رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
أخيرا انتصرت إرادة الشعب المصري البطل وتنحى رئيسه الذي عاث فسادا في مصر، حتى بلغ السيف الزبى، وكان القدر له بالمرصاد، ليسقط من عليائه كغيره من الزعماء، الذين فقدوا شعوبهم لأنهم لم يعرفوا حقيقة هذه الشعوب، أو هم عرفوها وتجاهلوها مع سبق الإصرار والترصد، حتى جاءت لحظة الخلاص، واستعادة تلك الشعوب كرامتها المهانة، وإرادتها المسلوبة، وطموحاتها المغيبة، بفعل التجاهل لحقوق المواطنين المشروعة، والتناسي للوعود البراقة التي تقال للتخدير وتجاوز المحن الطارئة، لكن منطق التاريخ، تحتم عدم دوام الظلم، رغم محاولات أعوان النظام والمستفيدين منه.. فرعنة رئيس النظام أو تأليهه، مع أن عهود الظلم والسيطرة المطلقة قد ولت، في عصر الحرية والديمقراطية والممارسة الفعلية لحقوق الإنسان وفق ما تمليه القوانين والأنظمة الدولية، وقبلها الرسالات والأديان السماوية. عاشت مصر خلال الأسابيع الثلاثة الماضية في حراك سياسي مضطرب، لكنه كان ثابت الخطى، وراسخ الإيمان بما يحمله المستقبل من وعود صادقة للنصر، بعد أن برزت ملامح التلاحم بين الشعب والجيش الأمين على أمن مصر وكرامة أبنائها، وكان انحيازه للمتظاهرين وقودا لتصعيد وتيرة الإصرار على رحيل الرئيس، ولتكون كلمة الحق هي العليا.. وخلال أسابيع الصمود والتحدي في ميدان التحرير (ساحة الشهداء) كانت أنظار العالم تتجه إلى مصر الحبيبة، وكانت أنظار وقلوب العرب أكثر متابعة وتحفزا لما يجري على أرض الكنانة، خوفا وخشية لما قد يتعرض له المصريون من مواجهات وتحديات مفاجئة، حتى تنفس الجميع الصعداء عندما أعلن الرئيس تنحية عن السلطة في لحظة تاريخية تضاف إلى سجل انتصارات الشعب المصري العظيم، صانع الحضارات.. عبر تاريخه الطويل.. فقد عرف الشعب طريقه على أيدي شبابه الذي لا يحق لأحد بعد الآن المساومة أو المزايدة على قدرته لتحقيق المعجزات. وعلى مصر يعلق العرب آمالهم في مواجهة العدو وتعديل مسار التوجهات الخاطئة للسياسات العربية المتخاذلة تجاة عدو لا يعرف سوى منطق القوة، ولا يعرف سوى لغة المجابهة، ولأنها أكبر دولة عربية، فإن آمال العرب كبيرة في أن تستعيد مصر مكانتها القيادية المرموقة، وتستعيد موقعها المؤثر والفعال في عالم عربي ممزق، شتته اتفاقيات السلام التي لم تأت بأي سلام، ومزقته حروب استنزفت ثرواته، وأدخلت مصر في نفق المعونات الخارجية المشروطة بالتنازلات المعيبة، مما لا يتناسب مع مكانة مصر الأقليمية، وما تتمتع به من ثروة بشرية وزراعية هائلة كفيلة بأن تكون سلة غذاء للعالم العربي بكامله، لولا عبث بعض أصحاب رأس المال الذين اقتربوا من السلطة وتسلطوا عليها، ودفعوها للانحراف عن مسار التنمية لصالح المواطنين.. لتنخرط في مشاريع استثمارية جنى منها أركان النظام ثروات طائلة على حساب المواطن المصري، ومنهم من يسكن المقابر والعشوائيات ويعيش تحت خط الفقر، وأمام ناظريه خيرات النيل التي كانت تمد مصانع العالم بالمواد الخام من القطن إلى قصب السكر إلى الذرة إلى الصيد البحري، وثروات طبيعية أخرى كثيرة.. وأهم من ذلك كله.. تمد العالم بالخبراء والعلماء الذين انتشروا في أوروبا وأمريكا ليسهموا في بناء حضارة العصر وتقدمه وازدهاره. ما حدث في مصر على يد شبابها يعتبر منعطفا تاريخيا ليس على مستوى مصر وليس على مستوى المنطقة.. بل على مستوى العالم، لأن قوى كثيرة إقليمية وعالمية لابد أن تحسب لهذا الشعب ألف حساب، وتحسب لما حدث مليون حساب، وهو درس بليغ لابد أن يعيه من تعنيه نفسه، وتعنيه أوضاع شعبه، من القيادات العربية التي وضعت بينها وبين الحرية والديمقراطية والعدالة سدودا منيعة، جعلتها في واد وشعوبها في واد آخر. حفظ الله مصر قلعة للحرية وقائدة للعروبة، وحفظ شعبها مصان الكرامة، مهاب الجانب، عزيز النفس، يرفل في أثواب الحرية والديمقراطية، مشرق الحاضر والمستقبل.
567
| 13 فبراير 2011
"المرابطون في الميدان" عن هؤلاء الفتية من شباب مصر الحبيبة الذين نذروا أنفسهم للتضحية بأرواحهم في سبيل أنقاذ أرض الكنانة من أوضاعها المتردية، بعد ان تمكنت "مافيا" بعض رجال الأعمال من تشويه الوجه المشرق للحياة في هبة النيل، هذه الأحداث ذكرتني بكتاب "الضاحك الباكي" للصحفي المصري طيب الذكر فكري أباظة رئيس تحرير مجلة "المصور" الأسبق، وربما ارتبط هذا التذكر بحالة نفسية مبكرة، ترسخت في ذهني عن القدرة العجيبة لأبناء مصر على تحويل مآسيهم إلى ضحك، وهو ضحك كالبكاء، فهم يسخرون من أشد المواقف الصعبة بالتنكيت عليها، ولهم في هذا الميدان أعلام عرفوا بالسخرية من كل شيء. الأحداث الدامية في ميدان التحرير التي عاشها هؤلاء الشباب بروح الأمل والإصرار، ونفوسهم مشحونة بالرغبة في التغيير.. نتيجة تفشى ظواهر الفساد والبطالة والفقر والجريمة في المجتمع، بسبب انعدام العدالة وهيمنة "البلطجة" وغياب الوعي من قبل السلطة بمقتضيات المرحلة سياسيا واقتصاديا ودستوريا وأمنيا، كل ذلك أدى للإنفجار الشبابي الكبير، والنكتة وسيلة الإنسان للخروج من أزماته الكبرى، حتى لا يعاني من الجنون، إذا عاش ظروفا تفقده عقله لهولها ولعدم القدرة على احتمالها، ورغم قسوة الموقف في ميدان التحرير رأينا شبابا يعزفون ويغنون الأمل في التغيير، وهو أمل مقرون بالإيمان بعدالة قضيتهم، والإصرار على تحقيق الإصلاح مهما كان الثمن باهظا، دفعوه ويدفعونه الآن وهم يتعرضون لهجمات منظمة من المجرمين والخارجين على القانون الذين جندهم الحزب الحاكم للتسبيح بحمده، فروعوا الآمنين بالحجارة والعصي والسلاح الأبيض والخيول والجمال. مساء أمس الأول الجمعة سمعت عبر إحدى الفضائيات عن اعتقال صاحب مدونة "المجنون" أثناء احتكاك أعوان النظام بالمرابطين، فسارعت إلى مهاتفة الصديق الشاعر حسن توفيق صاحب مدونة "مجنون العرب" وسألته عن هذا الاعتقال، فأخبرني أنه بخير، وأن المقصود شخص آخر وليس هو، لكنه ذكر أنه لم يسلم من حجر وقع على قدمه أثناء التراشق بالحجارة بين المرابطين والمؤيدين للنظام، وكانت إصابة قدمه بليغة فقد على إثرها "فردة من حذائه" ولم يكن الموقف يسمح بالبحث عنها، فأصبح الموقف كوميديا بالنسبة له عندما عاد إلى شقته "بفردة واحدة" بعد أن ربط قدمه المصابة بما لقيه من الأوراق في طريقه، وبنفس روحه المرحة قال: كان في مصر شاعر اسمه أبو سنة، والآن أصبح فيها "أبو فردة وأبو سنة" يقصد الشاعر والناقد والإذاعي المعروف محمد إبراهيم أبو سنة. صديقه الأستاذ فاروق شوشة، ذكره بأن هناك الشاعر أبو سعدة، وهو أقرب إليه من ناحية السجع "أبو فردة وأبو سعدة" يقصد الشاعر والكاتب المسرحي محمد فريد أبو سعدة، لكن ما هون الأمر على الصديق الشاعر حسن توفيق، هو أن صديقه فاروق شوشة وعده بأن يجلب له "جزمة" جديدة، فتقبل هذه الأريحية بصدر رحب. الصديق الشاعر حسن توفيق كان سعيدا بالاتصالات التي وصلته من قطر للاطمئنان عليه خلال هذه الأحداث.. من أصدقاء وزملاء وقراء عاش معهم أكثر من ربع قرن، بادلهم المحبة وحفظوا له الود، وتذكرت هنا قصيدة قلتها قبيل عودته إلى "قاهرة المعز لدين الله الفاطمي" أقصد (قاهرة الشباب المرابطين" من أجل تحقيق الحياة الحرة الكريمة لكل المصريين، ومن تلك القصيدة هذه الأبيات: هنا محبوك يبدُو في مَلامِحِهم هولُ الفراق وفاضَتْ قسوة الخَبَرِ ودِّعْ محبيك في هاذي الديار فما تدري اللقاءَ متى في حَوْمَةِ القدَرِ قد آن للفارس العملاق مُؤتلقـا أن يسـتريحَ من الأعْـباءِ والسَّـفرِ سلمت ياشاعرنا العزيز، وسلمت مصر حرة أبية كريمة، وعاش شبابها المرابطون من أجل الحق والعدالة والسلام لمصر والعرب والعالم. [email protected]
727
| 06 فبراير 2011
رحل قبل أيام المؤرخ والأديب الشاعر عبدالرحمن بن عبدالكريم العبيد، وبرحيله فقدت المنطقة أحد أعلامها البارزين الذين عملوا على خدمتها في مجالات عديدة من خلال أعماله الأدبية ومشاركاته الفعالة في بعض اللجان والمؤسسات الرسمية والأهلية ذات العلاقة بخدمة المجتمع، وأسهم بجهد كبير في مجال الدعوة الإسلامية، والعمل التطوعي في بعض المؤسسات الخيرية، وقد كان من أوائل الداعين لإنشاء النادي الأدبي بالدمام حتى تحقق حلمه، وعين رئيسا لهذا النادي الذي شهد في عهده حراكا ثقافيا لافتا في زمن خلت فيه المنطقة من أي مؤسسة ثقافية أخرى، واستطاع أن ينقل نشاط النادي إلى محافظات أخرى ليكون قريبا من المثقفين في أماكن تواجدهم، وحظي الشباب برعاية كبيرة من النادي حينها.. من خلال إصدار أعمالهم الإبداعية، إلى جانب كبار الأدباء والمثقفين، وكذلك تنظيم الدورات التعليمية المجانية لهم في مجال اللغة العربية والشعر العربي والخطابة المنبرية، ومنحهم شهادت تثبت مشاركتهم في تلك الدورات، كما نظم النادي العديد من المسابقات الثقافية للناشئين في الشعر والقصة والنقد، وخصص لها مكافآت مجزية، وشارك النادي في كل المناسبات الوطنية حتى وإن لم تكن أدبية، وشهد النشاط المنبري للنادي في عهده حراكا لافتا شاركت فيه شخصيات بارزة من شعراء وأدباء الرعيل الأول، إلى جانب الملتقى الأسبوعي لمناقشة قضية أو كتاب جديد من إصدارات النادي، وشهد افتتاح المواسم الثقافية في كل عام احتفاليات ذات وهج إعلامي كبير، ورغم ما عرف عنه من موقف مناصر للشعر التقليدي لكنه فتح المجال لعدد من شعراء التفعيلة الذين استضافهم النادي، وإن ظل على موقفه الثابت من قصيدة النثر، فهو كأبناء جيله يصر على أن الشعر شعر، والنثر نثر، وبحكم رئاسته للنادي ورغم ان لديه العديد من المخطوطات لكنه لم يستغل النادي لطباعة كتبه، واقتصر على كتابين من إصدار النادي هما "الموسوعة الجغرافية لشرقي البلاد العربية السعودية" وديوانه "يا أمة الحق" وطبع بقية كتبه على حسابه الخاص. لقد بذل العبيد رحمه الله جهودا تذكر وتشكر في تأسيس هذا النادي، وهي جهود سيذكرها له التاريخ بالخير، إلى جانب ريادته في توثيق الحركة الأدبية في منطقة الخليج ممن خلال كتابه "الأدب في الخليج العربي" وكان من أوائل العاملين في الصحافة بالمنطقة عندما اشرف على تحرير جريدة "أخبار الظهران" وكانت تصدر في مدينة الدمام حتى توقفت عام 1964 م. ولجهوده الكبيرة في مجالات عديدة، تم تكريمه من قبل عدد من المؤسسات الحكومية والأهلية، لقاء ما قدمه لمجتمعه ولبلاده، وللأدب العربي من أعمال وخدمات ومواقف لا تنسى. وقد انصرف في سنواته الأخيرة إلى العمل التطوعي في الجمعيات الخيرية والدعوة والإرشاد، وهو نشاط عرف به في وقت مبكر من حياته، ولم تمنعه كل الأعمال التي زاولها من المضي في هذا المجال بقلب مؤمن، وعزيمة صادقة، وإصرار كبير وعقيدة راسخة.. بأن الطريق إلى الله يمر من هذه الأبواب الخيرة دون سواها، واتخذ منهج الوسطية في أداء رسالته الإصلاحية، مما دعاه إلى محاربة الغلو وأهله، وإدانة الإرهاب ومرتكبيه، محذرا من انزلاق الشباب إلى التغريب الذي لا يراد به خيرا لهم. [email protected]
510
| 30 يناير 2011
بعض الذين يتولون مناصب جديدة يقولون ما لا يفعلون، ابتداء برؤساء الدول في حملاتهم الانتخابية، ومرورا بالوزراء المعينين بقرارت رسمية، وكذلك المكلفين بإدرات عليا، ومن يليهم من القيادات في إداراتهم ومؤسساتهم المختلفة، وانتهاء بأصغر موظف أو عامل تكلفه بعمل ما ويعدك بأدائه على أفضل وجه، ثم تفاجأ بأن بين وعودهم والواقع بون شاسع، عندما لا يفون بوعودهم كما يجب ان يكون الوفاء. والسبب أن القول أسهل من الفعل، فمنهم من يعد وفي نيته مسبقا ألا ينفذ ما وعد به، وكل هدفه هو الحصول على المنصب وما يليه تحصيل حاصل، ومنهم من يجد نفسه مضطرا لعدم تنفيذ وعوده عندما لا تتوافر له آلية التنفيذ ومع ذلك يتمسك بالمنصب، ومنهم من يعرف مسبقا أنه لا يستطيع اتباع القول بالفعل لأن القول سهل وقصير سلمه، بينما الفعل صعب وطويل سلمه، ومنهم من يؤتى به لسد ثغرة معينة ولا يجد حيال ذلك إلا الوعود البراقة التي يطلقها ليطمئن العاملين معه، ومنهم من تستهويه البيانات الرنانة والخطب العصماء فينسى نفسه وينسى من يكون، ويطلق العنان لوعود أشبه بوعود عرقوب أو كما يقول المثل: مواعيد عرقوب، ومنهم من يتوهم أنه يستطيع أن يأتي بما لم تستطعه الأوائل، فيكذب على نفسه وعلى غيره، ومنهم من يكون كمن يلبس جلد أسد وهو أرنب. هذه الحالات وما يشبهها تثبت أن الكذب أحيانا يصبح وسيلة للوصول إلى منصب معين، لكن ما يغيب عن أذهان هؤلاء وأمثالهم أن الزمن كفيل بأن يظهر الحقيقة، لذلك يسقط الزعماء ويعفى الوزراء من مناصبهم ويعزل الموظفون عن وظائفهم، اما بالفصل أو النقل التأديبي، فالإنسان قد يستطيع أن يكذب مرة لكنه لا يستطيع أن يكذب في كل مرة، خاصة في الأمور التي تترتب عليها مصالح الناس وترتبط بشؤونهم الخاصة والعامة، والتاريخ والواقع حافلان بالنماذج التي كذبت ولم تلبث أن سقطت غير مأسوف عليها. والذين يعدون ولا يفعلون هم أولئك الذين لا يثقون بقدراتهم الذاتية، أو الذين يفتقدون أساسا تلك القدرات في مجال العمل الذي هم بصدد القيام به، أو كلفوا بالقيام به، وقديما قيل: رحم الله امرأ عرف قدر نفسه، فهذه المعرفة تحميه من السقوط في مصيدة الوعود التي لا تنفذ، وربما كانت للإنسان قدرات في مجال معين، ولكنه يركب سفينة المغامرة غير مأمونة العواقب، ليجد نفسه غارقا في مستنقع الكذب، ولو استخدم قدراته في مجالها لحقق نجاحا ربما لا يستطيع غيره أن يحققه، لكن هوس التنظير وإطلاق الوعود على عواهنها، وحب الذات، والهرولة نحو هوى النفس الأمارة بالسوء، كل ذلك يدفع بالإنسان إلى تجاهل الواقع، وما يعنيه من الفرق بين القول والفعل، لتصبح الوعود عادة مستحبة لديه، وتجاهل تلك الوعود سلوكا متبعا عنده، وهو لا يقف طويلا للتفكير في هذه العادة وهذا السلوك لانعدام الرقابة الذاتية في نفسه، وغياب الضمير الحي الذي يحاسب الإنسان على انحرافاته وأساليبه المعوجة في التعامل مع الحياة والناس. المؤسف أن نتيجة الأقوال التي لا تتبعها الأفعال غالبا ما تكون كارثية، لا لأنها فقط تزيح الثقة عن أصحابها، بل لأن لها ضحاياها الذين لا يمكن تجاهلهم، والذين قد يملكون من القوة ما يدفعهم إلى إسقاط من يقولون ما لا يفعلون، ليكون السقوط مدويا لا تقوم لهم بعده قائمة. أليس العمل الصالح هو الأبقى والأجدر بالتقدير، ولصاحبه الأجر والثواب، والعمل فعل، قال تعالى: (من كان يريد العزة فلله العزة جميعا إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور). [email protected]
1373
| 23 يناير 2011
أوضاع العراق أفرزت الكثير من الحوادث التي سالت فيها الدماء أنهارا، وأوضاع السودان آلت إلى انفصال أضحى في حكم المؤكد، وأحداث الصراع الطائفي في مصر، والمظاهرات في تونس والاضطرابات في المغرب، ومشاكل لا تكاد تنتهي، في لبنان والصومال.. هذه الاضطرابات تليها اضطرابات أخرى في مواقع أخرى من بلادنا العربية، كل ذلك والمشكلة المحورية للعرب وهي الصراع مع العدو الإسرائيلي تسير من سيئ إلى أسوأ، بين مماطلات إسرائيلية.. وعنجهية صهيونية.. واستكبار أمريكي مساند، تقابله خلافات بين القيادات الفلسطينية وتخاذل عربي عام.. فلا اجتماعات القمة العربية تجدي، ولا جهود الوساطة العربية تفيد، ولا مشاريع السلام العربية تجد طريقها للتنفيذ، ولا مساعي الحريصين على وحدة وتضامن الأمة لها مردود إيجابي.. وكأن العرب لم يستفيدوا من تجاربهم مع عدو متغطرس وما أفرزته تلك التجارب من دروس الفشل في أي حوار مع العدو الصهيوني الغاشم، المدعوم بشكل غير محدود من أمريكا، وسياسة الأمر الواقع التي تحمل المفاجأة تلو المفاجأة من الحكم العنصري البغيض في تل أبيب. هذا الواقع العربي له أسبابه وأهمها انعدام الثقة بين القيادات العربية وشعوبها، وغياب الديمقراطية في الوطن العربي، والتفرد في اتخاذ القرار من قبل السلطة، والتبعية السياسية والاقتصادية للغرب، وجميع هذه الأسباب دفعت المواطن العربي إلى حافة اليأس، وقتلت في نفسه نزعة الرفض والمقاومة والمعارضة في ظل الظروف القمعية التي تمارس ضده، ومع أن السند الحقيقي للقيادات العربية هو شعوبها، لكن عزل هذه الشعوب عن المشاركة في القرارات المصيرية، المتعلقة بحاضرها ومستقبلها، أوجد فجوة يصعب ردمها بين الواقع العربي المعيش، وبين ما يتطلع إليه المواطن العربي من العيش الآمن، والتحرر من التبعية والتخلف. البلاد العربية بكل ثرواتها وإمكانيات تكاملها الاقتصادي لا تزال تعاني من انتشار الأمية وازدياد نسبة البطالة وغياب الممارسة الديمقراطية، الديمقراطية كما تجسدها احتياجاتها الفعلية، لا كما تمليها الدوائر الغربية، وفي ظل ظروف كهذه تنمو الفتن وتشتد الصراعات وتشوه المنجزات، ويتخذ الأعداء من كل ذلك وسيلة لرسم صورة سوداء عن تلك الأوضاع، لتصدر إلى العالم كله، ضمن مخطط يسعى حثيثا للنيل من البلاد العربية ومكتسباتها الوطنية، ويعمل على تحريض شعوبها التي تفتقد مقومات حريتها وازدهارها وقدرتها على الاستفادة من ثروات بلادها، وفي التراث الإنساني مقولة (العدل أساس الملك) لكن هذه المقولة تغيب عن أولئك الذين وصولوا إلى السلطة على ظهور الدبابات وعن طريق الانقلابات العسكرية والمعارك الدموية مع خصومهم الذين ينازعونهم السلطة ويسابقونهم للوصول إليها، ليدفع ثمن ذلك كله المواطن المغلوب على أمره، والذي لا يجد أمامه غير الأساليب الفوضوية للمطالبة بحقوقه غير عابئ بما بترتب على ذلك من نتائج سلبية، ما دام يحكمه هاجس يتمثل في أنه لن يخسر شيئا ما دام لا يملك شيئا في الأساس. طريق صلاح الأمة هو صلاح قيادتها، وبغير ذلك لن يصلح حال الأمة، وواقعها الحالي هو الدليل على أنها تتخبط في مسيرتها.. لولا بارقة أمل تلوح في آخر هذا النفق المظلم، تمثلها جهود المخلصين من أبنائها الحريصين على وحدتها وتقدمها وازدهارها، والخروج بها من أزماتها الطاحنة وأوضاعها المضطربة، إلى آفاق التنمية المستدامة، وطريق الإصلاح المنشود. [email protected]
473
| 16 يناير 2011
يفجعك بعض رجال الدين بتصريحاتهم غير المسئولة التي يظهرون بها على الملأ للتعبير عن حالة الاحتقان العدائي الذي يكنونه للمعارضين لطروحاتهم والمختلفين معهم في وجهات النظر حول أمور دنيوية ستظل محل خلاف مهما طال الزمن، وهؤلاء المتشنجون في طروحاتهم لا يجنون سوى الاستخفاف بتلك الآراء البعيدة عن الواقع والتي لا يليق برجل الدين أن يتبناها بأسلوب يخرجه عن وقاره، وينفي عنه صفة التأدب في الحوار مع غيره، ومثل هذا الموقف لو صدر عن إرهابيين أو متطرفين معروفين لما كان مبعث استغراب، ولكنه يحدث من رجال دين يعلنون أنهم ضد الإرهاب والتطرف، ثم يمارسونه بشكل آخر، والأمثلة في هذا المجال كثيرة، ومنها أن أحد رجال الدين وصف الصحفيين في بلاده بأنهم جند الشيطان، هكذا ودون تفكير في عواقب مثل هذا القول غير المسئول، الذي يضم افتراء وقذفا يمكن أن يودي به إلى غياهب السجون لو وجد من ينصف الصحفيين منه ومن أمثاله. وإذا كان العالم كله يعتبر الصحفي في المقام الأول في المجابهة والتصدي لعوامل التخلف والإحباط، وإذا كان العالم كله يعتبر الصحفي فدائيا يواجه أخطار الحروب والكوارث لينقل أخبارها، وإذا كان العالم كله يرى في الصحفي أحد دعاة الإصلاح بأساليب صريحة واضحة مشفوعة بالأدلة والصور والأرقام، وإذا كان العالم كله يعتبر الصحفي أداة بناء في الحراك التنموي عن طريق الإسهام في إصلاح ما أعوج من هذا الحراك عن طريق الرأي السديد والفكرة البناءة والموقف الصريح.. إذا كانت هذه هي نظرة العالم للصحفي، فإن من المعيب أن يوصم الصحفيين بأنهم جند الشيطان، في بلد محكوم بنظام تخضع كل بنوده لما تمليه الشريعة الإسلامية الغراء من ضوابط وقواعد وأحكام، وفق مراقبة صارمة لا تترك عبثا لعابث ولا تجاوزا لمتجاوز من الصحفيين أو غيرهم، وإذا كان هذا الرجل يصف الصحفيين بأنهم جند الشيطان فماذا أبقى للإرهابيين والمتطرفين والغلاة والمتاجرين بقضايا مجتمعاتهم وأوطانهم؟ وإذا كان يرى في نفسه أنه رجل إصلاح.. ألم ير أن الصحفيين معه في نفس الخندق يحاربون الفساد، ويرفضون التخلف، ويقفون بصلابه في وجه مظاهر القصور في الأداء بالنسبة للدوائر الحكومية أو الأهلية، ويدعون إلى إصلاح المجتمع من خلال دعوتهم لإصلاح سلوك أفراده وما قد يرتكبون من مخالفات وسلوكيات غير سوية؟. وإذا كان يصر على وصف الصحفيين بأنهم جند الشيطان فماذا يسمي المجرمين والقتلة ومن يروعون الآمنين ويمارسون الإرهاب استنادا على فهم خاطئ للدين؟ ثم ألا يجد في قوله هذا نوعا من الإرهاب الفكري الذي ينأى عن ارتكابه أي رجل دين يعي مسئوليته تجاه أبناء مجتمعه ووطنه وأمته؟ وإذا وجد صحفي انحرف أو أخطأ في طرحه ونقاشه، فهل يبرر ذلك تبني هذا الموقف المتشنج والبغيض من الصحفيين؟، لقد علمنا ديننا الحنيف الحوار بالحكمة والموعظة الحسنة، وخاطب جل وعلا رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بقوله: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}، هذه تعاليم ربانية، وقواعد ذهبية للتعامل مع الآخر.. ما أحرى رجال الدين بالاقتداء بها قبل غيرهم! أم أن هذا الرجل وأمثاله الذين ابتليت بهم الأمة.. يصرون على أن يأمروا بالمعروف وينسوا أنفسهم.. ليكونوا هم بالفعل جند الشيطان وليس الصحفيين؟!.
1307
| 09 يناير 2011
إلى عهد قريب لم يكن ظهور الكتاب بالأمر الهين، بل كان في ذلك خرط القتاد، وكانت حواضر الثقافة العربية معدودة، حتى كادت تنحصر في ثلاث عواصم هي القاهرة وبيروت وبغداد، لذلك كان يقال: إن الكتاب العربي يؤلف في القاهرة ويطبع في بيروت ويقرأ في بغداد، أما في الدول ذات الوفرة الاقتصادية فإنه يستعمل ضمن ادوات الديكور! هذا الأمر كان في الماضي، قبل الطغيان الملحوظ لإصدارات الكتب في السنوات الأخيرة، حيث أصبح صدور الكتاب ذا كثافة واضحة، في كل العواصم العربية، إن لم نقل في كل المدن العربية، بسبب انتشار المطابع وارتفاع نسبة التعليم، وإقبال الناس على القراءة الحرة، رغم المنافسة الشديدة التي يلاقيها الكتاب من مصادر المعرفة الأخرى، وهي مصادر لم تستطع القضاء عليه حتى وإن استطاعت زحزحته قليلا عن عرشه، لأن مصادر المعرفة الأخرى تقتصر في أغلبها على استحضار المعلومات وتعجز عن نقل الإبداع الأدبي كما ينقله الكتاب، وما يصاحب قراءته من طقوس خاصة، تتيح للقارئ التأمل والمشاركة في كتابة النص الإبداعي.. وفق عوامل عديدة أهمها مرجعيته الثقافية، وظروف وملابسات وأسباب القراءة ذاتها مكانا وزمانا، ويمكن القول وباطمئنان إن وسائل التقنية التي كان يخشى على الكتاب منها قد أسهمت في الترويج للكتاب وانتشاره من خلال تزويد القراء بأخبار آخر الإصدارات، وسيجد المتصفح للإنترنت كتبا ربما لا يجدها في المكتبات العامة التي تعود على ارتيادها، ونتيجة لذلك حقق الكتاب حضورا وانتشارا لم يعرفهما من قبل، خاصة بعد أن أصبحت الإصدارات أكثر من أن تعد أو تحصى، نتيجة وفرة الإصدارات التي تطبعها المؤسسات الرسمية الثقافية، والمرتبطة بالمناسبات الثقافية المختلفة، لتشتد بذلك وتيرة (ماراثون) الإصدارات وفي كل المجالات. لكن هل هذه الكثرة والانتشار حققا اهداف التثقيف والمتعة.. دائما؟ هذا السؤال يمكن الإجابة عنه بنعم إذا أحسن المتلقي اختيار الكتاب المناسب، لأن كثرة الإصدارات أصبحت أكبر من أن يتابعها القارئ الذي يسعى وراء المعرفة والمتعة، فقد أصبحت بعض الإصدرات كغثاء السيل، لا تفيد إن لم تضر من يتعاطاها، وأصبح البحث عن الكتاب الجيد كالبحث عن الإبرة في كومة قش، فبعضهم يريد أن يطبع كتابا متوجا باسمه وحسب، وبعضهم يريد أن يزاحم في سوق الكتاب بمنتجه المتواضع، وبعضهم لا يعنيه حتى تسويق الكتاب ويكتفي بصدوره وتوزيعه هدايا على الأصدقاء، حتى غلب الكم على الكيف، وأصبحت دور النشر ولأسباب غير موضوعية.. تحرص على تسويق الكتاب الذي يقبل عليه الناس بصرف النظر عن قيمته الأدبية أو الفكرية، وهذه الغلبة للكم على الكيف أثرت تأثيرا سلبيا على ظهور الكتاب الجاد الرصين والمتوافر على المتعة الذهنية والفكرية والإبداع الجميل. إن كثرة الغث أدت إلى تراجع السمين، حينما استطاعت أن تستولي على جزء من الميزانية التي قد يخصصها بعض المهتمين بالثقافة لشراء الكتب، وهي بهذا المعنى تصبح عبئا اقتصاديا على ميزانية الأسرة، دون مردود ثقافي منتظر من اقتنائها، وكل ذلك يأتي على حساب أمور أخرى يفترض ان تتوافر للأسرة التي تعودت على اقتطاع جزء من ميزانيتها للثقافة وتحديدا شراء الكتب والدوريات من صحف ومجلات وغيرها، وإن كان هذا التخطيط لميزانية الأسرة امرا لم تعرفه بعد معظم الأسر العربية، لكن هذا لا يمنع من التأكيد على أن ما يصرف على الشأن الثقافي لدى الأسرة العربية هو جزء من ميزانيتها وإن كان ضئيلا. نحن كثيرا ما نطالب بترشيد الاستهلاك للماء والكهرباء وترشيد الإنفاق على المواد الكمالية، وقد آن الأوان لنطالب بترشيد إصدارات الكتب.. خاصة تلك التي لا تساوي قيمة الورق الذي تطبع عليه، على أن تمتنع دور النشر عن طباعة وتوزيع الكتب الهزيلة في مادتها، وفي طرحها، وفي هدفها، كما أن على القارئ الانصراف عنها لما هو أنفع وأجدى وأكثر متعة وإثراء لثقافته العامة، وإذا كان من الصعب السيطرة على الإصدارات من الجهات الرقابية، باعتبار أن الرقابة الرسمية غير مطلوبة على الكتب، فإن على القارئ ان يكون رقيبا صارما على نفسه، فلا يختار سوى الكتب ذات الفائدة والمتعة الذهنية، التي تضيف إليه جديدا، وتثري معلوماته، وتطور ذاته. [email protected]
589
| 02 يناير 2011
إذا أردت أن تعرف حضارة شعب.. فعليك أن تطلع على ثقافته، فهي المقياس الحقيقي لما وصل إليه ذلك الشعب من تقدم، وما أسهم به من جهد في التراكم الحضاري على مر التاريخ، وما أكثر الحضارات التي سادت ثم بادت، وما أكثر الحضارات التي لم يحمل لنا التاريخ من عبق أمجادها إلا ما أبدعه أدباؤها وفنانوها وفلاسفتها وأهازيج رعاتها وصناعاتها وحرفها اليدوية وآثارها الخالدة، مما أظهرته الحفريات، وما تناقلته الأجيال عبر تاريخ البشرية الطويل، من ألوان ثقافية اختلفت ألوانها وأشكالها باختلاف المناطق والبيئات التي تنتمي إليها، ولولا هذا التراث الإنساني الضخم، المتمثل في الآثار التي تزخر بها المتاحف الكبرى في العالم، والمخطوطات الضخمة التي نقلت من لغات لم تعد حية، وترجمت لتحتفظ بها المكتبات العامة في المدن الكبرى، ولولا ما حفظته ذاكرة المخيال الشعبي لدى مختلف الأمم، لولا ذلك كله.. لما كان لتلك الحضارات أي أثر يذكر، فالثقافة ليست وعاء الحضارة فقط، بل هي إلى جانب ذلك سجلها الخالد، والناطق باسمها عبر الحقب والعصور، فلا عجب أن تكون الثقافة هي الوجه المشرق للحضارة، وبسبب أساطين الفكر وعباقرة التاريخ.. عرفنا الحضارة اليونانية والرومانية والبابلية والفرعونية، وغيرها من الحضارات، فقد ترك لنا فلاسفة ومؤرخو وفنانو تلك الأمم، آثارا تدل على حضارات البلدان التي ينتمون إليها، وما وصلت إليه تلك الحضارات من ازدهار، في عصور التاريخ المبكرة، وعن أمتنا العربية نقل الشعراء والمؤرخون ملامح من حياة وتاريخ ووقائع ومواقع لم نكن لنعرفها لولا أولئك الشعراء والمؤرخون. هذه الإشارات تقودنا إلى طرح إشكاليات الثقافة في الوطن العربي، وهي إشكاليات تقل وتزيد حدتها تبعا لوعي المسئولين عن التنمية الثقافية، وإدراكهم لأهمية الثقافة ودورها الريادي في حركة التنمية الشاملة والإصلاح العام، فهي مرآة لكل تقدم، ورائدة لكل إصلاح ومستشرفة لكل ما قد يحمله المستقبل للأجيال القادمة، ويمكن اعتبارها أيضا ذات إسهام مباشر في معالجة أمراض المجتمع وعيوبه، من خلال ما تطرحه من أفكار بناءة ونقد هادف لتلك الأمراض والعيوب، ولعل إدارك الأهمية الكبرى للثقافة يشكل خطوة صحيحة في طريق الإصلاح، فالمثقف رائد في مجتمعه، وهذه الريادة من شروطها الإحساس العالي بدور الإصلاح في الاستقرار الأمني والسياسي للمجتمع والوطن، وترجمة هذا الأحساس بالأفكار البناءة، والآراء السديدة، ومن حق المثقف وتقديرا لدوره، يفترض ان تتيح له الدولة فضاء واسعا من حرية الرأي، وضمانا واثقا من كرامة العيش، وثقة كبيرة بينه وبين المسئول، وحوافز متعددة لمواصلة العطاء الثقافي، فكرا مستنيرا وإبداعا رائعا، وفق استحقاق وطني يضمن للجميع حقوقهم بقدر ما عليهم من الواجبات. والتقتير على النشاط الثقافي العام، وهو تقتير على الحضارة في مجملها، وشرخ في جدار النهضة لا يمكن تلافيه، ومن يحرصون على نقل صورة مشرفة لنهضة بلادهم، لن يجدوا ما هو أكثر فاعلية وبقاء.. من الثقافة لنقل تلك الصورة المشرفة، فلا الإعلام الموجه، ولا الشعارات البراقة، ولا الأيديولوجيات المسيسة، ولا الدعايات المفضوحة، ولا الإعلانات المزيفة، يمكن أن تقنع الآخر البعيد عن معرفة شواهد النهضة، وربما زالت هذه الشواهد قبل أن يعرفها ذلك الآخر البعيد، لكن الثقافة بما تملكه من مقومات البقاء، هي القادرة على أن تكون شاهدة عصرها، وأن يبلغ صوتها بعيدا في عمق الأزمنة والأمكنة، لذلك يمكن القول وبثقة تامة، إن الثقافة هي الوجه الحقيقي والمشرق لحضارات الأمم والشعوب. [email protected]
3652
| 26 ديسمبر 2010
الشاعر محمد سعيد الشيخ علي الخنيزي، واحد من شعراء القطيف المعاصرين، وهو واحد من جيل نادر، رسم خطواته على أديم الحياة بثقة تامة، انتصر في معركته مع الحياة ليكون مثالا تقتدي به الأجيال، جيل ولد وليس في فمه ملعقة من ذهب، ولكنه نشأ في بيئة ثقافية ودينية قادرة على منحه حصانة فريدة في وجه تناقضات الحياة ومفاجآتها غير المأمونة الجانب، هذا الجيل الذي صهرته الظروف في بوتقة الجلد والصمود أمام الكثير من التحديات.. خط لنا طريقا في الزمن الصعب ننتمي إليه باعتزاز. نشأ الخنيزي نشأة علمية على يد والده، وقد أدخله كتاب البريكي الذي كان أفضل الكتاتيب في القطيف في عشرينيات القرن المنصرم، ثم وجهه والده للعمل الديني فقرأ الأجرومية وقطر الندى وألفية ابن مالك ومغني اللبيب، كما قرأ في المنطق والفلسفة وأسرار المعاني والبيان وأصول الفقه. إلى أن انتقل والده إلى جوار ربه، فواجه الحياة وهو لم يبلغ العشرين.. وحيدا إلا من إيمانه وتصميمه على الوصول لمراتب عليا كانت شغله الشاغل، وهدفه النبيل الأسمى، ليصبح واحدا من هذه الكوكبة الفريدة من شعراء الخليج، ولكنه انفرد بين أقرانه بشعره المعبر عن مراحل حياته، وهو أكثر ما يصدق عليه قول القائل بأن الشاعر ابن بيئته، وقد غلب على شعره توجه رومانسي معبر عما مرَّ به من ظروف صعبة، متأثرا بالشعراء المهجريين في رومانسيتهم العذبة، بما فيها من ألوان الحزن، واللجوء إلى الطبيعة بمظاهرها الخلابة وإيحاءاتها الرائعة، فكان شعره مرآة حياته، التي يمكن للمتلقي أن يقرأ سطورها من خلال هذا الشعر بوضوح تام، بما فيها من أحزان كبيرة، نتيجة مرض أو فقد أقرب الناس إليه، وقد أثرت الأجواء العلمية التي عاش في رحابها في تكوين شخصيته الإبداعية، كما أثر يتمه المبكر في الشعور بالمعاناة ومكابدة ظروف الحياة القاسية بمشاعر مرهفة هي جزء من تكوين شخصيته الشعرية، ومع أنه عمل في المحاماة، لكن ذلك لم يعزله عن الشعر، باعتبار أن (الشعر يفرض نفسه رغم الزحام، وهناك قصائد رائعة كتبتها وأنا في انتظار جلسة، بل ربما هبط علي الشعر وأنا خارج من قاعة المحكمة، بعد النطق بالحكم في قضية لها أهميتها، وهكذا ترون أن المحاماة لم تحرمني من مداعبة أوتار الشعر)، هذا ما يقوله، وقد سجل بعضا من سيرته في كتابه: (خيوط من الشمس: قصة وتاريخ) في ظل هذه الأجواء تعمق الحس الرومانسي في شعر الخنيزي، الذي حاصره الإحساس باليتم، وتحمل مسئولية أخوة ترك من أجلهم الدراسة لينتقل من طلب العلم إلى طلب الرزق، قبل أن يتفرغ للتأليف والشعر والأدب. وتجسد قصيدته في رثاء الشاعر علي محمود طه بعضا من ملامح رومانسيته الحزينة ومطلعها: خرَّ عن وكره مهيض الجناح شاعرُ الزهر والصبا والملاح فهوتْ كأسُهُ وفيها بقايا خمرة من طيوفه كالصَّباح ورثائياته تعد من أجمل ما قيل في الرثاء في الشعر العربي المعاصر، ومن ذلك ما قاله في رثاء والده بعد أربعين عاما من رحيله: أبتاه والأعوام مرت مثل أحلام السرابِ وتواثبت أطيافها في مقلتي مثل الحرابِ والأربعون تمر كأنها ليلٌ.. تمر بلا شهابِ وشذا حديثك كالربيع يضوع من زهر الروابي وكأن صوتـَك هاتفٌ حيٌ بأجيال الشباب: عودوا إلى الإسلام عودوا يا بَنيّ إلى الكتابِ وللشاعر قصائد عصماء عن مصر وفلسطين وأطفال الحجارة، ومواضيع وطنية وقومية أخرى. الإبحار في شعر الشاعر الخنيزي ممتع وجميل، في ظلال الكلمة الأنيقة، المكتنزة بأجمل المعاني، والعبارة المجنحة المتوهجة بأصدق المشاعر، والقصيدة الرائعة المعبرة عن حياة حافلة بالصبر الجميل.. والعطاء الأجمل.
2532
| 23 ديسمبر 2010
الدكتور محمد عبده يماني.. اسم سيظل في ذاكرة الوطن راسخا في الجذور، شامخا في القلوب والعقول، متألقا في سجل التاريخ.. يضيء دياجير العتمة التي امتدت إلى من التزموا بالتزمت في تعاطيهم مع محبة الله جلت قدرته ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، ولد ومات بجوار الحرم الشريف، وأمضى حياته راحلا في مسيرة العلم والعمل إلى أقصى البقاع وأعلى المناصب، قبل ان يستقر به المقام في مدينته الأولى مكة المكرمة، قريبا من الحرم الشريف، فعلى إيقاع مآذن البيت العتيق خطت خطواته الأولى نحو مناهل العلم العذبة بين أروقة الحرم، حتى استقامت في طريق المعرفة، لقد استقى بواكير فهمه للحياة وحبه للدين من علماء الحرم وحلقات التدريس في رحابه، حتى إذا اشتد عوده انتظم في المدارس النظامية، لينال أرقى مراتبها ويحصل على أعلى درجاتها، وينخرط بعدها في وظائف عليا أكاديمية ووزارية قادته إلى التأثير في مسارات التعليم والإعلام، رغم تخصصه في الجيولوجيا، وقد عشق الكتابة ليصبح من أبرز الدعاة المنافحين عن الإسلام ورجاله الذين نذروا أنفسهم لخدمته وإبراز جوانب الخير والمحبة في تعاليمه، كما اثرى المكتبة العربية بالعديد من الإصدارات العلمية القيمة، كذلك أسهمت برامجه في الإذاعة والتلفزيون في تعميق فهم الدين والحياة لدى مستمعيه ومشاهديه. عرفته أكثر عندما كان وزيرا للإعلام، وكنت حينها أعمل رئيسا لتحرير جريدة اليوم، لكن بداية معرفتي به قد سبقت ذلك عندما كنت في قطر، والتقيت به في مناسبات رسمية كثيرة، وهو من الشخصيات الفريدة التي تشعر حيالها أنك تعرفه من زمن طويل، اتسم بلين الجانب وحب الخير للناس، يحمل بين جوانحه حبا كبيرا لكل ما هو جميل ورائع في هذه الحياة، وقد قدر له أن يزور قطر في مهمة رسمية كوزير للإعلام في أوائل ثمانينيات القرن الماضي، وكنت حينها أعمل في الدوحة حيث أسهمت في تأسيس مؤسسة العهد القطرية للصحافة في أوائل السبعينيات الميلادية، وكان من عادته أن يصحب معه في مثل هذه الزيارت بعضا من رؤساء تحرير الصحف المحلية، فأشار علي من أثق برأيه أن أعود لجريدة اليوم لأنها بحاجة إلى رئيس تحرير بعد عزم رئيس تحريرها وقتذاك عثمان العمير على الانتقال إلى لندن، وكنت قد تركت العمل فيها قبل ذك بحوالي سبع سنوات، ولما استشرته في الأمر، كان متحمسا لعودتي لليوم، وهكذا عدت للعمل في جريدة اليوم عام 1981م لأتولى مسؤولية تحريرها للمرة الثانية، فقد توليت هذه المهمة قبل سفري إلى قطر. وفي كل مرة ألتقي به تزداد ثقتي بآرائه السديدة وأفكاره النيرة، الصادمة لبعض من لا يرى في الدين سوى شكله، دون التعمق في قدسيته السامية، ومعانيه النبيلة، وجلال قدر رجاله الذين نشروا الرحمة بين العباد، وأشاعوا المحبة بين الناس، وآمنوا بأن الدين أكبر وأعظم من أن تقيده آراء المتزمتين، ودعاة الإقصاء والغلو والتطرف، وقد وجد في التصوف ملاذه، وفي حب الله ورسوله راحة ضميره واطمئنان نفسه، فأصبح هدفا لمن لم يفتح الله قلوبهم، للحب الإلهي الكبير. ولم يقابل خصومه بنفس العنف الذي أبدوه حياله، بل قارعهم بالحجة، وجادلهم بالتي هي أحسن. برحيل الدكتور محمد عبده يماني فقدت البلاد العربية والأمة الإسلامية واحدا من رجالها الأفذاذ، وابنا من أبنائها الذين وهبوا حياتهم لخدمة الدين والوطن وولاة الأمر، لا يخشون في الحق لومة لائم، ولا يساومون في محبتهم لله ورسوله صلى الله عليه وسلم. [email protected]
913
| 12 ديسمبر 2010
من السنن الحميدة أن يكرم كل من قدم للمجتمع أو للوطن أو لبني جنسه أو أمته، أو للبشرية بصفة عامة، خدمة تسهم في خدمة وتقدم الإنسان، وتفتح امامه أبواب الأمل في أن الدنيا مازالت بخير، وأن هناك من نذر نفسه لخدمة الآخرين تطوعا أو من خلال واجب وظيفي، وكل من أحسن عملا هو بحاجة للتكريم اعترافا بفضله، وتشجيعا لغيره، ودفعا لليأس أو سوء الظن بأن عمل الخير لن يذكر ويشكر، مع أن أجره عظيم عند الله، وهو سبحانه الذي لا يضيع أجر من أحسن عملا. ومن أوجب الواجبات أن يقال للمحسن أحسنت كما يقال للمسيء أسأت، ومن أجل ذلك وجدت الجوائز التشجيعية والجوائز التقديرية، كما وجدت حفلات التكريم وشهادات الشكر والتقدير، وجميعها تعني شيئا واحدا هو أن التكريم وسيلة حضارية وإنسانية سامية، للاعتراف بالفضل لأهله، وغالبا ما يتم اختيار المكرمين وفق مقاييس ثابتة، تحكمها قواعد وشروط محددة، تؤهل للتكريم من قبل لجان أو هيئات أو مؤسسات معنية، وغالبا ما تكرم الدول أبناءها اعترافا بما قدموه من جميل الأفعال، أو ما قاموا به من جهود لدعم الأنشطة التي تخدم مجتمعهم، وكذلك من يرفعون اسم الوطن عاليا بين الدول، من خلال منجزاتهم الفكرية او الأدبية أو الفنية أو الرياضية، أو غير ذلك من الأنشطة العامة التي تشرف الوطن. كل ذلك أمر مقبول ومعترف به، بل هو مطلوب كواجب وطني لا بد منه، ويحظى بالقبول الحسن من المواطن والمسئول. لكن من غير المقبول ولا المعترف به، أن تتسرب المحاباة لأي نوع من انواع التكريم، فالمحاباة تجعل التكريم يذهب لغير أهله، والمحاباة تحجب التكريم عن من يستحقة، وهو أمر يبعث على الإحباط، وقد تتسرب من خلال هذا الإحباط اللامبالاة وعدم الاهتمام، فالموظف الذي يكد ويكدح ويكون التقدير من نصيب زميله المهمل والمتسيب، هذا الموظف سيجد نفسه في النهاية غير مهتم بعمله، مادام التكريم يذهب لمن لا يستحقه، وما ينطبق على المجال الوظيفي ينطبق أيضا على العمل الإبداعي مهما كان حقله، والعمل التطوعي مهما كان مجاله، خاصة إذا تولى الإشراف على التكريم أشخاص تحكم تصرفاتهم المحاباة وربما المجاملة أو المصالح الشخصية، وفي هذه الحالة لا يكون التكريم في غير محله فقط، بل تنتج عنه مظاهر سلبية تنعكس على انخفاض مستوى الإنتاج في الوظيفة، وكذلك عدم الرغبة في تطوير الذات من خلال الابداع والتفوق، ومع أن الإنسان يعمل ويتفوق ليثبت جدارته بالمهام المسندة إليه، ولترسخ قدمه في ميدان تفوقه، لكنه في النهاية بحاجة إلى الدعم الإيجابي لبلوغ مرتبة أفضل في مجال نشاطه الوظيفي وغير الوظيفي، ومن أدوات هذا الدعم التكريم المبني على أسس موضوعية وليست عاطفية، وأسوأ ما يمكن بالنسبة للتكريم هو اعتماده على المحاباة والمجاملة أو تبادل المصالح على طريقة (شيلني واشيلك) وهذا التوجه ينضح من منابع الجهل وعدم الوفاء للأمانة المهنية، بل وعدم الاحساس بالمسئولية. لذلك سيظل التكريم على عداء سافر مع المحاباة، فهي عدوه اللدود الذي يشوه سمعته، ويفرغه من معانيه الجميلة وأهدافه السامية، التي من أجلها وجد هذا التكريم، وبسببها وجد أولئك المكرمون، فالتكريم والمحاباة.. أمران لا يلتقيان. [email protected]
2817
| 05 ديسمبر 2010
تختلف العادات الرمضانية باختلاف المجتمعات الاسلامية، وترتبط هذه العادات بالموروث الشعبي لتلك المجتمعات، كما ينتج عنها بعض التصرفات أو الأنماط السلوكية التي مهما اختلفت أو تنوعت فإنها لا تمس جوهر العقيدة، ولا تتعارض مع شروط وواجبات الصيام، وابتداء من وجبة الافطار تختلف العـادات فهناك من يكتفي عند سماع الأذان بتناول حبات من التمر يتبعها بقليل من الماء ثم يذهب لصـلاة المغرب وعندما يعود من المسجد تكون الموائد قد اكتمل تجهيزها فيقبل على الأكل متفرغاً له دون أن يتركه حتى يشبع، وهناك من إذا سمع الأذان اتجه الى الأكل بشراهة فلا يتركه إلا بعد أن يشبع ثم يسارع الى المسجد للصلاة، وهناك الموائد الجماعية للافطار التى يتبرع بها الميسورون لفقراء المسلمين، وهناك من يفضل الافطار في المسجد الذي يحمل إليه بعض الأهالي بعض الأطعمة الرمضانية، واقتداءً بالسنة المحمدية، فإن التمر لابد من وجوده على مائدة الإفطار.وكثيراً ما تحفل مائدة الافطار بالعديد من أنواع الأطعمة وفي مقدمتها (الشوربة) والمعجنات والحلويات وغيرها من الأطعمة الرمضانية، ومن العادات السيئة أن يملأ المرء معدته، وكأنما يريد أن يعوض ما فاته طوال يومه، متناسياً قوله تعالى: (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين).وقول الرسول صلـى الله عليه وسلم: (ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنَفَسِه) رواه الإمام احمد وابن ماجه والترمذي.ومما رواه ابن السني وأبو نعيم وحسّنه السيوطي قوله صلى الله عليه وسلم: (صوموا تصحوا) فهناك من ينسى الفوائد الصحية للصيام الذي يحد من شهوات النفس الأمارة بالسوء لأن الشبع يحمل على البطر والغفلة. فالصيام يروض النفس ويقـوي الإرادة ويعـود على الصبر، ويقوي ملكة التقوى وهي الحكمة البارزة من الصوم لقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون).فالاقبال على الأطعمة بشراهة هي عبودية للشهوات وعن أبي هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن أخوف ما أخاف عليكم الشهوات التي في بطونكم وفروجكم ومضلات الهوى) رواه الإمام أحمد، ومن أسوأ ما يترتب على الاسراف في الطعام الكسل والخمول والتهاون في أداء صلاة التراويح وقيام الليل وتلاوة القرآن، وبذلك يتحول هذا الشهر الكريم الى شهر للأكل والنوم، لدى من غفلت نفوسـهم عن ذكر الله.فشهر رمضان موسم عبادة، يضاعف فيه الأجر وتستجاب فيه الدعوات بإذن الله، وتسمو فيه النفوس عن أدران الدنيا وخطاياها ليكون العمل خالصاً لوجه الله، ابتغــاء مرضاته ورجــاء مغفرته، لقوله صلى الله عليه وسلم كما ثبت في الصحيحين: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) ولأحمد (وما تأخر) واسناده حسن.إن من السفه تعويض مافات في النهار من الأكل.. في الليل، لارهاق المعدة، والتكاسل عن العبادات، والإسراف في اعداد كميات كبيرة من الأطعمة الرمضانية تفوق أضعاف الحاجة إليها، فتمتلئ منها البطون ثم تمتلئ منها أوعية النفايات.ومن العادات السيئة التى يلجأ إليها بعض الصائمين هداهم الله أنهم ما أن يفطروا، حتى تلهيهم الدنيا عن العبادات، فيقضون الليل فيما لا يفيد ولا يعود عليهم بالثواب، بل يدفعهم الى المعصية لا قدر الله، مع أن العبادات مشروطة بترك الكبائر واجتناب النواهي وكثيرة هي المغريات، في هذا الزمن التي قد تدفع بعض من ضعف إيمانهم الى الانجراف وراء بريقها المزيف، وهي مغريات لم تكن معروفة في السابق، ولكن العلم الحديث قد انتجها ضمن ما أنتج من مساوئ العصر، وبدلاً من حلقات الذكر في المساجد أصبحت هناك حلقات التجمع لمشاهدة مسلسلات وبرامج وأفلام التلفاز، وحلقات لعب (البيلوت) وكلها مضيعة للوقت وجالبة للإثم مادامت تشغل العباد عن العبادة، وتنسيهم ذكر الله. والاستفادة من الشهر الكريم لا تتحقق من مثل هذه الممارسات، ولكنها تتحقق بترك الزور قـولاً وعملاً، واجتناب المعاصي مبدءاً وسلوكاً، والانصراف الى العبادات عقيدة ومنهجاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) رواه البخاري. وقوله: (الصيام جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابه أحد أو شاتمه فليقل: إني صائم) رواه البخاري ومسلم وأصحاب السنن.ومناسبة رمضـان بجلالها وما توحي به من عظمة العلاقة بين الخالق والمخلوق.. جديرة بأن يتخلى فيها المرء عن كثير من العادات السيئة، لأن الصوم يمنحه فرصة التأمل في تلك العادات وما يمكن أن تعود به من ضرر على المرء وهذا التأمل كفيل بأن يكون دافعاً لترك كل ما هو سيئ وخبيث[email protected]
419
| 10 أغسطس 2010
مساحة إعلانية
ليش ما يمديك؟! بينما ممداني زهران، الشاب ذو...
17385
| 11 نوفمبر 2025
في عالم تتسابق فيه الدول لجذب رؤوس الأموال...
9480
| 13 نوفمبر 2025
العلاقة العضوية بين الحلم الإسرائيلي والحلم الأمريكي تجعل...
9468
| 10 نوفمبر 2025
ماذا يعني أن يُفاجأ أولياء أمور بقرار مدارس...
8115
| 11 نوفمبر 2025
على مدى أكثر من ستة عقود، تستثمر الدولة...
4008
| 11 نوفمبر 2025
تستضيف ملاعب أكاديمية أسباير بطولة كأس العالم تحت...
3558
| 11 نوفمبر 2025
تشهد الصالات الرياضية إقبالا متزايدا من الجمهور نظرا...
2130
| 10 نوفمبر 2025
تحليل نفسي لخطاب سمو الأمير الشيخ تميم بن...
1659
| 11 نوفمبر 2025
عندما صنّف المفكر خالد محمد خالد كتابه المثير...
1191
| 09 نوفمبر 2025
يبدو أن البحر المتوسط على موعد جديد مع...
1119
| 12 نوفمبر 2025
شكّلت استضافة دولة قطر المؤتمر العالمي الثاني للتنمية...
1050
| 09 نوفمبر 2025
يحتلّ برّ الوالدين مكانة سامقة في منظومة القيم...
1038
| 14 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية