رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); منذ أنتجته «هوليوود» في العام 2000، وإلى أن شاهدته منذ أيام، مرة أخرى بعد مرات سابقة كثيرة، مازال هذا الفيلم قادرا على أن يجعلني أشاهده للمرة الأولى في كل مرة، وأن أعيد ـ في كل مرة ـ تأمل الآية الكريمة «أيحسب أن لم يره أحد». اسمه «الرجل المجوف» لكنه فيلم «عميق» أخرجه «بول فيرهوفن» وقام ببطولته «كيفين باكن» في دور «سباستيان كين» العالم الذي يتورط في حبائل اختراعه الشرير، ورشح لجائزة أوسكار أفضل مؤثرات بصرية ، وكان يستحقها، برغم وجود بعض الأخطاء. تدور قصته، وكتبها «غاري سكوت» حول «سباستيان» الذي يقود فريقاً علمياً للتوصل إلى إخفاء كائن حي ثم إعادته للظهور، في تجربة تمولها وتشرف عليها وزارة الدفاع الأمريكية، بهدف تكوين جيش خفي، يمكنه أن يتسلل في وضح النهار، ويقاتل دون أن يراه أحد. وقد تمكن الفريق من إنجاز خطوة الإخفاء، لكن العودة للظهور مازالت تواجه صعوبات، وأخيراً ينجح «سباستيان» في اكتشاف مصل مضاد لمصل الإخفاء، يحقن به «غوريلا» لتعود للظهور، بعد معاناة كبيرة وبعد أن توقف قلبها عدة مرات. يقرر «سباستيان» أن يجري التجربة على نفسه، ليكتشف أن مصل الإظهار غير فعال مع البشر، وأن عليه مواصلة البحث لحل هذه المعضلة، والمشكلة أنه يصاب باضطراب سلوكي وعصبي، ومن ناحية أخرى «يستمرئ» حالة الاختفاء التي يعيشها، ويبدو حريصاً على البقاء فيها، على البقاء شفافاً لا يراه الناس إلا إذا ارتدى القناع المطاطي الذي أعده له زملاؤه، وصنعوا له ثقوباً عند العينين والفم، وعبرها نرى رأساً أجوف. شيئا فشيئا نكتشف أن «سباستيان» مجوف حتى من قبل أن يصبح خفياً، فهو متغطرس، يعتقد أنه «خارق» لهذا تهجره فتاته ـ وشريكته في فريق البحث ـ وتحب زميلها الأقل كفاءة، لكنه «إنسان»، لا يردد ما يردده «سباستيان» طول الوقت، لا يرفض النوم لأن «دافينشي» لم يكن ينام، بل يتحدث عن تواضع قدراته مقارنة بـ«سباستيان»، مؤكداً أنه لا يستطيع القفز فوق التسلسل المنطقي وهو بصدد حل مشكلة ما، لكن العباقرة يقفزون. «سباستيان» لم يصبح مهووساً وعدوانياً وقاتلاً فقط منذ حقن نفسه بالمصل، لكنه كان كذلك طول الوقت، إن المصل لم يخفه، لكنه في الواقع عرى شخصيته الحقيقية، وأزاح قناع «التمدن» الذي يستر قبح ما تنطوي عليه نفسه من جنون القوة والتفوق، لهذا لا يستوعب كيف هجرته حبيبته، وكيف أحبت رجلاً لا يساوي إلى جواره شيئاً. هذا ما يراه في نفسه، لكنه في الواقع مجرد تافه يمتلك قدرات علمية كبيرة، تافه لا يشغله بعد أن يصبح خفياً إلا التلصص على النساء واغتصابهن، ولا يتورع عن قتل أستاذه ـ مسؤول اللجنة ـ وزملائه، وفي النهاية لا ينجو إلا حبيبته السابقة «ليندا ماكاي» ـ لعبت الدور «إليزابيث شو» ـ وحبيبها «ماثيو» ـ جوش برولين ـ بعد أن يقتل «سباستيان» الآخرين، ويحرق ويفجر المعمل بالكامل، قبل أن تنجح «ليندا» في قتله، لكنه قبل أن يموت يعبر عن هوسه بالقوة التي امتلكها قائلاً «لا تدري أي قوة تشعر بها عندما لا تكون مضطراً إلى مواجهة نفسك في المرآة»! إن الاختفاء هنا ليس غياب الجسد عن الظهور، لكنه القدرة على التحلل من القوانين والقواعد والتقاليد، القدرة على الهروب من مواجهة كل شيء، من مواجهة «الضمير» نفسه، وهكذا يصبح المرء مجرد آلة تدمير بلا ضوابط، أو هو مجرد «انفجار» تصيب شظاياه كل من يقترب منه، وهو مفهوم لا يذكرنا بقصة «الرجل الخفي»، التي يعد الفيلم رؤية جديدة لها، بقدر ما يذكرنا بقصيدة «الرجال الجوف» للشاعر الإنجليزي ـ الأمريكي المولد ـ «تي إس إليوت»، التي كتبها 1925، مع عنوان جانبي هو «اكتشاف المعرفة»، وفيها يقول: نحن الرجال الجوف نحن الرجال المحشوون ......... شكل بلا صورة. ظل بلا لون قوة مشلولة. إشارة بلا حركة وفيها يشير إلى مأساة الوقوف: «بين الفكرة والواقع.. وبين الحركة والقانون، بين المفهوم والخلق، بين الرغبة والتشنج، بين القدرة والوجود»، قبل أن يقول في الختام «هذه هي الطريقة التي ينتهي بها العالم، ليس هذا سوى لحظة الانفجار». وقد رأينا «الانفجار» وحده في نهاية الفيلم، ولم يكن على الشاشة إلا بعض الشظايا.
4118
| 31 أكتوبر 2014
2392
| 17 أكتوبر 2014
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); في أواخر التسعينيات قادني تحقيق صحفي، نشرته في صحيفة "الشعب" إلى موقع مكتبة الجامعة الأمريكية على الإنترنت، لأكتشف أن المكتبة ـ وحسب بيانات الموقع ـ تضم منذ ثلاثينيات القرن العشرين كتاب "محاورات من الخيال" للبريطانى "والتر سافيدج لاندور".. كان الاكتشاف مذهلاً، لأن أزمة كبرى ثارت في الثلاثينيات بسبب توزيع منشور يضم عبارات سافلة مقتبسة من الكتاب، تتطاول على مقام الرسول الكريم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم. وأثناء الأزمة نشرت صحيفة "الأهرام" خبراً يتهم مكتبة الجامعة الأمريكية، باعتبارها المصدر الذي خرج منه الكتاب مصدر الإساءة.. لكن الجامعة ادعت أنه لا توجد لديها نسخة من الكتاب، وهو ادعاء فضح موقع مكتبتها كذبه، على نحو عرضته بالتفصيل فى مقال عنوانه "الشعب تكشف كذبة عمرها 60 سنة".. فهل توقف المفضوحون عن الكذب؟ في الواقع لا، وفي سنة 2002 صدر كتيب صغير ـ ثمنه 25 قرشاً لا غير ـ ضمن سلسلة "أمهات الكتب" التي أصدرها مشروع "مكتبة الأسرة" لتعريف النشء بالكتب المهمة في التراث الإنساني، مع إعطائه نبذة عنها تشجيعاً له على قراءتها كاملة حين تتاح له. الكتيب عنوانه "محاورات من الخيال" ومقدمته تشيد بالكتاب وفكرته ومحتواه ومؤلفه، وقبل هذا كله فقد اعتبرته مؤسسة مصرية رسمية من "أمهات الكتب"، والحقيقة أن هذا كله كذب غليظ، فقاموس "أكسفورد" يعرف المؤلف "والتر سافيدج لاندور" بأنه "مجرد كاتب متوسط القيمة والموهبة" فضلاً عن كونه يمثل أسلوباً عفا عليه الزمن، أما كتابه "محاورات من الخيال" فهو ـ حسب القاموس ـ بائر لم يجد من يشتريه. وهكذا فالكاتب والكتاب معاً لا قيمة لهما.. لكن "مكتبة الأسرة" أشادت به، ونصحت بقراءته، فهل هناك كذب أشد صفاقة من هذا؟ *** "تيودور روتستين" ليتواني، ثم سوفيتي، له كتاب مدهش يربطه ببلادنا، عنوانه "خرائب مصر" يرصد بأمانة رائقة ودقة بارعة، المؤامرة التي أفضت إلى احتلال مصر، وما تلا ذلك من فظائع حتى العام 1910، معتمدا على الوثائق الرسمية والصحف البريطانية.. ومن فضائل هذا الكتاب أنه يكشف بعض الأكاذيب التي واكبت اغتيال "بطرس نيروز غالي" رئيس نظار مصر في العام 1910.. حيث يقول: "لكن بطرس للأسف كان معروفا بأنه أداة للإنجليز، وأنه ترأس فيما مضى قضية دنشواي أبدية الذكرى وباشر إجراءاتها، ولئن بقي في أذهان الوطنيين شيء من الشك بشأن سلوك بطرس في منصبه الجديد، فإن ذلك الشك لم يلبث أن تبدد بإعادة قانون المطبوعات (الذي قيد حرية التعبير) تحت إشرافه، وبالأحكام والاضطهادات التي تلت ذلك القانون، وأخيرا بالاندفاع في مشروع امتياز قناة السويس (كان بطرس يريد مد الامتياز على نحو يجعلها ملكا أبديا لبريطانيا) من أجل ذلك كان بطرس في نظر الوطنيين مذنبا من جهتين، من جهة أنه الموجد فعلا لهذه النظم الرجعية، ومن جهة أنه خائن لأمته". وعن اغتيال "إبراهيم ناصف الورداني" لـ"بطرس غالي" قال روتستين: "كان من رأي كثير من الأطباء الأجانب والمصريين أن وفاة بطرس لم تنشأ مباشرة عن رصاص مسدس الورداني، ولكن عن العملية الجراحية التي عملت له بالمستشفى على أثر الحادثة.. وعلى ذلك أقبل الوطنيون يحتجون بأن الورداني لم يرتكب جريمة القتل الفعلي، وأنه لذلك لا يمكن أن يحكم عليه بالإعدام. وقد كثر القول في تأييد هذا الرأي حتى أن المحكمة نفسها (برغم أنها كانت تضم مستر "بوند" وهو أحد قضاة دنشواي) رأت من الضروري أن تطلب النظر في الأمر إلى لجنة طبية خاصة مؤلفة من طبيبين إنجليزيين وطبيب مصري، وقد انقسمت آراء هذه اللجنة... غير أن المحكمة أصغت إلى رأى الطبيبين الإنجليزيين، وحكمت على الورداني بالإعدام". ويصل "روتستين" إلى مربط الفرس فاضحاً أسلوباً في الكذب مازال المحتلون وعملاؤهم يمارسونه كما هو، قائلا إنه وبناء على اختلاف اللجنة الطبية في تحديد السبب المباشر للوفاة: "رفض المفتي الأكبر لأسباب شرعية أن يصدر الفتوى الضرورية فى المصادقة على الحكم بالإعدام، فما كان من الصحف المصرية الموالية للإنجليز إلا أن شوهت المستند الذي وردت فيه أسباب الرفض، لتوهم الناس أنه بمقتضى الشريعة الإسلامية لا يحكم بالموت على من قتل مسيحيا.. وبعد أن شاعت في أوربا تلك الصورة الممسوخة وعملت عملها فى إثارة الحفيظة الدينية في إنجلترا، تم إرغام السير "إدوارد جراي" على إظهار المستند الأصلي (وذلك فى سؤال داخل مجلس العموم البريطاني) فإذا هو مستند عادي، اتبعت فيه أوضاع اصطلاحية، ولا يشير مطلقا إلى عقيدة المقتول". أرأيتم كيف كذبوا؟ وعرفتم كيف يكذبون؟
2041
| 10 أكتوبر 2014
2621
| 03 أكتوبر 2014
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); كسوتها السوداء هي غلاف الروح، أو هي الغبش الشفيف المكنوز في قلبه نور العالم، منذ أن كان النور، وخلق العالم. تلكم الكعبة، وهذه مكة، منزل الوحي الأول، حيث الخطى ـ خطاك نفسها التي تعرفها ـ تنقلك في الزمان بأظهر مما تنقلك في المكان، أو قل إن انتقالات المكان ليست إلا ترديدا لانتقالات أخرى من أزمنة أخرى، وإن انتقالات الزمان تهيمن عليها لتنقلب السُنن؛ أليست السُنَّة أن يقصر المسافر ـ عموما ـ صلاته، وأن يؤم المسافرُ المقيمَ، إلا في مكة والمدينة، فالمسافر ـ في الحرمين ـ يتم، والمقيم يؤم؟ هو موطن الروح إذاً، نصله مغتسلين متجردين، لا نحن فيه على سفر، ولا هو إلا تاريخ أسلافنا الموصول، منذ شق موضعُ الكعبة ماءَ الخلق الأول، وطافت بها الملائكة لتترى الصور: آدم ـ عليه السلام ـ أول البشر وأول طائفيهم، تُبع (ملك اليمن) أول من كسا الكعبة، وأول من جعل لها بابا، عبد المطلب (جد الرسول صلى الله عليه وسلم) أول من ذَهَّب الكعبة وجعل بابها من الحديد، مضاض بن عمرو الجرهمي، أول ملك يخرج من مكة منفيا، ليقول بيته الأشبه بجرح لا يرقأ:كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفاأنيس ولم يسمر بمكة سامرتاريخ نقصده ليأتينا، ونطوف به ليسعى فينا، في كل خطوة مشهد، وفي كل مشهد معان تتجدد، ذلك أنك لا تسبح في النهر نفسه مرتين، ولا تولي وجهك شطر القراءة الواحدة مرتين، بل هي رؤى تنشق عن رؤى. والنفس تتوق ـ ولا بد ـ إلى الصلاة في جوف الكعبة. لكنها إن انعطفت إلى "حجر إسماعيل" وصلت ركعتين، لأدركت مع تكبيرة إحرامهما أنها نالت مناها، ذلك أن الحجر قطعة من البيت. قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وعن أبيها: "كنتُ أحب أن أدخل البيت فأصلي فيه، فأخذ رسول الله بيدي فأدخلني الحِجر، وقال لي: صلي هاهنا إن أردت دخول البيت، فإنما هو قطعة منه".وقالت إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ألم تَرَيْ أن قومك حين بنوا الكعبة اقتصروا عن قواعد إبراهيم. قالت: فقلت: يا رسول الله أفلا تردها على قواعد إبراهيم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لولا حدثان قومك بالكفر لفعلت. الحجر إذاً من الكعبة، بناه خليل الله إبراهيم لابنه اسماعيل ـ عليهما السلام ـ بعد أن رفعا قواعد البيت، وجعله عريشا من خشب الأراك. وأخرجته قريش من الكعبة لأن المال "مضمون الطهارة" لم يتوفر لديها إلا بقدر ما بنت منها، ثم أدخله عبد الله بن الزبير في بناء الكعبة، عندما استقل بالحجاز والعراقين، وكلف عبد الملك بن مروان عامله الحجاج بن يوسف الثقفي بإعادة إخراجه من بناء الكعبة، وبينما تركع في الحجر وتسجد، أحمد الله على تدبيره ورحمته، إذ أكد لنا على لسان نبيه أن الحجر من الكعبة، ثم قدر أن يظل خارج بنائها، مفتوحا متاحا لك ولي ولسائر "العوام" من أمة الإسلام، هؤلاء الذين لا "قدم" لهم تخطو بهم إلى جوف الكعبة، ومع ذلك تنالهم نعمة الصلاة داخلها، ويظل باب الحجر مفتوحا للمجتهدين. وحسبما رواه ابن إسحاق وابن هشام وابن جرير الطبري وابن كثير فإن السيدة هاجر، وابنها إسماعيل، وخمسة وسبعين نبيا مدفونون في الحجر.
1624
| 24 سبتمبر 2014
1584
| 17 سبتمبر 2014
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); من يصدق أن الأستاذ "نجيب محفوظ" شخصيا كان شريكا في أول "أبلة فاهيتا" في تاريخ مصر، الحديث على الأقل؟نعم، هو هو "نجيب محفوظ" عبقري الرواية العربية ورائدها، هو هو من أحدثكم عنه، هذا البرجوازي دارس الفلسفة، والأديب فائق الموهبة، والموظف المنضبط كما الساعة، وابن البلد العارف بدهاليز الصعلكة، و"ابن النكتة" سريع البديهة، والمتسنم أعلى هرم الذكاء اللغوي. نجيب محفوظ ـ الحاصل على جائزة نوبل في الأدب ـ هو من أحدثكم عنه مؤكداً أنه شارك في مهزلة أول "أبلة فاهيتا"! وللتذكرة فإن "أبلة فاهيتا" دمية ظهرت في إعلان تلفزيوني، ثم خرج البعض ليتهموا ما قالته في الإعلان بأنه ليس بريئا، وأنه مليء بـ"الشفرات" ذات الدلالات السياسية والأمنية، إلى غير هذا من عته لا شك فيه، مارسه إعلام الانقلاب العسكري في مصر، ضمن منهجه الثابت لتشتيت الناس وصرف أنظارهم وعقولهم عن القضايا الحقيقية، وشغلهم بأوهام لا طائل من ورائها ولا نهاية لطريقها.والظاهر أن ممارسة هذا العته ـ بالاختيار الحر أو التورط ـ لا يرتبط فحسب بالحالة العقلية لمن يمارسونه، بل بـ"المناخ العام"، وأن ممارسته تروج في ظل الطغاة وعهود القهر والقمع، على نحو يتورط فيه أصحاب العقول النيرة والمواهب المتألقة، ومن هؤلاء ـ بلا أدنى شك ـ "نجيب محفوظ"! الذي شارك في أول واقعة من عينة "أبلة فاهيتا".والحكاية أنه، وفي العام 1960، أطلق الملحن "محمد فوزي" أشهر أغنيات "الفرانكو آراب" وهي أغنية "يا مصطفى" ليغنيها "جورج وديع عزام" الشهير بـ"بوب عزام" وتنجح نجاحا لا مثيل له حتى اليوم. واللحن الأساسي للأغنية هو لحن من الفلكلور السكندري، كان شائعا ـ حتى بين أبناء الجاليات الأجنبية ـ ربما من باب التودد لأبناء البلد الأصليين، حيث تقول كلمات الأغنية "يا مصطفى يا مصطفى أنا باحبك يا مصطفى.. سبع سنين في العطارين وأنت حبيبي يا مصطفى" وهو كلام يصبح توددا خالصا حين يغني في عرس إيطالي أو يوناني أو أرمني، فمصطفى "المحبوب" اسم عربي مسلم، و "العطارين" هو الحي الشعبي السكندري المعروف، ومن تبني الأجانب للأغنية في حفلاتهم جاء النزوع إلى أن تصبح "فرانكوآراب". هكذا الأمر إذا وبكل بساطة، أجانب يتوددون إلى جيرانهم من أبناء البلد، لكن ماذا تفعل في الطغيان وتخلفاته، الذي أبى إلا منع الأغنية عبر رقابته على المصنفات الفنية، التي رأت أن الأغنية تدعم "الرجعية" وتدعو لعودة "العهد البائد" عبر "رموز سرية"، فـ"مصطفى" المشار إليه هو "مصطفى باشا النحاس" رئيس وزراء مصر في العهد الملكي، و "7 سنين في العطارين" إشارة إلى السنوات التي مرت منذ سقوط الملكية وإعلان الجمهورية في 1953 وحتى إطلاق الأغنية في 1960.لكن من هو "مدير التصنيف والرقابة السينمائية" الذي وقع قرار منع الأغنية؟ إنه الأستاذ "نجيب محفوظ شخصيا، وهو موقف بالغ الغرابة، حتى ولو كان الرجل قد اضطر إلى هذا اضطرارا، والمؤكد أنه اضطر، بل المؤكد أيضا أنه استقال في العام نفسه (1960) ولعل "قرفه" من القرار الذي اضطر لتوقيعه كان من أسباب استقالته.استقال "نجيب محفوظ" وأفرجت الرقابة عن الأغنية بعد شهور، لكن الواقعة تظل بالغة الدلالة على ما يمارسه الطغيان من "مسخ للكائنات" حتى وإن كانوا من العباقرة، وبالمناسبة فإن وزير الثقافة الذي صدر في عهده قرار "أبلة فاهيتا" الأول هو "د. ثروت عكاشة" مترجم كتاب "مسخ الكائنات" من تأليف "يوليوس أوفيديوس ناسو" المعروف عندنا بـ"أوفيد"!
2284
| 10 سبتمبر 2014
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); في "ملائكة وشياطين" ثاني روايات "دان براون" و"المغامرة الأولى لروبرت لانغدون" الذي رأيناه بعد ذلك بطلا لشفرة دافنشي، يجد القارئ نفسه متعاطفا مع البابا، صاحب العقل المنفتح على العلم ومكتشفاته، والقلب الإنساني التائق إلى أن يكون له ابن، والذي يظل ـ برغم هذا التوق ـ الراهب المتمسك ببتوليته. إن البابا في الرواية هو «الرجل الصالح» بشكل ينطبق كل الانطباق على صورته كـ«تابو» يقود الشك ـ مجرد الشك ـ في جدارته إلى أوخم العواقب، أو هذا ما لقيه «كارلو فنتريسا» السكرتير البابوي الذي شك في سيده وأبيه في الوقت نفسه، وتآمر عليه ـ كما تآمر يهوذا على المسيح عليه السلام ـ وكيهوذا أيضا باء فنتريسا بالخسران المبين في الدنيا والآخرة.وفي تفاصيل هذه الرواية لا ينسى «براون» أن يصوب اختيار «فنتريسا» للكرسي البابوي، مستندا إلى نص يجعل «التهليل» والهتاف باسم شخص ـ وإن لم يكن من المرشحين للبابوية ـ سبيلا مشروعا لشغل المنصب. ذلك أن «الكرسي البابوي» بكل ما يحيط به هو «تابو» لا يصح التجديف بشأنه، أو هذا ما ألزم «براون» نفسه به.وفي روايته الأولى «الحصن الرقمي» لم يكن «دان براون» أقل تمسكا بالتابو ودفاعا عنه، فالرواية تؤكد في النهاية أن وكالة الأمن القومي الأمريكية ضرورة، لا للولايات المتحدة فحسب، بل للعالم كله، ورغم اتهامها بالتنصت على مدنيين عاديين (لاحظ فضيحة تنصتها الأخيرة حتى على أقرب حلفائها) فإن القارئ يحبس أنفاسه ويضع يده على قلبه خوفا على الوكالة التي أسسها الرئيس «ترومان» في نوفمبر من العام 1952، لتعمل على تحليل المعلومات الاستخبارية وتأمين الاتصالات بين الجيش والمسؤولين الأمريكيين. هذه الوكالة المسؤولة عن حروب المعلومات وسرقة الأسرار والتي تبلغ ميزانيتها 12 مليار دولار سنويا، ومساحة مقرها 86 هكتارا تضم 25000 مستخدم من علماء الحواسب وخبراء الشفرة وعلماء الرياضيات والفنيين، نجدها ـ فجأة ـ مهددة بالسقوط، وإذا سقط جدار الحماية الإلكتروني لأسرار الوكالة، فإن الخطر «الفظيع» ـ كما تقول الرواية ـ هو أن تصبح أسرار صناعة الصواريخ الباليستية متاحة لدول العالم الثالث (هكذا!) وفي النهاية يمكن للقارئ ـ والحمد لله ـ أن يطمئن على أن هذا لن يحدث، لينام قرير العين!والظاهر أن «براون» يميل إلى التلقين دون أن يشعر، كلما تعلق الأمر بالإدارة الأمريكية، فهو في «حقيقة الخديعة» يقود قارئه إلى أن يرفع القبعة احتراما للرئيس الأمريكي وإدارته، الذين نكتشف أنهم أبعد ما يكون عن كل الشبهات التي لاحقتهم طوال الرواية، ولا نملك إلا أن نقرع أنفسنا تقريعا مضاعفا على ما فرطنا في حقهم وأننا أسأنا الظن بهم. سوء الظن يستغرق الرواية كلها، والبراءة لا تنكشف ـ طبعا ـ إلا في الصفحات الأخيرة، ما يجعل الإحساس بالندم قويا، والشعور بالاحترام مضاعفا. و«براون» هنا لا يقدم أكثر مما هو معتاد في القصص البوليسية عموما، حيث حشد من الإشارات المضللة يقود القارئ بعيدا عن المسار الصحيح، قبل أن تنهار الأضاليل دفعة واحدة. تقنية معتادة لكن «براون» يتقنها أكثر، ويعرف ـ في رواياته الأربع ـ كيف يأخذنا في مسار عكسي، نبتعد فيه عن الحقيقة كلما أوغلنا في المسير، لنكتشف أن ما كنا نبحث عنه كان إلى جوارنا عند البداية، ولو تأنينا ولم نندفع لتعرفنا عليه ببساطة، وهي تقنية ربما ساعده عليها ـ كما يقول ـ أنه يرتدي أحيانا أحذية خاصة تساعده على البقاء في وضع مقلوب، يقول عنه إنه يساعده على حل عقدة الدراما عبر تغيير زاوية نظره إلى الأشياء.لكن «براون»، على أي حال، يعود إلى الوضع معتدلا مرة أخرى، ومعه قراؤه الذين يفاجأون به يقول لهم: ربما كانت زاوية الرؤية المقلوبة مثيرة، لكن الرؤية الصحيحة تأتي لمن يلتزم الاعتدال، محافظا على الثوابت في مكانها، بغير خرق ولا كسر.
2360
| 03 سبتمبر 2014
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); «التابو ـ Taboo» مصطلح يطلق على «الثوابت» أو «المحظورات» من منظور العرف الاجتماعي، ولا يختص بـ«المحرمات» الدينية، بل إن هذه المحرمات لا تدخل في إطاره ما لم يكن الخروج عليها محظورا اجتماعيا. وقد أدى اختلاف حدود «التابو» وطبيعة التعامل معه من ثقافة لأخرى إلى شيوع فكرة أن «دان براون» يكسر «التابو» مع أن كل رواياته تسير ـ بالضبط ـ داخل الإطار الآمن للتعامل مع الثوابت كما يعرفها مجتمعه ويتعامل معها في الحدود التي تتيحها ثقافته، ولاحظ ـ من فضلك ـ أننا نتحدث عن «مجتمعه» و«ثقافته»، وأن ما يراه المجتمع الأميركي جائزا يمكن أن يكون محظورا من وجهة نظر مجتمعنا نحن ـ العربي ـ أو مجتمع آخر يتبنى ثقافة مختلفة. ليس هذا فحسب، بل إن روايات «براون» ـ وتمشيا مع مهمة تقليدية للقصص البوليسية هي الدعوة إلى «مكارم الأخلاق» ـ تعيد تكريس بعض التابوات التي اهتزت صورتها وتعرض حماها للمناوشات، وعلى هذا فهي لا تكسر التابوات، بل تعيد إصلاح ما انكسر منها. و«شفرة دافنشي» بالتحديد هي الرواية التي أثارت الحديث ـ المغلوط ـ عن كسر التابوات في روايات «براون» مكتسبة صيتا كنموذج على هذا الكسر، ولا شك في أن موضوع «شفرة دافنشي» كان العامل ذا التأثير الأكبر فيما حققته الرواية وكاتبها من نجاح، وموضوعها هو «الغريل» أو كأس المسيح المقدسة، وتتبنى الرواية افتراضا يقول إن الكأس رمز لـ«مريم المجدلية»، التي تزوجها المسيح ـ حسب هذا الافتراض ـ وأنجب منها. أقول «تتبنى الرواية» ولا أقول «تطرح» ولا «تفترض»، ذلك أن هذا الفرض قديم جدا، والرواية تشير إلى أبرز من أطلقوه وتبنوه عبر التاريخ، تشير إلى أخوية «سيون» ـ أو «صهيون» حسب النطق العربي للفظ ـ الجماعة الماسونية التي روجت هذا الافتراض عبر العصور.وإذاً فإن الفرض الذي أثار الجدل بشأن الرواية موجود ـ بل متداول متاح في كتب تاريخية ودينية ـ من قبل، وإثارته ـ على هذا ـ ليست «تابو» على الأقل بالنسبة للمجتمع الأميركي الذي ينتمي «براون» إليه، وبناء عليه فالرواية لم تكسر هذا التابو، بل تولت ـ بالأحرى ـ ترميمه وإصلاحه، حيث يؤكد الفصل الأخير من الرواية أن «سر الكأس المقدسة» ينبغي أن يظل سرا، وتقول الكاهنة الكبرى في أخوية سيون: «ما نهاية الأيام إلا أسطورة اختلقتها عقول مريضة، فليس هناك أي شيء في مذهب الأخوية يعرف على أنه تاريخ محدد يتم فيه الكشف عن الغريل (الكأس المقدسة)، بل الحقيقة هي أن الأخوية قد أكدت دوما على أن الغريل يجب ألا تكشف أبدا». وتؤكد الكاهنة أن «الغموض والسرية التي تلف الغريل هي التي تغذي أرواحنا، لا الغريل بذاتها».إن «شفرة دافنشي» تطرح مؤامرة تدور حول «الغريل»، وسلسلة من الجرائم تجري في إطار ـ وبمناسبة ـ هذه المؤامرة، ولو تأنينا قليلا، وتوقفنا عن اللهاث وراء تفاصيل تقنية مبهرة وغامضة، سنكتشف أن هذه المؤامرة هي مؤامرة من يحاولون كشف سر الغريل، الرواية تقول إن الأشرار هم من يحاولون الكشف، والأخيار يحتفظون بإيمانهم في منطقة الغموض الشفيف، وعلى رأس هؤلاء الأشرار ـ الذين نالوا عقابهم كما يفرض النسق الأخلاقي ـ يأتي «لاري تيبينغ» المؤرخ البريطاني الكسيح، الذي تقدمه الرواية كمجرم. وفي النهاية نرى كيف ينجو ممثل الفاتيكان «القس أرينغاروزا» بل ويتبرع بمبلغ هائل ـ 20 مليون يورو ـ للضحايا الذين قتلهم تابعه المخبول متجاوزا تعليماته، وأذكركم بأن هذا التابع القاتل المخبول مات مقتولا.الشرطة أيضا ـ حارس النظام في المجتمع ـ بريئة، أو على أقل الفروض مخطئة بحسن نية، وهكذا يخرج القارئ من الرواية مؤمنا بضرورة الحفاظ على قدسية الأسرار، والإبقاء عليها كما هي: مجهولة، وواثقا في حسن نية المسؤولين والقادة الذين يتضح أنهم جميعا من «الأخيار». وهل هناك «تصالح» مع التابوات وإصلاح لها أكثر من هذا؟.. ويبقى حديث أخير عن «براون».
2685
| 28 أغسطس 2014
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ربما كان «اختلاف المفاهيم» هو السبب في تفاوت النظر إلى روايات «دان براون»ـ التي بدأها بـ«الحصن الرقمي» وذاعت منذ «شفرة دافنشي» حيث اعتبرها البعض روايات مهمة، يزيد من قدرها شجاعتها في كسر «التابوات» واختراق المحرمات. واعتبرها البعض الآخر وأنا منهم قصصا بوليسية، مشوقة نعم، ومثيرة كما تشاء، لكنها كالليمون والمناديل الورقية ـ تستعمل مرة واحدة، وتبوح ببهجتها كاملة وأسرارها كافة مع القراءة الأولى،وكالمقرمشات يحبها الأولاد أكثر! أما «التابوات» التي يقال إنها تكسرها فهي موجودة في مخيلة وثقافة من يتحدث عن الكسر، لكنها ليست كذلك بالنسبة لـ«دان براون» نفسه، ولا لمجتمعه.يرجع نجاح روايات «دان براون» المدوي في تقديري إلي عنصرين تقودهما موهبة لا شك فيها: الأول طريقة اختيار مسرح الأحداث (عنصر المكان في الروايات)، والثاني: الأسلوب الذي يمزج السرد الروائي بالوثائقي، صحيح أن المعلومات الوثائقية مجرد «خلفية» لأحداث كلها من خيال المؤلف، لكن هذه الخلفية تضفي على «الخيال» نكهة «الوثيقة»، وتصبغ «القص» بصبغة «الحقيقة»، بأسلوب لخصه الناقد البريطاني «مارك لوسون» في جملة واحدة، حين وصف «شفرة دافنشي» بأنها «هراء خلاب».«هراء» بالمنطق الوثائقي والتاريخي، لأن كل ما يسوقه «براون» باعتباره حقائق هو أحداث مختلقة وإن استندت إلى مرجعيات حقيقية، و«خلاب» بالمنطق الفني لأنه يخلب القلب والعقل معا. يسيطر على العقل بما يتيحه له من «أسرار» يكتشفها و«الأسرار تجذب اهتمامنا جميعا» كما يقول «دان براون» ـ ويستحوذ على الوجدان بإيقاظ نزعات إنسانية قديمة، وتنشيط معتقداتسطوتها محدودة على الزمان أو المكان، وربما عليهما معا، مع ذلك فإن كونها «معتقدات» يجعلها على نحو ما ذات صلة بالوجدان الإنساني العام؛ ما يمنحها قربا إلى نفوس القراء. ومن ناحية أخرى فإن ضيق رقعة انتشارها يضفي عليها غموضا جذابا، ويمنح التعرف عليها سحر الاكتشاف. هذه الطريقة في مزج الروائي بالوثائقي يدين بها «براون» لهوليوود التي يقول عنها: «عشت فيها فترة، وحاولت أن أفعل شيئا في مجال الموسيقى والأغنية، ولم أوفق في ذلك؛ فقررت أن أتجه لكتابة القصة وحققت مبيعات لابأس بها».على أن الصلة بين «براون» وهوليوود أوثق وأعمق من هذه الفترة التي يشير إليها، ذلك أنه في الحد الأدنى واحد من الملايين الذين سحرتهم السينما وجذبهم سحر قاعاتها المظلمة وشاشاتها المضيئة، وقد بدا تأثره بهذا السحر جليا وهو يستعير طريقتها في مزج الروائي بالوثائقي، كما تجلى تأثره أيضا في اختياره مسرح أحداث رواياته على طريقة السينما، التي لا تذهب بنا عادة إلى الأماكن المألوفة والسبل المطروقة، فهي تفضل الجزرالمعزولة والأماكن النائية في الجبال والوديان والصحارى على المدن والقرى المعروفة، كما تعشق كاميرا السينما القصور والأكواخ بالقدر نفسه، لكن مساكن الطبقة الوسطى لا تجذب عدستها إلا قليلا. وقد اختار «براون» أماكن رواياته بالطريقة نفسها.ولا يختلف اختيار «براون» لشخصياته عن الأجواء المألوفة للقصص البوليسية، حيث الأشرار فائقو الذكاء والسلطة والثروة، والأخيار لا يترددون في التضحية بأرواحهم، والأبطال لا يموتون مهما جرى لهم. أما النساء فالمهم ـ غالبا أنهن جميلات، مهما كان ذكاؤهن، ومهما كن يتمتعن بمكانة رفيعة. ولمزيد من تأكيد الطبيعة البوليسية للروايات، فإن «دان براون» لا يبخل على قرائه بشخصية «المخبر السري» التي ميزت عالم القصص البوليسية، منذ الأول «شرلوك هولمز»، وصولا إلى «روبرت لانغدون» الذي يقدمه «براون» فيروايتيه ملائكة وشياطين وشفرة دافنشي، ورفيقه «مايكل تولاند» الذي قدمه في «حقيقة الخديعة»، ومن قبلهما «ديفيد بيكر» بطل «الحصن الرقمي» وكل منهم ذكي مثقف كهولمز، بارع بالفطرة في حل الألغاز كطيب الذكر «هركيول بوارو» بطل روايات «أجاثا كريستي» وجذاب قوي البنية كجيمس بوند الشهير!.. ولـ «تابوات» براون حديث آخر.
2326
| 20 أغسطس 2014
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); مما ورد في فضل أهل الحلم، الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، ما رواه ابن أبي حاتم، قال: وَرَدَ فِي بَعْض الْآثَار، يَقُول اللَّه تَعَالَى: "يَا اِبْن آدَم اُذْكُرْنِي إِذَا غَضِبْتَ أَذْكُرك إِذَا غَضِبْتُ فَلَا أُهْلِكك فِيمَنْ أُهْلِك". وروي أن ميمون بن مهران رضي الله عنه جاءته جارية له بطعام ساخن، فوقع الإناء من يدها، فأصابه شيء منه سقط على ثيابه، فنظر إلى الجارية غاضبا، وقال لها: أحرقتني. فأجابته: يا معلم الخير ومؤدب الناس، ارجع إلى ما قال الله تعالى. فقال لها: وما قال الله تعالى؟ قالت: لقد قال: والكاظمين الغيظ. فقال ميمون: كظمت غيظي. قالت له: والعافين عن الناس. قال: قد عفوت عنك. قالت له: زد، فإن الله عز وجل يقول والله يحب المحسنين. قال لها ميمون: اذهبي فأنت حرة لوجه الله تعالى. وقيل للأحنف بن قيس، ممن تعلمت الحلم؟ قال: من قيس بن عاصم. قيل: فما بلغ حلمه؟ قال: بينما هو جالس في داره إذ أتته خادمة له بسفود عليه شواء، فسقط السفود من يدها على ابن له فعقره فمات، فدهشت الجارية، فقال: ليس يُسكن روع هذه الجارية إلا العتق، فقال لها: أنت حرة، لا بأس عليكِ!وقيس هذا هو قيس بن عاصم بن سنان بن خالد التميمي، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد بني تميم، وأسلم سنة 9 للهجرة، ولما رآه النبي قال: هذا سيد أهل الوبر. ومما رواه عنه الأحنف بن قيس أيضا، قال: رأيته، يعني رأيت قيسا بن عاصم، يوماً قاعداً بفناء داره محتبياً بحمائل سيفه، يحدث قومه، إذ أتي برجل مكتوف وآخر مقتول، فقيل: هذا ابن أخيك قتل ابنك. قال الأحنف: فوالله ما حل حبوته، ولا قطع كلامه. فلما أتمه، يعني لما أتم قيس بن عاصم كلامه، التفت إلى ابن أخيه فقال: يا ابن أخي، بئسما فعلت، أثمت بربك، وقطعت رحمك، وقتلت ابن عمك، ورميت نفسك بسهمك، وقللت عددك. ثم قال: لابن له آخر: قم يا بني إلى ابن عمك، فحل كتافه، ووار أخاك، وسق إلى أمك مائة من الإبل دية ابنها فإنها عربية.وروي أن رجلا شتم أبا ذر الغفاري رضي الله عنه وأرضاه، فقال: إن بيني وبين الجنة عقبة، إن جزتها فأنا خير مما تقول، وإن عرج بي دونها إلى النار فأنا شر مما قلت، فانته أيها الرجل، فإنك تصير إلى من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور. وشتم رجل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، فلما قضى مقالته، قال ابن عباس: يا عكرمة، انظر هل للرجل حاجة فنقضيها، فنكس الرجل رأسه واستحى.وكان الفضيل بن عياض رحمه الله كان في الحرم، فجاء خرساني يبكي، فقال له: لماذا تبكي؟ قال: فقدت الدنانير، فعلمت أنها سرقت مني، فبكيت. قال: أتبكي الدنانير؟ قال: لا، لكني بكيت لعلمي أني سأقف بين يدي الله أنا وهذا السارق، فرحمت السارق فبكيت!
11707
| 13 أغسطس 2014
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); الشعر هو فن رثاء ضعف الإنسان والتغني بنواقصه، هو التعبير عن أشواق إنسانية، سحرها في أنها لا تصل إلى غايتها أبدا. فأي أشواق ونواقص يمكن أن يجيش بها صدر "رئيس الولايات المتحدة الأمريكية" وينطق بها لسانه؟ أي ضعف جادت به قريحة الرئيس الأمريكي ـ الذي يوصف بـ"أقوى رجل في العالم" ـ حتى تلاه شعرا؟في قافلة سكان البيت الأبيض يمكننا أن نميز ستة شعراء أصبحوا رؤساء، أو ستة رؤساء استهواهم الشعر، واختلفت حظوظهم فيه، ولم لا؟ كما اختلفت في ساحة السياسة وحسابات الثروة وشارات المجد.ستة بينهم "أبو الأمة" توماس جيفرسون، و"أبو الدستور" جيمس ماديسون، و"محرر العبيد" أبراهام لنكولن. وبينهم أيضا جون تايلر، رئيس الصدفة الذي لم يفز فى انتخابات أبدا، والوحيد الذي تخلى عنه حزبه وهجره وزراؤه وهو في السلطة، والذي عرض نفسه على الأحزاب فأبته كلها، رئيس هامشي يضعه التاريخ والمواطن الأمريكي في مرتبة شديدة التأخر بين سكان البيت الأبيض، لكن الشعر ينصفه ويضعه في مكانة متميزة على رأس ستة الشعراء الرؤساء.ومن الملحوظات التي نسجلها على "شعراء البيت الأبيض" أن خمسة منهم جاءوا في القرن التاسع عشر، هم: جيفرسون، ماديسون، أدامز الابن، تايلر، لنكولن.وواحد وحيد جاء قرب نهاية القرن العشرين، وبعد نحو 115 سنة من رحيل لنكولن، هو جيمي كارتر.وثانية الملحوظات، أن الشعراء لا يطيلون المكث في البيت الأبيض، إذ لم يبق منهم لدورتين رئاسيتين إلا جيفرسون وماديسون، وقد كانا من آباء الأمة وقادة الثورة وواضعي الدستور والشعار الأمريكي، وهو تراث ورصيد يفسر ما حظيا به من ميزة البقاء الاستثنائي لمدة أطول. أما "جون كوينسي أدامز" و"جيمي كارتر" فكلاهما حكم لفترة واحدة غادر بعدها البيت الأبيض، الأول على يد "أندرو جاكسون" والثاني على يد "رونالد ريغان". وكذلك حكم "أبراهام لنكولن" فترة واحدة، إذ حرمته يد الاغتيال من التمتع بفترته الثانية حين امتدت لتنهي حياته بعد شهر واحد من بداية تلك الفترة، وكانت "الحرب الأهلية" قد حرمت "لنكولن" من التمتع بفترته الأولى، إذ اندلعت الحرب بعد شهر واحد من بداية حكمه، لتصبح ولايات الجنوب خارج سلطة الدولة الاتحادية ورئيسها. ويبقى "جون تايلر"، أقلهم حظا، الذي حكم لفترة واحدة إلا قليلا، إذ كان أول نائب يستكمل فترة حكم الرئيس بعد وفاته.وعلى صعيد "الأداء الفني" نلاحظ أننا نقف ـ بحكم الزمن ـ بين اتجاهين، الأول يمثله الشعراء الخمسة الأوائل، على تفاوت حظهم من الإجادة، من "تايلر" الأكثر عذوبة وتجديدا، إلى "أدامز" الذي يكتب كأنه ينحت في صخر، ومن ماديسون الساخر الصريح، إلى لنكولن الساذج البسيط. لكن الخمسة ـ وبشيء من التبسيط غير المخل ـ أبناء اتجاه واحد، يكتب الشعر "الموزون المقفى". أما الاتجاه الثاني ـ ويمثله "كارتر" وحده ـ فاتجاه نثري، تغيب قوافيه وأوزانه، ويغلب عليه التأمل واستبطان الذات. ولا أخفيكم أنني عانيت مع "جلاميد" أدامز، وفي المقابل استمتعت بشعر كارتر. ومنتبها إلى الفرق في تعاملي مع الشاعرين قلت لنفسي ـ وها أنا أقول لكم ـ إنها "العولمة" إذا. العولمة في مسيرتها من نقطة بعيدة لم تكن فيها شيئا مذكورا، عند مطلع القرن التاسع عشر، ثم عند اكتمال بشاراتها وبداية بزوغها قرب نهاية القرن العشرين. العولمة التي تلغي حدود المكان، وتتوقع رد فعل متماثل ـ أو متقارب ـ للمؤثر الواحد بغض النظر عن الاختلافات الجغرافية. وفي سبيل تحقيق هذا الهدف راحت تتخلص من "مقومات الخصوصية" المرتبطة باللغة ـ روحها وزخرفها ـ وبالتراث ـ سحره وأطره ـ وتحافظ على فكرة مجردة، أقرب إلى الحقائق العلمية والمعادلات الرياضية، لتكون قادرة على إحداث الأثر نفسه في الجماعات البشرية المختلفة.
1651
| 06 أغسطس 2014
مساحة إعلانية
يطلّ عليك فجأة، لا يستأذن ولا يعلن عن...
3363
| 26 سبتمبر 2025
في قاعة الأمم المتحدة كان خطاب صاحب السمو...
2778
| 25 سبتمبر 2025
في عالم اليوم المتسارع، أصبحت المعرفة المالية ليست...
2391
| 22 سبتمبر 2025
بعض الجراح تُنسي غيرها، ليس بالضرورة أن تكون...
1167
| 28 سبتمبر 2025
يزورون بلادنا ويخططون لقصفها، يفاوضون وفودا ويخططون لاغتيال...
1044
| 24 سبتمبر 2025
في قلب الدمار، حيث تختلط أصوات الأطفال بصفير...
924
| 23 سبتمبر 2025
صاحب السمو أمام الأمم المتحدةخطـــــاب الثبـــــات علــى الحــــــق.....
882
| 24 سبتمبر 2025
تعكس الأجندة الحافلة بالنشاط المكثف لوفد دولة قطر...
825
| 25 سبتمبر 2025
بعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى،...
759
| 22 سبتمبر 2025
تواجه المجتمعات الخارجة من النزاعات المسلحة تحديات متعددة،...
759
| 26 سبتمبر 2025
• كلنا، مواطنين ومقيمين، والعالم يدرك مكانة قطر...
702
| 25 سبتمبر 2025
تتصدى دولة قطر للعديد من التحديات المتعلقة بعمليات...
639
| 24 سبتمبر 2025
مساحة إعلانية