رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
كان خبراً محزناً، ولكن في تكملة الخبر عزاء، هذا ما قرأناه صبيحة الأحد عن توقف الشرق الثقافي عن الصدور، فعلى مدى سبعين أسبوعاً تقريباً كنّا ننتظر الأحد، لنتصفح مع ساعات الصباح الأولى مطبوعة الشرق الجديدة "الشرق الثقافي" المولود الذي شاركنا في صناعته، وانتشاره مع أسرة تحرير القسم الثقافي في الجريدة، حيث شهدت الشرق أكثر من نقلة نوعية في الفترة الأخيرة، تمثلت في الشرق الثقافي والذي يصدر بمطبوعة مستقلة يوم الأحد، وثقافي الشرق الذي يلمّ بالمشهد المحلّي كلّ ثلاثاء وقد حقّق تفوقاً واضحاً، منذ انطلاقته. يمكن القول إنّ الشرق وضعت شقيقاتها الأخريات أمام تحدّ جديد، حيث بدأت ملاحق أخرى بالصدور، سيكون المثقف المواطن والمقيم هو الرابح في هذا الرهان، فمع السنوات الأخيرة شهدت البلاد عودة مجلة الدوحة إلى الصدور، وصدور جريدة رابعة هي العرب، وصدور جريدة أخرى تطبع من الدوحة ولندن هي "العربي الجديد" بملحقيها الثقافي والكتاب، إضافة إلى الملاحق الجديدة، ومجلة الضاد للأطفال التي تصدر عن كتارا.ولكن حكاية الملحق الثقافي مختلفة، بانطلاقته الواعدة، واختفائه المدهش الذي أحزن أحباءه نظراً للأثر الطيب الذي تركه في نفوس الأدباء والمثقفين الذين كتب أغلبهم فيه، وكان لي شرف العمل في البدايات مع الصديق عبدالله الحامدي لبعض الوقت، وقد شهدت شخصياً التعب الصحفي غير المحدود بوقت، والسهر حتى وقت متأخر في انتظار (البروفة) وتبيّن لي أنّ مهنة المتاعب هي مهنة الصحافة بكلّ تأكيد.وفي المقابل فإن ما يخفف علينا فراق الملحق، أنه سيتحوّل إلى مجلة شهرية ثقافية، تضعنا أمام التحدّي ذاته، فليس أثمن من النجاح، وليس أقوى من البقاء في القمّة، فقد اختارت الشرق أن تكمل مسيرة التحدي في قطوفها الجديد المنتَظر "أعناب"، الوليد الذي نترجّى فيه أن يضيف إلى المجلات الأدبية العربية، وهذا هو الأمل في فريق الشرق الثقافي، فالح العجلان وصالح غريب وعبدالله الحامدي وطه عبدالرحمن ومحمود سليمان وهاجر بوغانمي وسمية تيشة، الأصدقاء الذين عملت معهم منذ أكثر من عشر سنوات، والذين تجمعهم المحبة والألفة، وبها استطاعوا الاستمرار والتألق في السنوات الأخيرة.
517
| 25 مارس 2015
مازال الشعراء يكتبون، لم ترفع أقلامهم، ولم يجفّ حبر صحائفهم، ولكنّنا خائفون على مصير الشعر، كقوّة ومصدر جمال للثقافة العربية، وبات للشعر يوم، كما هو حال المهمّشين والآيلين إلى الانقراض. نعرف أنّ الشعر تسرّب في أكثر من جهة أدبية أو إعلامية دعائية، فلم تعد قصيدة ترحّل قبيلة عن مضاربها كما فعل بيت جرير :" فغضّ الطرف أنك من نمير"، فهذا يمكن أن يفعله برنامج إعلامي ذائع الشهرة كالاتجاه المعاكس، ولم يعد ديوان شعري يطبع الطبعة العاشرة أو حتى الثانية كما تفعله رواية حديثة وليس شرطاً أن تكون مكتملة فنيّاً، ولم يعد شاعرٌ يجذب الحاضرين خلا عدد متواضع، يلتمس لذلك وسيلة بعد وسيلة. الشاعر ليس نجم المرحلة، ففي عصر الصورة تراجعت الكلمة، وبات على الشاعر أن يتدبّر لكلماته بيتاً يسمونه الديوان، سيدفع ثمن طباعته من لقمة أولاده، وعلى الشاعر أن يمشي درب الجود المُفقِر والإقدام القتّال، فالشاعر الشاعر ليس بائعاً في دكاكين السياسة، ولا إمّعة في الحروب الأهلية، الشاعر الحقّ يرى بعين أمّته البوصلة، ويكتب بحبر مشاعرهم، وهو وإن تخالفت فرادنيّته مع اتجاههم إلا أنها تظلّ غير بعيدة. الشعر في يومه، والشعراء يكتبون، والشعر قليل، وصوتنا الآن يخبو، فقد عجزت كلّ البرامج الإعلاية عن ترجمة ألَمِنا، ألمنا الذي ظلّ في الأرض، يصيح كجمجمة موتور، ألَمُنا الذي مشّطته الخطوب على عجل، ألَمُنا المنتظر كي يغنّي لأول قصيدة حقيقية تعبر البلاد بخفّين من عشب.لم تعد القصيدة تفلح في الصراخ، ولا في البكاء الحارّ على قبر كليب، القصيدة الآن مدعوة إلى أن تصغي في هدوء إلى هذا الخراب المدبّر، وأن تقف عليه وتعبر إلى أملٍ جديد، يخطف الجمال المنتظر إلى فضاء رامبو الذي لم يذقه ريش. **الشعر لم يرحل بعد، لأننا في أمسّ الحاجة إليه.
488
| 18 مارس 2015
ما الذي يجمع بين الرواية والكرة غير أيام العطلة، والكسل المديد الذي يتيح لي قراءة رواية ساعات الظهيرة، ومشاهدة بعض مباريات الدوري الإسباني والإنجليزي أمسية السبت؟. لاشكّ أن المتعة الأدبية التي تمنحها قراءة رواية متعة عظيمة تترك أثرها زماناً، كما أن حضور مباريات الكرة التي تلعبها الفرق الكبيرة، تترك أثرها في الأيام التالية، ولابدّ أن الرواية ومباراة الكرة بوصفهما فنّين ممتعَين، يحتكران الكثير من وقت شريحة واسعة من المتابعين، أو الغاوين الجدد، وفي النظر إلى منشئهما المشترك في تربة الحداثة الأوربية، نراهما يتقاطعان على عناصر مشتركة كثيرة، فأبطال أي روائي هم لاعبو فريقه على مستطيل ورقي يجريان في أرض الرواية حتى الصفحة الأخيرة، في حين ترى اللاعب الماهر بطلاً لرواية الأمسية، أقصد مباراة الأمسية، فالأرجنيتني ميسّي مثلاً هو بطل جميع مباريات المؤلف غوارديولا في أثناء توليه تدريب برشلونة، والفرنسي جان فالجان هو بطل مباريات المدرب فيكتور هيغو أثناء تدريب فريق (البؤساء).ما الذي يجعلنا نصبر على البدايات السيئة أو المملة، في الصفحات الأولى للرواية أو الدقائق الأولى للمباراة، غير ظننا بمفاجأة طيّ الصفحات أو الدقائق، تأتي من قدم لاعب، أو فكرة مؤلف، فأحابيل المدربين والمؤلفين واحدة، وثقافات الشعوب تنعكس على أساليب متعتها وتذوقها، فأمريكا اللاتينية التي أنتجت اللعب الجميل، هي ذاتها التي أنتجت الواقعية السحرية، وأوربا الشرقية التي فاجأتنا بفرق وطنية في المسابقات الدولية مثل صربيا واليونان والمجر أيام الستينات، هي من قدمت اليوناني كازنتزاكي ورائعته "زوربا" الهداف الروائي الذي فاق في شهرته راقصي السامبا مثل "جونيور" أحد نجوم عام 1982.وبرغم قناعتي أن الكتلة البشرية المحصورة في ملعب أو صفحات كتاب، يختلف أفرادها بين افتراضي موافق للواقع، أو واقعي موعود بالتحليق في عالم الأساطير، فالحياة مباراة كبيرة، أو رواية طويلة.. لافرق.
240
| 11 مارس 2015
يتساءل المتتبعون للظواهر الاجتماعية عن المؤثر في الواقع الاجتماعي، ففي حين كان الشاعر قريباً من الناس وقبل أن تدركه أوهام النخبة، فيصعد برج الحداثة العاجي وحيداً، وترك الناس وهمومهم للتيارات السياسية، والاجتماعية، قبل أن يدخل عصر الصورة ويؤثر في ثقافة الشارع، كمعلم جديد. وقد قارنت عبارتين على اختلاف مصدريهما، ذهبتا أثراً في الشارع، ترددتا ملايين المرّات. الأولى، جاءت في قصيدة الشاعر الراحل نزار قباني "المهرولون" في توقيت مناسب، لينفث فيه الشاعر هموم مرحلة، سجلت تراجعاً عربياً واضحاً في السيادة الرمزية التي تحققت أيام الستينيات، وترجمت في الانتصار النوعي الذي حققه العرب مجتمعين في حرب 1973 مع العدو، فأطلق نزار غضبته (المهرولون) وما لبث صدى القصيدة أن انتشر في الشارع السياسي والثقافي، وأعيد الاعتبار لمفردة (هرول) كأنها غادرت مادة التربية الرياضية، إلى الناس، حتى أنّ السياسيين استخدموها في اجتماعاتهم، فقد خاطب رئيس وفد دبلوماسي عربي رفيع زميله من دولة أخرى متهماً دولته بـ(الهرولة)، فأجابه لقد (هرولنا) لنلحق بكم.الثانية، جاءت في أوّل الربيع العربي عام 2010 على لسان التونسي أحمد الحفناوي وهي "هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية" وما لبثت أيضاً أن دارت على كلّ لسان. واستخدمت في جمل مفيدة في عناوين صحفية سياسية واجتماعية وحتى رياضية. لم يكن الحفناوي شاعراً، ولم تكن قصيدة نزار (المهرولون) من أفضل قصائده، فما الذي جعل مفردتي هرول وهرم تملآن نشرات الأخبار، وأحاديث الشارع، هل هو التعبير المباشر عن حال الشارع، أم التكرار الكثير في قنوات الإعلام؟ فالصحف العربية أواخر التسعينيات ساهمت في نشر (المهرولون) وقناة الجزيرة التي كانت تبث شريط (هرمنا) في ثنايا بثها اليومي العديد من المرّات. هل عصر الميديا التي تؤسّس لثقافة المجتمع، فما الذي يجعل (المهرولون) تتفوق على نصوص لا تقل عنها جودة لشعراء آخرين، وما الذي يميز عبارة حفني عن عبارة أخرى صرخ بها ثائر يمني أو مصري أو ليبي أو سوري، لم يتزامن تعبيره مع مرور الكاميرا.
663
| 05 مارس 2015
في روايته "طقس" يشير الروائي السوداني أمير تاج السرّ إلى ظاهرة المواهب المظلومة في الوطن العربي، من خلال شخصية "مرتجى" الشاب المجنون الذي يكلّم نفسه مستعرضاً معلومات كاملة عن إحدى بطلات القصة وكأنه موسوعة " الويكيبيديا" كما وصفه تاج السرّ، ولا يلبث أن يحتفي من الحيّ، وحين يسأل عنه يفاجأ أنه كاتب موهوب، وقد فازت إحدى قصصه بجائزة إفريقية مرموقة. وعلى الرغم من أن الراوي وبعد بحث طويل عن صحة ذلك في محرك البحث "غوغل" لم يعثر على ذلك. يذكر أمير تاج السرّ ذاك في سياق فانتازيا روائية ممتعة، مبيّنا كمّ المواهب وأثرها في "مخيال الجماعة"، التي تصنع أبطالها على الدوام. ومن خلال عملي مدرّساً قريباً من هذه القدرات الواعدة، نلمح استعدادات عجيبة عند أطفال ويافعين وشباب، ويكاد يخرج مفهوم "عمر الورود" من المجاز ليكون حقيقة، وأنت ترى هذه القدرات العجيبة من خلال التحصيل الأكاديمي، فبالأمس القريب كنتُ أدرّب طلابي على كتابة نصّ إيقاعي لتعريفهم بالكتابة الشعرية من خلال تفعيلة الوافر " فعولن" وأحسبها من أسهل التفعيلات التي يمكن التدرب عليها، وفاجأني الأولاد بعد تدريب قصير بكتابة جمل شعرية لاتخلو من صور غنية بدلالاتها، كما كتب أحدهم هذا البيت :" وجيب السرورِ خليٌّ/ وجيب الهمومِ مليءُ". في عملنا كمدرّسين أولاً، وكمشتغلين على الكلمة ثانياً، نجد في مثل هذه المحاولات ما يعبر بنا هموم اليوميّ إلى أحلام الغد، وإلى تصوّر متفائل للحياة التي نعيشها، ومن خلال عملي في مدرسة تعلي شعار "التعليم بالفنون" أجد مثل هذه الاكتشافات مثيراً حقيقيّاً تجعل العمل في التعليم متعة حقيقية، ليس الأمر متعلقاً بالأدب فقط، فقد تجد قدرات كثيرة في حفظ القرآن الكريم أو الخطابة أو الخط العربي أو الرسم أو الصحافة المدرسية أو صناعة "الروبوتات" أو الرياضة بمختلف أشكالها، وكم هو مفرح أن تجد أحد طلبتك الطالب المتميّز الأوّل على مستوى مدارس الدولة في أكثر من مجال.العمل مع المواهب متعة حقيقية، ولكن اكتشاف هذه المواهب من خلال الكدح اليومي في التدريس المتعة الأكبر.
543
| 26 فبراير 2015
في روايته "طقس" يشير الروائي السوداني أمير تاج السرّ إلى ظاهرة المواهب المظلومة في الوطن العربي، من خلال شخصية "مرتجى" الشاب المجنون الذي يكلّم نفسه مستعرضاً معلومات كاملة عن إحدى بطلات القصة وكأنه موسوعة " الويكيبيديا" كما وصفه تاج السرّ، ولا يلبث أن يحتفي من الحيّ، وحين يسأل عنه يفاجأ أنه كاتب موهوب، وقد فازت إحدى قصصه بجائزة إفريقية مرموقة. ورغم أن الراوي وبعد بحث طويل عن صحة ذلك في محرك البحث "جوجل" لم يعثر على ذلك. يذكر أمير تاج السرّ ذاك في سياق فانتازيا روائية ممتعة، مبيّنا كمّ المواهب وأثرها في "مخيال الجماعة"، التي تصنع أبطالها على الدوام.ومن خلال عملي مدرّساً قريباً من هذه القدرات الواعدة، نلمح استعدادات عجيبة عند أطفال ويافعين وشباب، ويكاد يخرج مفهوم "عمر الورود" من المجاز ليكون حقيقة، وأنت ترى هذه القدرات العجيبة من خلال التحصيل الأكاديمي، فبالأمس القريب كنتُ أدرّب طلابي على كتابة نصّ إيقاعي لتعريفهم بالكتابة الشعرية من خلال تفعيلة الوافر " فعولن" وأحسبها من أسهل التفعيلات التي يمكن التدرب عليها، وفاجأني الأولاد بعد تدريب قصير بكتابة جمل شعرية لا تخلو من صور غنية بدلالاتها، كما كتب أحدهم هذا البيت: " وجيب السرورِ خليٌّ/ وجيب الهمومِ مليءُ". في عملنا كمدرّسين أولاً، وكمشتغلين على الكلمة ثانياً، نجد في مثل هذه المحاولات ما يعبر بنا هموم اليوميّ إلى أحلام الغد، وإلى تصوّر متفائل للحياة التي نعيشها، ومن خلال عملي في مدرسة تعلي شعار "التعليم بالفنون" أجد مثل هذه الاكتشافات مثيراً حقيقيّاً تجعل العمل في التعليم متعة حقيقية، ليس الأمر متعلقاً بالأدب فقط، فقد تجد قدرات كثيرة في حفظ القرآن الكريم أو الخطابة أو الخط العربي أو الرسم أو الصحافة المدرسية أو صناعة "الروبوتات" أو الرياضة بمختلف أشكالها، وكم هو مفرح أن تجد أحد طلبتك الطالب المتميّز الأوّل على مستوى مدارس الدولة في أكثر من مجال.العمل مع المواهب متعة حقيقية، ولكن اكتشاف هذه المواهب من خلال الكدح اليومي في التدريس المتعة الأكبر.
407
| 25 فبراير 2015
طلب مني صديق قديم قائمة بمشترياتي من الكتب في معرض الدوحة للكتاب، لأن ظروف عمله لا تسمح له بوقت كافٍ يستطيع فيه البحث عن جديد المكتبات، ولاهتماماتنا المشتركة فقد آثر الاستئناس بما اقتنيته.ومن تجاربي الشخصية فقد استأنست بآراء بأصدقاء مختصين في أكثر من مجال في قراءة كتب معيّنة، فمنهم من أبعدني عن عمل روائي بداعي أنه ضعيف، ومنهم من شجعني على قراءة كتاب ما لأنه يضيف الجديد. كل هذا دعاني للتساؤل هل يمكن الاستعانة بصديق بحسب العبارة الشهيرة التي بقيت من برنامج مسابقات شهير؟ أم أن تصوّراتنا حيال الجودة والجمال مختلفة ويجب أن نقرر ذلك بأنفسنا؟ وهل نمتلك الوقت الذي يسمح لنا بخوض مغامرة القراءة إلى آخرها، والخروج بحكم ذاتي نتيجة جهد ذاتي؟ منذ القديم تبلورت فكرة الوصاية الأدبية بعد التراكم المعرفي الأدبي الثقافي الذي أنجزته الحضارة العربية في قرونها الأولى بعد الإسلام، فجاءت المنتخبات والمصنّفات التي خلّدت نصوصاً بعينها، وتجاهلت نصوصاً أخرى. كانت الوصاية الأدبية مرحلة استدعتها ظروف عصر شهد كثافة في النشاط الثقافي الأدبي، وصار في حاجة إلى انتخاب وفرز كنماذج مدرسية أمام أجيال تنعم بدولة مستقرة، ولا تعيش هاجس التغيير كالأجيال السابقة.ومع هذا فقد ظلّ الشغب موجوداً على كلّ تقعيد يجرّ الحالة الأدبية إلى صفف النموذج المدرسي، ومع هذا فقد صادرت المصنفات التقييمية الحقّ المعرفي لقرون طويلة بعد القطيعة المعرفية الكبرى مع السابق.يتعرض القراء لأكثر من خديعة معرفية في الوقت الحاضر، فثمة عناوين برّاقة تمدّ حبل الغواية لقراء يشدهم الفضول إلى قراءة الأحاديث للواقع الذي نلامسه في نشرات الأخبار ونتابعه في دراما الشاشة والحياة معاً، ولهذا فإن الكتب التي تدّعي القبض على الغامض والمجهول وتفشيه لقرائها هي الأكثر مبيعاً ورواجاً، كما أن عبارة الكتب الأكثر مبيعاً ترشّح كتباً معينة للقراءة بغض النظر عن جودتها، في حين تبدو المسابقات حول الكتب الأفضل كتابة في عالم الإبداع أو التأليف تحضر بقوة، ففي معرض الدوحة الأخير نفدت كثير من الروايات التي وردت في إعلان قائمة البوكر الطويلة في أثناء المعرض، فثمة كثير من المسوّغات التي تجعل الاستعانة بصديق ثقة أمراً مقبولاً.
1262
| 16 فبراير 2015
في مقابلة تلفزيونية تتكلم روائية عربية عن أنها حزينة للفراغ من روايتها، لأنها عاشت شخوص روايتها الماضية، ولم تنسهم تماماً لتكتب غيرهم، وفي هذا السياق يمكن أن نتساءل أيضاً: هل يحزن القراء عند فراغهم من قراءة عمل روائي؟ هل يعزّ عليهم فراق أشخاص عزيزين عليهم كانوا معهم قبل قليل، قبل أن تنطوي الصفحة الأخيرة.أزعم أن كثيراً من القراء يعيشون حزناً حقيقياً بعد قراءة عمل روائي، فالشخوص الذين ألفناهم وصادقناهم على مدى صفحات كثيرة، قلّبناها بعسر بداية القراءة، وتجهّمنا في وجوه جيراننا الجدد، قبل أن نتعرف إليهم تماماً، ونجد من يشبهونهم في الواقع، ونتباطأ في قراءة الصفحات الأخيرة، واقفين على عتبة الوداع، راسمين لهم صوراً تطابق كثيراً شخوصاً من لحم ودم مرّت بالقرب منّا.في أيام الطفولة وقفنا على أبطال التمثيليات في المجلات الملوّنة المرسومة بريشة فنانين محترفين، وفي اليفاعة تسلل إلينا السندباد وحمزة البهلوان وأبطال السيرة الهلالية، الذين ماتوا في التغريبة، كانت نهاية التغريبة محزنة جداً، فقد حلّت لعنة الزناتي خليفة على الجميع، وتساقط الجميع في الربع الأخير من القصة، ومن هذا فإن كثيراً من روائيي العرب يؤجل موت أبطاله إلى الصفحات الأخيرة لأنه متعاطف جداً مع شخصياته، فيجاملهم على حساب مقتضيات الشرط الفنّي للرواية. ثمة أبطال كثيرون رفضوا التلويح لي عند الغلاف الأخير، بل حطّوا خفافاً على باب الروح، يخطرون ضيوفاً خفيفي الظلّ، على مفارق اللحظات الصعبة، فمنهم ذاك الفتى الأسمر القادم من أعالي النيل وهو ييمم شطر الشمال قبل أن يعود به الطيب الصالح، رجلا كهلاً لايكاد يعرفه أحد، ومنهم الفتى الطائر خلف أحلامه يلهث وراء الروائي عادل أبو شنب، و لابدّ أن يحطّ الرحال عند شيخ الرواية العربية نجيب محفوظ وأنا أحمل معه هموم أحمد عاكف الذي وجد نفسه فجأة أباً لعائلة قبل أن يتزوج، ثم أسافر إلى بلاد ماركيز لأقرأ خيبات العاشق الشاعر وهو يكابد حتى لاينسى برغم الكوليرا والحركات السياسية المضطربة. شخصيات أحسبني نسيتها، لكنها تظهر لي فجأة عند منعطف صغير، تخيفني وترهبني أحياناً، وأحياناً ترشّ الماء عليّ لأستيقظ، شخصيات ملأت حصالتي الأدبية، ولم أكسر جرّتي بعد، فما زلت أضع فيها مصروفي اليومي من القراءة.
402
| 04 فبراير 2015
أثار الناقد السعودي محمد العباس الإعلانات الكبيرة لرواية صدرت حديثاً لداعية مشهور، وصلت إلى لوحات كبيرة وضعت على مفارق الطرق، متسائلاً عن طموح هذا العمل بدعايته غير المسبوقة: "أن يتم الإعلان عن الرواية من خلال حوامل الإعلانات الضخمة في شوارع وجسور القاهرة، تكلف قيمة الإعلان الواحد ميزانية طبع عشرات الكتب، فهذا يعني أن ما نحن بصدد قراءته هو عمل دعائي أكثر من كونه منتجاً أدبياً". يعيد محمد العباس سؤالاً قديماً مرتبطاً بسيرة الأدب، فلطالما شهدت تعدّيات على ساحتها، وادّعاء ملكيتها، بحسب قوّة انتشارها، فعندما كان الشعر ديوان العرب، لاذ به المعلّمون ونظموا من خلاله القصائد والأراجيز التي استفادت من بنيته الإيقاعية، لتحفيظ المتعلمين أماليّهم.وفي القرن العشرين برزت الرواية كمنتج أدبي عالمي نضج على فترات سابقة، ووصلنا مع المطبعة والترجمة، ونفشت فيه الأقلام، ولم يستوِ على سوقه حتى عهد قريب، ومع تعاليم الشعر على قرائه، وتخففه من وظائفه، وتسليمه (عهدة) قلق العالم وأسئلته الكبرى إلى الرواية، حتى هرع الغاوون إلى عوالم هذا الفنّ يتعثرون بحيواتهم ومصائرهم في ثناياها. تتعرض الرواية لما تعرضت له القصيدة، من الاستفادة من أبرز عناصرها (الحكي) للتعبير عن هموم متوسطي الموهبة من خلال فضفضات متناثرة لبناء رواية، وهذا ما يميز سيل الأعمال الروائية التي لا تعدم سوقها الرائجة بمجرد اللعب على وتر الممنوع، وقد يتسرب الوهم إلى كاتب أحد هذه الروايات أنه راوٍ مهمّ، لأن حكايته نفدت من الأسواق، كما عانت الرواية من عبء الأدلجة، إذ كتب الكثير من الساسة روايات لا تغادر خطاباتهم العامة، والآن يتجه الدعاة إلى كتابة روايات شبابية "مغامرات وقيم"، ولابدّ أن تعرّج على روايات كتبها (أو كُتِبت لهم) مشاهير تحمل طابع السيرة الذاتية. مما يدفعنا للقول إن الرواية هي "الطوفة الهبيطة" بالتعبير الخليجي، أو عمل من ليس له عمل.ورغم الجوائز الأدبية التي أعلنت مؤخراً (البوكر- كتارا) إلا أنّ دور النشر مدعوّة بدورها إلى ضبط معايير الطباعة، كما أن النقاد يحملون مسؤولية إشهار الأعمال الجيدة على الأقل، وتزكيتها للقراء، إن لم يكن متاحاً لهم مهاجمة الأعمال الرديئة.
368
| 29 يناير 2015
حلّت الرسوم الكاريكاتورية محلّ قصيدة الهجاء، وباتت رسوم على صفحات الجرائد تستفزّ حكومات وأنظمة وشعوباً، كما كان فعل قصيدة الهجاء، ولهذا جاءت رسوم مجلة شارلي إيبدو في تعرضها السافر لشخص رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم مثيرة لغضب المسلمين عموماً، والجاليات المسلمة في أوروبا بخاصة، القارة العجوز التي تشهد استقطاباً حاداً بين قوى اليمين التي تمثل السكان الأصليين الذين يضيقون ذرعاً بامتداد سكان المستعمرات وبخاصة من ذوي الثقافات المختلفة، والمؤثرة في نسيج المجتمع الفرنسي، حيث أتاحت لهم المدنية الفرنسية بقيمهما المتسامحة الاندماج في المجتمع، والإسهام في حياته الثرية، ففي الأدب أسهمت الأقلام السمراء في تلوين الأدب الفرنسي بلون آخر، وفي الرياضة لا تكاد تتابع مباراة في الدوري دون لاعب أسمر يهزّ الشباك، ولعل من يتابع المنتخب الفرنسي يجد أنّ أكثر من نصف لاعبي فرنسا أبناء جاليات البلاد المستعمرة.من طبيعة الأشياء أن فكرة الصفاء العرقي والديني لا تنسجم مع بنية الدولة الإمبراطورية التي تمتعت بها فرنسا أكثر من قرن، وأنّ فرنسا وبريطانيا تقاسمتا ثروات العالم يوماً ما، وأنها استقبلت أبناء الشعوب المغلوبة لخدمتها وليس حبّاً في استضافتهم، فكانوا جنودها في الجهات الأربع، وعمّالها فيما بعد، لتغذية ميزانية الضرائب التي تذهب لخدمة مواطنيها.وفي كل الدول ذات الماضي الإمبراطوري وعندما تنكمش الخريطة، وتغلق الأبواب على أبناء البيت، يبدأ الورثة صراعهم المعلن والخفيّ، ولهذا جاءت الرسوم في مسار مسلسل طويل، مرّ بأكثر من توتّر حاد كانتفاضة أبناء الجاليات قبل أعوام قليلة، وتصريحات تيار اليمين في كلّ موسم انتخابات، وما رسوم شارلي إيبدو إلا حلقة في هذا المسلسل. مقابل ذلك يبدو مسلمو فرنسا مسجونين في خانة ردّ الفعل، عرضة لعدسات الإعلام، التي تأخذهم بجريرة الإرهاب الدولي.ثمة سؤال معرفي انشغل به الكتاب بداية الألفية الثالثة، عمّن يغيّر العالم العسكر أم تجّار الأسلحة أم المثقفون، في مثار نقد نظرية صموئيل هتنغتون عن العدو الجديد للغرب بعد سقوط المعسكر الاشتراكي، وأفول شمس الإيديولوجيات واجتراح مصطلح صدام الحضارات، ومن هذا الباب يمكن أن نطلّ على السؤال مجدّداً من بوابة فن الكاريكاتور، الذي يؤذي المسلمين، ومسلمي أوروبا بخاصّة.نصحنا أبو نواس منذ قرون أن ندع الرسم الذي دثر، برغم اختلاف المقصد، فمن خلال التجربة بات ردّ الفعل المتوقّع مجالاً للاستثمار في أكثر من حقل، منها الشهرة التي حققتها الجريدة-نتذكر الشهرة التي حققها سلمان رشدي في الضجة التي أثار قبل سنوات- والضغط على الجاليات المسلمة، والتمهيد لحرب جديدة على الإسلام.
491
| 21 يناير 2015
أكثر من جديد في دورة هذا العام، المكان والكتب والناس والضيوف، فالمعرض انتقل من جناح الدوحة الشرقي المجاور للحي الثقافي (كتارا) إلى قصر المؤتمرات جاراً لمؤسسة قطر التعليمية، وفي كلتا الحالين، فالمعرض الخامس والعشرون للكتاب، يبتعد عن زحام الدوحة إلى فضاء الأطراف. وفي هذا العام كان المحتفون بالكتاب يتعرفون مكاناً آخر غير أرض المعارض التي ركن إليها الكتاب في السنوات الأخيرة، وبدا الأمر غريباً بداية الأمر، قبل أن يتآلف الزائرون مع الوضع اللوجستي الجديد، حيث تبتعد مواقف السيارات مسافة طويلة نسبياً عن صالة العرض الكبرى، في طريق يحتاج بعض الوقت لمعرفته.وفي هذه الدورة التي تشهد مرور ربع قرن على هذه الفعالية الضخمة، يلاحظ المتابع للإبداع القطري نسبة متزايدة لحفلات التوقيع، للقطريين والمقيمين وحتى لبعض الضيوف، ومن المفرح بروز بعض الأسماء القطرية الجديدة في قائمة الموقعين على كتبهم الجديدة، نذكر منهم عائشة الكواري ومليحة الشافعي وسمية تيشة، ومن المقيمين لؤي خليل وسعيد أبو العزايم وحنين بديع، بالإضافة لإصدارات مختلفة للكتاب المعروفين، كما في رواية الشراع المقدي للكاتب عبد العزيز محمود، وكتاب مجلس التعاون العربي للدكتور أحمد عبد المالك، وكتاب في الإدارة من ترجمة الدكتورة كلثم جبر. ومن المهم الإشارة إلى دور الزميل والصديق صالح غريب في هذا المجال.كما تشهد الدورة احتفاء أدبياً بشاعرين مهمين أحبّا الدوحة، رحلا إلى عالم الحقّ العام الفائت، الأول كان دائم السفر إليها، وقد تغنّى بها غير مرّة وهو الشاعر الفلسطيني سميح القاسم الذي توفي قبل شهور، والثاني وقد أقام فيها ثلاثة عقود، وشارك في بناء المشهد الأدبي من خلال أخذه بيد الكثير من أدبائها وهو الشاعر المصري الراحل حسن توفيق. كما تنفرد دورة هذا العام حول الكتابة وتاريخها، وسيرتها الممتدة من المنسوخ إلى المطبوع في أكثر من أمسية، ولعلّ من شاهد ندوة العالم الجليل إحسان أوغلو يلحظ الحفاوة الكبيرة بالكتاب العربي وطباعته منذ قرنين ونصف تقريباً.ننتظر معرض الكتاب، لا لنشتري الكتب فحسب، ولا لنحضر أماسي الأدب والفكر، بل لنلتقي، نحن المهتمين بشقاء الحرف، في المدينة، مع أصدقائنا أصحاب الدور، ومع ضيوف الدوحة من المثقفين، ثمة عرس يتجدد في شتاءات الدوحة الرائعة، تعيد إلينا قليلاً من الأمل بدور المشاعر والأفكار في تغيير العالم.
277
| 13 يناير 2015
شوارع الفيس بوك كشوارع المدن الكبيرة، يمكن أن تظفر فيها بصديق قديم نزل إلى المدينة في التوقيت ذاته، ولم تكن رأيته من أيام الجامعة أو الجيش، وتسأله عن الدكتور فلان أو الطالبة فلانة، وقد تقول له :"تتذكر لمّا زحفنا في الثلج؟". وقد تصطدم بعربة فول أو بائع آيس كريم، وقد ترى صديقاً من بعيد، وتهفو إليه لكنك تفاجأ أنه تجاهلك ومضى. في الفيس ثمة محدثو نعمة (فيسية)، يتباهون بلايكاتهم وببوستاتهم بطريقة فاقعة، فتقول: ما فاس فيس وارتفع/ إلا كما فاس وقع. وفي الشوارع ذاتها ثمة خناجر تلمع تحت المعاطف، "مهكرون بدرجة امتياز يقتلون بصمت، يحقنون حسابك بالفيروسات" وفي الفيس أعراس قصيرة، وخيام عزاء، وزيارات المرضى. ثمة بسطات لغوية أمام المساجد، ثمة لافتات وإعلانات، ولو قلت: إن الفيس وطن لما خالفت الحقيقة.قد تعرض بضاعتك في سوق الفيس فتعود بمبلغ زهيد، 20 لايكاً مثلاً، وقد يبيع غيرك ب100 أو 1000، وفي شوارع الفيس يمكن لأي طفل أن يصرخ ويشتم دون أن ينادي أحد " ولد ضايع يا ولاد الحلال".ومع الاعتذار للمتنبي فإن وضع الفيس موضع السيف ليس مضرّا، فضربة فيسيّة قد تطيح بوزير أو حزب، وصرخة فيسية قد ترحّل عرب نمير إلى الصحراء. شوارع الفيس تذكرني بشوارع نيودلهي والقاهرة وربما حلب ودمشق، ليس الإسكندرية بالتأكيد التي زرتها عام 2005 ، ولو أدركنا الجاحظ لقال :" القاهرة فيسبوكية والإسكندرية تويترية" ناسفا مقولته القديمة عن عروبة الأمويين وساسانية العباسيين.أنا أحد مواطني الفيس، لم يطالبني مارك زوكر بيرج بإيجار البيت ولا ضريبة الرفاهية، ولم يرسل لي (تبليغة) الالتحاق بخدمة العلم، لي أصدقاء بلغوا 2738 صديقاً مات منهم كثير، ولم أجرؤ أن أكتب على جدرانهم "انتقل إلى رحمة الله" ، لي أصدقاء كسولون، وأصدقاء تركوا صفحاتهم لأهل الخير يشيرون إليهم، ناشرين العدس المجروش في أحواشهم.أخاف من حرب بين الفسابكة والتواترة جماعة ال140، أخاف من اقتصاد حربي طارئ بتقليص حروف نصي المهذار إلى كمية حروف جيراننا، أخاف أن تنقطع الكهرباء عن بلدي فتقلّ لايكاتي التي يأتيني معظمها من هناك.ورغم ذلك فالفيس مربط خيلنا، ومن عاش فاس، ومن فاس فات، وكل ما هو آتٍ آت.
454
| 07 يناير 2015
مساحة إعلانية
نعم، أصبحنا نعيش زمنًا يُتاجر فيه بالفكر كما...
6666
| 27 أكتوبر 2025
المسيرات اليوم تملأ السماء، تحلّق بأجنحةٍ معدنيةٍ تلمع...
2742
| 28 أكتوبر 2025
كان المدرج في زمنٍ مضى يشبه قلبًا يخفق...
2346
| 30 أكتوبر 2025
جاء لقاء حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن...
1710
| 26 أكتوبر 2025
على مدى العقد الماضي أثبتت دولة قطر أنها...
1518
| 27 أكتوبر 2025
نعم… طال ليلك ونهارك أيها الحاسد. وطالت أوقاتك...
1392
| 30 أكتوبر 2025
في زحمة الحياة اليومية، ونحن نركض خلف لقمة...
1050
| 29 أكتوبر 2025
لا بد عند الحديث عن التصوف أن نوضح...
1038
| 27 أكتوبر 2025
“أبو العبد” زلمة عصامي ربّى أبناءه الاثني عشر...
969
| 27 أكتوبر 2025
عندما تحول العلم من وسيلة لخدمة البشرية إلى...
867
| 26 أكتوبر 2025
بينت إحصاءات حديثة أن دولة قطر شهدت على...
861
| 27 أكتوبر 2025
أحيانًا أسمع أولياء أمور أطفال ذوي الإعاقة يتحدثون...
693
| 30 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل