رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
أشعر أحيانًا أن مجتمعنا يعيش في حالة لا وعي أو لا علم، أو أنه يعاني انفصاما عجيبًا في الشخصية، فعندما يأتي برنامج تافه يستفز الناس في الشارع بطريقة بشعة وسيئة ولا أخلاقية بل وفيها انحطاط فكري وثقافي لا يقبلها عقل ولا منطق ولا مروءة، وتنافي الأخلاق والأعراف والمبادئ الإنسانية والدينية والمجتمعية بحجة أن هذا البرنامج أو ذاك يقيس ردة فعل الناس والمجتمع على تلك المشاهد السيئة. من سمح لك أنت أو غيرك في هذا البرنامج أن تخرج لتستفز خلق الله في الأسواق والشوارع بتصرف هو مرفوض دينًا وخلقًا ومن سمح لك أن تكذب وتقول إنه لقياس ردة فعل الناس والمجتمع، وهو عمل تمثيلي رخيص الهدف منه التربح المالي لا أكثر فليس من العقل أن تأتي برجل كبير في السن بلغ من العمر عتيا يضرب من قبل ابنه في مشهد تمثيلي رخيص في محل تجاري ثم تريد من الناس أن تشاهد هذا المشهد ولا تتفاعل.. أي قياس هذا، وأي مشهد تقدم وأي رسالة تريد الوصول لها بهذا السخف.للأسف، إننا نعالج مشاكلنا بأعمال وأفكار تافهة رخيصة وللأسف إن هناك من يركب الموجة ويغرد ويكتب في مواقع التواصل الاجتماعي معلقات لتلك الأعمال وكأنهم يقدمون لنا علمًا وثقافة وعملًا تاريخيًا يسجل في منجزاتنا الثقافية وهو عمل أقولها بالعامية (مخيس) على وزن (رخيص)، لا يسمن ولا يغني من جوع بل نجعل من الحالات الشاذة وكأنها صفة دائمة في مجتمعنا.لا أعلم أحيانًا كيف يفكر البعض عندما يطبل ويهلل لمثل هذه الأعمال وتلك الدراما التي تهدف لأن تبيع وتشتري في مشاعر الناس بإسفاف ليس بعده إسفاف بل البعض يصفق لتلك البرامج التي يتم إهانة الناس فيها وإرهابهم بحجة الكاميرا الخفية ثم نقول ذلك عمل عظيم عندما تأتي لتدخل شخصا في شقة وتحرقها ثم لا تريد منه أن يخاف من النار وتصور المشهد الذي يحكي ألم وخوف هذا الإنسان لكي تُضحك من يشاهده وتكسب أنت المال من عرضه فهذا لا يفسر لدي إلا أن هناك من يتاجر بمشاعر الناس وإنسانيتهم بشكل مبتذل تحت ثقافة خطيرة نصدرها للمجتمع.إن تلك البرامج هي الإفلاس الفكري والثقافي الحقيقي الذي نعاني منه، فتلك هي المادة الإعلامية التي نقدمها في رمضان وهي الثقافة التي نريد من أجيالنا أن تتعلمها وتورثها للأجيال القادمة، وذلك هو تراثنا الذي يصدره لنا إعلامنا الرائع وذاك هو مجتمعنا الذي يصفق لتلك الأعمال وكل شخص شارك في التصفيق وكتب المعلقات عنها فهو شريك في ذنبها وشريك في إرثها بل وهو مثال للعقل الأعمى الذي لا يستطيع أن يميز بين الغث والسمين فسامح الله من سمح لهؤلاء أن يبيعوا ويشتروا بمشاعرنا وثقافتنا وبعقول أجيالنا.
615
| 15 يونيو 2016
إنها الدمعة..تلك القطرات المالحة التي تخرج من عينيك هي أقل ما يمكن أن تقدمه رحمة ومحبة وشفقة وشوقًا وحزنًا وإخلاصًا لأي شخص وهي الألم الصادق والفرحة الكبرى والتعبير الأضعف... أتعجب كثيرًا كيف تغلب هذه الدمعات والقطرات قلوب الرجال الكبار عندما تكون قطرات قلب يُعتصر همًا وألمًا بل ورحمة وشفقة بل وفراقا وحسرة كيف لتلك اللحظات الجميلة أن تترجم في ساعة الفراق ألمًا ودمعًا فتظهر الإنسانية ويظهر ضعفنا وحبنا كيف لسنين الحياة بدفء مشاعرها وحنان عشرتها وصدق نيتها أن تنتهي بدمع يتقطر ألمًا من قلوبنا؟...هل هي تلك الحياة التي نولد فيها فنبكي ونتركها فراقًا فيبكون؟ أهي تلك الحياة التي يفرحون بنا عندما نأتي إليها ونبكي نحن عليهم عندما يذهبون عنا وعنها؟لم أشاهد الإنسان يضعف مستسلمًا إلا عندما يمرض هو يعجز والطبيب يعجز والابن يعجز والزوج يعجز والأخ يعجز وكلنا نقف لا حول لنا ولا قوة وكلنا ننتظر ساعة الفراق ونحن نشاهد من نحب يتركنا جسدًا متهالكًا أضناه المرض ينظر إلينا بأمل المستغيث الذي يعلم أن ليس لنا إلى إنقاذه سبيل نقف بجانبه ونحن من الضعف نبتسم لنهدي له أملًا لا نملكه ثم نخرج لنبكي دموع عجزنا ولسان حالنا يردد ما قاله الله في كتابه وصدق الله إذ قال {خلق الإنسان ضعيفا}.