من موقفها المتطابق مع موقف الرئيس بايدن وإدارته والذين سيمتنعون عن التصويت لها لدعمها حرب إبادة إسرائيل على غزة وتوسيع الحرب على لبنان. وصفت اغتيال السنوار بالحدث ونقطة تحول، وعلى الجميع اغتنام موته لإنهاء الحرب». وصف رئيس الوزراء البريطاني، ستارمر، السنوار «بالعقل المدبر وراء اليوم الأكثر دموية في التاريخ اليهودي منذ المحرقة» “ولن نحزن على وفاته”. وحمل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، «يحيى السنوار المسؤول الرئيسي عن الهجمات الإرهابية والأعمال الوحشية التي وقعت يوم 7 أكتوبر». فيما عبر رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو بتفاؤل مبالغ فيه ولا يستند للواقع، إن «موت السنوار ينهي عهد الإرهاب»، «وعلى حماس إلقاء سلاحها، وإطلاق سراح الرهائن، ولا دور مستقبليا لحماس في حكم غزة».. أما موقف وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك فكانت الأكثر استفزازاً بوصف «السنوار بالقاتل الوحشي والإرهابي الذي أراد تدمير إسرائيل وشعبها». وفي تصريح مستفز لها أمام البرلمان الفيدرالي الألماني بررت استهداف المدنيين في غزة. بينما علقت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إن «السنوار كان زعيم منظمة إرهابية، منظمة حماس الإرهابية. وكان في الأساس العقل المدبر وراء أحداث 7 أكتوبر من حيث القتل والمجازر والاغتصاب والاختطاف. ومن المؤكد أن موته يضعف حماس بشكل كبير». سيثبت القادم من الأيام بأن غياب السنوار وبث اللحظات الأخيرة من حياته مقاوما حتى الرمق الأخير بتحفيز جيل كامل من الشباب في الاستمرار بمقاومة الاحتلال كما أكد خليل الحية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في نعيه للسنوار بأن الصهاينة ارتكبوا خطأ استراتيجيا سيدفعون ثمنه. بكون السنوار أول قائد سياسي وعسكري يستشهد وهو يقاتل قوات الاحتلال ولم يتم اغتياله غدراً وغيلة كما حدث مع القادة العسكريين والمدنيين لحماس وحزب الله. كما سيكتشف من سارعوا للاحتفال باستشهاد السنوار واتهامه بأنه كان المعرقل للاتفاقيات ووقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمرتهنين أنه نتنياهو وليس السنوار.

621

| 20 أكتوبر 2024

جدلية تسريع امتلاك إيران السلاح النووي لردع إسرائيل !

بات من المسلمات المنطقية والعقلانية عند صانع القرار الإيراني وخاصة المرشد علي خامنئي صاحب القرار النهائي في القضايا الإستراتيجية والنووي التفكير الجدي لاستعادة قدرات الردع في مواجهاتها وصراعها المحموم مع الخصم اللدود إسرائيل بالتلويح بالورقة النووية وذلك بعد تآكل قدرات ردعها بتوجيه ضربات مؤلمة لإيران وأذرعها وخاصة حزب الله وحماس خلال الأشهر الماضية. لذلك لم يكن مستغربا تحذير مستشار المرشد الأعلى خامنئي أن إيران قد تغيّر عقيدتها النووية إذا استهدفت إسرائيل منشآتها النووية. واضح يقصد مستشار خامنئي التراجع عن تراجع علي خامنئي عن فتوى أصدرها عام 2003-بعد اكتشاف برنامج إيران السري- للتأكيد على بقاء برنامج إيران النووي مدنيا وسلمياً- وذلك بتحريمه امتلاك إيران السلاح النووي. وذلك لطمأنة الولايات المتحدة والغرب-الذي فرض عقوبات منذ الإعلان عن اكتشاف برنامج إيران النووي-وانخراط إدارة أوباما في مفاوضات سرية ولاحقا علنية ومباشرة بين الطرفين في الفترة من 2012-2015 والتي توجت بتوقيع اتفاق نووي بين إيران والقوى الكبرى (5+1)-بتجميد برنامج إيران النووي لمدة 10 سنوات-مقابل رفع العقوبات المتعلقة ببرنامج إيران النووي وإدماج إيران في المجتمع الدولي وتصدير النفط والغاز. لتنسحب إدارة ترامب من الاتفاق النووي وتفرض أقسى العقوبات على إيران في مايو 2018. واضح هدف إيران من التلويج بالتهويل عن «تغيير عقيدتها الاستراتيجية النووية» لتوظيفها كورقة ضغط فعالة-بهدف تحفيز الولايات المتحدة والقوى الغربية لممارسة ضغوط فعالة على إسرائيل لتحييد ردها الانتقامي على هجوم إيران الصاروخي على إسرائيل غير المسبوق مطلع أكتوبر الجاري، بعدم استهداف منشآت إيران النفطية والنووية. وتهديد وتوعد إيران بالرد القاسي بعد اغتيال إسرائيل (دون الاعتراف والإقرار بمسؤوليتها) إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس في قلب طهران ضيفاً على الحكومة الإيرانية أثناء مشاركته بحفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان في 31 يوليو الماضي-واغتيال حسن نصرالله أمين عام حزب الله اللبناني-درة تاج إيران وأقوى وأهم أذرعها ويدها الإقليمية لردع إسرائيل من استهداف وضرب برنامجها النووي المتقدم. وكذلك لاستهدافها واغتيالها قيادات الحزب السياسية والميدانية وخاصة فرقة النخبة القتاليّة (فرقة الرضوان)-وقبلها اعتداءات إسرائيل بمجزرة (البيجرات وآلات الاتصال اللاسلكي). وكذلك يعتقد أن إسرائيل اغتالت بعملية تفجير نوعي أمين عام الحزب المحتمل وخليفة حسن نصرالله هاشم صفي الدين-وهو ما اعترف به نتنياهو بعد أسبوع من عملية الاغتيال «بتصفية خليفة نصرالله وخليفة خليفته!! وبرغم تأكيد وليم بيرنز مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) نائب وزير الخارجية في عهد الرئيس باراك أوباما، ومسؤولين في المجتمع الاستخباراتي الأمريكي أن إيران لم تحسم موقفها بتغيير فتوى المرشد الأعلى خامنئي، ولم تقرر المضي في عسكرة برنامجها النووي لامتلاك السلاح النووي-إلا أن بيرنز أكد في مؤتمر شارك به الأسبوع الماضي عن تحقيق إيران قدرات نووية متقدمة-وأن إيران تحتاج لوقت قصير لإنتاج قنبلة نووية!! وذلك بعد تخصيب كميات كافية من اليورانيوم بنسبة 90%.. ومعها مادة البلوتونيوم.. وأكد وليم بيرنز والملم بشؤون منطقتنا وعمل فيها لسنوات-أنه برغم تحقيق إسرائيل نجاحات تكتيكية كبيرة ضد حزب الله. إلا أن الخطر ما زال قائما رغم عدم سعي قادة إسرائيل وإيران لحرب شاملة.. وكذلك قدم بيرنز تقييما عن تدهور قوة حماس العسكرية بشكل كبير بعد عام من «طوفان الأقصى» وعملية إسرائيل «السيوف الحديدية». ويبقى القلق الأمريكي من احتمال انسحاب إيران من اتفاق الحد من انتشار الأسلحة النووية NPT لعام 1968. ما يسمح لها بامتلاك السلاح النووي رداً على أي ضربة لمنشآت إيران النووية! فيما استمرت إسرائيل على الدوام برفض توقيع اتفاقية الحد من انتشار الأسلحة النووية!! لذلك يعارض الرئيس بايدن بشده وخاصة في مكالمته مع نتنياهو الأسبوع الماضي توجيه ضربات لمنشآت إيران النووية-ومنشآت الطاقة ومصافي تكرير النفط-علّق بايدن: «لو كنت مكان إسرائيل لاخترت بديلاً عن ضرب منشآت إيران النفطية». رد الجمهوريون بغضب على بايدن، خاصة الرئيس السابق ترامب مطالباً إسرائيل بتهور ومزايدة رخيصة بضرب منشآت إيران النووية. والملفت إبلاغ دول مجلس التعاون الخليجي الولايات المتحدة وإيران-بموقفها الحيادي ورفض السماح باستخدام أراضيها ومجالها الجوي بشن أي ضربة من الولايات المتحدة وإسرائيل على إيران. وذلك بعد تهديد برسائل واضحة باستهداف أذرع إيران المنشآت النفطية الخليجية. بعد عام على حرب إبادة إسرائيل على غزة وسقوط 150 ألف شهيد ومصاب ومعاق وتهجير جميع سكان القطاع 2.3 مليون، والعودة لإبادة وحصار وتجويع وتهجير 400 ألف من سكان شمال قطاع غزة تطبيقا «لخطة الجنرالات» لفرض منطقة عازلة في شمال القطاع-وأسابيع على استنساخ حرب إبادة غزة ضد حزب الله وحاضنته وبيئته في مناطق ومعاقل حزب الله في لبنان وقتل أكثر من 2000 مدني وجرح 10,000 آخرين، وتهجير 1.5 مليون من الشعب اللبناني بالقصف الوحشي وأوامر إخلاء واغتيالات قيادات الحزب السياسية والعسكرية بحجة إعادة سكان الشمال في العملية العسكرية «سهام الشمال»، لتتدحرج إلى تدمير وتفكيك قدرات الحزب العسكرية وزرع الشقاق والدمار داخل بيئته. فيما تراجعت قدرات الحزب لأضعف مراحله منذ 4 عقود لكن لا يزال يقصف حيفا وتل أبيب. لهذا تستغل إدارة بايدن وإسرائيل ضعف الحزب لتغيير الواقع السياسي في لبنان باشتراط انتخاب رئيس لبناني من خارج نفوذ الحزب. لا يرى نتنياهو وزمرته المتطرفة الفاشية الحاجة لوقف حرب الإبادة على غزة التي أصبحت «جبهة ثانوية»-وعلى لبنان. وأن الفرصة سانحة لتوجيه ضربات لإيران وأذرعها آملاً بتشكيل كما يراهن بمبالغة كبيرة-شرق أوسط جديد تكون إسرائيل قاطرته الرئيسية!! سنرى!

663

| 13 أكتوبر 2024

عام على حصاد وجرائم حرب إبادة إسرائيل على غزة

سطّرت في صحيفة الشرق عددا من المقالات عن تداعيات وأبعاد حرب إبادة إسرائيل على غزة في عامها الأول، الحرب هي أكثر حروب إسرائيل كلفة ودماراً وتداعيات مع أي قوة عربية منذ تقسيم فلسطين والنكبة و76 عاما من الاحتلال والحروب والتنكيل وسيطرة الفكر الصهيوني المتطرف. وصولا لتشكيل أكثر حكومات الاحتلال تطرفاً، لا تؤمن بحق الفلسطينيين بالوجود وتعاملهم بطوفان الأقصى «كالحيوانات»-كما تبجح وتفاخر وزير الحرب غالنت بفرض حصار مطبق على قطاع غزة وقطع جميع المواد الأساسية للحياة من ماء وكهرباء وغذاء ودواء. وشن قوات الاحتلال حرباً شعواء وصلت كما اتهمت محكمة العدل الدولية إسرائيل بارتكاب حرب إبادة. فضحت وأسقطت حرب غزة الوحشية أقنعة كثيرة: عن الدول الكبرى وتشدقها باحترام حقوق الإنسان وتطبيق القانون الدولي. وفضحت تعامل ازدواجية المجتمع الدولي مع حرب روسيا على أوكرانيا والمسارعة بإدانتها والتنديد بها وفرض عقوبات على روسيا ومصادرة ودائعها في البنوك والمؤسسات المالية الغربية وفرض عقوبات على امدادات النفط والغاز لعقاب روسيا لشن حربها على أوكرانيا منذ فبراير 2022. علماً بأن عدد قتلى حرب روسيا على أوكرانيا أودى بحياة 11 ألف مدني أوكراني مقابل حوالي 30 ألف عسكري أوكراني.. مقابل قتل إسرائيل لأكثر من 42 ألف فلسطيني وأصابت أكثر من 100 ألف آخرين بالإضافة إلى فقدان أكثر من 10 آلاف قضوا تحت ركام منازلهم وأماكن ايوائهم في عام واحد!! وفيما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أمرا بإلقاء القبض على الرئيس الروسي بوتين تتجاهل جرائم نتنياهو!! برغم مطالبة مدعي عام محكمة الجنايات الدولية كريم خان قبل أشهر إصدار المحكمة أوامر القاء القبض على رئيس وزراء الاحتلال بنجامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالنت-لكن حتى اليوم تتلكأ محكمة الجنايات الدولية بإصدار أوامر الاعتقال ومنع السفر ل124 دولة الأعضاء في المحكمة بسبب الضغوط من القوى الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية-ما يحوّل القضاء العالمي لألعوبة بيد القوى الكبرى التي تمارس النفاق وازدواجية المعايير علنيا. وعرّت حرب الإبادة على غزة التواطؤ الغربي وخاصة الرئيس بايدن الذي لا يشعر بالإحراج في تفاخره بصهيونيته وبتوفير الدعم العسكري والمالي والاقتصادي والغطاء في الأمم المتحدة باستخدام الفيتو أربع مرات آخرها إفشال منح فلسطين صفة دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة من وضع العضو المراقب في الجمعية العامة. وذلك برغم تصويت 143 دولة من 193 دولة مع قرار منح فلسطين العضوية الكاملة مقابل معارضة 9 دول بقيادة الولايات المتحدة وإسرائيل ودول هامشية عبارة عن جزر هامشية لا يعرف موقعها على الخارطة معظم الناس وتعيش على الدعم والمساعدات الأمريكية. فشلت حرب إبادة نتنياهو بعد عام بتحقيق أي من أهداف حربه المسعورة على غزة برغم النكبة والكارثة الإنسانية التي لا تزال تلاحق الفلسطينيين بعد إجبار جميع سكان غزة على النزوح القسري وبعضهم أكثر من مرات عديدة من الشمال إلى وسط إلى جنوب القطاع ومن رفح إلى خان يونس-وقصف المدنيين في مراكز الإيواء في مدارس ومقار الأونروا التابعة للأمم المتحدة والمحصنة من القصف وقتل أكبر عدد من الموظفين الأمميين 280 موظفا في تاريخ الحروب-ومعها أكبر عدد من الصحفيين والمراسلين وخاصة مراسلي شبكة الجزيرة-والتي برغم تبجح إسرائيل بأنها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط أغلقت مكاتب الجزيرة في القدس ومؤخراً في رام الله-حيث وصل عدد الشهداء الصحفيين الذين قتلتهم إسرائيل بشكل متعمد في غزة ولبنان 174 صحفيا. فيما ارتفع عدد الطواقم الطبية من أطباء وممرضين ومسعفين الذين قتلتهم إسرائيل 500 طبيب وممرض ومسعف-بينما تعتقل إسرائيل أكثر من 300 من الطواقم الطبية. وذلك حسب احصائيات منظمة الصحة العالمية. بالإضافة لحرمان 650 ألف طالب من الدراسة مع بدء العام الثاني من الحرب. كل تلك الجرائم هي جرائم حرب موثقة. لكن بعد مرور عام تحولت لحرب استنزاف بلا أفق لإسرائيل. وبغياب مسار مفاوضات دبلوماسية توقف الحرب المسعورة كما تطالب إدارة بايدن وتدعمها دول العالم وقرار مجلس الأمن 2735 تبنته الولايات المتحدة بأغلبية 14 من 15 دولة بامتناع روسيا في 31 مايو 2024-يدعو لوقف إطلاق النار فوريا في غزة.. لكن كعادتهاـ لا تكترث إسرائيل لقرارات مجلس الأمن وتستمر بحرب الإبادة وقتل الأطفال والنساء والرجال ونجحت بتحويل قطاع غزة على مدى الإبادة والتدمير المنهجي لقطاع غزة بتدمير كامل البنى التحتية المستشفيات والمدارس والمباني والطرق والمساجد بجعل غزة غير قابلة للحياة-ما يشجع المواطنين على ما يسميه الوزراء المتطرفون من أمثال وزير الأمن الداخلي بن غفير ووزير المالية سيموترتش الرحيل الطوعي من غزة! واليوم مع توسع الحرب كما كان يحلم نتنياهو وزمرته المتطرفة إلى لبنان بتفجير الجبهة الشمالية مع حزب الله-بحجة إعادة 60 ألفا من المستوطنين الإسرائيليين إلى مستعمراتهم في الشمال بعدما أجبروا على النزوح بسبب القصف المتواصل من حزب الله. والتصعيد باغتيال أمين عام حزب الله حسن نصرالله والقيادات العسكرية وخاصة فرقة الرضوان. ما دفع إيران لرد الصاروخي غير المسبوق باستهداف قواعد عسكرية انتقاما متأخرا على اغتيال إسماعيل هنية-رئيس المكتب السياسي لحماس في طهران وحسن نصرالله في بيروت. وتبقى أهم إنجازات طوفان الأقصى وحرب الإبادة الانتقامية-معركة إيقاظ الوعي وفضح وتعرية جرائم الصهاينة وإسقاط أساطير الجيش الذي لا يقهر والأكثر أخلاقية، والديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط!! وهبة تضامن شعوب العالم الحرة والناشطين والطلبة، تضامناً ودعماً للحق والقضية الفلسطينية ضد تواطؤ حكوماتهم. وإدانة جرائم إسرائيل التي تدفع المنطقة بتهور لحافة الهاوية وتهدد الاستقرار وأمن الطاقة وأسعارها والاقتصاد العالمي.

693

| 06 أكتوبر 2024

تهور نتنياهو.. من إسماعيل هنية إلى حسن نصر الله!!

علّقت في عدة مقالات في الأشهر الماضية - أخره مقال الأسبوع الماضي: «تهور نتنياهو وتواطؤ بايدن.. ودفع المنطقة لحافة الانفجار»! وبات ذلك واقعاً!! ويستمر نتنياهو بدعم زمرته اليمينية المتطرفة بالتلاعب ببايدن وإدارته وتعمد إحراجه وإفشال جميع المبادرات والتفاهمات بعد وعوده بتنفيذها، ليتراجع عنها. وبعدما تقع إدارة بايدن في فخ توريطها بالتأكيد على وقف إطلاق النار والتوصل لاتفاق تبادل الأسرى والمحتجزين لينقلب ويتنصل من موافقته! وصولا لاغتيال حسن نصر الله أمين عام حزب الله وأهم ذراع وحليف لإيران في «محور المقاومة». شمتنا بنتنياهو لإهانته المستحقة وهو يلقي كلمته أمام قاعة الجمعية العامة شبه الفارغة في رسالة احتجاج مدوية، تعبّر عن حجم العزلة والكره والرفض لجرائم حرب الشخصية الأكثر دموية وبغضاً دوليا. لم تمنع الإهانة نتنياهو من الأمر بتنفيذ عملية اغتيال حسن نصر الله - أمين عام حزب الله في قلب الضاحية الجنوبية معقل حزب الله - وما رشح من مصادر أن إسرائيل استهانت بإدارة بايدن- ولم تُبّلغها بالعملية النوعية الأكبر والأخطر ضد حزب الله وأن الهدف هو اغتيال حسن نصرالله - ما سيفجر المنطقة برمتها. وفي استخفاف واستهانة كاملة بأمن واستقرار المنطقة- وإهانة وإحراج الحلفاء وعلى رأسهم الرئيس بايدن ونائبته هاريس وفي دعم لترشيح ترامب- وكذلك باستخفافه بمبادرة ومطالب الرئيس الفرنسي ماكرون. أمر بالتصعيد الأكبر مساء الجمعة الماضي لتحقيق هدفين: إفشال مفاوضات التوصل لهدنة مؤقتة يقودها الرئيسان بايدن وماكرون- وسُمعت أصوات الانفجارات على بعد عشرات الكيلومترات بقصف مركز قيادة حزب الله تحت الأرض في الضاحية الجنوبية لبيروت بعملية نوعية هي الأكبر والأخطر من حرب إسرائيل على لبنان عام 2006- لاغتيال حسن نصرالله- أمين عام حزب الله - في اختراق أمني وتصعيد متهور يقرّب المنطقة أكثر من تفجّر حرب إقليمية خاصة بدخول إيران. شنت إسرائيل بأوامر من نتنياهو من نيويورك 10 غارات بمقاتلات-F-35-أمريكية-GBU-57 A-وقنابل أمريكية موجهة خارقة للتحصينات زنة الواحدة 2000 رطل-حوالي 900 كلغ زلزلت الأرض ودمرت الملاجئ والتحصينات، ولا تستخدمها حتى أمريكا في أحياء مكتظة بالسكان كما حال الضاحية الجنوبية في بيروت. سبق استخدمتها إسرائيل وقتلت 200 مدني برئ في مخيم النصيرات في غزة بذريعة اغتيال شخصية قيادية من حماس! نجاح إسرائيل باغتيال حسن نصر الله الشخصية الأكثر أهمية ونفوذا وتأثيرا في محور المقاومة، وبعد اغتيال إسماعيل هنية في طهران، لا شك سيشجع نتنياهو على التصعيد وإفشال مبادرات الوساطات لوقف الحرب وإطلاق الرهائن والمحتجزين- في غزة وهدنة مؤقتة في لبنان- والتراجع عن موافقته، وارتكاب مجازر ومزيد من الاغتيالات تُفشل المفاوضات وتُحرج الوسطاء. وحتى التضحية بالأسرى والتدليس على أسرهم! فتح نتنياهو في الأسبوع الماضي بتهور وغير عقلانية جبهة ثانية في الشمال مع حزب الله ولبنان، وقبل أن ينهي حرب إبادة غزة ويعلن على الأقل نصراً شكلياً على حماس!! ولا يزال جنوده يُقتلون بكمائن نوعية في رفح وخان يونس وغيرها على يد مقاتلي كتائب القسام-ليقوم بتهور بمغامرة بكلفة عالية. بدأ حربه على لبنان بتفجير أجهزة البيجر- النداء - ثم أجهزة الاتصالات اللاسلكية-لقيادات وعناصر حزب الله تسبب بقتل وإصابة وإعاقة دائمة لمئات القيادات والمقاتلين وإصابة العديد منهم بالعمى والعاهات الدائمة. ليتبع ذلك بتصفية بعملية نوعية قيادات «فرقة الرضوان»-قادة النخبة القتالية التابعة لحزب الله-وعلى رأسهم القائدان إبراهيم عقيل وأحمد وهبي- وقبلهما اغتال نهاية يوليو القائد الأبرز فؤاد شكر. وصولاً لاغتيال حسن نصر الله أمين عام الحزب في تصعيد هو الأخطر والأكبر- ربما يدفع لحرب إقليمية. وبرغم نجاح بايدن بتمرير قرار مجلس الأمن 2735 في يونيو لوقف إطلاق النار، وزيارات وزير خارجيته بلينكن عشر مرات ومدير الاستخبارات ومستشاره للأمن الوطني ومبعوثه للشرق الأوسط للمنطقة للاجتماع مع نتنياهو، ويفشلون جميعهم بانتزاع وقف إطلاق النار. وينتهج نتنياهو الكذب على بايدن في إهانات متتالية وإحراج علني لأهم حليف والداعم والممول والمسلح الأول لحروب وعدوان إسرائيل في المنطقة. لتتجاوز سلسلة أكاذيبه وتدليسه ومراوغاته، غزة وفلسطين والضفة الغربية إلى لبنان. وفيما تنشط الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة للتوصل لاتفاق هدنة مؤقتة ل21 يوماً في لبنان-وفصل المسارين ووحدة الساحات بين غزة وجبهة الشمال مع حزب الله. كعادته يُفشل نتنياهو المفاوضات ويمعن بإهانة مستحقة لبايدن-ويتراجع بعد موافقته على الهدنة! وبرغم انتفاء الحاجة، تستمر حرب الاستنزاف العبثية عشية الذكرى السنوية الأولى بعد أيام دون تحقيق نتنياهو أي من أهداف حرب الإبادة الوحشية وأهمها القضاء على حماس وقدراتها والافراج عن الرهائن وتحييد غزة حتى لا تشكل تهديداً لأمن إسرائيل مستقبلاً. ليضيف هدفاً رابعا هو عودة النازحين الإسرائيليين إلى الشمال بعدما أجبرهم قصف حزب الله على مدى عام لنزوح أكثر من 60 ألفا وبخسائر وإفلاس مئات الشركات والمؤسسات الخدماتية وإغلاق المدارس وشل الحياة بشكل كلي. ** لذلك الخشية اليوم من تداعيات تهور نتنياهو وزمرته الفاشية بإشعال فتيل حرب شاملة- وتبقى أسئلة مهمة بلا إجابات قاطعة: كيف سيرد حزب الله على اغتيال أمينه العام ؟ وتبقى الأسئلة: عن شكل وحجم الرد؟ وهل ستنضم إيران لقيادة محورها في مواجهة عسكرية ضد إسرائيل رداً على اغتيال حسن نصر الله وإسماعيل هنية؟ وماذا عن الرد والموقف الأمريكي بالإسناد وإسقاط الدفاعات الأمريكية- والبريطانية والفرنسية وبتنسيق ودفاعات أرضية عربية الصواريخ والمسيرات الإيرانية كما فعلت في أبريل؟ وماذا عن خطاب الرئيس الإيراني الجديد المُهادن لأمريكا والغرب في الأمم المتحدة ومقابلاته مع الجزيرة وسي ان ان؟ وهل ينجح نتنياهو بإشعال حرب إقليمية وإفشال أي تقارب أمريكي-إيراني مستقبلاً!!؟

1311

| 29 سبتمبر 2024

تهور نتنياهو وتواطؤ بايدن.. ودفع المنطقة لحافة الانفجار

نتنياهو وحكومة أقصى اليمين المتطرفة يهربون من مستنقع غزة عشية الذكرى السنوية الأولى لحرب الإبادة التي فشل بتحقيق أي من أهدافها. برغم إبادة 50 ألفا وإصابة 100 ألف مدني أبرياء، ونزوح مليونين من سكان القطاع المنكوبين والمهدور دمهم. وبهدف إطالة الحرب خدمة لمصالحه وبقائه في السلطة، أفشل نتنياهو جميع مبادرات الوسطاء للتوصل لوقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى والرهائن، ويتعمد تحدي وإحراج بايدن وإفشال زيارات وزير خارجيته العشر، ومدير الاستخبارات ومستشار الأمن الوطني!. يروج نتنياهو وأبواقه رياءً توصل إسرائيل لقناعة واستنتاج أنه لن تنجح الوساطات والمحاولات لإعادة أكثر من 60 ألفا من المستوطنين في أكثر من 50 مستوطنة في الشمال، أُجبروا على النزوح على وقع قصف حزب الله الصاروخي اليومي منذ 8 أكتوبر الماضي، (وستبّلغ الأمم المتحدة بذلك) إلا بتصعيد عسكري مع حزب الله بإنهاء قواعد الاشتباك واستهداف يؤلم حزب الله وقيادته وعناصره. فتلجأ إسرائيل لاغتيالات قيادات الحزب بحرب عسكرية هجينة وسيبرانية نوعية بتفخيخ أجهزة اتصالات ما سمى بـ «غزوة البيجر» والاتصالات اللاسلكي بعدوان إرهابي غير مسبوق بالتاريخ لا يفرق بين عناصر حزب الله والمدنيين الأبرياء - نجم عنه سقوط 40 قتيلاً وإصابة أكثر من 3000 مصاب من عناصر حزب الله وبيئته الحاضنة ومناطق وجوده ومعاقله في بيروت والجنوب والبقاع. الأرقام مفزعة- 75% من الإصابات أصيبوا بعيونهم و15 % فقدوا عينين!! أكد حزب الله أنه يحقق بالاختراق الأمني الخطير وغير المسبوق عن احتمال وجود عملاء للموساد بالداخل بعد تفجيرات أجهزة الاتصالات اللاسلكي والبيجرز-الأسبوع الماضي ما ألحق ضربة نفسية واجتماعية مؤلمة نفسية لقيادات حزب الله وأجهزته الأمنية ومعنويات مقاتليه وحاضنته الاجتماعية. طبعا الهدف من اغتيال قائدين عسكريين إبراهيم عقيل قائد منظومة العمليات في حزب الله وعدد من قيادات وحدة النخبة-الرضوان-وأحمد وهبي و14 مقاتلاً بينهم معدو خطة احتلال الجليل! (تهويل صهيوني لتبرير العدوان الإرهابي)، على نسق طوفان الأقصى الذي نفذته حماس في 7 أكتوبر الماضي في مستعمرات غلاف غزة. وذلك لاستدراج حزب الله لفخ رد انتقامي واسع كما هدد مرارا نصرالله، بحجة الرد على إرهاب حزب الله وإعادة سكان المستوطنات المحتلين إلى الشمال. ومعه إدارة بايدن للإسناد. ليتحول الجلاد إلى ضحية، ليستدر نتنياهو وعتاة اليمين المتطرف تضامن الغرب ودعمه بحق الرد لفتح جبهة جديدة برغم غرقه في حرب غزة الدامية- وانهاك جيشه المعتدي. ليفجر حرب مفتوحة، في قرار متهور ولا منطق. حتى الأمريكان أبلغوه، لن يعيد المحتجزين في غزة ولا سكان الشمال»!! لتوظيف التصعيد لخدمة أجندته الخاصة!. واضح أن إسرائيل تسعى لاستدراج حزب الله ومعه محور المقاومة بما فيه قائد المحور- إيران - لفخ الرد الواسع على العدوان والاغتيالات لإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قلب طهران نهاية يوليو الماضي، لتبرر التصعيد بما يخدم أجندة وأهداف نتنياهو وعصابته المتطرفة في حكومة أقصى اليمين. ويجر الولايات المتحدة لحرب مفتوحة مع إيران محورها وتشعل المنطقة خدمة لمشروع نتنياهو ودعماً لمن يفضل أن يفوز بانتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر القادم على حساب بايدن ومرشحة حزبه الديمقراطي كامالا هاريس. خاصة أن ترامب يكرر ويهول بلا سند لأي حقيقة أو واقع أمام الناخبين اليهود الأمريكيين، وآخره قبل أيام في نيويورك بأنه إذا فازت كامالا هاريس فستختفي إسرائيل عن الوجود خلال عامين!! أكد أمين عام حزب الله في خطابه الخميس الماضي بعد حرب البيجر وأجهزة اللاسلكي- أن ما حدث هو إعلان حرب-برغم عدم اعتراف إسرائيل بمسؤوليتها عن الاعتداءات بمثابة «إعلان حرب»-وأن إسرائيل تجاوزت جميع الخطوط الحمراء-وتعرضنا لضربة كبيرة وقاسية أمنيا وانسانيا وغير مسبوقة بتاريخ المقاومة في لبنان لكن لن تسقطنا. وشكلنا لجان تحقيق داخلية لمعرفة ما حصل ووصلنا إلى نتائج قطعية. هدد حسن نصرالله في خطاب بنبرة تحد مؤكداً لاءاته - لا فصل المسار وإسناد للمقاومة في غزة - وخاطب نصرالله نتنياهو ووزير الدفاع غالنت - متحدياً: «نقول للعدو لن تستطيعوا أن تعيدوا المستوطنين في مستعمرات الشمال إلا بوقف الحرب على غزة. ولن يثني حزب الله ولن نحدد شكل ونوع الرد على العدو وسنترك الأمر مفتوحًا. رد حزب الله سيحدد مسار التصعيد من عدمه! بقاء الرد بسقف محدود لتجنب الوقوع في فخ حرب شاملة. ولن يستعيد قدرة الردع المتصدعة ما يشجع إسرائيل على التصعيد. استهداف حزب الله مقر وحدة المراقبة الجوية وإدارة العمليات الجوية في قاعدة ميرون والجليل الأعلى قرب صفد، وقصف مقر الاستخبارات الإسرائيلية المسؤولة عن الاغتيالات لن يعيد الردع. هدّد أمين عام حزب الله حسن نصرالله في خطابه أن الرد والقصاص العادل قادم دون تحديده شكل ونوع وحجم الرد، باستثناء توجيه أكبر موجة صاروخية على الشمال الإسرائيلي بأكثر من 200 صاروخ في أكبر هجوم لحزب الله-لترد إسرائيل عصر الجمعة باستهداف ضاحية بيروت الجنوبية معقل حزب الله باستهداف مبنيين في عملية اغتيال للقيادي وقائد العمليات الخاصة في الحزب إبراهيم عقيل - خليفة فؤاد شكر القائد الميداني الأول رئيس أركان حزب الله في 30 يوليو الماضي-وقبلها في يناير الماضي استهدفت إسرائيل بعملية اغتيال مباشر لصالح العاروري القيادي في حركة حماس في الضفة الغربية-منذ يناير الماضي تجاوزت الاعتداءات الخطوط الحمراء أربع مرات-وخارقة قواعد الاشتباك-بما فيها تفجير أجهزة الاتصالات الأسبوع الماضي وقصف الضاحية الجنوبية، يشل قدرات حزب الله على التواصل بين القيادة والميدان. بالإضافة لإحصائية رصدت نعي حزب الله «استشهاد قرابة 500 مقاتل» قيادي وعنصر منذ بدء الحرب. ما لم يُؤلم الإسرائيليون ويدفع نتنياهو وحكومته أثمانا، بقصاص وعقاب مكلف يعيد توازن الردع، ستستمر مراوحة الدائرة الدموية المنهكة!.

684

| 22 سبتمبر 2024

إرث الرئيس بايدن.. يساوي بين الضحية والجلاد !!

تساءلت في مقالي الأسبوع الماضي في الشرق «هل يواجه بايدن نتنياهو لإنقاذ إرثه الملطخ وهزيمة ترامب»-برعم مفاخرة بايدن بصهيونيته ومجاهرته بدعم إسرائيل اللامحدود، -وبدابة تباين وخلافات تعبر عن انزعاج لا يصل لدرجة التنديد والاستنكار من إصرار نتنياهو وحلفائه المتطرفين في حكومته على إفشال جميع مطالب ووساطات الوسطاء برفض وقف إطلاق النار والتوصل لصفقة تطلق سراح الأسرى والمحتجزين. وختمت مقالي-برغم اتهام بايدن نتنياهو علنا-»بعدم القيام بما هو مطلوب منه للتوصل لاتفاق الإفراج عن الأسرى». في انتقاد مباشر يحمّله فشل التوصل لاتفاق. وكجزء من حملة الضغط-سُربت أنباء عن تفكير بايدن بعقد اتفاق ثنائي مع حماس للإفراج عن أربعة أسرى أمريكيين عبر الوسطاء! فهل يصحح بايدن بوصلته وينتفض لإرثه، ولهزيمة ترامب-أم سيُخلّد بايدن بالتاريخ بأنه شريك حرب الإبادة، بإرثه الملطّخ؟! ويلوم حماس الضحية ويترك إسرائيل الجلاد!! محطتان مهمتان أكدتا ثبات موقف إدارته، وتحكم الصهاينة وحلفائهم على الموقف الأمريكي-واستمرار حرب إبادة غزة بشرا وحجرا مع اقتراب السنوية الدموية الأولى لحرب فضحت ازدواجية معايير ونفاق النظام العالمي بدوله ومؤسساته ومنظماته. المحطة الأولى: استمرار التصعيد الوحشي والقتل الممنهج ليس في غزة فقط، ولكن في الضفة الغربية-في عملية عسكرية غير مسبوقة بوحشيتها وإجرامها حتى وصل الأمر بمسؤولين غربيين للتحذير والتعبير عن قلقهم كوزير الخارجية الإسباني «من تكرار سيناريو غزة في الضفة الغربية»! وذلك بعد استشهاد العشرات في عملية عسكرية مستمرة لأسبوعين تستهدف مدن شمال الضفة الغربية ومخيماتها. وسط قلق أردني واضح عبر عنه ملك الأردن ووزير الخارجية الأردني برفض الأردن أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية، وخاصة مع تصاعد العملية العسكرية في الضفة الغربية على أمن المنطقة واستقرارها». حرب إسرائيل على غزة وعدوانها على مدن ومخيمات الضفة الغربية وتهويد القدس المحتلة والاعتداءات على المسجد الأقصى ـ وحذّر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن أي محاولة لتهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية نحو بلاده، سينظر لها الأردن على أنها «إعلان حرب» وسيتعامل معها على هذا الأساس.» فيما تستمر الاعتداءات والقتل الممنهج وتدمير البنى التحتية في مدن ومخيمات الضفة الغربية وتهويد القدس وممارسة القبضة الحديدية واستباحة قطعان المستوطنين ساحات المسجد الأقصى-وارتفاع وتيرة مصادرة وسرقة أراضي الضفة الغربية وبناء وتوسيع المستوطنات. كشف تحليل لبي بي سي البريطانية نُشر الأسبوع الماضي عن استيلاء المستوطنين على أراضي الضفة الغربية (يهودا والسامرة)حسب مسمى المتطرفين الصهاينة اليمنيين عن «ارتفاع عدد البؤر الاستيطانية بسرعة في السنوات الأخيرة. هناك حالياً ما لا يقل عن 196 بؤرة في أنحاء الضفة الغربية، وتم إنشاء 29 بؤرة استيطانية غير شرعية وقانونية حسب القانون الإسرائيلي والدولي العام الماضي، أكثر من أي سنة سابقة. «عبارة عن «مزارع، أو تجمعات منازل، أو حتى مجموعة كرفانات». ولم تكتف إسرائيل بالتصعيد-بل قتل قناص إسرائيلي عائشة نور إيجي-ناشطة أمريكية من أصول تركية بإصابتها برأسها خارج نابلس في الضفة الغربية بتظاهرة تضامنية مع فلسطينيين وناشطين من جنسيات أخرى ضد مصادرة أراض فلسطينية! وبرغم مطالبات والدها وناشطين بفتح تحقيق بمقتلها إلا أن إدارة بايدن اكتفت بوعد حكومة الاحتلال بإجراء تحقيق (القاتل يحقق مع نفسه)!! فيما كشفت تركيا عن تشريح الجثة وشهادة الناشطين المرافقين لعائشة نور أن القناص استهدفها بشكل مباشر بعد تراجع الناشطين!! واكتفى الرئيس بايدن بالتعليق»أشعر بالغضب والحزن العميق لمقتل عائشة نور إيغي. ووصف إطلاق النار ووفاتها «أمر غير مقبول على الإطلاق»...» واعترفت إسرائيل بمسؤوليتها عن مقتل عائشة، وأشار تحقيق أولي إلى أن ذلك كان نتيجة لخطأ مأساوي...وسنبقى على اتصال وثيق بالسلطات الإسرائيلية والفلسطينية للتعرف على ظروف مقتلها». «يجب أن تكون هناك مساءلة كاملة. وعلى إسرائيل أن تفعل المزيد لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث مرة أخرى».!! ووصف الرئيس بايدن برده الناعم: «العنف في الضفة الغربية مستمر منذ فترة طويلة جدا. إن المستوطنين الإسرائيليين المتطرفين العنيفين يقتلعون الفلسطينيين من منازلهم. والإرهابيون الفلسطينيون يرسلون سيارات مفخخة لقتل المدنيين. وسوف أستمر في دعم السياسات التي تحاسب كل المتطرفين ـ الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء ـ على تأجيج العنف والعمل كعقبة أمام السلام».( يعني تواطؤا أمريكيا بلا تنديد ولا استنكار- ومساواة بين الضحية والجلاد)! فيما تستمر إدارته بتزويد إسرائيل بالسلاح الفتاك لقتل حتى مواطنين أمريكيين وناشطين أبرياء!! فيما طالبت وزارة الخارجية الأمريكية بتغيير قواعد الاشتباك! وطالبت بتحقيق عاجل وشفاف بمقتل عائشة نور وتنتظر نتيجة التحقيق. ودعت دون تحذير أو انتقاد لضبط سلوك المستوطنين في الضفة الغربية الذين يعتدون ويصادرون ممتلكات الفلسطينيين وحتى حرق منازلهم ومزارعهم وقتلهم. تصوروا لو تحدث تلك العربدة والاعتداءات والقتل الممنهج وحرب الإبادة ضد مدنيين أبرياء بينهم مواطنون أمريكيون في دولة أخرى غير إسرائيل-ماذا سيكون الموقف الرسمي الأمريكي من الرئيس الأمريكي والبيت الأبيض؟ أذكّر بتعليق الرئيس بايدن بعد قتل مسيرة إيرانية أطلقها فصيل موال لإيران 3 جنود في قاعدة أمريكية في الأردن مطلع هذا العام- هدد وتوعد «إذا أذيتمونا سنرد عليكم»! If you harm an American we will respond” استهدف الرد الأمريكي الانتقامي 85 هدفا لفصائل متحالفة مع الحرس الثوري الإيراني-في العراق وسوريا-وأدى لمقتل 40 وجرح 23 عنصراً آخر !! تمثلت المحطة الثانية بتنافس كامالا هاريس ودونالد ترامب بإظهار الولاء والدعم بلا سقف لإسرائيل وحقها بالدفاع عن نفسها- في أول مناظرة بينهما - أثبتت مواقف إدارة بايدن في الأسبوع الماضي بقاء موقفها على حاله تجاه عدوان إسرائيل، وبذلك تتساوى إدارات بايدن-وهاريس وترامب أي منهما تفوز بالرئاسة. ولهذا مقال قادم...

609

| 15 سبتمبر 2024

هل يواجه بايدن نتنياهو لإنقاذ إرثه الملطخ وهزيمة ترامب؟!

شهد نتنياهو وزمرته المتطرفة أسوأ أسبوع. تشي تطوراته لاحتمال بدء تطورات قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر القادم، وقبل بدء رئاسة الرئيس ترامب في حال فوزه، أو نائبة الرئيس بايدن كامالا هاريس في حالة فوزها-ببدء التحرك لإعادة تقييم موقف إدارة بايدن حول الرد على تعنت استمرار إفشال نتنياهو لمقترحات وقف إطلاق النار، وتعمد تحدي وإحراج الرئيس بايدن والوسطاء أمام الرأي العام الأمريكي والدولي. وكذلك خسارة الصوت العربي والمسلم بعد التصويت لكامالا هاريس في انتخابات الرئاسة-خاصة في الولايات المتأرجحة تتقدمهم ولاية مشيغين الحاسمة للفوز. لوجود توجد أكبر كتلة ناخبة من العرب والمسلمين الأمريكيين-حيث رفض الآلاف التصويت لبايدن في الانتخابات التمهيدية في الربيع الماضي. ومع الانحياز الأمريكي كما تثبت استطلاعات رأي أمريكية في 6 دول عربية بانهيار شعبية الولايات المتحدة الأمريكية لأدنى مستوى لها منذ عقود منذ شن إسرائيل حرب الإبادة على غزة ولتوفير الدعم والإسناد والسلاح والفيتو الأمريكي. تطور موقف بايدن وإدارته من وقف شحنات قنابل ثقيلة رفضا لاجتياح رفح-إلى تعليق بايدن «كفى-كفى»-والتمليح بتخلي نتنياهو عن وزيريه الأكثر تطرفاً وزير الأمن الداخلي ايتمار بن غفير ووزير المالية سموترتش-الحاكم الفعلي للضفة الغربية وإطلاق يد عصابات وقطعان المستوطنين المتطرفين الذين يصادرون أراضي ومنازل ويحرقون مزارع الفلسطينيين ويرهبونهم في مدن الضفة الغربية-ووصل الأمر إلى قتلهم!! ناهيك عن مصادرة أراضي الضفة الغربية وتهويد القدس والاعتداءات الروتينية المتكررة واستباحة ساحات المسجد الأقصى وتلويح بن غفير ببناء هيكل في المسجد الأقصى!! وذلك كله بإيعاز وتواطؤ وغطاء من نتنياهو ودون تنديد أو فرض عقوبات من الولايات المتحدة وأوروبا-بل يفرضون على استحياء عقوبات على بعض قادة المستوطنين!! لذر الرماد في العيون!! ما يشجع المتطرفين على تطرفهم وإمعانهم بالاعتداءات السافرة بلا عقاب! ما يهدد بتفجير الأوضاع. وسكب نتنياهو الزيت على النار بعملية واسعة في مدن ومخيمات شمال الضفة الغربية شملت قتل وتدمير وتجريف البنى التحتية في عقاب جماعي وحشي أدى لمقتل العشرات وجرح واعتقال المئات!! ووصل الأمر إلى قتل قوات الاحتلال ناشطة أمريكية من أصل تركي يوم الجمعة الماضي-تتضامن مع الفلسطينيين ضد اعتداءات جيش الاحتلال والمستوطنين في بيتا جنوب نابس كبرى مدن الضفة الغربية. ماذا عسى بايدن ووزير خارجيته ودفاعه عمله؟ وسيبرر نتنياهو أن ذلك تم بالخطأ ويذهب دمها هدراً كما ذهب دم راشيل كوري الناشطة الأمريكية بتصديها لجرافة حاولت منع هدم منزل فلسطيني في رفح جنوب قطاع غزة عام 2003 وبرأت محكمة إسرائيلية القاتل! وكذلك ذهب دم مراسلة قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة هدرا على يد قناص مجرم في مخيم جنين قبل عامين ونصف!! وفوق ذلك في تزلف وانحياز كلي من الكونغرس تطوع السيناتور لندسي غراهام تابع ترامب بتهديد يحيى السنوار-زعيم حماس بالقتل في حال فوز ترامب بالرئاسة!! كما قتل قاسم سليماني في مطار بغداد في يناير 2020! لا فرق بين غراهام ونتنياهو!! كما تحول وزير الخارجية بلنيكن لناطق رسمي باسم نتنياهو مدعياً في زيارته الأخيرة موافقة نتنياهو المقترح الأمريكي. برغم رفضه ونسفه للمقترح بإصراره على بقاء قواته على معبر فيلادلفيا مع مصر- وفي محور نتساريم. والمحبط والمعيب هو تبنى بايدن وحكومته سردية نتنياهو ومتطرفي حكومته باتهام حماس بقتل الرهائن الستة. فيما تؤكد حماس أن قصف جيش الاحتلال المسؤول عن قتلهم!! كما قتل قبلهم وسيقتل أسرى. وهذا ما أشارت إليه شرائط الفيديو للمحتجزين بثتها حماس في حرب نفسية تم تسجيلها قبل قتلهم تنتقد مراوغة وتخلي نتنياهو عنهم. أحدثت فيديوهات الأسرى صدمة وخرجت أكبر مظاهرات غاضبة منذ حرب الإبادة. وتصاعدت المطالبات بإقالة حكومة نتنياهو المحرج والقلق مع عتاة اليمين المتطرف-لرفضهم وقف الحرب والنكوص عما وافقوا عليه. اضطر نتنياهو لعقد مؤتمرين صحفيين منفرداً- باللغتين العبرية والإنجليزية حطم فيهما مستوى الكذب والتدليس وتحدى وهاجم بايدن والمعارضة واشتبك مع أهالي الأسرى!! مشيراً مع وزرائه البقاء في محور فيلادلفيا أهم من الأسرى! ونفى نتنياهو موافقته على 90% من اتفاق وقف إطلاق النار- في تكذيب للناطق الرسمي باسم مجلس الأمن الوطني الأمريكي- وكذلك وزير الخارجية انطوني بلنيكن- اللذين دحضا في خلاف علني نادر ادعاءات نتنياهو! فيما تتمسك حماس بما تم التوصل إليه بوقف حرب الإبادة-وانسحاب جيش الاحتلال من كامل قطاع غزة وصفقة تبادل الرهائن والمحتجزين وعودة السكان لمناطقهم في شمال غزة. ثبت أن نتنياهو يتعمد إفشال جميع المقترحات والوساطات وتحدي وإحراج بايدن وحكومته علنا، وإطالة أمد المفاوضات العبثية، وتعيين حاكم عسكري لإدارة قطاع غزة، وتسريب سيناريوهات لاحتلال القطاع وإعادة الاستيطان. وبعد التدمير الممنهج للبنى التحتية والخدمات-ومدن ومباني ومنازل ومدارس ومستشفيات ومراكز إيواء تابعة للأونروا-ما يُصعّب الحياة ويجعل البقاء في القطاع مستحيلاً. وبالتالي يتحقق مخطط الترحيل الطوعي لإفراغ قطاع غزة كليا وبناء مستوطنات وإحلال المستوطنين اليهود مكان 2.3 مليون فلسطيني. وكل ذلك لشراء الوقت لموعد انتخابات الرئاسة الأمريكية في 5 نوفمبر القادم. على أمل فوز ترامب-الذي سيمنحه الضوء الأخضر لاستمرار حرب إبادته-وبقائه في الحكم! برغم دعم بايدن اللا محدود، ومفاخرته بصهيونيته-إلا أن بايدن وإدارته بدأوا يظهرون انزعاجهم من تعنت وتعطيل نتنياهو جميع مقترحات الوسطاء. وصل الأمر ببايدن لاتهام نتنياهو علنا-»بعدم القيام بما هو مطلوب منه للتوصل لاتفاق الإفراج عن الأسرى». في انتقاد مباشر يحمّله فشل التوصل لاتفاق. وكجزء من حملة الضغط-سرُبت أنباء عن تفكير بايدن بعقد اتفاق ثنائي مع حماس للإفراج عن أربعة أسرى أمريكيين عبر الوسطاء! فهل يصحح بايدن بوصلته وينتفض لإرثه، ولهزيمة ترامب-أم سيُخلّد بالتاريخ بأنه شريك حرب الإبادة، بإرثه الملطّخ؟!

681

| 08 سبتمبر 2024

حروب نتنياهو من غزة إلى الضفة لتصفية القضية الفلسطينية

بات واضحاً تحول حرب نتنياهو وحكومته المتطرفة وإحباطه جميع مبادرات الوسطاء كما أكرر، لحرب إبادة دائمة، برغم الخلافات والانقسامات داخل مجلس الوزراء وانسحاب وزراء من مجلس الحرب المصغر وانتقادات المعارضة واحتجاجات وتظاهرات أهالي المحتجزين لدى حماس، وانتقادات قادة عسكريين كبار لمسار الحرب وتوسعها على عدة جبهات، إلا أن نتنياهو وزمرته المتطرفة ممثلة بوزير الأمن الداخلي بن غفير الذي يكرر اقتحاماته المستفزة مع قطعان المستوطنين وبحماية الشرطة باحات المسجد الأقصى، ومنع المصلين المسلمين من دخوله. ووصلت وقاحة وتطاول بن غفير للمطالبة بإقامة كنيس يهودي في المسجد الأقصى!! ووزير المالية سيموترتش الحاكم الفعلي للضفة الغربية ومعهم وزير الخارجية كاتس ووزير التراث الذي طالب بإلقاء قنبلة نووية على غزة. هم من يؤججون حربا دينية ويبقون نيران الحرب مشتعلة برغم مطالبات وقف الحرب والتوصل لاتفاق وصفقة تبادل الأسرى والمحتجزين وإدخال المساعدات الضرورية المطلوبة بشكل عاجل وملح إلى قطاع غزة المنكوب. خاصة مع تفشى شلل الأطفال وأمراض جلدية وغيرها، نتيجة لتدمير وخروج معظم المستشفيات وفقدان الرعاية الصحية. يضاف لذلك قبضة الاحتلال الحديدية والتضييق على الفلسطينيين في القدس والضفة الغربية واستفزازات واعتداءات المستوطنين الإرهابيين على الفلسطينيين وممتلكاتهم ومنازلهم ومزارعهم وحرق سياراتهم بغطاء ودعم وتحريض نتنياهو شخصيا وحكومته. تفاقم المواجهات يؤجج حربا دينية، ما يدفع لتفجر انتفاضة ثالثة. بينما تكرر كامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي ومرشحة الحزب الديمقراطي كحال رئيسها بايدن، والرئيس السابق ترامب وعودهم البالية بحق إسرائيل بالدفاع عن نفسها!! ويتعهدون بالدفاع عن إسرائيل كما يكرر ترامب تعهده ذلك- وقد تعهدت كامالا هاريس في أول مقابلة مع وسيلة إعلام-شبكة سي إن إن مساء 29 أغسطس- رداً على سؤال «بالتزامها الثابت بالدفاع عن إسرائيل ومنحها جميع القدرات للدفاع عن نفسها»- وتعهدت بحال فوزها بالانتخابات باستمرار تقديم الدعم العسكري، متمسكة بموقف رئيسها بايدن. لكنها كعادة السياسيين الأمريكيين وفي تناقض صارخ كررت (لتبدو متوازنة لذر الرماد في العيون لإرضاء الناخبين العرب والمسلمين الأمريكيين) - يجب وقف الحرب لأن أعداد وفيات المدنيين في الحرب مرتفعة جداً! لكن بلا صدى للناخبين العرب والمسلمين. والسؤال: كيف يمكن وقف حرب الإبادة وأمريكا مستمرة بإرسال شحنات الأسلحة بلا توقف عبر الجسر الجوي، متجاوزاً 100 صفقة سلاح بمجمل 50 ألف طن تشمل مختلف أنواع الأسلحة والقنابل والصواريخ بما فيها زنة 2000 رطل عبر الجسر الجوي بحمولة 500 طائرة شحن عملاقة و107 سفن عبر البحر الأبيض المتوسط منذ بدء عملية طوفان الأقصى! ويستمر تدفق شحنات السلاح الأمريكية بلا توقف رغم ارتفاع عدد الشهداء والهلاك والدمار الصادم، فيما لا يمل بايدن وهاريس، وحتى ترامب، يطالبون بإنهاء الحرب بسرعة (اقضوا عليهم بسرعة)! هذا الموقف الأمريكي الداعم والمساند لعدوان وحرب الصهاينة يشجع تعنت وإجهاض نتنياهو لجميع مبادرات الوسطاء. لم يكتف نتنياهو بفظائع حرب إبادته على غزة بنهاية شهرها الحادي عشر، وحصاد الموت والمجازر والدمار الممنهج والنزوح المتكرر وتحويل حياة مليونين وربع المليون فلسطيني في القطاع لجحيم باستحالة البقاء والحياة في قطاع يفتقد لأدنى أنواع الخدمات المعيشية وأساسيات الحياة. وسط صمت وتواطؤ دولي بقيادة بايدن وإدارته، وعجز وخذلان عربي معيب، بل نقل سيناريو القتل والتدمير من غزة المنهكة إلى الضفة الغربية التي تغلي على نار مستعرة حتى قبل عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي. اشتعلت النيران في الضفة الغربية بشكل متسارع وينذر بتفجر الأوضاع. ولم يكتف عدوان الاحتلال بإبادة شعب غزة، بل شن الجيش الإسرائيلي هجوما واسعا على مدن ومخيمات شمال الضفة الغربية للقضاء حسب ادعائه على قادة الجماعات المسلحة. ونجح باستهداف وقتل بعض القيادات العسكرية لكتائب القسام وسرايا القدس. فيما يطالب وزراء متطرفون في حكومة ائتلاف نتنياهو المتطرفة بتكرار تطبيق سيناريو غزة على الضفة الغربية، بمطالبة سكان المخيمات بالنزوح!! طالب وزير الخارجية الإسرائيلي المتطرف يسرائيل كاتس بالتعامل مع تهديدات الضفة الغربية مثل قطاع غزة، بشن عمليات عسكرية وإجلاء السكان، في مخالفة صارخة للقانون الدولي، خاصة باستخدام القصف وسلاح الطيران بعد رفع وزير الدفاع الإسرائيلي حظر استخدام سلاح الطيران الحربي والمسيرات على مدن ومخيمات الضفة الغربية المحتلة والمسؤولة حسب القانون الدولي قوة الاحتلال بحماية سلامة وأمن المدنيين الخاضعين للاحتلال. فتح نتنياهو وحلفاؤه في ائتلافه المتطرف جبهة قتال جديدة بشن حملة عسكرية تُضاف لجبهة القتال الدامية في غزة. قتلت آلة الموت والإبادة الإسرائيلية في غزة أكثر من 50 ألفا بين شهيد ومفقود حتى ركام منازلهم وأماكن لجوئهم، وحوالي 100 ألف مصاب ومعاق. يضاف لهذه الأرقام المهولة الصادمة، قتل قوات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 650 فلسطينيا بينهم حوالي 150 طفلاً في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر 2023، في أكبر حصيلة إبادة في الضفة الغربية. هذا دون إضافة حوالي 20 شهيداً في حرب مخيمات الضفة الغربية في عملية عسكرية «المخيمات الصيفية» في الضفة الغربية منذ 27 أغسطس الماضي في أكبر عدوان عسكري مدمر على مخيمات جنين وطولكرم وطوباس والفارعة ونور شمس في كبرى مدن الضفة الغربية ومخيماتها، وكذلك مخيم شعفاط شمال القدس المحتلة. والصادم وسط كل تلك المعاناة والإبادة المستمرة هو ما نقلته صحيفة هآرتس الإسرائيلية نقلا عن الجيش الإسرائيلي أن «التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية لم يتضرر نتيجة عملية الجيش الإسرائيلي الواسعة في الضفة الغربية»!! فيما أكد محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية المنتهية رئاسته منذ سنوات، من البرلمان التركي قبل أسبوعين، أنه ينوي الذهاب مع قيادات سلطته لزيارة غزة في حال سمح له نتنياهو والاحتلال بالقيام بالزيارة! لذلك طالما لا يخشى العقوبة، لا نتوقع وقف نتنياهو وعصابته حرب إبادته، بل استمرار حربه الدائمة والمتمددة!

375

| 01 سبتمبر 2024

لا فارق بين ترامب وهاريس.. ستبقى القضايا العربية مهمشة!

تحظى ملفات تحديات التوظيف والضرائب والبطالة ومشكلات التعليم والصحة والهجرة غير الشرعية باهتمام وأولويات الناخبين الأمريكيين في انتخابات الرئاسة. لذلك لم يكن متوقعا أن يحظى الشأن الخارجي باهتمام الناخبين وعلى أجندة الحزبين الجمهوري والديمقراطي، إلا بشكل عابر. ويتمسكون بالخطاب المكرر الداعم لإسرائيل وحقها بالدفاع عن نفسها، والتنديد بعدوان وتآمر المنظمات الإرهابية كحماس وحزب الله وغيرهما. خاصة بعد «طوفان الأقصى». في تكريس للحول السياسي والرؤية بعين واحدة! وطمأنة إسرائيل بوقوف وتعهد الدولة العميقة بأمن الاحتلال، وتوفير الدعم والتسليح بمليارات الدولارات من دافعي الضرائب. لتستمر آلة القتل الممنهج بارتكاب جرائم حرب إبادة موثقة للشهر الحادي عشر. كانت لافتة بنود اصطفاف أجندة الحزب الجمهوري ودونالد ترامب الكامل مع نتنياهو ودعم حربه قبل وبعد وأثناء مؤتمر الحزب الجمهوري منتصف شهر يوليو الماضي. اختتم المؤتمر أعماله بإعلان ترشيح دونالد ترامب للمرة الثالثة منذ عام 2016، مرشحا رسميا للحزب وفانس مرشح لمنصب نائب الرئيس. أكد ترامب وبرنامج حزبه بنقاطه العشرين: إدانة معاداة السامية، (العرب ساميون)! والدفاع عن إسرائيل والسعي لتحقيق السلام في الشرق الأوسط. (بالمقياس الإسرائيلي) و»إعادة بناء شبكة تحالفات في المنطقة لضمان مستقبل يسوده السلام والاستقرار والازدهار». وانتقد برنامج الحزب الجمهوري الاحتجاجات في حرم الجامعات الأمريكية وفشل إدارة بايدن في مكافحة معاداة السامية. متهما الديمقراطيين بعدم حماية الأمريكيين اليهود. وكان صادماً تأكيد برنامج الحزب الجمهوري، تأييد إلغاء تأشيرات الرعايا الأجانب الذين يدعمون الإرهاب والجهاد، ومحاسبة مرتكبي أعمال عنف ضد الشعب اليهودي. وفي ترهيب وتعد على الحقوق الدستورية للاعتراض والتعبير عن الرأس-التهديد بإلغاء تأشيرات الطلاب الأجانب المتظاهرين والمؤيدين للفلسطينيين وحركة حماس الإرهابية! في انحياز كلي مع إسرائيل. وكان لافتا تكسب ترامب الرخيص، اتهامه بايدن الذي يفاخر بصهيونيته، بعد حجبه مؤقتا قنابل زنة الواحدة 900 كلغ مؤقتاً! وزعم ترامب في المناظرة الأولى (الكارثية لبايدن والتي بسبب أدائه الضعيف ضغطت قيادات حزبه الديمقراطي عليه للانسحاب لمصلحة نائبته كامالا هاريس)- «أن سياسات بايدن تسببت بهجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر2023! وكعادة ترامب لا يمل من تكرار مزاعمه والمبالغة بقدراته: «لو كنت رئيساً لما هاجمت حماس إسرائيل، لأن إدارتي جففت إيرادات إيران، ما جعلها غير قادرة على دعم حماس أو أي جماعات مسلحة في المنطقة»! ولم يكتف ترامب بهجومه على موقف بايدن المصطف كليا مع إسرائيل، بل شبهه في المناظرة «بالفلسطيني» في النزاع بين إسرائيل وحركة حماس. وقال ترامب متحدثا عن بايدن «لقد أصبح مثل الفلسطيني السيئ جداً»!، لأنه ضعيف». رد عليه الرئيس بايدن، بأن كلامه «حماقة». كما يتبنى ترامب موقف نتنياهو وصقور اليمين المتطرفين في ائتلاف حكومته الأكثر تطرفا بتاريخ كيان الاحتلال بشكل كلي حول مستقبل الدولة الفلسطينية التي يدعم جميع الرؤساء الأمريكيين منذ أيام الرئيس بوش الأب وبما فيه الرئيس بايدن. لكن يقوضون تحقيق حل الدولتين، الذي يبقى شعاراً لا مكان له على أرض الواقع بالسكوت بل التواطؤ مع حروب إسرائيل على غزة ومصادرة الأراضي وتهويد القدس والضفة الغربية. ما يجعل الحقائق على الأرض تفرض نفسها وبدعم وتمويل وتسليح من الإدارات الأمريكية، وآخرها كما يتابع العالم ونشهده من مجازر في حرب الإبادة على غزة للشهر الحادي عشر. رفض ترامب في المناظرة الأولى الإجابة عن سؤال إذا ما كان سيؤيد قيام دولة فلسطينية مستقلة لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس، ولدعم وإحلال السلام في الشرق الأوسط-بشكل مباشر واضح. تهرب من الإجابة، وعلق «سيتوجب علي أن أرى الوضع حينها»، وانتقل للحديث عن اتفاقيات التجارة مع الدول الأوروبية. أما نائبة الرئيس بايدن، كامالا هاريس التي انتزعت ترشيح الحزب الديمقراطي رسميا في المؤتمر الحزبي في شيكاغو الأسبوع الماضي (ممثلة للدولة العميقة)، فكان موقفها لا يقل انحيازاً عن ترامب. فقد رفض الحزب الديمقراطي السماح بسماع وجهة نظر الفلسطينيين في المؤتمر وخاصة كلمة المندوبين غير الملتزمين والناشطين، المستائين من انحياز بايدن وهاريس، منتقدين التواطؤ والاصطفاف وتوفير الدعم لحرب إسرائيل على غزة. ومطالبين بحظر تصدير بالسلاح من أموال دافعي الضرائب لإسرائيل ووقف الحرب فوراً. في المقابل سمح منظمو المؤتمر لوالدي أسير لدى حماس بإلقاء كلمة واستدرار العطف فيما حرموا الفلسطينيين والناشطين من الفرصة نفسها! ما أغضبهم ودفعهم للتظاهر وإحراق العلم الأمريكي. وأعلنت جماعة «نساء من أجل هاريس»- سحب تأييدهم لها احتجاجاً!. اكتفت هاريس في خطاب قبولها ترشيح الحزب الديمقراطي مساء الخميس الماضي بالتعليق: «لأكون واضحة، أقف على الدوام مع إسرائيل وسأضمن على الدوام قدرة إسرائيل بحقها الدفاع عن النفس. ويجب ألا يتكرر رعب السابع من أكتوبر». ولتبدو متوازنة بشكل غير مقنع، أضافت هاريس: «في الوقت نفسه ما يحدث في غزة خلال الأشهر العشرة الماضية كارثي، فقد الكثيرون أرواحهم. وحجم المعاناة يفطر القلب». موقف هاريس يعكس إلى حد كبير موقف قيادات النظام الأمريكي السياسية. لذلك لن تمارس ضغوطا على نتنياهو لوقف حرب الإبادة وتصدير السلاح الذي يفتك بأكثر من 50 ألف شهيد ومفقود و100 ألف مصاب بسلاح ودعم أمريكي. وهذا أسطوانة مشروخة تتكرر مع كل إدارة ورئيس سواء كان من الحزب الجمهوري كبوش وترامب الذي اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس. أو ديمقراطيا كأوباما وبادين. وبرغم تعنت وإهانات نتنياهو ورفضه مطالب بايدن بوقف الحرب، يسكت بايدن وهاريس عن جرائمه. ويزايد ترامب عليهما باتهامه هاريس بكراهية إسرائيل ورفضها حضور خطاب نتنياهو في الكونغرس. وهكذا بغض النظر عمن يصل إلى البيت الأبيض، تبقى القضايا العربية مهمشة والعدالة غائبة.

693

| 25 أغسطس 2024

حان وقت فضح تعنت نتنياهو وتحالفه لوقف حرب الإبادة

ختمت مقالي الأسبوع الماضي في الشرق بالتساؤل «إلى متى يتحمل الوسطاء وخاصة الوسيط القطري الذي يبذل جهوداً جبارة للتوصل لوقف حرب الإبادة، بسبب تصعيد وتعنت نتنياهو بعرقلته المتكررة لإفشال جميع مبادرات الوساطات لخفض التصعيد والتوصل لوقف نزف ومعاناة ومآسي الفلسطينيين في غزة». وحذّرت «التصعيد يُفِشل مفاوضات وقف حرب إبادة عتاة اليمين المتطرف، ويجر المنطقة لحرب شاملة». وكان لافتا تعليق رئيس الوزراء الشيخ محمد بن عبدالرحمن بعد اغتيال إسماعيل هنية: «نهج الاغتيالات السياسية والتصعيد المقصود ضد المدنيين في غزة في كل مرحلة من مراحل التفاوض، يدفع إلى التساؤل. كيف يمكن أن تجري مفاوضات يقوم فيها طرف بقتل من يفاوضه في الوقت ذاته»؟. في الشهر الحادي عشر من حرب نتنياهو وعتاة اليمين الفاشي-وزير الأمن الداخلي بن غفير الذي دنس باحات المسجد الأقصى في ذكرى دمار المعبدين الأول والثاني المزعوم، مع قطعان المستوطنين يؤدون الصلوات التلمودية-بحماية الشرطة ليكرسوا واقعا جديدا على الأرض بتثبيت حق توزيع المكان والزمان في استفزاز لملياري مسلم-وخرقاً لوصاية إشراف الأوقاف الأردنية على الأماكن المقدسة في القدس المحتلة. الخطورة في حال تصاعد وتفاقم هذا الواقع الكارثي تفجير حرب دينية تترافق مع حرب إبادة الصهاينة بتجاوز حصيلته 40 ألف شهيد و10 آلاف آخرين شهيد قضوا تحت الأنقاض. ما يرفع عدد الشهداء لأكثر من 50 ألفا و100 ألف مصاب. إضافة إلى إبادة أسر بأكملها تم شطبهم من سجل النفوس الرسمي! إضافة لآلاف الأيتام والأرامل في نزوحهم المتكرر ما يعمق أكبر مأساة إنسانية وغير مسبوقة بحجمها وآثارها وتداعياتها. كما تساهم القبضة الحديدية وسياسة القتل والاقتحامات الممنهجة بقتل أكثر من 630 فلسطينيا في الضفة الغربية منذ تفجر طوفان الأقصى. وتعمق سياسات سموترتش وزير المالية المتطرف المسؤول عن تهويد الضفة الغربية ومصادرة أراضي الفلسطينيين ورفض تحويل أموال الضرائب للسلطة الفلسطينية ما يقوض دورها وقدرتها، بالإضافة لخوضه حرب تطهير عرقي ومصادرة آلاف هكتارات الأراضي وبناء وتوسيع المستوطنات وتغطية وحماية اعتداءات قطعان المستوطنين وحرق منازل وممتلكات ومزارع وسيارات الفلسطينيين في الضفة الغربية باعتداءات يومية وترهيب بغطاء من حكومة نتنياهو. ترتكب قوات الاحتلال قتل وعدوان ممنهج في القدس والضفة الغربة-واعتقال الاحتلال الإسرائيلي تعسفياً وإدارياً وبلا محاكمات حسب احصائيات نادي الأسير الفلسطيني أكثر من 10 آلاف فلسطيني- في الضفة الغربية والقدس المحتلة منذ عملية طوفان الأقصى-بينهم 345 امرأة و700 طفل و94 صحفياً وحتى 15 أغسطس الجاري. في تصعيد خطير ويصرف الأنظار عن جرائمه في حرب منسية يستغلها الاحتلال الإسرائيلي بحرب إبادته على غزة لفرض واقع جديد يضاف لمآسي الصهاينة في غزة. وآخرها اعتداء المستوطنين وإحراق منازل وسيارات وعربات الفلسطينيين على قرية «جيت» في الضفة الغربية-أدت لاستشهاد فلسطيني وإصابات برصاص المستوطنين-انتقد نتنياهو الاعتداء دون ردع وعقوبة المستوطنين. وتهدد أمريكا وأوروبا بفرض عقوبات على المعتدين وليس على إسرائيل التي تغطي جرائمهم! في تبادل فج للأدوار ومسرحيات مفضوحة!. استنكر نتنياهو الأسبوع الماضي مرتين: هجوم المستوطنين المدعومين والمغطين من وزرائه المتطرفين، وحرق وإتلاف وقتل فلسطينيين في الضفة الغربية وتنديده قبل أيام اقتحام مستوطنين مع وزيرين من حكومته لباحات المسجد الأقصى وسط تنديد عربي وإسلامي وحتى انتقادات لا تقدم ولا تؤخر من حكومات أوروبية والولايات المتحدة الأمريكية. اللافت هو تحرك بايدن للجم نتنياهو واستخدام العصى للمرة الأولى بتأكيده «لا ينبغي لأحد في الشرق الأوسط تقويض التوصل لاتفاق وقف أطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن» بينما يستمر نتنياهو بالمراوغة والتظاهر بالتفاوض لوقف إطلاق النار كما يضغط بايدن والمفاوضون وخاصة الوسيط القطري. لكن لا يبدو هناك اختراق حول مبادرة الرئيس بايدن بالانسحاب من المناطق المأهولة في غزة ومعبري نتساريم وفيلادلفيا ومعبر رفح الحدودي وعودة المهجرين الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة. ويبذل الرئيس بايدن والوسطاء جهوداً مضنية لمنع تمدد المواجهات لحرب إقليمية- سعّرها نتنياهو باغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران نهاية شهر يوليو، في تعد على سيادة إيران وهز صورة مكانتها وإحراجها مع محورها بصفتها قائدة «محور المقاومة». واغتيال قائد حزب الله الميداني فؤاد شكر في معقل حزب الله في بيروت. وسبق ذلك قصف بيد إسرائيل الطويلة ميناء الحديدة في اليمن منتصف يوليو الماضي. يسطر القلق بانتظار رد إيران وحلفائها على الاعتداءات والاستفزازات المستمرة من نتنياهو ووزرائه المتطرفين. الذين يهددون نتنياهو بالانسحاب واسقاط حكومته في حال صادق على صفقة وقف إطلاق النار مع حماس ويصفون ذلك بالتنازل غير المقبول! وهكذا بات نتنياهو رهينة لليمين المتطرف! لذلك يراوغ ويتحدى بايدن ويضيف شروطا جديدة لجولات التفاوض. وفي المقابل يصعد باستفزازات واعتداءات بارتكاب مجازر-وآخرها المسجد الملحق بمدرسة التابعين- واستشهاد أكثر من100 مصل أثناء صلاة الفجر في غزة، واغتيالات لقيادات في الخارج، في سعي دائم ودؤوب لإفشال المفاوضات. بدأت قبل يومين جولة جديدة من المفاوضات في الدوحة بمشاركة الطرفين الأمريكي دون مشاركة حماس، ويبدو أن الرئيس بايدن يضغط هذه المرة بشكل غير مسبوق ويرفض أن يعمد أي طرف لتقويض مساعي التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في تلميح واضح لنتنياهو. وانتقلت جولة المفاوضات إلى القاهرة وسط تفاؤل حذر بتحقيق اختراق. لكن برغم إصرار وحسن نوايا الوسطاء، ما لم يمارس بايدن ضغوطاً ويفضح عبث نتنياهو ويتهمه علناً بإفشال المفاوضات، ويضغط لتفكك تحالفه، وتدفيعه كلفة تعنته ومماطلاته، سيبقى الدوران في حلقة مفرغة، وتستمر مآسي حرب الإبادة!. نجاح المفاوضات سيوقف حرب الإبادة وينهي عبث وصلف نتنياهو ويمنع حربا إقليمية واسعة وينقذ بايدن إرثه.

663

| 18 أغسطس 2024

alsharq
مؤتمر صحفي.. بلا صحافة ومسرح بلا جمهور!

المشهد الغريب.. مؤتمر بلا صوت! هل تخيّلتم مؤتمرًا...

6735

| 13 أكتوبر 2025

alsharq
من فاز؟ ومن انتصر؟

انتهت الحرب في غزة، أو هكذا ظنّوا. توقفت...

6357

| 14 أكتوبر 2025

alsharq
مكافأة السنوات الزائدة.. مطلب للإنصاف

منذ صدور قانون التقاعد الجديد لسنة 2023، استبشر...

3405

| 12 أكتوبر 2025

alsharq
تعديلات قانون الموارد البشرية.. الأسرة المحور الرئيسي

في خطوة متقدمة تعكس رؤية قطر نحو التحديث...

2790

| 12 أكتوبر 2025

alsharq
معرفة عرجاء

المعرفة التي لا تدعم بالتدريب العملي تصبح عرجاء....

2067

| 16 أكتوبر 2025

alsharq
دور قطر التاريخى فى إنهاء حرب غزة

مع دخول خطة وقف إطلاق النار حيز التنفيذ،...

1812

| 10 أكتوبر 2025

alsharq
العنابي يصنع التاريخ

في ليلةٍ انحنت فيها الأضواء احترامًا لعزيمة الرجال،...

1605

| 16 أكتوبر 2025

alsharq
قادة العالم يثمّنون جهود «أمير السلام»

قمة شرم الشيختطوي صفحة حرب الإبادة في غزة.....

1521

| 14 أكتوبر 2025

alsharq
مواجهة العزيمة واستعادة الكبرياء

الوقت الآن ليس للكلام ولا للأعذار، بل للفعل...

1185

| 14 أكتوبر 2025

alsharq
العطر الإلكتروني في المساجد.. بين حسن النية وخطر الصحة

لا يخفى على أحد الجهود الكبيرة التي تبذلها...

1062

| 14 أكتوبر 2025

alsharq
هل تعرف حقاً من يصنع سمعة شركتك؟ الجواب قد يفاجئك

حين نسمع كلمة «سمعة الشركة»، يتبادر إلى الأذهان...

966

| 10 أكتوبر 2025

alsharq
ملف إنساني على مكتب وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة

في زحمة الحياة وتضخم الأسعار وضيق الموارد، تبقى...

762

| 16 أكتوبر 2025

أخبار محلية