رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
يفكر الناس في أحوالهم بعد خمس وعشر سنوات، بل ويضعون الخطط لما سيكون، ويريدون أن يكون في حياتهم وفي تأثيرهم حول العالم. ولكن ماذا عن الحياة بعد مائتي سنة من الآن؟ هل يتخيلها أحد؟ هل يركض أحد وراءها ويخطط لها؟ الجميع يريد أن يعيش إلى الأبد ولكن لا أحد يتخيل حياته أبعد من خمسين سنة!. الواقع هو أننا سنكون على الأغلب منسيين بعد مائتي سنة. لن يذكرنا أحد حتى أحفاد أحفادنا وأبناء أحفاد أحفادنا، إلا الخالد منا ذكره والعظيم منا في أثره! وهذا الأثر والذكر الذي لا يُنسى. لا يُشترط به أن يكون عظيماً أو كبيراً أو أن يكون الشخص مشهوراً أو ذا شأن حتى يكون له أثر وذكر. يوجد الكثير من الناس غير المشهورة التي لا يزال ذكرها حيا حتى الآن على اللسان. الجد الثالث الذي ورثكم الأرض التي تعيشون عليها اليوم ذو أثر عظيم. معلم المدرسة الابتدائية الذي حببك في الرياضيات والعلوم حتى أصبحت مهندساً وابنك فناناً، ذو أثر عميق. لا يلزمنا أن نفعل أشياء عظيمة أو أن نصبح مشاهير حتى يصير لنا آثارنا وذكرنا بعد موتنا. فأحياناً يكون للأمور الصغيرة الأثر الكبير. كلنا نعرف الخليفة العباسي هارون الرشيد الذي اشتهر عنه أنه كان يحج عاماً ويغزو عاماً والذي كان له جميع المقومات لكي يغطي نوره أي شخص حوله، ولكن نجمه لم يحجب نور زوجته زبيدة بنت أبي الفضل جعفر بن أبي جعفر المنصور، التي عرفها القاصي والداني من حجاج المسلمين في وقت من الأوقات، ويسمع بها الكثير من المسلمين حتى الآن. هذه الأميرة التي حجت في سنة ١٨٦ هجرية ورأت بعينيها مصاعب الحجاج في حمل الماء والعثور عليه في طريقهم إلى مكة مما جعلها تأمر بحفر قنوات مائية تسد عطش الحجاج وترويهم خلال رحلتهم إلى مكة. ولا تزال عين زبيدة موجودة حتى اليوم ومتواصل ترميمها. ومن السعودية إلى مصر وعهد السلطان المنصور قلاوون الذي بنى مجموعته من مسجد ومستشفى وقبة ومدرسة في ١٣٠٣ هجري. فقال عن وقفه الذي بناه من مستشفى ومدرسة: "وينتصب كل معيد ممن عُيّن في جهته لأهل مذهبه لاستعراض طلبته، ويشرح لمن احتاج الشرح درسه ويصحح له مستقبله، ويرغّب الطلبة في الاشتغال، ولا يمنع فقيهًا أو مستفيدًا ما يطلب من زيادة تكرار وتفهم معنى، ولا يقدم أحدا من الطلبة في غير نوبته إلا لمصلحة ظاهرة، ويشتغل كل واحد من الطلبة بما يختاره من أنواع العلوم الشرعية، ويراه المدرس له على مذهبه، ويبحث في كل ما أشكل عليه من ذلك، ويراجع فيه، وأن ينظر المدرس في طلبته ويحثهم كل وقت على الاشتغال، ويجعل من يختاره نقيبا عليهم، ويقرر له ما شاء". ولا أروع من هذا الإخلاص والحرص في ترك أثر طيب، وقد قال ابن بطوطة عن هذا المستشفى عند زيارته لمصر: "لا وجود لمبنى يشبهه في بلاد العرب والترك والعجم". ولا يزال حتى اليوم هذا المستشفى وهذه المجموعة منتصبة في القاهرة كمعلم سياحي شامخ. وأنت.. ماذا تريد أن يتذكرك الناس به؟ ما الأثر الذي تريد به أن يتعدى سلالتك الجينية؟ ما الحياة الأخرى التي تريدها لنفسك بعد حياتك هذه وقبل الحياة الآخرة؟.