ما أصبرنا على هذه الدنيا عندما نفارق من نحب، ما أصبرنا عليها عندما نسمع أنين ألم من نحب. قبل أيام كنت أشاهد ضحكتها تخرج من نبع إيمانها وبريق الحب يلمع في عينيها وهي على سريرها الأبيض تخفي ألمها لتسعد من حولها وتصمت لتسمع ضحكات وكلمات من أحبتهم وتنظر تأملا لمن ستفارق، كنت أقبّل يدها فيرونه احتراما ولكن قلبي كان يُحدث قلبها ويقول (عذرًا يا عمتاه فأنا الضعيف العاجز أمام القاهر القوي) وأنظر لعينيها مبتسمًا لعل في بسمتي بلسمًا يخفف عنها ألم جسدها ثم أخرج عنها وهي تدعو لنا نحن الأحياء الأصحاء فلا أملك إلا أن يدعوا بقلبي قبل لساني: يا قاهر يا قوي أنت أرحم وألطف منا فارحمها حتى ترضيها وأرضها حتى تدنيها تحت ظل عرشك وواسع كرمك وجزيل عطائك وأفض عليها فيض غفرانك وأغثها بغيث إحسانك). وأختم لأقول ما قاله محمد صلى الله عليهم وسلم عندما أحس بضعفه فقال (اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين إلى من تكلني؟ إلى عدو يتجهمني؟ أم إلى قريب ملكته أمري؟ إن لم تكن ساخطًا عليَّ فلا أبالي، غير أن عافيتك أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الكريم الذي أضاءت له السموات والأرض، وأشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، أن تحل على غضبك، أو تنزل عليَّ سخطك، ولك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بـالله).
3549
| 27 مايو 2016
وأنا أقترب من منتصف العمر وبعد 37 سنة في هذه الحياة التي هي في عمر الزمان قصيره إلا أنها مشوار حياة تعلمنا فيها ما تعلمنا وشاهدنا فيها ما شاهدنا تقلبات وتغيرات قصص هنا وهناك وتجارب ناجحة ومثلها فاشلة نفرح ساعات ونحزن أخرى شريط حياة لم أشاهده يومًا إلا وهو يقوم على المتضادات فيها الخطأ والصواب والخير والشر والحب والكره والغنى والفقر والجهل والعلم والسراء والضراء إلا أن من أهم ما تعلمته فيها في الكثير من الأمور والأحداث أن أكون رجلًا راجيًا وليس رجلًا متمنيا ولم يكن التمني في قاموس حياتي.كنت ومازلت مؤمنًا أن الرجاء هو الدعاء وأن الدعاء هو الممكن وأن الممكن هو التفاؤل وأن التفاؤل واقع لا محالة وحق على العين أن تراه لا أنسى تلك الليلة التي خرجت منها من مدينتي ومسقط رأسي (أبها) متجهًا إلى عاصمة وطني (الرياض) وذلك المسجد الأبيض الصغير على قارعة الطريق الذي دخلته في بداية طريقي للسفر وصليت فيه ركعتين استخارة دعوت فيهما الله راجيًا توفيقه وحفظه وما زالت تحتفظ ذاكرتي بلحظات ليلة الألف كيلو وهي المسافة ما بين أبها والرياض كانت اثنتي عشرة ساعة اختلطت فيها مشاعر إنسان ترك بيته وأهله وأصدقاءه ورحل ليبني مستقبلًا لا يعلمه ما بين خوف ورجاء وبعد ثمانية عشر عامًا أجد دفء تلك الركعتين في قلبي وعند كل لحظة نجاح وتوفيق أسمع ذلك الهاجس في رأسي يذكرني بذلك الرجاء ببيت الله الأبيض على قارعة الطريق المظلم فكان بياض البيت نورًا لظلمة الطريق فلا أعرف في حياتي أمرًا طلبته إلا بدعاء ولا أعلم أن هناك قرارًا اتخذته إلا باستخارة (نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء) واليوم لا أعلم أن هناك دعاءً لم يجب ولا أعلم أن هناك قرارا اتخذته وندمت عليه (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم) لأني كنت أعلم علم يقين المؤمن أن الله إذا أجاب الدعاء فذلك خير وإذا منع فذلك أكثر خيرًا وأن القرار إن كان خيرًا فذلك توفيق وإن كان غير ذلك فهو تحقيق لقوله (وعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا) وقوله (وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون).إن الرجاء مفتاح لأبواب المستقبل وتعلقًا بمن بيده مفاتيح كل شيء ولنقرأ سورة الأنعام من الآية (58) حتى الآية (73) لنعرف شيئًا من قوانين الحياة وما أكتبه ليس وعظًا بقدر ما هي تجربة حياة لشاب مثلكم لم يبلغ من العمر عتيا وهي رسالة وأمانة وشهادة ننقلها لنعلم أن الحياة خوف ورجاء وعمل واجتهاد ولكنها تحلو بالرجاء والقناعة والإيمان وحسن الظن.
656
| 25 مايو 2016
لن تستطيع أن تقنع أي شخص ما لم يكن لديه الرغبة في الاقتناع ولو قدمت له كل الأدلة والبراهين التي تُسند منطقك فإن ذلك لن يكون كافيًا لإقناع هذا أو ذاك فعندما تريد أن تحاور وتفاوض وتقنع فلابد أن تملك مفتاح الدخول الذي يكمن دائمًا في رغبة وإرادة الشخص الذي تستهدفه لأن الإرادة والرغبة البشرية تعلو دائمًا على المنطق والواقع والحقيقة، فالإنسان في حياته عبارة عن إرادة ورغبة يسعى لها إن كان في بيته أو في عمله أو شتى مجالات حياته، ومتى ما كان مؤمنًا بها فلاشك أنه سيحققها عاجلًا أم آجلًا، فإرادة الإنسان ورغباته هي سحر آخر يتمتع به كل منا ومعرفتها والعمل بها درجات تختلف من شخص لآخر، ومع هذا نجد أن المشكلة دائمًا ليست في إرادة الإنسان ورغبته، فكل منا لديه رغبات ويملك الإرادة بل هي سيل لا يتوقف وكل يوم نقول هل من مزيد فنعيش بين أمرين كلاهما مر الأول عذاب الوصول لما نريد والآخر حسرة وألم لما حرمنا منه لأن الإنسان بطبيعته لا يشبع عندما يطلق العنان لرغباته دون ضوابط.ولعل القضية برمتها لا تكمن بكونك أنك تريد، بل المهم ماذا تريد، فالرغبات درجات تختلف ما بين شخص وشخص فهناك من رغباته لا تتجاوز الرغبات الحيوانية، وآخرون لديهم رغبات إنسانية، وغيرهم يسعى لرغبات ربانية، ولكل منها إرادة وهمة وعلينا هنا أن نختار مستوى العلو في الإرادة والإنسان الحكيم يعلو بإرادته ورغباته ليصل لذلك المستوى الذي يصبح فيه مباركًا موفقًا، ولن تصل لذلك إلا عندما تعرف لماذا تريد أن تكون فهناك يكمن السر والسحر.إن الإرادة هي القوة الحقيقية التي جعلت العظماء يكتبون التاريخ وهي التي أوصلت المبدعين لهرم الإبداع وهي ذاتها التي تستطيع أن تغير الواقع وتبني المستقبل وفي التاريخ وفي الحياة نماذج لا حصر لها.إني لم أجد جهلًا أعظم من جهلنا بأنفسنا، فكل منا لا يعرف قيمة هذه النفس التي تسكن بين جنبيه وإننا مهما وصلنا من العلم فسنظل نجهل أنفسنا التي تملك من القوة والإرادة والصفات ما الله به عليم، وإذا أردنا أن نكون أسيادًا في حياتنا فلابد أن نملك أنفسنا قبل أن نملك أي أمر آخر، ولن يكون ذلك إلا بإرادة قوية واضحة نقية تملك النفس فتديرها وتسييرها نحو كل خير، فلن تكون مالكًا لنفسك وأنت عبد لشهواتها فتلك إرادة حيوانية لا تدوم.إن المجتمعات تنهض بإرادة أفرادها والدول تتطور بإرادة قادتها، والجيوش تنتصر بإرادة جنودها، إنه سحر الإرادة الذي لابد أن نزرعه في نفوس أجيالنا ليكون محركًا لهم لصناعة مستقبلهم، إنها الإرادة التي للأسف لم نتعلمها في مناهجنا فنامت سنوات ولكننا بإذن الله نستنهضها اليوم.
1061
| 11 مايو 2016
جميلة هي الحياة التي نعيشها عندما نعرف أنها تقوم على أساس اليُسر والتيسير، ولكنها متعبة وشاقة عندما نزرع فيها العُقد والتعقيد، وهذه حقيقة الكثير منا، فنحن في زمن أصبحنا متخصصين في زراعة النكد في حياتنا، بل هناك من يشتري هذا النكد بتعقيداته التي جعلها في كل ركن من أركان حياته في عمله وبيته ودينه، فالدنيا سهلة يسيرة لمن عاشها حلمًا يسيرًا، وهذا الدين العظيم الذي خُلقنا من أجله هو قائم على أساس التيسير في العبادات والمعاملات مع الخالق والخلق. يقول الله عز وجل الذي أوجد لنا وأوجدنا في هذه الحياة، في كلمات أربع هي رسالة ومنهج وعمل لكل واحد منا: (يريد الله بكم اليسر)، ويكمل الله مؤكدًا: (ولا يريد بكم العسر)، ويقول: (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها).للأسف هناك إصرار دائمًا لدى البعض على زرع العوائق والمشكلات وتقديم السلبيات على الإيجابيات، والحرام على الحلال، والشدة على الرحمة، بل أصبحنا نُنشئ حالة من الطباع السيئة والتعنت الذي يطرد الفرح والسعادة عن حياتنا، حتى ثقافة الاعتذار جعلناها اليوم مذمة وذلًا ومهانة، وهي في الأصل كرامة يعتز بها أهل المكارم ألغينا الابتسامة من قاموسنا ونسينا أنها صدقة، وزرعنا العبوس على وجوهنا وجعلناه سمة للقيادة نربي أجيالنا على الشدة ونسينا الرحمة والرفق الذي ما كان في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه.إن أسلوب حياتنا لابد أن نعيد النظر فيه لنخلق مجتمعًا أكثر بهجة وسعادة وتفاؤلًا لكي نصل لذلك المنتج الأخلاقي، فمزرعة الأخلاق لا تنتج إلا ثمرًا حلوًا رطبًا نديا نأكله فكرًا وثقافة وتعاملًا.عندما يخبرنا محمد -صلى الله عليه وسلم¬- أن كل مخلوق ميسر لما خلق له، فلماذا نُعسر ونُعقد حياتنا وأعمالنا ونكلف أنفسنا ما لا طاقة لنا به؟إن منهج التيسير هو منهج عبادة ومنهج سعادة ومنهج حياة ومنهج أخلاق، به نأخذ وبه نُعطي وبه نربي أجيالنا ومجتمعاتنا، وفوق كل ذلك هو دين، والدين قائم عليه، وعلينا اليوم أن نعيد للمجتمع ثقافة التيسير التي هي باب للسعادة الذاتية وطريق للنجاح وملهمة للعطاء والتجدد ونقطة تغيير نغير بها حياتنا ونزيل عن كواهلنا عقدا عقدناها بأيدينا، وأن نستعيذ بالله من شر العقد ونافثيها، وهم اليوم كثر.إن ابتسامة الحياة جميلة لمن يرزقه الله تلك الابتسامة، ولن تكون إلا بمنهج التيسير، ألم نسمع قول الرسول الكريم: "يسيروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا"؟ فتلك مفاتيح السعادة والخير التي لابد أن نمتلكها قولا وعملًا وممارسة في شتى جوانب الحياة لكي نعيشها حلمًا يسيرًا وليس تعقيدًا يولد كابوسًا ويورث شقاء ينعكس سلبًا على حياتنا فنعيشها بحسرة تقض مضاجعنا لذا لابد اليوم أن نعيد بناء طرق التيسير في حياتنا.
849
| 27 أبريل 2016
عندما يفهم الإنسان منا أن الحياة تحكمها قوانين لا يمكن أن تستقيم من دونها وأن قانونها هو قانون الأسباب وأن لكل شيء ثمنًا ومثمين وأن فقه المعاوضة هو فقه الحياة فلن تحصل على أمر من أمور الدين والدنيا والآخرة إلا بسبب وعندما نفهم ذلك سنعرف أن لا أسباب من غير عمل وجهد وتخطيط لأن الأصل في كل شيء الضعف حتى الإنسان يولد ضعيفاً فيزداد قوة يوماً بعد يوم قوة في الجسد وقوة في العقل والعلم والمعرفة ولو استعمل الإنسان عقله بالشكل الصحيح لما اختلف ولا تاه.لذا علينا ألا نزهد في العقول التي تحتاج لتغذية دائمة في كل شؤون حياتنا فالحياة لابد أن تبنى على العلم فكل ما نريده ونسعى له ونطمح لتحقيقه لن يكون إلا بالإعداد والتخطيط والعمل جهداً وفكراً ولا يمكن للإنسان أن يكسب أمراً ما لم يقدم ثمناً ولو كان يسيراً وكل يكسب بقدر ما يقدم.ولو طلب شخص مني نصيحة في هذا الزمان لقلت له احذر أن تظلم أحداً فالظلم أخطر إجرام وأخطر عمل وهو كمن يحفر حفراً في طريق حياته وهو المهلك الأكبر لنا في حياتنا من حيث لا نعلم فالظالم ينسى والمظلوم لا ينسى أبداً وإن نسي فهناك في السماء رب لا ينسى، وهيهات من كان خصمه الله فكيف ينام وكيف يأكل وكيف يرزق وكيف يعافَى والأخطر من ذلك كله أن تظلم نفسك بيدك فتهلكها من حيث لا تعلم.فكل منا مطالب بمسطرة العدل في حياته وأن يبدأ من بيته فلا يظلم زوجه ولا أولاده ولا من يعمل عنده أياً كان ألم نسمع رب العزة والجلال يقول (ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار). فإكرام الخلق لا بد أن يكون قاعدة التعامل مع الناس وقبول الحق حتى لو أتى من ناقص، هو ميزان من موازين العدل والإنصاف التي لابد أن نتحلى بها.إن حياتنا سهلة بسيطة متى ما عرفنا أن قوانينها التي سنها الله تجلب الخير وتصلح الشأن وتقوّم المجتمع وتجمع الناس على الحب والسلام والعدل في الحقوق والمصالح ونحن من يخالف تلك القوانين بكسرها، وكسرُها ألم نعاني منه هنا أو هناك في جوانب حياتنا فالجزاء من جنس العمل فذلك ثمن تقبض مثمونه وعمل تجني ثماره وفعل له ردة فعل تعود على مفتعله.ليس هناك صدفة ولا عبث ولا فوضى بل هناك قوانين حياة معرفتها بصيره تستبصر من خلالها عالمك وعلم يرسم خارطة الطريق وفهم لمجرياتها وتحولاتها يساعد في وضع استراتيجيات التغيير التي تستحقها حياتنا فهل هناك أثمن من حياة تعيشها هي ماضيك وحاضرك ومستقبلك فأكثروا من العطاء والجهد ليكون لكم أثر فاعل في عالمكم.
977
| 10 أبريل 2016
يكثر في هذا الزمان ثقافة السخط فالكل يشتكي من كل شيء فعندما تدخل لمواقع التواصل الاجتماعي تجد الجميع يتحدث بلغة السخط وتجد الأفراد يتفاعلون مع السلبيات أكثر من الإيجابيات وهذه ثقافة سلبية علينا أن نؤمن اليوم أننا نعاني منها.لعل الكثير منا لا يعلم أن راحة النفس لا تكمن دائماً في أننا نستطيع أن نحقق كل ما نتمناه ونريده ولو كان ذلك لما وجدنا على وجه البسيطة شخصا يشعر بالراحة ولكن الارتياح هو ذلك الشعور الداخلي بأهمية ما نملكه ونعيشه ولو كل واحد منا حصر ما يملكه اليوم ولا يريد فقدانه لشعرنا بتلك الراحة.وللأسف أننا نغفل دائماً أهمية النظر للماضي ولا نتعلم من تجارب الحياة التي مررنا بها، فكل واحد منا لو نظر لماضيه ورجع لواقعه لعرف أنه حقق الكثير من الإيجابيات في حياته، ولتعلمنا أن المصائب مهما كبرت فهي مع الأيام تصغر وتنتهي وأنها تبقى ماضيا وفترات حياة نستلهم منها الدروس لمستقبلنا فليس في الحياة مثالية كاملة ولا يمكن أن تستقيم الحياة بتلك المثالية، وقانون الحياة يقول إنك لن تفقد أمراً إلا وتكتسب أمراً آخر والعكس صحيح فهي دولةٌ بيننا لا تستقر عند أحد ولا تكتمل لمخلوق وأن الفشل ليس سقوطاً بل هو سبب في تقويم الطريق وسلامته نحو النجاح، فلا أعلم في تاريخ البشرية أن هناك رجلاً ناجحاً لم يفشل في بداياته أو يتعثر في طريقه أو يسقط هنا أو هناك، فالحياة قصة نكتبها بأفعالنا وأقوالنا وأعمالنا فهل هناك قصة لا يوجد في أحد فصولها ضعف ولكننا لم نتعلم الرضا بما يحدث والذي هو أهم وسائل التعايش التي تقودنا نحو النجاح والراحة.. ألم نسمع حكيم هذه الأمة ورسولها صلى الله عليه وسلم يقول (فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط) فعدم الرضا يعد تمرداً يخرجك عن الطريق الصحيح لهذه الحياة ويفقدك أهم قوانينها وهو الصبر الذي يعد من أهم مفاتيح النجاح فالشاعر يقول: (والصبر مثل اسمه مر مذاقته ***لكن عواقبه أحلى من العسل).فالأمنيات التي نسعى لتحقيقها علينا ألا نحولها لعقبات في حال الفشل في الوصول لها بل لابد من جعلها عتبات نضعها أرضاً لكي نرتقي عليها لأمنيات أخرى وأهداف جديدة.جيلنا الحالي من الشباب يريد أن يحقق كل أمنياته وأحلامه وتطلعاته وأهدافه في سنة واحدة ومن أول وظيفة، وهذا خطأ كبير فالتدرج مهم في تحقيق النجاح فالصعود لأعلى درجة أكثراً أماناً من السقوط الحر لأعلى القمة فالخبرات تجعلك أكثر حكمة وتكسبك فن القيادة والإدارة والتي هي أساس النجاح وتساعد في الحفاظ على وجودك في أعلى القمة فالإنسان خلق ليتدرج في مراحل نمو تجعله قابلاً للتطور وكل مرحلة لها زمنها.
912
| 04 مارس 2016
الاعتدال في كل أمر هو جوهر الحياة وسبب جمالها ولن تحلو وتزين لنا إلا بالاعتدال خاصة إذا علمنا أن هذه الحياة قائمة على متضادات الأمور، فكل منا يحب يكره ويطمئن ويخاف وهناك الغني والفقير والخير والشر والشقي والسعيد وكل ذلك يزيد وينقص من شخص لآخر على ميزان العقل والحكمة، فالحب بكل معانيه الجميلة ولحظاته الوردية ونشواته النفسية قد يكون مهلكا لصاحبه متى ما أفرط فيه وسببا في الشقاء.أليس الكثير منا يتحدث عن المال والشهرة على أنها سبب السعادة ونرى الأثرياء والمشاهير يغوصون في أحزانهم وكآبتهم وتكثر في مجتمعاتهم قصص الانتحار؟ألم نشاهد أمثلة حياة يرويها التاريخ لأشخاص أفرطوا في طموحاتهم وأمانيهم فكانت سببا لنهايتهم وجلبت لهم المآسي وخلفت كوارث ليس لأنفسهم فقط بل وللبشرية؟إن الملل الذي تشعر به هو مؤشر الإفراط ودليل لغياب الاعتدال وحينها عليك أن تراجع نفسك وحياتك وتزن عقلك لتعود لميزان الحياة الذي يحميك من الملل. والناجحون دائماً في أعمالهم تجدهم متجددون فهناك من يعمل ليل نهار ولكنه لا يحقق تقدماً وهناك من يعمل بقدر ويحقق الهدف فالحياة ساعة وساعة، قليل هنا وقليل هناك لا إفراط ولا تفريط.وهناك فرق بين أن تكون جاداً في أي أمر وبين أن تكون مفرطاً فيه، فالأول مطلوب والثاني مرفوض ولعل الكثير منا يسابق طموحه ويستعجل قدره وأيامه وهو الطريق الذي يؤدي للفشل في الكثير من الأمور.إن التأني وبذل الجهد والعمل بصدق وأمانة والتدرج شيئاً فشيئاً هو الطريق نحو المستقبل، ولنعود لقصص الأنبياء فهناك تأديب ومثال كيف يهيئ الله أنبياءه لمهماتهم فالتكليف لم يأتهم مرة واحدة بل كان متدرجاً مع أحداث وتجارب وخبرات منذ الصغر جعلتهم فيما بعد أنبياء يقودون الأمم.ولننظر ونتمعن ونفهم ما يقوله محمد صلى الله عليه وسلم عندما قال (سددوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة والقصد القصد تبلغوا)، ففي هذه الكلمات منهاج عمل وحياة والحكيم من أدركها وفهمها وطبقها في حياته فالاقتصاد في العمل والعطاء في كل أمر هو طريق يسير جنباً إلى جنب مع التيسير والمبالغة والإفراط في العمل والعطاء سبيل للتعسير.ولعل اللبيب يعرف ويدرك أنه لا كمال في أي أمر مهما بلغت من الاجتهاد وأنا وأنت وغيرنا ليس مطلوبا منا تحقيق النجاح إذا ما علمنا بأن النجاح هو ثمرة لا تأتي إلا بالعمل، ولكن كلاً منا مطلوب منه أن يعمل قدر المستطاع وأن يسعى نحو النجاح.إن أول خطوة نحو محاربة الملل الذي يصيب حياتنا هو الاعتدال مهما كنت تملك ومهما أحببت ومهما حملت في نفسك من طموح، حتى عندما تحزن فالحزن يكون باعتدال لكيلا يصبح الحزن طريقاً للهلاك فالإفراط طريق نحو التفريط.
581
| 18 فبراير 2016
ختمت إحدى عماتي اتصالي بها الذي اعتدت أن أقوم به من باب صلة الرحم كل شهر أو شهرين لجميع أقاربي من الدرجة الأولى سواءً من جهة الوالد أو الوالدة (رحمهما الله جميعاً) والتي أعتبرها جرعات علاجية تشعرني بقمة السعادة.نعود لعمتي التي ختمت مكالمتها بدعاء قالت فيه: "الله يجعل لك حظاً يا ولدي". ولا أخفيكم أنني سمعت هذه الدعوة لأول مرة في حياتي وكانت بالنسبة لي وقفة تأمل في دعاء ظل لأيام يدور في رأسي ولازالت نبرات صوتها بذلك الدعاء تعاودني بين فترة وأخرى فما هو الحظ الذي تريده لي تلك المرأة الأمية لأني شعرت بأن هذا الدعاء الصادق الذي خرج من قلب محبة وصل سريعاً للسماء ووجدته في حياتي مترجماً بأشكال عده.وبعد بحث وقراءة وجدت أن الحظ هو عطاء الله الأكبر الذي خلقنا من أجله فالله يقول في كتابه (وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم) والجنة هي الحظ العظيم والله سبحانه وتعالى لم يورد هذه الكلمة في القرآن عبثاً ولم يجعلها مقرونة بالصبر جزافاً ولم تكن دلالة للجنة مجازاً بل إن الحظ هو النصيب الوافر والكبير من السعادة وهو لن يكون إلا لمن يصبر على ملمات الحياة فالحظ هو منتهى السعادة الذي لا يأتي إلا بعد العسر الذي هو الامتحان من ينجح فيه فإنه سيجد حظه من اليسر والخير. إن الفاشلين في هذه الحياة دائماً ما يجعلون الحظ متهما لأنه لم يأت إليهم ويجعلون من الحظ سبباً لنجاح الآخرين ونسوا أن الحظ له أسبابه وأنه من أقدار الله يجعلها لمن يصبر ويعمل ويقدم الخير قولاً وعملاً ويبذل الأسباب هنا هناك لا يمل من كبوة ولا يقف عند حاجز ولا يتعثر عند أول حفرة فذلك الحظ لا يكون إلا لمن كان مقداماً يتحمل المشقة ويسير على الطريق بخطى واثقه في قدرة الله على صناعة الحظ ولن تكون صاحب حظ ما لم تكن صاحب قلب كبير يتسع للعفو ويفيض بالحب خالياً من الحسد والحقد يصبر على أفعال الناس وظلمهم يقدم الأعذار لهم قبل التهم، يدفع بالحسنة ويبادر بالإحسان ويجعل الحسنات ممحاة للسيئات. إن ما تزرعه وتعتقده في عقلك وحياتك هو حظك الذي تسعى إليه، فالحظ متاح لنا جميعاً ولكن عليك أن تطلبه بحقه فلن يأتيك على غفلة من حياتك فالغفلة لا تورث إلا الندامة والجد مع الصبر يورث الحظ والسعادة. فالحظ في قاموس الكسالى هبة تأتي بمحض الصدفة وعذراً لبلادتهم وشماعة لفشلهم ولكنه في قاموس المجتهدين عمل وصبر وصدق وأمانة وعطاء لا يتوقف وهمة تعلو وطلب مستمر لا يتوقف وأمنيات لا تنتهي فكونوا طلاب حظ يفجر الصخر بقوة الإرادة وعزم الأبطال.
3073
| 05 فبراير 2016
يخون الإنسان نفسه دون علم في الكثير من الأمور التي تشكل مفاصل مهمة في مشوار حياته، وتلك الخيانة قد تكون بجهل غير متعمد ولكنها قد تكون أرضية خصبة تنمو عليها الكثير من المشكلات ولا أرى أرضاً خصبة يزرع فيها الإنسان شوك حياته أكثر من أرض الاستعجال التي تجعلنا نتخذ القرار غير المناسب في الوقت غير المناسب، لذلك سمي الاستعجال (بأم الندامات) لأنه لا يورث إلا الندامة.فليس من رجاحة العقل والحكمة أن يتصف أي منا بصفة الاستعجال التي نسعى من خلالها دون أن نعلم لمسابقة القدر الذي هو عدو النجاح ونقيض التوفيق وطارد الرزق وفي ذات الوقت لا يزرع في أنفسنا إلا القلق والخوف واليأس والانفعال ولعل الإنسان جبل على محبة الاستعجال والنفس تؤدب ولا تترك، وكل منا يعيش وهو يبحث تحقيق أحلامه اليوم وليس غداً ولكن الحكمة تتطلب أن نعود أنفسنا على عدم الاستعجال ونجعل الأقدار تأخذ دورتها وأسبابها لكيلا نورث لأنفسنا ندامات تلو أخرى، لذا كان الصبر دائماً عنوان النجاح والتأني دليل الحكمة والتريث صفة العقلاء وإن آفة العدالة في الأمور كلها هو الاستعجال لأننا حينما نستعجل فإننا نقول ما لا نعلم ونعلم ما لا نفهم ونجعل العقل يفقد ميزة التفكير.إن الحياة ظروف متباينة تختلف في أعاصيرها وغيثها وموجها والتعامل مع مناخات الحياة لا يستقيم لمن تعجل أمرها لأنه يثير الفوضى فيها فمن أراد أن يدرك حياته ويرفع مقامه ويكثر رزقه ويعز بمنزلته ويحفظ وده فعليه بالرفق والتأني والتريث قبل العزم في القول والعمل وهي ثقافة فكر يعرفها من غاص في ظروف الحياة وعرفها وكلنا نعلم أن لطافة الماء لا يقف أمامها قوة الصخر فصبر الماء اللطيف يكسر جمود الصخر الكبير وسيل الوادي الجارف لن يجري إلا من نقاط المطر على الأرض فليس في الاستعجال حياة والفرص تلتقط مع الصبر والانتظار.مشكلتنا في هذا الزمان أننا نعيش عصر التسارع لا نترك الأيام تأخذ دورتها والزمان يسير مساره وشبابنا اليوم يريدون أن يحققوا كل أحلامهم في سنة واحده يرفضون التدرج ويسعون بأن يصعدوا السلالم من أعلاها فيسقطون وينكسرون فتصبح حياتهم عثرات لا تنتهي ومن حكمة الله في كل خلقه أنه قال (إنا كل شيء خلقناه بقدر) فلكل شيء وقت وزمان وقدر مقدور فلا الليل سابق النهار ولا النهار سابق الليل فلماذا العجلة في أقدار قدرت وأرزاق سجلت ومواقيت وقتت، ولكنه عملٌ واجتهاد وسعي خلف الأسباب، والأبواب لا تفتح إلا بقرعها وخير الأمور الوسط فلا عجلة تورث الندامة ولا تكاسل يورث التأخر ولا تواكل يورث الحاجة.إن حصد النتائج والثمار لن يكون إلا بالصبر حتى المحاولات الفاشلة تكون ذات قيمة عندما نصبر عليها.
1174
| 17 يناير 2016
عندما ألتفت من حولي فإني أرى جنوناً في كل شيء وتسابقا نحو الجنون، لا أقولها مبالغة ولكنه واقع تعيشه مجتمعاتنا اليوم وثقافة يتشربها أبناؤنا دون أن نعلم أي جيل سوف تنتجه لنا تلك الثقافة، فعندما أسير في الطرقات وأجلس هنا أو هناك أشاهد رجلاً يتحدث مع نفسه لا يهمه ما يقول ولكن جل همه أن يرسل سناباً حتى لو كان من داخل بيته وفي أقصى درجات خصوصيته، بل بعضهم يجاهر بمعاصيه وآخر يقضي ساعات على تويتر تجده يفتي في كل أمر ويتحدث في كل شأن وينقل معلومات لا يعلم عن مصدرها وصحتها وقد يشتم ويقذف وهو في حياته لم يقرأ كتاباً ولم يبحث عن معلومة، لأنه يريد أن يصبح رقماً صعباً في المتابعين وقبل أن أنام أرجع لهاتفي فأجده قد تكدس بمقاطع المهرجين الذين أصبحوا في ثقافة اليوم مشاهير، بعضهم فصل من وظيفته بسبب تهريجه ونجد منصات إعلامية ورجال مجتمع يصدرونهم ويستضيفونهم كنجوم ومبدعين وأمثلة نجاح تقدم لأجيالنا، فأي حال وأي ثقافة وأي أخلاق نصدرها، فمثل هذه الظواهر ألا تستحق محاربتها ودراستها ومعرفة أسبابها ونتائجها على الفرد والمجتمع.إن جيلا يعيش هذا الضجيج وذاك الجنون يحتاج لأن نحميه، توعية وتثقيفاً، فحرمات البيوت تنتهك وكرامة الناس تهدر وأخلاقهم تندثر وخصوصيتهم تستباح دون وعي أو رادع، بل هناك من يستخدم تلك البرامج للنصب والاحتيال والاستدراج الذي يذهب ضحيته الكثيرون، صغاراً وكباراً، واستغلال أسماء الناس وشخصياتهم.نحن اليوم لسنا ضد التطور ولكننا ضد الانفلات ولسنا ضد التواصل ولكننا ضد الانحلال الأخلاقي والفكري والثقافي والاجتماعي والذي نزرعه بشكل غير مباشر في أذهان أجيالنا دون أن نعلم.إن هذا الجنون أخطر من أن يناقش في مقال ولكننا نحذر من طوفانه الذي يتسلل لعقول أبنائنا وبناتنا وينخر في صميم مجتمعنا وليس لدينا سلاح نحارب به هذا الجنون إلا سلاح الوعي والتثقيف وعلى مدارسنا وجامعاتنا ومؤسساتنا المجتمعية أن تعلن حالة التأهب القصوى وتبدأ بتفعيل برامج توعوية تحارب من خلالها هذا الجنون لنحمي مستقبل أجيالنا من التيه وأوقاتهم من العبث وعلينا ألا نستهين من تلك الأجهزة التي نحملها معنا ويحملها أبناؤنا في كل مكان، فهناك من ينام ويصحو على وقع جرس ثقافتها.أيها القارئ أنا وأنت جميعنا مسؤولون عن هذا الجنون والكل مطالب بأن يقوم بدوره وكل واحد منا راع ومسؤول عمن يرعى وقد أكون أنا وأنت نهيم ونشارك في هذا الجنون دون أن نعلم، فهل نحن قادرون على أن نصحو من هذا الجنون أم أنه مرض سيستمر؟.
2506
| 04 يناير 2016
إن من أخطر المشكلات التي أشاهدها اليوم تكبر وتتسع في مجتمعاتنا هو التوسع في المجتمع الأنثوي في الكثير من المجالات وكل من يدعو بلغة التساوي بين المرأة والرجل فهو بلاشك يطلب تغيير التركيبة الاجتماعية ، وأي تغيير في التركيبة الاجتماعية لا شك أن ذلك يعني خللاً له آثاره السلبية فهناك قوانين ربانيه عندما تتغير فسوف نعاني الكثير من المشكلات ولست هنا ضد المرأة ولكني ضد تغير التركيبة الاجتماعية التي أول من سيتضرر منها هي المرأة ذاتها ولننظر في كافة المجتمعات من يعاني أكثر من التأثيرات السلبية من العنوسة والطلاق و في بيئة العمل سواء كانت صحية أو اجتماعية أو نفسية ؛ بدون شك ستكون الإجابة هي المرأة فلماذا التمادي في هذا التغيير والمناداة به ولماذا دائماً نحاول أن نجعل من المرأة عنصراً مكافئاً للرجل ونحن هنا لا نقلل من المرأة بل هناك نساء في التاريخ وفي الحاضر هن أفضل من ألف رجل علماً وأخلاقاً وديناً ونتاجاً وتأثيراً والمشكلة لا تكمن في المجتمع ولا في الرجل ولا فيمن ينادي فلكلٍ أسبابه ، ولكن المشكلة دائماً تبدأ من عند صاحبها لذا اليوم علينا أن نسعى للعمل على التغيير في فهم وتفكير المرأة لمعنى التكافؤ ففهم المرأة وتعاطيها مع مفهوم التكافؤ هو الخطأ الذي نعاني منه وعندما تبدأ الأنثى بالتفكير بإلغاء دور الرجل من حياتها فهذا بلاشك إعلان لتغيير جذري في قانون المجتمع الرباني وعندما تسعى لتأخذ دور الرجل شكلاً ومضموناً وأثراً وتأثيراً فهي بلاشك تؤثر في بيئتها ومجتمعها الذي في نهاية الطريق هي من ستتأثر به ولعلي هنا لا أضع الحلول بقدر ما نعلق الجرس وعلى الجهات المعنية بالمجتمع أن تبحث عن الحلول المناسبة التي لا تتجاوز معنى الفهم والإدراك لدى المرأة فمن المؤكد أنني لست ضد أن تمارس المرأة دورها في المجتمع في كافة المجالات ولكني ضد المفهوم الذي من خلاله تلعب ذلك الدور فالممارسة لا تكتمل إلا مع مفهومها فأن تقود المركبة في الشوارع ؛ ممارسة من حق الجميع ، ولكن أن تصدم الآخرين وتخالف الأنظمة فهذا مفهوم خاطئ لمعنى الممارسة وقس على ذلك. نحن اليوم لا ننكر أهمية دور المرأة في المجتمع بل هو أساس وقاعدة وصاحب تأثير ولكننا في ذات الوقت علينا ألا نهمل أهمية توعيتها وتثقيفها بأهمية هذا الدور ومفهومه وثقافته وآليته وطريقته وحدوده وضوابطه فكل شيء بقدر وأي أمر يزداد عن حده فلا شك أن مصيره سينقلب ضد صاحبه وهذا ما تعاني منه المرأة في مجتمعاتنا وهذا هو قانون الحياة الرباني فهناك ميزان يجب ألا يختل في كل أمر ولعلي أجد أن المعادلة الصحيحة التي تربط بين الرجل والمرأة لا تخرج عن كون الرجل غطاء أمان للمرأة وأن المرأة صاحبة تأثير على الرجل فأي أمان يريد الرجل للمرأة وأي تأثير تريده المرأة في الرجل هنا يكمن الفهم وعلى نياتكم ترزقون.
500
| 20 ديسمبر 2015
مساحة إعلانية
بات الذكاء الاصطناعي اليوم واقعاً لا يمكن تجاهله...
2574
| 30 نوفمبر 2025
في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه...
1536
| 02 ديسمبر 2025
فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...
1320
| 04 ديسمبر 2025
ساعات قليلة تفصلنا عن لحظة الانطلاق المنتظرة لبطولة...
1182
| 01 ديسمبر 2025
مواجهات مثيرة تنطلق اليوم ضمن منافسات كأس العرب،...
1143
| 03 ديسمبر 2025
تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...
1122
| 04 ديسمبر 2025
في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...
855
| 05 ديسمبر 2025
لم تعد الدوحة مجرد مدينة عربية عادية، بل...
672
| 03 ديسمبر 2025
في زمنٍ تتزاحم فيه الأصوات، وتُلقى فيه الكلمات...
654
| 28 نوفمبر 2025
يحكي العالم الموسوعي عبد الوهاب المسيري في أحد...
615
| 30 نوفمبر 2025
في مايو 2025، قام البابا ليو الرابع عشر،...
543
| 01 ديسمبر 2025
كل دولة تمتلك من العادات والقواعد الخاصة بها...
510
| 30 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية