رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

من هو الأحمق

تساءلت كثيراً من هو الاحمق ولماذا يكون أحمق وماهي صفاته ولماذا نسمي هذا أحمق وما هو مقياسنا فوجدت أنها تختلف من شخص لآخر ومن فكر لفكر ومن قضية لأخرى ومن مجتمع لمجتمع فكل له مقياس ورأي وتصنيف حسب ما يراه ويظنه. ولكني وجدت أن هناك عاملا مشتركا في هذه الدنيا وهو أن الأحمق الحق هو ذلك الشخص الضعيف مهما كان قوياً والمسكين مهما كان غنياً ووجيهاً والجاهل مهما كان عالماً هو ذلك الإنسان الذي يعتقد أن الدنيا سوف تدوم له بل ولديه ثقة عمياء بها وتعلق كبير بعالمها فهو ذلك الأحمق لأنه نسى أنها دنيا تدور؛ نتداولها فيما بيننا ليس فيها قوي ولا ضعيف ولا كبير ولا صغير ولا غنىً دائم ولا فقر مستمر وأنها دنيا تقوم على المتضادات لا يستوي حالها ولا تدوم لأي كان ولو التفت كل منا قليلاً لعالمه لوجد أن هناك ليلاً ونهاراً وخيراً وشراً وأرضاً وسماءً وحراً وشتاءً وحياً وميتاً ومريضاً وصحيحاً وخطأ وصواباً وظلماً وعدلاً وذكراً وأنثى وحرباً وسلاماً وحرية وسجناً وماضياً وحاضراً وعلماً وجهلاً فكلها متضادات تعيشها اليوم ويعيشها غيرك غداً.ولعل الدنيا تعمينا ونحن نعيش في صراعها ولن يشاهد الحقيقة ويملك الحكمة من لم يطلق العنان لنفسه ليكتشف الأمور ويعطي العقل فرصة التحليل والتحقق والاجتهاد الذي سيقوده للحقائق بعيداً عن قانون التبعية بقناعات الآخرين التي للأسف يسلم بها البعض وكأنها حقائق لا يمكن المساس بها وكل منا لديه الحرية التامة التي من خلالها يستطيع أن يكتشف الأجوبة على كل سؤال هنا أو هناك فالعقل حر في تفكيره وعندما نقيد عقولنا بفكر غيرنا ومصطلحاته فسنكون عبيداً لهذا العقل أو ذاك وحينها لا تصبح عقولنا حرة تفكر كما أمرها الله فالرسول الكريم كان يذهب لغار حراء ليختلي ويتفكر وإبراهيم عليه السلام كان ينظر للكون ليتفكر من خلق هذا الكون شمساً وقمراً وتلك دلالات على أهمية التفكر وإعطاء العقل فرصة البحث والتحليل التي تقود للإجابات وتولد القناعات وتكشف الحقائق وعندما وهبنا الله عقلاً فهو بدون شك رحمنا باختلافاتنا فكان الاختلاف رحمة وليس شقاقاً ولا شقاءً.كل منا عندما يجعل حياته من أجل الحياة فقط فلاشك أنه يحكم على نفسه بالموت المبكر وأنه يطبق نظرية إبقاء ما كان على ما كان وهذه هي المهلكة فهناك فرق بين التعلم والتفكر، فالتفكر إرادة والتعلم رغبة لذا كان النجاح دائماً حليفاً للإرادة والموهبة وهي لا تكتمل إلا في تلك الشخصية التي تعتمد على الفكر والقدرة على التحليل والاختيار فالنمطية في كل شيء لا تخلق لنا الجديد بل هي استمرار للقديم بشكله ومضمونه وأختم بمقولة شهيرة لعلي عزت بيجوفيتش الذي يقول (حين نُعلم الإنسان التفكير فإننا نحرره وحين نلقنه فإننا نضمه للقطيع) والأعظم من ذلك قول الله سبحانه وتعالى (إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكرون).

5426

| 19 مايو 2015

الظاهر والمضمون

أعظم أمرين في هذه الحياة يسكنان قلب كل البشر هما الإيمان والحب فلا قلب بلا إيمان ولا قلب بلا حب فبالإيمان والحب تحيا القلوب حياة الرخاء والسعادة والنشوة المستدامة التي لا يعادلها ثمن في هذه الحياة التي ملأناها وعمرناها في زمننا هذا بالكثير من الأخلاقيات التي لا تبني حياة ولا تؤسس سعادة ولا تنتج تاريخاً. لم أجد عملا يُعمل إلا ويكتمل بالإيمان ، والإيمان لا يكتمل إلا بالحب معادلة لا يمكن الفكاك منها بأي حال من الأحوال فلاحب بلا إيمان ولا إيمان بلاحب حتى في حياة العشاق لن يكتمل الحب بدون إيمان صادق بمن تحب وبدون إيمان صادق بكل عمل تعمله وبكل كلمة تقولها وبكل خيال تتخيله فلا يمكن آن تكون مؤمنا وأنت تكذب على من تحب وتحتال وتخدع وتكيد وتظلم وتتآمر ولا يمكن أن تكون مؤمنا وأنت لا تحب الله ورسوله.للأسف أننا نظلم أنفسنا عندما نجعل من الإيمان ظاهرة جسديه ولباس يلبس وشكلاً نظهر به وننسى أن الإيمان مضمون واعتقادٌ قلبي وقول وعمل باطنه مثل ظاهره ونظلم الحب عندما يكون رسائل وكلاما معسولا وأشعار وننسى أن الحب نية وصفاء وصدق وأخلاق يرتقي به الإنسان فوق الأنا وينزل لأدنى درجات التواضع المعز.ولعل التصديق والطمأنينة هما جوهر الإيمان وهما في ذات الوقت جوهر الحب ، وكلاهما من جواهر القلب ومستودعها الذي نتعايش به مع كل أحداث الحياة ونتعايش مع كل المخلوقات في هذا الكون الفسيح فالحب في مضمونه هو الرحمة التي نتعايش بها مع جميع المخلوقات فالله يقول وله المثل الأعلى في الحديث القدسي (رحمتي سبقت غضبي) وهذه قمة الطمأنينة التي يعيش بها المخلوق مع خالقه ويعيش به المخلوق مع الخلق ، والرحمة أعلى درجات الحب عندما تترجم قولا وعملاً وخلقا.عندما نتحلى بالإيمان والحب فسوف يسود العدل وستتحول الأمور جميعها لمتضاداتها فيصحب البؤس سعادة والغضب رضا والمر حلواً والشر خيراً والخوف أمناً وقس على ذلك وعندما نتحلى بالإيمان والحب حينها نقتل الحسد والكره والحقد والكذب والكيد والغدر.لذا لابد أن نعمل اليوم على فحص إيماننا وحبنا ونضع الميزان له ونعرف أين فقدناه وأين أوجدناه ولنجعله ميزاناً للتعامل وصانعاً لكل قرار وأساساً لكل عمل وغاية لكل هدف ومحركاً لكل فعل فالله سبحانه وتعالى ميزنا عن الخلق بالعقل وعندما يميزنا بالعقل فذلك يعني أنه ميزنا بالعلم وميزنا بالحكمة وميزنا بالإدراك وجميعها جوانب فكرية ووجدانيه لابد من تفعيلها في حياتنا فالإيمان والحب كما قلنا عملٌ واعتقاد فلا يمكن أن يصلح العمل بدون اعتقاد ونية خالصة صادقة ولن يصلح الاعتقاد من غير عمل يترجمه على أرض الواقع.هذه هي الحياة لمن أرادها بسعادة ومن طلبها بغير ذلك فسيجدها صعبة عصية وإحساسا غير طبيعي لأنه يسير عكس التيار فحينها سيحتاج لقوة غير طبيعية لن يجدها .فلا تكن حرباً على نفسك.

507

| 17 مايو 2015

الطموح والرغبة

يبقى مستوى الرضا الذي يسكن داخل قلوبنا وتتشبع به عقولنا هو المحرك الطبيعي للحياة التي نعيشها لا أملك اليوم أن أغير الكون ولكني في ذات الوقت أملك أن أغير من ثقافتي ومن فكري ومن قناعاتي ومن ذاتي التي تعيش في جنبات النفس أستطيع أن أعيد حساباتي والنظر في رغباتي ولكني في ذات الوقت قد أتوه في ظل طموحات بشرية تريد كل شيء وتسعى لأن تمتلك كل أمر وهذا بلاشك سيكون محور صراع الإرادة والرغبة وهذه هي النفس البشرية لا تتوقف حتى تنتهي في التراب وليس لها سقف أعلى لرغباتها بل هي كل يوم تقول هل من مزيد ففرعون لم يكن عنده قدرة السيطرة على رغباته فقال أنا ربكم الأعلى فأصبح مثالاً أعلى على مر التاريخ للكبرياء والاستعلاء فكانت رغباته مهلِكة له لأنه أمام رغباتهم نسي من يكون فكان ومازال عبرة من عبر الكون. أغلبنا يعيش حياته ينتظر ولكنه لا يقدم ويسعى ولكنه لا يعرف إلى أين .. ويسير على الطريق ولكنه لا يختار المسار الصحيح.لأننا نعيش التيه الداخلي فكل أمر منبعه النفس والذات التي تتحكم بمقاييس حياتنا.الاستقرار الداخلي مهم جداً لأي حياة ولأي شخص أياً كان وهذا الاستقرار لا يتولد إلا عندما يكون الشخص صاحب فكر متعمق في داخله يعرف من هو ومن يكون وماذا يملك وماهي قدراته ومقدراته النفسية والمعرفية وهذا الفكر ليس هبة ولا نجده في الكتب بل هو تطور ذاتي ينبع من الداخل من خلال العمل الذهني في تنمية التفكر الذي ينمو شيئاً فشيئاً فالتفكر حالة نفسية تستخرج من خلالها قوتك الذاتية ولكل منا قوى داخلية لابد أن يتعرف عليها وينميها يوماً بعد يوم ولعل هذا ليس كلاماً فلسفيا يكتب وعلينا أن ننظر من حولنا ولنعرف كيف تخترع الاختراعات وكيف ينجح الناجحون وعليك أن تنظر لنفسك وتعود لتراجع حساباتك وتفهم قوتك الداخلية كيف تتحرك عندما تكون في أمس الحاجه لأمر ما وتعمل بكل جد لتصل لأمر يسد تلك الحاجة فكل قواك الفكرية والذهنية وحواسك تعمل في سبيل الوصول لتلك الحاجة أياً كانت لذا قالوا ( الحاجة أم الاختراع ) وهناك آيتان في القرآن الأولى تقول ( وفي أنفسكم أفلا تبصرون ) وفي الثانية ( وفي أنفسكم أفلا تتذكرون ) وآية أخرى يقول الله فيها ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ).لذا علينا أن لا نقف وننتظر الفرص ولكن لابد من صناعتها وأن نوجدها وأن نطلق خيال الفكر لكي يفكر كيف يصنع ويوجد هذه الفرصة أو تلك ولعل أول خطوة أن تعرف من أنت وماذا تملك وماذا تريد أن تكون ؛ حينها ستجد الطريق سالكاً.وحذاري من تسليم النفس لرغباتها بل عليكم بكبح جماحها فالرغبة تختلف عن الطموح فكن طموحاً ولا تكن راغباً.

5087

| 08 مايو 2015

المثالية المزعومة

لابد أن نعترف قبل كل شيء أننا بشر نخطئ ونصيب ونعلم في قرارة أنفسنا أننا لن نبلغ المثالية المزعومة التي ندعيها بين حين وآخر وأننا لن نصل للكمال وأننا جميعاً نعاني من أمراض نفسية تختلف درجاتها وتأثيرها من شخص لآخر وعلينا أن نؤمن أن النفس أساس صفتها أنها أمارة بالسوء إلا من رحم ربي وفي ذات الوقت لا يمكن أن يحدث التغيير إلا من الداخل عندما تراجع ذاتك التي تحدثها كل يوم سواء كنت تشعر بذلك أو لا تشعر وأن العمل منهج يومي لابد أن تسير عليه لتكون عادة وجبلة وأن المنهج لا يرسم بالمثالية بل بالتطبيق والمجاهدة وأن الاعتراف بأخطائنا ومكامن الضعف فينا وسلوكياتنا السلبية هي بداية التغيير نحو منهج مستقر.أنا وأنت وكل البشر لا نختلف في فهم واقعنا ولكننا نكابر وندعي بين حين آخر المثالية وإلا لما كنا بشراً ولو كان الكمال موجوداً لما جاهدنا أنفسنا ولما عملنا كل يوم على أن نكون أفضل من اليوم الذي قبله.كما لابد أن نعلم اليوم أن الحب والتسامح والحنان والثقة والتفاؤل والإحسان والرحمة عناوين حياة لمن أراد الحياة الحقة، لذا كانت كل تلك الصفات مستودعها القلب الذي بنبضه تستمر حياتنا وبتوقفه تتوقف الحياة وأن الأنا هو آفة الحياة ويجعل الإنسان يعيش في محيطه الخاص لا يقبل ولا يندمج مع حياة الناس ليأتي يوم يجد نفسه وحيداً.ولابد أن نعي أن الصفات السلبية من الكره والحقد والحسد والغضب تكلف النفس الكثير وتستهلك العقل والجسد فظلمات القلوب لا ترى الحياة ونورها لأنها تعيش ظلاماً دامساً تعطل به العقل ومن يستعلي في الأرض فسيعلى عليه وهذا منهج ودين لابد أن نتعلمه فالحياة كلمة وعمل لا تنفصلان والحقيقة الأبدية أن الحياة قيم وقوانين ومسؤوليات هنا وهناك تتدرج مع كل عمر وفي كل جانب وأن مفتاح الطريق يملكه كل واحد منا ولكن هناك من يستخدمه وهناك من يتجاهله وهناك من لا يستخدمه وأيضاً هناك من لا يحسن استخدامه.ولعل أول تلك المفاتيح أن نتحرر من الخوف أياً ما كان فمن يعيش حياة الخوف لن يعيش أبداً ولا يمكن لإنسان يسير وفق منهج الحياة وقوانينها أن يعيش حالة الخوف ومن يعيش حالة الخوف عليه أن يعيد حساباته ويفتح دفاتر حياته ليعرف أسباب هذا الشعور، فيوسف عليه السلام لم يعش خائفا لأنه كان يسير وفق المنهج الصحيح للحياة وقوانينها الربانية فكان مطمئنا مع كل حادث لم يعتريه الخوف لأنه كان يتعامل مع الله وليس مع خلقه وهناك كمال العقل وسلامة المنهج لأنه كان يعلم في قرارة نفسه أن الله كله خير فعندما وضع في الجب اطمئن وعندما عاش العبودية اطمئن وعندما سجن اطمئن وعندما كيد له اطمئن.لذا لابد أن نعرف بأن تلك الطمأنينة نحن من نصنعها عندما نعرف منهج الحياة وقوانينها والخط الذي يفصل بين الخير والشر.

1528

| 01 مايو 2015

مشنقة الحياة

الاختلاط بين الناس بكافة طبقاتهم وبتنوع رغباتهم وطموحاتهم وبتفاوت تفكيرهم وعقلياتهم لا شك أنه نوع من أنواع الخبرات التي يستمدها الإنسان من هذه الحياة والتعامل مع تلك الاختلافات هو بحد ذاته علم وفن يحتاج للحكمة والقدرة على استيعاب كل تلك النفسيات ففي البيت الواحد تتعامل مع الزوجة بعكس تعاملك مع الأبناء والتعامل مع الأبناء يختلف ما بين الصغير والكبير والذكر والأنثى حتى أن الرغبات والطموحات وطرق التفكير تختلف في البيت الواحد فما بالكم بمجتمع كبير تتضارب فيه المصالح والأهداف والعقليات والثقافات ويختلف فيه الإنسان بكل تصرفاته من بيئة لأخرى لذا من لا يملك القدرة على استيعاب كل ذلك والتعامل مع كل تلك الاختلافات بالعقل والحكمة فلاشك أنه سيعاني كثيراً. يوسف عليه السلام في حياته مر بالكثير من الأحداث المختلفة سواء في بيته بين أهله وإخوته أو في بيئة العبودية في بيت العزيز أو بعد توليه لخزائن الأرض كقائد وحاكم ولكنه مع تغير الظروف والأحداث والأماكن بكل ما فيها النفسية والاجتماعية والبيئية إلا أنه كان رجلاً صاحب منهج واحد لم يتغير ولم يتلون بل تعامل بصدق وإحسان فكان الصادق المحسن ومع السلطة والقوة كان حليماً تحدث بلغة التسامح ولم يكن منتقماً بل زاد عليها ليكون رحيماً بأن يدعو لمن أساءوا له بالمغفرة والصلاح.هذه هي النفس البشرية بفطرتها وقوتها فليس الانتقام ولا الغضب قوة ولم يكن التسامح والإحسان والحِلم والرحمة ضعفاً ، ولم يتغير المنهج ولم تتغير الأخلاق رغم التغير الكبير في كل الأحوال.النفس السوية لا يمكن أن تكون سوية وهي تتعامل مع الآخر بروح الشك وبلغة الغضب والانتقام وتستنفد جهدها بالتآمر والمكر والكيد وتتبع عورات الناس واستغلال ضعفهم ولن يعيش سعيداً من يستنزف عقله ووقته وهو يفكر كيف ينتقم من هذا ويقصي ذاك فليست هذه حياة يسعد فيها الإنسان بل هي شقاء مستمر ونار تأكل نفسها بنفسها لا يستيقظ صاحبها إلا وهو محاط بأنواع الأمراض النفسية وشحنات من الكره قد خسر كل من هم حوله فصفات الشيطان لا تنتج خيراً بل كل تلك الصفات هي أدوات نفسية يستخدمها الشيطان ليهلك صاحبها.بسط يدي العفو وملء القلب بالرحمة والعطاء بإحسان والصدق في الكلام واستيعاب الناس في كل حالاتهم هي صفة تحلى بها العظماء على مر التاريخ وكانت صفات الأنبياء والرسل ولكن الحقيقة المؤلمة أن كل ذلك كمال من الصعب الوصول له ، ولكنه جهاد نفس يتطلب قناعة ثم عزيمه ثم عملا قدر المستطاع ثم يصبح منهجا وعادة تستأنس به النفس فتعيش سعادة داخلية يصعب إفسادها وإن جنحت فسرعان ما تعود لبيئتها التي انسجمت معها.وتعلموا أن الكراهية دائماً تكلف الإنسان أكثر وأن الصلح مع النفس رخاء لا يعادله ثمن وأن القلق مشنقة الحياة.

954

| 24 أبريل 2015

الصراع الأبدي

النجاح لا يولد صدفة ولا يكون هبة ولا يشترى بالمال ولا يحقق بالتمني بل هو ثمرة جهد وعمل وعلم والحياة علمها ليس من كتب الأسفار بل هي معاناة وألم ومشقة يكتبها كل منا في صفحات حياته يوماً بعد يوم فليس هناك مستحيل ولكننا نختلف في طرق التفاهم والاندماج والتعاطي مع مفرزات هذه الحياة والكثير منا يعيش وفق قناعاته وهنا تكمن المشكلة فالقناعات التي ينطق بها البعض ويستسلم لها لا شك أنها من أكثر المشكلات التي تقف عائقا في طريق الحياة.أشدد اليوم مستكملاً لما كتبت سابقاً بأن هناك قوانين لابد أن نسير عليها وهذه قوانين ربانية فلا مجال للقناعات والتنظير ولنعود لآخر آية من سورة يوسف ولنكرر قراءتها والتي يقول الله فيها (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) فورد فيها (عبرة – تفصيل – هدى – رحمة) ومن هنا نعرف أهمية ليس القصة بل العبر التي فيها وتفاصيل أحداثها.فلله سنة في الكون وقوانين الحياة وضعها الله سبحانه وتعالى ولم يتركها للخلق وأرسل بها رسلاً ووضع لها كتاباً فلا يمكن أن نعيش على قناعات هنا أو هناك.ولعلي أستطيع القول بأن عدم تخلصنا من الأمراض النفسية التي لا نشعر بها وقد تكون متأصلة في أنفسنا دون أن نعلم من أكبر العوائق التي تساهم في التيه الذي يعاني منه البعض فالحسد والكره والخوف والكبرياء والكذب والخيانة وغيرها من الأمراض التي لا نشعر بها هي مشكلات كبيرة وعوائق تقف في مشوار حياتنا والتحرر منها ليس بالأمر البسيط بل هو جهاد دائم مع النفس وصراع مستمر بين الخير والشر في داخلنا.وعندما أقول إنه جهاد فذاك يعني أننا جميعاً نعاني من هذه الأمراض ومنا من خيره أكثر من شره ومن شره أكثر من خيره فكلما عملنا على أن نجعل فصائل الخير تتغلب على فصائل الشر حينها نحن نسير في الطريق الصحيح.وعلينا أن نعلم أن حياتنا في مجملها هي صراع بين الخير والشر في أنفسنا وفي حياتنا في أعمالنا فكونوا دائماً دعاة خير في حياتكم ولا تكونوا دعاة شر مهما تواجهون من مشكلات وقضايا وأحداث فعليك أن تتمسك بجانب الخير وتأكدوا أن الحكمة تتأصل فينا كلما كنا للخير أقرب قولاً وعملاً وفي التاريخ عبر كثيرة لأهل الخير وأهل الشر.لازم أن نؤمن أن صراع الخير والشر هو قانون حياة لن ينتهي إلا بنهاية الكون وأن هذا الصراع سبب في الحياة وبنائها ومن المهم أن نعرف أن تجاربنا في الحياة هي من يبني الخير في داخلنا ويهدم الشر أو العكس فكونوا بناة خير لحياتكم.

848

| 20 أبريل 2015

فقه الصحافة.. ودعاة التعصب

تعلمنا في حياتنا المهنية أن الصحافة أمانة الكلمة، وأنها حصانة المجتمع وروح الوطن وسلطة مكملة تبني ولا تهدم.. وعلمتنا الصحافة أنها سلاح الفكر، تأثيرها أشد من الرصاص لأنها تدخل في كل بيت وكل عقل وتستقر في الأذهان.. أكتب هذه المقدمة لأننا في زمن نشاهد فيه من لا يهتم لمثل هذا ولا يحمل وزناً للكلمة بل هناك من أصبح يخرج علينا عبر منصات إعلامية مختلفة ليثير الأزمات وينشر التعصب ويفرق بين المجتمع ويصنف الأشخاص والمؤسسات، ويلقي تهمه يميناً ويساراً بحجة الدفاع عن هذا النادي أو ذاك ولم يكتفوا بذلك بل وصلوا لقمة الهرم الرياضي الذي هو في الحقيقة يمثل الدولة ولا يمثل أندية، لنخرج من روح الرياضة ويدخلونا في دهاليز السياسة والحروب وتصنيف المجتمع بل وصل الحديث بهم بأن يصفوا مجتمعنا الخليجي بأنه مجتمع لا يتمتع بالرجولة بل ويصل بهم الحال باتهام أبناء وطنهم بأنهم يستعينون بعملاء لإحدى الدول، ليس هذا خطاباً رياضياً ولا نقداً بل هذا خطاب من لا يعي أهمية الكلمة ولا يستحق أن يكون سفيراً لها ومن يلام هنا تلك المنصات الإعلامية التي تفتح لهم منصاتها.الجهات الرقابية لابد اليوم أن تعمل ليس من أجل تكميم الأفواه بل من أجل حماية المجتمع ولحمته وسلامته من هذه الآفات التي تنخر في صميم المجتمع وفكره بلا مسؤولية، وتعتقد أن سقف الحرية يعطيهم الحق في قول ما يشاؤون بدون رقيب أو حسيب.لو كنت مسؤولاً في تلك البرامج لأوقفت الحديث وقدمت الاعتذار وأمرت ولم أقل طلبت، بل أمرت بأن يخرج من يتحدث بهذا الكلام احتراما للوطن ومجتمعه وللمشاهد واحتراماً للمجتمع الخليجي الذي وصف بأنه مجتمع لا رجولي، لأنهم يذهبون ويلعبون كرة القدم في دولة ما أياً كانت هذه الدولة، فهذا الوصف لا يليق وهذا الخطاب لا يقبل ولا يمرر لأي كان.. ولا يمكن أن أسمح بأن يستمر شخص في البرنامج وهو يقول إن أبناء وطنه ومؤسسات حكومية وإعلامية تستعين بالعملاء لمحاربة ناديه، أي حديث وأي نقد وأي عقل من الممكن أن يسمع بمثل هذا الكلام ويستمر من يقوله في البرنامج ليبرر ويحاور ويقنع.رسالتي اليوم للأخ العزيز علي الحديثي الذي يعلم محبتي له بأن لا يمر هذا الأمر مرور الكرام، وأن يعتذر البرنامج ومقدمه عن هذا الخطاب الإعلامي الذي لا يليق بهم ولا بمجتمعنا في هذا الوقت وأن يعملوا على اختيار دقيق لضيوفهم فلم يعد من المناسب تصدير دعاة التعصب، وذات الرسالة أوجهها لأخي وصديقي خالد جاسم بأنه لا يليق بمجلسكم أن يخرج منه هذا الحديث دون أن توقف الحلقة كما أوقفتها في مرات سابقة لأمور أقل من ذلك، وتطلب اعتذار الضيف وتأمر بمغادرته فليس مجلسكم مقراً لتوزيع التهم والإهانات.

412

| 14 أبريل 2015

التمرد والقانون

لا نختلف بأننا جميعاً نسعى لتحقيق السعادة مهما كلفنا ذلك رغم أن السعادة لا تكلف الكثير وليست بضاعة تعرض وتشترى فليس كل غني سعيدا وليس كل فقير شقيا ولكن معظمنا يطلب السعادة بالشكل الخطأ ومع هذا لن أدعي ولن يستطيع أحد منا أن يدعي بأنه دائماً سعيد.في منهج الحياة قلت بأنها ترتكز على ثلاثة أمور العقل والروح والنفس متى ما سار هذا الثالوث في طريق متساو فلاشك أننا نسير وفق منهج السعادة ولن أطيل هنا لأنني تطرقت له كثيراً في مقالات سابقة ولكن هذا المنهج يحتاج لعلاقات تساعده في السير وتكون عوناً له وتساهم في الاستمرار في هذا الطريق وتلك العلاقات ترتكز هي الأخرى على مثلث لابد من العمل عليه ليستمر منهج الحياة.ذلك المثلث في قاعدته العلاقة مع النفس والعلاقة مع الناس وفي هرمه العلاقة مع الله ومن دون العلاقات الثلاث تلك لن تجد للسعادة طريقا ولنعد لقصة يوسف التي هي محور حديثنا لنجد أنه كان يجيد التعامل مع تلك العلاقات فرغم كل ما حدث له وكل تلك المكائد والأحداث إلا أنه تمسك بعلاقته مع الله وعلاقته مع الناس وعلاقته مع نفسه فلم تتأثر بتأثير الأحداث ولم تتغير بتغير المكان والزمان والمجتمع حتى مع كيد أقرب الناس له إلا أنه تمسك بهم ولم يعاملهم بالمثل والقصة فيها شواهد عديدة لن أعيد تكرارها.صدقوني طريق السعادة لن يكون سالكاً إلا بعلاقة متينة مع الله مقياسها الحلال والحرام الذي هو الحد الفاصل بين السعادة والشقاء والعلاقة مع النفس لابد أن تبنى على المصارحة والشفافية الصادقة والتأنيب المستمر والحديث الهادئ والمراجعة الدائمة وهو حديث الصفاء الذي لا يمكن أن يكذب والعلاقة مع الناس هي الأخلاق بما فيها من صدق وأمانة وإحسان وتلك بلاشك هي قوانين الفطرة التي فُطِرنا عليها فلا سعادة في هذه الدنيا بدون تلك العلاقات ولا يقوم منهج سليم في هذه الحياة إلا بقواعد وقوانين لابد أن نسير عليها ولابد أن نعرف أن الحياة ليست عبثاً وليست صدفة وليست دهاءً بل قوانين وأسس هناك من يجيدها وهناك من يفتقر إليها وهناك من يسير عليها بغير علم.وعلينا أن نعلم أننا لسنا جميعاً نملك الإرادة لنكون قادرين على تطبيق كل ذلك وهناك عوامل نقص هنا وهناك وتختلف من شخص لآخر ولكنه الاجتهاد في العمل والنية قدر المستطاع لنكون في ذات الإطار بعيداً عن التمرد فالقوانين تحترم من يحترمها وتحارب من يخرج عنها فالحياة قانون ومنهج خلقنا لنكون في إطاره ومن شذ فقد شذ في النار فالعلم تطبيق والعمل نتاج والثمر يزرع ويقطف ولابد أن نؤمن بأننا نسير وفق علاقة جدلية والحكيم من عرف كيف يجادل الحياة.

364

| 09 أبريل 2015

ماذا فعلنا بأنفسنا؟

للأسف إننا أحياناً لا نعرف ماذا نريد من هذه الحياة ولا نفكر ماذا سيبقى لنا وماذا سنورث بل إن الكثير منا يلهث خلف كل الرغبات دون لحظة تفكير، يقف فيها مع نفسه ليقول لها ماذا تريدين أيتها النفس؟ وإلى أين ماضية وما هو منتهاك؟ ولعلي أجزم أن الكثير منا بل الغالبية ممن سيقرأون هذه الأسطر لم يفكروا ولم يعطوا أنفسهم هذه اللحظة الثمينة التي من خلالها يرتاح العقل وتهدأ الأنفس وتسكن الأرواح، لنعود ونقرأ قصة يوسف التي يرويها الله -سبحانه وتعالى- فالمتحدث هنا والراوي هو الله، هل تعلمون ماذا يعني الله؟ تفكروا في هذا قليلاً.في تلك القصة لم يروِ لنا الله ممن تزوج يوسف؟ أم كم له من الأبناء أو ما ورثه من الأموال والأملاك؟ وهو الذي تولى خزائن مصر ولم تذكر القصة تفاصيل حكمه ولا مدتها، فكل ذلك لا يمثل حقيقة التاريخ ولكن القصة الربانية كانت تتحدث عن الأخلاق بما فيها من الأمانة والتسامح والإحسان والعفو، لذلك كانت قصة تروى في كتاب الله -عز وجل- وليقول لنا الله إن الأخلاق هي الموروث الحقيقي الذي يسجل لكم في الدين والدنيا.إن السؤال المهم الذي لابد أن نطرحه على أنفسنا كل ليلة ماذا فعلنا بأنفسنا؟ ماذا صنعنا وما هو الأثر الذي سنتركه هنا أو هناك؟.الأخلاق بكل ما تعنيه هذه الكلمة هي الإنجاز الأول، والأساس الذي يبنى عليه كل أمر وكل مجد وكل علم فعندما مدح الله -عز وجل- رسوله محمد -عليه الصلاة والسلام- قال عنه ( وإنك لعلى خلق عظيم )، فالأخلاق عَظَمة في الدنيا والآخرة وقال -عليه الصلاة والسلام- ( إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق ) وقال ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )، فالأخلاق حقيقة لا يمكن لأحد تصنعها لأنها تنمو وتتفاعل وتخرج من داخل النفس، ولا يمكن لنفس أن تتصنع الأخلاق، لأنها لا تقبل التصنع فهي فطرة ومنهج وثقافة تخرج من أعماق النفس تشكلها البيئة والمجتمع وهي أساس التربية ولا يمكن أن تكون الأخلاق تلقينا يلقن بل هي ممارسة وجدانية لا يمكن أن تشكل في داخلنا إلا بالقناعة والإيمان التام.ولعل الأمراض النفسية التي هي أشد فتكاً من الأمراض الجسدية لا تنشأ إلا بانعدام الأخلاق، فحينها يظهر الحقد والحسد والكراهية وتتمرد النفس فتختفي الأمانة ويقل العفو ويدفن الإحسان وتصبح النفس حبيسة الشهوات ومعراجها الذي ينتهي بها لتكون نفسا تحرق نفسها بنفسها.الأخلاق هي أساس المجتمع والعلم والعمل، والتعامل بها أساس النجاح وطريق للتوفيق ومصنع للتاريخ وكرم نقدمه للناس جميعا، ومفتاح الخير وعنوان السلامة بل هي حرية للنفس والغذاء اليومي للروح وباب الحكمة ونور للعقل.

1110

| 06 أبريل 2015

سادة الحب

لم يخلق الله الكون عبثاً، بل هناك قوانين لابد من السير عليها، هناك من يعلمها ويعمل بها وهناك من يعمل بها ولا يعلمها، وللنفس البشرية قوانينها ولكني أتعجب من قانون عندما يطبق نجد أن الحياة تختلف في مجملها، بل ويسعد بها من يطبق ذلك القانون، فلو سألت اليوم سؤالاً لكل قارئ لهذه السطور هل تستطيع أن تحب ما تكره؟ وهل تستطيع أن تقاوم كل ما تحب؟.في هذه النظرية البسيطة في كلماتها ولكنها حكيمة عندما تعمل بها فأساس النفس البشرية أنها تحب وتكره بل وشهواتها عديدة لا تنتهي ولا تقف عند سقف معين وعندما نسلم أنفسنا لتلك الشهوات فنحن ننجرف بعيداً من حيث لا نشعر.في قصة يوسف عليه السلام طبق هذه النظرية بشكل عجيب واستطاع أن يصل لما يريد عندما كبح جماح النفس وأحب ما يكره وقاوم ما يحب ولن أسترسل في ذلك، فالقصة جلية واضحة لمن تدبرها وأترك لكم التدبر فيها.ما يهمني اليوم أن نعلم أننا بشر نسير بقوانين الله في الخلق وأن للروح قانونا وللعقل قانونا وللنفس قانونا وهذا الثالوث هو ثالوث الحياة عندما نسير وفق القوانين سنشعر بحقيقتنا وحياتنا وسعادتنا والعكس صحيح.من لم يطبق ذلك القانون فلاشك أنه سيسعى دائما خلف ما يحب دون النظر لأي عواقب وهؤلاء هم وقود الشهوات وحطبها، لن يتوقفوا حتى يحترقوا تماماً، بل نارهم من جانبين، نار الشهوات ونار الكره، وكلاهما أشد من الآخر أو أنه سيبقى خلف تلك الشهوات ولا يحصل عليها فيعيش حياته حسرات ويبقى يكره فتصبح حياته كئيبة لا قيمة لها بتاتاً.سبق وقلت لكم إن الحب دين وليس عبثاً، بل هو دين في كل أشكاله وله قدر وقانون رباني يتغلغل في تفاصيل الحياة ومعيشتها، ديناً ودنيا، بل هذه الكلمة هي أساس للعبادة وللحياة وراحة للقلب والنفس وصفاء للعقل وغذاء للروح، فحب الله عبادة وحب الناس راحة وحب الخير يجلب الخير وحب المعروف إحسان والحب للقلب وقود ينبض كل يوم وهو جمال النفس متى ما أحبت بصدق وإخلاص والأرواح جنود مجندة، تآلفها حب مستدام وعندما نتجاوز قوانين الحب فلاشك أننا ننقلب على الحب باسم الحب.يا سادة الحب، أحبوا بقدر وقاوموا ما تحبون ليستمر الحب في كل أمر وأحبوا ما تكرهون لتصنعوا الهدوء في حياتكم، فالإيمان لا يكتمل إلا بالحب، والحب لا يكتمل إلا بالإيمان الذي هو الصدق والأمانة والإخلاص، قولاً وعملاً، ونية ومقصداً، والإنسان رهينة لهذه الكلمة، فإن تمكنت منه وقادته فسوف يغرق وإن تمكن منها وقادها، فسوف يبحر في حياته طيباً معافى سعيداً محسناً نافعاً غير ضار.وعليكم أن تعلموا أن الانتصار في الحياة لن يكون إلا عندما تنتصرون على أنفسكم وأنكم لن تنتصروا على أنفسكم إلا بالحب.

569

| 02 أبريل 2015

علمتني الحياة

مما علمتني الحياة ألا أسير بمقاييس البشر التي تتلون مع تغير الحال وتعلمت أن أسير بمقاييس الفطرة التي فُطِرنا عليها مهما كان الحال ومهما وجدنا من إنكار ، ووجدت أن الثقة المطلقة عندما تكون ديدن الشخص فهي عيب ولكنها ذكاء فطري ، والطيبة المفرطة وجدتها غباءً ولكنها تجلب الحظ ووجدت فيما وجدت أن الأفعال هي الدليل ، والأقوال في معظمها تزوير. علمتني الحياة أن نسير مع الواقع ، والأحلام أهداف نرسمها في دواخلنا ونعيشها حتى تتحقق، فليس هناك مستحيل مع الإرادة وأن الحياة لهاث مستمر ومطامع تكبر ورغبات تتزايد وهوى لا ينقطع وكل على شاكلته ، ووجدت النفوس لا تكذب في أغلبها إلا في أمرين المال والهوى ، وعلمتني الحياة التي خالطت فيها كل البشر كبيرهم وصغيرهم غنيهم وفقيرهم عزيزهم ووضيعهم ولم أجد أجمل من صفة الصدق ؛ الصدق في القول والوفاء بالعهد ووجدت أن الأمانة قليل من يتحلى بها وعندما تكون صفة فلن يغلبها أمر لأنها سلوك وخلق ودين لا يتصف بها إلا من صفيت سريرته وحسن خلقه وتهذبت نفسه.وعلمتني الحياة أن الأرواح متى استقرت استشرفت كل خير ووصلها المدد الرباني ولكنها لا تستقر وهناك خلل في النفس والعقل فلن تستقر والنفس تلهث خلف شهواتها وتلك الشهوات هي ما يغيب العقل عن التفكير الصحيح الذي هو مثل البوصلة يحدد المسار الصحيح هنا وهناك ودليل يُسيِّر حياة البشر وهو الحد الفاصل بين الخير والشر وكل يختار طريقه الذي هو دائرة ندور فيها ونعود ؛ فالرحلة الأولى رحلة زراعة ثم نعود للثانية لنجني ما زرعنا وليس هناك ثالثة.تأملت لفترات لماذا يضيق الصدر وكيف يُعصَر القلب ولماذا تدمع العين في تفاعلات نفسية عجيبة تحدث بشكل لا إرادي فوجدتها عالما يتحدث ولكن قليلا منا من ينصت لهذا الحديث الذي هو أصدقه.يوسف عليه السلام في قصته المثال لمنهج حياة خالية من الأمراض النفسية وخارطة حياة تتسع لكل التفاصيل وتتمنهج من خلالها مناهج الفضيلة الأخلاقية في تعاملات البشر فيما بينهم وفي مجتمعهم ودروس ربانية لكيفية التعامل مع الأحداث وكيف نصنع المستقبل ونعيش الماضي وكيف نزرع الأفعال ونحصد رداتها وكيف نحول الكون لمنظومة حياة نفعلها من أجلنا.ولنعلم اليوم أهمية الاستماع للنفس وتفاعلاتها فالرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام يقول ( يا وابصه أستَفْتِ قلبك ,استفت نفسك ثلاث مرات البر ما اطمأنت إليه النفس والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك ). فاستمعوا لأنفسكم جيداً ولا تهملوا ذلك العالم فهناك الصدق والرؤية التي لا تعرف سوى الفطرة النقية التي ننشدها جميعاً ولا تدنسوا ذلك العالم النقي بالطمع والهوى فكل نفس بما كسبت رهينة ؛ فاختر ما بين أن تكون نفسك رهينة للخير أم الشر.

1206

| 30 مارس 2015

لعنة الحرية

الحرية تلك الكلمة التي يرددها الكثير منا ويطالب بها الأغلبية، والكثير منا لم يعرف هذه الكلمة إلا في السياسة رغم أن هذه الكلمة تدخل في كل تفاصيل الحياة ولأني أتحدث هنا عن منهج الحياة لا عن السياسة فالحرية في هذا المنهج رغم جمال النطق بها إلا أنها كلمة مدمرة.وعلينا أن نعلم جيداً أن الحرية وحدها لن تسعد أي شخص وسبق وقلت إن الحياة فعل وردة فعل فعندما تكون الحرية فعل فإنها تنتظر منا ردة الفعل وعندما تتوفر الحرية ولا يكون معها هدف فحينها تصبح قاتلة بل ولعنة تعصف بحياتنا فالحرية المطلقة تعني الفراغ.يوسف عليه السلام قال (رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه) فماذا كان يريد يوسف هل كان يريد السجن بدلاً من الحرية؟ لا أبداً بل هو هنا طلب الحرية بعينها فلم يكن يريد أن يكون عبداً للشهوة فكانت حرية في السجن ألذ له وهي حرية النفس بدلاً من عبودية الشهوة.لابد أن نعلم بأن الحرية المطلقة هي شهادة وفاة للنفس والعزيمة وباب الفراغ القاتل والسقوط في اللانهاية وتلف للأعصاب وشلل مستمر للعقل.فالحرية هي أن تعمل نحو الهدف لصالح الأسرة والمجتمع وتتحمل المسؤولية ليل نهار بعيداً عن الكسل والخوف واستفراغ القوة وإنهاك العزيمة التي تولد الخمول الدائم باسم الحرية.فالراحة باسم الحرية تعب والانفلات باسم الحرية شذوذ والشهوة باسم الحرية عبودية والحرية في المنهج عمل والحرية في العمل هدف والهدف في الحرية صناعة والصناعة في الحرية حياة والحياة في الحرية تاريخ يسجل لنا لا علينا.يوسف علية السلام طلب حرية نفسه بالسجن ثم طلب الحرية من السجن بالعمل بأن يصبح مسؤولاً عن خزائن مصر لأنه صاحب همه وهدف فهو طلب العمل قبل الحرية ومن هنا نجد الفلسفة الصحيحة لمعنى الحياة وحريتها.ثقوا تماماً أننا جميعاً نتمتع بتلك الحرية في كل شؤوننا ونحن من نصنع العبودية في الفكر والحياة فأفعالنا وتفكيرنا هو من يجعلنا أحراراً أو مستعبدين وحياتنا تنصاع لنا ولإرادتنا متى ما تعلمنا كيف نديرها بالعقل بعيداً عن الهوى والخوف اللذين أعتبرهما حارسين لعبودية النفس متى استُسلمَ لهما لن تخرج من ذلك السجن إلا بالتغيير في الفكر والمنهج وتغير الفكر والمنهج يعني العزيمة والإصرار والهدف والرؤية التي نصنعها بالعمل فصناعة الحرية ستبقى صناعة ذاتية علينا أن نتعلمها ولنبتعد عن أولئك الذين يدعون للحرية بعبودية الفكر والمنهج والاستسلام للشهوات بهوى فارغ ونفس مريضة وحياة بلا معنى يعطل فيها العقل فيصبح الإنسان في هاوية الفراغ يسقط كل يوم وعندما يصحو يصعب عليه النهوض فالعمر لا يعود والشباب ينتهي.اصنعوا حريتكم بعقول وأنفس غير مستعبدة وبعمل وهمة بلا خوف أو هوى حينها ستتلذذون بطعم الحرية

1291

| 24 مارس 2015

alsharq
سابقة قضائية قطرية في الذكاء الاصطناعي

بات الذكاء الاصطناعي اليوم واقعاً لا يمكن تجاهله...

2574

| 30 نوفمبر 2025

alsharq
عصا موسى التي معك

في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه...

1536

| 02 ديسمبر 2025

alsharq
في رحيل الشيخ محمد بن علي العقلا

فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...

1320

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
أهلاً بالجميع في دَوْحةِ الجميع

ساعات قليلة تفصلنا عن لحظة الانطلاق المنتظرة لبطولة...

1182

| 01 ديسمبر 2025

alsharq
ثلاث مواجهات من العيار الثقيل

مواجهات مثيرة تنطلق اليوم ضمن منافسات كأس العرب،...

1143

| 03 ديسمبر 2025

alsharq
مباراة لا تقبل القسمة على اثنين

تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...

1122

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
شاطئ الوكرة

في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...

855

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
الدوحة.. عاصمة الرياضة العربية تكتب تاريخاً جديداً

لم تعد الدوحة مجرد مدينة عربية عادية، بل...

672

| 03 ديسمبر 2025

alsharq
الكلمة.. حين تصبح خطوة إلى الجنة أو دركاً إلى النار

في زمنٍ تتزاحم فيه الأصوات، وتُلقى فيه الكلمات...

654

| 28 نوفمبر 2025

alsharq
المجتمع بين التراحم والتعاقد

يحكي العالم الموسوعي عبد الوهاب المسيري في أحد...

615

| 30 نوفمبر 2025

543

| 01 ديسمبر 2025

alsharq
التوافد الجماهيري.. والمحافظة على السلوكيات

كل دولة تمتلك من العادات والقواعد الخاصة بها...

510

| 30 نوفمبر 2025

أخبار محلية