رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

دليل التعامل مع النفس

(الخطوة الأولى) عامل نفسك كما تُحب أن يعاملك غيرك. ادعُ نفسك إلى القهوة. تناول قطعة شوكولاتة. اجلس مع نفسك. احتفِ بنفسك. اشكر نفسك. قوِّ علاقتك مع روحك وعقلك. والأهم من كل ذلك، ترأف بحالك! لا تشد على نفسك وتقس عليها بسبب وبدون سبب!. (الخطوة الثانية) الكلمة الطيبة صدقة، فلا تنس أن تقولها لنفسك أيضاً! أمطر نفسك بالمدح والإطراء. خاطب نفسك وكأنك تخاطب أعز أصدقائك، كما تقول لأصحابك: أنت جميل! أنت رائع! قل لنفسك: أنت مميز! أنت قوي! أنت محظوظ!. (الخطوة الثالثة) أنت مسؤول عن حياتك، عن أحلامك، عن تصرفاتك، عن واقعك، عن مبادئك وقيمك، ولكنك لست مسؤولا عن بيئتك وعمن حولك. تذكر هذا لو أغرقك احساسك بالذنب والعار! فلا تزر وازرة وزر أخرى!. (الخطوة الرابعة) ابحث فيمن حولك عن شخص يراك لافتاً وبديعاً، ومن ثم انظر لنفسك عبر عينيه. فأكثر الناس الجميلة والرائعة لا ترى حالها كذلك إلا بعدما نلفت نظرها إلى الصفات الجيدة فيهم!. (الخطوة الخامسة) نمِّ وعيك! اهتم بعقلك! مارس هوايات جديدة وقديمة، وحفز نفسك على تعلم أمور جديدة. اهتمامك بعقلك سيفتح لك أبوابا جديدة في الحياة لم تخطر ببالك وجودها من قبل. وسيجدد ذلك أملك في الحياة وعيشها. (الخطوة السادسة) صلِّ. تأمل. تفكر. لا تستصغر احساسك بوجود كيان أكبر منك يرعاك ويهتم بك حتى عندما لا تفكر به ولا يخطر على بالك! فأنت أصغر ما في الكون، وفي داخلك أكبر ما في الكون. روحك التي نفخها الله عز وجل من روحه. فحافظ على روحك، وحافظ على نفسك، فهي ليست لك، هي لله أولاً وأخيراً!.

9602

| 04 يناير 2022

أنت وعقلك

لطالما كان القلب هو العضو الأهم الذي نعتني به عندما يتعلق الأمر بأجسادنا. هو العضو المقدس. العضو رقم واحد. ولا جدل في ذلك، فإذا توقف القلب، لا قيمة للأعضاء الأخرى! ومن المسلمات التي نأخذ بها ويعرفها صغيرنا حتى أكبرنا، بأن الدماغ من الأعضاء المهمة أيضاً، فبدون الدماغ نكون كالبطاطا أو الطماطم كما يقولون في الغرب، أي جسد بلا عقل. بلا فائدة. يتحدث الدكتور دانيال آيمن في كتابه (غير عقلك غير حياتك) عن أهمية المحافظة على الدماغ و تحفيزه. فالدماغ يشكل ٢٪ من وزن الجسد، ويستهلك ثلث السعرات الحرارية التي نتناولها يومياً! أي أنه أغلى عضو نملكه بعد القلب، إن لم يكن بأهمية القلب. فبدون العقل لا إدراك ولا فكر ولا وعي ولا مشاعر ولا ذاكرة. وبمحافظتنا على دماغنا وتحسينه وفق ما توصل إليه الدكتور آيمن، نُحسّن من جودة حياتنا ووظائف أجسادنا ونطيل من أعمارنا! ورغم اكتمال نمو الدماغ بسن ٢٥، إلا أننا نستطيع المحافظة على عقولنا وتحسين عمله طوال حياتنا بالطرق الآتية: أولاً، ممارسة الرياضة. فكلما زاد وزنك، صغر حجم عقلك! وبالتالي يجب علينا ممارسة الرياضة لتحسين عمل الدماغ والمحافظة على حجمه! ثانياً، اتباع حمية غذائية صحية. فما نأكله ونشربه يصل مباشرة إلى أدمغتنا، إن كان صحياً، سيساهم في عمل الدماغ بشكل سليم ومتوازن، وإن كان غذاءً سيئاً، سينعكس ذلك على عمل الدماغ وقدرته على الإدارك والتركيز، فالدماغ يرتبط مباشرة بالمعدة والأمعاء وفق دراسة أجراها علماء بجامعة ديوك الأمريكية. ثالثاً، النوم. العقل يحتاج الراحة كي يتجدد ويرفع من أدائه. ووفق الدراسات العلمية الكثيرة، فإن الانسان البالغ يحتاج سبع ساعات من النوم يومياً كي يحافظ على صحته وصحة عقله. رابعاً، إنشاء الروابط الاجتماعية. الانسان يحتاج العلاقات الاجتماعية لأنها تحفز عقله وتريح قلبه، وتبعد عنه الاكتئاب والقلق والتوتر الذي يؤثر سلباً على الدماغ وعمله. خامساً، التأمل والشكر. بالتأمل يومياً والصلاة والتقرب إلى الله بالشكر والعرفان، يتعافى الدماغ بكل هذه الأفعال الإيجابية التي تحافظ عليه وتحسن من عمله. سادساً، القضاء على الأفكار السلبية. فالأفكار السلبية، تبدأ كمشاعر ثم مع تكرارها والتمسك بها، تصبح حقائق لا مفر للدماغ منها، وبعد ذلك لا يكون للعقل سوى الانصياع لها والتدهور أمامها. أخيراً، تعلم أشياء جديدة. سواء أكانت هذه الأشياء أفكارا أو معلومات أو هوايات أو ألعابا أو لغات أو أياً كانت. المهم أن يكون أمراً جديداً لم يسبق للعقل أن تعرض له! بهذه الطرق، نستطيع المحافظة على عقولنا وتحسين عملها. و هذه من وصايا ديننا الإسلامي في الكثير من آيات القرآن الكريم. وقال العقاد في هذا الشأن: « لا يذكر القرآن الكريم العقل إلا في مقام التعظيم والتنبيه إلى وجوب العمل به والرجوع إليه، ولا تأتي الإشارة إليه عارضة ولا مقتضبة في سياق الآية، بل تأتي في كل موضع من مواضعها مؤكدة جازمة باللفظ والدلالة.» فيا أيها القارئ، تفقه وتفّكر واعقل، وحافظ على عقلك، أغلى ما تملك!

7021

| 28 ديسمبر 2021

نحن عشاق الساحرة المستديرة!

اُختتمت في قطر بطولة كأس العرب لكرة القدم يوم السبت الماضي في استاد البيت بالخور. وكانت بطولة ناجحة من جميع الأوجه، وأكبر العوامل الذي ساهم في نجاحها كان الحضور الجماهيري الكبير من جميع أنحاء الدول العربية. وأكبر هذه الجماهير كان الجمهور القطري الذي لم يحضر مباريات المنتخب وحسب، بل وكانت له بصمته في جميع المباريات. مما حيّر وفاجأ البعض الذين وصلوا إلى الاستنتاج بأن «شعب قطر شعب كرويّ، يعشق كرة القدم!». والحقيقة بأننا كشعب لا نعشق كرة القدم فقط، بل نعشق الرياضة بكل أنواعها وأشكالها، ولهذا نجد لكل أنواع الرياضة حضورا في قطر، ولهذا تزدحم جميع البطولات الرياضية التي تستضيفها قطر بالمشجعين والجماهير، ولهذا نحتفل باليوم الرياضي الذي يصادف الثلاثاء من الأسبوع الثاني من شهر فبراير كل عام. لا ألوم من لا يعرف أو يتفاجأ بكون الشعب القطري شعبا محبا للرياضة وخاصة كرة القدم، فمن لا يعرف الصقر، يشويه، وصقورنا غائبة عن مباريات الأندية المحلية لكرة القدم منذ سنين طويلة. لدينا عزوف حقيقي عن حضور المباريات المحلية للأسف، رغم امتلاك الدوري القطري لمؤهلات هائلة تمكنه من أن يكون من أقوى الدوريات الآسيوية. والأسباب معروفة، فقد تم رصد بعضها في دراسة أعدتها وزارة التخطيط التنموي والإحصاء بالتعاون مع الاتحاد القطري لكرة القدم واللجنة الفنية المعنية بإحصاءات الرياضة في الدولة، مثل قلة اللاعبين القطريين والتفاوت في دعم الأندية وعدم تواصل الأندية مع الجماهير وسوء إدارة وضعف تسويق الأندية والفوارق الفنية بين الأندية حتى أصبحت المنافسة ضعيفة فيأتي الدوري بلا مفاجآت وبسيناريو نعرفه مسبقاً بدءا بمن سيفوز ومن سيخسر وانتهاء بمن سيهبط إلى الدرجة الثانية، وغيرها من الأسباب الكثيرة المعلومة. الشعب القطري، شعب يحب الرياضة. يحب كرة القدم. جمهور حقيقي وليس جمهور مجالس يختبئ وراء الشاشات، ولكننا أمام معضلة حقيقية تتمثل في عزوفه عن حضور مباريات الأندية المحلية، والأسباب موجودة بل وبعضها معروض في دراسة وزارة التخطيط التنموي والإحصاء، ولكنها تحتاج إلى حلول واقعية ومدروسة من قبل الجهات المعنية، لتعيد الجماهير المتعطشة لحضور مباريات الأندية إلى أماكنها في الملاعب. وهذا ما نتمناه، خاصة بعد تجهيز الملاعب المونديالية الرائعة والتي ستحتضن بعض مباريات الدوري في المستقبل.

6917

| 21 ديسمبر 2021

العمل بمرونة

كم طريقة صحيحة توجد للحياة؟ هل يجب أن تكون الحياة كلها عملا وإنتاجية كي تكون حياة صحيحة؟ أم حياة جُلها لعب وراحة كي تكون الحياة سليمة؟ أم يجب أن تكون الحياة الصحيحة متوازنة بين العمل والاستجمام كي تكون حياة مقبولة؟ ثم ما شكل هذه الحياة المتوازنة بين العمل والراحة، وكيف يتم تحقيقها؟ هل هي حياة مقسومة بالنصف بين العمل والراحة؟ أم حياة ٦٠٪ منها عمل و٤٠٪ منها راحة أو العكس؟ أم أنها نسب أخرى موزعة بين الاثنين؟ نحن لم نُخلق لنجلس ونضع رجلاً فوق الأخرى، ولنُصيّف طوال السنة. الإنسان خُلق ليعمر الأرض وما عليها وليُطوع ما فيها وما بين يديه.. ولكنه أيضاً لم يُخلق ليعمل طوال الوقت، كما قال الرسول في حديثه مع أبي ربعي حنظلة بن الربيع الأسيدي، ساعة للذكر وساعة للدنيا! إذاً، يجب أن نحقق التوازن بين العمل والحياة خارج العمل، وإذا أردنا فعل ذلك، يجب أولاً أن يتوازن العمل في حياتنا، فيأخذ حقه من وقتنا، فلا يطغى على يومنا، ولا ينقص منه. وبعد ما نوازن العمل في حياتنا، ستأخذ راحتنا واستجمامنا القدر الصحيح من وقتنا بشكل تلقائي. وهذا التوازن بين العمل والحياة خارج العمل يعود بالفائدة علينا وعلى غيرنا. هذا التوازن هو ما رمت إليه اليابان بعدما أعلنت أنه سيكون الموظف مخيراً بين العمل لخمسة أيام أو أربعة أيام في الأسبوع. وقد اهتدوا لذلك بعد ارتفاع أعداد الموتى بسبب الإجهاد من العمل والانتحار بسبب ضغط العمل في الإمبراطورية! وكانت ميكروسوفت اليابان قد جربت قبل ذلك إعطاء الموظفين عطلة مدفوعة الأجر في كل جمعة من شهر أغسطس في ٢٠١٩، مما رفع الإنتاجية بنسبة ٤٠٪! وقامت إمارة الشارقة مؤخراً أيضاً بجعل أيام عمل الأسبوع أربعة أيام بدل خمسة. أما بالنسبة لنا في قطر، فقد تم إقرار العمل عن بعد خلال جائحة كورونا، وتم وضع نظام العمل الجزئي مؤخراً، وهو الذي يتيح للموظف العام العمل نصف ساعات العمل المقررة في الأسبوع مع حفاظه على راتبه الأساسي وبعض البدلات والعلاوات. وهذه كلها طرق عمل مرنة تهدف إلى الدفع بالإنتاجية وتحقيق التوازن بين العمل والحياة الخاصة، ولكنها ليست الطرق الوحيدة لضمان استمرار العمل بمرونة وتحقيق التوازن بين العمل والحياة الخاصة. فتستطيع مثلاً الجهات الحكومية أو الشركات الخاصة، جعل ساعات العمل في مؤسساتها ساعات مرنة أو اختيار يوم واحد في الأسبوع للعمل عن بعد أو إعطاء الموظف إمكانية الخروج باكراً من العمل في يوم واحد من الأسبوع مع تغطيته لهذه الساعات بقية الأسبوع. توجد طرق كثيرة للعمل بمرونة حتى يعيش المرء حياته بمرونة، وفي النهاية فائدة العمل بمرونة لن تعود على الفرد وحسب، بل على المؤسسة والدولة التي ستنتج أكثر أيضاً، ولنا في التجارب عبرة، فمثلاً بعد تجربة العمل عن بعد خلال جائحة كورونا، تم استخدام هذه الطريقة مرة أخرى من قبل بعض المؤسسات خلال بطولة كأس العرب المقامة حالياً للتخفيف من الازدحام المروري ولإعطاء الحدث حقه. يمكن للمرء أن يعمل بعقل وأن يرتاح باتزان، ولكن تنقصنا الليونة والمرونة اللازمة لذلك.

5648

| 14 ديسمبر 2021

القيم قبل المبادئ

عندما نفكر بالمبادئ والقيم، عادة ما يخطر على بالنا بأنهما الأمر نفسه، حيث إن لكل انسان مبادئه وقيمه، صحيح؟ هكذا نربطهما أوتوماتيكياً، حتى التصقا ببعض في أذهاننا. هما قريبان فعلاً في المعنى، ولكنهما يختلفان في تفاصيل المعنى. فالقيم من التقييم وتقدير الأمر. فنقول عمل أو كتاب قيّم أي ذو قيمة أو له ثقل. ولا تُقال إلا كوصف إيجابي كقوله تعالى في سورة الروم: ذلك الدين القيّم (٣٠) أي الدين المستقيم. والقيم هي الخصال العامة الإيجابية التي نتمسك بها أو نريد أن نتمسك بها في حياتنا مثل قيم: العائلة والشجاعة والدين والمساواة والحب والمسؤولية والإبداع والأمان إلخ.. القيم، هي الخطوط العريضة في حياتنا أما المبادئ فهي تفاصيل هذه الخطوط العريضة أو الحبر الذي يتسرب منها، فمثلاً لو كانت إحدى قيم الانسان هي "العدالة"، ستكون أحد مبادئه في الحياة هي الوقوف في وجه الظلم في مجتمعه وعدم السكوت عنه مهما كانت العواقب. وتختلف القيم والمبادئ في كون القيم دائماً إيجابية وخيرة وجيدة، أما المبادئ فقد تكون إيجابية أو سلبية بحسب صاحبها. والقيم أكثر ثباتاً من المبادئ. وقد تكون مبادئ المرء بلا قيم تسندها، فتسقط المبادئ مع أول اختبار لها. ولهذا يكون الشخص ذو القيم أكثر أخلاقاً من الإنسان ذي المبادئ لأن القيم كاملة والمبادئ قد تشوبها العلل، كأن يكون مبدأ من مبادئ الانسان هو أن يتصرف بكرم فقط مع من يعامله بكرم. هذا الانسان لانستطيع أن نقول عنه بأن قيمة من قيم حياته هي الكرم، لأن مبدأه شرطي في الكرم، والكرم لا يكون شرطياً أبداً. من المهم للإنسان أن يعرف قيمه في الحياة، سواء التي بنى عليها حياته، أو تلك التي يريد أن يرفع عليها حياته. ووفق الكاتبة الأمريكية برينيه براون في كتابها DARE TO LEAD، فإن للإنسان قيمتين حقيقيتين يبني عليهما حياته، على الانسان أن يعرفهما أو يختارهما، ومن ثم يستطيع أن يُفعّل هذه القيم في حياته عن طريق سؤال نفسه بعض الأسئلة: 1-ما السلوكيات الثلاث التي أستطيع أن أقوم بها كي أعزز هذه القيم في حياتي؟ 2-ما السلوكيات الثلاث التي تناقض هذه القيم والتي قد أفعلها في حياتي؟ 3-متى التزمت فعلاً بهذه القيم في حياتي؟ قيم الانسان ومبادئه هي خريطة طريقه. إن كانت قيمه ومبادئه واضحة، بأن الطريق أمامه، وإن غمرها الضباب، تاه الانسان وتشتتت أفعاله. وما إن يتصرف الانسان وفق قيمه ومبادئه أصبح له قيمة، أمام نفسه قبل الآخرين. أما الانسان الذي لا يتصرف بقيمه ومبادئه، فلا يلقى قيمة ولا احتراماً. كيف لإنسان يتصرف بلا قيم أن يكون قيّماً؟

11314

| 07 ديسمبر 2021

نخبة المجتمع

لكل مجتمع همومه ومشاغله، ولما تتكاثر هذه الهموم والشواغل وتطفو على السطح، يُولد حديث المجتمع عن هذه القضية أو تلك، وعادة ما يُسلم الميكروفون أو يتسلمه أحد من "نخبة المجتمع" أو صناع الرأي العام للمشاركة في الحديث. وأحاديث المجتمع في قضاياه، مهمة جداً من نواح كثيرة، مثل إيصال رغبة المجتمع لأصحاب القرار ونمو وعي المجتمع والتأكيد على حريته في رأيه وتعبيره. وحالنا اليوم، كحال الكثير من المجتمعات من حولنا، سيما بعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أصبح معظم - إن لم يكن كل - صناع الرأي العام، ومتصدري المشهد العام هم مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي الذين أشهرتهم الصدفة أو التفاهة! وهذا وحده قضية يجب أن يبحثها المجتمع ويتحدث عنها خاصة أننا لا يمكننا أن نقول عنهم بأنهم نخبة المجتمع!. ورغم ذلك، نجد هؤلاء متصدرين أوقات الأزمات والمناسبات، ولهم صوت مسموع في المجتمع! وهذا ما لا يجب أن يكون. فمن المفترض أن يتصدر المشهد العام في أي مجتمع، نخبته، "la crème de la crème" أي أفضل ما فيه، حتى تُخرج هذه النخبة أفضل ما في المجتمع لا أسوأ ما فيه! وهذا يحدث عندما يتصدر المشهد الكُتاب والمثقفين والفنانين والرياضيين والمتخصصين كل في مجاله، كأن يتصدر الحديث عن حال الشوارع، المهندسين، وأن يتحدث عن شؤون المدارس، المعلمين، وأن يتكلم الأطباء عن أحوال المستشفيات، وهكذا حتى يصبح للمجتمع قدوته وعواميده. يجب أن نختار بعناية متصدري المشهد العام في المجتمع، وصناع الرأي العام في القضايا التي تهمنا، فهم من سيحملون همومنا ويذودون عن حقوقنا، وهم صورتنا وواجهتنا خارج الدولة. وهم من يستطيعون خلق القضايا ورفع أهميتها أو إلغائها والتقليل من أهميتها. رسائل المجتمع في قضاياه مهمة، بقدر رسولها، فإن كان شخصاً تافها، صَعُبَ الأخذ بالرأي على محمل الجد، وإن كان شخصاً محترما ومُقدرا ستكون الرسالة متزنة وباعثة على التفكير. فلنختر إذاً الرسول المناسب القادر على إيصال صوت المجتمع باتزان وعقلانية! فلنختر أفضلنا ونصطفيه من نخبة المجتمع!.

5286

| 30 نوفمبر 2021

ابدأ بقتل النمل!

من الجيد أن يعبر الانسان عن شعوره. ومن الأفضل أن يلاحظه ويفهمه سواء أكان هذا الشعور "إحساس" أو "مشاعر"، فالمشاعر هي ما نشعر به في داخلنا مثل الوحدة والحسد والغيرة والسعادة والأمل وغيرها. أما الأحاسيس فهي ما نشعر بتأثيره المادي على أجسادنا مثل البرودة والدفء والقشعريرة والغثيان والأدرينالين وغيرها من الأحاسيس. وكلما ركزنا على شعورنا (من مشاعر وأحاسيس) كلما كبر الشعور وارتفع في داخلنا إلى أن يصل إلى عقلنا. وما إن يعتاد العقل هذا الشعور حتى يألفه ويصاحبه ويصبح محل تركيزه واهتمامه، وكأنه لا شعور غيره. إن كنا نقلق كثيراً في السابق، سنصبح قلقين أكثر بسبب وبدون سبب في المستقبل. وإن كنا متفائلين معظم الوقت سيصبح التفاؤل شيمتنا وطبيعتنا السائدة.. وهكذا. نحن حبيسو شعورنا الذي نفكر فيه ويشغل بالنا. قد يكون سبب هذا الشعور واقعنا أو أفكارنا. فقد يدفعنا واقعنا أو الناس من حولنا إلى الشعور بشعور معين مثل الفرح أو الكآبة، وقد تدفعنا أفكارنا أو خيالاتنا إلى ذلك سواء أكانت أفكار إيجابية أو سلبية تلك التي تمدنا بالسعادة أو الحزن أو غيره. وما إن ندمن شعورا ما حتى تتغير حياتنا، إن كان شعورا إيجابيا، نصبح نشيطين مفعمين بالحب والأمل، وإن كان شعوراً سلبيا يغلبنا القلق والتوتر ويخيم السواد على عالمنا. إذاً، فحياتنا تحركها أفكارنا وبالتالي شعورنا نحو أنفسنا ونحو غيرنا والعالم. الانسان المؤمن بالقضاء والقدر، سينهض بعد كل كبوة، والمكتئب القانع بحظه العاثر، سيلجأ إلى الحزن في كل مرة يحاول فيها الناس إسعاده. ومن منا يرغب في أن يكون المكتئب العاثر؟ لا أحد يطمح إلى حياة تعيسة، ولكننا ندمن مشاعرنا كما يدمن الأطفال الحلويات ويدمن البالغين التدخين. وكما نستطيع التوقف عن شراء الحلويات للصغار والتوقف عن شرب السجائر، نستطيع أيضاً وقف الأفكار السلبية. يشرح الدكتور الأمريكي دانيال آيمن في كتابه (غير عقلك.. غير حياتك) طريقة من الطرق التي يستخدمها لمساعدة الناس على وقف إدمان الأفكار السلبية، وهي طريقة ant therapy أو (علاج الأفكار السلبية الأوتوماتيكية) (AUTOMATIC NEGATIVE THOUGHTS THERAPY) والتي فيها يشبه الأفكار السلبية التي تطرأ أوتوماتيكياً في عقولنا "بالنمل". ويجب علينا منع تجمعات النمل في عقولنا عن طريق ملاحظة كل "نملة" تدخل إلى عقولنا، فنعترف بوجودها ومن ثم نكتبها-أي الفكرة السلبية-على ورقة. ومن ثم نكتب ردنا أو دحضنا لهذه الفكرة السلبية، كأن تكون الفكرة السلبية: (أنا لست مصمم جيد)، وأن يكون الرد على هذه الفكرة: (ولكن جميع تصاميمي تُباع!). وهكذا.. حتى نقتل جميع النمل في رؤوسنا!. يمكننا استرداد مشاعرنا ما إن نسترد أفكارنا ونطوعها لمصلحتنا. الفكرة لا تكون أقوى من صاحبها إلا بإذنه، والشعور لا يكبر إلا بيد الفكرة، وأنت عزيزي القارئ، سيد الفكرة والشعور، فماذا ستفعل إذاً؟ تستطيع أن تبدأ بقتل النمل في رأسك!.

