رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

الطيران بجناح آخر

يعرف المتابع للإبداع العربي موقع الأدب التونسي كرافدٍ مهمّ، في أسماء ذات قيمة رمزية في المشهد العام تبدأ من أبي القاسم الشابي ثم محيي الدين خريّف وفتحي آدم وأولاد أحمد والمنصف المزغنّي وغيرهم، ولكنه سيلحظ خفوت صوت الرواية والسرد عموماً. لأكثر من سبب ردّه شكري المبخوت إلى استئثار الكتابة الفرنسية بموهوبي النثر وأسمائه اللامعة. لكنّ المتابعين سيرون تدفق السرد التونسي في السنوات الأخيرة عبر أصوات كثيرة ككمال الرياحي صاحب الصوت المنفرد، وشكري المبخوت الذي أعادت روايته "الطلياني" الاعتبار إلى السرد التونسي ولفتت الانتظار إلى وجوب الاهتمام المشترك من القارئ والناشر والإعلام إلى هذا الرافد العربي المتميز، كما يجب القول إن تونس كانت حاضرة في روايات عربية في الوقت ذاته لعلّ آخرها رواية المصري وحيد الطويلة "أبواب الليل".أقدّم هذا في سياق حديثي عن مجموعة قصصية لكاتبة تونسية شابة، هي فائقة قنفالي بعنوان "الطيران بجناح آخر" من إصدار هذا العام، وفيها نكتشف صوتاً سرديا جميلاً، يضيء لنا عوالم تونس، وبخاصة الشريحة المثقفة في البلاد، وهمومها وانشغالاتها، في خمس عشرة قصة قصيرة، تكثر فيها عوالم المثقف بخيباته وهزائمه، منذ القصة الأولى "خارج المحطة" وهي تعيش "جوّانيات" بطلتها الكاتبة وهي تتأمّل انكسارها في الحبّ، إلى بطلة "أصابع قدميها" وكأنها البطلة السابقة ذاتها، إلى "شغف" القصة المميزة بحقّ، وهي تترجم المجرّدات إلى سلوك مدهش ينتمي إلى رومانسيات القرن التاسع عشر في الروايات الأوربية.أبطال فائقة قليلون، يستمتعون جيداً بالمساحات التي خصصتها لهم، بعيداً عن الضجيج، أبطال بعيدون عن غلاء الأسعار والشوارع المزدحمة، ومعاناة اليومي، أبطال يفلسفون اللحظة، في مساحات تأمّل تذهب في الشعرية كثيراً، وفي حقول البلاغة المدهشة، تقارب الجمال، وتتعثر بقارئها في حقول أصحابه :" أحلام مستغانمي- أميرة الحسيني- هرمان هيسه- فان غوغ- سان جون بيرس- خالد حسيني- جيل دولوز- وديع سعادة" عدا كثر من الإشارات الثقافية. ولا تنسى الكاتبة أن تشير إلى مظلومية المرأة رغم أنها في تونس أحسن حالاً، كما في قصة "هي وابن الناس" وإلى أثر التكنولوجيا في حياة الناس كما في قصة "وحيدة كعادتي".

521

| 17 يونيو 2015

فقد الموت هيبته

حين نكتب عن الموت، فليس لأنّنا نندب، ولكن لأننا نكتشف أشياء جديدة في مخضه، وتجميع ما يخصنا من زبدته، في علاقتنا بالكائن الذي يلامس حيواتنا بطريقة مختلفة منذ أربع سنوات، كنّا ندهش لاكتشافات شعراء من فلسطين ولبنان والعراق عنه، كانت تراجيديانا الحقيقية لا تزال جنيناً، يومها كنت أدهش لشوقي بزيع وهو يرى موت الجدّ تقدماً من الموت درجة واحدة، وكنت أدهش لمريد البرغوثي يحنّ على الموت بعدما طرده أهل القرية، ويقول له: "تعال/ إلى أين تلجأ في مثل ليلٍ كهذا؟". وربما طوّر هذا المعنى ابنه تميم عندما جعل الموت مجنوناً.أتذكّر هيبة الموت القديمة، الهيبة الكلاسيكية لطيور غريبة تحوم حول الديار، وتغادر بعدما يخطف الموت أحدنا (عجوز في الغالب) فيلتئم الشمل، ويقترب الناس من بعضهم، في مواجهة عدو أسطوري، لا طاقة لهم بردّه، غير الامتثال الجماعي لنشيد يمجّد، ضعفنا وهشاشتنا.أكتب هذا وقد جاءني خبر وفاة ابن خالتي "عليّ" وقد سبقه ابن عمّ لي هو "عليّ" كذلك، وصديق وقريب هو "عليّ" وابن خالي "إبراهيم" في حربٍ تركتنا جميعاً على قارعة المعنى، فكلّ هؤلاء " العليّين" يدفعون ثمن ثارات الحسين وبني أميّة، وأجزم ألاّ أحد منهم قرأ تلك الحقبة الموجعة، وامتلك رصيده التاريخي من الحقد، واتجاهه من هذا الاستقطاب العنيف ليكون على الأقلّ مستحقاً لموته.القتل المجاني هروب من السلام الحقيقي، لأن السلام مكلف وباهظ، وكل من يقتل الآن فهو جبان، لأنه يهرب من السلام. أكتب لأن الموت لم يعد عدواً جليلاً، ولم يعد منطقياً، وكأنه محاصر في منطقة مكشوفة، فيطلق النيران في كلّ اتجاه.في الحروب يخاف الآباء من كسر التراتبية المتوارثة في ناموس الكون، حين يسلمون الحياة للأولاد بوصايا ومواريث، وينامون بهدوء، ولكنهم في الحرب يلعنون الحظ الذي لم يمكنهم من لعب مباراة اعتزال يبكون "اللفة" الأخيرة حول الملعب. الحرب أساءت إلى الموت، الموت ليس هكذا، نريد موتاً آمناً أيها السادة.. رحمك الله يا علي.

540

| 10 يونيو 2015

ليل ماردين

تابعت "ماردين" عبدالله الحامدي بشغف، الوثائقي الذي ظلّ على رفّ الانتظار كثيراً حتى تفاجأنا بموعد عرضه، كنت سعيداً بالوجوه والحكي "المردلّي" والموسيقا التي جمّعت حزن الشرق المديد، وإن كانت ماردين تعني وردة النار التي تلوّح لنا في ليالي الجزيرة، ونحن نسلك الطريق الممتدّة من عامودا إلى القامشلي؛ فإنها تعني لشاعرنا عبدالله الحامدي الكثير، تعني ديار العائلة التي تناثرت في ماعون الجغرافيا، إثر سقوط الدولة العثمانية، الحامدي يعود إلى الجذور باحثاً عن سيرة العائلة بين الحجارة والبيوت، عن السلالة التي نثرت نار الحرف المقدّس سنين عدداً، كان عبدالله يُسدّدُ فاتورة الحنين وهو يذرع درب السلمون إلى مضارب الأسلاف، باحثاً عن صوته الذي تقسّم في أصواتٍ كثيرة، في مدينة ماريّا ابنة دارا الفرس، حين جاءت إليها مستشفيةً فأقامت فيها وإليها نسبت.بعدسة شاعرة يكتب الحامدي ماردين، ببيوتها الفقيرة، وقلعتها الشاهقة، وسوقها القديمة، ومقام الريحاني الذي تختص به الثقافة المردلّية، والوجوه الأليفة التي تشاهد ما يشبهها في القامشلي، الماردليّة العرب والأكراد والسريان، مؤذني المساجد، ومطارنة الكنائس، والعمال، وصاغة الذهب، لم تكفِ مساحة العرض (قرابة 25 دقيقة) كي نقف على بلاد المقامات والمساجد ومدارس العلم، وأهمّ محطّات الحجيج في الطريق إلى مكّة المكرّمة، البلد التي تؤوي فلاّحيها القادمين من القرى إذا أظلم عليهم الليل، وتفخر أنها مدينة بلا فنادق لأن كلّ بيوتها مأوى للغرباء، المدينة التي شبهتها إحدى سيداتها بسفينة عائمة في بحر أخضر، لأن ربيع الجزيرة لا يشبه أي ربيع، وشبهتها أخرى بعقد ألماس يضيء ليالي ما بين النهرين.كانت الذاكرة السورية مشغولةً بعينتاب وأورفة وماردين ونصيبين وديار بكر بعد سايكس بيكو، وهاهي بعد مائة عام تعود واقعاً سورياً، تبدّلت فيه مسارات الحنين، واتجاهات الشوق، وصار يلزمنا أن نطلّ من أعالي قلعة ماردين إلى بلادنا المخضّبة بالموت والآهات، إلى القرى التي هدّمتها الحرب، ونكتب بصوتٍ فيروز ابنة أورفة وماردين "يا جبل البعيد.. خلفك حبايبنا" إنّ ما كتبه الزميل عبد الله الحامدي بعدسته، ينضاف إلى جهد السينما الوثائقية في قراءة تضاريس المكان الذي تجعّدت فيه أرواحنا، المكان البعيد عن هموم الخبر العاجل، والقريب من قلوبنا بكلّ تأكيد.

602

| 03 يونيو 2015

نصّ متجاوِز

يحيل الواقع السوريّ على إبداع ممتدّ متواصل، في الحياة والفنّ والأدب، ذلك أن وجوه المأساة تعدّدت وتناثرت في جوانبها الإنسانية، ولم يعد يكفي نصّ أو جنس أدبي أو لون فنّي للتعبير عن قدر تراجيدي يصارعه السوريون منذ أكثر من أربع سنوات، بحثاً عن خلاص لا يبدو قريباً. ميزة النتاج السوريّ الجديد أنّه أدخل أعداداً في مشغل الإبداع، وفي أكثر من ماعون نشر، ولعلّ دخول مواقع التواصل طرفاً في النشر أضفى حيوية كبيرة في هذا المجال، فسعة الانتشار والمقروئية فاقت انتشار الجريدة الورقية، ممّا أتاح لكثير من النصوص المتجاوزة أن تنتشر، وجعل إمكانية المشاركة متاحةً لكلّ من يمتلك حساباً في هذه المواقع، وأتاح للمتفاعلين المشاركة في ورشة إبداع كبيرة. أغنت عن وسائل النشر التقليدية القديمة.أتاحت لنا مواقع التواصل التعرف إلى أدب جديد، يتخلّق بهدوء، في انتظار تقييم جديد. ولعلّ النصّ الذي صادفني للشاعرة ريما بعيني وقرأته أكثر من مرّة، فأثار دهشتي ومرارتي، لعلّه نتيجة هذه المشهدية اللافتة، تقول الشاعرة: " أبي الذي كان يعدّنا على أصابعه/ ويخطئ دائمًا في العد/ أقنع نفسه تلك الليلة أنه كان مصيبًا/ ظل يردد طوال الوقت "عشرة.. عشرة"/ سبعة منّا باتوا ليلتهم تحت التراب/ أمي صفّت على جانبيه عشر مخدات/ لتساعده على النوم".تأتي قيمة الدهشة من صورة الأب الذي لم يتقبّل رحيل أولاده، بتبنّيه سلوكاً سابقاً على حادثة المجزرة، فالأب دائماً يتفقد أولاده العشرة قبل النوم، ويخطئ في عدّهم، لكنّ هذا السلوك صار عذاباً يومياً لايُطاق، لايهدأ إلا بعد أن تضع الأم وسائد الغائبين، وتصفّها كما كانت.يأخذ النصّ مجامع الدهشة عند المتلقّي رغم اقتصاده في اللغة، لكن سرديته العالية، وقفلته المفارقة، تشحن المتلقي بألم عاصف إلى حد الإيذاء، ورغم بساطة البناء إلاّ أنه يحيل على جملة من الإشارات كأصابع الإيطالي فانسيني" أعد الأرقام على أصابعي، وعليها أعدّ الأيام والأصدقاء"، وأصابع طلال حيدر في أغنية فيروز الشهيرة، والأولاد العشرة في التراث ونذر ذبح أحدهم، و"البوّ" الذي يُستدرّ به حليب الدابّة التي فقدت ولدها، لكنه ينسيك كلّ هذه الإشارات ليبني فضاءً خاصّاً به وبالحالة السورية.

785

| 27 مايو 2015

جائزة كتارا

مع موعد نشر هذا المقال ستكون إدارة مسابقة جائزة كتارا للرواية العربية قد أعلنت عن أسماء الفائزين في دورتها الأولى، ومشرعة الباب أمام جدل واسع حول الفائز وأحقيته بالفوز، والمفاضلة بين عدد من الروايات، وقدرة اللجنة على اتخاذ حكم صائب ودقيق، وما إلى ذلك من الأسئلة التي تثيرها المسابقات في العادة. تمتاز جائزة كتارا أنها لم تصدر بامتياز عن جائزة عالمية، و ليست تقليداً لجائزة أخرى، بل هي نتيجة جهد عربي خالص، اختارت طريقة أخرى ومعايير مختلفة لاحتساب الأعمال الفائزة بعيداً عن القائمة الطويلة أو القصيرة، كما أنّ طريقة التكريم مختلفة عن الجوائز الأخرى. ولم يبق غير التسويق الإعلامي الجيد لتأخذ الجائزة مكانتها التي تستحقّ في المشهد الأدبي.يجب القول إن هذه الجائزة لم تأتِ من فراغ فقد سبقتها محاولات كثيرة لتأطير الرعاية الأدبية في البلاد لمسابقات ذات وزن، كالجائزة العالمية للرواية التي قطعت شوطاً كبيراً لم تستكملها، إضافة إلى جائزة أدب الطفل التي باتت محطّ اهتمام المهتمين بأدب الأطفال، إضافة إلى المسابقات التي تجريها وزارة الثقافة متخطية عتبة المحلية إلى العربية، وكان آخرها جائزة أفضل ديوان شعري موجه إلى الأطفال في مدح الرسول صلى الله عليه وسلّم.وكما جاء في بيانها التعريفي فهي تهدف إلى ترسيخ حضور الروايات العربية المتميزة عربياً وعالمياً، وإلى تشجيع وتقدير الروائيين العرب المبدعين لتحفيزهم للمضي قدماً نحو آفاق أرحب للإبداع والتميز، من خلال التعريف بهم، والمساهمة في نشر كتبهم وتشجيع إبداعات الشباب، وخلق روح التنافس الإيجابي في هذا المجال، وتشجيع دور النشر العربية على التميز بغية الوصول إلى مشروع حضاري وثقافي عربي رائد، والأهم من ذلك :"استخدام وسائل الاتصال الجماهيري مثل وسائط الدراما التلفزيونية أو السينما لنشر ثقافة الرواية العربية".وإن كنت لا أمتلك معرفة كاملة بالروايات المشاركة إلا أنّ وجود بعض التجارب الشابّة وبعض الأعمال المنشورة الجديدة يشير إلى أنّ لجنة التحكيم قد تعبت كثيراً في تحديد الفائزين.آملين أن نقرأ بعد حين الأعمال الفائزة المنشورة وغير المنشورة وأن نراها في أعمال درامية تؤكد نجاح المسابقة.

451

| 20 مايو 2015

الشعر الشعبي فصيحاً

تداولت وسائط الاتصال مؤخراً مقطع فيديو للشاعر السوري خلف الموّان الجبوري يقرأ فيها قصيدة اختار لها عنواناً: "هيّ هيّ" وذهب فيها مذهباً جديداً في الشعر الشعبي، إذ مزج بين العامّيّ والفصيح، بقصيدة مثقفة، لا تتوغل في المحلية، فاختار أشطراً أو عبارات من أبيات مشهورة في التراث، وأسقط عليها واقع الحال بالعجز، وكأنه يستعيد فن المعارضة الذي نشأ مع جماعة إحياء التراث، ولكن عبارات خلف الموان اللاذعة وتعليقاته المليئة بالخيبة والإحباط ترفع الشحن المعنوي في وجدان المستمعين، وتبيّن جدوى وسائط النقل الجديدة المتاحة بكثرة أمام الناس كالهواتف الذكية، فقد تناقلها المهمومون بهذا اللون من الشعر، وانتشرت انتشار النار في الهشيم، ولا أظن أن جهة ما تستطيع إحصاء عدد مرات مشاهدتها، تنتمي القصيدة إلى الشعر الشعبي الفراتي الذي نضج في التجربة العراقية، ولم يجد الاهتمام الكافي في سوريّة، وبقي دون احتضان كاف من الجهات الرسمية، ولكنه وجد فرسانه ومبدعيه في أكثر من صوت كما في تجربة الشاعر خلف الموان والشاعر محمد سعيد الغربي، وفي تجربة ملفتة وواعدة للشاعر محمد اليساري الذي يأخذ القصيدة نحو جمهور الفصحى في موضوعاتها و أدواتها.يكرّر الشاعر الموّان لازمة "هي هي" مستشعراً إحباطاً حول ما آلت إليه أمور العروبة في ربع القرن الأخير من انكساراتها وذبول ربيعها قبل أوانه، مستحضراً عنترة بن شداد؛ وجملته: "لقد ذكرتك والرماح نواهل" التي لم تعد تحيل على وجع رومانسي راقٍ، ويذهب إلى المتنبي مستعيراً: "إذا رأيت نيوب الليث بارزة" محذراً قارئه من الوقوع ضحية الليث الذي تعاطف معه قرّاء المتنبي، كما أن "الأفاعي وإن لانت ملامسها" المنسوبة إلى عنترة مازالت تلدغنا، وسيوف أبي تمام مازالت أصدق من الكتب والخطابات، وأننا ما زلنا المشبه في بيت الصوفي الكبير عبد الغني النابلسي: "والعيس في البيداء يقتلها الظما- والماء فوق ظهورها محمول"، فإلى أين يولي وجهه؟ إلى ليلى مريضة في العراق؟ أم إلى فلسطين الجريحة، غائصاً في تاريخ النكبات والخيانات في أبي رغال والعلقمي، ومحذراً من فتنة الحرب الأهلية بصورتها في حرب البسوس في نصّ سمعي بصري مكثّف، مكتنز بالإشارات التاريخية، ما يجعلنا متفائلين بمصالحة شعرية بين العامية والفصحى، في نصوص رفيعة .

1150

| 13 مايو 2015

نحو رواية سوريّة

يتفهّم العارفون تأخر الرواية في جسّ نبض الواقع وقتاً طويلاً، على غير عادة الشعر الذي يستجيب لوقائع الدهر بسرعة استجابة مشاعر الجمهور، وتكاد أن تراه يهرع إلى مكان الحادث مع عدسة المصوّر، ومراسل الأخبار. وفي أحيان كثيرة يتساءل النقاد: لماذا سكت الروائيون عن حادثة كذا؟ كالانتفاضة الفلسطينية الثانية مثلاً، وقد أشبعت شعراً، وكان الجواب أن استجابة الرواية تتأخر غالباً، لأن الحدث الروائي لم ينضج بعد، ولأن الزمن الروائي لم يقفل قوسه بعد، وكثير من الروايات الشهيرة التي لامست الأحداث الكبرى كتب بعد وقت طويل، كرواية "ذهب مع الريح" للأمريكية مرجريت ميتشل التي كتبت عام 1936 وفيها أرّخت الكاتبة للحرب الأهلية الأمريكية عام 1861، ورائعة الرواية الروسية "الدون الهادئ" لميخائيل شولوخوف وتناولت الحرب العالمية الأولى وأثرها على روسيا القيصرية كتبت بعد نهاية الحرب بعشر سنوات، وعربياً نجد أن ثلاثية نجيب محفوظ التي قاربت ثورة 1919 قد صدرت بين العامين 1956 و1957 أي بعد أربعين عاماً من قيام الثورة، ولا ننسَ أن رواية العراقي الشاب أحمد سعداوي "فرانكشتاين في بغداد" التي صدرت عام 2013، فإنها لامست الحرب الأهلية العراقية عام 2006.ومع بداية الحراك السوري عام 2011 بدأت الرواية تلتقط شرارة الثورة وإحالاتها الوجدانية والمعرفية، ولم يمض العام 2012 حتى كانت رواية عبد الله المكسور "أيام في بابا عمرو" وتلته روايتا "طبول الحرب" لمها حسن، و"كان الرئيس صديقي" لعدنان فرزات، بداية عام 2013، ثم بدأت الأعمال تتالى، تسعى إلى القبض على اللحظة السورية العصيّة حتى الآن على حقول السياسة والأدب. ولئن كانت مقاربة السردي في حاجة إلى تمهّل، فقراءة الحدث الساخن، سياسياً وشعرياً وحتى قصصياً ممكنة، ولكن مخبر الرواية يحتاج وقتاً طويلاً كي يبرد الحدث، ويصبح بعيداً نسبياً لقراءته بعمق.ولهذا فالرواية السورية أمام اختبار حقيقي، وبما لديها من مواهب كبيرة وشابّة في تمثّل التراجيديا السوريّة في تحوّلاتها الحادّة وفي مآلاتها الصعبة، ولكن بعد أن يتنفّس السوريون الصعداء، بعد آخر قذيفة تسقط على الأرض.

345

| 06 مايو 2015

كلاسيكية جديدة

وصلني منذ أيام مقطع مسجل (يوتيوب) لنص شعري جميل ومدهش، لشاعر شاب هو محمد عبدالباري الذي بدأ اسمه يطرق الأسماع في الفترة الأخيرة، وانتشرت له مقاطع شعرية في فضاءات (اليوتيوب) تنتمي إلى ما يمكن تسميته الكلاسيكية الجديدة، والتي تقوم على التجديد ضمن القالب الخليلي، وتراهن على النجاح من خلاله، وقد بدأت هذه الموجة على يد شعراء كبار منهم الراحل عبدالله البردوني. هناك أكثر من أمر يجب التوقف عنده، فالمقطع مسجل باحترافية عالية، في صالون أدبي لشاعرة كويتية مقيمة في مصر هي ميس السويدان، وهو صالون حديث، ولكن المتابع لنشاطه الذي يصلنا عن طريق مقاطع الفيديو سيرى نجاحاً منقطع النظير، فالصالون محطّ اهتمام الشعراء المصريين المعروفين كأحمد عبد المعطي حجازي وحسن طلب ومحمد الشهاوي وكثير من الشباب كأحمد بخيت، كذلك يجد المتابع مقاطع لشعراء عرب يزورون القاهرة كالعراقي سعدي يوسف.وفي الوقت ذاته يمكن الإشادة بتلك المقاطع المسجلة بإتقان والتي وصلت مشاهدتها إلى أعداد غير مسبوقة، ممّا يؤكد أن الشعر صوت قبل كلّ شيء، وأنّ ازدهار الشعر ارتبط بالشفاهية، وبخاصة إذا كان الشاعر يمتلك موهبة الإلقاء.لكن المسألة التي نريد الوقوف عندها، هي جدوى المحاولات الشعرية التي تحاول بناء عمارات حديثة في الحواضر القديمة، وهل يمكنها تمثل البنية التحتية للحداثة؟لعل أصحاب التجربة متفائلون بالثمار التي يقطفونها الآن، وهم يعيدون تسويق التراث، بتطعيم نصوصهم بأصداف ملونة، تذهب بالنص إلى طبيعة المنحوت، وليس المرسوم، فالنصوص التي قرأناها متخمة بالإشارات الشعرية والثقافية التي تؤكد سلطان الماضي على الحاضر بحسب الجابري، وهذه مشكلة أيضاً. لكن الطامة الكبرى عند بعض المهتمين بالتجربة العربية الحديثة يرون أن سوء النية متوفر عند شعراء هذه التجربة، لأنهم بدلاً من مساهمتهم في بناء النص الجديد، يذهبون إلى مغازلة أنصاف المثقفين وغير المحسوبين على الشعر، فينجحون في كسب (غاوين) جدد، لا يمتلكون أدوات قراءة الشعر الحديث، كما يغازلون النقاد الأكاديميين الذين اتخذوا موقفاً متطرفاً من الحداثة، فوجد هؤلاء سنداً لهم في شعراء هذه التجربة، ودليل النجاح أنهم صاروا يتصدرون المشهد الأدبي في الفضائيات والمهرجانات.

413

| 29 أبريل 2015

الشاعر روائياً

في ذروة الإقبال على كتابة الرواية التي انهمك في مقاربتها أعداد وافرة، وخاصة في السنوات الأخيرة، وبات مفهوماً أن يزعم بعض النقاد أن الرواية ديوان العرب، ساحباً البساط من تحت القصيدة، التي خسرت الكثير في ذهاب المواهب الأدبية إلى عالم السرد.لكنّ المثير أن بعض الشعراء ترك القصيدة، وذهب إلى كتابة الرواية، وفي السنوات الأخيرة برزت هذه الظاهرة، فالسوري خليل صويلح مثلاً وبعد أكثر من ديوان توجه إلى الرواية وكتب "وراق الحبّ" و"دع عنك لومي" ومواطنه الشاعر عادل محمود، وبعد نتاج شحيح في قصيدة النثر، كتب رواية "إلى الأبد ويوم" ولا تنس مواطنهما ذائع الصيت سليم بركات الذي اختط لنفسه خطاً في الكتابة الشعرية، ما لبث أن اتجه إلى كتابة الرواية وله روايات كثيرة مثل: "الجندب الحديدي- هياج الإوز". وتطول القائمة فنتذكر روايات للشاعرة الإماراتية ميسون صقر، والعراقي فاضل العزاوي، والمصري الراحل حسن توفيق.وفي المقابل فإن كثيراً من الروائيين المحسوبين على عالم الرواية بدأوا شعراء، كالسوداني أمير تاج السر، والجزائرية أحلام مستغانمي، والسوري الراحل عبد السلام العجيلي.فما الذي يدعو شاعراً وجد شخصيته الإبداعية في الشعر أن يركن إلى الرواية كسميح القاسم مثلاً عندما كتب رواية "كولاج"، والمصري إبراهيم ناجي أن يكتب "زازا". هل كان مردّ ذلك إلى تعدد مواهب الشاعر، حيث برع بعضهم في الفنّ التشكيلي مثلاً، أم أنّ الشعر لم يستطع أن يخرج كلّ ما في خبيئة الشاعر، فاستعان بالسرد؟ أم أن "هوجة" كتابة الرواية قد ذهبت بالجميع إلى ذلك النبع؟.يجب الاعتراف بأن عوالم السرد قد حظيت بمواهب كبيرة خفّفت من هيمنة الأحداث بتشويقها، وذهبت إلى تمثل الحياة بوصفها رواية، فانسلّ إليها الشعر واللغة معاً، وحقّقا رصيداً معرفياً ووجدانياً في آن، وترجم نصوصاً مكتوبة ومشاهدة، بعدما ترجم كثير من آثار السرد إلى السينما والتلفزيون.كما أن الاهتمام الذي أبداه عصر الصورة للرواية جعل كثيراً من المواهب تيمّم شطر ذلك الفنّ، وتعرض خدمتها على فنونه المستجدة، كالشاعر غازي الذيبة الذي كتب سيناريو الأمين والمأمون، والشاعر سامر رضوان الذي كتب سيناريو "الولادة من الخاصرة".وإن كنّا نقدّر هذه المرحلة التي لن تتخلّق سماتها بعد، إلاّ أنه يجب توجيه التحية لكل الشعراء الذين ظلوا قابضين على جمر الكلمة في القصيدة.

705

| 22 أبريل 2015

هل الشعر صورة؟

تنبّه المعاصرون إلى الجزء المخطوف من القصيدة، وهو الصورة، التي انبنت عليها الفنون الجديدة، فوجدت فيها ضالّتها، وانحازت إليها جموع الغاوين الجدد، وذهبت إليها كفاءات ومهارات لتجوّد فيها، وفي طرائق استثمارها. منذ القصيدة الجاهلية والصورة إدامُ القصيدة، ومولد دهشة المتلقي، ومعيار الشاعر المجيد، وعندما تقعّد الشعر باتت هواية ولعبة، أساء بها النظّامون إلى معمار النصّ، الذي فقد الروح، وبات تشكيلات بصرية، ضجت به نصوص العباسيين، وخصوصاً في المتأخر من شعرهم وعند أهل الأندلس بالتحديد، وماثلت إساءاتهم لروح النص إساءات التلامذة من حفظة المحسّنات البديعية.حين جاءت السينما ومن ثمّ التلفزيون، فقد أحدثت أثراً فارقا في عملية التلقّي، وأضاءت عوالم المكان، و(جوانيّة) الأبطال، وخطفت المثير والمدهش من حضن القصيدة إلى الشاشة، صور متحركة متلاحقة، لا يكفي لأن تعبر عنها في الحرب قصيدة أبي تمّام في معركة عمّورية مثلاً. ورغم ذلك فإن القصيدة العربية الحديثة أنجزت مشروعها الشعري بأسئلتها التي ذهبت صوب المضارب الأولى، ولم يكن تفكيك البنيان الشعري في وارد الأسئلة الأولى، ولكنّ اضطراب المشهد برمّته أثّر في البنى المعرفية جميعها، وبات الشعر أقلّ حضوراً واهتماماً، وعرضةً للتجريب، وظهرت مخابر النصوص القصيرة المهتمّة بتجربة (الهايكو) اليابانية، مع تدفق أوساط النشر الجديدة، مثالاً على شعريّات جديدة تتلطّى للصورة بعيداً عن اكتمال أدوات شعرائها. لقد أسرفت الشعرية الحديثة في الاتكاء على الصورة لأكثر من داعٍ، حتى أنه لم تخلُ قصيدة في نتاج بعضهم من كاف التشبيه، أثقلت كاهل النصّ المفتقر إلى حامل حقيقي للصور. ومن هنا تأتي أهمية أن نصرخ بأن الشعر ليس صورة فقط. الشعر ذلك العصيّ على التعريف، والعصيّ على مدارس الشعر جميعها.

402

| 15 أبريل 2015

يحدثُ

"الهدنة اليتيمة بيني وبين الطريق.. أعدّ لها جيداً، بذكريات، وأغانٍ يابسة، أثرُد الخبز بطيّة قمر دين مبتلّة، كنت أحلمُ بموتٍ يليقُ بولدٍ ضالّ، كما في الأفلام، وبهدنة عادلة، حيث المحطات المليئة بلفّات الكباب". يحدثُ:"أن أحتال جيداً لنصرٍ عابر، أحوك المراثي بأصابعي.. كلما عثرت أغنية في العراق سال موتٌ هنا، أنا قبرٌ يتسع لهذه الحرب، بيني وبين الطريق هدنةٌ تؤجلها الريح، بيني وبينكِ قطار يقف ثلاث ساعات في دير الزور لأنّ العجاج يقرأ خطبته الأخيرة على الحشد". يحدثُ:"وطني هو أبي، صورته ظلّت ملء المكان، بين سجاجيد معلّقة على جدارٍ في بيت طيني، تركت وطني، لكنّ عيني أبي تنظران إلي من هناك، كنت أسلّم عليه كلما مررت من هناك في زيارتي السنوية، الآن أكتفي بإغماضة عيني، لأراه، كما تقول أغنية أم كلثوم، هذا ما يلزمني قبل الهدنة تماماً، شاهدٌ كأبي يطري على السلام". يحدثُ: "أن أناور بين حبال الغسيل، هذا ما يحدث يوم الجمعة، ليلة الجمعة بالتحديد، شهداء يتأرجحون ويطيرون في هواء أبريل، لولا الملاقط الخشبية لخطفت الريح الشهداء بعيداً إلى أرض ذات شجر وأنهار، وهناك كنت أناور بأسى، لأظفر بإذنٍ من أمّي كي ألعب مع فريق القرية". قد يحدثُ:أن تمرّ الحرب، سيبقى منا مندسّون وشبّيحة وشهود عيان وانتحاريون وساسة، بالتأكيد سيحصد النصرَ العاثر شبابٌ يتسكّعون يغنّون أمام شارع مهجور مليء بالأفاعي، سيبقى ولدٌ بعينين غائمتين، سيلمّ إنياس المدن الباقية في كيس من ورق، ويرسلها في طرد بريدي إلى كوكب آخر". يحدثُ: "لن يسمع أحد هذا العواء يا ليلى، هذه هدنة تهبط في الحلم على درجٍ متهالك، هذا الدرج لم يصنعه حدادّو الصناعية في القامشلي، هذا الدرج يحتاج إلى هدنة، لنشدّه جيدا يا ليلى".

259

| 08 أبريل 2015

عروبة وإسلام

بدايةً؛ يجب القول إنّ ثنائية الإسلام والعروبة في جدليتهما جديد وطارئ، وإن كانت جذورهما ضاربة في العمق، لأمةٍ عريقة كأمّتنا استطاعت أن تقاوم عوامل الفناء والعدم سنين عدداً، وما زالت، ولا تزيد جهات الصراع تتكالب عليها، كلّما أوجسوا منهم خيفة، وفي كلّ صراع، فقد تشكّل مفهوم أمّة على تخوم القرن السادس الهجري في ماعون جغرافي يحيطه البحر من ثلاث جهات، وبمجاورة أمم لها ماضيها الإمبراطوري، وفي ظلّ نهوض أدبي اجتماعي وسياسي.ثمة حادثتان وسمتا هذه الفترة وأيقظتا القلق في الجماعة من الجنوب والشمال، فتزامنا مع ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم حين كان الأحباش يتقدمون نحو مكة العاصمة الدينية والثقافية للعرب من ناحية، ولكن هزيمة أبرهة أسست لعلاقة بين العربي والدين، وأعلت من قيمة موسم الحج المسبوق بموسم تجاري أدبي بالقرب وأعني به عكاظ، ولا يبقى من الغزوة إلاّ أيقونة أبي رغال التي ستتردد كثيراً كأول خيانة بداية تشكل الأمة، متذكرين أرجوزة عبدالمطلب:لا هم إن المرء يمنع رحله فامنع رحالك لا يغلبن صليبهم ومحالهم أبداً محالك فيما في الشمال يمتد نفوذ القبائل، والممالك العربية الصغيرة، وتؤسس لوعي بالذات، ويبرز ملمحها الأبرز في “ذي قار” حين تجمّعت قبائل الشمال العربية بقيادة شيبان، وكان النصر على الفرس في الحادثة المشهورة مجالاً متاحاً لغنائيات النصر، والانتشاء القومي لو أنّ كلّ معدٍّ كان شاركنا في يوم ذي قار ما أخطاهمُ الشرفُكان الرسول صلى الله عليه وسلم في الخامسة والعشرين، ويبرز الحديث الذي روي عنه “هذا أول يوم ينتصف فيه العرب من الفرس وبي نصروا” وفي الحديث دلالتين الأولى قومية في الشعور الذي تملك الرسول الكريم كعربي والثاني الإشارة الدينية في نشيد المقاتلين “يامحمد يا منصور”.لعلّ بحثنا في جذور الخطاب الشعري يكشف لنا، البيئة التي نشأ فيها هذا الخطاب، ويبيّن ظروف نشأة أمّة، لاتخلو من هيمنة المقدس، فالعرب المستعربة هم أولاد سيدنا إسماعيل نبي إبراهيم عليه السلام الذي سكن مكة وبنى البيت العتيق، ومنه فإن المقدّس رافق تشكّل الأمّة حتى في أيام الجاهلية.

320

| 01 أبريل 2015

alsharq
حدود العنكبوت

حينَ شقَّ الاستعمار جسدَ الأمة بخطوطٍ من حديد...

3861

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
انخفاض معدلات المواليد في قطر.. وبعض الحلول 2-2

اطلعت على الكثير من التعليقات حول موضوع المقال...

2214

| 03 نوفمبر 2025

alsharq
العالم في قطر

8 آلاف مشارك بينهم رؤساء دولوحكومات وقادة منظمات...

2136

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
حين يصبح النجاح ديكوراً لملتقيات فوضوية

من الطرائف العجيبة أن تجد اسمك يتصدر أجندة...

1308

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
الكفالات البنكية... حماية ضرورية أم عبء؟

تُعدّ الكفالات البنكية بمختلف أنواعها مثل ضمان العطاء...

957

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
خطاب سمو الأمير خريطة طريق للنهوض بالتنمية العالمية

مضامين ومواقف تشخص مكامن الخلل.. شكّل خطاب حضرة...

954

| 05 نوفمبر 2025

alsharq
نظرة على عقد إعادة الشراء

أصدر مصرف قطر المركزي في التاسع والعشرين من...

942

| 05 نوفمبر 2025

alsharq
مِن أدوات الصهيونية في هدم الأسرة

ما من ريبٍ أن الحلم الصهيوني لم يكن...

885

| 02 نوفمبر 2025

alsharq
نحو تفويض واضح للقوة الدولية في غزة

تسعى قطر جاهدة لتثبيت وقف اطلاق النار في...

879

| 03 نوفمبر 2025

alsharq
عمدة نيويورك

ليس مطلوباً منا نحن المسلمين المبالغة في مسألة...

843

| 06 نوفمبر 2025

alsharq
الطاعة عز.. والقناعة غنى

الناس في كل زمان ومكان يتطلعون إلى عزة...

816

| 07 نوفمبر 2025

alsharq
المزعجون في الأرض 1-3

وجهات ومرافق عديدة، تتسم بحسن التنظيم وفخامة التجهيز،...

756

| 05 نوفمبر 2025

أخبار محلية