رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

قرائي الأعزاء معكم يطيب اللقاء

تحية اعتزاز وتقدير، إلى أولئك الأوفياء الذين يقرأون ما أكتب بعناية واهتمام ويحسنون ظنهم بي، كلما وقعت أعينهم على مقالي، ولطالما غمروني بثنائهم وتشجيعهم المحفز والذي أتخذ منه بعد توفيق الله عز وجل عونا وزادا معنويا أستمد منه طاقتي وإصراري على إكمال مسيرتي الكتابية الصحفية، رغم المعوقات والمنغصات وموازنات مسؤولي التحرير وتفسيرات نوابهم. بعد انقطاع استمر لبضع سنوات لم تكن أعواما (بالفارق الدقيق بينهما) تتابعت الأحداث الداعية للكتابة حولها في أقطارنا العربية الخليجية بالذات وفي الشأن المحلي كذلك، لم تنفك التساؤلات من المحبين تارة ومن المشككين تارة تلاحقني عن سبب انقطاعي، ومع تقديري واحترامي للفئتين فإني والحمد لله لم أتعرض يوما لصدي عن الكتابة أو تضييق مسالكها، وكنت أحيانا أعاني من جمود الفكر أو تزاحم الأفكار حول موضوعات عدة ويبدو أن هذا قدرنا نحن الكتاب المشحونين بهموم أمتنا ومسؤولية جهاد الكلمة والقلم. وقد تعتريني رغبة في العزوف عن الكتابة لأسباب عديدة، منها أن بعض ما يصيب أمتنا من آلام ومآسٍ يستعصي على أمثالي أن يصف حجمه وتأثيره وقد تبلغ الأحزان والأشجان مبلغا يضيق بوصفه التعبير وربما كان تناوله في نصوص وجدانية أو أدبية أخرى أيسر وأوقع في نفس المتلقي. ومع ظهور وتفعيل وسائل أخرى حاولت أن أعزي نفسي وقرائي بها مثل (تويتر وفيسبوك) وحتى المراسلات الشعبية الأشهر (واتساب) مع اعتذاري للعربية الفصحى عن هذه المسميات الأعجمية، فإني جربت ولا أزال إرسال مقالاتي خلالها علها تنوب عني في غيابي عن قرائي الذين لا يزال كثير منهم يتابعون ما أكتب للصحافة القطرية الأثيرة منذ ما يربو على ثلاثة عقود ونيَف. ومن توفاه الله منهم فأسال الله أن يجمعني بهم في جنته. وكنت أعيد نشر بعض مقالاتي السابقة عبر الوسائط الاتصالية الحديثة خاصة وأن قضايا أمتنا الكبرى لا تزال تنتظر الفرج من الله أولا ومن الصادقين المخلصين لأمتهم وعقيدتهم، وهذا يسهل علينا أن نكتب مجددا عن هذه القضايا برؤى أخرى مستفيدين مما كتبناه سابقا، لكنه في الوقت نفسه يزيد من حجم المسؤولية والمعاناة على عواتقنا، مما يبيت ويستيقظ معنا من هموم وآلام أمتنا المكلومة. ومن محاسن الأقدار أن تتزامن عودتي للكتابة لـ الشرق العزيزة مع عودة أخي الفاضل الأستاذ جابر الحرمي لتولي مسؤولية قيادة الشرق مجددا لما عهدناه في شخصه المحترم من تعاون وتشجيع إيجابي محمود، وبما يبعث لدى أمثالي بشائر الأمل والتفاؤل بأداء رسالتنا الإعلامية الصحفية بأمانة وهمة عالية وعزيمة صادقة؛ لننال رضا الله أولا ثم رضا وثقة قرائنا الأعزاء، ولم يكن لي بد من أداء واجبي نحو أهلنا المحاصرين المرابطين في غزة الصامدة الأبية وما يتعرضون له هذه الأيام من اعتداء وإجرام وذلك ما ضمنته مقالي الفائت مستأنفا به عودتي للكتابة وتواصلي مع قرائي الكرام ومتابعي الواعين. وإلى كل من سأل عني أو اتصل بي أو راسلني ناصحا أو موجها لي نحو الكتابة عن أمر ما، فلهم مني جميعا خالص الشكر والتقدير، وهم كانوا ولا يزالون لي ذخرا وسندا ومحفزا نحو استكمال أداء رسالتي وتبليغ أمانتي عبر المقالات الصحفية والمنابر الإعلامية الأخرى، وأسال الله أن يوفقنا للخير والصلاح وأن ينصر إخواننا المجاهدين وأن يرفع الظلم والحصار عن إخواننا المستضعفين، وأن يرينا في الطغاة الظالمين يوما قريبا يشفي به صدورنا وصدور قوم مؤمنين.

1194

| 07 نوفمبر 2023

شرف المواقف في شرف الأفعال ( غزة نموذجاً )

تتبنى دولتنا العزيزة قطر مواقف مشرفة تجاه قضايا أمتنا على كافة الأصعدة، ومن ذلك موقفها المشرف عالميا من قضية الحرب الجائرة على أهلنا في غزة الصامدة، وهذا نهج ثابت ينطلق من تعاليم الدين وأواصر الأخوة ومناصرة حقوق المظلومين، بينما تتعالى أصوات الأحرار الشرفاء في مسيرات حاشدة وجموع منددة، وخطب بليغة، تضامنا مع مطالب أهلنا المحاصرين الصامدين في قطاع غزة وما يلاقونه من صنوف التنكيل ومصادرة الحقوق، ولن أزيد وصفا آخر يفوق ما تحدث عنه المحللون والمختصون والغيورون حول هذا المصاب الأليم الجلل. ونحن إذ نحيي صمود ومقاومة الرجال والشباب الأبطال في غزة الكرامة والعزة، وندعو لهم بالنصر والتمكين، فإننا نسأل أنفسنا: هل هذا فقط هو القدر المطلوب لنصرة أخوة الدين والدم على أرض الرباط المقدس، وهل نكتفي بهبة مؤقتة حتى تضع الحرب أوزارها ؟! ولماذا يعجز أو يتقاعس بعض المتنفذين في أجهزتنا الإعلامية عن الصدع بكلمة الحق في موضعها وزمانها، بأن يسموا الأحداث والوقائع بأسمائها، فالحرب على أهلنا في غزة ليس المقصود منها أهل غزة تحديدا، بل إن غزة المجد والتضحيات تعتبر نموذجا حيا ومشرفا يقاوم أعداء أمتنا من اليهود الصهاينة ومن حالفهم، ولتثبت للعالم أجمع أن اخوتنا الشرفاء الصامدين هناك يدافعون عن شرف الأمة جمعاء ويمثلون أمتنا خير تمثيل في مقاومة العدو المحتل، فلم ينتظروا الإذن من زعماء الشرق أو الغرب للسماح لهم بصد الهجوم البربري الحاقد والدفاع عن أنفسهم ضد آلة الحرب الشعواء، فاختاروا أن يسطروا بدمائهم الزكية ملحمة تاريخية مشرفة تزيل عن أمتنا بعض ما اعتراها من خضوع وخنوع. ليس جديدا القول إن أمريكا ومن سار في ركابها يدعمون العدو المعتدي لاستئصال شأفة من تبقى في غزة من أهلها الصابرين الصامدين، رغم ما يكابدونه مما نسمعه ونشاهده من فظاعة وشناعة الأوضاع. فما بالنا نخشى تفعيل أدوات التأثير لمناصرة اهلنا في غزة، حتى أن أغلب أئمة المساجد يحذرون الشروع بالقنوت في الصلوات والدعاء لأخوة الدم والعقيدة الواجب في هذه النوازل، وكيف تحجم بعض حكومات الدول العربية المسلمة عن استخدام وسائل الردع المشروعة على اختلافها، مقابل قيام دول كبرى بمساندة جيش الاحتلال الصهيوني بكل قواتهم العسكرية والمادية، والتصريح بوقوفهم إلى جانب دولة إسرائيل المجرمة بدوافع دينية عقدية، للقضاء على ثلة مؤمنة ومدنيين عزل جلهم من النساء والأطفال، تحاصرهم أعتى وأخطر جيوش العالم من كافة الجهات، لتكشف للعالم كيف يكون الظلم والإجرام والعدوان وان ثبات وصمود إخوتنا الغزيين حتى الآن بهذه المقارنات يعد نصرا كبيرا لأمتنا بكل المقاييس !!. فلا أقل من فتح المعابر والحدود لإغاثة اخوتنا الملهوفين وإسعاف من تبقى منهم من الجرحى والمصابين، طالما أن جيوش العرب وترسانتهم العسكرية المطورة تقبع في الثكنات والمعسكرات الداخلية وتظهر فقط في الاحتفالات والمناسبات الوطنية، حتى تضع الحرب على أهل غزة وفلسطين أوزارها ويتم تهجيرمن تبقى من عرب ومسلمي فلسطين، فهل يقبل حر شريف بهذه النتيجة مهما كان دينه وجنسه ؟!. حديث شريف: من وصايا المصطفى صلى الله عليه وسلم، حديثه الشريف: ( عليكم بالجهاد وأن أفضل جهادكم الرباط، وأن أفضل رباطكم عسقلان ). للتاريخ: تؤكد المصادر المعتبرة بأن غزة كانت تابعة لعسقلان وتسمى بغزة عسقلان.

1542

| 31 أكتوبر 2023

مسيرة عطاء وبناء

يدور الزمان وتتوالى أعوامه، ودولتنا الحبيبة قطر تنعم بالأمن والرخاء والتكاتف والولاء بين القيادة والشعب في أبهى حلة وأزهى مثال، بفضلٍ وتوفيق من الله تعالى، ثم بفضل رجالاتها الأوفياء، ومنذ تلك الأعوام تستمر مسيرة العطاء والبناء، وترفل بلادنا المجيدة في ثياب العزة والكرامة والشموخ، في نموذج وضاء تحتذي به شعوب العالم. وطني نبع المحبة والعطاء، موطن الخير والوفاء، موئل الشرفاء، رمز المجد والإباء، سيرة الأجداد الماجدين، كعبة المضيوم، ومقصد المهموم، أصالة الماضي، وبهجة الحاضر، وبشائر المستقبل. كم نحبك يا قطر وكم نطمئن لحضنك الدافئ، تسكنين قلوبنا ونسكن حماك، طرزنا كلماتنا فيك عشقاً يغدو قصائد حب عذبة الإنشاد، وسطرنا حروفنا في وصفك فتفتحت أزهاراً ندية يتضوع عطرها الفواح فينشر أريجه أنفاساً تحاكي نسمات الربيع. ونحن نستلهم ذكرى تأسيس دولتنا العزيزة وإرساء دعائمها على يد مؤسسها الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني طيب الله ثراه، وسيرته العاطرة عندما وطد قواعد حكمه الرشيد على منهاج الله ومبادئ العدالة ورعاية الحقوق، لنعبّر بصدق عن الاعتزاز بعناصر هويتنا الراسخة المستمدة من قيم ديننا الحنيف، فنواصل مسيرة المجد المؤثل التي بدأها الأجداد وسار على طريقها الأحفاد بعزيمة قوية ورؤية واعية، وثبات على مبادئنا وقيمنا الأصيلة الثابتة عبر التاريخ. لك منا يا قطر المحبة والسلام وعداً وعهداً أن نصون حماك، وأن نبذل غاية ما نستطيع كي تبقي عزيزة عصية على الطامعين، وأن نجدد معاني التكاتف والولاء مع قيادتنا الرشيدة، محافظين على مقدرات دولتنا جادين في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في شتى المجالات. قطر أرضاً وقيادة وشعباً قدمت وما تزال دروساً حضارية مشرقة في كيفية صناعة الإنجازات وتجاوز الأزمات. نحمدك يا ذا العرش والملك والعطا ونرضى بحكمك في جميع الفعايل. (المؤسس). [email protected]

3972

| 17 ديسمبر 2020

أطفالنا الأبرياء في شباك المفسدين!

المجتمع الصحيح المعافى، يتنادى أفراده لإقرار الصحيح السليم، وإنكار القبيح السقيم، وهذا ـ بحمد الله ـ ما يميز مجتمعنا القطري المسلم، الذي وقف بحزم رافضا ومنددا ما تم بثه مؤخرا عبر قناة (بي جونيور) التابعة لشبكة (بي إن سبورت)، من مشاهد كرتونية تروج للشذوذ وزواج المثليين، والمصيبة الكبرى أنها قناة منسوبة لبرامج الأطفال. أطفالنا الأعزاء فلذات أكبادنا، أمانة في أعناقنا، وهم يتلقون عبر محيطهم الأسري جملة من القيم والأخلاق الحميدة، التي نحرص كثيرا على حمايتهم من خلالها من كافة عوامل الفساد والانحراف. ثم تأتي تلك البرامج والمضامين المنحطة، فتهدم ما بنيناه في أعوام، بفعل توظيفها لوسائل التأثير وتغيير السلوك، وتطبعهم بطابع غريب مستهجن، يشوه أفكارهم ويدفعهم نحو ممارسات منحلة ويسلب براءتهم ويصيبهم بصدمة نفسية بالغة التأثير. ما نزال نستنكر استمرار جلب وعرض برامج ومواد إعلامية مستوردة، موجهة للاطفال تمرر وتكرر بعدة أساليب، عبر قنواتنا المرئية، تحوي مضامين سيئة وإيحاءات رمزية وصريحة، مخلة وخادشة للحياء يخجل الكبار من التحديق فيها، فما بالكم بأحبتنا الصغار حين تستدرجهم للوقوع في حبائلها وشحن أفكارهم ونفوسهم بمحتواها المفسد الضار!. ولنا أن نتساءل: أين كان المسؤولون عن شراء المادة المذكورة، وأين المعنيون في أقسام الرقابة عن التأكد من سلامة المحتوى قبل الموافقة على بثه عبر قناة يفترض أنها مخصصة للأطفال، فضلا عن إدارة القناة ومشغليها؟!. وهل يقتصر دورهم على رصد موازنات ضخمة تصرف على شراء المواد المعروضة وتعريب المسميات وترجمة الحوار واختيار أوقات البث، ناهيكم عن عرض المادة كما وردت في نسختها الأجنبية ؟!. والذين يحتجون أن المادة منقولة عن قناة أجنبية، حجتهم داحضة ومرفوضة، فكان الأولى رفض المحتوى ما دام يخالف عقيدتنا وأخلاقنا وثوابتنا الراسخة المنصوص عليها شرعا وعرفا وقانونا، قبل الموافقة على استيراده وبثه عندنا. وأين نحن من تراثنا وهويتنا وكنوزنا الثقافية الزاخرة، كي نصنع وننتج برامج ومواد إعلامية نافعة ومسلية ومأمونة العواقب و(كلكم راع ومسؤول عن رعيته)، وسوف نقف بين يدي الله عز وجل ويسألنا عما جعلنا مؤتمنين عليه. وإن كل من يحاول تبرئة ساحة المخطئين يعتبر شريكا لهم في ذلك الفعل، لأن ما حدث من تجاوز خطير في حق أطفالنا الأعزاء أمر يصعب تجاوزه والتغاضي عنه، ويجب إجراء تحقيق شامل يكفل ردع المخالفين، ومنع تكرار تلك التجاوزات في المستقبل تحت أي ذريعة، على أن يتم إطلاع الرأي العام بنتائج ذلك التحقيق. ◄ حديث شريف: قال صلى الله عليه وسلم (لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عذابا من عنده ثم تدعونه فلا يستجاب لكم). [email protected]

1793

| 11 أغسطس 2020

العيد تأكيد وتجديد دورنا الحضاري

الشعوب الحية تحتفي بأعيادها لإحياء أمجادها ، وتخليدا لأيامها المشهودة، وتستمد هويتها وتميزها الحضاري من تراثها وقيمها الأصيلة ، ومنها طريقتها وثقافتها في الاحتفال بالأعياد والمناسبات الكبرى. ومن مقومات السعادة الاجتماعية إشاعة أجواء البهجة والسرور في المناسبات والأيام المجيدة ، وقد أولت شريعة الإسلام الغراء عناية فائقة بالعيد وخصته بقيمة مادية ومعنوية عالية ، وضمنته رسالة حضارية عميقة المعنى بليغة المغزى ، فالأعياد هبات ربانية وأعطيات إلهية عظيمة، ذات مزية ورمزية فريدة ، فقد أباح الله لنا إظهار معالم الفرح والسرور بعد مواسم حافلة بأعمال العبادات ، بالاحتفال المشروع بالأعياد والترويح عن أنفسنا، وجعل من تعظيم تلك الشعائر تحريم صيام يومي العيدين إعلاءً لقيمة البهجة والسرور والتخفيف المطلوب عن النفوس بعد مواسم الطاعة والعبادة لله تعالى ، وترسيخا لاعتزاز أمتنا بتراثها الديني والحضاري ، وتعزيزا لعناصر وحدتها وتميزها عن غيرها من الأمم. ونحن نتهيأ لاستقبال عيد الأضحى المبارك ، هل أجرينا تقييما عمليا حول مسؤوليتنا عن ترسيخ عناصر هويتنا الأصيلة في نفوس الناشئة والشباب خلال أيام العيد المجيد ، ومستوى الاهتمام بأساليب الاحتفال بهذا العيد وكيفية توظيفها لصناعة الأفراح بطريقة حضارية تؤكد تميزنا وتبرز شخصيتنا المستقلة لدى سائر شعوب الأرض ؟!!. ومدى قدرتنا على تسويق نموذج احتفالي محبب لدى جيل اليوم ونبذ الاحتفالات المخالفة لقيمنا وأخلاقنا وعقيدتنا؟!. تكبيرات العيد ومصلاه الفسيح ، مجسمات الكعبة المشرفة ، الأضحية ، الملابس الجديدة ودهن العود والمبخر ، والبشت ( عباءة الرجال ) ، والعيدية ، وأناشيد العيد الشجية والعرضة القطرية الأصيلة ، كلها عناصر ورموز معبرة ، يجب أن نحسن توظيفها في صناعة ثقافة الفرح خلال العيد ، وحبذا أن تهتم الجهات المسؤولة بتشغيل تكبيرات العيد وأهازيج العرضة الشعبية ، بعيدا عن الموسيقى المزعجة، وكذلك بث التوعية المطلوبة بمعاني ورموز العيد عبر وسائل الإعلام. فالعيد محطة حضارية ودورة تدريبية ينبغي أن نستثمرها لتأكيد وتجديد دورنا الحضاري المنشود. أفراحنا وأعيادنا تعبدية شرعية وليست وثنية شركية، ونحن معنيون بإحياء فرحة العيد وتوطيد وشائج القربى والترابط الاجتماعي ، تعظيما لشعائر الله ، وصولا إلى الوحدة الشاملة على مستوى الأمة. وأذكركم بفضل وأجر صيام يوم عرفة ، تقبل الله منكم صالح الأعمال وعيدكم مبارك. الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر ولله الحمد. [email protected]

2487

| 28 يوليو 2020

الجائزة الكبرى وحال الفريقين

تجول خواطرنا بين أجواء ومشاهد شهر الخير، وقد دنت لحظات الوداع، وبدأ الشهر الفضيل يشد رحاله، وذكريات الحنين إليه تخالج أفئدتنا، ونحن بين فريقين، أحدهما يحمد الله كثيرا على البلاغ والتوفيق للصيام والقيام وتلاوة القرآن، مؤملا رحمة الله مشفقا من عقابه، خشية ما أحدث فيه من تفريط وتقصير، بينما يتراءى لي شخص أبي ـ يرحمه الله ـ وهو يقف تجاه القبلة رافعا يديه إلى السماء في فناء بيتنا القديم، يتضرع إلى الله في تبتل وخشوع، يسأله الرحمة والمغفرة والعفو وقبول الطاعات، يخاطب شهر الخير والبركات داعياً ومودعاً، وعيناه مبللتان بدموع الخشية والتبتل، وينادي ربه أن يعيده علينا أعواما عديدة، فكم عرف هذا الفريق للشهر قدره ومنزلته وعمل على حسن استثمار أوقاته الفاضلات. الفريق الآخر صنف من الناس استثقل أيام الشهر فنام ساعات النهار، وأسرف على نفسه بأنواع الشهوات والملذات فهام خلال الليل في سهرات خاوية أو تحت سحائب أدخنة السجائر الخانقة، إضافة إلى متابعة غثاء الفضائيات الملهية، فكيف بهؤلاء إذ لم نكن نعايش هذه الظروف الطارئة التي قدرها الله علينا بعلمه وحكمته، وقد باتوا يتعجلون فراق الشهر ليعودوا لسابق عهدهم. ليت شعري من المقبول منا فنهنيه، ومن المحروم فنعزيه، أيها المقبول هنيئا لك، أيها المحروم جبر الله مصابك، نداء معبر مؤثر يروى عن أميري المؤمنين الراشدين عمر وعلي رضي الله عنهما. لقد أوشك موسم الخير الرمضاني على الانتهاء، وبتنا نتلهف للفوز بجائزته الكبرى التي ننتظرها كل عام لنظفر برحمة الله ومغفرته وعفوه ورضوانه، وأن يبدل الله حالنا إلى أحسن الأحوال وأن يوحد صف أمتنا ويجمع على الهدى والحق كلمتنا وينجينا من كل كرب وبلاء. وينصرنا على الأعداء. اللهم أكتبنا عندك من الفريق الفائز بالجائزة الكبرى في رمضان بالقبول والمغفرة والعتق من النيران. [email protected]

1361

| 19 مايو 2020

السهم الذهبي في ليلة العمر

فرصة ذهبية فريدة من نوعها، لتحقيق أرباح فائقة القيمة مع إمكانية الفوز بالسهم الذهبي، ويشترط لقبول الاكتتاب في أسهم ليلة العمر ما يلي: الإيمان وإخلاص النية. الخشوع والتضرع. طهارة النفس والبدن. الحد الأدنى للاكتتاب ثلاث ركعات. سقف الاكتتاب مفتوح. علما بأن باب المساهمة في الاكتتاب تبدأ من ليلة الحادي والعشرين من شهر رمضان، ويغلق بابها فجر آخر يوم من الشهر الفضيل، يبدأ استقبال المكتتبين من بعد صلاة العشاء، وبموجب مكرمة إلهية تتجاوز الأرباح ألف ضعف أرباح بقية الشركات المدرجة في سوق الأسهم. وتوزع الأرباح على المساهمين يوم لا ينفع مال ولا بنون، للاستفسار مراجعة سورتي الدخان والقدر. وهذه الفرصة العظيمة تدعو كل صائم قائم على استثمار ليالي العشر في ثلث الشهر الأخير، بالتنافس في القيام والدعاء وطلب العفو والمغفرة من الله، ونحن نقف بين يديه ونركع ونسجد مثقلين بالذنوب والمعاصي والهموم، نرجو رحمته ونخشى عذابه. ويا له من وقت ثمين، يتنزل الملك سبحانه خلاله في هزيع الليل الأخير، يدعونا ويسألنا ونحن عباده المحتاجون إليه وهو خالقنا الغني عنا، فكيف إذا أكرمنا سبحانه بقيام ليلة العمر ليلة القدر في هذا الوقت الجليل الشريف، هنا نحقق الفوز بالسهم الذهبي ومن كرم الله وفضله وجميل إحسانه أنه أتاح الفوز بهذا السهم لكل من يقوم تلك الليلة العظيمة إيمانا واحتسابا. وكيف تكون بعدها الخيرات والبركات التي يسعد بها صاحبها، اللهم اجعلنا ممن توفقهم لقيام هذه الليلة العظيمة المباركة. نعم يجب أن نحمد الله كثيرا الذي مد في آجالنا حتى أدركنا الثلث الأخير من هذا الشهر الفضيل، وأن نستثمر هذه الأوقات الفاضلة في القيام والدعاء وتلاوة القرآن، لنحرز الفوز العظيم بالتحصل على رحمة الله ومغفرته وعفوه، إنه عفو جواد كريم. دعاء اللهم تقبل صيامنا وقيامنا، واغفر لنا ولوالدينا، واجعلنا في ختام شهرك الفضيل من عتقائك من النار ومن المقبولين الفائزين، اللهم ارفع عنا الوباء والبلاء ونجنا من الفواحش والربا والفتن وسوء المحن ما ظهر منها وما بطن، اللهم أكرمنا بقيام ليلة القدر إيمانا واحتسابا، واغفر لنا ما تقدم من ذنوبنا، واحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كيد الأعداء والمنافقين، وانصر إخواننا المجاهدين. [email protected]

1318

| 12 مايو 2020

من أجل قطر الأرض والإنسان

حملة التطوع الوطنية (من أجل قطر)، بتوفيق الله ثم بحسن إدارة الأزمات، أثبتت جدارتها ودورها الفعال في إنجاح الجهود الوطنية الرامية الى وقاية المجتمع من آثار انتشار الوباء، حيث ظهر التكاتف وتضافر الجهود بين أبناء المجتمع القطري مواطنين ومقيمين، الذين هبوا لنجدة الاخرين ولبوا نداء الواجب الوطني بكل أمانة ومسؤولية، من خلال العمل الميداني التطوعي وخاصة في الممارسات الطبية والصحية المساعدة ونشر الوعي وحملات النظافة العامة وخدمات الجمهور في إطار الالتزام بميثاق التطوع. وقد أثمرت الدورات التدريبية والندوات التثقيفية للمتطوعين والمتطوعات الشباب، الذين يؤدون خدمات طيبة مشكورة، ويثبتون كفاءتهم العالية في مختلف مواقع العمل التطوعي. ومما يثير الاعتزاز والتقدير، أننا نشاهد هؤلاء الشباب بالزي الوطني ملتزمين بالاجراءات الاحترازية، وهم يستقبلوننا ويقدمون لنا الارشادات المطلوبة، ويتأكدون من حالتنا الصحية على مدار الساعة، مع توفير المستلزمات الوقائية بالمجان. وما تزال شواهد ما ترصده الدولة من إمكانات وموازنات ضخمة لضمان أعلى معدلات الجودة الصحية والتنموية، بارزة وماثلة أمامنا باستمرار، ولا شك أنها جهود كبيرة وتستحق الثناء والتقدير. وهذه بعض المقترحات المتعلقة بالحملة الوطنية الشبابية فيما يتصل بالجوانب الصحية والاجتماعية: * نرجو بث رسائل التطمين وتخفيف الهلع بين الناس ونشر بشائر انتهاء الأزمة قبل إعلان معدلات الإصابة أو التلميح باستمرار تفشي الوباء. * تنبيه الشباب المتطوعين بالتبسم في وجوه الجمهور وتذكير الناس بأدعية دخول السوق وأذكار الصباح والمساء، فإن الاسباب المادية تستمد فاعليتها من مشيئة وقضاء خالق الكائنات ومسبب الأسباب. * الحذر من الزام النساء المنتقبات باستخدام الكمامات وتجنب إحراجهن، لأن النقاب يؤدي هذا الغرض بالتمام باعتباره وقاية وسترا والتزاما. * توجيه الناس نحو مداخل ومخارج المجمعات والجمعيات قبل وبعد، للتأكد من تقيدهم بالاحترازات الوقائية، وتنظيم طريقة دخولهم وخروجهم. * حبذا تعامل الفتيات مع النساء، والشباب مع الرجال مراعاة للخصوصية وثوابت المجتمع. شاكرين ومقدرين لشبابنا والجهات الداعمة لهم ما يؤدونه من خدمات تطوعية مهمة، ونقول لهم بيض الله وجوهكم، وجزاكم عنا خير الجزاء. ◄ مناشدة عاجلة ما نزال نبتهل الى الرحمن، ونترقب بشوق لأداء الصلاة في بيوت الله المطهرة، والشعور بالأجواء الإيمانية الروحانية في ايام وليالي هذا الشهر الفضيل، والاحساس بسكينة النفوس وطمأنينة القلوب، علما بأن المصلين هم أكثر الناس طهارة وتطبيقا للعادات الصحية، ويمكن للجهات المسؤولة أن تضمن الالتزام بالاشتراطات الصحية السليمة لمرتادي المساجد، بتخصيص افراد معينين أمام المساجد يجرون الفحص اللازم ومن تظهر عليه أعراض الاصابة يحول وفق الاجراءات المعروفة، على ان تثبت أدوات التعقيم على مداخل المساجد، وتزود قاعات الصلاة بأجهزة تنقية الهواء ومكافحة البكتيريا والفيروسات الضارة. إن الاقبال على الله والفرار إليه والتضرع بين يديه سبب مباشر لشفاء المرضى وارتفاع الوباء، وانفراج الازمات. واحب البقاع الى الله المساجد. [email protected]

1794

| 28 أبريل 2020

نسائم الخير تنشر أريجها الفواح

هبت نسائم شهر الخير والبركة، ناشرة أريجها الفواح، بينما تنهمر رسائل التبريكات والتهاني، عبر وسائط التراسل، ولعلها تزداد هذه الأيام حيث تمثل خيارا مباشرا وفعالا في ظل الأوضاع الراهنة، وهذا تواصل جميل ومطلوب، واهم واجمل منه، الاستعداد الروحاني والجسماني بحسن استثمار أيام وليالي الشهر الفضيل، بصدق العزيمة وإخلاص النية ونصوح التوبة وسلامة الصدر من الضغائن والاحقاد. لابد ان ندرك مزية الصيام الأسمى بتحصيل درجة التقوى، فالله أرحم أن يمنعنا من الأكل والشرب لساعات لمجرد الشعور بالجوع والعطش. يأتي علينا رمضان هذا العام وكفوفنا ترتفع تضرعا والسنتنا تلهج بالدعاء ليرفع الله عنا الوباء والبلاء، ونتوق شوقا للعودة الى رحاب ومحاريب بيوت الله. والحمد لله أن اعتيادنا على لزوم منازلنا وألا نخرج الا لضرورة ملحة جعلنا اكثر واقعية وإيجابية في تحديد وترتيب الأولويات وأداء المسؤوليات. ويالها من فرصة نفيسة بتجديد عهدنا مع خالقنا جل وعلا، واستعادة مكانة تاريخنا الهجري المجيد، إضبارة الاحداث الجسام الفاصلة التي صنعت تاريخ العالم، والتصدي بأمانة للحملات المعادية الرامية إلى طمس هويتنا وحضارتنا الزاهرة. اننا مطالبون بشدة بالاعتزاز بفرائض ديننا الإسلامي الحنيف، وتعظيم شعائره وتلك انجع وسيلة لتحقيق القوة والتمكين لأمتنا في كافة الميادين. فلننطلق مجددا مع قدوم شهر الخير والنصر رمضان المبارك، الدورة الإيمانية الكبرى، والجامعة العالمية العظمى، والموسم الرابح لإحداث التغيير والتطهير في أسمى معانيهما. مبارك عليكم حلول الشهر الفضيل، سائلين المولى عز وجل أن يوفقنا لصيامه وقيامه على النحو الذي يرضيه. [email protected]

2198

| 21 أبريل 2020

التعليم عن بُعد لدى طلبة تعليم الكبار

‫المؤسسات الحكومية الناجحة تعد خططاً وإجراءات بديلة وقابلة للتنفيذ لمواجهة التغيرات والظروف الطارئة المحتملة، كي تستمر في أداء دورها بجودة عالية وبما يحقق أهداف وركائز الرؤى الوطنية، وهذا بتوفيق الله ثم بجهود وتكاتف جميع الأطراف المعنية ما حصل ويحصل في بلادنا الحبيبة، ما أسهم بفاعلية في نجاحنا وقدرتنا على التصدي لما نمر به حاليا من تغيرات وأحوال استدعت اتخاذ إجراءات معينة تحد من مخاطرها وتعمل على تحصين الجبهة الداخلية وضمان استقرار المجتمع والمحافظة على سلامته. ومن ذلك ما انتهجته وزارة التعليم في تفعيل عملية التعليم عن بُعد عبر منصاتها الإلكترونية الرسمية، واعتماد نتائج الطلبة عن طريق التقييم المستمر، من الصف الأول الابتدائي وحتى الثاني الثانوي (الحادي عشر)، ولا شك أن تلك خطوة إيجابية بناءة ومقدرة، لكن هناك فئة تدرس نفس المقررات الدراسية وتمر بذات الأوضاع ورغم ذلك فإنها ملزمة بأداء الاختبارات في موعدها المعد سلفا قبل تفشي هذا الوباء أعاذنا الله من كل سوء، ما لم يطرأ أي تغيير وهم طلبة تعليم الكبار، علما أنهم ما زالوا يناشدون الجهات المسؤولة مساواتهم مع الطلبة المنتظمين في الصفوف النهارية، دون تلقيهم أية إجابة شافية من الجهات المعنية والرؤية حولهم ضبابية حتى هذه الساعات، بينما يرون أن من حقهم الحصول نفس المعاملة، طالما أن الفئتين يعايشون الظروف ذاتها، وكلتا الفئتين ملزومتان بأداء اختبارات ختامية بعد كل فصل دراسي وفق الجدول المقرر سلفا، مع الفارق في الاختبارات النصفية، كذلك فإن الأوضاع الراهنة تستدعي مساواة الفئتين من حيث تحصيل درجات النجاح عن طريق التعليم عن بُعد، كما أن المدارس الصباحية قد أوقفت نشاطها تبعا لتلك الظروف، فإن المراكز المسائية الموازية كذلك التزمت بالتوقف عن تقديم خدماتها التعليمية للكبار استجابة للحالة ذاتها. نعم ليس مستغرباً أن طلبة تعليم الكبار يواجهون صعوبات في استخدام الروابط الإلكترونية وآلية تشغيلها، حيث لم يعتادوا على استخدامها بذات القدر والكيفية لدى طلبة سن التمدرس، إضافة إلى أنهم لم يتلقوا تدريبا عمليا على عملية التعلم عن بُعد، كما أن منظومة التعليم عن بُعد لم تتضمن نوافذ إلكترونية خاصة بطلبة تعليم الكبار، ومنهم من لا تتوافر لديه الأجهزة الحديثة المتوافقة مع نظام تشغيل هذا النوع من التعليم. في المقابل يمكنهم الاستفادة من الدروس المصورة عبر منصة الوزارة ومنصة التواصل التعليمية المعروفة بـ (التيمز) والدروس المرئية عبر قناتي قطر 1 وقطر 2، والدروس المعروضة عبر وسيط اليوتيوب التي تم إطلاقها مواكبة للأحداث الراهنة عبر شبكة المعلومات. وبما أن أولئك الدارسين من فئة الكبار لديهم أخوة أو أبناء أو أقارب في المدارس الصباحية، فقد يتعاونون معهم في كيفية الاستفادة من مزايا التعلم عن بُعد وإجراء التقييمات المطلوبة واعتمادها للفئتين، نظرا للظروف التي نمر بها جميعاً في هذه الأيام، وهنا يكون منح طلبة تعليم الكبار الحق في تحصيل درجات الاختبار عن طريق التقييم المستمر مطلبا وضرورة عاجلة. حفظ الله قطر أرضاً وقيادة وشعباً، ورفع عنا كل وباء وبلاء. [email protected].

2092

| 31 مارس 2020

من أدب الرحلات.. زيارتي الأولى لمحافظة فطاني (1-3)

بتوفيق الله عدت للتو من رحلتي الأولى إلى فطاني إحدى محافظات جنوب مملكة تايلاند، تلبية لدعوة كريمة من سعادة الدكتورين الفاضلين إسماعيل لطفي رئيس جامعة فطاني والهيئة الاستشارية لمؤسسة التنمية الاجتماعية، والدكتور محمد سماروه نائب الرئيس التنفيذي للمؤسسة، بصفتي نائباً شخصياً عن أخي وصديقي الفاضل سعادة الشيخ عبدالله بن خليفة بن عبدالله آل ثاني راعي الحفل الكريم الداعم لمشروع المؤسسة ذات النفع العام لأهالي منطقة فطاني وما جاورها، فتوجهت عبر طيران خطوطنا الوطنية إلى مطار العاصمة بانج كوك ومنها إلى مطار ناراثيوات جنوب البلاد عبر الخطوط التايلاندية ومنه إلى حيث مقر إقامتي في الفندق هناك، وقبل أن انتقل إلى وصف مجريات رحلتي الماتعة النافعة تلك، فمن الجدير بالذكر هنا تقديم لمحة تعريفية للقارئ الكريم عن محافظة فطاني: اسم فطاني باللغة الملايوية يعني الأب المزارع وقديماً تطلق على المنطقة الجنوبية برمتها من مساحة مملكة تايلاند، وتقع في نطاق شبه الجزيرة الملايوية وكانت دولة إسلامية مستقلة، أما حاليا فإنها محافظة بين عدة محافظات جنوبية تابعة لمملكة تايلاند، وتنقسم إلى أربع مقاطعات فطاني وناريثيوات وجالا وستول، وقد دخلها الإسلام حسب ما أورده الدكتور محمد داوود سماروه في كتابه القيم مسلمو تايلاند التاريخ والمستقبل، منتصف القرن الخامس عشر الميلادي باتفاق المؤرخين، ومنهم من يرى أن الإسلام وصل فطاني في القرن الأول الهجري أي منذ القرن السابع الميلادي، وأن سبب دخولها في الإسلام يعود إلى قصة عجيبة مفادها باختصار: أن ملكها الوثني أصيب بمرض عضال استعصى على جميع الأطباء فأعلم الملك رعيته أن من استطاع علاجه فإنه يزوجه من ابنته، وعندما وصل الخبر إلى إحدى القرى التي بها بعض المسلمين، ومنهم الداعية صفي الدين سعيد الذي قال لوفد الملك: أخبروه أني أعالجه إذا رغب في اعتناق الإسلام وليس بهدف الزواج من ابنته، فوافق الملك ظاهريا على شرطه وتعهد له بذلك فعالجه وشفي بإذن الله لكنه نقض عهده ولم يسلم، ورجع الشيخ إلى قريته صابراً محتسباً، ومقدراً ما يلاقيه الملك من وطأة التقاليد والمعتقدات الوثنية، ثم تنتكس حالة الملك ثانية ويعاوده المرض فيعاهد الشيخ أنه سيسلم إن استطاع علاجه، وقد تم ذلك بقدر الله، وهنا وجه الشيخ سعيد كلمة مؤثرة للملك قائلا: (يا جلالة الملك: إذا لم تكونوا صادقين في وعدكم فإن علاجي لن ينفعكم) مما يدل على قوة إيمان هذا الداعية وثقته بالله، مذكرا الملك أن هناك قوة سماوية هي التي تمنح الشفاء للمرضى، فيعالجه وتعود إليه صحته ويرجع الشيخ الداعية من حيث أتى، ويمر عام فيعود المرض مرة أخرى إلى الملك، وهنا أقر الملك بفضل الشيخ عليه وتعهد بالتزام تنفيذ وعده باعتناق الإسلام في حال شفائه على يد الشيخ وقد حصل بفضل الله، فأبلغ الشيخ الملك أنه إذا مرض مجددا فلن يعالجه مرة أخرى إن لم يف بوعده مهما تكن عقوبته، وبعد مضي شهر جمع الملك وزراءه ورجاله وأعوانه، وأعلمهم عن عزمه اعتناق الإسلام، فأقروه على ذلك، وأرسل إلى الشيخ سعيد وأبلغه بالخبر السعيد فجاءه ولقنه شهادة التوحيد ولقنها كذلك القواد والكهنة وخدام الملك، وعرض على الملك أن يختار لنفسه اسما إسلاميا وهنا طلب عهد الملك للشيخ بهذه المسؤولية فلقبه بالسلطان إسماعيل شاه وأسمى ابنيه بالسلطانين مظفر شاه ومنصور شاه وأختهما سيتي عائشة، وعين الشيخ صفي الدين سعيد مفتيا عاما في فطاني، وبذلك انتشر الإسلام بين عامة الشعب وأصبح دين الدولة الرسمي وتحولت المملكة الوثنية إلى الإسلام الذي أشرق بنوره على أرجاء البلاد، برحمة الله ثم بحكمة وإخلاص ذلك الداعية المسلم. المقال القادم بإذن الله أتناول فيه عرضا مختصرا للمسيرة الحضارية في تلك المنطقة. [email protected]

3106

| 18 فبراير 2020

مواقع ومسافات الأسواق المركزية الجديدة

تتسارع وتيرة التطور والتقدم في بلادنا العزيزة في كافة المجالات، بتوفيق الله ثم دعم ورعاية قيادتنا الحكيمة، وتعد الخدمات العامة وشبكة المواصلات الحديثة مفخرة وطنية. ونحن نقدر للجهات المعنية حرصهم وسعيهم نحو تحديث وتطوير الخدمات، لكننا تفاجأنا بعد طول انتظار بنقل الأسواق المركزية للماشية والخضار والأسماك الى مواقع ليست مناسبة من حيث المسافات والمساحات وكذلك تحديد مزاولة الأنشطة التجارية. وقد تلقيت عدة رسائل من مواطنين يبدون انزعاجهم واستغرابهم من تلك الإجراءات، إذ كانوا يتوقعون وينتظرون من الجهات المسؤولة توزيع تلك الأسواق واختيار مواقعها بطريقة أنسب وأفضل من سابقاتها، من حيث التسهيلات الخدمية والمكانية، لكن ما حدث عكس ذلك حيث تم إغلاق سوق الماشية المركزي ونقله إلى سوق جديد في منطقة الوكرة جنوبا، وسوق الخضار والفواكه الى منطقة السيلية غربا، وسوق الأسماك الى منطقة أم صلال شمالا، وعلى مسافات متباعدة تصعب على الجمهور تلبية احتياجاتهم من تلك الأسواق، وكان من الأجدى ضم سوق الأغنام والخضار في موقع واحد، في منطقة وسط البلاد يسهل الوصول اليها من كل اتجاه، ونقل سوق الأسماك قريبا من البحر في العاصمة أو الظعاين على سبيل المثال، فلا يعقل أن يقطع سكان الشمال مسافة سفر لشراء الذبائح من أقصى الجنوب، أو أن يذهب أهالي الوكرة للبحث عن السمك الطازج في أم صلال!. بينما يطلب أهالي المطار حاجتهم من الفواكه والخضار في السيلية، علما بأن سوق السيلية هذا يفتقد الإرشادات الموضحة، والطريق إليه يحتاج الى تحديث. وما زلنا نتساءل: ما الحكمة وراء اختيار تلك المواقع بالذات؟!. وهناك اشكالات أخرى تتعلق باختيار تلك المواقع التي لم تراع طبيعة وحجم المواشي، منها ضيق مساحة حظائر الماشية مما يشكل خطورة على صحة وسلامة الإبل خاصة أن الحظائر الجديدة بالكاد تستوعب 3 أو 4 رؤوس فقط، والأبقار مثل ذلك، مما يؤثر سلبا على صحة المستهلكين. إضافة الى رفع قيمة الإيجار الشهري في سوق الماشية الجديد وارتفاع اسعار اللحوم والأغنام الحية تبعا لذلك لتغطية الفارق في قيمة النقل من مجمعات العزب الى الموقع الجديد، نظرا لتباعد المسافة بينهما، بينما أحيط السوق بأسوار خرسانية تضر بالبيئة وتسبب تزاحم الشاحنات ومركبات النقل حين التنزيل والنقل على مداخل السوق. وكان الأسلم والأنفع تجديد وصيانة سوق الأغنام والماشية المعروف سابقا، واختيار أماكن أفضل لإنشاء أسواق الخضار والفاكهة والأسماك، مراعاة للصالح العام وتلبية لمطالب المواطن والمقيم، ونأمل من مجلس الشورى والمجلس البلدي بالتعاون مع وزارتي البلدية والبيئة والاقتصاد إعادة النظر في اختيار مواقع هذه الأسواق واتخاذ الإجراءات اللازمة تسهيلا على المواطنين والمقيمين للحصول على احتياجاتهم من تلك الأسواق. [email protected]

1810

| 21 يناير 2020

alsharq
العدالة التحفيزية لقانون الموارد البشرية

حين ننظر إلى المتقاعدين في قطر، لا نراهم...

6372

| 09 أكتوبر 2025

alsharq
TOT... السلعة الرائجة

كثير من المراكز التدريبية اليوم وجدت سلعة سهلة...

5394

| 06 أكتوبر 2025

alsharq
استيراد المعرفة المعلبة... ضبط البوصلة المحلية على عاتق من؟

في الآونة الأخيرة برزت ظاهرة يمكن وصفها بـ...

4953

| 02 أكتوبر 2025

alsharq
الإقامة الدائمة: مفتاح قطر لتحقيق نمو مستدام

تجاذبت أطراف الحديث مؤخرًا مع أحد المستثمرين في...

4482

| 05 أكتوبر 2025

alsharq
الذاكرة الرقمية القطرية.. بين الأرشفة والذكاء الاصطناعي

في زمن تتسابق فيه الأمم على رقمنة ذاكرتها...

1890

| 07 أكتوبر 2025

alsharq
بكم نكون.. ولا نكون إلا بكم

لم يكن الإنسان يوماً عنصراً مكمّلاً في معادلة...

1596

| 08 أكتوبر 2025

1452

| 08 أكتوبر 2025

alsharq
حماس ونتنياهو.. معركة الفِخاخ

في الوقت الذي كان العالم يترقب رد حركة...

1038

| 05 أكتوبر 2025

alsharq
الوضع ما يطمن

لسنا متشائمين ولا سلبيين في أفكارنا وتوقعاتنا ولكن...

906

| 03 أكتوبر 2025

alsharq
هل قوانين العمل الخاصة بالقطريين في القطاعين العام والخاص متوافقة؟

التوطين بحاجة لمراجعة القوانين في القطــــاع الخـــــاص.. هل...

813

| 05 أكتوبر 2025

alsharq
لا يستحق منك دقيقة واحدة

المحاولات التي تتكرر؛ بحثا عن نتيجة مُرضية تُسعد...

804

| 07 أكتوبر 2025

alsharq
تعلّم كيف تقول لا دون أن تفقد نفسك

كم مرة قلت «نعم» في العمل بينما في...

804

| 02 أكتوبر 2025

أخبار محلية