5534

| 23 نوفمبر 2021

قُد بالإبداع لا الخوف!

"بالنسبة لمايكروسوفت، لا يوجد ما هو أهم من ويندوز!". هذا ما كان يقوله ستيف بالمر وقت عمله كرئيس تنفيذي لشركة مايكروسوفت، إحدى أكبر شركات التقنية في العالم. ما لم يقله بالمر بأن تركيزه على ويندوز وعلى المجالات التي تسيطر عليها مايكروسوفت مثل الحواسب المحمولة ومايكروسوفت أوفيس، جعل شركة مايكروسوفت تتأخر أو حتى تفشل في دخول أسواق جديدة مثل سوق الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية! تقصير بالمر تأكد للعالم بعدما خلفه ستايا ناديلا كرئيس تنفيذي للشركة في ٢٠١٤، ولكن الأكيد بأن ذلك لم يكن هو السبب الوحيد الذي جعل الكثير يقولون بأن ستيف بالمر هو أفشل رئيس تنفيذي يمر على شركة مساهمة أمريكية كبيرة! إذاً، ما السبب الذي جعل ستيف بالمر يفشل في المحافظة على صدارة شركة مايكروسوفت في السوق، حتى تعدتها شركات أخرى أبرزها شركة أبل؟ الأسباب كثيرة، خاصة بالمقارنة مع شركة أبل ورئيسها التنفيذي السابق ستيف جوبز والحالي تيم كوك، ولعل أبرزها كون بالمر رجل أعمال بامتياز، وظفه بيل غيتس في مايكروسوفت ليدير الشركة من الناحية الإدارية والمالية، ولكنه لم يملك المهارات اللازمة لإدارة المواهب الإبداعية والقوى البشرية. تبينت شخصية بالمر، عندما تغيرت ثقافة العمل في مايكروسوفت، وأصبح الموظفون الذين كانوا يعملون يوماً ما بدافع الحلم وتغيير المستقبل، يعملون من أجل المحافظة على عملهم فقط في بيئة عمل شرسة خلقها بالمر بالقيادة عن طريق الخوف لا الإبداع. من الأمور السيئة التي فعلها بالمر في مايكروسوفت هي وضعه لنظام المنحنى بالنسبة لتقييم الموظفين، حيث أصبح لكل فريق عمل قائد، يقيم عمل أعضاء فريقه من ١ إلى ١٠ مثلاً، باعتبار أن ١ هو الأفضل و١٠ هو الأسوأ، حتى ولو كان جميع الأعضاء ممتازين ومجتهدين في عملهم. ويحصل الأعضاء الأفضل على العلاوات والترقيات، أما الأسوأ فإما أن يتم طردهم أو تغيير فريقهم ومن ثم إعادة تقييمهم مرة أخرى. هذا النظام المجحف، خلق بيئة عمل سامة، بها يتنافس أعضاء الفريق في عملهم ضد بعضهم البعض لا ضد الشركات المنافسة، مما جعل إنتاجيتهم وإبداعهم يقل في سبيل المحافظة على وظائفهم. بالإضافة إلى نظام المنحنى في التقييمات، كان بالمر لا يسمع موظفيه، ولا يحاول فهمهم، وعلى الأغلب لهذا السبب تأخرت مايكروسوفت أو لم تدخل مجالات كثيرة مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، وأجهزة الكتب والموسيقى الإلكترونية على الرغم من أن بعض المهندسين اقترحوا هذه المنتجات أو حتى عملوا عليها في مايكروسوفت قبل أن تعمل عليها شركات أخرى مثل أبل وأمازون! قاد ستيف بالمر شركة مايكروسوفت بالجبروت والخوف من ٢٠٠٠ وحتى ٢٠١٤، ليأتي بعده ستايا نديلا، ويقودها بالإبداع والتسامح. فتحت إمرة نديلا، تضاعف سعر سهم مايكروسوفت ٤ مرات في مدة قصيرة! الرجل الذي طور سحابة مايكروسوفت وأجهزتها، أعلن بعدما أصبح رئيس الشركة التنفيذي، بأن مايكروسوفت ستكون فريقا واحدا، سيعمل من أجل تحفيز كل إنسان على وجه الأرض وتشجيع كل منظمة على تحقيق المزيد، بلا نظام منحنى أو أذن صماء. الناس تبحث عن قائد يخرج أفضل ما فيها، عن قائد يقود بالإبداع لا الخوف. نعم قد يخرج الخوف أفضل ما في الناس لمدة قصيرة، ولكن بالقيادة الإيجابية والاستماع والمساعدة، يعطي الإنسان أفضل ما فيه بشكل مستمر، وهذا ما فعله ستايا نديلا لمايكروسوفت عندما آمن بموظفيه وقدراتهم، وفشل فيه ستيف بالمر عندما شجع موظفيه على المنافسة الشرسة بين بعضهم البعض وحفزهم على الانغلاق على أنفسهم بدل الانفتاح لغيرهم.

4364

| 16 نوفمبر 2021

التعليم من أجل قطر

عندما أفكر بالمواد التعليمية التي درسناها في المدرسة، وخاصة في المرحلة الابتدائية، أتساءل: ما المعلومات أو المهارات التي بقي أثرها في الذاكرة؟ ما الذي ضاع وما الذي دام؟ ولماذا فُقِدَ ما فُقِدَ وترسخ ما ترسخ؟ سواء استطعنا تذكُّر ما درسناه في المدرسة، أو عجزنا عن تذكُّره أو تحديد محله في ذاكرتنا، ما تشربناه في المدرسة، هو ما كوَّن جزءا كبيراً من شخصياتنا ومستقبلنا. تغيرت المناهج التعليمية، وتطورت مع تغير الوقت والأحداث، ولكن المواد التعليمية المُدَرسة ما زالت كما هي: اللغة العربية.. اللغة الإنجليزية.. الرياضيات.. العلوم.. مادة التربية الإسلامية.. التاريخ.. الجغرافيا.. الرياضة وغيرها من المواد الثقيلة والكثيرة على الطالب. أقول الثقيلة والكثيرة على الطالب، لأنه سيُختبر فيها جميعها آخر السنة حتى ينجح وينتقل إلى مرحلة جديدة. وما الذي سيبقى من معلومات ومهارات بعد كل هذا الضغط والدراسة؟ ليستفيد الطالب من المدرسة على أكمل وجه، يجب أولاً، أن تتم مراجعة المواد التعليمية وكميتها في المرحلة المدرسية حتى تواكب مستوى وقوة المرحلة الجامعية في قطر. ويجب أن تبدأ هذه المراجعة في ماهية هذه المواد ومدى إضافتها للطالب نفسه في كل مستوى من الدراسة الابتدائية والمتوسطة والثانوية. ويُحبذ إضافة مواد جديدة ممتعة ومفيدة للطالب في المستقبل، مثل البرمجة وأساسيات البحث العلمي والفلسفة والموسيقى. ولا بأس في تقطير المواد التعليمية بما يناسب دولتنا واحتياجاتنا وبيئتنا، كما تفعل بقية الدول. ففي روسيا مثلاً يتم تدريس مادة محو الأمية المالية، وفي أستراليا المشهورة بأمواجها العملاقة، يتم تدريس ركوب الأمواج، وفي باشكورستان يتم تدريس تربية النحل. ثانياً، يجب إعادة النظر في طريقة التعليم المستخدمة في المدارس. تلقين الطالب وحفظه للمعلومة كمعيار للنجاح في المدرسة لن ينفعه اليوم ولا في المستقبل. فالمستقبل مرسوم للمفكرين القادرين على حل المشاكل وفك شيفرتها. ولذلك علينا توفير الأدوات والوسائل التعليمية اللازمة لحصول ذلك. تعليم الطالب التفكير النقدي وأساسيات البحث العلمي ومنهجياته والاعتماد على نفسه عندما يتعلق الأمر بمستقبله، أمر ضروري. أخيراً، اختيار المعلمين الأكفاء وتهيئتهم وتدريبهم على تدريس الأطفال. فلن ينفع تغيير المناهج التعليمية أو طريقة التدريس بلا معلم قادر على تحفيز الطلاب وتشجيعهم على الفضول والتعلم والحلم والتفكير النقدي. من المفترض أن تكون المدرسة واحة لخيال الطفل لا طريقة لسجنها وكبحها بالمواد الكثيرة غير المفيدة. ولن نجد هذه الواحة بتلقين الطالب المعلومات المرسلة والمهارات الغابرة. ولن نعثر عليها بتعيين معلمين غير مهيئين لذلك، بل سيكتشف الطالب واحته عندما نعطيه حريته والأدوات التعليمية اللازمة للبحث عنها وعن نفسه، وهذا هو ما ليس متوافراً اليوم للأسف.

4241

| 09 نوفمبر 2021

أولاً: من أنت؟

الناس أنواع، أناس يعرفون من هم وماذا يريدون أن يكونوا في المستقبل، وأناس يعرفون من هم ولكنهم لا يعرفون ماذا يريدون أن يصبحوا، وأناس لا يعرفون من هم ولا ماذا يريدون أن يكونوا! الفئة الأولى هي الفئة الأكثر حظاً في هذه الحياة، والتي يعرف أفرادها أنفسهم وماذا يرغبون من هذه الحياة وإلى أي مدى يطمحون إلى الوصول. والفئة الثانية هي الفئة التي ستصبح يوماً ما، بالعمل والإيمان من الفئة الأولى، فاهمين أنفسهم وعارفين أهدافهم، أما الفئة الثالثة، فهي الفئة التي ضمتنا يوماً ما جميعنا في كنفها، فخرج بعضنا منها، وبقي بعضنا الآخر ليكمل بحثه عن معنى الحياة وهدفها أو لينعم في كسله واتكاله على الغير. لاحظوا، أنه لا وجود لفئة لا تعرف نفسها وتعرف ماذا تريد أن تكون، لأنه لا يمكنك أن تجهل مكنونات نفسك ورغبات روحك، وأن تعرف في الوقت نفسه، ماذا تريد أن تكون! باختصار، لا يمكنك أن تصل إلى وجهتك وأنت تجهل مكانك! كيف لنا أن نصل إلى ما سافر إليه أصحاب المجموعة الأولى؟ ولا أقصد معرفة أهدافنا أو ما نريد فعله في هذه الحياة، بل أقصد الشق الأول من رحلتهم وهو معرفة النفس وما يختلج داخلها.. حيث إننا ما إن نعرف أنفسنا ودوافعنا حتى تسهل علينا أمور الدنيا ونلج بسهولة ودون جهد إلى طموحاتنا وأحلامنا. كيف لنا إذاً، أن نعرف أنفسنا وأن نتعرف على الشخص الحقيقي بداخلنا؟ كيف لنا أن نسطر مبادئنا وقيمنا، وأن نجد ونتبين خطوطنا الرفيعة في شخصياتنا؟ الحقيقة أن لا شيء أصعب من اكتشاف المرء لنفسه وماهيته، ورغم أن البعض يكتشف نفسه بدون جهد أو محاولة مضنية إلا أن هؤلاء لا يمثلون سوى قلة قليلة من الناس. اكتشاف النفس والروح تذكرني بمقولة مايكل أنجلو عن عملية النحت: "إن الجسم موجود في كتلة الرخام، و لا يبقى علينا سوى انتزاعه منها، وإن بدا ذلك مستحيلاً". اكتشاف النفس ومعرفة خبايا أرواحنا بهذه الصعوبة ونحن بلا عبقرية مايكل أنجلو! ولكنها عملية كما قال عنها مايكل أنجلو، ليست مستحيلة! يجد الانسان نفسه وروحه وشخصيته، عندما يبحث ويجرب الحياة. حين يقرأ ويسافر و يصاحب الناس. عندما يخرج إلى العالم و يختبره قبل أن يختبره العالم بدوره. يصل الانسان لنفسه ومكنوناته عندما يخرج من صندوق راحته ويلعب ويعمل ويسمع الموسيقا ويشاهد الأفلام، ويجرب فيُخطئ حتى يصل إلى الصواب. يجد الإنسان نفسه عندما يجلس مع نفسه، ويسألها عن نفسه، ويفتح حديثه الداخلي مع روحه. عندها سيصل الانسان إلى الجزء الثاني من حياته، الوقوف على أهدافه وطموحاته وأحلامه في الحياة. ووقتها، يحلو العيش، وتتضح معاني الحياة.

3750

| 02 نوفمبر 2021

ابدأ اليوم

يُقال دائماً: "افعل ما تحب، ولن تعمل يوماً واحداً في حياتك!" ولكن كيف يمكننا تحقيق ذلك؟ كيف يمكننا الوصول إلى ما نحب فعله ويكفينا في هذه الحياة؟ أسرع طريق لتحقيق ذلك في الفلسفة اليابانية، هو عبر مفهوم الإيكيغاي. والتي يقول عنها الكاتب الأمريكي دان بويتنر، انها سبب من أسباب العمر الطويل والسعيد بعدما بحث مطولاً في أسباب متوسط العمر المرتفع في مدينة أوكيناوا اليابانية، وغيرها من المدن حول العالم. ولكي تعرف الإيكغاي الخاص بك، أو "هدفك بالحياة" أو "سبب عيشك على هذه الأرض"، عليك أن تبحث أولاً عما تحب فعله. هل تحب الكتابة؟ هل تحب الحساب؟ هل تحب القراءة؟ السفر؟ التطوع؟ الفن؟ البرمجة؟ الرسم؟ الاستكشاف؟ التصوير؟ ما الذي تحب القيام به؟ ابحث كثيراً عما تحبه ودون كل شيء تستمع القيام به. ومن ثم ابدأ بالخطوة الثانية. اسأل نفسك: ما الأمور التي أحبها، وأبرع بالقيام بها؟ واكتبها كلها.. أنا أحب النحت، وأنا نحات بارع! أنا أحب الحديث العلني، وأنا متحدث رائع! وهكذا. تمعن جيداً في مهاراتك والأمور التي تحب القيام بها. وبعد ذلك، افرز ما كتبته، وتساءل: ما الذي يمكنني فعله مما أحب وأبرع فيه، وقد أتقاضى أجراً مادياً أو معنوياً من ورائه؟ أي ما العمل الذي قد يكون مصدر رزق لي أو دافعاً معنوياً لي كي أستمر في هذه الحياة؟ وبعد أن تجد جوابك، اسأل نفسك أخيراً: هل العالم يحتاج هذا الآن؟ هل العالم يحتاج ممثل جديد؟ هل الناس تحتاج مدرب حياة آخر؟ هل العالم يحتاج إلى مقهى جديد؟ شركة توصيل جديدة؟ ما الذي يحتاجه العالم وأستطيع تقديمه؟. اجلس مع نفسك ودون جميع الأجوبة على هذه الأسئلة: ما الذي أحب فعله؟ ما الذي أبرع بالقيام به؟ ما الذي قد أتقاضى أجراً عليه؟ ما الذي يحتاجه العالم اليوم؟ وعندما تجد الجواب المشترك بين الأجوبة، ستجد هدفك في الحياة، ولن تعمل يوماً آخر في حياتك وفق الفلسفة اليابانية. ابحث عن الايكيغاي الخاص بك في داخلك، وإن لم تستطع العثور عليه، فلا بأس، اعمل على نفسك وعلى ما تحب فعله بمفهوم "الكايزن" الياباني، أي التحسين المستمر. افعل ما تحبه، وطور فيه ومن نفسك بشكل دائم. ولا تحمل نفسك تحسينات كبيرة. ابدأ صغيراً بتغييرات بسيطة كل يوم. تغييرات بالكاد يمكن ملاحظتها، أو حتى قد يضحك الآخرين عليها أو على تفاهتها وفق قاعدة التطور والتحسين بنسبة ١٪. ولكن هذه الأفعال الصغيرة التحسينية اليومية، ستكون يوماً ما جبلاً من التطور والتحسن والأعمال الكبيرة. هذه الأفعال الصغيرة وقاعدة ١٪ من التطور والتحسن المستمر هي ما حولت الفريق الوطني البريطاني من فريق متوسط المستوى إلى فريق عالمي حائز على ست عشرة ميدالية ذهبية أولمبية على مدى عامين فقط وفق مديره السابق ديف بريلزفورد! ومن الأفعال الصغيرة التي طورت الفريق البريطاني كان صبغ أرضية الشاحنة التي تحمل الدراجات باللون الأبيض، حتى يتسنى لهم رؤية أي غبار يتجمع على الأرضية والذي قد يؤثر على صيانة الدراجات! بالإضافة إلى شحن الأسرة والمخدات المخصصة لكل دراج بباص الفريق حتى لا تُترك راحتهم للصدف وأسرة الفنادق العشوائية وغير المريحة في المدن التي سيزورونها!. ابحث عما تحبه وقمْ به. تمسك به. طوره وطور من نفسك. ابدأ بدافع الإيكيغاي الخاص بك، أو اقض حياتك وأنت تنمي من نفسك بنسبة ١٪ يومياً، ولكن ابدأ، فالتغيير يبدأ بك من الداخل، لا من الخارج.

3406

| 26 أكتوبر 2021

المرأة مكانها في مجلس الشورى

انتهينا في قطر مؤخراً من انتخاب أعضاء مجلس الشورى لأول مرة في تاريخ الدولة، ولأنها تجربة جديدة وفريدة من نوعها، كان من الطبيعي أن يتخللها بعض التحديات والصعوبات، والكثير من المفاجآت والأمور المتوقع حدوثها. ومن المفاجآت "المتوقع حدوثها"، كانت عدم فوز أي امرأة في الانتخابات، كان هذا الأمر مفاجئاً، لأن الجميع عقد الآمال على أفضل النتائج في النسخة الأولى من الانتخابات، أما توقع حدوث هذا الأمر، فيرجع إلى الأسباب الذي يعرفها معظم الناس، التي سأذكر بعضها في هذا المقال. أولاً، عدد المرشحين لعضوية مجلس الشورى من الرجال يفوق عدد المرشحات النساء للكراسي نفسها، بالإضافة إلى أن عدد الناخبين الرجال، يزيد على عدد الناخبين النساء، وهذا لا يعني أن المرأة ستصوت بالضرورة لمرأة أخرى، ولكنه يعني فقط أن حظوظ الرجال بالفوز أعلى من حظوظ المرأة في الانتخابات. ثانياً، المرشحون الرجال كانوا منظمين أكثر في حملاتهم الانتخابية، واستغلوا مجالسهم بطريقة ذكية، وجزء من ذلك يرجع إلى خبرتهم الطويلة - مقارنة بخبرة المرأة - في مجالس الشورى السابقة. ثالثاً، نظرة المجتمع السلبية للمرأة في مركز السلطة، فنحن لا نزال في مجتمع لا يستسيغ وصول المرأة لمناصب عليا في الدولة، ظناً أن المرأة لا يمكنها أن توفق بين حياتها الخاصة وعملها، فكيف لو كان هذا العمل يحمل نفوذاً كبيراً؟. أخيراً، وضع الرجل الاجتماعي أفضل من المرأة من ناحية الحرية في التنقل والتصويت واختيار المرشح، بحرية، حيث لا تزال بعض النساء تحت سلطة الرجال في تحركاتهن واختياراتهن. هذه الأسباب هي انعكاس لمجتمعنا الذي غضب بعض أفراده عندما سُمي بالمجتمع الذكوري، رغم كونها الحقيقة، وإن لم تكن هذه الحقيقة، فلماذا إذاً حرص معظم المرشحين الرجال لعضوية مجلس الشورى على التركيز على قضايا المرأة في برامجهم الانتخابية؟. يجب أن نعترف بأخطائنا وأن نحاول تصحيحها، فمثل هذه الأمور واردة الحدوث في أول تجربة انتخابية، وإن كانت محبطة، ولكن من المفترض أن يكون مجلس الشورى ممثلاً لجميع أطياف الشعب القطري، والمرأة القطرية جزء منه، بل إن وجود المرأة في مجلس الشورى يعني أن تمثيل المرأة والطفل والرجل القطري قد اكتمل في المجلس، والحمدلله، وفي خطوة سامية ومباركة من سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني - حفظه الله - تم تعيين عضوتين في مجلس الشورى، هما الدكتورة حمدة بنت حسن السليطي والسيدة شيخة بنت يوسف الجفيري، عل هذه الخطوة تكون استكمالاً لمسيرة الدولة في تمكين المرأة في جميع المجالات، حتى يتسنى تمثيل المجتمع القطري على أحسن وجه في مجلس الشورى من أجل خدمة قطر، ونحن لا نزال في بداية الطريق.

4308

| 19 أكتوبر 2021

alsharq
في وداع لطيفة

هناك لحظات تفاجئ المرء في منتصف الطريق، لحظات...

4602

| 29 سبتمبر 2025

alsharq
الكلمات قد تخدع.. لكن الجسد يفضح

في ظهوره الأخير على منصة الأمم المتحدة، ملامحه،...

3402

| 29 سبتمبر 2025

alsharq
الإقامة الدائمة: مفتاح قطر لتحقيق نمو مستدام

تجاذبت أطراف الحديث مؤخرًا مع أحد المستثمرين في...

1542

| 05 أكتوبر 2025

alsharq
استيراد المعرفة المعلبة... ضبط البوصلة المحلية على عاتق من؟

في الآونة الأخيرة برزت ظاهرة يمكن وصفها بـ...

1119

| 02 أكتوبر 2025

alsharq
حين يُستَبدل ميزان الحق بمقام الأشخاص

‏من أخطر ما يُبتلى به التفكير البشري أن...

1059

| 29 سبتمبر 2025

alsharq
إعطاء من لا يملك لمن لا يستحق

منذ أكثر من مائة عام ارتُكبت واحدة من...

885

| 30 سبتمبر 2025

alsharq
النسيان نعمة أم نقمة؟

في لحظة صفاء مع النفس، يطلّ النسيان عليَّ...

852

| 30 سبتمبر 2025

alsharq
الوضع ما يطمن

لسنا متشائمين ولا سلبيين في أفكارنا وتوقعاتنا ولكن...

768

| 03 أكتوبر 2025

alsharq
تعلّم كيف تقول لا دون أن تفقد نفسك

كم مرة قلت «نعم» في العمل بينما في...

756

| 02 أكتوبر 2025

alsharq
حماس ونتنياهو.. معركة الفِخاخ

في الوقت الذي كان العالم يترقب رد حركة...

663

| 05 أكتوبر 2025

alsharq
كورنيش الدوحة بين ريجيم “راشد” وعيون “مايكل جون” الزرقاء

في فجرٍ قطريّ عليل، كان البحر يلمع بألوان...

633

| 30 سبتمبر 2025

alsharq
النعمة في السر والستر

كيف نحمي فرحنا من الحسد كثيرًا ما نسمع...

624

| 30 سبتمبر 2025

أخبار محلية