رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
أفضل تعريف قرأته لمفهوم القضية العام هي أنها مجموعة من العوامل والأسباب التي تمثل اتجاها عاما تفرضه أفكار ونظريات معينة تمثل حجر الأساس والدوافع التي تضمن انتشارها وذيوعها، وعبر التاريخ رافقت القضية وجود الإنسان وكانت أول قضية قاتل الإنسان من أجلها هي البقاء والتفوق على سائر المخلوقات ثم انتقل إلى مرحلة أخرى عبر الزمن ليفجر كثيرا من الصراعات مع بني جنسه بعد تفوقه على سائر المخلوقات. للفرد قضية كما للمجموع قضية، في حين أن تبلور قضية للمجتمع ككل هي بداية الطريق الصحيح نحو الإنجاز. لماذا كل هذا التركيز على مفهوم القضية، لأنها ببساطة عندما تتبلور في ذهن المجتمع تجعل من جميع آلياته تعمل في الاتجاه الصحيح وبالفائدة المرجوة هنا يجب أن أحذر أن مفهوم القضية لا يعني الرأي الواحد والفكر الواحد هي بالضرورة تقوم على التعدد في الرأي والمعالجة ولكنها ترتكز على الاتفاق في التوجه والهدف. أن تكون للمجتمع قضية أمر هام يتفق على أهميتها الجميع عندئذ يصبح لجميع مفاصل المجتمع ومؤسساته دور هام ومثمر. نتساءل لم يزداد عدد الكتاب ويقل مردود الكتابة؟ الإجابة لعدم وجود قضية في المجتمع موضوع الكتابة، هناك مشاكل ومصاعب تحتاج إلى حلول ولكن تفتقد الاتجاه الذي يحولها إلى قضايا بالمفهوم السابق، عدم وجود قضية يعني عدم وجود رأي عام وإنما آراء فردية واجتهادات شخصية. الصحافة كذلك لا تكتمل من دون أن تحمل قضية تقوم على أساسها الصحيفة واتجاها تمثله. مجتمع لا يحتكم إلى القانون مجتمع بلا قضية، مجتمع ينمي ويزكي الولاءات الأولى مجتمع بلا قضية، مجتمع لا يشارك في تقرير مصيره مجتمع بلا قضية، مجتمع يقتل الاتجاهات والآراء وحرية التعبير عنها مجتمع بلا قضية، مجتمع يحارب الكفاءات مجتمع بلا قضية، مجتمع يعيش يومه على حساب غده مجتمع بلا قضية، مجتمع يقوم على الشكل لا الجوهر مجتمع بلا قضية، مجتمع يمايز بين أفراده تبعا للعرق والدين مجتمع بلا قضية، مجتمع يجعل من الرقابة والتحكم أساسا في قيامه واستمرار سلطته مجتمع بلا قضية. تبني قضية لأي مجتمع ليس بالأمر السهل عندما كان الاستقلال قضية استقلت دولنا العربية الواحدة تلو الأخرى وأثمرت الكتابة والشعر والأدب، عندما كانت الحرب قضية حارب العرب وانتصروا في 6 أكتوبر، ما نعاني منه اليوم هو افتقاد المجتمعات لقضايا تستطيع أن تشكل رأيا عاما أو كتلة تضع الأولويات، وافتقاد الأمة كلها كذلك لقضية تتحسس من خلالها وجودها والخطر المتربص بها. تشظى الوعي فى الجانبين وأصبح المجتمع يقوم على استمراره بتآكل بعضه البعض، والأمة لم تعد كذلك وإنما مجموعة أنظمة تتدثر بثياب الأمة. فأي محصلة للكتابة أو للأدب أو للمجالس الشعبية وإن انتخبت طالما أن القضية لم تعد قضية عامة وإنما قضايا أشخاص ومناصب تزول بزوالهم واختفائهم.
2694
| 30 يناير 2023
في ثقافتنا، وهي ثقافة إجابة بامتياز، تحت شعار ليس بالإمكان ابدع مما كان، يذهب المرء باحثاً عن الاجابة عند من يملكها سواء كان مفتيا أو شيخا أو خبيرا، لا يراجع السؤال الذي يبحث عن اجابة له، لعله يجد فيه ما يمكن ان يجيب على ما يبحث عنه او اعمل عقله، الاجابة في ثقافتنا لها السمو والغلو بينما السؤال مزعج وفي مكانة ادنى هو وصاحبه، كثيرون الذي تساءلوا وكان مصيرهم الطرد والاحتقار، والقتل احياناً، من الطريف ان فيلسوفاً كبيراً مثل ارسطو كان يعتقد ان اسنان المرأة اقل من اسنان الرجل، واستمر هذا الاعتقاد سائدًا لثمانية عشر قرناً حتى القرن ١٦ الميلادي حين وضع عالم تشريح "فيزاليوس" هذا الاعتقاد على محك الترشيح ليجد ان اسنان المرأة مساوية لأسنان الرجل، اترك مجالاً للسؤال تغتني الحضارة وتنمو، ماذا كان مصير من يطرح سؤالا في ثقافتنا، الشيخ علي عبد الرازق وسؤال الدولة المدنية، طه حسين وسؤال الشعر الجاهلي، فرج فودة وسؤال العلمانية، اثنان طردا والثالث قتل، لانهم هددوا مصير الاجابة الجاهزة، وكان بإمكانهم ان يزيدوها ثراء بالتوسع في الاجابة، والانتقال بها من ضيق الضرورة الى فضاء الامكان الواسع، فالعمر حقيقة واحدة لكنها لا تكتمل طالما لا يزال صاحبها على قيد الوجود.
1359
| 26 يناير 2023
في اعتقادي هناك بعض المعايير يمكن من خلالها التفريق بين الهوية الانسانية «الماهية» والمحلية «المكتسبة»، مؤكدًا أن الهوية يمكن أن تكون إنسانية ومحلية في الوقت ذاته إلا إذا كان البعض قاصدًا للهوية بمفهومها الضيق أو هويات المرجعية الأولى كالطائفة والقبيلة، وهنا بعض النقاط ارى أنها تلخصُ المعادلة التي توضحُ إشكاليات الهوية. النقطة الأولى لا يمكنُ معها طرح موضوع الهوية بمعزل عن موضوع الحرية، إذ أن الهوية بلا حرية تعد بمثابة سجن اختياري، بل إن الحرية تأتي قبل الهوية، فالهوية هي الماهية، ما دام أن الإنسان يولدُ أولًا ثم يكتسبُ هويته فالحرية أسبق. أما النقطة الثانية فهي مفهوم الضرورة والإمكان حيث: إنَّ الهُوية جزءٌ من الإمكان وليس كل الإمكان، وعند اعتبار الأمر ضرورة نكون بصدد هوية مغلقة، فأي شخص بالإمكان أن يولدَ بجنسية أخرى مختلفة عن تلك التي ولد فوجد نفسه عليها، ومن هنا ارى أن الإمكان يفتحُ الهوية ويجعلها قابلة للتعايش مع الآخر، بينما النقطة الثالثة تتمثل في التأسيس في مقابل الاستئناف أو الثبات في مقابل التغير، وأوصى في هذا الجانب بعدم المركزية حول الذات ومعاداة الآخر، مؤكدًا أن ذلك الأمر يحدثُ في حالة عدم تجاوز فكرة التأسيس، وأقول: إن الاستئنافَ يعني أن نجعلَ من الهوية مرحلة وسطى، باتجاه الماهية الإنسانية وليس ثباتًا طاردًا للتطور في العلاقة مع الآخر، مشيرًا إلى أنه من المهم أن تقومَ المؤسسات الثقافية والأفراد بدور توعوي في هذا الجانب، وادعو كذلك للابتعاد عن تصنيف الناس حسب أصولهم، وأعيب على من يركزون جهودهم على شجرة الإنسان وازدهار حركة التاريخ المكتوب حسب الطلب، حيث ارى أن ذلك هو ما يشقُ الصف ويحزبه، ولعل من إيجابيات الحصار توحيد الكلمة والاصطفاف والقضاء على هذا الفكر المتخلف، علينا ان ندرك اننا ذوات نسبية واجزاء من الامكان وليس اصطفاءً وحيداً كاصطفاء الملائكة، فالكلية في ذهن الخالق اما نحن فمجرد اجزاء في واقع التلاشي والتغير.
1008
| 23 يناير 2023
في اعتقادي أن لحظتين تاريخيتين حاسمتين كانتا لهما الأثر الفعال في تشكل ذهنية المجتمع وطريقة تفكيره، حيث قبلهما لم يكن مجتمعاً بقدر ما كان تجمعاً، حيث لا بد ان يمتلك المجتمع وعيه بذاته كمجتمع، وليس كذوات أصغر من ذلك، سواء أفرادا أو قبيلة أو طائفة. أ- اللحظة الاقتصادية: تفجر النفط ب- اللحظة السياسية: عند خروج المستعمر وانتزاع مسمى الدولة لدخول العصر. والجدير بالذكر فإن معظم دول الخليج إن لم يكن جميعها مرت بنفس الظروف مع الاختلاف في الدرجة فقط. هاتان اللحظتان كانتا ولا تزالان سياقات إنتاج المعرفة في هذا المجتمع. وبما أن الدين كان ولا يزال هوية المجتمع، فأصبح الضغط على استثماره كبيراً وعميقاً، كلاصق ولاحم للفجوة بين هاتين اللحظتين أو الصدفتين التاريخيتين. كان من المفترض أن تنتقل اللحظة الاقتصادية من الريع إلى الإنتاج، وهو الأمر الذي لم يتحقق. وأن تنتقل اللحظة السياسية من لحظة الدولة إلى استكمال الدولة مؤسسياً، وهو الذي لم يتحقق كذلك، فظل أو استمر الريع ولحظة الدولة، وليس استكمالها واستثمار الدين كلاصق لهما سياقات إنتاج النظام المعرفي حتى اللحظة. وكان من المفترض أن يحل المجتمع المدني محل الدين ليس كهوية، وإنما كلاصق ولاحم اجتماعي بين الطرفين، حتى يمكن زعزعة الريع نحو الإنتاج وتطوير لحظة الدولة إلى بناء الدولة. وهو أمر لم يتحقق بعد، واستمر كل من لحظة الريع الاقتصادية، ولحظة الدولة السياسية والدين، في إنتاج النظام المعرفي. اشير هنا إلى أهمية الإسراع في العمل على إيجاد المجتمع المدني الفعال لمساعدة السلطة في الانتقال إلى سياقات معرفية تليق بدولة قطر، بحيث يبدو النظام العلوي متسقاً، وسياقه الذي ينتجه لتجنب الازدواجية والتذبذب. ان قيام مجتمع مدني فاعل ضرورة لثروة قطر، وسياسة قطر، خاصة أن ولاء القطريين لقيادتهم فوق أي شك وأرفع من كل شبهة.
771
| 19 يناير 2023
أتابع إصدارات ودراسات وأبحاثا ورسائل لنيل شهادة الدكتوراه لعدد من الإخوة والأخوات من أبناء وبنات قطر، هناك العديد منها على قدر كبير من الأهمية ومن الممكن أن يشكل قيمة مضافة للمجتمع في مجاله، إلا أن هناك إشكالية تبدو مزمنة ومحكمة وهي أن كل هذه الأبحاث والدراسات والمساهمات لا تدخل تيار الثقافة السائدة في المجتمع، الذي يبدو منجزاً مسبقاً ومعقماً عن كل جديد يحاول التسلل داخله. مجتمع الثقافة المنجزة مجتمع مكتفئ بذاته، الحقيقة فيه مكتملة وجاهزة، بينما الثقافة المنفتحة ترى الحقيقة مشروعا لا يكتمل، فباستمرار هناك بحث عنها وتجديد داخل إطارها الأمر الذي يدفع المجتمع للتجديد، المثقف في مجتمع الثقافة الناجزة خارج الإطار لكنه يدور في أفقه وفي نطاقه كأجرام الكوكب السماوي التي تدور حوله دون أن تؤثر فيه، فبالتالي فهو مثقف كمنبه يستدعى حيث الحاجة، بينما المثقف في مجتمع الحقيقة التي لا تكتمل يمثل لبنة يقوم عليها التطور المستمر لا يمكن الاستغناء عنه وعن إسهاماته مهما كانت بحثية أم دراسية أو صحفية، كل مجالات الثقافة مشروع هام لبناء الحقيقة التي لا تكتمل طالما هناك تطور وإنسان يسعى إليها، فالأمر يبدو لدينا كما يلي، ثقافة لها نطاقها المكتمل ومثقف يدور في فلك هذا النطاق يتأثر به ولا يؤثر فيه، لذلك كل هذه الدراسات والأبحاث والرسائل الجامعية مكانها الأرشيف أو مخازن الإدارات، وتبقى ثقافة الحقيقة المكتملة تدور في مجالها ويبقى المثقف يسطر الورق والبحوث لتمتلئ بها مخازن المكتبات وأرشيف الوزارات.
1371
| 16 يناير 2023
إذا ما تأملت الزمان وصرفه أدركت أن الموت ضرب من القتل هذا البيت لأبى الطيب المتنبى يحكى جل تاريخ العرب. القتلى فيه أكثر من الأموات، بل إن الموت نوع من القتل وليس كل القتل. فالقتلى الأحياء أضعاف من مات، الإهمال نوع من القتل كالموت تماما، التهميش قتل مؤلم ولعله أكثر إيلاما من الموت، الاقصاء، النبذ، الحرمان من الحقوق الإنسانية كل هذه أنواع من القتل تتساوى والموت تماما وموطنها ومشاعها عالمنا العربي ومساحته التاريخية والجغرافية. هناك يموت الفرد مرة واحدة وفى عالمنا العربي يموت عدة مرات، يموت في حياته قبل أن يدفن في قبره. هذه الجموع من البشر التي لا صوت لها ولا رأي تساق إلى الحروب دون أن تدرك القضية وتنادى إلى الاصطفاف دونما إرادة وتتظاهر بمرسوم وتصفق بأخر، تأكل لتجوع وتجوع لتأكل. في عالمنا العربي قد تخرج من دائرة الاقصاء والتهميش لكن دون ضمانات تجعلك بعيدا من العودة إليه، قد تصبح مرموقا ولكن دون صك قانوني يمنعك من الانحدار إلى سلم الرق، قد تملك الكثير ولكنه عرضة للتبدد متى أخللت بقواعد اللعبة، تنمو وتعيش أنواع القتل هذه وتتكاثر في البيئة العربية لأنها بيئة ديدنها اللا قانون وقاعدتها الاتهام حتى يثبت العكس ومرجعيتها انية مثل شمس النهار المتحولة. فلا داعى للخوف من الموت في مثل هذه البيئة لأن أسماءه الأخرى أو مترادفاته لها نفس الطعم والنكهة والرائحة. إذا لم تجد التنمية في أي بلد حتما ستجد الموت وضروبه. عندما لا يجد الإنسان الأفق مفتوحا له ليحلم ويأمل ويعمل لتحقيق ذاك الحلم وذلك الأمل يصبح صدره حرجا كأنما يصعد في السماء، عندئذ تبذر البذرة الأولى في الشعور بالموت ومترادفاته. انظروا إلى أفق مجتمع «لوثر» لما صاح أنا عندي» حلم» وانظروا لمجتمعه عندما تحقق ذلك الحلم. كم كان ذلك الأفق مرتفعا وعاليا في حين أن شاعرنا الكبير قال بيته هذا في تحديد مترادفات وضروب الموت التي كان يعانى منها أفق مجتمعه في حينه، ولم يدرك بأن هذا الوصف سيظل عنواناً لأمته بعد ذلك وأحد فنونها في صنع الضحية والتخفيف من آلامها في مواجهة مصيرها المحتوم.
1752
| 12 يناير 2023
تحتاج الشخصية القطرية إلى إعادة صياغة، الشخصية السائدة اليوم تمثل انقطاعاً عن ماضيها ومكتسباتها، فكرة القطيعة من الماضي أو مع التراث التي دعا ويدعو إليها العديد من المفكرين والمثقفين العرب، تراها متجسدة حقيقة في الشخصية القطرية السائدة اليوم التي تمثل انقطاعاً مع ماضيها بكل ما تحمله الكلمة من معنى، إذا كنا سنعرف الوجود إلى وجود بالقوة بمعنى وجود كامن ووجود آخر بالفعل بمعنى وجود متحقق في الواقع فإن الشخصية القطرية اليوم تمثل وجوداً بالقوة أي مع الكمون، بينما في السابق كان لها وجود متحقق في أرض الواقع، من هنا نستطيع أن نعرف سبب سيطرة الكرسي على من يشغله، وهيمنة الوظيفة على شخصية من يحتلها، الوجود بالقوة معلق لا ينزل إلى الأرض إلا اذا انتقل ليصبح وجوداً بالفعل في الواقع، الكرسي والمنصب والوظيفة مجال أو أفق من آفاق السلطة أو هي مجرد اجرام في مجالها الحيوي، في السابق كانت الشخصية القطرية من الفعل والإرادة أن تسخر هذا الأفق والمجال الحكومي لصالح المجتمع وأفراده، بينما هي اليوم مجرد جرم يدور في أفق السلطة، لا يخدمها ولا يخدم المجتمع ذاته، لذلك يتحسر المجتمع على مستوى الإدارة وحتى الوزارة السابق، الشخصية القطرية تحتاج إلى تعديل بشكل يجعلها تتحقق في الواقع ولا تكتفي كونها وجوداً لم يتفتح بعد، الوضع رائع والدولة قائمة بكل مسؤولياتها والمواطن إلى حد كبير في وضع جيد، لكن هذا لا يمنع من ان المستقبل يتطلب وجودا أكثر فاعلية، حيث المؤسسات ليست وجوداً مادياً فقط بل لا بد من وجود إنساني فاعل بدونه تصبح اسمنتاً وكونكريتا ولافتةً معلقة، عباءة الدولة دافئة بشرط أن يكون في داخلها إنسان ذو فاعلية وذو إرادة مستقلة.
1623
| 09 يناير 2023
وَمَن صَحِبَ الدُنيا طَويلاً تَقَلَّبَت عَلى عَينِهِ حَتّى يَرى صِدقَها كِذبا وَكَيفَ التِذاذي بِالأَصائِلِ وَالضُحى إِذا لَم يَعُد ذاكَ النَسيمُ الَّذي هَبّا ذَكَرتُ بِهِ وَصلاً كَأَن لَم أَفُز بِهِ وَعَيشاً كَأَنّي كُنتُ أَقطَعُهُ وَثبا *** سُبِقنا إِلى الدُنيا فَلَو عاشَ أَهلُها مُنِعنا بِها مِن جَيئةٍ وَذُهُوبِ تَمَلَّكَها الآتي تَمَلُّكَ سالِبٍ وَفارَقَها الماضي فِراقَ سَليبِ *** نُعِدُّ المَشرَفِيَّةَ وَالعَوالي وَتَقتُلُنا المَنونُ بِلا قِتالِ وَنَرتَبِطُ السَوابِقَ مُقرَباتٍ وَما يُنجينَ مِن خَبَبِ اللَيالي وَمَن لَم يَعشَقِ الدُنيا قَديماً وَلَكِن لا سَبيلَ إِلى الوِصالِ نَصيبُكَ في حَياتِكَ مِن حَبيبٍ نَصيبُكَ في مَنامِكَ مِن خَيالِ رَماني الدَهرُ بِالأَرزاءِ حَتّى فُؤادي في غِشاءٍ مِن نِبالِ فَصِرتُ إِذا أَصابَتني سِهامٌ تَكَسَّرَتِ النِصالُ عَلى النِصالِ
1365
| 05 يناير 2023
إلى الراحلين غداً في هذا العام الجديد واحتفاءً بالرحيل كجزء من الحياة الابدية فإن العلاقة بين النوم واليقظة تماماً كالعلاقة بين الموت والحياة، الحياة عبارة عن حلم، نحن نحيا عندما نموت، الحياة بذاتها ليست سوى موت لاننا لا نملك يوماً نضيفه دون ان نفقد آخر، حينما نعتقد أننا أحياء نحن في الحقيقة نكون سنحيا نحن نحتضر، القرآن الكريم يصور هذه اللحظة اعظم تصوير» فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد» لا تتسول الحياة، لانها لن تعطيك شيئًا سوى تسليمك الى قدرك المحتوم ان تموت لكي تحيا، يرى ابن عربي اننا نخلق كل يوم باستمرار، هذه القيمومة من صفات الله عز وجل قيوم السماوات والارض، كل الفنون هي في الحقيقة نفياً للحياة مما يدل على انها ليست سوى طيف خيال، التمثال نحت لكي نتأمل الموت من خلاله، الرسوم واللوحات والاعمال الكبرى لدانتي وغيره هي ايضاً حالة نعايشها لكي نتأمل الموت، غوص في الذات الانسانية العميقة لاكتشاف اسرار هذه الحياة التي هي ليست سوى بروفة للحياة الاخرى بينهما فاصل استراحة ندعوه موت، الفيلسوف الروماني سيشرون كان يقول ان الفلسفة هي تعلم الموت، أما الرواقيون فيصرون على ان الموت مجرد عادة يعتادها الانسان موضوعياً حين يموت من حوله ثم ذاتياً حين يموت هو نفسه، إذا أدركت معنى الحياة وأن الموت ليس سوى الوجه الاخر لها ستسعد برحيل بهيج.
747
| 04 يناير 2023
أهلًا وسهلًا بالعام الجديد، أهلًا بالغيب الآتي إلينا ليمنحنا الأمل الكبير في الاستمرار تعلقاً بالسماء حيث رزقنا ما وعدنا به،أهلاً بالتفاصيل الصغيرة التي ستحمل اعلاناً بأنّ غدًا يوم آخر في عامٍ جديد لا يحمل في طياته حزنا أو دموعا، امنية نرددها ايماناً وأملاً لمواجهة الحياة وقسوتها أكثر منه تحققاً في الواقع. التغيير سنة الحياة، وتبدل السنين وقدوم ايام جديدة يعني أنّ أمامنا فرصة رائعة للتغيير والتفكر في الوجود وما يعني ان تكون لاتزال على قيد الحياة، علينا أن نستغل هذه الفرصة لأجل قلوبنا. عام جديد يعني فرصة جديدة نقف على أعتابها مشحونين بالحب الكبير لكلّ من وقفوا معنا في السنوات الماضية. ليس أجمل من أن نستقبل عامًا جديدًا من أعوامنا ونحن نقف إلى جانب أحبتنا، إنها نعمة عظيمة تستوجب الشكر؛ الراحلون لهم منا كل الحب والشوق حتى يوم اللقاء. أروع ما في الامر أننا ما زلنا نحتفظ بقدرتنا على الفرح والبهجة رغم كل الظروف الصعبة التي مرت بنا، كل عام ونحن بخير. سرّ الفرح الكبير في العام الجديد هو أنّ الله تعالى منحنا فرصة إضافية لنكون أشخاصًا أفضل في العام الجديد، كل عام وأنتم بخير لا تحزن على الأمس فهو لن يَعود.. ولا تأسف على اليوم فهو راحلٌ لا محالة. فقط لا تنظر خلفك فذلك ماض قد يؤلمك، ولا الى اليوم فانه حاضر قد يجرحك، ولا الى المستقبل فانه قد يؤرقك لكن انظر فوقك الى السماء فان لك ربا يرحمك بالأمل يحيا الانسان تمسك بالأمل تصنع بصبرك المعجزات كل عام والجميع بخير.
1671
| 02 يناير 2023
في علم النفس، العزلة تعني بداية اللامعقول، لكن حياتنا الراهنة تبدو أنها قلبت ظهر المجن على علماء النفس، لتصبح العزلة اليوم بداية المعقول، أولى ثمارها هي راحة البال وهي ثمرة يانعة للتحرر من مخالطة الناس والانشغال الهوسي بآرائهم والسقوط المستمر تحت وطأة أنظارهم، عالم اليوم لم يعد عالما إنسانيا بقدر ما هو عالم أداتي، تحول فيه الإنسان إلى أداة، لم يعد الإنسان قادراً على الإمساك بذاته والتحدث معها والإنصات لما تهمس به، يعيش الإنسان على "قبليات" ورثها من مجتمعه، تتزعزع اليوم تحت أقدامه، آراء الناس أصبحت حكماً غير منصف تبعاً لتزعزع هذه القبليات، لو تناهى إلى سمع الإنسان ما يقوله الآخرون عنه لأصابه السقم ولهلك كمداً، لا أستغرب حين أجد الحكمة في الاعتزال، ولم أعرف حكيماً لم يعتزل، بل إن أصحاب الاتجاة العقلي في تاريخنا الإسلامي هم المعتزلة، في العزلة تيار نازل إلى أقصى النفس، يبحث عن سر ومعنى الوجود، لا تستشعره وأنت في السوق وسط الناس، أنت هناك ذات لكن ليست ذاتك هي ذات مشتركة مع الآخرين، تعيش سطحية اللقاء فقط، الكبر، الغرور صفات الذات المنشغلة بالآخر، ليست ذاتاً حقيقية حيث الذات الحقيقية وجود له أسبقية على الصفات، العزلة لم تعد مرضاً كما كان يشير علماء النفس، بل أصبحت اليوم شفاء من مرض مزمن اسمه الحياة الزائفة التي يعيشها إنسان اليوم.
3204
| 29 ديسمبر 2022
من يُبتلى بالطمع لا أمل له في السعادة، فلتستمتع بما تملك، الطمع عدو يتربص بك وأنت لا تشعر، لاتوجد ضغينة في النفس تفوق الطمع الناتج عن الحسد، الناتج ايضاً عن مراقبة الناس أو مقارنتك بغيرك، الممالك ثلاثة، ارستقراطية الحسب والنسب، وارستقراطية المال والثروة، ونخب الفكر، هذه الاخيرة هي الوحيدة التي تمنح صاحبها التميز، لانها ذاتية، ليست وراثة، في مجتمعاتنا، هي أقل الارستقراطيات حظاً، الناس تحسد ذا الحسب والنسب، وتحسد صاحب المال والثروة لكن لا تحسد صاحب الفكر على الاقل بمثل سابقيه، بل سمعت من يطلق على صاحب الفكر لفظة «معني نفسه» يعني محملها ما لاطاقة لها بها ان الطمع في سعادة خيالية يفسد كل شىء في هذه الحياة، على المرء ان لا يرفع سقف توقعاته وطموحاته ويتجنب الافراط، من السهل ان تكون تعيساً، لكن من الصعب ان تصبح سعيداً، التعاسة يمكن قياسها الا ان السعادة لا يمكن قياسها، فكل ما تطلب مزيداً من السعادة تكون اقرب الى التعاسة، حياة هادئة، لا تخلو من المعاناة، ربما افضل ما يمكن الفوز به، يقول لا يبنتز الفيلسوف الالماني الشهير الذي اوجد قانون التفاضل والتكامل في الرياضيات ان عالمنا هذا هو افضل العوالم «الممكنة» عبارة عظيمة، الممكن هو المتاح الذي يجب أن تحتفي به، لا الكامل الذي تشقى بالبحث عنه والركض خلفه وهيهات ان تدركه لأن طبيعتك البشرية الناقصة غير مؤهلة من الأصل لبلوغه والفوز به.
1761
| 26 ديسمبر 2022
مساحة إعلانية
حينَ شقَّ الاستعمار جسدَ الأمة بخطوطٍ من حديد...
3546
| 04 نوفمبر 2025
اطلعت على الكثير من التعليقات حول موضوع المقال...
2154
| 03 نوفمبر 2025
8 آلاف مشارك بينهم رؤساء دولوحكومات وقادة منظمات...
2070
| 04 نوفمبر 2025
من الطرائف العجيبة أن تجد اسمك يتصدر أجندة...
1266
| 04 نوفمبر 2025
تُعدّ الكفالات البنكية بمختلف أنواعها مثل ضمان العطاء...
921
| 04 نوفمبر 2025
أصدر مصرف قطر المركزي في التاسع والعشرين من...
897
| 05 نوفمبر 2025
تسعى قطر جاهدة لتثبيت وقف اطلاق النار في...
876
| 03 نوفمبر 2025
مضامين ومواقف تشخص مكامن الخلل.. شكّل خطاب حضرة...
876
| 05 نوفمبر 2025
ما من ريبٍ أن الحلم الصهيوني لم يكن...
831
| 02 نوفمبر 2025
لفت انتباهي مؤخرًا فيديو عن طريقة التعليم في...
672
| 05 نوفمبر 2025
تتهيأ الساحة العراقية لانتخابات تشريعية جديدة يوم 11/11/2025،...
669
| 04 نوفمبر 2025
وجهات ومرافق عديدة، تتسم بحسن التنظيم وفخامة التجهيز،...
642
| 05 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل