رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
إن أول معيار لفهم الحياة والعيش والسير نحو الطريق الصحيح وفهم الإنسان لإنسانيته هو الوعي بالذات التي هي نواة الإنسان وما يتغلغل في داخله من عواطف معقدة تتغير وتتشكل في كل لحظة والقدرة على التعاطف واستيعاب ما يدور وما يحدث من قصص تمر علينا في مشوار الحياة وهي تلك الثواني التي نعيشها والتي تشكل كتاب حياتنا الذي نكتبه في كل ثانيه دون قراءته وفهمه والنظر في مضمونه. عندما تسافر في سيارتك وتتعطل على الطريق لسبب لم تكن تتوقعه فإنك تغضب وتنزعج فأنت هنا لم تتعاطف مع نفسك ولم تفهم مضمون ما حدث ففي كتاب الحياة لا مجال للصدفة وكل شيء بقدر ولا تعلم هنا أي شر ذهب عنك وأي خير كتب لك فكل ثانيه في حياتنا تغير مجرى الحياة بالكامل. لست ممن يحب تتبع فلسفة الفلاسفة وتعاريفهم ونحن نملك أعظم التعاريف لمفهوم الإنسان وإنسانيته وحياته جمعها الله في القرآن وحقيقة الحياة نعرفها وندركها كلما تقدمنا في الحياة وكيف لا نعلمها ونحن نأخذ العلم ممن خلق الحياة وعلم الحياة له ظاهر وباطن وظاهره يختلف عن باطنه ومنا من يتبع الظاهر ومنا من يتبع الباطن لذا كان التفكر عبادة والتعلم عبادة والتذكر عبادة والحكمة هبة وهناك أمثال يضربها الله لعباده وهي بمثابة مفاتيح العلم التي من خلالها نقيس ونفهم ونفكر في معانيها ومضامينها (وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون) فسورة يوسف قصة في ظاهرها ولكن في باطنها مفهوم الحياة ومفاتيح أسرارها وفي سورة البقرة عندما يقص الله علينا خلق آدم فظاهرها قصة الخلق وباطنها علمٌ لذات الانسان وأهميته.إن من أعظم المشكلات التي تواجه الفرد منا هو عجزنا عن فهم واقعنا وتحليل حياتنا فليس هناك عبث فكل واحد منا هو محور تغيير يؤثر ويتأثر ولكن المهم أن تبتعد عن طريق الظلمات من جهل وظلم وفساد اجتماعي وأخلاقي وتتبع طريق النور الذي يشمل الخير والعدل والحق فلن نشاهد الحياة بجمالها وحقيقتها إلا ونحن نسير على طريق النور الذي يجعلنا نرى بعين الحقيقة وعكس ذلك ظلمات يعيش صاحبها متسكعاً لا يرى إلا نفسه فيعيش نكرة ويموت نكرة. عندما أعود وأغوص في داخلي فلا أجد هماً إلا عندما تتصارع النفس في طلب ملذاتها فذاك الصراع يقتل الحياة ويعمي القلب عن جوانب السعادة ويجعلك حبيس صراع لا ينتهي بين الرغبة والقدرة والحلم والواقع والممكن والمأمول ولكن كل ذلك ينتهي ويصغر عندما يتدخل العقل الذي يستطيع تحييد النفس وصد ملذاتها لتتحول النفس إلى عواطف تعطف على صاحبها بعين الحكمة فتهديه سكينة تذوب في داخلها كل الانفعالات فتسقيك ماء الطمأنينة وذلك هو علم اليقين.
2813
| 11 ديسمبر 2015
ليس منا شخص لا يطلب السعادة والرضا والسكينة ومحبة الناس والقناعة والأمن ولتلك أسباب ودرجات من عرف طريقها لن يضل أبداً وجميعها تجتمع في كلمة واحدة هي (الحكمة) التي هي ضالة كل واحد منا والتي هي سلوك ومنهج يعمل به فالحكمة ليست الذكاء وليست العلم ولا الخبرة ومقياس الحكمة في الأفعال والسلوك وأن تعرف حقيقة ما تقوم به هل هو فعل رباني أم شيطاني أي أن تقيس أفعالك وسلوكك مع الناس ومع بيتك وأهلك ومع نفسك على مقياس الحق والباطل والخير والشر فعندما يكون هذا مقياسك فأنت تسير في طريق الحكمة الذي هو منحة ربانية تأخذها على قدر استقامتك خلقاً وعملاً، فذاك رجل أمي لم يتعلم ولا يقرأ ولا يكتب ولكنه حكيم في أفعاله كريم في أخلاقه صادقاً في كلامه غنياً في نفسه سعيداً في حياته راضياً آمناً قد فاز بمحبة الناس. إن العقول والأقدام لا تزل إلا بفقد حكمتها في وزن أعمالها وأفعالها وأقوالها على ميزان الخير والشر الذي تتفاوت فيه الناس ولكن الحكمة لن تمنح من واهبها إلا عندما يرجح ميزان الخير لأعلى مستوياته فلا تلد النوايا إلا كل خير حينها تتدفق الحكمة قولا وعملاً دون تكلف أو استحضار لأن الله يقول (يُؤْتِي الحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ). قليل منا من يفقه أن الحياة منهج وأنها (أي الحياة) لا تستوي لمن يخالف منهاجها وأنها تراكمات كلاً يبني الآخر وأن عناوينها لا تكتمل ما لم تحسن العمل في تفاصيلها والبناء لا يكون صلباً وجامداً على مدى السنين يستوعب تقلباته ما لم يكن بني بإحكام وترابط وكذلك هي الحياة فالعمل بناء والأخلاق بناء والتعامل مع الناس بناء وإخلاص النية وصدقها والإحسان والأمانة بناء، وكل منا يجتهد في تفاصيل ذلك ليبني حياة لا تهزها النائبات ولا تفسد سعادتها المنغصات يربي في جنباته مولود الحكمة الذي يكبر يوماً بعد يوم محصناً من أمراض العصر التي تفتك بنا دون أن نعلم فالحكيم عز وجل يقول (لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم إلا أن تقطع قلوبهم والله عليم حكيم) فكل منا لابد أن يعلم ماذا يريد أن يبني وأي مولود يريد أن يربي وأي حياة يرغب في عيشها، وكل خصيم نفسه وخبير بها ويعلم ما تضمر فبنيان الشيطان سيبقى ريبة في قلوب أصحابه والبنيان الرباني سيظل سكينة وأمناً وسعادة وخيراً مستمرا وسحابة تغيث صاحبها ويستظل بظلها. في رحم الحكمة تجعل العدو صديقا وتقابل المسيء بالإحسان وتعيش الفقر غناء والمعروف بذلا وعطاء ومجتمعنا اليوم في أمس الحاجة لأن نعيد له تعريف مفهوم الحكمة ونؤصل مفهومها قولا وعملا لتصبح هدفا يسعى لتحقيقه.
652
| 29 نوفمبر 2015
الفشل يظل ويبقى تجارب تجبرك على السير نحو الطريق الصحيح الذي يسره لك الله وهو بذلك نقطة بداية وكنت قلت إن علينا ألا نجعل من المحاولة الفاشلة نهاية بل هي بداية وهذه ثقافة لابد من تعلمها وتأصيلها في كل جيل لكي يعلم كيف يختار طريقه وأنه لن يستطيع أن يصل لما يريد تحقيقه إلا من خلال محاولاته الفاشلة وهذه حقيقة وليست فلسفة فكرية أسطرها هنا.ليعود كل منا لحياته وطريقه ومشواره وليتفكر قليلاً كيف وصل لما وصل سواء كان سلباً أو إيجاباً سيجد الإجابات متى ما تفكر بشكل صحيح ومن منظور الحكمة التي جاءت في حديث الرسول الكريم (اعملوا فكل ميسر لما خلق له) فهنا مربط الفرس في النجاح والفشل ولعلنا لو نظرنا من حولنا قليلاً لرأينا أمثلة عديدة فهذا طبيب لم ينجح في الطب ولكنه نجح في التجارة ، وذاك معلم لم ينجح في التعليم ولكنه نجح في الإعلام ، وهذا مهندس لم ينجح في المعمار ولكنه ينجح في التسويق ، فهذا أو ذاك أو ذلك تعلم ليكون طبيباً أو مدرساً أو مهندساً ولكنه لم يكن ميسراً له أن ينجح فنجح فيما يسر له والله يسخر لك هنا مالم يسخره لك هناك .فكل منا يملك مفتاح النجاح ولكن عليه أن يبحث عن الباب المناسب له فمن يملك مفتاح التجارة سيجد الأبواب تفتح له وسيجد من يساعده وسيسخر له الله كل ما يمكن لنجاحه وقس على ذلك بقيه الأعمال وقد تكون أنت أو أنا مفتاح نجاح سخرنا الله لهذا أو ذاك فما يجري على يديك قد لا يجري على يد غيرك وما يسخر لك لا يسخر لغيرك ؛ ةفالبركة لغة العمل والحكيم من يعي تلك المؤشرات فالله يقول (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ- نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا- وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا - وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ) فالمطلوب منا أن نعمل ونكتشف ونخوض التجارب ونستلهم الأسباب لنختار الطريق الصحيح ونفهم فلسفة الحياة ولغتها ومؤشراتها فيوسف عليه السلام أصبح مسؤولاً عن خزائن مصر لأنه فسر حلماً لملك فكانت رؤيا الملك سبباً وملكة التفسير التي وهبها الله له مفتاحاً استطاع من خلاله أن يقنع الملك ليضعه على خزائن مصر فرزقه الله العزة بعد سنين العبودية والسجن.فكل منا وهبه الله ملكات يستطيع من خلالها أن يعمل وينجح ، وكل منا لابد أن يكتشف ملكاته ويعمل بها وصفاء النية في العمل مطلوب وهو أساس النجاح فإن كنت مسخراً لغيرك فا عمل بأمانة ووفاء وعليك أن تتقي الله في غيرك إن كان مسخراً لك وتذكروا قوله تعالى (فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم).
431
| 19 نوفمبر 2015
هناك رجل واحد في حياتي عاصرته صغيراً وشاباً كنت أراه مثالاً ومدرسة للحياة، هو لم يتعلم سوى أمر واحد كيف يقرأ القرآن.. عاش مراحل حياة مختلفة طوال أكثر من مئة عام وعقد.. تنقل ما بين اليتم والفقر ثم أسس حياة وصلت به لأن يكون من الأغنياء ومع هذا لم تتبدل حياته البسيطة والمتواضعة في كل أمر لا أعلم أنه ترك صلاة في مسجده الذي بناه بجانب بيته سوى في مرضه القاهر.. ومن النادر أن يمر أسبوع واحد ولا يوجد في بيته ضيف، ولا زلت أتذكر تلك الأعياد التي كنت أقف فيها من الصباح حتى المساء نستقبل الضيوف.. عاش سنوات طويلة لا يعرف السيارة يقضي حوائجه مشيا على الأقدام سرت معه في بعض الأيام ممسكاً بيدي وفي يده الأخرى عصاته نتجول في الجبال والشوارع والوديان، أتذكرها حلماً بين وقت وآخر ذلك الشيخ الكبير كتب تاريخاً من الشرف والكرم والخلق وهذا ليس بشهادتي بل بشهادة أهل مدينته أبها التي أحبها فأحبته.. لم أعلم أنني شاهدته في مستشفى بل كان يرفض حتى الأطباء في بيته وعلى سريره، ففي مرضه كان لا يطلب العلاج والشفاء إلا من الله، وذلك إيماناً قوياً قل من نجد في هذه الأيام من يتحلى به ومع هذا عاش حياته وهو يستمتع بصحته وقوته حتى مماته، رأيته يبكي حباً لأبنائه ويضحك مسامرة معهم يصلح بين الناس ويساعدهم بالمال والجاه، كان يتصل ويسأل عني وأنا مغترب عن مدينته رغم أني من أصغر أحفاده الذين تجاوزوا الستين فرداً ما بين ذكر وأنثى.. رحل عنهم وتركهم أغنياء ليس مالاً فقط، ولكن ذكراً وتاريخا.. ففي آخر حياته ورغم الزهايمر الذي داهمه قبل وفاته بأشهر قليلة كان يطلب المال ليضعه تحت وسادته ليس حرصاً عليه ولكنه كان يخشى قدوم ضيف ولا يكرمه.لا أكتب ذلك اليوم مفاخراً لأنه (جدي)، فالتفاخر بالأنساب جاهلية، ولكن لأن حياة الناس تجارب وأمثلة ودروس وحياة كل منا قصة تروى وتاريخ يسجل ولكن تلك القصة وذلك التاريخ لا يبقى منه سوى أفعال تترك أثراً في نفوس الناس، فالإنسان يموت ويعود للتراب ولكن أخلاقه تستمر وتبقى والخلق دين والدين عمل ظاهره مثل باطنه فلا تيأس لأنك يتيم ولا تحزن من فقر ولا تفرح بغنى فكلها تنتهي وتذهب وتندثر والحياة تتبدل وتدور، ولكن العزة تكون في أفعالك وأخلاقك وتجارب حياتك وسيرة تكتبها لأولادك وأحفادك يرونها مثالاً ويرونك قدوه تترك فيهم أثر الدين خلقاً وعملاً
2036
| 09 نوفمبر 2015
حينما أنظر لأي طفل فإنني أتعلم أمرين مهمين في الحياة وأستلهم منه أن الحياة هي قوة في العبور بلا خوف، فالطفل لا تراه يخاف ويعلمني الطفل كيف أفرح وأضحك صادقا من غير تمثيل أو مجاملة، فتلك هي الدروس التي يطلب منا الأطفال كل يوم أن نتعلمها منهم ويعلمنا الأطفال صدق الانفعالات، فالنفاق لا تراه في قاموس أي طفل، بل تراه صادقاً في كل تعابيره.وكلنا في سنوات طفولتنا عشنا صفاء الفطرة التي لم تلوث بتفاعلاتنا في هذه الحياة ولم تخدش بسهام التغيير، فالطفل هو المثال للمخلوق النقي الصادق وهو في ذات الوقت عنوان للإقدام والجراءة دون خوف أو حرص لأنه دائماً ما ينظر للآخر بسلام، لأنه يتصرف من عمق براءته التي تمتزج بروح الطبيعة.فقلب الطفل لا يعرف سوى الحب الذي ينبع صادقاً من دواخل نفسه ولابد لكل منا أن يعود لأيام طفولته لكي يكتشف حقيقة نفسه فهناك نستطيع أن نعلم ماذا كنا وكيف أصبحنا ومن هناك يمكن أن نجد اللغز الأكبر للحقيقة التي كل منا يبحث عنها ومن خلال تلك الطفولة وسنعلم ما هي تناقضاتنا وأخطاؤنا.فبناء الإنسان ومضمونه يبدأ من يوم ولادته وتتشكل من خلالها شخصية الإنسان، فما هو عليه اليوم هو نتيجة ما كان عليه بالأمس وعلينا أن نعلم أن حياة الطفل عالم علينا أن نحسن التعامل معه وألا ندنسه بمفاهيم وأفكار وتصرفات خاطئة، فالطفل يولد بمنهج الفطرة الصافية النقية الذي هو منهج الحياة التي لابد أن نتعلم منها، فالطفل حياته مدرسة نتعلم منها منهاج الفطرة ومثال راقٍ للنفس الطاهرة، لهذا كل إنسان يحن لأيام طفولته، لأنه يشعر أنها فترات صادقة غير ملوثة.علينا اليوم أن نتعلم كيف نعيش بمشاعر الأطفال في كل لحظاتنا التي هي قمة الاستقرار الداخلي والهدوء الوجداني الذي لا تعكره شهوات ولا تداخله ظنون ولا تعكره الأطماع وليس من العيب أن نجدد طفولتنا كلما كبرنا، تلك الطفولة الرائعة، فكل منا في داخله طفل عليه أن يوقظه وألا يدفنه فتدفن كل فضائله التي هي جنة الأطفال في نفوسنا وهي معنى الحياة واستمراريتها وجمالها.ولعل حفاظ كل واحد منا على سجايا طفولته هو حفاظ على قيمته وأخلاقه وإنسانيته الصادقة النقية والتي هي أخلاق ننشدها جميعاً وصفات نسعى لكمالها جعلها الله في الأطفال فطرة تتغير في دواخلنا .
1011
| 02 نوفمبر 2015
عندما يعلن رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة ترشحه لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم في هذا التوقيت الذي أجده الفرصة المناسبة التي لابد أن نسعى كعرب وخليجيين أن نستثمرها ونحشد لها جميعاً كل ما يمكن للفوز بها ففيها مكاسب كبيرة على كافة الأصعدة بل هي السلاح اليوم الذي نستطيع من خلاله الحفاظ على الكثير من مصالحنا وكسب ما هو أكبر وأفضل وفي ذات الوقت نحن أيضاً مطالبين بالعمل على قبلتين الآسيوية والدولية ففوز الشيخ سلمان برئاسة الاتحاد الدولي يضمن لنا الحفاظ على أهم ملف وقضية نحن مطالبين بالحفاظ عليها وهي تنظيم كأس العالم في الدوحة 2022م والشيخ سلمان لاشك أنه صمام الأمان اليوم عندما يعتلي كرسي رئاسة الفيفا وفي ذات الوقت العمل من الآن على دعم المرشح البديل لرئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم فالمرحلة اليوم مرحلة عمل وحكمة لابد من استغلالها فلن تتكرر هذه الظروف ونحن نؤمن أن الفرصة تأتي مرة واحدة ولا تتكرر.ولعلي مؤمن أن الشيخ سلمان لن يقدم على هذه الخطوة إلا وهو يعلم جيداً أن يذهب وماذا يريد ولعلي اليوم لا أطالب الاتحادات الخليجية والعربية بدعم ترشح الشيخ سلمان فقط بل بالعمل على صناعة تكتلات وفريق عمل على أعلى مستوى لدعم حملته ومن هنا أجدها فرصة ليعيد لنا الاتحاد العربي لكرة القدم واتحاد اللجان الأولمبية العربية واتحاد التضامن الإسلامي دورهم في الخارطة الرياضية العالمية والعمل من خلالها ومنها على صناعة منجز عالمي نشترك جميعنا فيه ونجعل من تلك الاتحادات اتحادات فاعلة في دعم القضايا والعمل العربي والإسلامي المشترك فنحن اليوم نعيش أثمن فرصة يقدمها لنا التاريخ ولابد من استغلالها.كلنا نعرف الشيخ سلمان بن إبراهيم وشخصيته المتواضعة والصادقة ونعرف جيداً أنه يملك سجلا رياضياً نظيفاً خاليا من أي صراعات مع أي من الشخصيات والكيانات الدولية ولا يمكن أن نشك في إخلاصه ووفائه ومصداقيته ولعلي من الأشخاص الذين تشرفت منذ ما يزيد على عشر سنوات بعلاقة أخوية وصداقة مع الشيخ سلمان وكنت قريباً منه في الكثير من الأحداث والقضايا حواراً ونقاشاً وتشاوراً وكنا نتحدث من دون حواجز وبشفافية عالية لذا عندما أتحدث عنه فإنني أعرف عمن أتحدث وأعرف صفاته وأخلاقه ومبادئه وحكمته في التعامل مع الكثير من الأحداث لذا واجبنا اليوم أن نكون داعمين له عملاً ودعاء فنجاحه هو نجاح لنا جميعاً وتأكيداً بالحفاظ على مكتسباتنا وتحقيقاً لتطلعاتنا فاليوم هو المحك الحقيقي لنا جميعاً واختبار لابد أن ننجح فيه وتنجح فيه مؤسساتنا الرياضية المحلية والعربية والإقليمية والقارية لذلك أتمنى أن نشاهد تحركا واسعا فعليا على خارطة العالم لكل مسؤول كل من واقع مسؤوليته.
360
| 28 أكتوبر 2015
يجهل الإنسان أحياناً أنه هو عدو نفسه؛ فهو يكذب ولا يريد من الناس أن تكذب عليه ويمارس كل أنواع الخداع وأكل حقوق الآخرين بدون وجه حق، ويستكثر على الآخرين أنهم يطالبون بحقوقهم هنا أو هناك، تجدهم أكثر الناس حباً للمماطلة والتسويف ويعتقدون أنهم يتعاملون بذكاء ومهما وصلوا من الثراء والوجاهة الاجتماعية إلا أنهم لا ينفكون عن ممارسة تلك الأخلاق السيئة لأنها أصبحت جزءاً من كينونتهم لا يثمر فيهم معروف ولا تصدق معهم أعلى درجات الأمانة والصدق لأنهم يرون الناس بعين طباعهم فيعتقدون أن كلاً يعيش على شاكلتهم وهؤلاء هم أجهل الناس لأنهم يجهلون حقيقة أنفسهم فجهلوا حقيقة الآخرين.لا أنكر أن مثل هذه النوعية من الناس موجودون في المجتمع نراهم ونتعامل معهم، ولكننا لا نكتشف حقيقة ذواتهم إلا بعد سنوات من التعامل لأنهم يغلفون شخصيتهم بأخلاق زائفة تكتشفها عند المحك الأول فتكشف الأقنعة ونصدم حينها بواقعهم الذي امتزج بفساد النفس ومثل هؤلاء لا يعتد بهم ولا يقام لهم وزن وبعدهم راحة، فالواجب هم من يتألمون ليل نهار وليس أنت فلا تتوقف عندهم بل أدر ظهرك وأكمل مشوار حياتك، وتعامل مع الناس ومع نفسك بأخلاقك فحياتهم ستأكلها نار أفعالهم وحياتك ستبينها عزة نفسك وجنة أخلاقك وصدق أمانتك فالعاقبة للمتقين فالله لن ينصر الظالم بظلمه ولن يترك المظلوم لحسرته والأيام دول والعدل يأتي في ساعة فنحن لسنا مخلوقات تافهة عند الله وقد نفخ فينا من روحه وأسجد لهذا المخلوق الملائكة وسخر له الكون بما فيه ولكنه منحنا حرية الاختيار، فأنا وأنت من نحدد من نكون وعلينا أن نعلم ونطمئن أن في هذا الكون وما سخره الله ما يكفي لكل الخلق بكافة أجناسهم ورغباتهم وطموحهم ولكن ليس هناك ما يكفي لنفس طامعة لا تشبع ومن هنا لابد أن نتيقن ونؤمن أن العزة لمن استطاع أن ينجح في حكم نفسه وأنه لا قيمة لمن كنز كنوز الأرض وخسر هذه النفس التي بين جنبيه ينام ويصحو معها.. ولعل النفس لا تنكشف إلا في لحظة التجرد لتختار خيراً أم شراً ظلماً أو عدلاً صدقاً أو كذباً أمانة أو خيانة.. وهنا يكون المحك الحقيقي لي ولك والغرور هو السبب بأن لا نعترف إلا بما نعتقد أنه صحيح حتى لو كان ظلماً للناس والحكمة هنا أن تجعل أولئك يقتلون أنفسهم دون عناء منك ومشقة.. فالنار تأكل أهلها والجنة تسعد أهلها فأشقى الأشقياء من يجعل نفسه تعيش في حروب داخلية لا تنتهي حياً كان أو ميتاً ولا تجعل الظروف أياً كانت سبباً بأن تفعل أمراً يتناقض مع ضميرك الذي لابد أن تجعله حياً يتحلل وينفك عن كل شائبة فقيمتك في هذه الحياة هو أن تضع نفسك في مكانها الذي يليق بها حتى لو كان على حساب ظلم نفسك.وعليك اليوم أن تكون يوسف عصرك ولا تكن زليخة القصر.. فبين يوسف وزليخة عزة الزمان وذلة القصر.. فاختر ما تشاء وكن نبيهاً لدورة الأيام فالعزة مصدرها الصبر والذلة مصدرها القهر فكن صابراً تعز ولا تكن قاهراً فتذل، وتلك رسالتي لكل لبيب.. فهل وصلت؟
692
| 20 أكتوبر 2015
في زمننا الحالي لابد أن نؤمن بأن تغير المجتمع يسير وفق وتيرة متسارعة تفوق ما كان عليه في السابق والذي بدوره يؤثر على شريحة الشباب وما دونها بشكل أكبر، سواء في التكوين الفكري أو الشخصي، بل ويصل لما هو أخطر وهو التغير الأخلاقي والمعتقدي ومن هنا تكمن خطورة عدم مواكبة هذا التغير السريع في كافة المجالات والتي من أهمها مجال التعليم والبيئة الأسرية والتي هي الجبهة الأولى التي من خلالها يمكن أن يتم مسايرة هذا التغير بالشكل الذي يكفل للمجتمع مواكبته والحد من تأثيره السلبي.في السابق وسائل التأثير كانت توجه للمجتمع بشكل جماعي، أي أن السيطرة لم تكن صعبة وتأثيرها محدود، خاصة أن الأسرة كانت تستطيع السيطرة على أفرادها في ظل مجتمع كان يعتمد على الأسرة في العلم والتعلم وصناعة الشخصية والهوية الفكرية والدينية وغيرها ولكن اليوم اختلفت الأدوات، فالتأثير أصبح يوجه بشكل مباشر نحو الفرد من خلال وسائل مختلفة تخلق الخصوصية ويصعب، بل وأحياناً يستحيل، السيطرة عليها وعلينا أن نعلم أن التأثير على الفرد الذي هو أساس المجتمع ومن خلاله تبنى الأسرة والمجتمع وهو نواتها، سواء كان ذكراً أو أنثى هو الأخطر.والسؤال ما هو الحل أمام كل ذلك؟ فنقول بأن الله سبحانه وتعالى وضع لنا الحل الذي يحمينا فقال: (وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون)، فكلمة الإصلاح هي المفتاح اليوم، فالمجتمع بحاجة لقوة إصلاح مستمرة في كافة شؤونه ولعلي هنا لا أتحدث عن الإصلاح السياسي، لأنه لا يعنيني وليس بذات أهمية، لأن صلاح المجتمعات وأفرادها، فكرياً وأخلاقياً وعقائدياً، يغني عن أي إصلاح آخر، فأغلب القضايا التي نعيشها اليوم والمشكلات التي نعاني منها ليس بسبب السياسة، بل بسبب التغير الفكري والأخلاقي للأفراد والذي بدوره أثر على المجتمعات.ومهمة الإصلاح ليست واجباً على المؤسسات الدينية أو رجال الدين، لأننا جميعاً رجال دين ودعاة خلق وفضيلة وإصلاح وكل بيوتنا وأسرنا هي مؤسسات دينيه وأخلاقية وإصلاحية والثقافة الصحيحة اليوم أنه ليس بالمهم أن أكون رجلاً صالحاً ولكن الأهم أن أكون رجلاً مصلحاً والذي بدوره يجعلنا صالحين وليس المهم أن تكون لديَّ أسرة صالحة، بل أسرة مصلحة، فهي عندما تصلح نفسها فسوف تكون صالحة وليس المهم أن أعيش في مجتمع صالح بقدر ما يهمنا أن أعيش في مجتمع مصلح، فالمجتمع المصلح سيكون صالحاً.مشكلتنا الوحيدة والتي أعيدها وأكررها، أننا في الكثير من المفاهيم ننظر بثقافة (الأنا) فأنا يهمني أن أكون رجلاً صالحاً ولا يهمنا أن أكون مصلحاً، رغم أن الثانية أهم من الأولى، لأن الأولى صفة والثانية ممارسة وتأثير الممارسة أقوى من تأثير الصفة والممارسة تحقق الصفة وليس العكس.لذا علينا اليوم أن نعيد التفكير في الكثير من مناهج الحياة لنصل لمجتمعات مصلحة تساهم في بناء المنهج الصحيح للحياة.
531
| 13 أكتوبر 2015
الشباب هذه هي الكلمة الدارجة في هذا الزمن الكل يتحدث عنهم ويطالب بالاهتمام بهم ويحث على احتوائهم ولكن الكثير لا يتحدث عن الشباب أنفسهم ولماذا هناك من يشعر أنه مقصر في حقهم ولماذا في هذا الوقت تذكرنا أن لدينا شباباَ وشابات يحتاجون لهذا الاهتمام.لو أسهبت في كتابة الأسئلة لأنهيت المقال وأنا مازلت أسأل ولكن ما يجعلني أتحدث اليوم وبعين قوية هو لأني شاب ضمن هؤلاء الشباب لا أختلف عنهم في الطموح والرغبة ولكن السؤال الأكبر لماذا أصبح شبابنا هكذا؟ فنحن للأسف لم نهمل الشباب بل أهملنا المجتمع الذي يعيش فيه شبابنا فنحن اليوم نجني ثمار ما غرسناه في هذا المجتمع وعلينا العودة للوراء قليلاً فلماذا شباب الأمس ليسوا كشباب اليوم؟ والإجابة بسيطة جداً لأن مجتمع الأمس ليس كمجتمع اليوم فمجتمع الأمس كان يعمل ليعمر الأرض ويفكر لكي يعيش ويبني مستقبله ومستقبل مجتمعه ولكن مجتمع اليوم أصبح يعمل ويفكر ليس من أجل أن يعيش ويبني مستقبله بل من أجل أن يزداد رفاهية ويحقق ملذاته فأصبحت الشهوات هدف من أجله يجمع المال الذي يأتي عن طريق العمل والعلم أصبح من أجل الوظيفة والمنصب الذي من خلالها يعمل ويجمع المال لتحقيق تلك الملذات والشهوات أياً كانت وللأسف أن كل هذا هو نتيجة لتفكير المجتمع الذي أصبح يتباها بكل ذلك بل هناك من يقترض المال من أجل الملذات ولعل الإعلام الجديد كشف لنا بشكل واضح كيف مجتمعنا يعيش.ومن هنا لابد أن نؤمن أن الطريق الصحيح ليس في احتواء الشباب فنحن لا نحتاج لاحتوائه بل نحتاج لمن يفجر طاقاته ويغير نمط تفكيره وأسلوب معيشته وثقافة عقله من خلال صناعة المجتمع الذي هو الطريق نحو صناعة الفرد علينا أن نؤمن بأن تفكك المجتمع سبب رئيسي في كل مشاكل شبابنا وغياب الكثير من الثقافات الاجتماعية الرئيسية في الحياة كانت ومازالت هي الطريق الذي بسببه انحرف شبابنا فكراً وسلوكاً بل إن العذاب الأكبر الذي يعاني منه المجتمع هو الأنا التي أصبحت سمة مجتمعاتنا فغرسها المجتمع ثقافة في عقولنا وسلوكاً في تعاملاتنا.شبابنا اليوم ليسوا في حاجة لأي نوع من أنواع الاحتواء بل هم في حاجة لمجتمعات تطلق طاقاتهم وتنمي مهاراتهم وتوسع ثقافتهم وتعيد تركيبتهم الفكرية وشبابنا اليوم لا يحتاجون لمؤسسات تخلق لهم الفرص بل يحتاجون لمؤسسات تفك القيود ليخلقوا فرصهم ويشقوا طريقهم نحو مستقبلهم شبابنا اليوم لا يريدون تلك المؤتمرات التي أصبحت اليوم ظاهرة تسويقية وكلاماً مرسلاً بل يريدون تربية منهجية واقعية تنمي السلوك والأخلاق لنحقق مقولة (إنما الأمم الأخلاق ما بقيت) لذلك علينا اليوم أن نفكر في المجتمع أكثر من تفكيرنا بالشباب فلابد أن ننظر للأرض التي نغرس فيها والماء الذي به نسقي غرسنا لكي نعرف ونستبشر بما نحصد من ثمار ليأكل أولادنا غداً.
2702
| 15 سبتمبر 2015
جميعنا ولدنا في هذه الحياة فراداً وسنغادرها أيضاً فراداً والكل يغادر في مشوار الحياة ليس هناك من يمكث والكل مفارق وليس هناك ما يدوم وهذا هو قانون حياة لابد أن نتعلمه فلا يستمر أمر في هذه الدنيا على حاله وعندما نعرف ذلك فنحن حينها يجب أن نعرف أن هذا يعني قوانين عمل ومفاهيم فكر ولعلنا نعلم جيداً أنه عندما نمرض فلن يكون هناك شخص على وجه هذه البسيطة من سيقاسمك ألم ذلك المرض وقس على ذلك شتى الأمور ومن هنا يجب علينا أن نعلم جيداً كيف نعيش هذه الحياة فالإرادة مصدرها أنت والقوة تأتي من داخلك أنت من تصنع نفسك فكراً وعملاً وأنت من تتحمل نتائج حياتك وتأكيداً لهذا القانون المهم يقول جبريل للرسول صلى الله عليه وسلم (يا محمد عش ما شئت فإنك ميت واعمل ما شئت فإنك مجزى به وأحبب من شئت فإنك مفارقه واعلم أن شرف المؤمن صلاته بالليل وعزه استغناؤه عن الناس) فالضمير هو الوحيد الذي يجب أن تسعى دائماً لإرضائه فلماذا نحمل هم الدنيا والله كفانا ذلك الهم بإحساننا ولماذا نخشى المستقبل وهو عند الله نطلبه بدعوه ولماذا نخاف الفقر والله تكفل برزقنا وللأسف إننا اهتممنا بأمور الله كفيل بها وتركنا أنفسنا ولم نهتم بها تهذيباً وسلوكاً نية وعملاً.ليس هناك عبث في هذه الحياة كل شيء بقدر وقانون فالاهتمام بالنفس اجتهاد عظيم لن يضيع صاحبه وهي المتهمة دائماً وهي محل الامتحان والقرآن أكد ذلك في مواضع عده (وما أصابك من سيئة فمن نفسك) (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها) (وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء) هذا قليل من كثير في القرآن فتلك النفس التي أهملناها تعليماً وتهذيباً هي مقياس عملنا وهي الضمير الذي بحياته نحيا وبموته نموت هي ذاتها التي تبكينا عندما نخرج لهذه الدنيا ونتألم من خروجها عندما نغادر دنيانا وهي تلك التي توسوس لنا خيراً أم شراً هي التي ترقد كل يوم بين جنباتنا نحدثها وتحدثنا في خلواتنا نعاتبها وتعاتبنا على أخطائنا هي التي تضيق بنا عندما نهملها وتتنفس الحياة عندما نهتم بها هي السعادة والشقاء بل هي منبع الحب والإحسان.لذا لابد أن نفرغ أنفسنا من كل الشوائب التي تعكرها وعلينا أن نعرف جيداً أنه متى ما استطعنا أن نملك أنفسنا فنحن بالتأكيد ملكنا كل شيء وثق تماماً أن تغير النفس متاح وممكن في كل وقت وفي كل حين ولكنها الإرادة الصادقة وفهم المعنى الحقيقي للحياة ومتطلباتها فالحياة قائمة على المتضادات فكسر الشر بالخير وأبعد البخل بالإنفاق وقاتل الكبر بالتواضع وحارب الكسل بالنهوض واستبدل الحقد بالتسامح وجاهد الشهوات بالتعفف والكره بالحب فالضد بالضد ميزان عدل تسيير به نفسك نحو فضاء الخير وهو العلم الذي غاب عن مجتمعنا فجهله أولادنا فكان سببا للتيه الذي يعاني منه شبابنا.
1080
| 08 سبتمبر 2015
ما نعرفه أن الرياضة حضارة وصناعة وأمن واستثمار وعمل تدخل فيه الصحة والترويح وقتل الفراغ وهي في ذات الوقت حراك اجتماعي وسياسي واقتصادي ووسيلة تعريف وتقريب بين الناس والمجتمعات، هذا عندما ننظر للرياضة من خلال صورتها الحقيقية ولكن ما يشاهد اليوم أن الرياضة أصبحت عاملا يساهم في صراع بين فئات المجتمع وجعلها البعض أداة تستخدم للشتم والإسقاط والانتقاص والتهديد للكيانات والأشخاص وزرع الفتنه، بل شاهدنا من أدخل الطائفية والصراعات السياسية والمناطقية يضرب هنا وهناك برصاص الكلمة التي ألمها أشد وأقصى وذلك كله تحت قانون أن الرياضة سقف الحرية فيها أعلى وآخرون يقولون: نحن نتحدث في الرياضة ولم نتحدث في دين أو سياسة، يعالجون الخطأ بخطأ بعضهم بقصد وإصرار وآخرون يركبون الموجة وينسى من نسي أن الحرية دين وأخلاق وأمانة وأن الرياضة ميدان هو شريك مع المجتمع والدولة، فكراً وعملاً، توجهاً وهدفاً، وأن صوت الرياضة يدخل كل بيت ويتحدث لكل فرد ويؤصل ثقافة عقل ويعكس حضارة مجتمع وأن الخطاب الرياضي في الغالب من يتلقفه شباب في بدايات أعمارهم، نحن مسؤولون عن تشكيل ثقافتهم من خلال خطاب إعلامي يحفز الجوانب الإيجابية لهذه الفئة. ومع هذا كله وإن غاب الوعي بكل ذلك ولم نجد من يدافع ويحمي ويهتم ويؤصل مثل هذه الثقافة ويزرعها، فعلينا القول إنه لابد أن يُعلم أن ثقافة الصراخ والاحتجاج والاحتقان والردح ضد الآخر هي وسيلة الضعفاء والجهلة وليست وسيلة يتبعها أهل الفكر والحكمة والعمل، فالقوة أن تعمل بذكاء وتعزز مكانتك بعملك وجهدك من خلال منهجية تصل لكل ما تريد بعيداً عن البكائية في منصات يفترض أن تساهم في إظهار قدرتك من خلالها على دعم منهجية العمل التي تسير عليها نحو أهدافك. اليوم علينا أن نتعلم ممن سبقونا وأن نتعلم أكثر ممن تفوقوا علينا وعلينا أن ننظر هل انتهج من سبقونا لغة الصراخ وهل من تفوقوا علينا استخدموا ذات النهج أم كانوا أصحاب حكمة وفكر وعمل ممنهج؟ عندما نجد الإجابة الصادقة عن ذلك حينها سنعلم أننا نظلم أنفسنا بأيدينا، فعندما لا نستطيع أن نقدم عملاً، فعلينا ألا نخسر كل شيء بسوء تعاملنا مع الأحداث والأشخاص، فذلك لن يقدم سوى العداوة التي تزيد من الاحتقان ورسالتنا اليوم لكل مسؤول، كل فيما أوكل له، وكلنا مسؤولون، بأن الرياضة ليست ميداناً للعبث وليست لعباً ولهواً، فهناك من يبني ليل نهار، وعلينا ألا نهدم بناء مهماً في منظومة المجتمع، بإمكاننا أن نجعله عنصرا فعالاً في تقويمه وألا نستهين بما يحدث اليوم، فتوابعه ككرة الثلج تكبر كل يوم، دون أن نشعر، فلن نتحمل سقوطها ودحرجتها، فنسأل الله أن يقينا جهل الضعفاء ويرزقنا حكمة الأقوياء.
731
| 02 سبتمبر 2015
مما يدهشني كثيراً أننا لا نسمع في هذا الزمان سوى لغة واحده طغت على كل اللغات وأصبحت عنوانا للحديث في المجالس والقنوات ووسائل التواصل المختلفة بل لغة أصبح يجيدها الصغير والكبير والعالم والمتعلم والغني والفقير بل أصبحت تلك اللغة هي الصوت العالي الذي يتتبعه الكثيرون فأصبحوا متيمين بها. اليوم أصبحنا لا نسمع سوى لغة الساخطين في كل شيء فكل منا يسخط من كل شيء لا يعجبنا شيء بل كلما ازددنا أمناً وسعة في الرزق والأوطان والعلم والصحة كلما زدنا سخطاً وذلك والله الشقاء الذي نحن فيه والذي تعاني منه مجتمعاتنا وعقولنا كل يوم فنسير في شوارعنا بسخط وندخل بيوتنا ساخطين ونذهب لأعمالنا نتحدث ونعيش السخط كل يوم ونفتح أجهزتنا فنقرأ للساخطين وهذا الشقاء لأننا لا نعيش النعمة ونستلذ بها ونحافظ عليها بل لأننا نسخط عليها ونتمرد على أنفسنا فأصبحنا لا نشعر بقيمة ما نحن فيه. ألم يقل الرسول الكريم (من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا) أليس هذا قانون حياة ولغة الرضى ومفهوم للسعادة وباب قناعة أليس هذه ثلاثة من مقومات الحياة وتمام النعمة فمن يملك الدنيا من شرقها لغربها وينقصه أمر من هذه الأمور الثلاثة فلن يشعر بأي قيمة للحياة أو السعادة فلماذا تعمى قلوبنا عن ذلك ولماذا لا نستقبل صباحنا كل يوم بشكر الله على هذه النعم ولماذا نجعل من لغتنا لغة ساخطة ونفوسنا لا تسكن لنعمة نعيشها كل يوم بتمامها. لابد أن نعلم أن من سخط فله السخط ومن رضي فله الرضا فكن مع الراضين الذين يرضيهم الله وعلينا أن نلغي من قاموسنا لغة السخط ولننظر بروح إيجابية لمجامع النعم التي نعيشها كل يوم ولنستلذ بها ونعيشها بلحظاتها فلغة السخط التي بلي بها البعض لن تزيدهم إلا سخطاً بل هناك من يريد لنا أن نكون قوماً ساخطين لا ترضيهم نعمه ولا يستوعبهم أمناً ولا يكفيهم قوتا والمجتمع يعيش حالة التيه كلما ازداد سخطاً والفرد منا يزداد شقاء كلما زاد السخط في نفسه وحياته ولغته بل هذا السخط هو الطريق الذي يوصلنا لعالم التخلف ويفرقنا فإذا كنا بحالنا الذي نعيشه اليوم ساخطين ماذا نقول عمن عاشوا قبلنا بـ50 عاما ونحن اليوم نملك 100 ضعف النعمة التي عاشوا بها وفوقها صحة وأمناً وقوتاً يكفي ويزيد. إن لغة السخط التي يعيشها الكثيرون بعضهم بعلم وآخرون كثر لا يعلمون خطر مثل هذه اللغة التي لابد أن نحاربها بشكر النعمة وعين الرضا ومن هنا أجد أن لغة السخط لا ينطق بها إلا الرويبضة الذين بلينا بهم في هذا الزمان فأصبح الرجل التافه يتحدث في أمور العامة فلا يتحدث إلا بسخط لا يعجبه أمر ولا تأخذ منه علما وتجده عاجزا صاحب هوى لا يتجاوز دنيويته التي يعيش أسيراً لها. فعلينا اليوم أن نتقي الساخطين الذين يزعمون أنهم يدافعون عن الحق بسخطهم هم العدو فاحذرهم كلماتهم سخرية واستهزاء تجدهم في تلك المنصات التي يختلط فيها الحابل بالنابل بلا رقيب أو حسيب تلك أرضهم الخصبة التي يترعرعون فيها فترفعوا عنها يرفعكم الله.
912
| 31 أغسطس 2015
مساحة إعلانية
بات الذكاء الاصطناعي اليوم واقعاً لا يمكن تجاهله...
2574
| 30 نوفمبر 2025
في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه...
1536
| 02 ديسمبر 2025
فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...
1320
| 04 ديسمبر 2025
ساعات قليلة تفصلنا عن لحظة الانطلاق المنتظرة لبطولة...
1182
| 01 ديسمبر 2025
مواجهات مثيرة تنطلق اليوم ضمن منافسات كأس العرب،...
1143
| 03 ديسمبر 2025
تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...
1122
| 04 ديسمبر 2025
في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...
855
| 05 ديسمبر 2025
لم تعد الدوحة مجرد مدينة عربية عادية، بل...
672
| 03 ديسمبر 2025
في زمنٍ تتزاحم فيه الأصوات، وتُلقى فيه الكلمات...
654
| 28 نوفمبر 2025
يحكي العالم الموسوعي عبد الوهاب المسيري في أحد...
615
| 30 نوفمبر 2025
في مايو 2025، قام البابا ليو الرابع عشر،...
543
| 01 ديسمبر 2025
كل دولة تمتلك من العادات والقواعد الخاصة بها...
510
| 30 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية