رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

الأشهر الحرم

عرف العرب الحرب ضرورة ليحموا بها وجودهم، يدرأون عن أنفسهم الجوع والذلّ والعار، ويكسبون في الغزو ما يسدّ جوعهم، أو يكاثر ملكهم، ولكنّ العربيّ تخفّف من هذه الدائرة وقسم وقته أثلاثاً جعل منها ثلثاً للسلام، في أشهر رجب، ثم في ذي القعدة وذي الحجة ومحرم، وأجاز له عُرف القبيلة أن يقاتل في الثلثين الباقيين من السنة، وكان من العار أن تنشب حرب مهما كانت صغيرة بين قبيلتين أو شخصين في المساحة الزمنية المؤطرة بأربعة أشهر قمرية، إلى حدّ أن منظومة الهجاء المستندة إلى أعراف القبيلة كان يستلّ المهجوين من قائمة القبائل العربية تحت مسمى (أبناء الشهر الحرام) كما يخبرنا الأعشى في هجاء الرجل الكلبيّ: بنو الشهر الحرام فلست منهم ولست من الكرام بني العُبيد وقد جاء في بعض التفاسير القارئة للنص القرآني الكريم: "لعل من حكمة الأشهر الحرم أنه إذا شبت حرب بين فئتين فإن هذا الدم الذي أهرق يزيد المعركة احتداماً، وقد لا تنتهي المعركة، وقد تدوم بعض الحروب في الجزيرة قبل الإسلام سنوات وسنوات. وعندما جاء الإسلام ميّز الشارع بين قتالين في الشهر الحرام، قتال الدفاع والصدّ المتاح، ولا يجوز حكماً قتال الهجوم والعدوان والتوسّع لأن الإسلام دين سلام. وعلى هذا ظلت الأشهر الحرم التي يعدّها المسلمون استمراراً لما جاء به النبيّ إبراهيم عليه السلام، فقد كانت شهوراً يتعبّد فيها المسلمون، وتفيض في حيواتهم فرحاً وأملاً وعبادة، وباتت بعض الشهور الأخرى تحتلّ مكانة متقدمة في الإسلام غير الأشهر الحرم، ومنها شهر رمضان الكريم الذي غيّر معالم الحياة العربية قبل الإسلام، وصار كله شهر عبادة، إلى حدّ أن الشاعر المفجوع بقتل الصحابيّ الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، استنكر قتله في شهر رمضان: أفي شهر الصيام فجعتمونا بخير الناس طرّاً أجمعينا وربما لم يبق من الخروج على حدّ الدين والعرف في الأشهر الحرم إلاّ ما يستدعي الطرافة في الأدب والحياة كما ألمح أمير الشعراء شوقي في محاكاته بردة البوصيري، وفي نسيبه الذي عبر به إلى المدح: ريم على القاع بين البان والعلم أحلّ سفك دمي في الأشهر الحرم وفي دعوات عالمية سابقة في المناسبات العالمية الرياضية، يتجه دعاة حقوق الإنسان إلى العالم بأسره يدعونهم إلى هدنة عامة يتمكن فيها العالم جميعه، من الوقوف معاً والنشيد للسلام. وذلك في مناسبات مختلفة كالألعاب الأولمبية التي تقام كل أربع سنوات، وكذلك كأس العالم لكرة القدم، ففي هاتين المسابقتين يقضي العالم كله شهراً كاملاً يتابع الحروب الشريفة والجميلة التي تعلن سادة العالم رياضياً. مع حلول شهر رجب تكون الأشهر الحرم للعام الهجري الجديد قد بدأت، وتكون الأماني مرتفعة أن يتوقف نزيف الدم في بلادنا التي ما زالت تعاني.

1261

| 21 مايو 2012

اليوسفيون في الشعر العربي (3-3)

حضر يوسف المعشوق في الشعر العربي الحديث ، مثلما حضرت مفردات الغواية وتفاصيلها في نصوص شعرية مختلفة تماهى أصحابها بالنبي يوسف عليه السلام . وكما تماهى شعراء غيرهم بالشقّ الأول من يوسف الذي يكرهه إخوته ويغارون منه ، فإنهم في الشقّ الثاني استعاروا الجمال اليوسفي قناعاً يبرّر الجانب الآخر من الشرّ الذي انتقل من الإخوة إلى المرأة العاشقة . فالمصري بشير رفعت يسخر من أنثاه العجوز التي غلّقت عليه الباب :" لماذا تغلقين الباب / يا سيدة البيت ِ / لماذا تحكمين رتاجه؟ / هل ثمّ غير عقارب الساعات / غير حوائط الإسمنت / غير الصمت يخنق صرخة الصمت ِ / وهل تخشين من صمت / غريب عنك ينفذ من ثقوب الباب / مزخواً يعانق جثة الوقتِ ". لكنّ السوريّ خليل خوري يبادل أنثاه الذكريات ، مذكّراً إياه بالأيام الخوالي ، و يستعير من حكايتنا القميص الذي حنى عليه ولبسه عطفاً وأنوثة ً :" كان الزمان يشدّ قبضته / وكنت معي قميصي أرتديه / وهتفت من هلعي عليك :" النجم محكوم بأبعاد المدار ِ / الطير محكوم بجذب الأرض / لا لاشيء من عدم ٍ / ودون جذورها وغصونها / لا تستقيم شجيرة الرمان / كنتِ معي يقيناً أدعيه ". ويتسرب النموذج اليوسفي في نصّ أنثوي للبحرينية فاطمة محسن ، التي تماهت بأنثى يوسف ( زليخا) معلنة العشق غير المحدود ، و فتحت نافذة اعتراف أنها من مزّق القميص :"أجري خلف قميص مبلول بالفتنة / أتسوّر سور مراهقتي / تأخذني الفتنة للريح الهاربة قليلاً من نوم الأقمار / للساكن في وطن الجنيّات / ذاك المتلفّع بالصبر / وأنا أختصر الكون بعينيه / يمسكني وتمرّ الشهب التنزف بالعمر / الوقت نسيج من صور / ونوافذ نفتحها / نشرب من قهوة شوقٍ قدّسناه بماء الصبح / مسافتنا فرعونٌ يدخل فوضاه ". لكن مواطنها أمين صالح يبدو كنموذج آخر يفتح بوابة الذاكرة :"كالحلم العاصفِ / تفتحين الباب / فتخترقني شهب الشهوة / وتدخلني ظباء الهذيان ". وفي المقابل يذهب العُماني خالد المعمري مذهباً آخر في مجموعته " نسوة في المدينة " المستوحى من آيات سورة يوسف ، إذ يسقط الأنثى على المدينة التي ذبلت مفاتنها ، وغادرها زمن الجمال حين كان يراود ظلّها ، المدينة التي سحرت نساءها ، كما سحر جمال يوسف نساء مصر :" ما بالها / أضواء كلّ مدينتي / قد أُطفئت / ونساؤها ما أعلنت لون الحداد / ما بالها / تهوى حكايات الفراغ برحلتي / وتقول أني حينما كانت تلمّ ضياءها / راودتها عن ظلّها ..... تذبل الأزهار لو عانقتها في لحظة الموت الأخير / هل للمدى أسماء غير دموعنا / ما بالها / تلك الرمال / أوّاه كيف نساؤها " قطّعن أيديهنّ " ذات خطيئة / وزرعن أشواك الجفاء" . و تمّحي تفاصيل الوجوه في نصوص عبد الله أبو شميس في مجموعته :" هذا تفسير رؤياي" المستوحاة من آيات السورة ذاتها، فيخلط بين نموذجي يوسف ؛ الأخ المغدور ، و المعشوق العفيف ، و يرسم أنثاه بين هذا وذاك ، تأمر القمر أن يسجد لمعشوقها ، قبل أن تمزق قميصه :" وتلك التي أنزلت قمراً / كان يسجد في حلمي / لتمزقه في لهب اشتهاءاتها لتمزّقني / على شهوات القميص / وتنثرني ورقاً ورقاً / فوق دوامة العدم . قبل أن نرحل إلى موضوع الرؤيا الأخيرة التي استأثرت بأكثر من نص ، نذكر منه نص السوري ناظم علوش الذي استلهم من رؤى زملاء يوسف في السجن ما يسقطه على واقعه "وصوت الليل يعدو / فوق مضمار المسافة / تعصر الأوهام خمراً / ثم تستجدي الخرافة ".

907

| 14 مايو 2012

الشعراء اليوسفيون "2/3"

في استعارة الشعر العربي الجديد رموز تراثه الثقافي و الديني ، تميزت موضوعات يوسف عليه السلام ، كحامل لأكثر من دلالة ، وإن برزت أكثر من غيرها كموضوعي الإخوة الأعداء ، و الغواية. في ثيمة يوسف الأخ المغدور سجل الشعر العربي في جانبه السياسي نصوصاً ، وبخاصة في الشعر الفلسطيني الذي عكس الواقع السياسي الفلسطيني ـ العربي ، و تخلّي العرب وتخاذلهم عن نصرة فلسطين ، و بغض النظر عن قصيدة محمود درويش الشهيرة ، فإن نموذج يوسف تناثر في أكثر من نصّ لشعراء مثل مريد البرغوثي و معين شلبية و موسى حوامدة . في قصيدة " أكله الذئب " لمريد البرغوثي " يخاطب يوسف الفلسطيني الشاعر ، و يصف له كم عانى من ظلم الإخوة، الذين كذبوا على أبيهم ، و زعموا أن الذئب قد أكله : " بريء هو الذئب من غيلتي يا مريد / و هم أطلقوا النار / في زهرة كنت أرسمها / كلما طوّق الليل ليلي / وهم أطلقوا النار في شارع ٍ في المدينة ". فيما يذهب معين شلبية إلى نص درويش ويؤكد عليه ، في توصيف يوسف الفلسطيني ، يوسف الذي تتخلى عنه الأمة العربية " الأب " و إخوته " الأقطار العربية " جميعها : " لست يوسف / وأبي لا يحبني / كأني أراه هنا / يؤجج فوضى الحياة / ويزرع جرحاً على حافة الهاوية / وإخوتي يقطعون جذور الذاكرة / يغلقون ثقوب النجاة عليّ / ويشعلون مداخل روحي و الجسور ". ويعود الذئب المظلوم عند موسى حوامدة ، يؤكد أن يوسف الفلسطيني يدرك أن قاتله ليس الذئب :" مشى الذئب يجرّ جيفة الكلمات / أدركته اللعنة قبل الولادة بأربعين جيلاً /اكتشفت الصحراء أن بنات آوى / أحنّ على الغريب". وينحو الشاعر السوري أيمن معروف منحى آخر ، إذ يعاتب الأب الرمزي ، لأنه منحه البصيرة وجعله يرى الأشياء على نحو مختلف ، ولكنّ هذه الرؤيا تجعله ينزوي ويتمنى أن يعود حسير النظر ، كي لا يرى ما رآه :" لماذا يا أبي / لماذا يا أبي أودعت لي عينيك / كفّهما / لأهتك حجتي في الليل / كفّهما / ورمّم خيبتي في الناس / يا أبي / عيناك عادتي القديمة / من قوس الريح تفدح حكمتي ". و يخاطب الشاعر السعودي محمد إبراهيم يعقوب يوسفه راجياً منهم أن يتمهّل في سرد أحلامه ورؤاه ، رفقاً بإخوته وبأعصابهم المتوترة :" أنت غيابة الرؤيا / فلا تقصص على أعصاب إخوتك / التي ظلّلت بي وجع انفلاتك ". ويجمع السوري محمد المطرود في الديوان الذي تماهى فيه بيوسف وسمّاه " سيرة بئر" ، يجمع المطرود بين البئر و الذئب و الإخوة في إشارات زاهدة في الوصف و التفاصيل ، محيلة إياها على فهم العارف ، بلمحة في خاتمة المقطع ، تظهر الأثر النفسي الذي خلفه تخاذل الإخوة :" أعرف كم أنا يوسف / وإخوتي هم إخوة يوسف / في السيرة البعيدة للبئر / يزينون للذئب طيب لحمي ".

167

| 07 مايو 2012

شكراً جوجل

يوم السبت الماضي الموافق 25 فبراير احتفى موقع البحث العالمي Google بالرحالة العربي ابن بطوطة، وذلك بمناسبة مرور سبعمائة وثمانية أعوام على ميلاد أمير الرحالة، بحسب الموقع، الذي عرض في متن صفحته ست بطاقات مصورة كأنها طوابع بريدية تحكي منطلق رحلته ومنتهاها: " المغرب ـ مصر ـ الديار المقدسة ـ الشام والعراق ـ الهند ـ الصين ".وفي وقت فقدت فيها بلاد المسلمين بوصلتها السياسية وباتت سلسلة ممتدة من الممالك " القرن الرابع عشر " كانت رحلة محمد بن عبدالله اللواتي من بلاد المغرب التي تعيش تداعيات خروج العرب من الأندلس التي لم يبق منها غير شريط متاخم للبحر، إلى الشرق الخارج من وطأة الغزوين الصليبي والمغولي، في رحلة كان يبغي منها أن تزداد معرفته بأمور الشريعة الإسلامية، غير أن الرحلة استطالت قرابة ثلاثين عاماً طاف فيها أقاليم العالم الإسلامي، وسطّر ـ بمساعدة شاعر وأديب هو ابن جزي الكلبي ـ رحلته، وذلك بعد عودته إلى بلاده المغرب. ولا أدري إن كان ابن بطوطة قد دوّن ملاحظاته، وأعاد صياغتها بمساعدة ابن جزي الكلبي، أم أنه استعادها من صندوق ذاكرته على امتداد ثلاثة عقود؟تتوزع رحلة ابن بطوطة: " تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار " إلى سرديات متصلة تتموضع تحت عناوين متشابهة: " رحلة ـ في ذكر سلطان إقليم.....ـ حكاية ". مسجلة انتماءها إلى السرديات التي وضعت في حقل أدب الرحلات: " الذي يصور فيه الكاتب ما جرى له من أحداث وما صادفه من أمور في أثناء رحلة قام بها لأحد البلدان ".. وتُعد كتب الرحلات من أهم المصادر الجغرافية والتاريخية والاجتماعية ؛ لأن الكاتب يستقي المعلومات والحقائق من المشاهدة الحية، والتصوير المباشر، مما يجعل قراءتها ممتعة مسلية".ولعلّ قارئ الرحلة سيجد فيها ما يثير الفضول حول أمصار العالم الإسلامي، وذلك للمقارنة بين عوالم مختلفة جمع بينها المكان، واختلفت في الزمان والعمران والطباع البشرية والتكوين الديمغرافي المتغيّر عبر الزمن. يظفر القارئ بنشرة أخبار اجتماعية يجمع فيها الغريب المستطرف: " حجاج الأقاليم ـ حرفيو بعلبك ـ أهل سرمين ـ أهل مكة ـ علماء واسط ـ أعمى جدّة ـ أهل مقديشو ـ فتيان التركمان ـ أهل القسطنطينية ـ أهل ترمذ " راوياً من طرائف مأكولاتهم وطباعهم ومذاهبهم، مستعيناً بالحكايات التي يبثها بين الرحلات ـ تعطي القارئ تصوّراً عن أقاليم العرب والمسلمين التي طال بعضها التغيير، فانتقلت من دار إلى دار، وتغيّر أهلها وناسها، أو تغيّرت ديانتهم، أو مذاهبهم.وعلى أي حال فإنّ العرب المشغولين هذه الأيام بربيعهم وتبعاته، عن أشياء كثيرة، فإن واجبنا أننشكر هذا الموقع العالمي على التفاتته إلى الرحالة الأكثر شهرة في عالم الرحلة، الأمر الذي يمنحه بلا شكّ لقب: " أمير الرحّالة ".

473

| 27 فبراير 2012

alsharq
الكلمات قد تخدع.. لكن الجسد يفضح

في ظهوره الأخير على منصة الأمم المتحدة، ملامحه،...

4842

| 29 سبتمبر 2025

alsharq
في وداع لطيفة

هناك لحظات تفاجئ المرء في منتصف الطريق، لحظات...

4617

| 29 سبتمبر 2025

alsharq
TOT... السلعة الرائجة

كثير من المراكز التدريبية اليوم وجدت سلعة سهلة...

2724

| 06 أكتوبر 2025

alsharq
الإقامة الدائمة: مفتاح قطر لتحقيق نمو مستدام

تجاذبت أطراف الحديث مؤخرًا مع أحد المستثمرين في...

1755

| 05 أكتوبر 2025

alsharq
استيراد المعرفة المعلبة... ضبط البوصلة المحلية على عاتق من؟

في الآونة الأخيرة برزت ظاهرة يمكن وصفها بـ...

1233

| 02 أكتوبر 2025

alsharq
حين يُستَبدل ميزان الحق بمقام الأشخاص

‏من أخطر ما يُبتلى به التفكير البشري أن...

1059

| 29 سبتمبر 2025

alsharq
حماس ونتنياهو.. معركة الفِخاخ

في الوقت الذي كان العالم يترقب رد حركة...

927

| 05 أكتوبر 2025

alsharq
إعطاء من لا يملك لمن لا يستحق

منذ أكثر من مائة عام ارتُكبت واحدة من...

885

| 30 سبتمبر 2025

alsharq
النسيان نعمة أم نقمة؟

في لحظة صفاء مع النفس، يطلّ النسيان عليَّ...

852

| 30 سبتمبر 2025

alsharq
الوضع ما يطمن

لسنا متشائمين ولا سلبيين في أفكارنا وتوقعاتنا ولكن...

819

| 03 أكتوبر 2025

alsharq
تعلّم كيف تقول لا دون أن تفقد نفسك

كم مرة قلت «نعم» في العمل بينما في...

756

| 02 أكتوبر 2025

alsharq
كورنيش الدوحة بين ريجيم “راشد” وعيون “مايكل جون” الزرقاء

في فجرٍ قطريّ عليل، كان البحر يلمع بألوان...

642

| 30 سبتمبر 2025

أخبار محلية