رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
يوم الأحد الماضي الموافق ٢٠ نوفمبر ٢٠٢٢، لن يكون يوما تاريخيا لقطر والشعب القطري وحسب، بل سيكون يوماً لن ينساه العالم الكروي و الرياضي أبداً! المستحيل حدث، والحلم تحقق على يد قيادة وشعب قطر. كأس العالم لكرة القدم لعام ٢٠٢٢ في قطر.. أكبر حدث رياضي عالمي بقطر، رغم أنف الحاسد والحاقد والجاحد! كأس العالم يُقام لأول مرة في تاريخه بدولة عربية مسلمة في الشرق الأوسط! لأول مرة في تاريخ كرة القدم العالمية، يتم التعريف بالثقافة العربية الإسلامية وخاصة الثقافة القطرية بهذا القرب! باستضافتنا لهذا الحدث الكبير، أعلمنا العالم وأكدنا له، أن كرة القدم للجميع! كرة القدم ليست فقط "للبيض" ولا هي ملك لأوروبا وأمريكا الجنوبية تحديداً! محبو كرة القدم في كل مكان، وهم من آسيا وأفريقيا أيضاً! منذ إقامة أول نسخة لبطولة كأس العالم لكرة القدم في عام ١٩٣٠ في الأوروغواي، لم تستضف قارة آسيا كأس العالم سوى مرة واحدة في عام ٢٠٠٢ وكانت بالمشاركة بين اليابان و كوريا الجنوبية! والأمر نفسه بالنسبة لقارة أفريقيا التي استضافت البطولة لمرة واحدة في جنوب أفريقيا في عام ٢٠١٠ بعد الكثير من المقاومة من قبل بعض الدول التي رفضت أيضاً حصول قطر على هذه الاستضافة! وهذه ثاني مرة تستضيف قارة آسيا كأس العالم في قطر، وستكون هذه المرة، أفضل نسخة لكأس العالم على الإطلاق! الأمر الذي يبعث الغيرة والحسد والحقد في نفوس البعض، الذي تمنوا فشل بل وعدم إقامة هذه البطولة في قطر من أول يوم تم الإعلان فيه عن حصول قطر على هذه الاستضافة! واليوم نقول لهؤلاء.. متعوا أعينكم.. انظروا جيداً لقطر ولملاعبها ولتنظيمها ولاستضافتها لهذه البطولة.. انظروا جيداً إلى هذا الكم من الجمال والروعة والكمال.. تمعنوا في دروس الثقافة والفن والرياضة بل والسياسة والدبلوماسية! تعالوا إلى قطر والمسوا هذه العظمة في شوارعها وشعبها الأبي العظيم المضياف الكريم! تعالوا إلى قطر واقضوا أجمل وأروع شهر من حياتكم! تعالوا إلى قطر أكثر بقاع الأرض تميزاً، واشهدوا على أفضل مونديال على مر التاريخ!
2091
| 22 نوفمبر 2022
الإنسان، كتلة مشاعر وأحاسيس وأفكار ووعي ولا وعي، والكثير من الأشياء والأمور التي نعرفها ولا نعرفها عن الإنسان! وكي نحاول أن نحصل على حياة سعيدة صحية رائعة، يجب علينا أولاً أن نتعامل مع ما في داخلنا قبل أن نتعامل مع العالم الخارجي من حولنا. ومن أهم الأمور التي علينا التركيز والعمل عليها هي مشاعرنا. لماذا؟ لأن ما نشعر به في دواخلنا، سنرى انعكاسه في العالم الخارجي من حولنا! إن كنا أشخاصاً خائفين.. سنرى العالم، مظلما ومخيفا! وإن كنا أشخاصاً مرتاحين.. سنرى العالم، هادئا ومليئا بالخير! وإن كنا أشخاصاً يأكلها الإحساس بالذنب، سنرى العالم، بلا أمان! وهكذا! ما نشعر به في داخلنا، سنراه في العالم والناس! إن كنا نشعر بأننا في داخلنا ناس خيرون حقاً، سنرى بأن الناس خيرون وطيبون! إلخ.. ولأن المشاعر، بهذه الأهمية، فإن طريقة تعاملنا معها، ستحدد الحياة التي سنعيشها. إن كنا من النوع الذي يتمسك بمشاعره السلبية مثل الغضب، والشعور بالذنب، فإننا سنحيا حياة أقل سعادة من أولئك الذين يختارون عدم التمسك بهذه المشاعر السلبية. وفي كتابه (السماح بالرحيل)، يتناول ديفيد هاوكينز طريقة للتحرر من المشاعر السلبية وعدم التمسك بها، ألا وهي أن يشعر الانسان (بالشعور السلبي أياً كان) من غضب.. خوف.. لوم.. حزن.. وأن يستسلم له في لحظة احساسه بهذا الشعور، دون أن يحكم على هذا الشعور أو أن ينتقده.. فلا يسمع أفكاره حول هذا الشعور، بل ويتجاهل أفكاره، ويعطي الاهتمام كاملاً لمشاعره. فإن أتت الانسان، مثلاً فكرة تقول له إن: "هذا الموضوع صغير ولا يستحق الحزن". على الانسان أن يتجاهل هذه الفكرة، ويُكمل شعوره حتى ينتهي الشعور. حتى لا تقطع أفكاره شعوره، مدعياً بأنه غير حزين على هذا الموضوع، وانه فعلاً لا يستحق الحزن، ثم يجد الانسان نفسه غداً حزينا على الموضوع نفسه، دون أن يكون قد تجاوزه بالأمس! حل التعامل مع المشاعر، وبالتالي العيش حياة رغيدة، هي أن يدع الانسان مشاعره تأخذ مجراها، إن كان يشعر بمشاعر السعادة فليسعد، وإن كان يشعر بالحزن، فليحزن. المهم أن تأخذ مشاعره حقها بلا نقصان. فالمشاعر لا بد لها أن تنفد في النهاية، بعكس الأفكار، التي ما إن تبدأ حتى يصعب إيقافها، ولذلك فرقوا بين مشاعركم وأفكاركم! اشعروا بمشاعركم كاملة، دون أن تقعوا في فخ أفكاركم! فالأفكار تُغذي المشاعر، ومن ثم المشاعر بدورها ستغذي الأفكار، وسيصبح الانسان بعد ذلك في دوامة يصعب إخراجها منه! الشخص الغاضب، إن استمع إلى أفكاره السلبية، سيزيد غضبه أكثر! بعكس الشخص الغاضب الذي شعر بغضبه ثم اختار التحرر منه شيئاً فشيئاً دون أن يعطي لأفكاره مجالا! هذا الشخص سيصبح هادئاً بعد عدة دقائق، بعكس الشخص الأول الذي تمسك بمشاعره، ومن ثم وقع في فخ أفكاره. تجردوا من مشاعركم، وتحرروا منها! ولا تجعلوها ضحية لأفكاركم! كونوا أنتم قبطان السفينة، وتحرروا من الحمولة الزائدة ما إن تشعروا بها، حتى لا تغرق السفينة، وتغرقوا معها.
2565
| 15 نوفمبر 2022
تبقّى على بطولة فيفا لكأس العالم لكرة القدم ٢٠٢٢ في قطر أقل من الأسبوعين، وبدأ المشجعون التوافد إلى قطر منذ نهاية شهر أكتوبر لحضور هذا الحدث الكبير.. هذا الحدث الذي لا يخص فقط القطريين بل العالم أجمع والدول العربية خاصة، لكون قطر أول دولة مسلمة عربية تستضيف هذه البطولة العملاقة التي يعشق لعبها كل العرب. ومن هذا المنطلق، نفخر نحن كقطريين وكعرب، لفتح هذا المجال لكافة الدول العربية، لاستضافة بطولات كبيرة ومهمة في المنطقة العربية مستقبلاً! وأكثر ما نفخر به كشعب قطري -مواطنين ومقيمين- هو التغيير الذي أحدثناه في قطر خلال الاثنتي عشرة سنة الماضية في البنية التحتية والاقتصادية والتجارية والاجتماعية من بعد الإعلان عن قطر كدولة مستضيفة لبطولة فيفا لكأس العالم لكرة القدم! هذه التغييرات التي أحدثناها هي إرثنا وهديتنا لأرضنا قطر ولأبنائنا وأحفادنا. وهي ما سيبقى بعد الانتهاء من بطولة كأس العالم. هذه السنوات الماضية التي قضيناها في التحضير للبطولة، كانت سنوات فخر وعمل وجد واجتهاد، تعلمنا فيها الكثير من الدروس عن قطر وحتى العالم. ومن أهم الدروس التي تعلمناها كشعب قطري، هي أننا نستطيع فعل أي شيء نعزم على تحقيقه. نستطيع التجهيز واستضافة أي بطولة وأي حدث كبير وإقامته على أكمل وجه. كما فعلنا عندما استضفنا بطولة العالم لألعاب القوى في عام ٢٠١٩ وكأس العرب فيفا في عام ٢٠٢١. ومن الدروس المهمة التي تعلمناها بسبب حصول قطر على حق استضافة بطولة فيفا لكأس العالم لكرة القدم لعام ٢٠٢٢، هي أن الكثير حاربونا-لأسبابهم المختلفة- ورغم ذلك، بعزيمتنا وإصرارنا- حكومة وشعبا-انتصرنا عليهم وعلى مزاعمهم وادعاءاتهم وأكملنا طريقنا متمسكين براية الحق والحقيقة في مواجهة الظلم والباطل. عرفنا خلال السنوات الماضية، مَن عدونا ومَن صديقنا، ومَن يرغب في رفعتنا ومَن يرغب في إزالتنا.. أكدنا في السنوات الماضية، قيمتنا ومكانتنا، كدولة كبيرة في عالم الرياضة والدبلوماسية والحوار والتسامح والجمع بين جميع الأطياف. في السنوات الماضية تطورت قطر بشكل كبير، وما هذه البطولة إلا نقطة البداية، التي ستبحر منها قطر إلى ما هو أبعد وأفضل وأجمل.. فهي الآن عاصمة الرياضة العالمية، ولا أتخيل إلا أن تكون هي العاصمة العالمية للرياضة والأعمال والفن والثقافة، مستقبلاً.
1569
| 08 نوفمبر 2022
العشرينات.. وما أدراك ما العشرينات! كعادة الانسان.. لا يبدأ في التأمل ومراجعة الحسابات إلا عند الاقتراب من نهاية الشيء أو الأمر. ولأني في سن اقترب فيه من نهاية العشرينات و إلى بداية الثلاثينات، بدأت أراجع حساباتي وما آلت إليه حياتي. لو أردنا أن نتكلم عن الحقب العمرية، لرأينا بأن العشرينات هي أهم حقبة عمرية يمر بها الانسان (بوعيه واختياره). سن العشرين وحتى التاسعة والعشرين، هي أهم سنوات تمر في حياة الانسان. فقبل العشرين-منذ الولادة وحتى التاسعة عشر-يمر الانسان بمراحل الطفولة والمراهقة حتى بداية عمر الشباب، وفي هذه السنوات، تُفرض عليه بيئة ومحيط ودراسة معينة، لا يختار أياً منها في معظم الأوقات.. حتى يدخل سن العشرين. عندما يدخل الانسان سن العشرين، يُصبح راشداً في نظر القانون. يُصبح قادراً على اختيار ما يريد وما لا يريد في حياته. يستطيع أن يختار ماذا سيعمل وأين سيعيش ومن سيصاحب ومع من سيتعامل.. إلخ. في العشرين تصبح حياة الانسان وخياراته في يده، لا في يد عائلته ولا في يد الدولة. ولهذا العشرينات هي أهم وقت في حياة الانسان.. هي الفترة العمرية التي تحدد الانسان وكيف سيكون شكله في المستقبل، كما تتناول ذلك الكاتبة ميغ جاي في كتابها (THE DEFINING DECADE: WHY YOUR TWENTIES MATTER AND HOW TO MAKE THE MOST OF THEM NOW). وها أنا شخصياً وأنا على عتبة الثلاثينات، أتمعن في كل ذلك، وأفكر فيما كان يجب علي فعله أو عدم فعله في سن العشرين. وأخلص إلى أهم نصيحتين يمكن إسداؤها لأي شاب أو شابة في سن العشرين، أو يقتربون إلى سن العشرين. نصيحتي الأولى هي استغلوا هذه السنوات في معرفة أنفسكم.. ماذا تحبون.. ماذا تكرهون.. ما هي خططكم في المستقبل.. ما هي اهتماماتكم.. ما هي قيمكم.. ما هو شكل وأطباع الأشخاص الذين تريدون أن يكونوا في حياتكم.. وما هي طبيعة وقيم الشخص الذي تريدون أن تقضوا باقي عمركم معه! نصيحتي الثانية هي اعملوا في هذه السنوات على أنفسكم.. طوروا مهاراتكم وابحثوا عن عمل أو أكثر يدر لكم دخلاً أو اثنين! وفي الوقت نفسه، لا تقضوا هذه السنوات في العمل فقط.. حتى لا تدخلوا سن الثلاثين وأنتم محترقين (burnout) أو وأنتم بجدية الثلاثين قبل أن تدخلوها! عندها سيصعب عليكم الاستمتاع بوقتكم خاصة وإن أدمنتم العمل! بل عليكم أن تلعبوا أيضاً وأن تمرحوا وتسافروا وتتعرفوا على الناس وتوسعوا دائرتكم الاجتماعية.. ولكن احذروا أن تقضوا سن العشرينات في اللعب فقط، حتى لا تباغتكم الثلاثينات دون أن تكونوا قد أسستم أنفسكم! فتكونون بلا عمل ولا مهارة ولا مهنة ولا عائلة! يجب عليكم أن توازنوا بين العمل واللعب في سن العشرينات، حتى لا يضيع منكم جوهر العشرينات! أخيراً، أقول لك عزيزي العشريني، لا تأخذ الأمور بجدية وبشكل شخصي، فكلنا في هذا العمر، لم نعرف ما نفعل أو صحة ما نفعله.. ولذلك، استمتع بكل لحظة من عملك ولعبك.. والأهم من كل ذلك.. عش، ولا تنسى أن تعيش!
6252
| 01 نوفمبر 2022
الحرب الروسية على أوكرانيا لها أوجه عديدة معظمها سوداوي ومشؤوم، ولكن ما برز منها في نظري هو فولودمير زيلانسكي، الرئيس الأوكراني، الذي يجعلنا- وإن اختلفنا معه حول بعض السياسات والآراء والمواقف- ننظر إليه بنظرة إعجاب صادقة، نادر أن نجد من يستحقها من القادة، هذه الأيام! فولودمير زيلانسكي، هو رئيس استحق صفة القائد لأوكرانيا بعد حربها ومحنتها الحالية.. حيث إنه ما إن بدأت الحرب، استبدل ضحكاته ومزحاته التي كان قد ورثها من عمله السابق ككوميدي، بجدية الحرب ولحية الزعامة والتي شيرت والبنطال الكاكي العملي! انتهى وقت اللعب بالنسبة إليه وبدأ وقت الجد! بدأ وقت تشمير الأكمام والدفاع عن الوطن! منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا وزيلانسكي لا يفوت فرصة للظهور الإعلامي والحديث عن الحرب وأثرها على بلده! خرج زيلانسكي في مقابلات مع جميع الجهات الإعلامية، وظهر في كل المؤتمرات والندوات! وحتى مهرجانات السينما لم تخلُ من وجوده وحديثه عن الحرب! استغل كل ظهور إعلامي ودعوة إلى الظهور الإعلامي لحشد دعم الناس وراء القضية التي يؤمن بها.. وطنه! بالطبع لم يكن زيلانسكي، الأوكراني الوحيد المدافع عن وطنه بشراسة، فهناك من فعل مثله من الفنانين والمؤثرين وحتى المواطنين العاديين الذين جمعوا التبرعات وحشدوا العالم ضد روسيا! ما حدث مع الأوكرانيين ذكرني-مع فارق التشبيه-بما فعلناه في قطر وكقطريين وقت الأزمات. فنحن أيضاً، يداً بيد مع قيادتنا، وقفنا صفاً واحداً للدفاع عن قطر أمام العالم أجمع، لأن الأمر لم يكن مجرد لعبة سياسية.. الأمر كان يتعلق حول دولة وشعب وأمن وأمان! ولأن هذا ما يحدث عندما يؤمن الانسان بفكرة.. بمعتقد.. بشعب.. بوطن! عندما يؤمن الانسان بفكرة، قد يضحي بكل شيء من أجلها! ولهذا نقول بأن الفكرة أقوى من الرصاصة والإيمان أقوى من الأزمات والعقيدة أقوى من السيف! لهذا يستشهد الشهداء.. ويموت الأسرى دون أن يكشفوا الأسرار.. ويموت صاحب الأرض قبل أن يعطي المفتاح للمحتل! لأن المؤمن الحقيقي هو من يؤمن بوطنه وبمعتقداته وأفكاره، وهو من سيفعل كل شيء من أجل إعلائها! أما المؤمن المزيف، فسيفر ما إن تبدأ الحرب.. سيبيع القضية ما إن تشتد المعركة.. سيجبن ما إن يحمى الوطيس! وأنت عزيزي القارئ، ماذا ستفعل لو تم اختبار إيمانك وأفكارك ومعتقداتك؟ هل ستدافع عنها أم ستهرب؟ هل ستحارب وتجازف أم ستفر؟! هل أنت مؤمن حقيقي أم مؤمن مزيف؟!
2034
| 25 أكتوبر 2022
في غضون العقد الماضي، اُشتهر مصطلح (الخوف من فوات الأمر) (FEAR OF MISSING OUT) أو اختصاره (FOMO) "فومو". ومعناه، هو خوف الانسان من أن يفوته شيء أو أمر أو معلومة، كأن يعرف غيره المعلومة قبله، أو أن يذهب غيره إلى مطعم جديد أو قهوة مشهورة قبله أو بدونه أو أن يفوت الانسان على نفسه الذهاب إلى حفل أو مؤتمر، فيفوته ما يحدث خلال هذه المناسبات.. وهكذا. هذا الخوف أصبح خوفا حقيقيا عند الكثير من الناس في يومنا هذا. وقد شرح بحث في مجلة (COMPUTERS IN HUMAN BEHAVIOR)، نُشر في يوليو ٢٠١٣، أسباب "الفومو"، وذكر منها عدم رضا الانسان عن حياته، وأن يكون الانسان ذا مزاج متدنٍ ومتذبذب، وأن يشعر الانسان بأن حاجاته لا تُلبى، وأخيراً وليس آخراً، برامج التواصل الاجتماعي. مفهوم الفومو موجود منذ بداية الألفية الثالثة، ولكنه اُشتهر وانتشر مع نشأة ورواج برامج التواصل الاجتماعي. هذه البرامج التي جعلت الكثير من الناس مرتبطين بهواتفهم ارتباط الأم بابنها. وهذا الارتباط جعل من الفومو خوفا لا مرد منه، وقد لا يكون هو بنفسه أمراً سيئاً ولكن الأكيد أن تبعاته سيئة. فالفومو يأخذ الكثير من وقت الانسان. الفومو قد يجعل الانسان في مقارنة دائمة بينه وبين غيره لا من أقرانه وحسب بل من أناس قد لا يمتون له بأي صلة! كأن يقارن انسان بينه وبين لاعب كرة قدم مشهور وغني، وهو دكتور اسنان لا يعرف أصلاً كيف يضرب الكرة! هذه المقارنات بدورها قد تزيد من حنق وحسد وحقد الانسان على غيره وواقعه مما سيجعله غير سعيد في حياته. وهذه هي أكبر مساوئ الفومو!. الأمر الجيد بأن هنالك الكثير من الحلول لمشكلة الفومو، حتى نصل من الخوف إلى الفرح.. وتحديداً "الجومو" (JOY OF MISSING OUT)، ويُقصد به الفرح مع فوات الأمر. فيفرح الانسان، حتى وإن لم يخرج مع أصحابه في ليلة ما، ولا يقلق لأنه لم يعرف عن موت الملكة إليزابيث من أول يوم لوفاتها، ولا يتوتر لأنه لم يسافر في الصيف كما سافر قريبه! يكون الانسان في حالة الجومو، فرحا وقنوعا بنفسه وحاله وحياته. ويصل الانسان إلى هذا الحال، عندما يُخفف من تعلقه ببرامج التواصل الاجتماعي وبهاتفه الذكي، ويقلل من الوقت الذي يقضيه على هاتفه. بالإضافة إلى تركيزه على أهدافه وعمله وحياته دون أن يقارن نفسه بغيره حيث أن لكل انسان رحلته وطريقه الخاص. الرحلة من الفومو إلى الجومو، ليست سهلة، وقد تكون طويلة بالنسبة للبعض، ولكنه طريق يستحق المشي، بل والحبي إليه! لأنه طريق ينتظر في آخره تاج الرضا وكنز القناعة!.
3588
| 18 أكتوبر 2022
في الأسابيع الماضية، انتفض الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي ضد المحامية نهاد أبوالقمصان عضو المجلس القومي لحقوق الانسان في مصر، بعد نشر فيديو لها على الفيسبوك، تقول فيه ان الإسلام لم يُجبر المرأة على إرضاع أولادها. واستدلت المحامية بقوله تعالى في سورة البقرة: (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) ( ٢٣٣). وقوله تعالى في سورة الطلاق: (فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَىٰ) (٦). وهذا الحكم عام في حق الزوجة والمطلقة، وهو مذهب الشافعية والحنابلة، وهو الراجح لعموم الآية. الحلال بين والحرام بين، والأوضح منه بياناً، هو الجواز والوجوب في العبادات والمعاملات، ففي هذه لدينا القرآن الكريم والسنة النبوية، للاستيضاح والتأكد. وموضوع الرضاعة وأجر الرضاعة ظاهر حكمه في القرآن الكريم، ومنذ أيام الرسول عليه الصلاة والسلام وحتى وقت قريب، كان بعض النساء لا يرضعن أولادهن لأسباب صحية أو نفسية أو طلاق أو غيره من الأسباب، فكان الأطفال يرضعون من امرأة أخرى بأجر أو بدون أجر على حسب الاتفاق! ولم يكن ذلك مستنكرا أبداً. أما اليوم، فالعرف الاجتماعي يقضي في الكثير من البلدان، قيام المرأة بإرضاع ولدها بنفسها وبدون أجر.. فلمَ نستنكر إن لم تقدر المرأة على الرضاعة أو أرادت أجراً على ذلك مستدلة بحكم سنده القرآن الكريم؟! العرف الاجتماعي فقط، هو ما جعل تصريحات نهاد أبو القمصان مضحكة للبعض، جاهلين بأن هذا هو الشرع، وأنهم بعيدون كل البعد عن الحقيقة وانهم يختارون فقط من الشرع ما يعجبهم ويريدونه!. يجوز للأعراف الاجتماعية أن تحكم في حال كانت المعاملة جوازية بين الأفراد، ما دام تم الاتفاق على حكم العرف بدلاً عن الشرع. كما هو الحال في تأثيث بيت الزوجية أو إقامة حفل العرس أو الصرف على الأولاد، ففي الشرع، يكون كل ذلك على عاتق الزوج لا الزوجة، ولكن جرى العرف الاجتماعي على إمكانية الاتفاق بين الزوجين على هذه الأمور، فقد تقوم الزوجة بالمساعدة في تأثيث المنزل أو الصرف على الأولاد أو إقامة حفل العرس وهكذا.. هذا جوازي لأن الشرع أجازه، ولكن إن أرادت الزوجة التمسك بحقوقها الشرعية فيجوز لها ذلك أيضاً، مهما استنكر من استنكر في برامج التواصل الاجتماعي! يقول الله تعالى في سورة البقرة: ( أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ) (٨٥). يجب أن يضع الجميع هذه الآية نصب أعينهم، عند الحديث عن أحكام القرآن الكريم، وعدم أخذ جزء منه وترك جزء آخر لمصلحة شخصية أو لمصلحة الغير. باختصار، لا يجب على أحد أن يأخذ الأمور بشخصية عند الحديث عن أحكام القرآن الكريم أو السنة النبوية، وعدم إنكار الحلال والجائز لتبرير مآرب شخصية وخاصة، وكل من يفعل ذلك، يجب أن يأخذ نظرة طويلة في نفسه، ويسأل نفسه: ما سبب هذه العصبية في طرح الرأي وفي الحديث عن الشرع والحرام والحلال؟ هل هي من الشرع أم من نفسي؟
2358
| 11 أكتوبر 2022
(إعارة) وقت الإنسان في هذه الدنيا مُعار له.. عائلته، مثلاً، مُعارة له في هذه الدنيا، فهو لا يملكها في الحقيقة، ولا يملك أي شيء سوى خياراته التي ستلاحقه في الحياة الأخيرة، أما عائلته، فقد يلقاها في الحياة الأخيرة وقد لا يلقاها، ولكن الأكيد بأن الإنسان سيلقى خياراته جميعها في انتظاره. (مؤقت) من أكثر الأمور المريحة للإنسان، معرفة أن كل شيء في الدنيا مؤقت، الألم.. السعادة.. الحب.. العائلة.. العمل.. الأصدقاء.. الغنى.. الفقر.. المواقف.. المرض.. الفراق.. الموت.. التعب.. السفر.. الاستقرار.. الحزن.. كل شيء! كل الأشياء الجميلة والقبيحة.. كلها مؤقتة! بمعنى آخر.. كل شيء مؤقت لأنه مُعار للإنسان.. ولا يكون للإنسان أن يملك بشكل دائم أي شيء سوى اللحظة الراهنة في يده، وحريته في الاختيار في هذه اللحظة فقط.. وما إن يختار الانسان ما يريد فعله في هذه اللحظة، حتى يتبخر خياره وإرادته مع اللحظة التي تليها.. وهكذا.. (راحة) معرفة بأن كل شيء مؤقت ومُعار، يطمئن الانسان.. فلا داعي إلى الخوف، ولا داعي إلى القلق والتوتر، لأن الانسان لم يحز شيئاً من البداية! فلا داعي إلى الخوف مثلاً من فقدان فرد من العائلة، لأنهم لم يكونوا ملكه من البداية! هم ملك لله وعلاقة الانسان بهم مؤقتة في هذه الدنيا، وبالتالي عليه الاستفادة قدر الإمكان من هذا الوقت معهم حتى ينقضي هذا الوقت بأمر من الله! (الدنيا) لائحة مهامنا مُثقلة بالأمور التي يستلزم علينا فعلها ومتابعتها. وفي غضون أيامنا، نتعامل مع الدنيا والعالم وكأنه سيستمر إلى الأبد، وكأننا سنعيش إلى الأبد. والواقع بأن الكثير قد لا يتعدى السبعين عاماً- هذا وأنا متفائلة-! وسيركض الكثير وسيعملون وسيحاولون فعل الكثير في هذه السبعين عاماً.. وسينشغلون بهذا العمر للعمل من أجل هذه الدنيا، التي ستأخذ الانسان بمشاغلها ومشاكلها وأحلامها وأفلامها حتى تشغله عن الحياة الحقيقية التي تليها.. الحياة الأخيرة.. الحياة التي سنعيش بها إلى الأبد! لا سبعين عاماً ولا ثمانين عاماً ولا حتى مائة عام! سنعيش فيها حتى ننسى معنى العيد ميلاد ومتابعة عدد السنوات لأن كل ذلك سيكون بلا معنى! (في الأخير) كل أمر معنوي مؤقت، وكل شيء مادي مُعار وكل حاجة تحت أمر الله. وهذا ما على الانسان أن يتذكره دائماً لكي يريح باله، ويطمئن قلبه. فمن رحمة الله على الانسان أنه جعل للحياة الدنيا وقتا.. بداية ونهاية.. فلا عذاب إلى الأبد، ولا سعادة إلى الأبد في الحياة الدنيا.. وكل شيء بحسابه في الحياة الأخيرة.. من أحسن عملاً في الدنيا فسيُلاقى السعادة الأبدية في الحياة الأخيرة، ومن ساء عمله في الحياة الدنيا، فسيلقى العذاب الذي يستحقه في الحياة الأخيرة.. والله هو الرحمن الرحيم، فلا يُظلم أحد، ولا يُغبن أحد في نهاية المطاف.
6108
| 04 أكتوبر 2022
جيل الألفية هو الجيل الممتد من العام ١٩٨١ و حتى ١٩٩٦.. الجيل الذي كثرت عنه التعليقات والنكت المضحكة.. و معظم ما يُقال عنه صحيح.. وأكثر تعليق لافت للانتباه هو عند الإشارة أن جيل الألفية يبدو أصغر سناً في التصرفات وحتى الشكل من الجيل الذي تلاه.. (جيل زد) من العام ١٩٩٧ و حتى ٢٠١٢.. الجيل الذي يبدو ناضجاً أكثر من ناحية الشكل والتصرفات.. هذا بالإضافة إلى أنهم-لسبب لا أعرفه-يبدون واثقين من أنفسهم أكثر من جيل الألفية! وهذا أكثر ما نحن-جيل الألفية-نحسدهم عليه! نرجع إلى السؤال المهم.. لماذا يشعر جيل الألفية بأنهم ما زالوا صغار بالسن وأنهم ليسوا بالغين بعد؟ على الرغم من أن معظمهم تجاوز سن الثلاثين وأصغرهم يبلغ من العمر ٢٦ عاماً! وعمر السادسة والعشرين هو العمر الذي تزوج واستقر به معظم آبائنا وأمهاتنا وشعروا فيه بأنهم بالغون راشدون متحملون لكافة أنواع المسؤولية! قد يبدو هذا السؤال بلا جواب ولكن له بالفعل جواب يا جيل الألفية! سأنقذكم به في حال احتاج أبوكم أو أمكم سماعه لتبرير تصرفاتكم غير المسؤولة! الجواب هو أننا كبرنا في الوقت الخطأ! نعم هذا صحيح.. في الوقت الذي كان من المفترض لجيلنا أن يبدأ في العمل ويدخل مسار الحياة الجدية العائلية.. وقعت الأزمة الاقتصادية العالمية في ٢٠٠٨! وهذا أخّر دخولنا لحياة الراشدين البالغين، حيث إن الأغلبية وجدت نفسها تقترض أو تتعثر في حياتها العملية! هذا السبب جعلنا أصغر في التصرفات من تصرفات آبائنا وأجدادنا في العمر نفسه. وهذا لا يعني بأن جميع من هم من جيل الألفية يشعرون بأنهم صغار في السن، فمنهم من تزوج وأنجب وملك بيتاً أو اثنين! و هذه الأمور والمسؤوليات تجعل الانسان يشعر بأنه أكبر في العمر! ولكن فلنتكلم عمن يشعر بأنه أصغر في السن من جيل الألفية.. لهذا الإحساس والشعور ميزته، فعندما تشعر بأنك أصغر، تشعر بأنه يحق لك ما لا يحق لغيرك في العمر نفسه بالإضافة إلى أنك تكون مستمتعا أكثر في حياتك. وأنصح الجميع من جيل الألفية أو غيره، أن يشعروا من الداخل بأنهم أصغر عمراً، وإن استدعى ذلك شراء سيارة حمراء رياضية أو الذهاب إلى ديزني لاند بلا أطفال.. فهذا ما يطول العمر أكثر! لا بأس أن ترفضوا أن تكبروا في السن.. إن كان ذلك يجعلكم تشعرون بأنكم أصغر سناً وروحاً وقلباً وقالباً.. المهم ألا تجعلوا هذا الأمر يعرقل حياتكم!
1938
| 28 سبتمبر 2022
الحياة صعبة وطويلة في متاعبها وعثراتها، وبالتالي يجب علينا نحن البشر أن نحاول تسهيلها قدر الإمكان، هذا هو الواجب والمفترض، ولكن بدلاً عن ذلك، نجد أنفسنا نصعب حياتنا من دون أن ندري في الكثير من الأحوال. من الأمور التي نحب فعلها لإثقال حياتنا وأنفسنا، هي التفكير بكل صغيرة وكبيرة، وكأننا بلا أعمال ولا أطفال يشغلوننا ويشغلون حياتنا! ونحب أيضاً التفكير فوراً بأسوأ سيناريو ممكن حصوله! فإن أردنا أن نسافر، نفكر حالاً بإمكانية وقوع الطائرة في المحيط! وإن سمعنا عن مرض أحد الأقارب البعيدين تنعكس في بالنا صورة وفاته قبل أن نراه! ولا نفكر في مقدار السعادة التي ستجتاحنا حال سفرنا أو شفاء قريبنا من مرضه وزيارته لنا! لا نفعل أياً من ذلك، بل نمسك بالخطوط السوداوية فقط، ونشكل القصص الخيالية في رؤوسنا! في كتابه (لا تفكر في الأمور الصغيرة) يسدي ريتشارد كارلسون بعض النصائح المفيدة لعيش حياة أفضل خالية من "تنكيد الذات"، وأقصد بذلك الحالات التي ينكد فيها الانسان على نفسه بدون سبب. ومن هذه النصائح قوله: "فكر في مشاكلك على أنها فرصة للتعلم". كل أمر يحدث لك في هذه الحياة، يحمل معه سبباً ما، قد يتبين لك السبب غداً، وقد لا يتبين لك على الإطلاق، وعليك أن تتقبل ذلك وأن تحاول التعلم منه. هذه أفضل طريقة تستطيع بها قضاء حياتك.. عبر القبول ومن ثم التعلم والمضي قدماً. ومن النصائح التي ذكرها كارلسون: "ردد هذه العبارة دائماً: الحياة ليست حالة طوارئ!". وأعتقد بأننا دائماً ننسى هذا الأمر. الحياة ليست حالة طوارئ. لا أحد يلاحقنا.. لا يوجد سبب لإمضاء حياتنا ونحن على أعصابنا.. كل ما نشعر به ونمر به مؤقت وليس طارئاً.. سيمر كما مر ما قبله، وكما سيمر ما بعده. لن يحدث أي شيء مدمر إذا ما قررنا التروي وقضاء وقتنا بهدوء! أخيراً، يقول كارلسون: "استسلم إلى حقيقة أن الحياة ليست عادلة!". هذه أكثر نصيحة مريحة يستطيع الانسان أن يعتمد عليها كي يشعر بأنه أفضل. الحياة مجحفة، هذه هي الحقيقة. قد يقوم اثنان بالعمل نفسه، فيحصل أحدهم على المال والتقدير دون الثاني. قد يعمل الانسان طوال حياته دون أن يحصل على شيء، وقد يحصل انسان على كل شيء دون أن يرفع طرف اصبعه. هذه هي الحياة. لا أعني بكلامي هذا بأن على الانسان أن يتقبل الظلم. بتاتاً، ولكن ظلم الانسان يختلف عن ظلم الحياة.. في أحيان كثيرة تحدث أمور دون تدخل الانسان، كأن يولد الانسان وفي فمه ملعقة ذهب. وكأن يعمل الانسان طوال حياته وفي كل مرة يتحصل فيها على قرشين، يقع حظه العاثر، فيخسر القرشين! وفي جميع الأحوال، الحياة تسهل كثيراً، إذا ما تقبل الانسان حياته مهما كانت، ومضى فيها.. قبوله سيجعل كل شيء أسهل.. حتى المصاعب سيكون بلعها أسهل! الحياة، عزيزي القارئ، صعبة وطويلة بما فيه الكفاية.. لا تجعلها أسوأ بيدك وبأفكارك. تخلص من أفكارك وعقدك التافهة، وانشغل بما هو أهم!
2742
| 20 سبتمبر 2022
أنا مثل غيري الكثير من الناس.. أقضي وقتاً كبيراً على الإنترنت كل يوم، ولا أقصد هنا مواقع التواصل الاجتماعي وحسب، بل أقصد المواقع الأخرى أيضاً مثل مواقع الصحف والمجلات وويكيبيديا وأمازون.. وخاصة جوجل. أرتاد جوجل على الأقل مرة واحدة في اليوم. مرة أسأله عن سؤال خطر في بالي فجأة مثل كم تبعد تبليسي عن الدوحة.. أو أن أسأل عن معلومة أريد أن أتأكد من مصداقيتها.. أو أن أبحث عن موضوع أريد أن أكتب عنه، كما فعلت مع موضوع اليوم رغم أن موضوع اليوم لا يحتاج إلى بحث ليؤكد المعلومات التي نعرفها جميعنا.. وهي أن المحتوى العربي على الانترنت فقير جداً، وبعيد كل البعد عن بقية اللغات! يمثل المحتوى العربي اليوم ما يشكل ٣٪ تقريباً من الانترنت، على الرغم من أن الناطقين باللغة العربية يشكلون ٧٪ من العالم! وفي المقابل نجد بأن اللغة الإنجليزية مثلاً تمثل ٥٥.٥٪ من محتوى الانترنت على الرغم أن ٢٠٪ حول العالم يتحدثون الإنجليزية، و٥٪ منهم فقط، لغتهم الإنجليزية هي لغتهم الأم! هذه الاحصائيات هي للمستندات المكتوبة المنشورة، ولكني سأتناول في حديثي هذا جميع أنواع المحتوى العربي على الانترنت، سواء أكان على شكل مقالة أو فيديو أو مقطع صوتي أو حتى تغريدة! الواقع بأن المحتوى العربي (المفيد) على الانترنت، يبقى قليل ومختصر و"قص ولصق" وأغلبه بلا مراجع! نظرة بسيطة على ويكيبيديا مثلاً، والقيام بالبحث نفسه باللغة العربية ولغة أخرى، سيُوضح ما أقصده! نتيجة البحث في ويكيبيديا بالعربي سيكون بسيطا وبلا مراجع على الأغلب، أما باللغة الأخرى سيكون مفُصلا ومُدعما بالمراجع المثبتة لصحة المعلومات. أنا شخصياً عندما أقوم ببحث على الانترنت لا أكتفي بالبحث باللغة العربية، بل أبحث بالإنجليزية أيضاً. في مرات أجد المعلومة ناقصة عند بحث باللغة العربية، أو قد أجد المعلومة نفسها متكررة أكثر من مرة على شكل قص ولصق في جميع المواقع، أما باللغة الإنجليزية فأجد تنوعا للمعلومات على مواقع عديدة! إذاً ما الحل؟ خاصة للأشخاص الذين لا يمتلكون سوى لغتهم العربية؟ حل هذه المشكلة هي الإضافة إلى المحتوى العربي على الانترنت. الكثير من الجامعات والمؤسسات الحكومية العربية وحتى الخاصة، تحاول فعل هذا الشيء، وهذا رائع، ولكنه غير كافٍ. يجب على بقية أفراد المجتمع العربي-مثلي ومثلك-الإضافة إلى الانترنت، كلٌ وفق اختصاصه ومجال علمه أو عمله، لإثراء المحتوى العربي على الانترنت وإفادة أكبر قدر من الناس. أفيدوا غيركم على الانترنت، كما استفدتم مراراً وتكراراً منه. انشروا معلومة ما.. عبر مقال.. تغريدة.. فيديو.. مقطع صوتي، أو حتى تعليق في موقع ما! دونوا ما تتعلمونه.. على الإنترنت، أو رتبوه بشكل أفضل.. المهم أن تعطوا كما أخذتم.. وكلمة فوق كلمة، ستثري الإنترنت والعالم العربي!
1983
| 13 سبتمبر 2022
نحن الأجيال التي تربت على الشعارات التالية: «من طلب العلا سهر الليالي»، «من جدّ، وجد، ومن زرع حصد ومن سار على الدرب وصل»، «اطلب العلم ولو في الصين». منذ صغرنا ونحن نُلَقَّن أهمية الكد في العمل وطلب العلم حتى كبرنا وصرنا نلهث وراء العمل والعلم، لأسباب تختلف بيننا قد تكون المال أو الصيت أو النفع العام أو غيره. وخلال هذه الرحلة، أصبح البعض منا مدمناً للعمل، كي يصل بسرعة إلى مبتغاه. ومن ثم كانت الضربة لنا جميعاً، متمثلة في جائحة كورونا قبل سنتين تقريباً، وكأنها رسالة لنا جميعاً بوجوب التروي والتمهل في العمل وأخذ نظرة عميقة في حياتنا وأهدافنا. ورغم ذلك الكثير منا لم يتمهل ولم يبطأ. الكثير منا استغل الوقت الكبير الذي أُتيح له ليملأه بشتى أنواع الأمور والمهمات والأنشطة، وكأننا لو جلسنا بلا شيء نفعله سيحدث لنا أمر سيئ أو سنموت!. فعل لا شيء.. هو ما يتكلم عنه كتاب مارتجي ويلمز ولورا فرومن (نيكسن: الفن الهولندي الضائع المتمثل في عدم فعل أي شيء). ويتناول هذا الكتاب فوائد عدم فعل أي شيء. ولا يقصد به الكسل. بل عدم أي فعل شيء للترويح عن النفس والاسترخاء قليلاً، كأن ترجع إلى منزلك بعد العمل، وبدل أن تنام أو أن تشاهد التلفاز. تجلس أو تستلقي - وفق ما تحب - ولا تفعل أي شيء آخر لبضع دقائق! وفوائد عدم فعل أي شيء كثيرة. منها الاسترخاء وأخذ العقل لفسحة قصيرة، يهيم بها على راحته. تتضح أهم فوائد (نيكسن) أي عدم فعل أي شيء عند الحديث عن الإبداع، الكثير من المبدعين سواء أكانوا كُتَّابا أو فنانين أو علماء عصفت بهم أفكارهم المبدعة ليس وهم في العمل أو وقت العمل، بل وهم خارج العمل وفي الكثير من الأحيان لم يكونوا يفعلون شيئا! بل خطرت على بالهم الفكرة فجأة! وسبب ذلك - بنظري - راجع إلى أن الأفكار تأتينا في حالة الاسترخاء. ولذلك تأتينا الكثير من الأفكار المهمة وقت المشي والاستحمام مثلاً. عدم فعل أي شيء يومياً ولو لخمس دقائق سوف يفتح أبواب الإبداع، فالقليل من الملل لا يضر. هل تذكرون الطفولة؟ هل تذكرون ماذا فعلنا عندما جلسنا متململين لأن آباءنا وأمهاتنا طلبوا منا عدم فعل أي شيء؟ جلسنا قليلاً ثم قمنا باختراع جميع أنواع الألعاب التي نستطيع اختراعها. بعضها لم نستعمل فيها أدوات مادية حتى!. نعم، الانسان يستطيع أن يعمل تحت ضغط الأوامر والوقت، ولكن انتاجه سيكون أفضل وقت الراحة أو بعد الراحة! وعلى الأقل سيكون إنتاجا مستمرا، أما الإنتاج تحت الضغط فيقع تحت طائلة الاحتراق (burnout) وعدم الاستمرار!. افعلوا لا شيء بين الفينة والفينة! أريحوا أنفسكم وأعطوا عقلكم المبدع بعض الفسحة!.
1463
| 06 سبتمبر 2022
مساحة إعلانية
لم يكن خروج العنابي من بطولة كأس العرب...
2292
| 10 ديسمبر 2025
عندما يصل شاب إلى منصب قيادي مبكرًا، فهذا...
1200
| 09 ديسمبر 2025
في عالمٍ يزداد انقسامًا، وفي إقليم عربي مثقل...
792
| 10 ديسمبر 2025
هناك ظاهرة متنامية في بعض بيئات العمل تجعل...
690
| 11 ديسمبر 2025
حسناً.. الجاهل لا يخدع، ولا يلبس أثواب الحكمة،...
669
| 08 ديسمبر 2025
أيام قليلة تفصلنا عن واحدٍ من أجمل أيام...
597
| 08 ديسمبر 2025
تمتاز المراحل الإنسانية الضبابية والغامضة، سواء على مستوى...
585
| 12 ديسمبر 2025
نحن كمجتمع قطري متفقون اليوم على أن هناك...
546
| 11 ديسمبر 2025
• في حياة كل إنسان مساحة خاصة في...
531
| 11 ديسمبر 2025
يوم الوطن ذكرى تجدد كل عام .. معها...
507
| 10 ديسمبر 2025
مع دخول شهر ديسمبر، تبدأ الدوحة وكل مدن...
498
| 10 ديسمبر 2025
السعادة، تلك اللمسة الغامضة التي يراها الكثيرون بعيدة...
486
| 14 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية