رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
عندما نتصور الدولة ككائن حي، يتكون من أعضاء تعمل في تناغم لتحقيق البقاء والتطور، ندرك أن أي خلل في الانسجام الداخلي يهدد وجوده ذاته، ففي زمن تتزايد فيه الدعوات إلى اللامركزية والفيدرالية كحلول سياسية لدول متعددة الأعراق أو الطوائف، تبرز تساؤلات جوهرية: هل تُعد الفيدرالية وسيلة لتعزيز وحدة الدولة أم أنها خطوة نحو التفكك؟ وهل يمكن لدولة غير متجانسة أن تستقر إداريًا دون أن تُصيب بنيتها الوطنية بالتآكل؟ الفلسفة السياسية وتصورها للفيدرالية في الفلسفة السياسية، لا تُبنى الدولة القوية على مجرد مؤسسات أو حدود مرسومة، بل على قدرة تلك المؤسسات على العمل بتناغم تحت غطاء هوية جامعة. فحين تختلف الهويات، وتتضارب الولاءات، يصبح الجسد السياسي عرضة للتشظي، كما الجسد البيولوجي حين تهاجم خلاياه بعضها بعضًا فيما يُعرف بالداء المناعي الذاتي. الفيدرالية في ذاتها ليست عيبًا، لكن عندما تكون لها حاجة أو تعددا منفصلا، شرط أن يُضبط هذا التعدد بإطار جامع، الفيدرالية الأمريكية، تكاملت حين بُنيت على أساس المواطنة المشتركة والنظام المؤسساتي القوي، لا على اعتبارات عرقية أو طائفية، وفشلت الكونفدرالية، لكن حين تُمنح الفيدرالية لكيانات وتثار متجسدة صنمية المتباينات، فإنها تصبح وصفة للتفكك وإيقاف التنمية. الدولة التي يراد لها النجاح وقد خرجت من صراعات أو خُطِّط لها خارجيًا هي التي يُصنع لها “تجانس إداري» راسخ، وليس قوالب بنى تحتية مناسبة وليس وصفة الفيدرالية فعندها تكون الفيدرالية وصفة مفروضة، يُراد منها تقاسم النفوذ والمنافع لا بناء دولة، تضخم ليس مطلوبا في هيكل إداري يسلب واردات التنمية، مع تحول الإقليم إلى كيان شبه مستقل، وتفقد الاتحادية هيبتها، وتنشأ تدريجيًا عقلية «الدولة داخل الدولة»، وهو ما يفتح الباب للنزاعات المزمنة ويفرّغ الدولة من مضمونها لتكون مرابح ومصالح على حساب الاستقرار والمواطن. إنّ إصلاح الدولة لا يبدأ بمنح صلاحيات خاصة للمحيط أو لفئات، بل بتقوية الاتحادية بمشروع وطني يُقنع الجميع بأنه الضامن العادل للجميع، التجانس لا يأتي بالقهر، بل التشارك في المصير والمصلحة، وفي ظل ذلك، يمكن للفيدرالية أن تكون ناجعة، أما إذا غابت هذه النواة، فإن أي شكل إداري — ولو بدا عادلاً — قد يتحول إلى مدخل للتفتت واستنزاف الموارد، فليس عقلا أن يكون الجهاز الإداري متفرعا متضخما ولا إنتاجية تستدعي ذلك مجرد قالب اختير لإرضاء الأطراف والمنافع؛ فتُمنح الأقاليم صلاحيات واسعة بمسمى «العدالة»، لكنها في الواقع تُستخدم لبناء جزر سلطوية معزولة، تُربّى فيها نخب محلية ترى نفسها بديلاً عن الدولة، لا جزءًا منها، عندما الولاء يتوزع بين الطائفة، العِرق، والمتصدر المحلي فلن تكون أمة ولا دولة، دواوين ومجالس لا حاجة لها وتحاول أن تجد لها وظيفة فتعرقل التنمية التي هي احد مستنزفي مواردها ومنفذ لتلاقح الفساد الإداري على الأقل. غياب التجانس، وخصوصًا غياب مشروع وطني جامع، يُسهم في فوضى الإدارة والثقافة وإحساس الظالم والمظلوم بالظلم، ففي المدن، لا نحتاج إلى مجالس منتخبة من ممثلي الأحزاب بل مجلس للإعمار والخدمات وهذا ممكن أن يكون من موظفي الدولة للتنسيق مع دوائر المحافظة وتسهيل مهمة الدائرة الهندسية مثلا فيها وهكذا. نحن أمام مفارقة: الدولة الحديثة بحاجة إلى قدر من المرونة لتستوعب التعدد، واستيعاب التعدد ليس بإعطاء نفوذ لمتصدر أو حزب أو تعميم معنى السلطة على الهياكل الإدارية للبلد لأننا نحتاج إلى نواة صلبة من الهوية والانضباط المؤسسي حتى لا تتحول فكرة المرونة إلى فوضى، هذه النواة يمكن أن تكون فكرة دستورية كالتي طرحت هنا جعل المجالس المحلية من موظفي الدولة وتعزيز فاعلية دوائر المحافظات، والاهم هو القانون المناسب لضبط السلوك واستنهاض الكينونة التي جرى تمزيقها. خلاصات: ليس نظريًا، بل عمليا، الدول التي نجحت في الفيدرالية كانت قد حسمت هويتها الوطنية أولًا، ثم وزّعت السلطات كنظام لا مركزي لسعة الأرض أو فيدرالية مهام، أما الدول التي بدأت بالتوزيع قبل الحسم، فقد غرقت في النزاعات حتى تدرك أن الفيدرالية صيغة اتحاد إدارية ليست أيديولوجيا وعندما تؤدلج تكون صيغة متحد لافتراق وبالتالي عدم استقرار وصراعات. إن التجانس الوطني، الإداري والثقافي، ليس ترفًا، بل أساس وجود، فأنت لا يمكن أن تقيم دولة تقوم على أساس رفض الآخر أو احتقاره أو كراهية بين الأطياف وعصبيات مثارة، ناهيك عن شرعنة عرفية للفساد. الإصلاح والتمكين لن يأتي بالتمايز والاستقطاب أو تعال سخيف يظنه الجاهل مظهرا للتمكين، فهذا جهل وتخلف، بل بالمحبة والاستيعاب، والغاية هي البناء الذي هو بناء هوية الأمة ولا نعني بناء ناطحات السحاب بلا هوية، أما تقسيم الولاءات وغنى طبقة بزعمها الدفاع عن فئة فهذا ليس مستديما منطقا وان طال الزمن وجهَّلت واستعمرت الأدمغة، نحن أمام سؤال تفرضه ولادة عسرة ويحتضر جنينها، هل سنسلك الحكمة أم كما يقال «انكسرت الجرة وتفرق أبناء الحرة».
270
| 07 أغسطس 2025
أَرَءَيتَ ٱلَّذِي يُكَذِّبُ بِٱلدِّينِ (1) فَذَٰلِكَ ٱلَّذِي يَدُعُّ ٱليَتِيمَ (2) وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلمِسكِينِ (3) فَوَيل لِّلمُصَلِّينَ (4) ٱلَّذِينَ هُم عَن صَلَاتِهِم سَاهُونَ (5) ٱلَّذِينَ هُم يُرَآءُونَ (6) وَيَمنَعُونَ ٱلمَاعُونَ (7) (سورة الماعون) تكذيب عملي مع تدين شكلي: في سورة الماعون، ترسم الآيات القليلة صورة لمجتمع انفصلت فيه العبادة عن الأخلاق، والإيمان عن الرحمة، والعبادة عن العمل الاجتماعي. إنها سورة قصيرة، لكنها تنسف النفاق الديني وتفضح زيف التدين الذي ينفصل عن الموقف الأخلاقي تجاه الإنسان، خصوصًا حين يكون هذا الإنسان ضعيفًا أو مظلومًا فما بالكم بغزة العزة وهي تتعرض لإبادة ليس بقنبلة ذرية ولا باجتياح وإنما بأسلوب همجي متخلف من حصار يستطيع من يأكل أن يأكل ومن يشرب أن يشرب وهو يرى إخوته يموتون جوعا وهو يذهب إلى المسجد ليصلي والى أفراحه وأتراحه وكل عناوين اللامبالية، الجاهلية والكفر لم ترض أن يستمر حصار شعب أبي طالب وكانوا يعلمون أن الغذاء يهرّب لهم، لكننا نقبل ونعيش حياتنا وكأن شيئا لم يكن. عندما كنا نقرأ هذه الآيات كنت استغرب كيف يكون الويل لمصلٍ كيف يكون وعيد الله لعباد لا تعلن الكفر، لكن ما نراه في غزة وتجاهل مقيت هو إفراغ لمعنى الدين رغم بقاء التدين الغريزي فأي دين يبقى حين يُترك اليتيم تحت الأنقاض، والمسكين بلا دواء ولا ماء، ثم تُقام الصلوات في قاعات مكيفة دون أن تُقض مضاجعنا من مشهد طفل ينزف على الهواء؟ الصمت العربي: أخرجوا آل لوط من قريتكم غالبية الأنظمة العربية اختارت الوقوف في المنطقة الرمادية، محتمية إما بالخطاب السياسي البارد أو بالذرائع الجيوسياسية، بينما الدم ينزف بلا انقطاع، المنصات الرسمية في عالمنا العربي تنشغل بالاحتفالات وتعظيم القادة الأفذاذ الضرورة الذين لا تعرف لم وضعت النياشين على صدورهم وبحسابات الربح والخسارة، وكأن الدم الفلسطيني مجرد ملف إقليمي عابر. هذا يطرح سؤالاً فلسفياً: هل الصمت تجاه الشر، خصوصًا حين يكون جماعيًا، يعكس موقفًا وجوديًا أعمق؟ هل نحن أمام تحلل داخلي للمجتمعات التي لم تعد ترى شيئا مهما أو لها قضية، ام هو عين العاصفة عندما يسود السكون مبشرا بالدمار القادم؟ سورة الماعون: فلسفة الأخلاق إن جوهر سورة الماعون ليس فقط فضح المنافق الذي يعبد الله ظاهريًا، بل تفكيك النظام الأخلاقي الذي يسمح له بذلك. وصف لمعنى أمة الغثاء التي لا تشعر بالعار ولا بغبش الفهم، ليست خطابًا تشريعيا بل صرخة فلسفية ضد اللامبالاة الأخلاقية، ضد التطبيع مع الألم، وضد تحييد الضمير. وهنا يلتقي النص القرآني مع أعمق ما وصلت إليه الفلسفة الأخلاقية الحديثة، من إيمانويل ليفيناس الذي جعل «وجه الآخر» نداءً أخلاقيًا لا يمكن تجاهله، ما يحصل فضيحة وعار أيها السادة سيكتبها التاريخ والأهم ستكتب في صفائح أعمالكم حين تقفون أمام الله. غزة اليوم ليست فقط قضية فلسطينية، بل مرآة الأمة كلها في لحظة تاريخية، تجتمع فيها الوحشية عارية غير خجلة فممن تخجل، والإفلات من العقاب، وتواطؤ قوى كبرى تكون وسيطا ولكنها مفاوض بينما هنالك من يتاجر بالقضية سيف على إخوته وخنجر بيد أعدائه، فتصبح ردة الفعل – أو غيابها – شهادة حية على من نحن حقًا. حين يصمت من يمتلك القدرة على الحديث، أو يساوي بين القاتل والضحية، أو يتذرع بالواقعية السياسية، فإنه لا يخذل فلسطين فقط، بل يعلن إفلاسه الوجودي وسهوه عن الصلاة ومنع الماعون ليس لأنه لا يصلي، بل لأنه يصلي دون أثر، ويرى أهله يموتون بل وأحيانا يشارك في قتلهم. ** المفارقة العميقة أن الشعوب الأوروبية التي طالما عُرفت بدعم حكوماتها للعدوان، لم تحتمل هول ما ترى. نزلت إلى الشوارع، مزقت الخطوط الحمراء، وواجهت القوانين القمعية لتعلن: «هذا ليس باسمنا». هذه الشعوب، رغم بعدها الثقافي والديني، استجابت لـ “الماعون» الإنساني: تقديم الحد الأدنى من النخوة، الإغاثة، الكلمة، الصوت، في المقابل، كان الضمير الإنساني الأوروبي، رغم كل تاريخه الاستعماري، أكثر يقظة، آلاف التظاهرات والاعتصامات، وجماهير غربية تمشي من أجل غزة، أما العالم العربي، الذي يُفترض أنه الأقرب دمًا ولغة ودينًا، فإنه يعاني مما تسميته بـ “أزمة فهم المعنى» فحين يصبح لقد جرفنا تيار الدم إلى مضيق وجودي. ** وبعد كان ملك يفرض الضرائب ويحذره مستشاروه أن الشعب يصرخ، إلى أن جاءه مستشاره فرحا وقال له: الشعب صمت! فنهض من مكانه وقال ارفعوا عن الشعب الضرائب لأنه الآن بات خطرا وسينفجر. إذا استمر الصمت العربي، فإن الكارثة في غزة قد لا تكون فقط مجزرة بشرية، بل قد تكون مجزرة داخل الذات العربية، ويل ليس واديا في الآخرة فقط.
258
| 30 يوليو 2025
ليس سهلا أن تضحي بشعب من كل الأعمار وتكتب تاريخا بالدم وأجساد دفنت بلا قبور أو ورود ولا نرد على من يتكلم في فتات وقته كقاض وكعالم في الخفايا والواقعية من وراء الكيبورد. لكننا نؤسس على حقيقة الحدث ونوع من انتصار الدم عندما يتكلم وان شكا فبصمود مدهش ولا يخلو الناس من ضعف فهم ليسوا آلهة ولا مثاليين، لكن الصمود عندما يتميز بمن يقاتله العالم الرسمي ومؤامراته وخبث البعض الذي أن تعجب من شيء هو أن نفوسا كهذه أبالسة في جسد الآدمي. الكره لايدلوجيا أو فكرة حين تجعلك تستبيح دماء الأبرياء فهو يعبر عن كينونتك الفاقدة للآدمية وان معاداتك لهذه الأيديولوجية شرف لها وتكريم، فهذه الناس أينما كانت ومن كانت الموت ليس غايتهم ولكنهم قاتلوا وفق ظنهم من اجل حياة أهلهم أحرار في أرضهم، ولعل عدوهم له ذات الاندفاع وله أيديولوجيته وتفسيره المقابل، لكن المعيار في محاكمة السلوك مبدئيا؛ فقلة عند العداء يتصرفون بإنسانية فهذا رقي وجدناه واقعا في سلوك القسام مع الأسرى وعلاقة لابد من دراستها وتحليلها والبناء عليها وليس على الكراهية لحل مشكلة بشر يتصارع على حقوق بين مطالب ومانع لها. ما يحصل أمامنا من قتل ودم وتخريب بتقنيات حديثة وعلى شعب اعزل يقاتل عنه مقاتلون شبه عزّل حرك أمراً مهماً وهو إدراك الشعوب الحية في الغرب، وصمت يبدو كعين العاصفة يصارع العجز مع القهر في مجتمعات عربية وإسلامية راحت تلوم الضحية وأصحاب القضية. هذه وغيرها مما سيكون دراسة لفترة زمنية ومعاناة شعب أصاب العالم الرسمي تجاهه العماء هو إنما خيوط ضوء تنبه الشعوب وضمائر لم تمت إلى واقع الآدمية المتراجع وسؤال كبير من نحن؟ وهل خدعنا في ادعاء الحرية والإنسانية والقيم المبهرجة عندما كشفت في مطالبة أهل القضية بالقضية؟ عدمية الكراهية: عندما نريد أن نصدر حكما على أمور مصيرية فهي لا تنضوي تحت حرية الرأي أو الرأي والرأي الآخر بفهم ممكن أن يوصف بالسطحية والعواطف سلبية أو إيجابية ليحول البعض موضوع التقييم إلى تقييم ملائكي وآخرون يحولونه إلى مراجع شيطانية، في حين أن الحكم يتطلب أن تتمهل وتدرس حيثيات الموضوع، وهو يؤخذ من باب 1)) الحقوق 2)) والظروف أي البيئة وتحدياتها 3)) وهل العمل صواب أم خطأ 4)) وما هي معايير الخطأ والصواب هل يحددها الإعلام أم معايير معينة، أم 5)) العلاقات المحيطة بمنظومة المقاومة الفلسطينية وهي موضوعنا الذي نبحثه، كعلاقتها مع جهات قد يكون من يصدر الأحكام مؤيدا لها أو يكون مخالفا كارها لها، هنا سنسقط في معامل حكم آخر لا يتعامل مع الأمور الفكرية وإنما السياسة والجغرافيا السياسية والاستراتيجية وهذه كلها عوامل قد لا تعطي بالمجمل أمرا استراتيجيا للقرار رغم أنها مواضيع أساسية بيد أنها هنا تشكل دوافع لدعم المقاومة الفلسطينية أي عوامل محيطة ببيئة المقاومة تتلخص بأحد قرارات ثلاث، أ)) الوقوف مع المقاومة الفلسطينية لنتائج وخلاصة العوامل المذكورة، ب)) أو الوقوف ضدها، ج)) أو الجلوس على التل. كاشفة الضمير: 7 أكتوبر كما اصطلح عليها ليست وليدة ذلك اليوم وإنما هي حلقة كبيرة في سلسلة إثبات الوجود والكينونة في صراع وجودي صفري مستمر منذ إعلانه 1948 واتخذ أشكالا من التفاعل كانت كلها تشحن الصفرية دون توقف لمنع الكراهية أو الرغبة في بناء تعايش سلمي وإنما منطلق أيديولوجي أساسا لم يقم من اجل اليهود ولا مصلحتهم وهو ما كتب عنه كتاب كثر وكان عبد الوهاب المسيري رحمه الله من الذين وضحوا بالتفصيل ماهية الأمر، وما زال العمل يتصاعد من العدائية إلى الكراهية العمياء وفقدان الحس البشري وجرائم الحرب والتدمير بل إن المهاجر إلى فلسطين للاستيطان فيها اليوم ينادي إلى تهجير سكان البلد الأصليين وفق تلك الأيديولوجيا والفرضيات العدمية وتدعمها عدة حكومات في الغرب وأمريكا لأسباب متعددة لقد كشفت الضمير بل الحياة في العالم ككل عندما تكلمت الشعوب الحية وصمتت عجزت بل بانت كثعبان يلتقم نفسه. ما طرحته لن اذهب لتفصيله فهو ليس متن مقال وإنما بحث وكتاب يجب أن يكتب بفاصل زمني ليكون بحثا رصينا، لكن التساؤل الكبير هل كان يتوقع مخطط تلك المعركة أن يواجه بالسلبية والاتهامات بل وبمساعدة عدوه في تدميره ممن ينبغي أن يقفوا معه ليمنعوا الإبادة الجماعية على الأقل! ولهذا الموضوع أهمية لان من ينتقد الخسائر الكبيرة والتي تتعاظم لان لا رادع للقوي والمتكبر لما يفعل سببه الموقف السلبي والا فالحرب انتهت عندما أضحت عسكريا لا معنى لها وهذا أصلا قبل أن تتوغل القوات البرية داخل غزة، وكان التفاوض لحل نهائي عقلا هو الذي يجب أن يحكم وليس سلوكيات بعيدة عن التمدن والإنسانية واي قيمة آدمية لإثبات أن إسرائيل منصة مازالت صالحة وهو ما برهنت الإبادة عكسه إن جهل البعض مع فاعلية التواصل الاجتماعي وظنهم انهم على حق دون مراعاة لثوابت الأمة وعلوم الاستراتيجية والتعبئة والتكتيك ومعاني الربح والخسارة تجد أن تقييمهم للأمور على منظر سطحي يعتبرون القرار سيئا وخطأ ونفس الحالة تعتبر بطولة عند من يعتبر بطلا تاريخيا وهو بطل فعلا فالقرارات لا تؤخذ بمعايير الربح والخسارة المعروفة عند العامة الذين جعلتهم وسائل التواصل من الخاصة.
414
| 22 أبريل 2025
في كلمتي الرئيس رجب طيب أردوغان ورئيس الدبلوماسية التركية السيد فيدان تشخيص لأهداف غير متبلورة الآلية والكيفية رغم وضوحها لكنها تشخص حاجة ملحة وضرورية للتفكير بالحل، فقد مضى زمن طويل من تسليم عصبة الأمم إلى الأمم المتحدة المهام وقد وضعت حلا لا يمكن أن يؤدي إلا ما أدى إليه من فوضى حالية بهيمنة دول الفيتو، ولقد سبق أن ناقشت هذا الأمر في مقال فيتو ضد الفيتو وحول إيجاد آلية لتقييم القادة قبل توليهم مواقع صناعة القرار، فالأمم المتحدة وبتضخم تشكيلاتها للسيطرة على الثغرات التي تسببت بها دول الفيتو التي تغير رؤساء وضعوا نظامها نفسيا وتأهيلا وإحساس وفهم لمشكلة أوجدوا لها حلا ليطور لاحقا فهو ليس من التعاليم المنزلة المقدسة، لكنه لم يطور إلا بالتضخم لسد الثغرات، من اجل هذا فلابد من نظام يتغلب على هذه الإخفاقات خصوصا واننا في منطقة الاصطدام clash zone والتي ممكن أن تقود لحرب عالمية سيتغير النظام الدولي بعدها، فما الذي يمنع إنشاء نظام دولي يمنع هذه الحرب أصلا. مركز دراسات واستقصاء وتطوير: بالتأكيد لست من المشاركين في المنتدى لكن من الممكن النظر إليه فوق طموح من أعده بتشكيل منصة للدبلوماسية، إلى تشكيل هيئة إصلاحية عالمية لا تنتظر المشكلة لتقوم بترقيع نزوات الدول الكبرى والانشغال بتعريف نوع الاعتداء والتغاضي عما تتغاضى عنه دول الفيتو وما يجري من مجاملات في سبيل مصالحها ومواقفها مع بعضها ما بين الصامت والمحتج والرافض ليكون الرفض سيد الموقف لتعطيل كل شيء. منتدى أنطاليا لا ينبغي أن يكون هنالك خامس وسادس بنفس الصيغة وإنما ينبثق عنه منظومة مركز دراسات واستقصاء وتطوير يتوجه إلى: 1- منظمة استقراء وإنذار مبكر نحو العالم لرصد المشكلات المحتملة والتي تتعاظم إلى مشكلات خطرة على الأمن والسلم العالمي. 2- إنشاء مراكز بحوث وتطوير وتدريب للقادة وأصحاب القرار وكيفية التعامل من أجل إقامة العدل والإنصاف الذي يقمع أي تطاول للأنانية والنرجسية التي قد يحملها أحد أصحاب القرار لتكون نتيجتها كارثية على العالم. 3- إنشاء منظمة تستلم رؤية المنظمة الاستقصائية والتعاون معها في إيجاد الحلول وتسيير النماذج للحلول المقترحة. 4- تكوين علاقات تمثيلية يتفق عليها عالميا تتيح إيصال الدراسات إلى أصحاب القرار لتقييم وتقويم الأداء وتصويبه فيما يتعلق بالسياسات الخارجية وقرارات الحرب والسلم. 5- السعي لتطوير المنظومة تدريجيا لتحل بمكانتها كمنظومة عالمية تمتلك آليات تطوير ذاتها وتقوم على أساس السلم العالمي وليس مصالح الدول الصناعية الكبرى أو إهمال الرأي الصائب. 6- إن العدالة هي أساس الفكرة، وإن التنمية هي آلياتها، حيث يمكن للمنظمة أن تجد فرص وإمكانيات التعاون بين دول العالم في إنشاء وتطوير الصناعات بالمشاركات بين المنظومات الصحية والصناعية والعسكرية والتعليمية وكذلك التغلب على مشكلات المياه وما ستستقر إليه الفوضى المناخية الحالية من تغيير في المناخ، لذا لابد من إقامة فروع لفضاءات التكامل بين الدول كل في مساحته وتنسق جميعها بالأساليب العلمية والسلمية والفنية والإدارية من خلال هذه المنظومة العالمية الجديدة، وهذا مهم للأمن الغذائي والقضاء على المجاعات بتطوير الوضع المحلي وليس بالمساعدات. فالبشر وجدوا لينتجوا ويقدموا طاقاتهم وليس لإبقائهم على الرمق بأقل ما يمكن من ضروريات الحياة ليترفه آخرون بظلم هؤلاء واستغلالهم بسلب حياتهم. 7- إن فكرة إقامة العدل والعدالة وتنمية البشرية تحتاج اليوم إلى منظمة حقيقية يمكن أن يطورها المفكرون في مفاصل الحياة. دون شك فإن منتدى أنطاليا الذي اتخذ اسم الدبلوماسية وهي السياسة الخارجية المعبرة عما وراء الحدود الوطنية لابد أن يذهب إلى العلاقات لصنع الإيجابية التي إن طرحتها تركيا فإننا نرى أنها حاجة الإنسان الذي يحس بالخطر وعدم الاستقرار وفقدان الأمان في حياته وعمله والأمن في معيشته، وليس غير إقامة العدالة وتفعيل التنمية التي ستوحد وتستنهض المشتركات وتستثمر الإنسان في مهمة الآدمية في السلالة والعمران وهو حجر الأساس في أية أهداف تتجه للنبل الآدمي.
303
| 12 أبريل 2025
في الفترة الأخيرة تحول لقاء المجاملة والحديث إلى الصحفيين إلى مكان للمباحثات العلنية في قضايا حساسة وإستراتيجية، ولعل هذا هو نوع من تأثر وتعود ترامب على سينما الواقع ذلك البرنامج الذي كان يظهر فيه، قد يكون وسيلة لإظهار الشفافية ولا أدري إن كانت بموافقة الأطراف الأخرى أم هم يكونون أمام واقع الحال، لكن لقاءات كهذه يصعب تفسير ما جرى فيها، فهي حدثت محدثة صدمة على أية حال ولعل الغاية منها هذه، إلا أنها بعد ما حصل يجدر أن يعاد بها النظر. لقاءات كهذه تتم في غرف مغلقة لكي تتجاوز الإخفاقات عندما تتطلب الشفافية تبيان الأمور في وضوح وتفصيل دونما اعتبارها إهانة أو مسألة لا تغتفر، تباين التفكير الشرقي الذي تربى في كنفه الرئيس الأوكراني وإن كان مخالفا له وفي صراع مع القوى التي تمثله اليوم؛ لعب دورا كبيرا في اختلافه مع التفكير الغربي، فعندما أتى الرئيس الأوكراني بملابس ليست رسمية عند التفكير الغربي اعتبر إهانة بينما هي في التفكير الشرقي نوعا من الالتزام في بلد يخوض حربا ويعتبر أراضيه محتلة وبنيته التحتية مدمرة، وإن أردنا الحقيقة فإننا لا نتعاطف مع الرئيس الأوكراني عندما نقول إنه عومل بطريقة فوقية وطلب منه علنا شكر الولايات المتحدة، والحقيقة تناست الإدارة الحالية أن تشجيعا للحرب كان من الإدارة السابقة، مع هذا فإن هنالك صراحة عرضا واضحا أن نائب الرئيس لم يتحملها بل رفض الرد بنفس أسلوب الحوار الذي تحول إلى جدل غير سياسي، وذكر أنه يخسر الحرب وأن التجنيد يجري إجباريا وغير ذلك، وانتهى الأمر بضيف مطرود، وأنه لن يكون مرحبا به إلا إذا قرر أن يذهب للسلام وبالثمن الذي سيفرضه الواقع آنذاك. * وضع الرئيس الأوكراني فعلا محرج، فأوروبا ليست قادرة على أكثر من إقراضه المال، ولكن السلاح من يقاتل، فقريبا أو بعيدا سينتهي الأمر إلى استسلام أوكرانيا أو غيابها عن الخريطة وربما هنالك حرب عالمية بلا تردد، فهذا أمر لا يمكن أن تتحمله أوروبا ولكن في نفس الوقت الزمن غير الزمن لتأتي أمريكا مرة أخرى بخطة تشبه مارشال لأنها حتما ستكون جزءا من الحرب والا ستخسر انفتاحها لتعيش كجزيرة معزولة داخل جزيرة ليست صديقة لها وفق المعطيات الجديدة. فالسلام غائب ما لم يدخل طرف محايد المباحثات للسلام. وهنا يأتي دور قطري أو قطري تركي مشترك، أو لمجلس التعاون الخليجي يكلف قطر ويدعمها مع تركيا لتدخل بموافقة أوروبية أمريكية أوكرانية روسية في إدارة ملف ينتهي بالسلام وممكن أن يأخذ أحد المسارات ومنها: * مسار نموذج للمباحثات: بافتراض الموافقات قائمة نحو ما ذكرنا أو بصيغة عملية علينا أن نعرف أن أوكرانيا كما قال ترامب لن تربح الحرب وأن هنالك احتمالا لحرب عالمية وارد عند فقدان توازن القوى. وعلينا أن ندرك أن روسيا تهيئ نفسها لمثل هذا المسار خصوصا بحياد أمريكا، فهي لن تضع المطاولة مسارا وباتت واضحة أن هدفها متحقق وهنالك بعض الأمور التي يمكن مراعاتها أو حلها على المدى الطويل كاهتمامها بالناطقين بالروسية خارج ما استرجعته من أوكرانيا ليعود إلى روسيا التاريخية، وأن منفذا لكامل أيام السنة متاحا لها على البحر وهي لا تريد أكثر من هذا ومنذ البداية فسرناه في مقال حرب القرم بين المصداقية والعدمية. * تتلخص الخطة المقترحة بما يلي: 1- تقوم قطر بإعداد ما تراه تفاصيل ومسارات لأقصر الطرق لتنفيد خطة سلام في القرم ووفق الاحتمالات المتعددة للشركاء وبموافقتهم وهذه ينبغي ألا تتجاوز أياما. 2- الاتصال بالجهات المعنية والمهتمة بالموضوع لضبط إيقاع التحركات الدولية. 3- إعلان هدنة لمدة تكفي لإجراءات الشرعية لهذه المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا وإن احتاج الأمر لقوات عازلة مؤقتة بزمن المباحثات فتكون من تقرير الجهة الراعية لعملية السلام قطر ومن معها. 4- إقامة انتخابات تشمل التفويض بإجراء المباحثات بين الطرفين لأن مدة الرئيس الأوكراني انتهت من زمن. 5- بعد استلام الرئيس بصفة شرعية تجري عملية التوقيع على ما اتفق عليه خلال هذه المدة إن بقي نفس الرئيس، أو يحاط بالموافقات رئيسا آخر. 6- تقام شركة مشاركة لاستثمار الثروات الأوكرانية لتخليصها من الديون مع شركة مشاركة لتنفيد الإعمار ولا مانع أن تكون روسيا طرفا في المشاركتين.
345
| 03 مارس 2025
بدون شك عندما نحلل فإننا نضع الحقيقة كما نراها في الواقع وردود الفعل، ولسنا نعبر عن مشاعر شخصية حبا أو كراهية، والمقال ليس لتبيان موقف صداقة أو عداء وإنما قراءة لمن يهمه الأمر. تصريحات قبل أيام صرح بيت هيغسيث وزير دفاع ترامب أن المدنية الغربية ليست إلا الصهيونية والأمركة وهذا تجاوز لتعريف المدنية فلا يوجد مدنية غربية وشرقية فالمدنية هي جهد بشري لا يمكن حصرها بايدلوجية كالصهيونية أو جغرافية كأمريكا والتنبيه لهذه الحقيقة لتعدد مواطن يعتبرها الغرب والشرق مدعاة للإحباط فقد نشرت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية مقالا للصحفي جدعون رتاتشمان، قال فيه: «عندما صعد جيه دي فانس على المنصة في مؤتمر ميونيخ للأمن، الأسبوع الماضي، أصدر تحذيرا صارما. إذ قال نائب الرئيس الأمريكي، للسياسيين والدبلوماسيين المجتمعين إن حرية التعبير والديمقراطية تتعرضان للهجوم من قِبَل النخب الأوروبية». واستطرد «إن الحكم الأكثر إيجابية الذي سمعه بشأن الخطاب هو أنه «هراء صبياني»، لكنه يستهدف جمهورا أمريكيا، وبالتالي يمكن تجاهله بأمان. ولكن إذا ما فكّكنا خطاب فانس، ووضعناه في سياق قرار دونالد ترامب بالتعامل مع فلاديمير بوتين، مع تهميش أوكرانيا وأوروبا، فسوف يتضح لنا أن الحروب الثقافية الأمريكية والأمن الدولي والسياسة الأوروبية لم يعد من الممكن فصلها» وهذا الكلام على مقياس الزلازل عالي القيمة في تباعد الصفائح. صراع وجودي وفق نظرة بنيامين فرانكلين: بنيامين فرانكلين هو من الأباء المؤسسين حذر من وضع قائم اليوم وفق زعم تشارلز كوتسورث بينكني (رفض معهد فرانكلين ادعاءات بينكني أن المعهد يملك نسخة مخطوطة من الخطاب) بنيامين فرانكلين لو كان موجودا الآن لاتهم بمعاداته للسامية، فأمريكا في خطر إذن بانت معالمه. التناقض المنطقي في عرض المدنية من وزير الدفاع: *عندما عرّف وزير الدفاع الأمريكي المدنية الغربية أنها الصهيونية والأمركة، فهو حصر الليبرالية كآلية في توصيف كآلية عنصرية وايدلوجية لا تتحمله الليبرالية مثلا كجزء من آليات حماية المدنية الرأسمالية، فالليبرالية بأنواعها وما يمكن أن تتطور إليه ليست ايدلوجيا كما المدنية ككل وإنما هي تعريف لواقع في مجتمع ما تكون الحرية فيه وفق ثقافته أو ما يتقبله، أما أن احصرها بالصهيونية والأمركة فهذا تطرف لا يتفق مع منطق الليبرالية وقبولها للآخر، كما انه يضع دعاة الليبرالية في حرج، فهم ليسوا مقبولين في أوطانهم خشية انطباق التعريف عليهم وليسوا مقبولين ممن يتبنى هذا التوصيف إن لم يكونوا من الصهيونية والأمركة. *دون شك انه يطرح تلبسا للفكرة الصهيونية والتي لا تتفق مع الأمركة كتطور مدني والتي هي الأخرى بلا توصيفٍ أو حدود أو تعريف لماهية بغير تعريف للمدنية المعروف أو حقوق الإنسان، والصهاينة أبدوا وحشية وتخلفا بالإبادة وجرائم الحرب على الملأ وليس من احد يتفق أو يقبل معاملة شاذة كالتي عومل بها الفلسطينيون وما زالوا في غزة أو الضفة أو الأسرى في السجون، هذا لا يتفق مع التمدن والليبرالية منها والتمسح بها فانتحالها له خطورة كبرى وتحويل المدنية إلى أيديولوجيا تجعلها خاوية وكذبة كبيرة أما ملؤها بأفكار أيدولوجيات متطرفة كالصهيونية التي تبيح كل المحرمات وهدر الكرامة الإنسانية لأعدائها وأملاكهم ونمط حياتهم وقد تشمل أمريكا يوما ما ولن تبقى الأمركة عنصرا، فلا شيء في أمريكا يميزها إلا التطور المدني والتقدم العالي في الصناعات الثقيلة والحربية بالذات فان تدهورت المدنية وما تزعمه من نمط للحياة فقد انتهت ما يمكن تسميتها بالأمركة وهذا امر محتمل مع تعاظم الصهيونية في السلطة الأمريكية وما زلنا في نبوءة فرانكلين. مجلس الأمن وضرورة اتخاذ موقف: * والحقيقة أن ما طرح في خطابه هو الفكر الصهيوني العدمي الذي لا يقبل الآخر ولا يتمنى الصلاح لمن يخالفه إن سلمنا جدلا بصلاحه بل يتمنى له الموت والاختفاء والاستئصال للمخالف وهذا خطير جدا عندما يحمل هذا الفكر وزير دفاع لأقوى دولة في العالم، لذا فلابد أن يأخذ مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة إجراءً احترازياً في تعريف الأهلية للولايات المتحدة وقراءة تنبيه تجتمع عليه الدول في اتخاذ القرار والمراجعة، إن الأمر جد وخطير والتراجع عنه هو خير ما تفعله الولايات المتحدة مع تعديل سياستها وفق مصالحا وليست أيدولوجيات اسطورية تعيش لضعف الآخر ضمن دورة التاريخ. نصيحة قبل الانحدار: * إن من يتولى القيادة في أمريكا قد يكونون متفوقين في مهنهم السابقة، لكن من الواضح أن هنالك فراغ إداري كبير وفراغ أعظم في القيادة الإدارية، وان أمريكا المتوازنة والتي تستطيع إعادة التوازن حول العالم هي المطلوبة وليست أمريكا التي تعادي الغرب والشرق وتظن أن لها القدرة على جلب اوربا للاذعان لها أو الوقوف بوجه الصين لإخضاعها، روسيا استراتيجيا لم تحارب إلا من اجل المنفذ على البحر الأسود وان لا يقترب الأطلسي من حدودها أي تبقى أوكرانيا ومن على حدود بلاروسيا خارج نطاق الأطلسي، وهي ستحقق هذا بخطوات. *مصالح الولايات المتحدة لابد ان يعاد النظر في حضانتها والجواب على سؤال أهمية المصالح واولويتها وهي تتقدم للمنطقة كعدو ضد قيمها وحياتها ومستقبلها وهو ما لايمكن تجاهله في نبرة وزير الدفاع الأمريكي. إن أمركة أمريكا معروضة كنموذج، لكن الأمركة كمدنية مع الصهيونية كأيديولوجيا سياسية معادية للمسلمين والعرب ليست فكرة طرحها بهذا الولاء إلا مجافاة للتمكين، كذلك ما طرح بشأن الدول الغربية وتجاوز الوزراء الأمريكيين الخط الأحمر وتأييد رئيس الولايات المتحدة الأمريكية لهذا.
1068
| 23 فبراير 2025
بقي ترامب يعيب سابقه انه يغيب عن الوعي ويكلم أوهامه، إلى ان أتانا هو بأوهام تكلمه، وكمثل لكلام غير منطقي انه سيشتري غزة، ولا ندري من البائع ومن أوحى له بهذا وكأنه لا يرى كم التضحيات والصمود من اجل الأرض، إن العنجهية لا تليق بالقادة وما كانت يوما تحل قضية. ترامب يتعامل مع المنطقة بأسلوب مستخف رغم أن قوته وقوة بلده تستمد طاقتها منها، ليس لأنها تستورد البترول، بل لأن دول المنطقة والعالم يتعامل بالدولار لأن المنطقة تتعامل به في بيع النفط والتجارة، وعلى الرغم من هذا فهو يتكلم كالعجائز عن مساعدات يقدمها إلى مصر والى الأردن وهذان البلدان بالذات لم يعط ترامب المساعدات لهما وإنما أعطتها الولايات المتحدة في استثمار يبدو سيدمره ترامب او ان يتنازل قادتها إلى مستوى لا يليق بحاكم في المنطقة وهذا فيه استحالة، فلن يرضى احد الحديث مع مصر أو الأردن بهذا الأسلوب ولا يرضى بطريقة الكلام السمجة عن غزة وكأنها ملك شخصي له أو ربح يستثمره كما يشاء، وهذا يفترض ألا يكون مقبولا من الكونجرس الذي يعلم أن هذا الانعطاف القوي سيؤدي إلى نهاية الولايات المتحدة لمن فهم وعلم. هو يبيح لنفسه تجريم من يهاجر إلى الولايات المتحدة من المكسيك ويعذبه ويسجن صغارهم كالحيوانات بينما يريد أن يهجر الغزيين لا بل لا أحد يعلم أي عاقل يقول انه سيتملك هذه الأرض. لست هنا لسوق إخفاقات الشخصية التي ارتضاها الأمريكيون لتقودهم ولكن نحن هنا لنرى أمرا ونعزم فكرا ونقرر إرادة موحدة أن هذا البلد يشكل خطرا وجوديا على امتنا ما دام يتبع الكيان الصهيوني، ويبدو انه لا يشعر بالفضل ويتكبر، وان ذل الشعوب ليس بلا ثمن أو نزوة حاكم غريب الأطوار. * الحلول: للقضية الفلسطينية حلولها نوقشت في مقالات أخرى سابقة ممكن أن يطلع عليها وبشكل مفصل مع خيارات متعددة للعيش بسلام بين المستوطنين وأصحاب الوطن كحل في منتهى العفو والتسامح. أما هذا سواء قصده أو مناورة لشيء خفي فهو استهتار والذي ساعد وشجع عليه اختلاف اللغة بين القادة للمنطقة في طريق إبداء حسن النية ولغة ترامب التي تفهم كل هذا ضعفا وتنازلا وان هذا خضوع وعليه أن يمعن في الاستخفاف بهم ليستخرج ربحا أكثر، وهنا لابد أن تختار أمريكا ما بين علاقة استراتيجية متكافئة وليست منحة وتحقيق الرغبات مع الضيافة، أو أن تسحق أمريكا ما دامت تتبع الكيان الذي يتكلم به نازح من دولة اجنبية ليطالب بتهجير أهل البلد بدعم أمريكي. لذا فلابد من عملة موحدة واقتصاد رشيد تكون عملة البيع والشراء وتستند لها قيمة عملات المنطقة والعالم ترتكز على النفط والثروات الطبيعية في كل الدول المشاركة في إنشاء هذه العملة وتجري بها كل التعاملات التجارية مع أمريكا وغير أمريكا بل العالم كله. وان لا مجال للتفاوض قبل أن تقبل أمريكا بمنح الإسرائيليين القادمين من الشتات مكانا ليكون دولة لهم بدل فلسطين، وهنا ستبدأ قصة مهمة من التعارف الإنساني بدل هذه الأغنية النشاز التي يغنيها كل من هب ودب بلا رابط وسكينة.
567
| 12 فبراير 2025
الصهيونية ماركة تجارية للتخلص من اليهود: الصهيونية حركة سياسية علمانية مدعومة من الدول المسيحية الأوروبية للخلاص من اليهود، فهم يعدونهم جسما غريبا ولطالما قمعوهم وهجروهم، وقد ذكرنا ذلك تفصيلا في مقترح الدولة الواحدة لحل القضية الفلسطينية ومقالات أخرى تتكامل مع بعضها، وكانت الهجرة قد بدأت فعلا منذ القرن التاسع عشر لإقامة مشاريع ولم ترق الفكرة الصهيونية لليهود لكنهم كانوا يجدون أن هنالك وضعا أنسب لهم، وهكذا كانت الهجرة من شرق أوروبا أيضا ومن أوكرانيا التي كانت الحرب فيها ربما لدفع المزيد من اليهود للهجرة، لكن السابع من أكتوبر ممكن أن يجعل الأمور مختلفة، وهذا يشبه ما حصل في الهولوكوست «عندما قررت ألمانيا النازية، أنها يجب أن تكون مسيحية خالصة وعلى اليهود أن يرحلوا، تم الاتفاق مع الحركة الصهيونية أن يرسلوهم إلى فلسطين». هكذا تكلم هنري لورانس، ولعل هذا الرأي يدعمه المؤرخ الإسرائيلي الأمريكي عمير بارتوف الذي ألف كتابا حديثا بالإنجليزية عنوانه «قصص الحدود. صناعة الماضي ومحوه في أوكرانيا» يقارب بين الحالتين. - حق الدفاع عن النفس فلسطين أرض محتلة وليست مسكونة من مهاجرين إليها، فلو كان الوجود اليهودي من المهاجرين السبب لنشب الصراع منذ زمن بعيد أقربه 1880 لأن الحماية المزعومة للمهاجرين من الفرنسيين والبريطانيين لاحقا لم تكن لتحميهم فعلا لكنها إقناع لهم أنهم بحاجة لحماية ليكونوا قاعدة متقدمة ومستعمرة غير معلنة لرأس المال الصهيوني والنفوذ الأوروبي في المنطقة وإبقاء الفوضى التي يفترضون أنها الحل الأرخص للخلاص من اليهود بالمهمة ومن العرب من التطور المدني، لكن الأمر عملية إخلاء الشعب الأصلي ويبدو أن ترامب يفترض أن ما حصل 1948 قابل للتكرار في غزة وهذا عيب كبير في الرؤية. الغرب ينطق إذن (حق الدفاع عن النفس أمام مقاومة الاحتلال) والمقاومة حق شرعي في الأمم وهذه العبارة ليست حبا باليهود وإنما خوف من عودتهم بهجرة عكسية إذن فليقاتلوا بدل أن يعايشوا، وهذا الأمر لا يشغل أمريكا فمعظم الموجودين في فلسطين هم أوروبيون وكانوا يشكلون مشكلة بالنسبة للأوروبيين. ليس في ثقافتنا العداء لليهود ولا لغيرهم حتى الأديان البشرية رغم كل الاختلاف، لكن الإسلام يأمر بقبول المخالف والمخالف سيبقى الأكثرية بل بحماية المخالف الذي معك بذمة الرسول ليحافظ على الحقوق الخمسة وهي لأي إنسان مسلم وغير مسلم، لكن نقلوا لنا مصطلح (معاداة السامية) بينما خصوا اليهود بها لأنهم ساميون وسط أوروبيين من أصل آخر لكنهم بين العرب إن كان نسلهم أصيلا فهم من نفس أصل العرب فالكل ساميون هنا. - إسرائيل منصة وظيفية وجود كيان مشاكس مدعوم بكل آليات الغرب القتالية واجبه واضح هو القلق وفقدان الاستقرار، وهذا الكيان من مواصفاته ألا يحدث سلاما حقيقيا أو يضيف ميزة من ثبات لمن يطبع معه، وإنما التطبيع تحييد وتسقيط أمام الشعوب، وبالتالي فقدان الترابط بين التخطيط للنهضة وهو الدولة وبين مادتها وهي الشعب، ومن الممكن أن تجر إسرائيل الغرب إلى حرب شاملة من أجل وجودها بسبب المصالح وليس الدين، بيد أن هنالك استغلالا لغريزة التدين واغلبهم لا يعرفون معنى الدين، أما الطائفة التي تهتم بدراسة التوراة من اليهود الحريديم وهم متنوعون فيهم من في الحكم حاليا لكنه يرفض العلمانية والليبرالية والديمقراطية وفيهم من يرفض الوجود لإسرائيل، وهنالك تقسيم آخر الأشكنازية والسفرديم، وكثرة من هؤلاء احتمال أن يغادروا وهو ما تخافه اوروبا ويرصد المسيري مجموعة من الاختلافات العامة بين المجموعتين "من أهمها: – أن السفارد بسبب مستواهم الثقافي العالي يتسمون باتساع الأفق، أما الأشكنازية فلم ينفتحوا على الحضارات التي عاشوا بين ظهرانيها رغم تأثرهم بها، وانغلقوا على الكتاب المقدَّس والتلمود وعلى تفسير النصوص الجزئية... انتهى". عموما بهذه وتلك فقد أثبتت 7 أكتوبر أن هنالك تجهيلا وتخويفا مطلوبا ومتعمدا وبمنهج في اليهود من كل أصنافهم ويبدو انه الوسيلة لترابطهم لهذا لاحظنا أن هنالك رد فعل تعاطفيا من الأسرى مع قوات حماس لأنهم وجدوهم عكس ما قيل لهم وهذا يتضح مع اليهود غير المؤدلجين. - الحقيقة المرة إن الغرب وأمريكا يتخذون إرضاء الكيان الآن وسيلة لإرضاء رأس المال المهيمن على توزيع السلطة عندهم وهذا الأمر نتيجة المشكلة البنيوية في الدولة التي تقوم على النفعية وليس القيم الأخلاقية فتكون ضابطة للسلوك والقانون ولكن ليس للصدق والمصداقية مع القضايا الإنسانية عند من هم في السلطة والنفوذ. وهذا الأمر هو سبب فشل النظم في تحقيق أهدافها، فالايدلوجيا بلا قواعد المدنية لا تنجح في تحقيق الرفاهية الحقيقية، ولا القواعد المدنية بلا ايدلوجيا تنجح في اتخاذ مواقف العدالة، الزمن الآن يسير لكنه في بلدان المنطقة العربية جامد الفعل متراجع في المدنية وعن الفكر الحضاري الذي يضبط إيقاع المنطقة، وهذا الصمت ليس تعبيرا عن نجاح الكيان ووظيفته وإنما هو بركان غير محسوس، وان كانت اوروبا تحس أن الكيان الذي زرعته ليس بالوضع المريح إن حدث الانفجار لأن فصيلا واحدا بعدد قليل فعل ما هو معروف لهم اكثر مما نعرف، فانفجار المنطقة العربية يحتاج إلى مواساة وبراءة من هذا الكيان، وهو ما لم ينتبه له الرئيس الحالي في أمريكا أو يظن انه في منأى عن تأثيره، لذا لابد من الواقعية والذهاب إلى حل ملائم ليس هو مزيدا من المبعدين واللاجئين. على ترامب مسؤولية اكبر من طموحه الشخصي أو البحث عن تكريم جائزة نوبل حسب ظنه أن مواقفه السلبية هذه تتوجب أن يحوز عليها وهذا ينبه إلى تقييم الجائزة نفسها وأسس منحها من خلال كلامه، فالمنطق في السلام أن يجمع الشعبين ليحل مشكلاتهما وليس تشريد شعب غزة وغدا الضفة التي تدمر عند كتابة هذا المقال بقنابل أمريكية وبعدها لا ندري أين، فهذا ليس صنع سلام يستحق نوبل.
555
| 06 فبراير 2025
عندما تلتزم دولة ما بالإدارة لسياسة السلم وقيادة أي بادرة للتفاوض نحو إحلال السلام والتفاهم بدل الحرب، فلا تسأل عن الدولة وحجمها الجغرافي وإنما الفعل والأداء، وإن كانت بريطانيا قد سميت بريطانيا العظمى في عسكرتها وانتشار قوتها العسكرية نحو العالم وهي بحجم صغير جغرافيا، فليس مبالغة في القول إن قطر هي الأكثر تأهيليا لتكون العظمى دبلوماسيا بل هي تنجز فعلا في هذا المسار في وضع دولي ساخن، وهي ليست عاملة على دبلوماسية المنطقة بل قيادة التفاوض الدبلوماسي وإحاطة من التمكن الواعي الذي يبدو منهجيا ومدروسا، ولا شك أن هنالك نقصا مهما في جانب تطوير المهمة الدبلوماسية بفراغ كما أراه ولا أدري إن كان موجودا فعلا وهو مركز دراسات إستراتيجي فاعل يجمع طاقات استثنائية يساعد في تأطير القيادة الرائعة للدبلوماسية والمشاركة في الحلول لمشاكل تتعقد كثيرا. * دول الخليج عموما لها مهام وتقوم بها بشكل ما لكن تحتاج إلى توحيد التوجه وإدارة الحياة فعلى سبيل المثال فإن السعودية مفتاح للطاقة العالمية، كما الإمارات للمال والأعمال وهي مع دول الخليج الأخرى تمثل دعما لقوة الدولار لأنه العملة التي يباع ويشترى بها النفط فبالتالي هو عملة التجارة العالمية، ولعل تنسيق هذه التخصصات بدعم البعض للبعض خير من تنافس لا يجدي فعلا فهنا سيكون اختراقا للقيادة الإدارية برجال دولة مؤهلين ليس مدحا وإنما وصفا من خلال منجزات على الأرض، وإدراكا من قيادتها لأهمية هذه المهمة وفاعليتها (اقتبس) «ففي الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2022 صرح أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بأن الوساطة في حل النزاعات هي عنصر أساسي في سياسة قطر الخارجية بهدف ترسيخ الدولة كحليف دولي يمكن الاعتماد عليه « (الاقتباس ويكبيديا). استشراف وحصافة هنالك فرق بين التفكير العلمي وإدارة المصالح، وبراغماتية التماهي دون الضياع وهو أمر لا يدعوك للتخلي عن القيم وبين البراغماتية العميقة... فمعرفة الدور والتنمية فيه والاستثمار وتأطيره بذكاء وصناعة الفرص هو غير استغلال الفرص، صناعة الفرصة في النفوذ الإقليمي البناء يلقى دعما شعبيا واحتراما دوليا، ولو نظرنا إلى بعد نظر الدبلوماسية القطرية في شأن سوريا التي كانت نموذجا مبدئيا للانحياز تجاه الشعب. مفاوضات المهام المستحيلة: لدولة قطر بصمة نادرة في المفاوضات والعلاقات الدولية وأبرزها مفاوضات أفغانستان وغزة الآن لكن هذه نقطة من نقاط المساهمة في حل النزاعات المسلحة وتعزيز السلم والأمن الدوليين، ويمكن الإشارة في هذا أ- توقيع اتفاق الدوحة للسلام في أفغانستان بين الولايات المتحدة الأمريكية وطالبان في فبراير 2020. ب- مفاوضات فلسطين المهمة. ت- إعادة المختطفين من قبل بعض القوى المسلحة. ث- المشاركة في قوات حفظ السلام التي شكلتها الأمم المتحدة في العديد من مناطق العالم من لبنان، إريتريا، البوسنة.... إلخ. ج- تسوية الأزمات الداخلية لبعض الدول مثل إريتريا، لبنان، وأزمات وحروب أهلية في اليمن والسودان، ومنازعات حدودية في جيبوتي وإريتريا، وحروب ذات طابع دولي كالحرب في أوكرانيا. ح- مبادرات في حل المشكلات التي حدثت في بعض الدول العربية، كمشكلة دارفور، اليمن، لبنان، فلسطين.... إلخ. خ- الوساطات الدولية، حيث انتهجت دولة قطر في سياستها الخارجية نهج الحوار والمساعي الحميدة والوساطة والدبلوماسية الوقائية والعمل على تسوية المنازعات والأزمات بالطرق السلمية وبكل حيادية واستقلالية ووفق أحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ومن هذه الوساطات مثلا جمهورية فنزويلا أطلقت سراح سجناء أمريكيين، مقابل إطلاق الولايات المتحدة الأمريكية سراح سجين فنزويلي، بعد عقد عدد من جلسات الوساطة بين الطرفين قادتها قطر.. د- الوساطات بين الدول والقبائل والدول ومسلحين وهنالك أعمال لا يمكن حصرها جميعا فما يذكر للدلالة والمثل فهذا الدور مهم وكبير ويحتاج إلى مواهب وخطوات ومنهج علاقات عامة وفهم للتفكير وأساليبه للمقاربات، ولا ريب في هذا فقطر من أرقى النظم في التنمية البشرية ورفاهية الفرد من خلال الدخل المعاشي وإن كان الإعلام لا يركز هذا باعتباره واجبا. دبلوماسية المستقبل دبلوماسية المستقبل مع ضعف الخطاب الدبلوماسي المتراجع عالميا يضع ترشيحا لقطر موضع الإبداع كدولة حياد تنظر أين موضع الحق فتسعى لتصويب الطرق لإحقاق الحق، لفرد من ضيم أو دولة من ظلم ويد مفتوحة للاحتضان والكرم. وهذه ليست مهمة سهلة أبدا في واقع كواقعنا؛ من أجل هذا فتوسيع المهمة وتأطيرها هو كما أراه استشرافا آخر سيحتاجه العالم لأنه بدأ يستقطب من جديد ويتوتر وينذر بحرب أو حروب تحتاج الحصافة والمهنية والخبرة من دول عظمى في الدبلوماسية أمام دول ستختار الحرب عاجلا أم آجلا بسبب تدني المستويات في القيادة الإدارية والسيطرة الحقلية واقعا، لها خط واضح دبلوماسي يؤلف بين المختصمين حتى المخاصمين لها، وسياسي في رعاية المصالح الداخلية، فنجاح الإنسان بنجاح المنظومة العقلية في التفكير وإبداع الصواب والسلم والخير، إنها منظومة تستحق أن يستثمر معها وفيها فكثير من الماء قد يصرف على أشجار ميتة نحبها لكنها عبء وخسارة، فمن شاء أن يرى المستقبل عليه أن يعدل معايير النجاح والتطوير والتوسع مهم على أية حال.
843
| 31 يناير 2025
لن أدخل في تعاريف أكاديمية فهذا ممكن الاطلاع عليه في الإنترنت، بيد أنى أريد أن أبين معاني الإدارة في هذه التعاريف التي تصف صيغة أداء في مناحي الحياة المتعددة وليس في حكم الدولة كرئيس أو ملك مثلا لذا سنفصل الموضوع وفق نوع الإدارة الفردي أو الديمقراطي، وفي كل الأحوال هنالك مؤسسات متشابهة لكن سياقات العمل فيها تختلف جذريا، فليس هنالك. الحكم أو الإدارة الفردية: تشترك الأوتوقراطية والديكتاتورية بسمة حكم الفرد والتمييز بينها من مخرجاتها، فالأوتوقراطية هي حكم فردي ويساعد الحاكم من ينفذ كلامه ومقتنع بأدائه، ولكن عنده رؤية ناجحة لبناء المجتمع والحرص عليه وثرواته وأملاكه ومعاشه كرفاهية واستقرار، الحاكم الفرد ليس ديكتاتوريا لانه لا يتبع الهوى وإنما يضع له مستشارين ويحرك وزاراته لتكون فاعلة ومنسجمة ورأي المستشارين يتبناه سواء في التنفيذ المباشر أو اختباره وترك مهمة تعديله للتكنوقراط التنفيدي كإدارة تنفيد، وهذا لا يعني انه لن يتحول إلى ديكتاتور أو طاغية. هنالك مديرون لمؤسسات كبرت أم صغرت يتبعون هذا الأسلوب وفي القيادة الإدارية، لديهم خطة معينة يحاولون أن ينفذها الآخرون بقليل من الأسئلة، يرتكز على مجموعة يثق بها في التنفيذ والتعديل، وهو يفكر في صالح المنظومة تماما متفانٍ وقته كله للمنظومة يخشى المنافسة أو أي مهارة ليست ذات ولاء له ويعتبرها خطرا عليه حتى لو كان محتاجا لمهارتها لا يقدمها إلا انه يستشيرها بطريق غير مباشرة، هذا الاستملاك لمنظومة غالبا غريزيا للحفاظ على السلطة التي لا يميل إبدالها حتى لو أعطي منصبا أكبر ولكن بدون ميزاتها فهو نوع من التوحد والكرسي والمهام، والخطر بغيابه أو انه لا يجيد فعلا المهام الفنية بدقائقها، هذا النوع عند مغادرته ندرما تجد له من يتوافق معه لانه لم يبن علاقات استراتيجية وإنما كانت كلها ضمن تكتيكات إدارته لمركزه الوظيفي. الديكتاتورية مديرو المؤسسات الذين يميلون للاستبداد والديكتاتورية غالبا مرضى النرجسية، يرفضون أن يشاركهم احد في القرار رغم انهم حتى وان كانوا غير مؤهلين لاتخاذه بل يلزمون من معهم أن لا يتدخلوا أو يعترضوا على القرار وان استوجب الأمر فبأي حجة يوقف أي صوت معارض أو له رأي مخالف وان كان صوابا، هذا النوع سيتحمل المسؤولية كاملة نظريا، لكنه جبان في استقبال النتائج السلبية لقراره وتحمل مسؤولية ذلك، فيلقي المسؤولية في الإخفاق على احد العاملين معه ويشير انه منع التدخل لكنه تدخل فتسبب بهذا الخلل وكل هذا يتم ربما دون معرفة تفصيلية لمن يتهم خصوصا في المنظومة الحكومية الفاشلة التي تتعامل مع الإدارة كمدير وتقبل تعليلاته وتنهي المشكلة بسبب يبدو مقنعا لأناس غالبا ارتبط معهم بعلاقة من نوع ما تستجيب لمصالحهم وهم يتعاملون مع الإدارة من خلال شخص واحد بلا استطلاعات أو اطلاع على الكفاءات وهذا من عيوب الإدارات العامة، التي تسمح له بسرقة جهودهم. الديكتاتور في الحكم يبدأ كأوتوقراطي، ثم يقرب من يطيعه ويبعد من يعترض عليه أو يصوب رأيه، فيصبح ضمن دائرة من أصحاب المصالح ونظامه، فكل ما يقول ينبهرون به وكل ما يعمل يصبح شعارا وقانونا، فيخدع نفسه وهو مدرك لخداع نفسه ثم يصدق انه صادق مع نفسه وهنا نقطة مفصلية يتحول معها إلى الطغيان فهو لا يخطئ وهو الأفضل، وحتى يصرح (إن وجدتم افضل مني فأبدلوني) لانه يعتقد أن لا يحل محله احد ولا يرى كم الفشل الإداري الذي يرافق الطغيان في الدولة الحديثة التي بنيت أساسا لتعمل كمؤسسات تتكامل، ولا يرى أن قراراته تؤدي للتخلف ويعتبر كل من يخالفه عدوا للوطن وليس له شخصيا فيستبيح كل ما فيه ومحيطه احترازا، وفي كل خطوة يزرع بذور الثورة والزوال، وهذا إما يزرع في كل المؤسسات ما يؤدلجها طلبا للولاء فينتشر النفاق والاستعداد للفساد أو انه يعتمد الطاعة عند التكنوقراط، والتكنوقراط ضمان لاستمرار مؤسسات الدولة عند حصول التغيير المحتوم، أما الولاء فهو عنصر هدم للنظام نفسه قبل أن ينفجر بركانا من الفساد إن غاب الطاغية. الديمقراطية: الديمقراطية بلا الحريات وسيادة القانون أمر شكلي لا يعني أكثر من شرعنه للحاكم وطغيان الطاغية وتثبيت للرعب والفساد والانحلال، بيد أننا نتحدث عن منهج تعاملات بينية في الحكم الديمقراطي، حيث يكون للكل رأي، ولعل منظومات الجودة الكاملة في الإنتاج تمثل حالة تطبيقية للديمقراطية بل تتجاوزها إلى مفهوم الشورى الإسلامي الذي هو أعمق من المصطلحات الحامية للرأسمالية. فالديكتاتور يدعو لانتخابات وكذلك الطاغية ولا يرضى عن النتائج إن قلت اقل من 100% فهو لا يحتمل معارضا له ولو بالخيال، أما في المؤسسات فقد استعيض لتفعيل الديمقراطية عن البرلمان بمجلس الإدارة لكن رئيس مجلس الإدارة يبقى هو المدير العام حرصا على دقة القرارات وانسيابية العمل، وهذا يصبح شكليا، كذلك المجالس المحلية ما لم تكن ملتزمة، فان حاكم الولاية أو المتصرف أو المحافظ سيجد طريقا لاختراقها ثم الاستبداد الخفي بغطائها. وسواء كان المنهج الديمقراطي ينتج سلبية أو إيجابية فالكل مسؤول عنها وهذا محبط عندما لا تضبط القوانين الأنا عند المتسلط في أي منظومة حتى الأسرة، لكنها إن أريد البناء فهي آلية سليمة لحسن الاختيار. الأسرة: الأسرة كأصغر وحدة أساس في بناء المجتمع قد يسود بها أحد النظم، وحسن الخلق أي رد الفعل الحسن مطلوب ممن يقودها، فالاحتواء الإيجابي ليس بالطغيان. خلاصة القول، إن التمكين ليس الهيمنة وإنما تمكين المجتمع لإبراز طاقاته وفهم حياته وليس التمكن عليه، وأن الدول كما أصغر وحدة في المجتمع لا يمكن أن تقاد بالعنف أو الرأي الواحد وإنما بترشيد الأمور فلا تكون الحياة سجنا، ولا تكون الحياة فوضى.
429
| 16 يناير 2025
كان تحالف الروس مع النظام ليس لتوافق أيديولوجي، فالنظام الروسي نظام يتعامل بمنهج بطرس الأكبر أو القيصر الأول، وهو نظام حكم إمبراطوري الفكر يخلط خلطة لطيفة بين الدين والفلسفة والسياسة، فما يهمه هو قاعدة طرطوس البحرية وحميميم، وهي في أهمية ذكرناها في مقالات سابقة أنها تستطيع في حالة الحرب أن تفرض نوعا من الشلل لحركة الحلفاء، والأقل منها تأثيرا قواعد محتملة في ليبيا، لكن منع هذه التواجد على البحر الأبيض يجعل أوراق الروس ضعيفة أمام أسلحة الولايات المتحدة وان لم تعبر البسفور إلى البحر الأسود، ولكن تورط الروس في حرب داخلية وبقسوة جعل بقاءهم مع سيطرة المعارضة حتى حين أمرا غير مستحب ممن ارتكب ما يرونه كجرائم حرب بحقهم، ومن المؤكد أن ورقة المساومة تجاه سوريا هي استضافة الأسد، لكنها استضافة ضعيفة أمام المحكمة الدولية وبوجود حرب مع أوكرانيا، لان أوكرانيا لن تبقي ورقة مهما كانت ضعيفة بيد الروس، فعلى بوتين إذن تصفية الأجواء من خلال اعتذار عملي للشعب المتألم وكلما كان القرار مبكرا كان التأثير اسرع في الشفاء. قتل قادة الروس ليس منهجا جديدا للغرب وإنما هو الوسيلة التي اتبعت من الروم لتأتي معركة نينوى 627م قرب الزاب الكبير وهي معركة أشار لها القرآن قبل حدوثها لمواساة المسلمين وتعاطفهم مع أهل الكتاب حيث جرى اغتيال للقادة قبل التحام الروم بقيادة هرقل ولم تعرف له مأثرة بعد ذلك غير لقائه مع مبعوث الرسول بعد صلح الحديبية سنة 628م وقتل في نينوى ديسمبر من عام 627 ميلادية راهزاد ملك فارس خلال مبارزة مع هرقل لتنحدر دولة الفرس لكنها لم تك هدف المسلمين الأول بل كان الروم إنما تحفز الفرس وتحالفهم مع البيزنطيين ومن يتبع الاثنين من العرب وضع نهاية الفرس تماما وانحسار الرومان في (معركة الفراض) وقضي على اتباعهم من العرب. فروسيا ستقف أمام مسارين، المسار الأول هو خروجها من المتوسط وانتهاؤها حتى كدولة وظيفية لحفظ أسلحة الاتحاد السوفييتي، السيناريو الآخر أن تكون أمام حالتين الرجوع كما كانت 2014 أو إعطاؤها منفذ على البحر الأسود ببعض الشروط، وفي الحالتين ستكون مفاوضا ضعيفا إن لم يك لها نفوذ على البحر الأبيض المتوسط وهذا لا يكفيه المساومة على الرئيس المخلوع لأنه أصلا سيكون من أهداف أوكرانيا إن فكر الروس بهذا، ولكن هنالك نوعا من الحلف وتعويضات للشعب السوري أو الليبي جراء دخول روسيا السلبي بصورة مباشرة أو غير مباشرة. من الواضح ومن الخطاب السياسي المعلن وهذا ليس بالحكم وإنما بالتعامل مع ما يقدم منهم أننا نرى سلطة من أناس مجروحين يمثلون حالة نادرة من التسامح تحس بألم الشعب وتريد أن تعوضه، وان الباب مفتوح أمام الأصدقاء ومن كانوا أعداء للتفاعل معهم على الاستثمار والبناء، لهذا فان الأسلوب السلمي لتحقيق المصالح ممكن سواء من الدول الإقليمية أو المهتمة بالمنطقة، الحكم الموجود لا يعتزم ـــــــــــــ كما هو معلن ويكرر ــــــــ أن يكون حكما بما يشتهي الثوار وإنما أن يكون ديمقراطيا متنوعا يتبع خيار الشعب، وأما أن يخرج دعاة الردة على الوضع بشعارات ليس من منطق لا أن تطرح فلا يمكن أن تحتج بالديمقراطية على من يقول لك اني سأسير بآلية الديمقراطية، أما الركوب لهذا التوجه فسيحتاج إلى ما احتاج إليه إسقاط الحاكم المنتخب في مصر وهو دعم دولي وإقليمي وتقمص للباس الثورة، وفي سوريا لا ينفع الأمر داخليا لان البارز على السطح خطف فرحة الناس وفي الإقليم والخارج لا يكفي احدهما، فالوضع هو استراتيجية للأطلسي ولهذا تجد تركيا ممثلة للأطلسي في دعم الثورة، أما العمل من الإقليم عكس ذلك فهو عمل عكس إرادة الدول العظمى الأطلسية وهي مسألة حياة أو موت ولم نطل في الحديث عن روسيا في هذا المقال عبثا. إن ما اطرحه بجمل بسيطة هو بالغ التعقيد لان هنالك تغييرا سيحصل وليس إعادة إنتاج لنظم فاشلة ولابد أن تأتي أناس تحمل فكرا وقيما ليكون لها شخصية وكينونة ممكن أن تفهم وتتفاهم حول الواقع بلا شعارات ملأت الجو ضجيجا من نظم بعد الحرب العالمية الأولى فالأمر خرج عن مرحلة الفوضى إلى الضبط وسنرى الكثير، لان الثورة إن قام بها إسلاميون فهم لا يريدون الحكم بالمظهر والجوهر يحتاج وقتا وعملا كثيرا ومعالجة لمشاكل الناس والهدوء مهم في سوريا والشام عموما لأنه منصة مهمة في الحراك العالمي وليس حرب القرم إلا بداية.
873
| 22 ديسمبر 2024
لست بالخب ولا الخب يخدعني إرضاء المخطئين ليس سياسة أو ذكاء وحصافة، وإنما هو رقاعة في السوء ونفاق في السلوك، فلا تحسبن سكوتك على خطأ يجلب لك منفعة، وإنما هو يدمر كينونتك.... لأنه يضيع فرصا للصالحين والبلد والناس أجمعين، قد تكسب ما تظنه مصلحة أو تكريما لست مستحقا له لكنك خسرت ولا يحصى ما خسرت، أمام الشخصيات المريضة. •شخصية ذات تفكير مريض يقود عقلية مريضة تتعامل مع الناس بأحد السلوكيات الدالة على مرض النفس أيضا لنكون أمام شخصية قبيحة، من الحسد، ومحاولة استغلال الآخرين فيقتلوا المروءة، تعرفهم من التفاتاتهم وتقدمهم نحو الأهداف ومواقفهم من الحق، فلا ينتفض لظلم غير ظلمه فان خاصم فجر، وأبعد ما يكون عن إنصاف إنسان. •وشخصية صاحبها يتجاهل ضررك رغم انه من صنعه بالتظاهر بالكرم وكأنه لم يقصد أذيتك، لا يرى خطأه أو يحسب أن ما يفعله معك من مصلحته، سلوك فج لا يدل على رفعة وتجده سعيدا عندما تسلكه أنانية طبعه فان غضبت أبدى العجب لغضبك فهو لم يفعل الخطأ حين استجاب لمرض نفسه ففي عقليته ونفسيته تطابق فلم يفعل إلا إبراز قباحة شخصيته المؤذية وهذا تمام القناعة عنده، فأذيتك يراها عملا في مجرى الحياة دفاعا عن النفس ويعجب إن رآك متسامحا مع غيره، وأما تسامحك معه فيظنه نجاحا لأنه خدعك واستغلك لمصلحته. •وشخصية لا يهمها أن تكون ناجحا أو متفوقا ولكن إن كان الخيار بينكما عندها تظهر الوسائل الشريرة واستغلال ما تبلور من علاقتكما إن لزم الأمر. قد لا تكون هذه الصفات مقسومة متبادلة وليست صفة ثابتة بهذه المواصفات وستجد أن الكراهية بينهما واضحة في الغالب تصطدم هذه الشخصيات إن اجتمعت إلا إن كانت من تهتم لذاتها بأن تكون يوما ما مصلحة في أحد تلك الشخصيات التي تعالجها، وقد ترفض سلوكا ما لكن لا تجد أبدا انه يستحق أن تثلم علاقتها مع أي من تلك الشخصيات، حتى أحيانا لا تثأر لذاتها رغم الكراهية والحقد في الداخل. الانتباه لمثل هذه الشخصيات ومحاصرتها وعزلها مهم على الصعيد الشخصي والوطني، فهي عدمية لا يحس الإنسان القريب منها بمدى أذاها إلا إذا قاطعها وافترق عنها، ولا يظهر تأثيرها على البلد إلا عندما تبعد عن مركز القرار، فهذه الشخصيات حزمها لنفسها متملقة لمن هو أعلى منها لهذا تتقدم في المناصب فان وصلت تخلت، كما أنها طاردة للطاقات لان الطاقات تفوقها حضورا وقدرة على استيعاب وحل مشاكل المؤسسات فتكون في مكان تعتبره هذه الشخصيات غاية بينما يعتبره الكفؤ وسيلة، وقد يتخلى هذا الكفؤ عن مكانه لها بحكم انه ليس مهتما بأكثر من تحقيق رؤيته وقد يحققها (صديقه) الذي أمله تلك المكانة في المؤسسة، وهنا تكمن الخطورة فبأول خلاف سيحصل تستطيع تلك الشخصية المريضة إزاحة هذا عن عمله كإجراء طبيعي جدا متناسبا مع ثورة المرض النفسي التي تكون عادة منتجة للخبث ومتهمة المقابل بصفات قد تكون من سلوكياتها هي. من لم يك صانعا للخبث والأذى فلا ينبغي أن يتسامح معه أو يستجيب للمرضى تمشية حال لان في هذا نهايته هو وإضرارا ببلده ومؤسسات العمل التي يعمل بها ولها تأثير مصيري على استقرار الكوادر وفاعليتها والمناسب منها، لان هذا النوع من المرضى يجيدون الدفاع عن أنفسهم، إجادتهم في أذية الغير بينما الإنسان العامل والنخب العلمية الراقية والمثقفة غالبا لا تجيد الدفاع عن نفسها أو تفكر بوجود السوء لهذا تسقط في الحفر وهي تنظر إلى أبعد من قدميها، فان لم تك خبا فلا تدع الخب يخدعك. قتلة الطاقات ومن قتلة الطاقات أناس جبناء عبيد لمصالحهم يتفاخرون بمواقفهم الوهمية وهم لا مواقف لهم لما حووا من صفات، عادة يقدمون لأنهم ليسوا خطرين أمام دهاء الشخصية القبيحة، وممكن قمعهم بكلمة أو تهديد أو تلويح بضرر لمصلحة ما، رغم أن تلك الشخصيات القبيحة ضعيفة أمامهم واقعا لانها لو تقدر أن تأذيهم لما هددتهم أصلا، وممكن أن يفرضوا رأيهم ويصلحوا مؤسساتهم ومصالحهم في نفس الوقت لكنهم جبناء. الأنا، الشخص الواحد المتفوق الواحد، وهذه الفردانية في ثقافتنا العامة تجعل الإنصاف غائبا وتضعف أصحاب الحق والرؤية، لأنهم يخشون ألا يكونوا الأوحد أو الأول ولا يجيدون العمل بروح الفريق، هذا مرض اجتماعي متأصل نحتاج أن نتغلب عليه. الدول وتلك الأمراض الدول تعبير عن الأفراد، فهنالك الحاسد الذي يستكثر عليك ما عندك، ويحس بالنقص أمامك رغم تمكينك كأي شخصية من التي وصفناها فيحاول أن يبتزك ويؤذيك ليقنع نفسه انه الأفضل، وهنالك من تراه قريبا عندما تكون مصلحته عندك فإن زالت أو احتمل خسارة تخلى عنك، وهنالك من يهددك لأنه لا يستطيع أذيتك فعلا أو لإبقائك تحت الخوف الوهمي. الدول كالأشخاص والقادة أفراد، وينطبق على الدول ما ينطبق على الأفراد من آثار لهذا لابد من التخطيط وإدارة الواقع فان لم أك خبا فلا ادع الخب يخدعني.
534
| 24 نوفمبر 2024
مساحة إعلانية
يطلّ عليك فجأة، لا يستأذن ولا يعلن عن...
5115
| 26 سبتمبر 2025
هناك لحظات تفاجئ المرء في منتصف الطريق، لحظات...
4392
| 29 سبتمبر 2025
في قاعة الأمم المتحدة كان خطاب صاحب السمو...
4236
| 25 سبتمبر 2025
تواجه المجتمعات الخارجة من النزاعات المسلحة تحديات متعددة،...
1581
| 26 سبتمبر 2025
بعض الجراح تُنسي غيرها، ليس بالضرورة أن تكون...
1302
| 28 سبتمبر 2025
في ظهوره الأخير على منصة الأمم المتحدة، ملامحه،...
1299
| 29 سبتمبر 2025
أُنّشِئت الأمم المتحدة في العام ١٩٤٥م بعد الحرب...
1185
| 28 سبتمبر 2025
يزورون بلادنا ويخططون لقصفها، يفاوضون وفودا ويخططون لاغتيال...
1050
| 24 سبتمبر 2025
من أخطر ما يُبتلى به التفكير البشري أن...
1050
| 29 سبتمبر 2025
صاحب السمو أمام الأمم المتحدةخطـــــاب الثبـــــات علــى الحــــــق.....
933
| 24 سبتمبر 2025
تعكس الأجندة الحافلة بالنشاط المكثف لوفد دولة قطر...
831
| 25 سبتمبر 2025
• كلنا، مواطنين ومقيمين، والعالم يدرك مكانة قطر...
825
| 25 سبتمبر 2025
مساحة إعلانية