931
| 07 يونيو 2022
الوجه الأول : قال الله تعالى في سورة البقرة: «وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون»(٣٠). الانسان هو أكبر سر في هذه الدنيا. هو سر لنفسه وسر لغيره. عليه أن يكتشف نفسه، ويكون للآخرين أن يكتشفوه. وفي خضم اكتشاف الانسان لنفسه.. سيعرف بأنه يرى نفسه من الداخل بشكل يختلف عن الطريقة التي يراها فيها غيره. قد يرى الشخص نفسه على أنه حنون، ويراه الآخرون غليظ القلب.. قد يرى نفسه سليلاً لحاتم الطائي، وقد يراه الآخرون حريصاً-زيادة على اللزوم-على المال. ولا بأس أن ترى نفسك بطريقة مختلفة قليلاً عن الطريقة التي يراها غيرك، أو أن يروك بطريقة مختلفة قليلاً عن الطريقة التي ترى فيها نفسك. هذا طبيعي، ففي النهاية تعاملات الانسان مع غيره دائماً ناقصة، يوجد دائما نص منسي.. فكرة غير مكتملة لم تُقَل.. شيء ما لم يعرفه أو لم يفهمه الشخص الآخر. ويجب أن نتقبل الفجوة بين الطريقة التي نرى فيها أنفسنا والطريقة التي يرانا فيها الغير إن كانت فجوة بسيطة كما قلت، أما لو كانت الفجوة عميقة كأن يعتقد الانسان بأنه شخص جيد، وكل من يعرفه يقول بأنه شخص سيئ.. فهنا يلزم الشخص أن يراجع نفسه، فلربما كانوا على صواب وكان غروره أكبر منه دون أن يعرف. وقد تكون الفجوة في أن يعتقد الانسان بأنه شخص رديء وجميع من حوله يراه شخصا رائعا.. هنا يجب مراجعة النفس أيضاً ومحاولة التخفيف عليها حتى تطيب حياة الانسان. الوجه الثاني : الإنسان لن يرى أبداً شكله من الخارج. فهو ليس انعكاسه في المرآة و لا انعكاسه في الماء أو الهاتف. هو شكله الخارجي الذي يراه الآخرون من عيونهم، ولذلك لن يستطيع أبداً أن يرى شكله الخارجي بالضبط كما هو من الخارج. و في المقابل، لن يرى أحد أبداً شكله من الداخل كما هو تماماً وكما يعرفه الانسان. الوجه الثالث : تقول الحكمة اليابانية بأن للإنسان ثلاثة وجوه: الوجه الأول يراه العالم، والوجه الثاني يراه عائلته وأصحابه المقربون، أما الثالث فلا يراه سوى هو. وهذا الوجه هو الوجه الحقيقي للإنسان و أصدق انعكاس لنفسه. لربما يكون للإنسان أكثر من ثلاثة وجوه، يقسمها على زملائه و أحبابه و أعدائه و جيرانه و غيرهم.. وقد لا يتأثر هو ولا من حوله بتعدد وجوهه.. و لكن الأكيد بأن محاولة التوفيق بين هذه الوجوه طوال الوقت، هو أمر متعب، خاصة وإن كانت وجوها متناقضة! فاعرفوا أنفسكم من الداخل وأظهروها للخارج، حتى لا تعيشوا بأكثر من ثلاثة وجوه!
2935
| 31 مايو 2022
بناء على دراسة تم إعدادها في هولندا، يفقد الانسان نصف أصدقائه المقربين، ويستبدلهم بأصدقاء جدد كل سبعة سنين. هذا بحث قديم تم اعداده في عام ٢٠٠٩، أي في بداية حقبة انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية. وأنا متأكدة لو أُعدت هذه الدراسة اليوم، لربما كان عدد الأصدقاء الذين نفقدهم كل سبعة سنين أكثر من النصف! من الطبيعي أن يخسر ويكسب الانسان الأصدقاء على مر حياته. فالإنسان يتغير، و أصدقاؤه يتغيرون أيضاً، وظروفهما وحياتهما تتغير! لا شيء يبقى على حاله. الشيء الوحيد الذي لا يتغير هو حتمية التغيير نفسه! ولأننا نتغير والناس معنا تتبدل والحياة من حولنا تتحول. نفقد بعض الناس من حولنا، ونفوز بآخرين غيرهم. الجميل في دوامة التغيير هذه، بأن أبعد ما نتوقعه محتمل الحدوث. ومن هذه الأمور مثلاً أن نصادق أناساً لم نتوقع في يوم ما أن نصادقهم وأن يصبحوا جزءا من حياتنا، كأن تصبح العمة التي لم نفهمها في صغرنا، صديقتنا، أو أن يصبح أعز أصدقائنا جارنا وتصبح أثمن أحاديثنا حديث الصباح معه عندما نصادفه وقت خروجنا للعمل. ومن قصص الأصدقاء غير المتوقعين، أذكر هنا قصة راي هينتون، الرجل الأسود الأمريكي الذي حُكم عليه ظلماً بالإعدام، وقضى ما يقارب ثلاثة عقود وراء القضبان، قبل أن يتم تبرئته والإفراج عنه. وفي السجن، صادق هينتون آخر شخص توقع أن يصادقه في العالم، رجل أبيض البشرة اسمه هنري. وكان هنري ينتمي إلى جماعة الكوكلاس كلان العنصرية، وكان قد تم الحكم عليه بالإعدام لقيامه بقتل رجل بلا سبب إلا لكونه أسود البشرة.في السجن، تحدث الرجلان لأول مرة عندما سمع هينتون بكاء هنري وعويله. فتحدث هينتون الذي بقي صامتاً منذ الحكم عليه بالإعدام لثلاث سنوات، وسأله ما الذي يبكيك؟ أجابه هنري: أمي توفيت. عزا هينتون هنري وأخبره نكتة ليحاول تلطيف الجو بينهما. وبدأ الرجلان من بعدها التحدث لبعضهم البعض دون أن يكون في استطاعتهما رؤية بعض. وأخبر هنري هينتون عن جريمته، وانصدم هنري عندما عرف بأن هينتون نفسه أسود. ومع مرور الأيام، تقارب الرجلان أكثر، واعترف هنري بندمه على جرمه الذي ارتكبه في صغره، لمجرد أن أباه الذي كان قائداً في جماعة الكوكلاس كلان، كان قد طلب منه ذلك، ورباه على كراهية جميع السود.ألا نقول دائماً أننا لم نتقبل في البداية أصدقاءنا المقربين؟ ألم نقل بأننا لم نتخيلهم كأصدقاء بل بعضهم تخيلناهم كأعداء؟! يجب علينا ألا نتشبث بأصدقائنا حتى تنزرع طبعة أظافرنا في لحومهم. أصدقاء الثماني سنوات سيبقون دون الحاجة إلى ذلك، وفي المقابل علينا أن نفتح قلوبنا وعقولنا للجميع، لربما اكتسبنا صديق العمر هنا أو هناك.. عمداً أو بالصدفة!
1207
| 24 مايو 2022
جيل شباب المستقبل.. كيف حالكم؟ هل ما زلتم على عهد الأصدقاء؟ هل كبر أخوكم الصغير ولم يعد صغيراً؟ هل هزمتم الرعد أم أن الرعد هزمكم؟ هل ما زلتم تغنون: "يأتي يوم.. يُطوى يوم.. يغدو ماضٍ أو خيال.. ماذا أريد.. ماذا أصير؟ هذا هو السؤال!"؟ ماذا فعلتم في هذا العالم أو على الأرجح ماذا فعل العالم بكم! عندما أُفكر في طفولة جيل الألفية، أبرز ما يخطر في بالي هو أغاني قناة سبيستون التي كانت تُعدها للرسوم المتحركة. كانت أغاني قوية، لها معانيها.. مداخلها وقفلاتها.. لا يمكنك التحرر منها بسهولة ولا يمكنك سوى أن تغني معها في كل مرة تُعرض على الشاشة! ولربما ولهذا السبب لا تزال رشا رزق تُلاحق في حفلاتها من قبل شباب في الثلاثينات من عمرهم، كي تغني شارة بداية القناص وأنا وأخي! هذه الأغاني هي التي شكلت وعي جيل الألفية الذين كانوا يغنون بحماس: "شرف الوطن أغلى منا ومن ما قد يجول بفكرنا في أي زمن!". و من ثم نغني بحب لأمهاتنا: "أنت الأمان.. أنت الحنان.. من تحت قدميك لنا الجنان.. عندما تضحكين.. تضحك الحياة.. تزهر الآمال في طريقنا.. نحس بالأمان!". كنا نشعر بما نشاهده كأطفال وكان له معنى وقيمة، وكنا نعرف ذلك. فهل يوجد ما يشابه هذه الأغاني والرسوم المتحركة قيمة ومعنى لجيل اليوم؟ هل لديهم بوصلة ترفيهية ترشدهم إلى الغايات والمعاني التي يجب أن يبحثوا عنها في هذه الحياة؟ قد يكون لهذه الرسوم المتحركة المُعتبرة وجود اليوم، ولكن هل يشاهدها الأطفال أم أن عيونهم ملتصقة بمقاطع فيديو اليوتيوب التافهة وبرقصات التك توك؟! و من المُحاسب اليوم على قيمة ما يشاهده الأطفال؟ هل هي شركات الإنتاج وعدم قدرتها على التكيف مع متغيرات العالم الجديدة ونزوح الأطفال إلى الانترنت وألعاب الفيديو ووسائل التواصل الاجتماعي؟ أم أن المسؤولية تقع على الوالدين وحرصهم على تتبع ما تقع عليه أنظار الأطفال؟ هل المشكلة اليوم في تدهور نوعية الرسوم المتحركة وجودة البرامج التي يشاهدها الأطفال أم أن أطفال اليوم لا يريدون أن يشاهدوا البرامج والرسوم المتحركة البناءة؟ وكيف وصلنا إلى مرحلة رفض الأطفال مشاهدة ما ينميهم ويرسخ في داخلهم القيم والمعاني الثمينة؟! هذه بعض الأسئلة التي قد تساعدنا في الحفاظ على جيل اليوم.. فقد كبر جيل شباب المستقبل.. ونحتاج الآن الالتفات إلى الجيل الجديد من شباب المستقبل.
2325
| 17 مايو 2022
القصة الأولى تتحدث عن سيمون ليفيف وهو محتال اسرائيلي قضى أيامه مدعياً بأنه رجل أعمال كي يخدع النساء ويأخذ أموالهن والقروض التي يحصلن عليها من أجل إعطائها له دون أن يرد لهن شيكلاً واحداً! القصة الثانية عن آنا ديلفي وهي وريثة أموال أبيها في ألمانيا أو هذا ما جعلت كبار مستثمري نيويورك يظنونه كي يضخوا أموالهم في جيبها لتعيش حياة الأثرياء المترفة. القصة الثالثة هي عن جو اكزوتيك. جو اكزوتيك هو بالضبط كما يدعي. رجل أرعن أحمق مزعج، سيحارب كل من سيقف في وجهه وفي وجه أحلامه.. الناس.. الحكومة.. و حتى الحيوانات! قد يبدو أبطال هذه القصص الثلاثة بلا قواسم مشتركة لمن لا يعرفهم، ولكن من سمع عنهم، سيعرف بأن بينهم الكثير من القواسم المشتركة. فجميعهم سيئون ومحتالون وكاذبون وأضروا الكثير من الناس حولهم، ولكن القاسم الكبير المشترك بينهم، بأنهم جميعهم مشهورون! جميعهم أُعدت برامج ومسلسلات حولهم وأصبحوا معروفين للناس. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل استفادوا من شهرتهم هذه التي أعطاها الناس لهم. سيمون ليفيف أصبح يواعد عارضة أزياء وكل مدير أعمال ليبحث له عن فرص تمثيل في هوليوود.. آنا ديلفي دفعت لها نتفلكس ما يزيد على ٣٠٠ ألف دولار لقاء الحصول على حقوق قصتها.. جو اكزوتيك يتلقى الهدايا وزيارات المعجبين في سجنه بل إن بعض المعجبين يحاول إطلاق سراحه اليوم! من السهل جداً لوم نتفلكس وشركات الإنتاج على جعل هؤلاء مشاهير.. ولكنها شركات في النهاية، جُل هم أصحابها هو المردود المالي، ولكن ما عذر الجماهير والمعجبين الذين يركضون وراء هؤلاء ويجعلونهم أكثر شهرة و غنى؟! قبل عدة أعوام انتشرت عبارة "لا تجعلوا الأغبياء مشاهير" على أنحاء مواقع التواصل الاجتماعي، وكانت تلك إشارة إلى بعض من اشتهروا بسبب مقاطع فيديو غبية أو أمور غبية تلفظوا بها وانتشرت، فأصبحوا شهيرين بسببها لا لسبب آخر مقنع مثل القيام بعمل عظيم أو التفرد بمهارة مميزة. واليوم انتقلنا من جعل الأغبياء مشاهير، إلى جعل الناس السيئة، مشاهير وأغنياء! هذا الجو العام الذي نعيشه، والذي فيه يتم مكافأة الأشرار بالشهرة والمال، سيكون له تأثير كبير على الأجيال القادمة التي ستظن بأنه من المسموح لها أن تكذب وتحتال وتسرق من أجل المال والشهرة، وأنه لن يطالها العقاب بل ستُكافئ كما تمت مكافأة من أتى قبلها-أو على أكثر تقدير-ضربها على الرسغ كتحذير قبل أن تستلم جوائز الشهرة والمال! يجب أن نعرف وأن نُعلم غيرنا بأن هذه القصص هي قصص تحذيرية لا قصص خيالية في نهايتها يفوز الأمير بيد الأميرة! وأننا نحن من يغذي شهرة هؤلاء الأشرار الذين يملؤون شاشتنا، ونحن من نستطيع أن نسحب البساط من تحتهم!
1383
| 10 مايو 2022
شاهدت الأسبوع الماضي صدور خبر في قناة الجزيرة عن يوتيوبر قفز من طائرته الخاصة وتركها تتحطم وسط الجبال بغرض زيادة نسبة مشاهدات قناته في اليوتيوب. هذا الخبر ذكرني بقصة شخصية الانترنت (نيكوكادو أفوكادو) الذي انتقل من كونه انسانا نباتيا يصور مقاطع فيديو عن الأكل النباتي وأسلوب الحياة الصحية إلى عمل مقاطع فيديو (الماكبانق)، وهي مقاطع فيديو انتشرت أولاً في كوريا الجنوبية لأناس يأكلون صنفاً واحداً أو أكثر من الطعام أمام الكاميرا مع تفاعلهم مع الجمهور. اُشتهر نيكوكادو أفوكادو بعد عمل مقاطع فيديو الماكبانق، شهرة لم يحلم بها أثناء أيامه النباتية، فازداد أكله النهم أمام الكاميرا، لترتفع شهرته مع وزنه، حتى مرض، وأصبح لا يستطيع المشي كثيراً ولا يقدر على النوم إلا بمساعدة جهاز تنفس! بل أن حتى ضلوعه التي تكسرت لم تمنعه من الأكل أكثر و أكثر في سبيل المشاهدات والشهرة! هذه الشراهة إلى الشهرة نوع من أنواع النهم، و ليست كلها.. هناك الشراهة إلى المال.. النساء.. الطعام.. الشراهة لأيٍ من ملذات الدنيا البعيدة عن ملذات الروح.. هذه الشراهة هي ما تضيع الانسان.. وتدخله في دوامات قد يعجز عن الخروج منها لأنها كلها رغبات خارجية هدفها إشباع فراغ داخل الانسان. المستميت على الشهرة قد يكون طالباً لانتباه فقده في طفولته.. عاشق النساء قد يكون باحثاً عن عاطفة ما تهون عليه جرح قديم.. عبد المال قد يكون فرد أثرت عليه ماديات العالم اليوم، ويريد أن يقارع البقية بنقوده وممتلكاته. يجهل البعض نهمه للدنيا، وآخرون يجهلون الأسباب وراء نهمهم.. الأخير له فرصة التحسن وإعادة نفسه إلى التوازن و الاعتدال.. و الأول أمامه طريق طويلة، فيه قد يضر نفسه أو حتى غيره! قال الرسول عليه الصلاة و السلام: (منهومان لا يشبعان، منهوم في العلم لا يشبع منه ومنهوم في الدنيا لا يشبع منها). و قد أثنى الرسول على الأول وذم الثاني. هناك أمور محمود السعي وراءها بشتى الطرق مثل العلم.. صلة الرحم.. عمل الخير.. تحسين حياة الناس و العالم! و هناك أمور أخرى.. لا يُسمى السعي وراءها بشتى الطرق «سعياً» بل نهم أو إدمان أو شراهة، تُنفر و لا تقرب! اختر جوعك الذي لن يشبعك ولن يلتهمك من الداخل! اختر أن تكون منهوما في العلم لا الدنيا! اختر سعيك بإتقان!
884
| 03 مايو 2022
أن تعيش يعني أن تحاول.. أن تُجرب.. أن تغامر.. أن تحب.. أن تأكل.. أن تسافر.. أن تبحر.. أن تتأمل.. أن تقرأ.. أن تكتب.. أن تمسح.. أن تتحرك.. أن تُعلِّم و تتعلم.. أن تغير مكان عملك عندما تصادفك فرصة عمل جديدة ومثيرة. أن تحاول أن تسهم في هذه الحياة.. أن تعرف وأن تعيش حياتك على أنك لست مجرد رقم من ضمن المليارات التي تعيش على هذا الكوكب.. (أن تتأقلم) في بعض الأحيان، أن تتأقلم يعني أن تنمو وأن تجد نفسك الحقيقية.. وفي أحيان أخرى، أن تتأقلم يعني أن تحكم على نفسك بمحدودية المشاعر أو الظروف أو المكان أو أياً كان، دون أن تدري! كالفيل الصغير الذي كان يربط مدربه قدمه بحبل موصول بعمود ضعيف، لا يمكن للفيل الصغير التخلص منه رغم محاولاته، فكبر الفيل وتضاعف حجمه و زادت قوته وهو مربوط بالحبل نفسه الموصول بالعمود نفسه منذ صغره. و لا يزال الفيل المتعايش مع البيئة التي عرفها، غير قادر على التملص من قيده لأنه لا يزال يظن بأنه لا يمكنه تخليص نفسه من الحبل، فما نفع المحاولة؟ (أن تنمو) البعض مثل الكمأة-أو الفقع كما نسميه نحن الخليجيين-، ينمو في أي مكان و في أي بيئة، راضٍ بما هو فيه، متأقلم مع ما حوله. والبعض الآخر لا ينمو إلا بعد حراثة الأرض وجعل التربة جاهزة للزراعة.. تماماً مثل البطاطا. يتشابه الاثنان، ولكن الأول ينمو رغم كل العواقب والثاني ينمو على حسب المواقف! (أن تتقبل) أن تستسلم إلى الله وتُسلم أمرك ونفسك لله. أن تعرف بأنك ضيف في هذه الدنيا الزائلة، و أنك عابر سبيل لم يصل إلى وجهته النهائية. في هذه المرحلة، تجد سعادتك وراحتك. في هذه المرحلة، تسهل جميع المراحل السابقة وتصبح خفيفة على الروح، هينة على الجسد. في هذه المرحلة، تعود كما كنت قبل أن تحيا.. مُلكٌ لله لا لنفسك، ويستقر في نفسك، بأنك متجاوز جميع مراحل الحياة مهما حدث.. لأن الله معك! (أن تموت) الموت هو جزء من الحياة، إن لم يكن الحياة جُلها. نحن لا نحيا كل يوم. نموت كل يوم.. يوم. نموت كل دقيقة.. دقيقة. تنقص أعمارنا، فنعرف ما مضيناه ولا نعرف كم تبقى لنا. الحياة هي استمرارية الموت. إذا كان الموت هو الفقدان، فإن ما نفقده هو الوقت. كل يوم و ليلة. و تستمر الحياة مربوطة بالموت، منذ بدايتها و حتى نهايتها.
713
| 26 أبريل 2022
يُحكى أنه كان هنالك عقرب يريد أن يعبر النهر، فطلب من الضفدع أن يحمله على ظهره إلى الضفة الأخرى، فرفض الضفدع، وقال: هل تظنني غبياً؟ إن حملتك على ظهري ستلدغني وأموت! فرد عليه العقرب قائلاً: هل أنا مجنون لأفعل ذلك؟ إن لدغتك ستموت وسأغرق معك! أعدك بأني لن أفعل شيئاً. كل ما أريده هو عبور النهر! اقتنع الضفدع أخيراً وحمل العقرب على ظهره وبدأ القفز فوق النهر. وفي منتصف المسافة، لدغ العقرب الضفدع. سأل الضفدع العقرب متألماً: لماذا فعلت ذلك! سنموت كلانا الآن! أجابه العقرب آسفاً وغير آسف: لأن هذه هي طبيعتي! هذا أنا!. هذه القصة الجميلة تحمل في طياتها الكثير من العبر والدرر. أهمها أنه عندما يريك شخص ما هويته الحقيقية منذ بداية علاقتكما ببعضكما البعض. صدق ما تراه عيناك، آمن بما حدث أمامك وبأن هذه هي طبيعة الشخص الحقيقية التي قد يكون على استعداد لأن يموت بسببها!. احساسك الأول تجاه شخص ما عادة ما يكون هو الإحساس الصحيح. انطباعك الأول عن شخص ما عادة ما يكون هو الانطباع الحقيقي والأصيل. نادراً ما يتغير الناس في مدة زمنية قصيرة ولن يتغيروا. الانسان لا يتغير في وقت قصير إلا إذا حدث له موقف كبير يهز كيانه ويزلزل حياته وما عدا ذلك خزعبلات وأساطير الأولين. الانسان يتغير على دفعات، على مراحل، في غضون سنين، ولا يتغير الانسان بين يوم وليلة إلا إذا كانت ليلة سوداء ويوما أسود منها!. تغير الانسان بين يوم وليلة دون أن يكون قد حظي بيوم أسود أو ليلة سوداء، معناه أنه كان كذلك دائماً. معناه أن حاجته اكتملت ومصلحته انتهت، والآن بان على حقيقته. الجبال تتشكل مع مرور الوقت وحركة الرمال، والانسان يتشكل مع مرور الوقت وحركة الناس من حوله. كلاهما يحتاج الكثير من الوقت، والكثير من الحركة أو عدم الحركة. كلاهما ذو التأثر نفسه. كلاهما يلبس أثر التغيير نفسه. كلاهما بالثقل نفسه. نربط بين أنفسنا والجبال عندما نقول لمن نحب: "نحن مستعدون لأن نحرك الجبال من أجلكم!". فهل نستطيع أن نقول لهم: "نحن على استعداد أن نغير من أنفسنا وطبيعتنا من أجلكم؟" أم إنه سيأخذنا كبرياء العقرب وطبيعته؟.
1171
| 19 أبريل 2022
تذكر أوبرا وينفري في كتابها المشترك مع الدكتور بروس بيري (WHAT HAPPENED TO YOU?) موقفاً أثر فيها. وكانت مقابلة تلفزيونية مع طفلة فقدت أمها بسبب مرض السرطان. وقبل وفاة أمها، قرر والدها قضاء آخر أيام أمها في السفر عبر الولايات المتحدة الأمريكية. سألت أوبرا الطفلة عن أبرز لحظة قضتها في هذه الرحلة مع أمها. وتوقعت أن يكون الجواب، مشاهدة معلم سياحي ما أو زيارة ولاية معينة أو غيرها من الأجوبة المتوقعة من الأطفال في سن يحبون فيها اكتشاف وملامسة ومشاهدة الأشياء.. ولكن جوابها كان مغايراً تماماً. أخبرت الطفلة أوبرا بأن أفضل لحظات الرحلة بالنسبة إليها كانت ليلة ذهب فيها الجميع إلى النوم وقامت هي في الساعة الثانية صباحاً إلى المطبخ لتجد أمها غير قادرة على النوم، فسألت أمها إذا كان بمقدورها أكل رقائق الذرة مع الحليب (وهي الوجبة المسموح بها صباحاً فقط). فوافقت أمها على طلبها وجلستا معاً لتأكلا وتتحدثا وتضحكا طوال الوجبة. أعطى الدكتور بيري وأوبرا اسماً لهذه اللحظة التي مرت بها الفتاة مع أمها، وسموها بلحظات رقائق الذرة (CEREAL MOMENTS). هذه اللحظات الحلوة التي يحظى بها الإنسان في حياته عندما يخلق رابطة قوية مع شخص ما في وقت ما، فيتخلل وقتهما الحب والثقة والراحة والاطمئنان. في هذه اللحظات يسمعك هذا الشخص وتسمعه.. يراك كإنسان وتراه.. تشعر به ويشعر بك، ولا تشعر بأنك وحيد في هذه الدنيا. في هذه اللحظات تكون ممتنا لوجود هذا الشخص في حياتك وسعيداً به. وهذه اللحظات قد تتشاركها مع شخص أو أكثر بحسب الموقف والحدث. لحظات رقائق الذرة التي نذكرها بالتفصيل في حياتنا، هي ما تبقى بعدما ننسى كل شيء.. ننسى ماذا أكلنا وشربنا عندما سافرنا في الصيف، ولكننا نذكر عندما فاجأنا صديق لنا بزيارتنا في الفندق. نذكر هذه اللحظات عندما ننسى تعب الدراسة وإرهاقها، ولكننا نذكر نصيحة ابن العم الذي حثنا على إكمال الدراسة عند استلامنا لشهادة الماجستير. هذه اللحظات هي ما تبقى في الذاكرة، وما غيرها يزول. في دراسة علمية حديثة تم إعدادها في مستشفى فانكوفر العام، وجد الباحثون أن الإنسان يسترجع شريط ذكرياته قبل موته بعد فحصهم للنشاط الكهربائي لمخ رجل قبل توقف قلبه. أي أن ما شاهدناه في الأفلام وما روته لنا الكتب لم يكن كله من وحي الخيال. الإنسان فعلاً يسترجع ذكرياته قبيل وفاته بثوانٍ أو حتى دقائق، وأجزم بأن معظمنا إن لم يكن جميعنا نريد لهذه الثواني والدقائق أن تكون ذات معنى وأثر.. وأن تكون جُلها بطعم رقائق الذرة مع الحليب!
776
| 12 أبريل 2022
عندما أفكر بالأسئلة التي نسألها أنفسنا وغيرنا.. يطرأ في بالي الفيديو الذي انتشر قبل عدة سنوات لطفلين يجلسان في حوض سيارة يتساءلان: "هل نحن لوحدنا؟ هل توجد كائنات غيرنا في هذا العالم؟" على الأرجح أن الأغلبية سألت نفسها هذه الأسئلة وأكثر، ولكن كم منا دوَّن أسئلته وأفكاره أو صورها أو سجلها ليحتفظ بها أو لينشرها لاحقاً؟ من منا يُسرع خارجاً من بعد الاستحمام ليُسجل أسئلته التي فاجأته في الحمام؟ كم منا يكتب أفكاره التي داهمته قبل استعداده للنوم؟ كم منا يكتب أحلامه التي تراوده في نومه ويومه! القليل فقط! قد يظن البعض أن هذه الأسئلة والأفكار بلا أهمية، وأنها أضغاث يوم لا تستحق التفاتة.. وقد تكون فعلاً كذلك، ولكن ماذا لو كانت أكثر من ذلك؟ ماذا لو كانت هذه الأسئلة بداية لطريق لم نظن أبداً بأننا سنخوضه؟ ماذا لو كانت هذه الأفكار لامعة وجيدة تستحق الخوض فيها؟ ماذا لو كان الحلم الذي حلمناه امتداداً لفكرة كنا نفكر فيها قبل النوم؟ ماذا لو كان لسؤالنا معنى، ولكننا تسرعنا باستبعاد ذلك في لحظتها ومن ثم ندمنا بعد نسيانه؟! لو لم يكن لأسئلتنا وأفكارنا معنى، ما كنا لنقول لأنفسنا سنكتب هذا السؤال أو تلك الفكرة، فننسى تدوينها مع ازدحام رأسنا وتتابع أحداث يومنا! نواجه في الدول العربية صدوداً عن كتابة وتسجيل ما يدور في رأسنا من أفكار وأسئلة وأحلام، الكثير منا يظن أن الكتابة للكتاب فقط. وهذه فكرة خاطئة، فالكتابة للجميع ويُفترض بها أن تكون "على" الجميع. يمكن للكتابة أن توسع آفاق الشخص فتدله على طرق وأساليب جديدة في حياته، لم يكن ليعرفها لولا أنه دوّن أفكاره وأسئلته. ولذلك نجد الكثير من الناجحين سواء كانوا فنانين أو مهندسين أو رجال أعمال، يحافظون لسنوات على كتابة يومياتهم وأحلامهم وأسئلتهم في دفاتر قد يأتي يوم وينشرونها فيه على أنها سيرة ذاتية! وهي فعلاً سيرة ذاتية (لتمرحُل العقول) أي انتقالها من مرحلة إلى أخرى! الكتابة وتسجيل المشاعر والأفكار والأسئلة طوال اليوم، نوع من التعبير عن الذات والسماح لأنفسنا بأن نتطور عبر أن نسأل وأن نفكر أكثر، فكل فكرة تجر أخرى.. وقد نفيد غيرنا أيضاً، عبر تدوين أفكارنا وأسئلتنا، فالإنسان العادي يفكر بستة آلاف فكرة في اليوم.. ماذا لو كانت إحداها الفكرة التي ستغير حياتنا وحياة غيرنا إلى الأحسن؟ هل سيكون من الأفضل ائتمان ذاكرتنا عليها أم احتفاظنا بها في دفتر قريب من القلب؟ دونوا أجوبتكم..
457
| 05 أبريل 2022
أن تكون عربياً يعني أن تكون عطوفاً.. رحوماً.. مهتماً بالقضايا المعاصرة.. مشفقاً على غيرك.. قلقا حول مصيرك.. فخوراً بما صبرت عليه وبما ستصبر عليه! أن تكون عربياً يعني أن تشعر بإخوتك وانتمائك بشكل أو بآخر بأفراد الدول العربية جميعهم، وإن تخالفت حكومة دولتك مع دولة أحد منهم (وما أكثر وقوع هذه الحالة!). أن تكون عربياً معناه أن تشعر بذاك الحبل الخفي بينك وبين أبناء الدول العربية، فتقول للعراقي عندما تراه في لندن: (يؤسفني ما حصل في العراق). وتقول للسوري عندما تركب سيارته في برلين: (لقد زرت سوريا وأنا صغير.. وأحببتها). وتقابل اليمني في السوق فتشد على يده محبة وتقديراً. وتعمل مع الليبي وتواسيه رغم أنك حتى الآن لا تفهم على وجه التأكيد ماذا حصل ويحصل في طرابلس! أن تكون عربياً يعني أن تفهم الحرب والسلام حتى وإن لم تعش الحرب فعلاً! لأنك منذ وُلدت وفي فمك ملعقة السلام وسكينة الحرب. تُصبح على أخبار الحرب والمقاومة، وتُمسي على أمنيات الهدنات والسلام. أن تكون عربياً يعني ألا تُصدم من الحرب الروسية الأوكرانية وألا تتعجب منها، وإن كانت أسباب قيامها وحيثياتها ووقت انتهائها من حكايات المجالس والمقاهي في الدول العربية، فكل عربي محلل سياسي نظراً للخبرات الطويلة في الحرب والسلام في هذه المنطقة من العالم! أن تكون عربياً يعني ألا تستغرب من نفاق وردة فعل العالم- خاصة الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية- اتجاه الحرب في أوكرانيا بالمقارنة بالحرب في سوريا أو العراق أو اليمن أو أفغانستان. فمن يُقتل في أوكرانيا أوروبيين.. بيض.. شقر.. مسيحين.. ومن يُقتل في سوريا والعراق واليمن وأفغانستان.. ليسوا كذلك! وهم في النهاية بعيدون عن العين وبعيدون عن القلب! أن تكون عربياً يعني أن تعرف ماذا يعني أن تكون عربياً! أن تعرف بأن الرجل الأبيض مُقدر أكثر منك في بلدك وبلده! أن تعرف بأن العالم ينظر إلى الحروب في البلدان العربية "كنزاعات" لا حروب، وكفترات هدنات لا سلام دائم. أن تعرف بأن الإعلام المستقل والمحايد الذي تتشدق به الدول الغربية يُصبح "أقل" استقلالاً وأقل حياداً عندما يتعلق الأمر بالحرب في دولة أوروبية! أن تكون عربياً يعني أن تعرف أنك تعيش في منطقة صراعات داخلية وخارجية.. كل طرف فيها لا يهتم بالضحايا والكوارث الناتجة عن هذه الصراعات بقدر اهتمامهم بالغنائم الناتجة عنها! أن تكون عربياً يعني أن تصبر وتصبر وتصبر حتى لا يتحمل الصبر صبرك! وبعد كل ذلك يتم مطالبتك بأن تكون إنساناً وأن تشعر "بغيرك" كما تشعر بنفسك!
1109
| 29 مارس 2022
أصبحنا على زمن إلكتروني. كل ما نريده على مسافة ضغطة زر منا. إن كنا نريد مصادقة أحد، فسنبعث له طلب صداقة على الفيسبوك. وإن كنا نريد أن نعبر عن آرائنا أو أن نشكو خدمة شركة ما، فسنغرد في تويتر. وإن كنا نريد شراء شيء، فسنطلبه من أمازون. وإن كنا نريد معرفة هوية رئيس موزمبيق، فسنسأل جوجل. وإن كنا نريد السفر، فسنبحث عن وجهتنا في صور انستجرام، من ثم سنسافر، ونحمّل صورنا في حساباتنا، وإلا.. هل سنكون قد سافرنا فعلاً؟! يبدو جميع ما قلته بديهي وسهل، فنحن في وقت نستغرب فيه من كون شخص ما غير نشط في مواقع التواصل الاجتماعي، بل ونتعجب إن لم يمتلك حسابا على هذه المواقع! غافلين لفكرة وضعنا لجميع معلوماتنا على الانترنت-وإن لم يكن في موقع واحد-مثل أسامينا وهوياتنا وأرقامنا وصورنا وبطاقاتنا الائتمانية ومزاجنا وغيرها من المعلومات الكثيرة التي تطلبها معظم المواقع الإلكترونية ومن ضمنها جوجل! جوجل مثلاً، يعرف ما نرغب في شرائه وما نبحث عنه، ويعرف ممثلينا المفضلين وقراءاتنا اليومية والمعلومات التي نريد معرفتها، وكله ليس وليد الصدفة بل بسبب تراكم تاريخ بحثنا لديه مما جعل لوغاريتمات جوجل تعرف ما نريد البحث عنه، فتبرزه عند قيامنا بأي بحث، وتجعل ما عداه في الصفحات الأخيرة التي كلنا نعرف بأنه ليست لدينا الطاقة للوصول إليها! قوة هذه اللوغاريتمات هي ما تجعل شركات التقنية الكبيرة المتسيدة لمواقع التواصل الاجتماعي والانترنت أكبر وأغنى، بل وذات تأثير كبير على المجتمعات وحتى الدول، ففي عام ٢٠١٦، كان لإعلانات الفيسبوك دور كبير في فوز دونالد ترامب في رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية بعد تصيد اللوغاريتمات للناخبين وتغذيتهم بالإعلانات التي كانت أغلبها كاذبة ومخادعة كما تم تصوير هذه العملية في الوثائقي (THE SOCIAL DELIMMA). مازلنا اليوم تحت رحمة أهواء الشركات الكبرى مثل ميتا وألفابيت وأمازون وتويتر وأبل ومحاولتهم لتسييرنا واستمالتنا وفق رغباتهم. ففي ٢٠٢١، قامت فيسبوك بإزالة المنشورات حول فلسطين إبان الاعتداءات الإسرائيلية على غزة والفلسطينيين. والآن تقوم ميتا بالتركيز على المنشورات حول أوكرانيا بل وتعزز المنشورات التي تدعو إلى العنف ضد الجنود الروس! نحن تحت رحمة من لا يرحم، ولا يكون له أن يرحم لأنه وُضع من قبل شركات عملاقة، هدفها الربح أولاً وأخيراً، لا سعادة الانسان وانتصاره في هذه الحياة. وقد لا يكون في استطاعتنا كبح هذه الشركات في المستقبل القريب، ولكننا نستطيع ألا نتبرع بكافة معلوماتنا لها. ونقدر على رفض الآراء الواحدة التي قد تحاول فرضها علينا، إن فقط، حاولنا أكثر!
1540
| 22 مارس 2022
مساحة إعلانية
في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...
4200
| 05 ديسمبر 2025
-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...
1842
| 07 ديسمبر 2025
فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...
1758
| 04 ديسمبر 2025
في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه...
1611
| 02 ديسمبر 2025
لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...
1422
| 06 ديسمبر 2025
تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...
1158
| 04 ديسمبر 2025
مواجهات مثيرة تنطلق اليوم ضمن منافسات كأس العرب،...
1149
| 03 ديسمبر 2025
لم تعد الدوحة مجرد مدينة عربية عادية، بل...
903
| 03 ديسمبر 2025
أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...
657
| 05 ديسمبر 2025
تشهد الساحة الدولية اليوم تصاعدًا لافتًا في الخطابات...
615
| 04 ديسمبر 2025
شهدت قطر مع بداية شهر ديسمبر الحالي 2025...
549
| 07 ديسمبر 2025
ليس بكاتب، إنما مقاوم فلسطيني حر، احترف تصويب...
495
| 03 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية