رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

الأخلاق الرياضية أولا أيها المشجعون

الأمن العام كل لا يتجزأ، ومنه الأمن الأخلاقي، الذي توليه بلادنا العزيزة أولوية قصوى، وتبذل الجهات المعنية جهودا كبيرة في التصدي للمخاطر المحتملة المؤثرة في منظومة أخلاق وقيم المجتمع القطري واتخاذ كافة التدابير الرامية إلى مكافحة السلوكات والظواهر المخالفة لاشتراطات الأمن الوقائي. ومع تزايد أعداد الوافدين والزوار من جماهير الفعاليات والمسابقات المقامة في البلاد، تتزايد مطالب تكثيف الرقابة والإجراءات الوقائية وتطبيق القوانين ذات الصلة بتجاوزات ومخالفات تتعارض صراحة مع قيمنا وأخلاقنا وثوابت ديننا الحنيف. ونحن نواكب أحداث مباريات كأس أمم آسيا لكرة القدم، نلاحظ ونشاهد تصرفات وممارسات تسيء إلى مجتمعنا وتتعدى على الآداب والذوق العام، مما يحتم علينا مناشدة الجهات المسؤولة نحو توحيد الجهود وتنسيق التعاون للقضاء على تلك الظواهر والوقاية منها، وفرض احترام القوانين الخاصة بالتزام الحشمة والوقار والسلوك الحضاري الواجب في المرافق والأماكن العامة على كل الفئات والجنسيات، لمنع كل ما يؤثر سلبا على قيم الفضيلة والآداب العامة. ومما يثير غيرتنا ويستفز مشاعرنا أن التراخي والتساهل في مواجهة تلك التجاوزات يغري كثيرا من الوافدين والسياح نحو الاستهتار وتجاوز الحد لدرجة تهدد الأمن الأخلاقي لمجتمعنا، والأمن الأخلاقي أساس تحقيق الأمن العام بكافة أنواعه وتقسيماته. إن الاعتزاز بهوية المجتمع القطري الأصيل، النابعة من تعاليم شريعتنا الغراء، يجب المحافظة عليها وصيانتها من عوامل التشويه والانحلال، وتجدر الإشارة هنا إلى المادة ( 57) من دستور الدولة القاضية بالتزام جميع من يسكن الدولة أو يحل بإقليمها بالآداب العامة ومراعاة التقاليد الوطنية والأعراف المستقرة، والمادة (290) من قانون العقوبات تقر تطبيق العقوبة والغرامة على كل من يقترف فعلا فاضحا مخلا بالحياء في الأماكن العامة، وقد حدث في مدرجات الملاعب ظهور عدد من الوافدات بين جمهور المشجعين وهن يتراقصن بلباس كاشف للمفاتن وبعض الفئات وهم يرفعون رموزا وشعارات مخالفة ومرفوضة. ناهيكم عن الملاسنات وتبادل العبارات النابية والبذيئة بين الجماهير. وإننا نستنكر ما صدر عن بعض أصحاب المذاهب والأفكار الضالة من شعارات عنصرية وطائفية مقيتة تمس العقيدة وتثير الأحقاد والكراهية بين الشعوب، تعالت بها الأصوات في الملاعب والأسواق وبعض المرافق الأخرى. فأين هذا من الرياضة والروح الرياضية ومؤازرة المنتخبات، والتنافس الشريف، وكيف يسمح لهم بذلك ؟!! ونطالب بإيقاع أشد العقوبات ضد مروجي هذه الأفكار والذين تسول لهم أنفسهم ترويج الشعارات المذهبية والطائفية وممارسة بعض الطقوس الشركية في مدرجات الملاعب أو في الساحات والمرافق السياحية والترفيهية. وما دامت تعاليم الدين الحنيف والقوانين ومواد الدستور تنص على تحريم وتجريم تلك الأفعال، فإننا نهيب بأصحاب القرار بتطبيق كافة الإجراءات الرادعة على المخالفين والمستهترين ومنعهم من تكرار تلك التجاوزات التي تتعدى على قيم وأخلاقيات مجتمعنا المسلم. حفظ الله بلادنا واحة أمن وأمان، وموطنا للطهارة والفضيلة والسلوك الحضاري.

2223

| 06 فبراير 2024

حماية اقتصادنا من عوامل الإنهيار

حكم الله تعالى بمحق الربا، وتوعد أصحابه بحرب منه سبحانه ومن رسوله صلى الله عليه وسلم، فكيف لهم أن يصمدوا في وجه جبار السماوات والأرض، ناهيكم عن مجرد التفكير في أي نوع من تحقيق الأرباح أو الانتصار، بل إنها هزيمة محققة وخسران مبين، فأي أحمق هذا الذي يعرض نفسه للمحق ومحاربة الله ورسوله ؟!. والربا موجب للعن والطرد من رحمة الله عياذا بالله، فكيف يأمن عاقل رشيد على نفسه تلك العاقبة وهو يتعامل بالربا؟. ثم أين يفر من يقع في إثم الربا، من شدة التغليظ والتحذير من شناعة هذا الجرم الفظيع، ويكفينا في ذلك حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم عن الربا وفداحته إذ يقول ( الربا ثلاث وسبعون حوبا، أيسرها أن ينكح الرجل أمه) فماذا بعد هذا التحذير والزجر ؟!. ويدخل في هذا الوعيد الشديد آكل الربا ومؤكله، وكاتبه وشاهداه. إن الربا من كبائر الذنوب وسبعها الموبقات وقد حرم الله فعله في جميع الديانات السماوية، ويالها من تجارة ساحقة ماحقة، وياله من إثم شنيع، أن يتعامل الناس مع المصارف والبنوك المسماة بالتجارية والتي تزين للناس وتغريهم ليكونوا شركاء معها في هذا المنكر الذميم، مهما غيرت من تسمية التعاملات المالية فتارة يسمونها أرباحا وتارة يسمونها فوائد، وغيرها من التسميات المضللة، ولابد لنا من التحذير والتنبيه على مخاطر إيداع الأموال أوالرواتب أو طلبات التمويل والإقراض من البنوك الربوية والوقاية من شرورها. والذين تورطوا في هذا الإثم وعرضوا أنفسهم للعقوبة في الدنيا والآخرة ندعو لهم وندعوهم للتوبة والإخلاص والفكاك من أغلال الديون وتسلط البنوك، ولابد أن يدرك المتعاملون مع تلك البنوك المسماة بالتجارية، أنهم يشاركونها في جريمة انتشار الربا والتسبب في انهيار الاقتصاد الوطني، وجلب المصائب والشرور إلى بلادنا، ونحن نرى ونسمع عن هذه المصائب والعياذ بالله. في المقابل نطالب أصحاب القرار بإلغاء كافة التعاملات المالية القائمة على الربا في جميع البنوك والمصارف وسوق الأوراق المالية والمصرف المركزي. كما نهيب برجال المال والأعمال المواطنين والمقيمين كذلك بتشجيع التجارة النزيهة، والاستثمار الحلال المبارك والقروض الحسنة، لأن تحرير قطاع البنوك والأعمال في بلادنا من الربا ودواعيه يسهم في تقوية الاقتصاد الوطني الحر ويساعد في إيجاد الحلول الشرعية ذات الأصول الثابتة المستقرة، والعوائد المالية الوفيرة، وتخليص اقتصادنا من احتكار وتحكم النظام الرأسمالي الأجنبي، الذي يستغل أموال المسلمين في دعم الصهاينة المعتدين، ولنا عبرة فيما حل ويحل باقتصاد دول رأسمالية كبرى من نكبات وخسائر فادحة وانهيار اقتصادي شامل أعلنت معه إفلاسها، وتحولت بعده إلى تطبيق المنهج الإسلامي في قطاع المال والأعمال. ونحن أولى منهم بتطبيق النظام المالي الإسلامي. لقد أنعم الله علينا بنظام اقتصادي صحي ومعافى، أحله الله وباركه، وأمدنا سبحانه بموارد ثمينة، ونظام مالي متكامل، وليس لنا حجة في الإبقاء على البنوك الربوية التي أصبح من الضروري جدا أن تتحول إلى مصارف إسلامية قبل أن تعلن إفلاسها قريبا، وحتى نقي أنفسنا غضب المنتقم الجبار ونحمي اقتصادنا من المحق والانهيار. ونجنب مجتمعنا ويلات ونكبات التعاملات والقروض المالية المبنية على الربا والتي مازال كثير من أصحابها يقبعون في السجون أو يترددون على المحاكم في قضايا الديون الربوية، حفظ الله بلادنا ومجتمعنا من كافة الشرور والآفات وعافانا من هذه المصائب، وكفانا بحلاله عن حرامه، وكفى بالله وكيلا.

948

| 30 يناير 2024

عبر الأجواء إلى الخطوط القطرية

من دواعي اعتزازنا وفخرنا، أن تحرز خطوطنا الجوية القطرية مراكز تنافسية متقدمة على مستوى العالم، وهذا يدفعنا نحو توجيه رسالة وطنية إلى مجموعة الخطوط الجوية القطرية، كي تحافظ على مركز الصدارة بالتوازي مع محافظتها على تعزيز هويتنا الوطنية المتميزة المستندة إلى ثوابت ديننا وقيمنا الأصيلة، ونحن نواكب تدشين عهد جيد يتولى خلاله أحد كوادرنا الشابة المشهود لهم بالكفاءة والنزاهة مسؤولية الرئيس التنفيذي في قيادة الخطوط القطرية والذي وعد بمزيد من الإصلاحات، مع تقديرنا لمبادرة مسؤولي (القطرية) بمنح تسهيلات وأسعار خاصة بالمتقاعدين القطريين، مما يشجعنا على المطالبة بمزايا قادمة ما زلنا ننتظرها من خطوطنا الوطنية العريقة. وإذا كانت الدول تتحالف فيما بينها لمكافحة كل أشكال وممارسات الإرهاب والتصدي لمنع حدوث الجريمة وزعزعة الأمن العام، وتفرض إجراءات أمنية مشددة لتحقيق هذا المطلب النفيس في الطائرات والمطارات لضمان أمن وسلامة المسافرين وطاقم الملاحين، فإن حظر تقديم الخمور والكحوليات في المطارات وعلى متن الطائرات يصبح أمرا ضروريا واجب التنفيذ، حيث إن احتساء هذه المشروبات المحرمة شرعا وقانونا يتسبب في إثارة الفوضى وترويع الركاب ويعرض حياة المسافرين للخطر، وقد تنجم عنه حوادث جوية مدمرة والعياذ بالله، وقد سبقني إلى المطالبة بمنع تقديم وبيع الخمور في المطار وعبر الأجواء كذلك عدد كبير من المواطنين والمقيمين، من محبي الخير والسلام لقطر وأهلها، وهنا نجدد رفضنا القاطع لتقديم الخمور وكافة أنواع المسكرات سواء في المطارات أو الطائرات، وكذلك ننتظر من إدارة الخطوط القطرية توفير مكان ملائم لإقامة الصلاة في أسطولها الضخم، مع تقديم عروض ترويجية وامتيازات مشجعة للقطريين أسوة بغيرهم من الوافدين والزائرين الأجانب الذين يجوبون أرجاء العالم على مقاعد الخطوط القطرية مستفيدين من تلك المزايا والعروض، بينما يعاني المواطن القطري من ارتفاع أسعار التذاكر والحجوزات، رغم أنه الداعم الرئيس لما حققته (القطرية) من إنجازات عالمية في مجال الطيران المدني. ومن المحبذ أن نشاهد ونتابع برامج توعوية وعروضا مصورة عبر شاشات طائراتنا العملاقة تعتني بالجوانب التعليمية والصحية وتعزز هويتنا الوطنية الأصيلة وتقدم لركاب الطائرة رسائل إيجابية محببة عن ديننا وأخلاقنا. ومن الجميل الأصيل أن يبدو طاقم الضيافة على متن خطوطنا الجوية الفريدة بالزي الوطني المعبر عن ثقافتنا وقيمنا الحميدة، مع تعيين وجوه قطرية منتجة في إدارات وأقسام الخطوط الجوية القطرية، وتعديل الصورة السلبية عن موظفي (القطرية) الأجانب وأسلوبهم المنفر في التعامل معنا. مجموعة الخطوط الجوية القطرية بإدارتها وطاقمها الوطني قادرون على إحداث الفارق والتغيير الإيجابي الذي ما زلنا ننتظره منذ سنوات لتحرز (القطرية) بذلك التوجه البناء إنجازا عالميا غير مسبوق يضاف إلى إنجازاتها العالمية الكبرى.

1308

| 23 يناير 2024

جامعة غزة لتعليم البطولة والفداء

رغم ما أصاب أهلنا المرابطين الصامدين على أرض غزة الكرامة والعزة من قتل وهدم وتشريد وتجويع، فإنهم ما زالوا - بعون القوي العزيز - يسطرون سجل المجد والفداء، ويصنعون ملحمة البطولات الكبرى، بينما نسمع ونشاهد جحافل العدو الصهيوني ومن انضوى تحت لوائه من قوى البغي والطغيان، وهم يعجزون عن قهر إرادة الشعب الغزاوي خاصة والفلسطيني عامة وأحرار وشرفاء العالم قاطبة، وكم لاقى أهل غزة من صنوف الظلم والحصار والعدوان مما تتنافس حوله وسائل الإعلام كمادة إعلامية ساخنة على مدار الساعة، في حرب شعواء لا تصمد معها دول بأكملها بضعة أيام، ولكن الله يثبت المؤمنين الصابرين، كما نرى من عزيمة وتضحيات إخوتنا الغزاويين، وصمود جنودهم المجاهدين البواسل على أرض المعركة، دفاعاً عن الدين والعرض والأرض، رغم الفارق الكبير بين الفريقين في موازين القوى والتحالف، ودعم المعتدين والتضييق على المقاومين المدافعين عن أنفسهم، ومن المخزي أن يتأخر زعماء دول عربية مسلمة في مناصرة الشعب العربي المسلم المحاصر، والذي يتعرض لأبشع عمليات الإبادة والدمار، ليعري التاريخ فريقين يتمرغان في وحل العار أحدهما وقف مع الجاني ضد الضحية والآخر بات يتحين القضاء على من تبقى من المقاومين الشرفاء ليطمئن إلى استكمال مشروعه التطبيعي مع بني صهيون دون مواربة، حتى شاهدنا دولة المناضل الشريف (مانديلا) تنهض لتعيد عهد العدل ونصرة المظلوم في زمن النجاشي، حين تخاذل إخوة الدم والنسب عن أداء أقل الواجبات في مجرد تأييد رفع القضية، ونحن نطالبهم أن يصفعوا وجوههم بأيديهم نيابة عن كل حر شريف يأبى الظلم بكافة أشكاله وأنواعه، خاصة ونحن نرى ونتابع المجاهدين القساميين وإخوانهم الآخرين وهم يجبرون جيش الصهاينة العرمرم على سحب قواته البرية والهروب بجنوده، مغيراً مواقعه ومعيداً توزيعها ومتراجعاً إلى الوراء، والمجاهدون الأبطال ما زالوا يلقنون جيش العدو المحتل ألواناً من التأديب العملي مما لم تظن جيوش التحالف الصهيو أمريكي أنها ستلقاه من أي قائد جيش عربي مسلم آثر أن يحتفظ بجيشه وترسانته العسكرية لقمع حراك الشعوب، فلا عجب أن يثخن إخوة الجهاد في أعداء الله قتلا وأسرا وتدميرا للمدرعات والعربات المحصنة، بقاذفات وصواريخ محلية الصنع تنطلق بكل فخر وإباء من غزة المحاصرة المحررة، لتقذف الرعب في نفوس المعتدين الغاصبين، قبل أن توقعهم صرعى وجرحى وتزلزل حصونهم المنيعة، وتشل طيرانهم، بينما تستمر طائرات العدو الحربية المدججة بأعتى أنواع الأسلحة الفتاكة في قصفها النساء والأطفال والمرضى، لصناعة نصر مزيف توهم به شعب الكيان الصهيوني، وتوقف حالات التبول اللا إرادي بين جنود العدوان (أجلكم الله). غزة الأبية ملحمة البطولات مهما تكالبت عليها جموع الشر والطغيان، ستبقى صامدة حتى آخر قطرة دم تجري في عروق أهلها المرابطين، ينطق بذلك صغيرهم قبل الكبير قولا وعملا، لأنهم يدركون أنهم منتصرون في كل الأحوال، فغايتهم إما نصر أو شهادة وقد جمعوا بين الحسنيين فهم أحق وأصدق من صمد وثبت في هذه الأحداث، وصاروا جامعة عالمية تعلم شعوب العالم كيف تكون التضحية والفداء ومقاومة الأعداء. إنها رسالة بليغة مدادها الدم ترسلها غزة المحررة إلى الأقصى الأسير، بأن النصر قادم بإذن الله مهما كان الثمن، بعد أن كشفت أحداث الحرب عن ثلاثة وجوه شريف صاحب حق يدافع عن أرضه وعرضه، ومخادع منافق يطلب ود العدو في الباطن ويتظاهر بدعمه لأصحاب الحق، ومتصهين صفيق الوجه يماري بانحيازه للعدو المحتل. فمتى يصحو قادة وزعماء العرب ويضعون أيديهم بأيدي شعوبهم المناصرة للحقوق والحريات، فلن ينتشلهم من غياهب الذل والعار سوى الاستجابة لمطالب الشعوب المتطلعة للحرية ونصرة المظلوم وبسط العدل، الرافضة لقمع الحريات والظلم ومصادرة الحقوق، وقد دنت ساعة الحسم، وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم.

1020

| 16 يناير 2024

في رثاء شيخنا الحبيب ( أبو صباح )

يرحل الأحبة عنا إلى بارئهم، فتسكن صدورنا لوعة فراقهم، وتتراءى قسماتهم أمام نواظرنا، فنذكرهم بخير وندعو لهم بالرحمة والمغفرة، مؤمنين بقضاء الله وقدره، قبل أيام مضت فقدنا واحداً من رجالات قطرالمؤثرين، الذين أكرمهم الله بمحاسن الأخلاق وصفات الخير والصلاح ومنفعة الناس وإقامتهم على مراد الله في الخلق بعبادته وتوحيده والدعوة إليه وإلى سنة نبيه عليه الصلاة والسلام لتحقيق خيرية أمتنا جمعاء. من هؤلاء الرجال الدعاة المؤثرين المخلصين كما عرفناه - والله حسيبه - حبيبنا الشيخ الداعية /‏ خالد بن جاسم بن محمد النفيحي الكبيسي ( أبو صباح ) - يرحمه الله - فقد نذر نفسه وأهله وماله في سبيل الله داعيا ومبلغا ومرشدا موجها ومربيا فاضلا صابرا محتسبا، يشهد له بذلك كل من عرفه أو صاحبه أو جالسه، وأشهد له معهم بحرصه على تذكير الناس بالله واجتهاده في نصح وإصلاح الشباب واستثمار أوقاتهم في النافع المفيد، والخروج معهم في رحلات إيمانية دعوية داخل البلاد وخارجها، واشتهر بأسلوبه الودود المحبب للنفوس وابتسامته الطيبة متوجا رأسه بعمامة السنة المباركة، وفصاحة لسانه وحكمة بيانه، معتزا بعقيدته الراسخة، مقتديا بسنة النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام في صفاته وهندامه، إضافة إلى زهده وتواضعه وفقهه في مسائل الدين والعلم وسعة ثقافته، يشهد له بحسن العمل والخاتمة كل من حضر مراسم الصلاة عليه وتشييع جنازته في جموع غفيرة من مختلف الطبقات والفئات. ومن مآثره الطيبة أنه جعل من بيته مركزا لحفظ وتعليم كتاب الله العزيز، وحلقات العلم والدعوة بين النساء، وإكرام جماعات الدعوة والتبليغ من النساء والرجال، وبرز من أهل بيته من شارك في مسابقات حفظ وتدبر القرآن وحازوا مراكز متقدمة، فهنيئا له ولأهله العناية بالقرآن ( أهل القرآن هم أهل الله وخاصته )، علما بان ابنه البكر هو المقرئ والإمام الخطيب المعروف صباح الكبيسي الذي يستعد حاليا لنيل الإجازة العالمية ( الدكتوراه ) في علم التجويد والقراءات، والذي ذكر لي عن والده يرحمه الله أنه كان يواسي المرضى ويدعو لهم بالشفاء والأجور العظيمة، رغم مرضه وتلقيه العلاج خارج البلاد قبيل وفاته بأيام، حيث كانوا يتواصلون معه بالصوت والصورة، وللشيخ الكبيسي يرحمه الله صولات وجولات في ميدان الدعوة والإصلاح والتعريف بسنة رسولنا صلى الله عليه وسلم داخل البلاد وخارجها منذ شبابه وخلال أيام دراسته في أمريكا كما يروي عنه صديقه وجاره ورفيق دربه أخونا الحبيب ماجد النعيمي حفظه الله، واستمرت جهود شيخنا الكبيسي - يرحمه الله - المباركة في ميدان الدعوة العالمي فجاب دولا كثيرة في مختلف القارات واهتدى على يديه كثير من الناس للإسلام، وله قصص وحكايات عجيبة يرويها عنه أحباب الدعوة في معرض حديثهم عن تلك الأخبار والأحوال، إضافة الى عمله التطوعي في تسيير قوافل الحج والعمرة، وله مع أهل قطر مواقف طيبة تخلد سيرته العاطرة.أبو صباح يرحمه الله مدرسة في العلم والأخلاق وحب الخير، ولن أنسى له مبادرته الأصيلة بفتح بيته العامر في منطقة الخريطيات لإقامة حفل زفافي بالتعاون مع شيخنا الحبيب ماجد النعيمي جاره وصديقه في تجهيز متطلبات حفل العرس فكفاني تكاليف ومبالغات أعراس الصالات والفنادق، وهو من الرقاة الأتقياء الذين شفى الله على أيديهم كثيرا من مرضى عوارض المس والسحر والحسد، يقول جارنا العزيز الطبيب الاستشاري علي البدر إنه أصيب ذات مرة بداء عضال ظن أنه سيهلكه، وراجع عدة أطباء دون جدوى فنصحته أمه حفظها الله بأن يذهب الى الشيخ خالد الكبيسي - يرحمه الله - ليرقيه وإحدى بناته أيضا فرقاهما بالرقية الشرعية وشفاهما الله بقراءته والحمد لله، وأشهد له بذلك أيضا فقد جاءني بنفسه ليرقيني وأهل بيتي من باب الوقاية، وكان يبتغي بعمله وجه الله تعالى وليس طالب شهرة أو مصلحة زائلة. رحم الله شيخنا الفقيد الحبيب خالد الكبيسي ( ابو صباح )، وجزاه عنا وعن المسلمين خير الجزاء، وبارك في ذريته وتلامذته، ورفع درجته في عليين وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة مع الصديقين والشهداء والصالحين، وجمعنا به في مستقر رحمته وعزائم مغفرته في جنات النعيم، إنا لله وإنا إليه راجعون.

3816

| 08 يناير 2024

رأس السنة ليس موسماً للآثام!

سلوكات وممارسات تخالف عقيدتنا وتزدري قيمنا، وتتعدى على هويتنا، تحولت إلى تقليد سنوي مزعج مستهجن، ولم يكتف أصحابه بصنيعهم هذا في دورهم ومساكنهم الخاصة ليكون ذلك شأنا خاصا بهم، في حال احترامهم للجيران والآداب العامة، لكنهم يصرون على الاحتفال بمجونهم وأفعالهم النكراء في الفنادق ومراكز التسوق والمرافق السياحية والعامة بحجة ما يعرف بأعياد الميلاد ورأس السنة، حيث يجدون من يروج لأفعالهم واحتفالهم، ويتخذ من احتفالاتهم الشركية الوثنية موسما رائجا لكسب الأرباح وجمع الأموال، غير آبهٍ بالحلال والحرام، أو حاذر من مشاركته لهم في الإثم الماحق الساحق، وآخرون يحتفلون معهم بجهل مدقع، أوانحراف مقذع. كلما اقترب أو حل عام ميلادي جديد، تفاقم فسادهم، وتفشت خلاعتهم، فإن سكتنا عنهم وتساهلنا معهم فإن ذلك يعني اقرارا لهم بل مشاركة معهم في المجاهرة بالمنكر والعياذ بالله، فماذا نسمي من يبارك أعيادهم ويحتفل معهم، وبأي وصف نعبر عن الذي يروج رموز عقيدتهم الباطلة بحجة السياحة والتجارة وغيرها من الحيل وإشاعة المحرمات ؟!!. يزعمون أنهم يقدسون هذه الأيام بحجة الاحتفال بميلاد المسيح ( CHRIST MAS ) ثم يتبعونه برأس السنة الميلادية، في جوف ليل بهيم وفعل أثيم، وكأنما يتسابقون لسقي رأس سنتهم ورؤوسهم كؤوسا مترعة من الخمر، فلا يمسكون عن فجورهم إلا عند بزوغ الفجر، ليلقون برؤوسهم الثملة منطرحين مصروعين. مع هذه الأجواء والسهرات المسيئة لتعاليم ديننا وأخلاقنا وقيمنا الفاضلة، يجب أن نذكر مجددا أننا ننتمي الى دولة عربية مسلمة تستمد دستورها الرصين من كتاب الله تعالى وسنة نبيه عليه السلام، لذا نتوجه برسالة ومناشدة عاجلة لمن يهمه الأمر متسائلين: ما شأننا بنصب الصلبان أو عرض اشجار الميلاد وغيرها من صور العقائد المنحرفة الضالة، في المرافق السياحية والتجارية والترفيهية، ولماذا نبرز أخبار تلك الاحتفالات في وسائلنا الإعلامية إلى درجة تفوق اهتمامنا بأعيادنا الشرعية التعبدية ؟!. مما قد يغري شبابنا بالوقوع في تلك الممارسات المحرمة الخطيرة. وكيف يواجه بعض قادة وزعماء الدول العربية المسلمة ربهم يوم الحساب وهم يتوجهون في وفود رسمية ليشاركوا في قداس مزعوم بذريعة الاحتفال العالمي بميلاد المسيح أو رأس السنة ؟!. وكيف تتبلد مشاعرهم إلى هذا الحد الذي يتراقصون فيه ويحتفلون ويفرحون، وأهلنا في غزة وفي غيرها من بلاد المسلمين يتعرضون لأبشع أنواع الظلم والعدوان على أيدي المنتسبين زورا لدين السيد المسيح ؟!! الا يعرف اولئك أنهم يقرون بعقيدة أهل الشرك والضلال الذين يعتبرون عيسى عليه السلام ثالث ثلاثة وأنه ابن الله والرب المعبود، اليس هذا شركا بل كفرا بواحا والعياذ بالله، لقد اتفق علماء الأمة الأجلاء، ابن تيمية وابن القيم والعلامتان ابن عثيمين وابن محمود رحمهم الله جميعا، بأن التهنئة بشعائر النصارى حرام بالاتفاق، لأنه بمثابة من يهنئهم على السجود للصليب، وأن التشبه بأفعالهم منهي عنه جزما. إضاءات: - الكريس ماس، زعم باطل بأن عيسى ضحى بنفسه لتخليص العالم من خطيئة أبونا آدم ( عليهما السلام ). - شجرة الميلاد ليس لها أصل في الكتب السماوية، وفكرتها وثنية مستوحاة من تزيين الأشجار تقربا من إله الغابات. - توقيت رأس السنة ليس صحيحا حسابيا، لأن التقويم الزمني يتبع دوران الكواكب والنجوم فلكيا، بعكس التقويم الميلادي. يدعو كاتب هذه السطور بمتابعة حساب ( سيدات قطر ) على منصة التدوين تويتر (ْ X ) الإلكترونية، لمزيد من الفائدة والتفاعل المطلوب فيما يتصل بهذا المقال. [email protected]

1176

| 26 ديسمبر 2023

واجب فلسطين

من بين نعم الله علينا وما يشعرنا بالغبطة المقرونة بشكرنا له سبحانه، أن تأسيس دولتنا العزيزة قطر قام على أيدي رجالات أوفياء كرام، شيدوا ركائز الوطن على قواعد الدين القويم والشمائل الحميدة، فسار أبناؤهم وأحفادهم على ذات النهج الأصيل في حكم البلاد وإدارة شؤون الرعية، وفي مثل هذا اليوم الذي نستلهم معه سيرة المؤسس القائد القدوة الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني - طيب الله ثراه - انطلقت حملة ( واجب فلسطين ) تزامنا مع هذه الذكرى المجيدة العاطرة، لإغاثة إخوتنا وأهلنا المتضررين من العدوان الصهيوني الأثيم على قطاع غزة الأبية، والتي أطلقتها هيئة تنظيم الأعمال الخيرية بالشراكة المسؤولة بين جمعية قطر الخيرية والهلال القطري، وبتغطية ودعم من المؤسسة القطرية للإعلام، تأكيدا لموقف دولة قطر المساند للشعب الفلسطيني المسلم الشقيق، ونجدة لضحايا العدوان على أهل غزة، ومن جميل ما يسجل للقائمين على هذه الحملة الإغاثية اختيارهم لذكرى يوم التأسيس الوطني لانطلاقة الحملة ؛ كي تبرهن قطر وساكنوها من المواطنين والمقيمين بأنها بالفعل كعبة المضيوم اسما على مسمى والحمد لله، وما يمثله هذا التضامن والتكاتف مع اخوتنا هناك من مغزى ودلالة عميقة، تجسد إحساس القيادة والحكومة والشعب بمعاناة وآلام إخواننا المسلمين، ضمن رسالة عالمية التزاما بعهودنا تجاه قضايا أمتنا واننا بعون العزيز الحكيم نقرن القول بالفعل، منفذين وصية رسول الأمة عليه الصلاة والسلام عندما قرر أن المسلمين المؤمنين كالجسد والبنيان الواحد، وما زالت بلادنا تقود جهودا بناءة ومشهودة لنصرة وإغاثة أهلنا في غزة وفلسطين وإنصاف المظلومين، وهنا يحضرني بيت شعر للمؤسس رحمه الله حيث يقول: جمعناه من كسب حلالٍ يزكى وخرَجناه فيما يرضي الوهاب ونحن على ثقة بالله ثم بقيادتنا الرشيدة وشعبنا الأصيل المعطاء، بإنجاح كل حملة تنطلق من بلادنا من أجل تلبية نداء واجب فلسطين علينا، بتكاتف وتعاون ودعم كافة المواطنين والمقيمين على ثرى أرضنا الطيبة المباركة، وجزى الله خيرا كل من شارك وساهم في تحقيق أهداف هذه الحملة ونقول: فزعتكم يا أهل قطر. تحدث الفرق المطلوب، سائلين القوي العزيز أن يكشف الغمة عن إخوتنا في غزة وسائر فلسطين وأن ينتقم لهم ممن يعوق وصول المساعدات إليهم أو يستغل ضعفهم وحاجتهم لمآربه الشخصية، وأن ينصر اخواننا المجاهدين ويفتح لهم فتحا مبينا، وأن يرينا في اليهود الغاصبين ومن حالفهم يوما قريبا يشفي به صدورنا وصدور قوم مؤمنين. برقية تعزية يتقدم كاتب هذه السطور بصادق التعزية والمواساة لأشقائنا شعب الكويت الحبيبة بوفاة المغفور له بإذن الله، سمو الشيخ نواف الأحمد الصباح، الذي شهد له الداني والقاصي بالصلاح والخير وحسن الأخلاق، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وبلغه درجات الشهداء، «إنا لله وإنا إليه راجعون».

1005

| 19 ديسمبر 2023

الوطنية والمواطن الصالح

تحتفي بلادنا الحبيبة مجددا بذكرى التأسيس العاطرة، على يد مؤسسها القائد القدوة الحكيم الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني طيب الله ثراه، الذي وطد قواعد حكمه الرشيد على منهاج الله وعلى قيم ومبادئ العدالة ورعاية حقوق الرعية، وأداء المطالب المشروعة، حتى استحقت قطر العزيزة لقب (كعبة المضيوم)، ولابد أن نرتقي بالتعبير عن حب الوطن والاعتزاز بعناصر هويتنا الراسخة المستمدة من قيم وثوابت ديننا الحنيف، من مرحلة الشعارات والمظاهر الاحتفالية إلى مرحلة التطبيق العملي بالتحلي بالأمانة والمسؤولية انطلاقا من واجبات الفرد والجماعة في الأسرة والمجتمع، إلى إتقان العمل الوظيفي الحكومي والتطوعي والإخلاص لله أولا ثم لولاة الأمر في أن نكون لهم عونا وسندا في أداء الأمانة وتجسيد الطموحات العليا للوطن فيما يعود علينا بالنفع والفائدة في الدنيا والآخرة. ونحن مطالبون باستكمال مسيرة العطاء والبناء التي بدأها الأجداد وسارعلى طريقها الآباء، ولابد أن يتبعهم الأحفاد بعزيمة قوية ورؤية عصرية، وثبات على مبادئنا وقيمنا الأصيلة الراسخة عبرالتاريخ، مع التذكير بأن المواطنة الإيجابية تقتضي تقديم المصلحة العامة على المصلحة الفردية الخاصة، ومنها المحافظة على الممتلكات العامة والحرص على سلامة منشآت الدولة ومرافقها لتبقى على أحسن مستوى، وكذلك الدفاع عن سمعة الوطن والتصدي للحملات المغرضة ومنع انتشار الشائعات الرامية للنيل من أمن واستقرارالوطن، إضافة الى ردع كل من تسول له نفسه إحداث البلبلة أو زعزعة الأمن الوطني العام، وجدير بالذكر أن الأمن الاجتماعي الأخلاقي أساس الأمن بمفهومه الشامل. والحديث عن الوطنية الصادقة يقودنا للحديث عن المواطن الصالح، الذي يلتزم بعناصرهويتنا الإسلامية العربية الخليجية، ويعتز بدينه وأخلاقه وعاداته الأصيلة، ويقدم بذلك صورة حضارية محببة عن الوطن والمواطن لكل وافد ومقيم وزائر وكذلك في حال سفره خارج البلاد، ومساندة المواقف المشرفة التي تتبناها دولتنا العزيزة ومن أبرزها مناصرة اخواننا أصحاب الحقوق المشروعة والمضطهدين المطالبين بأحقيتهم في نيل الاستقلال والحياة الكريمة في أرضهم على أرض فلسطين المباركة والرباط المقدس في القدس والأقصى وغزة الصمود والعزة. والفرصة سانحة لدعوة شباب الوطن الأعزاء لتلبية نداء الواجب في القطاعات الوظيفية وأهمها حاجتنا الماسة لجهودهم في دراسة التخصصات الجامعية المطلوبة لشغل وظائف التدريس والطب وأمن حماية البيانات الرقمية (السيبراني) والعمل المهني اليدوي، وأن يكونوا قدوة لبعضهم في تحقيق الإنجازات الوطنية الكبرى. سائلين المولى عز وجل أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين وأن يوفقنا لشكر نعمه علينا، وأن يعيذنا من عواقب جحود النعم وتضييع الأمانات. رسالة وطنية اعتماد التقويم الهجري لتوثيق الأحداث والمناسبات الكبرى من أهم عناصر هويتنا الوطنية الأصيلة.

867

| 13 ديسمبر 2023

من الخليج إلى المحيط.. أمتنا واحدة

أصداء كلمات الأنشودة الخليجية الجميلة ما تزال تتردد في أسماعنا بين أناشيد حفظناها ورددناها بحماس معبرين عن مشاعرنا كمواطنين خليجيين تجاه دولنا وقادتها وشعوبها، لتبقى ذكراها الأثيرة بكلماتها المعبرة (أنا الخليجي، وافتخر إني خليجي، والخليج كله طريجي، تبارك يا خليجنا، تبارك بعز وهنا، مصيرنا واحد وشعبنا واحد، الله أكبر يا خليج ضمنا). ومع تجدد انعقاد دورة مجلس التعاون الخليجي الرابعة والأربعين، المنعقدة بحول الله اليوم في الدوحة عاصمة دولتنا الحبيبة، تتجدد الآمال نحو تعزيز التلاحم والتكاتف وتسهيل إجراءات المواطنة والتنقل وتوحيد العملة وإلغاء الضرائب وتكوين قوة دفاعية مشتركة وغيرها من التطلعات على كافة الأصعدة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، خاصة أن قطر العزيزة وعاصمتها الفتية أثبتت أحقيتها وجدارتها في استضافة وإنجاح أكبر المؤتمرات والمفاوضات والفعاليات المحلية والإقليمية والعالمية. وقد ارتضينا عبر مسيرة مجلسنا الخليجي أن نحيا في إخاء وسلام وتعاون، مهما اختلفت توجهات أو مواقف القادة والزعماء الذين نذكرهم في كل مناسبة واجتماع يحضرونه بضرورة التوافق والاتفاق على الملفات ذات الأولوية لنا نحن شعوب المنطقة، انطلاقا من ثوابت أمتنا الواحدة فالبحريني أخو القطري، والكويتي ابن السعودي، والعماني عم الإماراتي، وكلنا إخوة اشقاء حكاما ومواطنين. ربما تكون مسودة البيان الختامي لقمة المجلس الخليجي قد صيغت في مطبخ القرارات حاليا، لكننا نطمح أن يستجيب القادة الموقرون لتطلعاتنا ومطالبنا الخليجية الموحدة التي سمعنا عنها واستبشرنا بتحقيقها فيما يتصل بسكة القطار الخليجي وجسر المحبة ودمج وتسهيل إجراءات التنقل والسفر بين الموانئ ومنافذ الحدود، إضافة إلى مطالب مهمة منها توحيد المناهج التعليمية المستمدة من تعاليم ديننا وعقيدتنا وطموحنا أن نكون أمة منتجة تصنع طعامها وسلاحها وقرارها المصيري، مع توحيد العملة وبطاقة الهوية، والمساواة بين أبناء الخليج العربي في التوظيف والأجور وفق أعلى مستويات الدخل الشهري، والإعفاء التام من الضرائب، فمهما بلغت الكلمات والتصريحات والشعارات الصادرة عن اجتماعات مجلس التعاون الخليجي من جمال التعبير وبلاغة المدلول، فإنها ستبقى مجرد كلمات وتصريحات وشعارات رنانة ومسموعة، ما لم تقرن بإجراءات عملية مشاهدة على أرض الواقع تقنع طموح المواطن الخليجي. خاصة أن النظام الأساسي للمجلس يسمح بالتعديل والإضافة وإدخال بعض التوصيات على بنود البيان الختامي. ولاشك أن الظروف العصيبة التي يمر بها إخوتنا في غزة تقتضي موقفا خليجيا موحدا يدعو لوقف العمليات العسكرية فورا ضد أهلنا هناك، وحصولهم على كامل حقوقهم، ونصرة قضاياهم المشروعة، ونحن واثقون أن لدى قادتنا من الوسائل وأوراق الضغط ما يمكنهم من تحقيق مطالبنا خليجيا وعربيا في القريب العاجل، سائلين الله التوفيق لولاة أمورنا لتحقيق تطلعات شعوبنا الخليجية، ونصرة قضايا أمتنا، من الخليج إلى المحيط.

2379

| 05 ديسمبر 2023

غزة تقودنا إلى طريق الكرامة والعزة

بعد سنين عجاف تذوقنا خلالها مرارة الذل والهوان والهزائم المتلاحقة ونحن نرفع شعار العروبة والقومية، التي أثبتت سقوطها المهين، عندما ابتعدنا عن منهاج رب العالمين الذي أراد لنا النصر والتمكين بالتمسك بدينه القويم والاعتصام بحبله المتين، وبينما ظل زعماؤنا يتقلبون بين معسكري الشرق والغرب باحثين عن تحالفات (استراتيجية) وموازين قوى، دون أن تلوح في الأفق بوادر العزة والكرامة التي افتقدناها طويلا، هنا تنهض غزة الكرامة والعزة رغم جراحاتها الأليمة ومصائبها الجسيمة وقد تكالبت عليها أمم الأرض إثما وعدوانا، فانتفضت في وجه الظلم والعدوان وسجلت ملحمة كبرى من ملاحم النصر والمجد لتعيد لأمتنا مجددا ترتيب أولوياتها وتلقن العالم دروسا في التضحية والفداء والثبات على الحق، فانتصرت بصمود وصبر أهلها وعزيمة رجالها وبسالة شبابها، وتجاوزت آثار بطش آلة الإجرام الصهيوني، الذي تلاشت أحلامه وتحطمت على صخرة الصمود والثبات وقوة الإرادة الإيمانية لدى أهلنا واخواننا المجاهدين على أرض الرباط المقدس في غزة الأبية، التي تأبى الخضوع والركوع لغير الله عز وجل. نعم لقد أضحى انتصارغزة الصامدة حقيقة واقعة، في تلك الحرب الظالمة، ليهتف صوت الحق مجلجلا: هنا غزة رمز الكرامة والعزة، هنا معراج الشهداء، وموطن الشرفاء، هنا تستميت النساء الحرائر في بسالة استعصت على أشباه الرجال من خارج القطاع المحاصر. وليخسأ الكاذبون وهم يتحدثون عن أخلاقيات الحروب، إذ يمدون العدو الصهيوني بأعتى انواع الأسلحة وأشدها فتكا ليقتل بها الأطفال والنساء، بطائراته وراجماته من فوق المباني، ولا يجرؤ على مواجهة المقاومين الأبطال على أرض المعركة، بينما يتدرع جنود الصهاينة بالواقيات والسترات الحصينة، لكن الذعر والجبن يملأ قلوبهم، فيواصلون قتل المدنيين وتدمير العمران باستخدام أجهزة التحكم عن بعد، لأن صفات الغدر والحقد متأصلة في جيناتهم الوراثية، لكن المزري المعيب أن ينقسم الفرقاء المنضوون تحت لواء العروبة والقومية وحقوق الإنسان، وبعض المنتسبين للإسلام، بين شامت ومنحاز للعدو، ومحايد مستبطن، أو مشارك في جريمة حصار أهلنا في مدينة غزة، أما انتم يا أبطال غزة ومجاهديها المرابطين، فهنيئا لكم جمعكم بين النصر والشهادة في سبيل الله، ونحن والعالم مدينون لكم بما قدمتم لنا من دروس عملية بليغة في التضحية والفداء ومقارعة العدو، بل إنكم ثلة مؤمنة في مدينة واحدة تواجه دولا باكملها فتجبر قادتها المتغطرسين على طلب هدنة بعد أن مرغتم أنوفهم في تراب العار والهزيمة، والمنطق الحربي يؤكد أن الجيش القوي إذا لم ينتصر فهو مهزوم، والجيش الضعيف إذا لم ينهزم فهو منتصر، وقد تمكنت جماعة من المجاهدين من إلحاق الهزيمة بأقوى جيش مزعوم في العالم تسانده جيوش وأسلحة دول بأكملها، وأرغموه على التقهقر، فماذا تبقى من مجد أو فخار لدى اولئك الرؤساء والحكام الذين صافحوا اليهود الصهاينة موقعين معهم معاهدات الخزي والخذلان ؟!. إنها الحقيقة الإيمانية التي غابت عن عقول وتحليلات كثير من كبراء الساسة والمحللين عبر وسائل تشكيل الرأي العام، فلم يرتقوا لشرف التصريح بأن المجاهدين في كتائب القسام وسرايا القدس وإخوانهم في بقية فصائل المقاومة يقاتلون لإعلاء كلمة الله وتحرير المقدسات، والدفاع عن أعراضهم وأوطانهم، وهذا سر صمودهم المستمر ونصرهم المؤزر، مهما اشتدت الأزمات أو طالت المحن.

4242

| 28 نوفمبر 2023

ولى زمان القول يا عرب!

نصرة المظلومين وإغاثة المستضعفين أيا كانت جنسيتهم وديانتهم، من واجبات النخوة والمروءة، فضلا عن الدين، فكيف الحال بنا والمظلومون إخوتنا في الدين والدم، وهم يتعرضون لعدوان غاشم، وإجرام لئيم، ولقد سئمنا الحديث عما يعانونه من صنوف القتل والدمار والإبادة، واكتفى كثيرون منا بتناقل صور قتلى وجثث الأطفال والنساء وصارت مادة للتنافس بينهم في نقل أكثر الصور والمشاهد بشاعة ودموية، فهل وصل بنا الحال إلى الاكتفاء بمجرد الحديث عن حجم معاناتهم، وتقرير واقعهم مما تلفظه وسائل إعلامنا بين مستنكر أو محتف بتقديم مادة إعلامية مثيرة، فأي ذل وصلتم إليه يا عرب يوم تخليتم عن مصدر عزكم ومفتاح نصركم في كتاب الله عز وجل وسنة نبيه عليه السلام؟!. ما زلنا نرى ونسمع صرخات الأطفال وأنات الثكالى تحت قصف الطائرات وراجمات الصواريخ وقذائف المدفعية، فما يلبث بعضنا لحظات حتى يدير جهاز ناقل القنوات باحثا عن ترفيه أو تسلية يكرس بهما حالة الانفصام عن واقع أمتنا وما تعانيه من مآس ونكبات، فأين نصنف أنفسنا ونحن نحفظ ونردد حديث النبي صلى الله عليه وسلم (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره) وتوصيته لنا بالتراحم والتضامن ونجدة الملهوفين، وأن من يخذلهم فليس منهم في دين أو عرق أو عقيدة، وتبا للمتشدقين المشككين اللامزين الهامزين الذين حولوا أنفسهم مسوخا ينشرون النفاق والتخذيل والتسويق لادعاءات العدو الباطلة. وأي خذلان وعار ترتضونه لأنفسكم أيها الساسة الزعماء وأي إحساس ينتابكم حين تهادنون المعتدين على إخوتنا المحاصرين المستضعفين في غزة وفلسطين، وكيف تطلبون وساطة من أعان وشجع الصهاينة وأمدهم بالمال والسلاح ؟ فواعجبا تفنده العقول! ولن نطالبكم بتحريك جيوشكم الجرارة لمناصرة إخوتنا في غزة الصمود والإباء رغم أن هذا واجب مقدس، ولكن فقط اتركوا الشعوب تعبر بصدق وفعالية عن تضامنها معهم بكل وسيلة ممكنة وسوف والله ترون عجبا. فقد ولى زمان الأقوال وحان وقت الأفعال؛ ولابد أن تصيب الظالمين دعوات المظلومين وحينها لا ينفع الندم، وسوف يبقى المجاهدون الأحرار رمز عزتنا وكرامتنا على مر الأزمان وإن النصر حليفهم بإذن الله.

2793

| 22 نوفمبر 2023

وقفة احتجاج على تجار المواقف !

ظهور ما يعرف بنشاط إدارة وتنظيم المواقف في الأسواق والفنادق والمستشفيات والمطاعم وغيرها من المرافق، بل وحتى مؤسسات الدولة من الوزارات والإدارات الحكومية التي نتردد عليها لإنجاز أو مراجعة أمر ما، أصبح ظاهرة مزعجة ومعطلة لمصالح كثير من الناس، وأمرا مثيرا للضيق والتذمر، فقد استولت جهات وشركات خاصة على مساحات شاسعة ومواقف عديدة في كل اتجاه ومكان، حيث يعمل تجار الأزمات الجشعون على إجبار طالبي الخدمة والمراجعين وكل من يبحث عن موقف لركن سيارته بطريقة صحيحة وآمنة يجبرونهم على دفع رسوم باهظة مقابل الحصول على مجرد موقف للسيارة بنظام الساعة، ويفرضون هذه الحالة المزعجة في كافة المرافق العامة والخاصة دون خشية من الله أولا ثم من الجهات المسؤولة التي تركت أولئك المتسلطين ينتشرون ويلتهمون مزيدا من مواقف السيارات وما يتبعها من التهام الأموال، وهم يلجئون الناس لدفع مبالغ باهظة مقابل الموافقة لهم على إيقاف مركباتهم، وعمالهم يتعرضون لنا أمام ابواب ومداخل المرافق العامة بابتسامات مصطنعة ليظفروا بمفتاح السيارة أو يرفعوا حواجز المواقف التي ينصبونها كما يحلو لهم ليسمحوا لأحدنا بركن سيارته زاعمين أنها خدمة مميزة للضيوف والزائرين، عدا ذلك فإن فرصة إنجاز معاملة أو علاج أو شراء بضاعة ما سوف تضيع، فنذهب بسياراتنا لمسافات بعيدة أو الرجوع من حيث أتينا دون تحقيق الغرض الذي خرجنا لأجله من بيوتنا، هذا إن لم يضطر بعضنا لمخالفة قوانين المرور ومواجهة الغرامات والجزاءات المترتبة عليها في مثل هذه الأحوال وهذا يحدث مع الأسف. تتكررهذه المعاناة يوميا رغم أن كثيرا من تلك المواقف كانت متاحة وحقا مشاعا لجميع مستخدميها. لماذا تسطو عصابات استغلال الحاجة لمواقف السيارات على تلك المواقف التي وفرتها مؤسسات ومرافق الدولة وأسواقها، خدمة للزوار والمراجعين والمتسوقين، وتسهيلا عليهم ومنهم بطبيعة الحال عوائل وأطفال وكبار سن ومرضى، وليس شرطا أن يكونوا من ذوي الاحتياجات الخاصة أو من كبار الشخصيات، وبأي حق تتولى فئات معينة إدارة وتأجير المواقف العامة وتحولها إلى مواقف خاصة، وتصادر حقوق الآخرين وهم يشاهدون المواقف محجوزة أمام أعينهم، ويبحثون عن مواقف مجانية فلا يجدون وتضيع عليهم أوقات ثمينة لقضاء حوائجهم وإنجاز أعمالهم ؟!!. فكم خرجنا من بيوتنا مؤملين إنجاز معاملاتنا وحين نصل وجهتنا المقصودة نصدم بمن يتاجر باعصابنا ويستغل حاجاتنا، ويفرض علينا مبالغ باهظة مقابل ركن السيارة في مكان ما لن يكلف أولئك الطامعين ما يوازي قيمة ما يقتطعونه من جيوبنا لذلك الغرض، ويضطر أحدنا لتلبية رغبات تجار المواقف الجشعين بدفع رسوم غير مستحقة، بعد عناء ومشقة البحث عن موقف نؤمن بين زواياه إيقاف سياراتنا.كان الأولى أن يتبرع هؤلاء التجار وأصحاب رؤوس الأموال باراض ومساحات من أملاكهم الخاصة لتكون مواقف وقفية تخفف عن الناس ما يكابدونه من عناء ومشقة العثور على مواقف مناسبة يركنون فيها سياراتهم من باب الواجب الوطني على أقل تقدير، خاصة مع تحويلات المشروعات والإنشاءات وازدحام المراجعين، وتزيل عن المواطن والمقيم آثار وانعكاسات الوضع السكاني والمروري المتفاقمين. منا إلى المسؤولين المتفاعلين مع قضايا الناس واحتياجاتهم اليومية للتصدي بجد ومسؤولية لهذه الظاهرة المزعجة المكلفة التي لن أبالغ بوصفها بمافيا المواقف. مواكبات واجبة: أهلنا وإخوتنا من المحاصرين والمرابطين في غزة، نذكر أنفسنا بواجب مناصرتهم بكل ما نستطيع، فلم يعد ما يعانونه من أوضاع بخاف علينا جميعا، ولن ينتظروا منا مجرد تكرار الحديث عما يصيبهم من معاناة وتشريد وإبادة، فقد علمونا معنى التضحية والفداء وعزة النفس وصدق التوكل على الله. تعليم: الزملاء الأعزاء في قطاع التعليم الخاص بوزارة التربية والتعليم، أعانكم الله على أداء ما كلفتم به من أعباء وظيفية ثقيلة، ولسان حالكم يقول: إما تخفيف الأعباء وتحديدها، أو تعيين عدد كاف من الاستشاريين والاخصائيين، وإما اتركونا نعمل بالطريقة التي نراها حتى تستجيبوا لمطالبنا.

711

| 14 نوفمبر 2023

alsharq
بائع متجول

يطلّ عليك فجأة، لا يستأذن ولا يعلن عن...

5913

| 26 سبتمبر 2025

alsharq
كبار في قفص الاتهام.. كلمة قطر أربكت المعادلات

في قاعة الأمم المتحدة كان خطاب صاحب السمو...

5595

| 25 سبتمبر 2025

alsharq
في وداع لطيفة

هناك لحظات تفاجئ المرء في منتصف الطريق، لحظات...

4470

| 29 سبتمبر 2025

alsharq
الكلمات قد تخدع.. لكن الجسد يفضح

في ظهوره الأخير على منصة الأمم المتحدة، ملامحه،...

3336

| 29 سبتمبر 2025

alsharq
الفن ضد الدمار

تواجه المجتمعات الخارجة من النزاعات المسلحة تحديات متعددة،...

1596

| 26 سبتمبر 2025

alsharq
ماذا يعني سقوط الفاشر السودانية بيد قوات الدعم السريع؟

بعض الجراح تُنسي غيرها، ليس بالضرورة أن تكون...

1320

| 28 سبتمبر 2025

alsharq
فلسطين والكيان والأمم المتحدة

أُنّشِئت الأمم المتحدة في العام ١٩٤٥م بعد الحرب...

1185

| 28 سبتمبر 2025

alsharq
حين يُستَبدل ميزان الحق بمقام الأشخاص

‏من أخطر ما يُبتلى به التفكير البشري أن...

1059

| 29 سبتمبر 2025

alsharq
إعطاء من لا يملك لمن لا يستحق

منذ أكثر من مائة عام ارتُكبت واحدة من...

840

| 30 سبتمبر 2025

alsharq
خطاب صريح أقوى من السلاح

• كلنا، مواطنين ومقيمين، والعالم يدرك مكانة قطر...

831

| 25 سبتمبر 2025

alsharq
حضور فاعل للدبلوماسية القطرية

تعكس الأجندة الحافلة بالنشاط المكثف لوفد دولة قطر...

831

| 25 سبتمبر 2025

alsharq
النسيان نعمة أم نقمة؟

في لحظة صفاء مع النفس، يطلّ النسيان عليَّ...

828

| 30 سبتمبر 2025

أخبار محلية