رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

المتآمرون على سوريا!

دعوني أقولها لكم من الآخر وبدون أي تغطية جمالية يمكن أن أغلف بها كلماتي التي أدعو الله أن تصيب مقتلاً في قلوب الذين يقفون أمام (المجازر) التي تحصد أعناق الصغار والكبار في سوريا موقف (المتآمرين)!..نعم متآمرون على الشعب السوري ومقامرون على دمه الذي أصبح أرخص من الماء، باعتبار أن الماء يشكل أزمة في بعض الدول الفقيرة!، من الذي جعل سوريا رخيصة بهذا الشكل والشأن وهي المدرجة تحت المظلة العربية وتمثل شرياناً حيوياً في عضد وقلب هذه الأمة؟!، من الذي تآمر على السوريين ووضعهم بين مطرقة نظام بشار الأسد وروسيا وسندان المجموعات الإرهابية التي استغلت ثورة شعب لقتله بأبشع الطرق على مرأى من الدول العربية التي تنكر ولا تحمي وأمام العالم الذي يستنكر ولا يفعل؟!، من الذي لا يزال في قلبه صفة واحدة من صفات القلوب، وهي الرحمة، ليتحمل منظر الأعناق المذبوحة لأطفال ونساء كانوا يحلمون بالأمان، فإذا الأمان محتبس في أحلامهم البريئة؟!، بربكم ماذا بقي لتفعلوا شيئاً؟!، ماذا بقي لينقضي هذا السواد عن سماء السوريين ويحل النهار مزهراً على قلوبهم وقبورهم الطرية التي لم يجف ترابها حتى الآن؟!، ماذا ننتظر لنهبَّ لنصرة هذا الشعب الذي تفرق دمه بين شبيحة النظام والعصابات التي تستغل الوضع أبشع استغلال في قتلها وتمثيلها لجثث الصغار والكبار والعالم يتفرج، دون أن يصلوا (بهذرتهم) الفارغة إلى ما يمكن أن يوقف حمام الدم الذي يحصد من الأرواح السورية، ما تجعلنا ننبذ مشاهدة الأخبار لكي لا تعكر لنا صفو حياتنا التي نخوض ملذاتها شرقاً وغرباً ؟!، فسوريا ستكمل عامها الرابع وما زالت تراوح مكانها، ولكن باختلاف واحد، وهو أنها ستكمل هذا العام بنحيب الأمهات والآباء على أطفالهم الذين لا أعلم أي قلوب يمتلكون وهم يرون أبناءهم يغرقون وسط دمائهم الطاهرة ولا يحق لهم أن يتتبعوا آثار قاتلهم ولا أن يثأروا لهم!.. فأنا أجد نفسي اليوم في موقف العاجزة الحائرة التي ترفض التدخل الأميركي والروسي في القضية السورية لتأكدي الكامل بأن كل ما يحركهما هو الطمع الذي يمكن أن يعزز اقتصادهما ووجودهما في قلب الأمة العربية ولا شيء غيره، ومن ناحية أخرى، فأنا شبه موقنة أن الحل بيد العرب أنفسهم الذين يجب أن يصطفوا لاقتلاع (نشار الجسد) من كرسيه ومحق نظامه الجائر، ومن ناحية أخرى تطويق العصابات الوحشية التي تعمل في البلاد والعباد نهباً واغتصاباً وقتلاً وتجويعاً، على ثقة بأن الحل بيد العرب الذين يجب أن تتعدى حلولهم سقف الاجتماعات واستجداء القرارات الواهية من ردهات مجلس الأمن الذي لا يستطيع أن ينفع نفسه من الوقوع في مزالق، فكيف له أن يهب للدفاع عن أرواح عربية، وأن عليهم أن يقفوا بجيوشهم وجنودهم للتدخل السريع في وقف المذابح التي تحدث علانية نهاراً وليلاً وعلى مرأى من العالم الذي لا يملك سوى الحوقلة التي نرفع بها إلى الله لعله يرحم شعباً أعزل لا يملك من السلاح سوى كلمات هادرة تنطلق من حناجر تجد اليوم السكاكين الحادة الوسيلة الأسرع لبترها وقطعها، بربكم لا تسكتوا وقولوها مجلجلة "لبيك يا شام"، فقد مات أبضايات سوريا ولم يبق فيها سوى قطّاع الأرزاق والأعناق ومحبي السلطة والجاه، أنقذوها وإلا دعوا الشعوب العربية تبرز مراجلها ودعكم من اجتماعاتكم وأوراقكم ودعواتكم المستكينة لوقف العنف وكان ما يجري في دمشق وحمص وكرم الزيتون وبابا عمرو وحلب ودير الزور وغيرها من المدن هو في الأساس عنف لا أكثر!، حقيقة لا أعلم من الغبي، نحن أم أنتم، من الأرحم، نحن أم أنتم، من يملك الضمائر الحية، نحن أم نحن، عفواً فمثلكم لا يملكها!فاصلة أخيرة:رحم الله السوريين كانوا أشقاء لنا!

766

| 25 فبراير 2016

"رجاوي" لبنان!

وبدأ لبنان في "الرجاوى" والاستعطاف!وسيستمر حتى الرمق الأخير!هكذا اعتدنا من لبنان الذي كلما حاول أن (يجر شكل) الكبار عاد لحجمه الطبيعي وبدأ رحلة استنزاف جهده لإتمام عقد الرضا عليه من جديد!وطبعاً لا يمكن أن أخفي سروري من العقاب السعودي الذي أيدته دول خليجية وعربية تجاه لبنان، بعد امتناعها الصريح عن التصويت لصالح المملكة، بعد الهجوم الذي تعرضت له قنصلية وسفارة السعودية في طهران ومشهد مؤخراً، بالإضافة إلى تطاول حزب الله الذي تضمه لبنان، على عاصفة الحزم التي تقودها المملكة العربية السعودية على لسان أمينه غير المؤتمن حسن نصر الله، الذي يفضح عداءه للسعودية ومن يؤيدها في كل مرة يجد كاميرات تلتقط ملامح وجهه الخبيثة، وعليه فإن النداء الذي أطلقه السياسيون اللبنانيون ومنهم سعد الحريري، الذي أقر برعونة بلاده في التعامل مع المملكة التي تمر اليوم بأكثر من تحد تترأس ألاعيب إيران هرمها، من خلال تحريضها المستمر ضد الرياض، ومع هذا فقد ناشد الحريري الملك سلمان عدم التخلي عن لبنان، وردت عليه الرياض بأنها لم تتخل يوماً عن شعب لبنان لتتخلى عنه اليوم، ولكن يبقى الدرس الذي يجب أن يعلق في أذهان اللبنانيين الذين يفتقرون لحكومة قادرة على أن تنصب رئيساً، لتكون عاجزة اليوم عن أن تلجم أفواه حزب الله وإيران قبله، وتثبت أنها دولة ذات استقلالية وليست ولاية تابعة لملالي طهران الذين يحكمونها!.. ماذا عن هذا الدرس الذي تلقمه السعودية للبنان ويبدو أنه درس ليس من السهل استيعابه وسط صدمة من يقود لبنان، لفقدان ذراع أمني ومالي كانت لبنان ترتكز عليه طويلاً، وتعود إلى السعودية التي عُرفت دائماً بدعمها غير المحدود لهذا البلد!!.. بل ان خطوة الرياض هذه تبعتها خطوات مماثلة من دول خليجية كانت معروفة بمساعداتها الدائمة للبنان ودول عربية كانت متعاطفة معه في معظم أزماته، ويبدو أن شعور بيروت بوقوفها وحيدة اليوم - الذي جرها إليه عنادها ومن يؤججها - عارماً، وسط كم االمناشدات التي وصلت إلى آفاق الرياض ومن يجاورها من دول الخليج، ولذا لن نستبعد إن كان لبنان اليوم يحصد ثمار إعطاء سيادته لإيران التي تتخذ من حزب الله نائباً مفوضاً لها، كما أن عودة الأمور لسابق عهدها بالنسبة لهذا البلد لا يبدو أنها أمر سهل، خصوصاً وأن السعودية اليوم ليست على ما كانت عليه بالأمس، من مهادنة الكثيرين والتحلي بالحلم أمامهم، وباتت أكثر قوة وقيادة وحكمة وحنكة، بل وقدرة على تسيير الأمور لصالحها، لعلمها بأنها تحتاج اليوم من يقف معها بعد عاصفة الحزم لا أن يكسر من عزمها وقدرتها على قيادة دفة هذه الأمة بما يليق لها وهي الأقدر على هذا بكل تأكيد.فاصلة أخيرة:لم تعد الأمور كما كانت.. كما لا يجب أن تكون كذلك!

501

| 24 فبراير 2016

رعد الشمال.. رويدك!

ربما أكون أول المتفقين مع المفكر الكويتي الدكتور عبدالله النفيسي الذي غرد من خلال حسابه المعروف في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) عن وجوب التريث الذي يجب أن تتخذه بعض دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية قبل اتخاذ قرار الحرب البرية في سوريا التي أعلنت الرياض عن نيتها الجدية في خوضها ضد تنظيم داعش، ذلك لأن إيران التي أعلنت أكثر من مرة أن داعش يمثل الإرهاب الحقيقي في سوريا والعراق ويمكن أن يشتد خطره إلى ماهو أكبر من ذلك، لا يمكن أن تؤخذ تحذيراتها من باب الخوف على مستقبل سوريا وشعبها، ذلك أن الحشود الشيعية الإيرانية والنصيرية من حزب الله، تمثل أيضاً الإرهاب الذي يتعرض له أهل السنة سواء في سوريا أو العراق، لذا فالتحذير من خطر داعش يجب أن يضاهيه التحذير من خطر هؤلاء الذين يمارسون ما هو أشنع وأفظع من داعش نفسه، ويتساوون معهم في درجة الحقد والإرهاب، ناهيكم عن إرهاب نظام بشار الذي يجب أن يكون المستهدف الأول فيما لو نجحت الرياض في حشد الموافقة الدولية على التدخل البري في سوريا. ويبدو بحسب ما ترد الأخبار أن هذا الأمر لم يعد مطروحاً على الساحة العربية لأنه من الصعب أن يبت في هذا القرار في يوم وليلة، خصوصاً وأن سوريا باتت مفرخة للتنظيمات وساحة مشتعلة للقتال، وتحولت ثورتها لحرب شوارع واقتتال طائفي ومذهبي، ولا يمكن أن تغامر دول خليجية وعربية أخرى بالولوج فيها دون أن تتبين أكثر عواقب ما يمكن أن ينتج عنه هذا الولوج المدجج بالعدة والعتاد والأرواح، لذا فإننا نرفض أن نكون جزءاً من مضاعفة المعاناة التي يذهب ضحيتها في المقام الأول شعب سوريا، الذي لم نستطع أن ننصره بكلمات الإدانة والاستنكار في محفل جامعتنا العربية، التي تتجه اختياراً لمناقشة أمور ثانوية وتتجاهل ما يعانيه الشعب السوري من حرب إبادة من بشار وروسيا والتنظيمات التي تعيث بأرضه، فكيف لنا أن تكون نصرتنا له بقوات برية أحيي الرياض على تأنيها في قيادتها والبدء في توجيهها للدخول إلى أرض سوريا عبر الحدود التركية والأردنية، دون استشعار ما يمكن أن تلاقيه هناك من مفاجآت غير سارة، لا سيما وأن نظام بشار يخبئ من هذه المفاجآت والمباغتات ما يمكن أن يكون أكثر شراسة مع استمرار الحرب في بلاده واستمداد قوته من إيران وروسيا، التي أعلنت الأخيرة فيهما استعدادها لحل أزمة سوريا سياسياً رغم استخدامها آلات البطش وتصفية الأبرياء في سوريا، ومع هذا ورغم أننا كشعوب عربية نعلم جيداً شعور شعب سوريا الذي يجد نفسه يتناقص، وأرواح أبنائه تحصدها أحقاد التنظيمات الإرهابية التي اتخذت من أرضه موطناً لها، ناهيكم عما تفعله براميل وصواريخ نظام بشار الذي يصر في كل مرة على أن كل ما يفعله من إرهاب هو دفاع عن شرعيته الملغاة منذ أكثر من أربع سنوات، بالتعاون مع روسيا وإيران القوة النافذة لاستمرار هذه الشرعية، إلا أننا نجد أنفسنا فعلاً نلجأ لأن يكون الحل السياسي هو الحل الذي نرتضيه، نظراً لما نراه من سفك دماء لم يجف منبعها منذ سنوات، ويجب أن يكون للرياض موقف فاصل لإنهاء هذه المعاناة الدامية للسوريين، لأن السعودية اليوم التي أعلنت بكل صرامة وقف مساعدتها لتسليح الجيش اللبناني ودعمها لهذا البلد الذي قابل الجميل بالنكران؛ بالامتناع عن التصويت العربي ضد التعدي الإيراني الممنهج على سفارة وقنصلية المملكة في طهران ومشهد، وعليه فإن السعودية في رأيي قد أخذت وضعها الطبيعي في قيادة هذه الأمة، وأظن أن المحنة السورية هي الفيصل لتحقق ذلك وتنجح فيه بإذن الله.فاصلة أخيرة:يجب أن نؤمن بعودة سوريا لنا لكي نقضي على بشار!

590

| 22 فبراير 2016

النصاب

الرئيس يبارك..الرئيس يؤيد.. والرئيس يقول (يس) ويوافق !.. ربما بذكائكم الذي عهدته فيكم ستعرفون من الذي أقصده بكلمة (الرئيس) وهو شرف يلحق بكبير الدولة الكبرى في العالم الولايات المتحدة الأمريكية السيد باراك أوباما الذي فجر قنبلة مجتمعية وأعتبرها أنا (ترجمة حقيقية لشخص أوباما) بموافقته بل ومباركته لقانون ينص على (شرعية زواج المثليين) في أمريكا معتبراً ذلك (حقاً مشروعاً) يقره الدستور الذي ظل وحتى فترة قريبة يجد في هؤلاء (الشاذين) نقاطا سوداء تلطخ واجهة أمريكا البيضاء باعتبار أنها بيضاء بالأساس !..اليوم يقول أوباما إن لهؤلاء المختلين عقلياً وأخلاقياً ودينياً الحق في أن يتزوج ذكرهم من صاحبه الذكر وأن تقيم العروس حفل زفافها على صديقتها العروس أيضاً ولا ضير أن يحضر المهنئون العرس ويقيمون الأفراح والليالي الملاح وتنطلق الأهازيج تحت مظلة دستورية لا تنكر عليهم ما يفعلونه!..وطبعاً أنا لست الوصية على توجيهات أوباما الذي لربما لا يستشير زوجته فيما يفعله ولكني اليوم (الشامتة الناقمة) على أنصار هذا الإنسان الذين طبلوا وأطلقوا الصيحات الموالية له حينما نُصّب رئيساً شرعياً على البلاد وقالوها صراحة (جاء ابن المسلم الذي سيشعر بنا وبآلامنا وهو القريب من ديننا وأخلاقنا ومعتقداتنا وقضايانا باعتبار أن والده المبجل حسين مسلماً نطق في يوم من الأيام الشهادتين وعُدَّ مثلنا)!!.. شامتة فيمن لا يزال يرى في هذا الشخص منقذ الأمة وهو العاجز عن إنقاذ دولته من الحضيض الأخلاقي الذي تقبع فيه وتزداد غرقاً في أعماقه.. مشفقة على بعض شيوخ الدين الذي رأوا في أوباما ما يجعله المؤهل الأول في التعاطي مع قضايا العرب بشيء من الحكمة والكثير من العدل والدراسة وضجت منابرهم بالخطب العصماء التي باركت للرئيس الأمريكي زيارته الأولى لقاهرة المعز لدين الله ودخوله أكبر مساجدها التاريخية ليقول كلاماً وجدته آنذاك كاذباً مخادعاً ورآه غيري من الملايين السعيدة صادقاً مبشراً ويعطي الكثير من الإرهاصات المشجعة في أن قضايانا المعلقة ستجد لها سلة أوباما لتلتقطها وتضعها بمكانها الصحيح الذي نأمله وإذا بنا نُعلق من رقابنا على مشانق قاسية نصبها لنا ابن حسين المسلم!.. واليوم وبعد هذه السنين من حكم أوباما يتبين لنا من هو الرئيس الأمريكي الذي تفنن في صنوف (اللكم والركل) في مواقفه المتناقضة في أكبر وأطول قضية عربية عالمية عرفها التاريخ وهي قضية فلسطين الذي أعطى فيها إسرائيل حقها من نهش الرأس ورمى لنا عظمها البالي نحوم فوقه كما تحوم القطط على بقايا الطعام واليوم يمارس الدور نفسه في سوريا .. أوباما الذي يصر حتى الآن على صدمتنا بمواقفه في منعنا من امتلاك أسلحة نووية وفي أحقية بلاده وإسرائيل ودول أخرى في تعاطيها جهراً وأمام مرأى من الوكالات المناهضة لامتلاك هذا السلاح الخطير على أي أرض بالعالم !.. هذا الأسمر الذي أعلنتها منذ أن شاهدت ابتسامته الصفراء في أرض مصر بأنه لم ولن يكون صديقاً لي مهما حاول وناضل لتكون الشعوب العربية صديقة له سيفعل في فترة رئاسته المقبلة ما هو أكبر بكثير من أفعاله الماضية التي يختتمها بتجرد أخلاقي شنيع مريع ويبتسم!.. نعم لقد كان الرجل مبتسماً وما يقهر فعلاً أن شفاهه قد انفرجت عن وصف يأخذ من اسمي حروفه الستة!!.فاصلة أخيرة:ابحثوا عن دور أمريكا اليوم في سوريا لتفهموا ما قلته !

314

| 09 فبراير 2016

عيني عليكِ يا (غزة)

ربما لم يكن خبر اعتراف تل أبيب بإغراق أنفاق غزة، قد جاء بطلب شخصي، وفوري من قائد الانقلاب في مصر عبدالفتاح السيسي مستغرباً، فهذا الرجل منذ استيلائه على حكم المحروسة، وهو يعلن ـ في كل مرة تتفجر فيها سيناء ـ العداء لغزة وأهلها وإلى حركة حماس، ويحملهم مغبة ما يحدث في سيناء، حتى وصل الأمر بفئة مناصريه إلى التحدث بصراحة عن إعلان الحرب على غزة، ووقف المعونات التي تصلها من خلال معبر رفح، الذي يتحكم به الجانب المصري للأسف، وإلى تفضيل الإسرائيليين على أهل غزة، فلم لا يخرج اليوم هذا الاعتراف الذي لا يجب أن يعجب من العالم، وخصوصاً العرب الذين يرون بوضوح كمَّ العداء الذي واجه السيسي أهل غزة به، منذ التحكم بكرسي الرئاسة في مصر، ووصل إليه بعد فض ميدان رابعة الدموي؟!.. بل كيف يمكن أن يكون هذا الخبر مستغرباً، وهذا الرجل يستنزف من قوة واقتصاد وثروات مصر ما جعلها اليوم في مؤخرة الدول، بعد أن أهلك شعبه ما بين قتيل وهارب ومعتقل؟! فهل ستأتي إسرائيل اليوم لتقول ما لا يوجد في هذا (الرئيس)، أو تجمل ما هو قبيح فيه؟!.. فكلاهما على نفس الشاكلة، وما جعل إسرائيل اليوم تفصح عن هذا السر المعلن، في الواقع، هو أن مصالحها مع السيسي متشابهة، بما أن العدو هو واحد، وأن شرايين الغذاء والدواء التي كانت تمد أهل غزة بالحياة، كانت تشكل خطراً على إسرائيل نفسها، خصوصاً إذا ما اعتقدت مصر نفسها أن هذه الأنفاق يمكن أن تكون ممرات لتهريب أسلحة للمقاومة، لذا لا يمكن للمصالح بين القاهرة وتل أبيب سوى أن تتصالح، حتى وإن كانت الضحية في هذا شعب غزة المحاصر منذ عام 2007، والذي يلاقي حتى هذه اللحظة أكثر من عدو!! لا شك أن انقلاب مصر يضاهي الإسرائيليين عداوة له، وحقداً عليه، ولكن العجيب الغريب ولا أدري إن كان يجب أن أصفه بهذين الوصفين لأنه لم يعد شيء هناك يمكن أن نلحقه بعلامة التعجب، هو موقف الجامعة العربية، أو التي تسمى بهذا المسمى، ويقع كيانها في قلب القاهرة المتهمة اليوم بإعطاء تصريح لحكومة إسرائيل، بإغراق أنفاق غزة بالماء، والتجويع الصريح لأهلها، فماذا يمكن أن يخرج نبيل العربي بتصريح أمام هذه التصريحات التي نصدقها تماماً، كشعوب عايشت التاريخ الدموي للسيسي، وسرقته لمقدرات البلاد والشعب وثرواتهما، ولكنها بلا شك ستكون كاذبة وملفقة أمام طاولة الجامعة، التي كعادتها تفبرك ما يصل لهامن إسرائيل، وتقف عند توافه الأمور في القضايا المصيرية للعرب، لتنطلق بيانات الشجب والاستنكار، ويقف الأمر عند هذا الحد الذي لا يعبر عن موقف الشعوب، بما أن الجامعة يجب أن تكون ناطقة باسم الشعوب، لا حكوماتها المتواطئة قسراً واختياراً مع الجامعة للأسف!.. وعليه فإن إسرائيل لا بد أن تخرج اليوم كاذبة كما هي عادة هذا العدو أمامنا، رغم أنه أصبح كل ما يقال منه صدقاً، حتى وإن بدا لنا زيفاً!.. فالسيسي كان وسيظل هولاكو الذي لقي دعماً لسفك الدماء، لكن التاريخ لن يرحمه بل سيرجمه بما يستطيع، وأؤكد لكم تماماً أنني سأكون ممتنة لهذا التاريخ إن طلب شهادتي!.فاصلة أخيرة: مَن فض ميدانَي رابعة والنهضة بتلك الوحشية، وحشر نصف شباب وفتيات مصر في السجون، وشغل مؤيديه (بسهوكته) وخدعهم بأن علاج الإيدز يمكن أن يعالج (بصباع كفتة)، قادر تماماً على أن يغرق أنفاق غزة، ويقول بعدها لقد سقيتهم حتى الطفح!

617

| 08 فبراير 2016

غيس!

حينما يقام الأذان في بلاد المسلمين فهذا شيء طبيعي لأن العكس هو الشيء الذي يمكن أن نستغرب له لكن حينما نسمع الأذان يصدح من على رؤوس الكنائس في بلاد منعت المآذن من أن تزين المساجد خشية أن تشوه المنظر العام لها وتسحب عقول الشعب للتفكر بقيمة هذه المآذن للمسلمين فماذا يمكن أن نقول حينها؟!.. هذا ما فعله مواطن سويسري يدعى (غيس) دأب منذ عام 2007 على الدفاع عن حقوق المسلمين في إقامة شعائرهم الدينية كاملة وبناء المآذن للمساجد كما هي العادة في إنشائها، فكان يتسلق أعلى الكنائس ويضع مكبرات صوت ذات ترددات عالية وعوضاً عن سماع الأجراس وتراتيل المصلين المسيحيين ينطلق صوت (الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمداً رسول الله حي على الصلاة حي على الفلاح الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله) يعم المكان والساحات وتشرئب الأعناق إلى أعلى الكنائس وعيونها تملأها الدهشة من أين ينطلق صوت الحق وكيف تحول صوت الأجراس إلى شهادة بأن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله؟!.. (كفو والله)!.. لعل هذه هي الكلمة التي عبرت بها فور رؤيتي للفيلم الذي وثق (غيس) خطواته الجريئة به وكأنه يقول للمسلمين الذين استكانوا لقرار الحكومة السويسرية بمنع بناء المآذن على قمم المساجد إنه أشد إسلاماً منهم وأشد غيرة منهم وأشد جرأة منهم وإن الذي يجري في عروقه دم لا يخالطه نفاق ولا ضعف!.. ألا نستحي ولو قليلاً؟!.. هناك من يدافع عن ديننا وهو من غير ملتنا بينما نحن لانزال نقدم رجلاً ونؤخر أخرى للدفاع عن نقطة واحدة من محيط حقوقنا الإسلامية المسلوبة في بلاد الغرب!.. لماذا يفعل غيس كل ذلك بينما لا نرى مسلماً يوحد الله يعترض على قرار هاج العالم الإسلامي والعربي عند إصداره آنذاك ويستمر في هذا الاعتراض حتى ولو كان شكلياً، فإسلامنا بأكمله صار شكلياً تغلبه المصالح والرغبات الشخصية وقوانين الهجرة والإقامة التي تقف حائلاً أمام الدفاع عن دين يمثل تطبعاً في هذه الأيام وليس طبعاً يولد مع الأذان الذي ينفثه والده في أذنه حين ولادته؟!.. فوالله ما وجدت أشجع من هذا الإنسان الذي يجد في قرار حكومته ظلماً يقع على المسلمين وعادلاً في حقه وحق غيره من المسيحيين ومع هذا فهو يدافع عن حقنا في أن نعلي كلمة الله ومن فوق رؤوس الكنائس وليس المساجد حتى!.. هل يعقل؟!.. فلازلت غير مصدقة أن غيرنا يملك دماء حرة تجعل منه محامياً لقضايا نحن أولى في الدفاع عنها والذود عن معتقداتنا فيها!..لماذا يشكل لنا إسلامنا ديناً نتعلق بتلابيبه لمجرد أن يكون لنا دين يحدد هويتنا ولكنه بالتأكيد لا يحدد معاملاتنا وقيمنا وأخلاقنا التي تأخذ من الأديان الأخرى شرعاً لها ومنهجاً؟!.. لماذا لم يعد لديننا أي روح أو طعم أو نكهة في نفوسنا الغارقة حتى النخاع في بحر الغرب وقيمه المتناقضة مع قيم إسلامنا العظيم؟!..هل أصبح الإسلام موضة؟!.. شكلاً ينتهي بانتهاء الحاجة إليه؟..هل فعلاً لم نعد في حاجة لأن ندين بالإسلام وماذا أصبح الإسلام الآن؟!..دعوه استفتاء أطرحه بينكم وليجيبني أحدكم.. ما هو الإسلام في هذا القرن وما مدى حاجتنا له وسط الزحف الغربي في قيمنا وعاداتنا ومعاملاتنا التي أصبحت ركائز حياتنا فيها تقوم على الأشهر الميلادية وكأن الهجرية لا تعد في عالمنا الإسلامي والعربي شهوراً كل شهر بثلاثين يوماً؟!.. ماذا تمثل كلمة أنا مسلمة وأنت مسلم وهذا مسلم وآخر مسلم؟!.. ماهو شكل إسلامنا الآن إنْ كان الذين لا يشاركونا الدين نفسه يدافعون عنا بينما نحن نجري وراء لقمة العيش ونكتفي بتغيير المنكر في القلب هذا في حال امتلاكنا قلوباً من الأساس؟!.. لماذا نأخذ من الإسلام أبسط القواعد التي لا تناسب حجم الحرب التي يتعرض لها ديننا بإنكارنا لها من باب من رأى منكراً فليغيره بقلبه وهذا أضعف الإيمان ـ مع إسقاط ما توسط من الحديث؟!.. فهذا للأسف ما بتنا نأخذه منهجاً بيننا، وابعد بعيدا عن الشر وغني له، حتى أطفالنا أصبحوا يأخذون من إسلامنا صلاتنا المكتوبة وصيامنا الذي لا روح فيه وغير ذلك فأعطوني من يمثل الإسلام بكل روحانيته وصدقه وقيمه وغيرته وخذوا ما تشاؤون!..لله درك يا (غيس) تدافع عن أصنام تأخذ في أشكالها صفات البشر لكنها وأراهنك بأنها تماثيل تبحث عن شيء يسد رمقها بلقمة سائغة ويشبع فرجها بلذة فارغة وما غير ذلك فصدقني يا غيس ستذهب جهودك هباءً منثوراً فما تحطه الرحال تـُذهبه الرياح ولذا كانت الرياح من أهم عوامل التعرية!فاصلة أخيرة:في بقعة منسية.. خلف بلاد الغال..قال لي الحمّال: من أين أنت ياسيدي؟أوشكت أن أكشف عن عروبتي لكني قررت أن أحتالْ!قلتُ بلا تردد: أنا من الأدغالْ!حدق بي منذهلا وصاح بانفعال:حقاً من الأدغال؟!.. فقلت: نعم!فقال لي:من عرب الشمال..أم.. من عرب الجنوب؟!أحمد مطر

1131

| 04 فبراير 2016

(الفاصلة) تكفي !

يفكر البعض بأن الحل الوحيد الذي بقي للتخلص من عصابة بشار، هو الخيار العسكري الذي يمكن أن نقول إن روسيا ستكون الرافض له بل والمدافع عن بشار والذي ربما يبدو هذا الحل الذي بات يستسيغه العالم بعد المجازر المريعة التي قام بها النظام السوري الغاشم؛ والذي ذهب ضحيتها ما رأيناه من آلاف الجثث الصغيرة البريئة التي ماتت اختناقاً وتفجيراً بالقنابل الحارقة وخلفت وراءها قلوباً مثقلة بالحزن وعيوناً لم تجف أدمعها على فراق أطفالها الصغار الذين رحلوا عن هذه الدنيا مرغمين، في الوقت الذي يصر النجس بشار على اختيار كل سبل الحياة له ولعائلته وللمقربين له وكأن الدنيا قد خضعت له وحده ليفعل ما فعله ولا يزال يفعله في أبناء سوريا الأحرار، ولكننا وفي لحظة تفكير قصيرة يجب أن نسأل أنفسنا إن كان هذا الحل هو بالفعل الحل الأمثل والأوحد لتخليص الشعب من بطش هذا المجرم خصوصاً وإننا نعيش تجربتين في غاية المرارة كان التدخل العسكري الأميركي والتحالف الغـربي وبالاً وخيماً لازلنا ندفع ثمنه حتى الآن في العراق وليبيا ولعل ما أفرزه هذا الخيار الصعب في العراق يبدو ماثلاً حتى الآن للقاصي والداني وما نشهده في بلد الرشيد من ويلات خلفتها الحرب الأميركية الغربية المشتركة عليه هي ما نخشى اليوم أن تتكرر في سوريا إذا ما أقر أوباما خيار الحرب وما نراه اليوم من تعزيزات عسكرية أميركية في عمق البحر الأبيض المتوسط كما يجب أن نجد إجابة شافية وافية وكاملة على الأسئلة : وماذا بعد الحرب على سوريا والتخلص من بشار وزمرته؟!.. ماذا بعد قتل المزيد من الشعب السوري الذي سيكون القربان الأكبر لتحرير سوريا من بطش الأسد وعصابته؟!.. ماذا بعد زحزحة النظام وبقاء كرسي السلطة شاغراً ينتظر التناحر الذي سيدور حوله والمؤامرات والحملات والشعارات والوعود التي ستنهمر على الشعب ليصل له ربما من يستحقه وربما لا؟!.. كم سيدفع السوريون ثمناً للحرية التي يحلمون بها وهم الذين لم يتوقفوا يوماً منذ ما يقارب السنوات الثلاث عن دفعها مجبرين لا مخيرين؟!.. بل من الذي يمكنه أن يعد هذا الشعب البائس بما حلم به وهو في قرارة نفسه يعلم أن بعد التدخل الأميركي العسكري في سوريا ستظل دولته وحكومتها تحت الوصاية الأميركية التي ستخضعها لما يخدم مصالح واشنطن وإسرائيل في المنطقة؟!.. ولذا يجب ألا نهلل للخيار العسكري الذي تراوغنا واشنطن حتى هذه اللحظة في الميل له ولكن على مايبدو أنها ستختاره وفق مصلحتها هي وليس مصلحة شعب سوريا كما تدعي .. فالمجازر التي ارتكبها بشار منذ بدء ما كانت ثورة شعبية جارفة عليه في بانياس والقصير وحلب ودمشق وريفها والغوطة ومضايا ودير الزور كانت كلها كفيلة بان تحرك جيوش العالم لتزمجر غضباً وتقرر القضاء على بشار لكن الدب الروسي يقف مثل الحائط المنيع والعنيد أمام مجازفة أميركا وحلفاؤها من المضي في تفكيرهم هذا وعليه فإن أميركا لم تمتلك يوماً قلباً رحيماً عطوفاً من قبل لتمتلكه اليوم وهي تدعي زيفاً حزنها ومواساتها على أطفال سوريا الأبرياء وإن كانت تدرس الخيار العسكري بما ستعوض به خسائرها لاحقاً كما فعلت وتفعل في العراق الذي تحول إلى بلد متعدد الأعراق والطوائف وكما في ليبيا التي يتناحر قبائلها في تقسيمها ولا تزال قبيلة القذاذفة تطالب بثأر الرئيس المقتول معمر القذافي ولا يمكن أن تهدأ قبلها وعلينا كعرب ومسلمين وقبل أن نجتمع لدراسة هذا الحل أن نعمم التجربتين العراقية والليبية لنستخلص نتائجهما الوخيمة لاسيما وإن ردود أفعالنا بعد مجازر وجرائم بشار لا تتجاوز ردود الأفعال الباردة التي اعتادت على مشاهدة الجثث السورية بعد أن باتت رؤية المجازر الإسرائيلية والأكفان الفلسطينية لا تهز كرسي أي حاكم عربي لينتفض غضباً ويكتفي كما جرت العادة ببيان شجب هزيل يحتفظ مكتبه بنسخ كثيرة منه لنشرها في أي وقت يحتاج العالم العربي والإسلامي لسرد كلماته المملة!.. فماذا فعلنا بعد كل مذابح بشار بحق الأبرياء التي تقتل القلوب كمداً على تلك الأجساد الملقاة وكأنها أكوام قمامة تنتظر الإحراق والإتلاف ؟!.. ماذا فعلنا غير التنديد وتحميل مجلس الأمن الذنب وكأنه بالفعل يقوم بما ادعى زيفاً أنه أُنشىء لأجله وليس مجرد جدران يدور فيها كل أنواع النصب الدولي الذي لا يعيد حق العرب لكنه يقر حق الغرب في أرضنا كما يواصل باكي مون فيه شعوره الدائم بالقلق؟!..ماذا فعلنا غير الاستنكار وإلقاء مهمة هذا الفعل المعتاد على عاتق وزراء خارجيتنا العرب الذين لا يملكون ناقة ولا جمل في تحديد ردة فعل جديدة تجعلنا نشعر كشعوب عربية إن دماءنا أغلى من كلمة تنديد وخطاب شجب ؟!..وإني والله لا أتصور شدة احتمالنا من رؤية عراق جديد يتمثل في سوريا التي لا تختلف جغرافيتها وتركيبة سكانها عن بلد الرشيد من حيث المذاهب والطوائف التي استيقظت فتنتها منذ أن فقد زعيمه (صدام حسين) رحمه الله الذي لو كان حياً لما وصل العرب إلى هذا الحال ولذا ستتوقف كلماتي حتى هذا الحد قبل أن يقام عليها الحد !فاصلة أخيرة:يجب ألا ننسى أن فرحتنا بالخيار العسكري في سوريا لا تختلف عن فرحتنا بولادة ولد ميت بعد عقم 50 سنة !

426

| 03 فبراير 2016

صرخات ميتة!

أين نحن من بعد صرخات الربيع العربي وماذا بعد صيحات الولادة التي أعقبتها؟!.. كيف سارت هذه الدول بعد أن قيل إن كراسي الظلم قد حطمها أحرار أرادوا الحياة يوماً فاختاروها؟!.. فتونس صاحبة ثورة الياسمين، النار التي أشعلت فتيل الثورات العربية، وبعد أن سقط أدعياء حريتها من أذناب السلطة البائدة، لاتزال في عراك جزئي مع حكومتها التي عجزت عن إثبات أهليتها في تصريف أمور البلاد والعباد بما يشاء الشعب وليس كما تريد السلطة، ومنها الإصلاح ذاك المطلب الذي تصر الشعوب العربية عليه في كل بداية لغضب عربي جامح، ثم يتحول المطلب فجأة إلى: الشعب يريد إسقاط النظام.. وهو المطلب العادل الذي هتفت به ثورات الربيع العربي التي ترجو بعد إصلاحاً!.. وتونس اليوم تبدو على مفترق خطير، خصوصاً وأن الأحزاب المنقسمة حول الحكومة لا تخفي أنيابها للنهش في جهودها، التي تحاول التخفيف من حدة الغضب عليها وانتظار ما ستسفر عنه من إصلاحات وتعديلات في حال المواطن التونسي، الذي أحرق محمد البوعزيزي نفسه لأجل أن يوجه العالم إلى قضيته التي دفع حياته ثمناً لها، وتفجرت بحور الغضب لأجلها وغدا عزيز تونس ذليلها ولو بعد حين، وهاجر أهل البوعزيزي أنفسهم إلى كندا بعد أن تحول رماد ولدهم إلى هباء تذروه رياح التخبط!.. وماذا بعد ثورة مصر التي تعيش حتى هذه اللحظة نزاعاً خطيراً، بعد انقلاب غادر دموي أسقط الرئيس الدكتور محمد مرسي الذي انتخبه المصريون عبر صناديق الاقتراع رئيساً لهذه الدولة العظيمة، التي ابتعدت سنين طويلة عن قيادتها وريادتها للأمة وعادت، وقد كنا على وشك القول ان العود أحمدُ، لولا الفلول الذين مارسوا أقذر لعبة عرفها التاريخ المصري، وهي خيانة الأرض وهدر دم المواطن المصري، لحساب تكملة سلسلة مصالحهم الشخصية في البلاد، التي لن تنتهي مادام هناك من لايزال يقدم لهم الولاء ولا يشق عليهم عصا الطاعة بأي حال من الأحوال!.. فقد انقضت ثورة يناير والمصريون أنفسهم شعروا فعلاً بأن هناك من يحيد عن أهداف الثورة، وأن مندسين خونة بينهم يحاولون التقليل من الفرحة بتحقيق هدف الثورة الحقيقي، وهو إسقاط حكم استمر ثلاثين عاماً تقدمت فيه أرض الكنانة إلى الخلف، وإن كل ذلك لا يعد هدفاً حقيقياً لبعضهم، الذين أودعوا مبارك السجن على سرير المرض لكنهم انقلبوا على حكومة الإخوان التي مثلها د. محمد مرسي، الذي كان يوضح في كل مرة أنه يريد حقن الدماء بالحوار، ويتخذ قرارات ثم يعود عنها ليس باعتباره إنسانا مترددا كما يحلو لأعدائه أن يصفوه ويشككوا ثقة شعبه به، لكنه يريد الأصلح والأقدر على حقن دماء شعبه، التي باتت تسال وكأنها عصير يقدم لضيوف العنف والشر ومن يريد بالقاهرة الذل والهوان!.. لتقف مصر اليوم على رأس منحدر خطير، بعد أن نجح الانقلاب في تنصيب قائده قاتل ومعتقل شباب وفتيات مصر، رئيساً لدولة استكثرت على ثوار يناير أن يعيدوا ذكرى ثورتهم بما يليق لها، وإسقاط انقلاب يعزز من حكم الفلول ولكن بصورة أشد إرهاباً ودموية وبوليسية، قضت على شباب البلد مابين شهيد ومعتقل ومطارد!.. لذا كانت ومازالت أحداث مصر أخطر من الثورة، ويجب أن يعي فيها شعب مصر أن أذناب الفلول ممن أخذ كفايته من الشهرة والمال والمجد والمنصب، لا يمكن أن يستمر في فحشه هذا إلى الأبد، فميدان التحرير كان ساحة شهداء تقاسم ساكنوه الهم والألم والفرح والصبر والحب والتعاون والآهات والأوجاع والبرد والحر ولسعات الشمس الحارقة، التي أثبتت أن هناك من يشابهها جلداً وصبراً واحتمالاً!.. وعليه فإن مصر يجب أن تعود مصر!.. يجب أن تعود من حيث انتهت من عملية الانتخاب واختارت مرسي رئيساً، وجعلت شرذمة الفلول يولون أدبارهم إلى منتجعات الخليج الفخمة التي أوتهم وجعلت منهم ما أرادوا، ليكونوا خلف قائد لا يطلب من الله سوى التوفيق ومن شعبه الثقة ولا شيء ثالثا!.. وليبيا.. وليت الزمن توقف عندها لنهدأ قليلاً!.. فأن يموت رئيس فإن ذلك يعني استنفاراً لجميع رؤساء العالم بأن يعدوا خطبهم وعبارات المواساة والتعزية، لكن أن يموت في حفرة للصرف الصحي كالجرذ الخائف، وينتهي بجثته في ثلاجة لحفظ اللحوم الحيوانية، فإن ذلك هو نهاية العالم التي لم تعرفها البشرية حتى اللحظة، لكن القذافي عرف بموته كيف يوقف الساعة عنده تحديداً!..ومات القذافي وخرج الثوار يحتفلون فقد كسبوا معركة ضد المخبول وقواته، ومع ذلك فإن ليبيا التي تحررت لاتزال تحت قيود وسلطة التقسيم، والأحداث تتتالى وتتوالد فيها! والآن سوريا والسؤال يتعاظم وهو: متى يقف النزيف ويبرأ الجرح ويرتاح البقية الباقية من الشعب؟!.. فإلى الآن كل ما يُتحدث عنه هو حياة وأمان بشار!فاصلة أخيرة:ليست كل صرخة ولادة تعني حياة!

393

| 02 فبراير 2016

خراف

في مكان ناءٍ وبعيداً عن أعين الإعلام كان الجزار يحد سكينه ويجهز كلاليبه منتظراً وصول أول خروف عربي من الزريبة المجاورة للمسلخ في تلك اللحظة كانت الخراف في الزريبة تعيش وتأكل وتشرب وكأنها قد جاءت إلى تلك الزريبة بضمان الخلود.. دخل الجزار فجأة إلى وسط الزريبة فأدركت "الخرفان" بحسها الفطري أن الموت قادم لا محالة ..وقع الاختيار على أحد الخراف وأمسك الجزار بقرنيه يسحبه إلى خارج الزريبة ولكن ذلك الكبش كان فتياً ذا بنية قوية وجسماً ممتلئاً وقرنين قويين وقد شعر برهبة الحدث وهول الموقف وهو يقاد إلى الموت فنسي الوصية الرئيسية من دستور القطيع وهي بالمناسبة الوصية الوحيدة في ذلك الدستور وكان قد سمعها قبل ساعات من كبار الخرفان في الزريبة (حينما يقع عليك اختيار الجزار فلا تقاوم فهذا لن ينفعك بل سيغضب منك الجزار ويعرض حياتك وحياة أفراد القطيع للخطر)! ..فقال الكبش في نفسه: هذه وصية باطلة ودستور غبي لا ينطلي حتى على قطيع الخنازير ..فكيف بنا نحن الخراف ونحن أشرف وأطهر فإذا كانت مقاومتي لن تنفعني في هذا الموقف فلا أعتقد أنها ستضرني أما قولهم إن مقاومتي ستغضب الجزار وقد يقتل جميع الخرفان فهذا من الغباء فما جاء بنا هذا الجزار إلى هذه الزريبة إلا وقد أعد عدته ورسم خطته ليذبحنا واحداً بعد الآخر فمقاومتي قد تفيد ولكنها بلا شك لن تضر فانتفض ذلك الكبش انتفاضة الأسد الجسور وفاجأ الجزار واستطاع أن يهرب من بين يديه ليدخل في وسط القطيع حيث نجح في الإفلات من الموت الذي كان ينتظره . لم يكترث الجزار بما حدث كثيراً فالزريبة مكتظة بالخراف ولا داعي لتضييع الوقت في ملاحقة ذلك الكبش الهارب فأمسك بخروف آخر وجره من رجليه وخرج به من الزريبة كان الخروف الأخير مسالماً مستسلماً ولم يبد أي مقاومة إلا صوتاً خافتاً يودع فيه بقية القطيع فنال ذلك الخروف إعجاب جميع الخرفان في الزريبة وكانت جميعها تثني عليه بصوت مرتفع وتهتف باسمه ولم تتوقف عن الهتاف حتى قاطعها صوت الجزار الجهوري وهو يقول بسم الله، الله أكبر فخيم الصمت على الجميع وخاصة بعد أن وصلت رائحة الموت إلى الزريبة ولكنهم سرعان ما عادوا إلى أكلهم وشربهم مستسلمين لمصيرهم الذي يرفض أي أحد منهم مقاومته وهكذا بقيت الخراف في الزريبة تنتظر الموت واحداً بعد الآخر وفي كل مرة يأتي الجزار ليأخذ أحدهم ولا تنسى بقية الخراف أن تذكره بدستور القطيع لا ثم لا للمقاومة وكان الجزار وتوفيرا للوقت والجهد إذا وجد خروفاً هادئاً مطيعاً يأخذ معه خروفاً آخر يذبحه معه وكلما زاد عدد الخراف المستسلمة زاد طمع الجزار في أخذ عدد أكبر في المرة الواحدة حتى وصل به الحال إلى أن يمسك خروفاً واحداً بيده وينادي خروفين آخرين أو ثلاثة أو أكثر لتسير خلف هذا الخروف إلى المسلخ وهو يقول: يا لها من خراف مسالمة لم أحترم خرافاً من قبل بقدر ما أحترم هذه الخراف إنها فعلاً خراف تستحق الاحترام !..وكان الجزار سابقاً يتجنب أن يذبح خروفاً أمام الخراف الأخرى حتى لا يثير غضبها وخوفاً من أن تقوم بالقفز فوق سياج الزريبة والهرب بعيداً ولكنه حينما رأى استسلامها المطلق أدرك أنه كان يكلف نفسه فوق طاقته ويضيع الكثير من الوقت وأن خرافه تلك تملك من القناعة بمصيرها المحتوم ما يمنعها من المطالبة بمزيد من الحقوق فصار يجمع الخراف بجانب بعضها ويقوم بحد السكين مرة واحدة فقط ثم يقوم بسدحها وذبحها والأحياء منها تشاهد من سبقت إليهم سكين الجزار ولكن كانت الوصية من دستور القطيع تقف حائلاً أمام أي أحد يحاول المقاومة أو الهروب "لا تقاوم" وفي مساء ذلك اليوم وبعد أن تعب الجزار وذهب لأخذ قسط من الراحة ليكمل في الصباح ما بدأه ذلك اليوم كان الكبش الشاب قد فكر في طريقة للخروج من زريبة الموت وإخراج بقية القطيع معه كانت الخراف تنظر إلى الخروف الشاب وهو ينطح سياج الزريبة الخشبي مندهشة من جرأته وتهوره ولم يكن ذلك الحاجز الخشبي قوياً فقد كان الجزار يعلم أن خرافه أجبن من أن تحاول الهرب ووجد الخروف الشاب نفسه خارج الزريبة لم يكد يصدق عينيه فصاح في رفاقه داخل الزريبة للخروج والهرب معه قبل أن يطلع الصباح ولكن كانت المفاجأة أنه لم يخرج أحد من القطيع بل كانوا جميعاً يشتمون ذلك الكبش ويلعنونه ويرتعدون خوفاً من أن يكتشف الجزار ما حدث...وقف ذلك الكبش الشجاع ينظر إلى القطيع في انتظار قرارهم الأخير فتحدث أفراد القطيع مع بعضهم في شأن ما اقترحه عليهم ذلك الكبش من الخروج من الزريبة والنجاة بأنفسهم من سكين الجزار وجاء القرار النهائي بالإجماع مخيباً ومفاجئاً للكبش الشجاع ...ففي صباح اليوم التالي جاء الجزار إلى الزريبة ليكمل عمله .. فكانت المفاجأة مذهلة ..سياج الزريبة مكسور ولكن القطيع موجود داخل الزريبة ولم يهرب منه أحد !..ثم كانت المفاجأة الثانية حينما رأى في وسط الزريبة خروفاً ميتاً وكان جسده مثخنا بالجراح وكأنه تعرض للنطح !..فنظر إليه ليعرف حقيقة ما حدث وما هي إلا لحظات حتى صاح الجزار: يا الله إنه ذلك الكبش القوي الذي هرب مني بالأمس!..فنظرت الخراف إلى الجزار بعيون الأمل ونظرات الاعتزاز والفخر بما فعلته مع ذلك الخروف " الإرهابي" الذي حاول أن يفسد علاقة الجزار بالقطيع ويعرض حياتهم للخطر !فاصلة أخيرة: مجرد سؤال بسيط : هل الخرفان - أعلاه - أصلها عربي ؟!

2197

| 01 فبراير 2016

عيد الحب والرقة للي يستحقه !

من سيتجول في شوارع الدوحة وأسواقها قريباً عليه أن يقف طويلاً أمام ما سيراه مكتسياً بلون أحمر قان !..وإننا في الوقت الذي نسمع ونرى الآلاف من الغرب يتعرفون على إسلامنا ويدخل العشرات يومياً في الدين الإسلامي ويرونه الملاذ الآمن لهم سنرى بيننا من يلوذ بتفاهة الغرب وتقاليده التي ما أنزل الله بها من سلطان!.. خسارة أن أرى طفلا بريطانيا يجمع التبرعات من شوارع ومقاهي وأرصفة لندن لأجل شعب مضايا السورية ويجمع مصروفه اليومي لأجلها والتي تتلوى تحت لهيب الحصار الرافضي في الوقت الذي يتطلع فيه المراهقون العرب ليوم الرابع عشر من فبراير الذي بات على مشارف أيام قليلة لتبادل هدايا الحب مع (رفيجاتهم)!..خسارة أن تكون هذه التفاهة بيننا بينما غيرنا يبحث عن الجدية.. أتحدث اليوم عن كل هذه التناقضات المريعة وأنا على ثقة بأن واجهات المحلات والأسواق ستطلق دعاياتها الحمراء منذ الآن لما يسمى بـ (عيد الحب) الذي تبدو الأيام تسارع نفسها لبلوغه وكأنها تتآمر سراً ضد الذين يرون من هذه البدعة عيداً يلتزم محبوه بتبادل هدايا الورود والدببة مع محبيهم سنوياً !.. أتحدث وأنا أحاول جاهدة أن أحصي عدد (الأعياد) المختلقة بيننا ونعدها مناسبات مؤرخة تلقى منا كل الاهتمام والحرص على إقامتها وكأن المسألة أصبحت على التنافس في إنشاء هذه (التفاهات) وجر العقول الصغيرة والمراهقة لمزاولة غيها وبنود الضلال فيها!..فبعد عيد الحب يأتي عيد الأم وبعده الهالوين وأعياد الكريسماس وجنون رأس السنة وما خفي بينهم كان أكبر وأعظم!..ما الذي يحدث في الدوحة؟!..دعوني أصوغها بطريقة ثانية وهي : ماذا جرى يا بلد؟!.. ماذا جرى لتتنامى هذه الأعياد المبتدعة ويخفت ضوء أعيادنا الحقيقية ؟!..ماذا جرى لينقلب الحال إلى ما كنه نظنه محالاً وحراماً شرعاً؟!.. فليست ما تسمى بالأعياد هي ما أتكلم عنه فقط فحديثي يطول وهو ذو شجون والله!..فما أصبحنا نراه صار فوق مستوى الاستيعاب الشخصي لي ومثلي الكثير بلا شك وأنا أرى شبابنا ينسلخ من جلده الخشن ويحشر نفسه في ثياب أنثوية ضيقة وفتيات مثلي يعاندن أنوثتهن ويتشحن بجلاليب الرجال؟!.. ما الذي يدعو الأجانب على أرضنا للمشي بحرية عراة على شواطئنا وفي المجمعات التجارية دون حسيب أو رقيب ؟!..وما الذي يجعل مناهج المدارس المستقلة هشة ومليئة بالمغالطات وعيوبها أكبر بكثير من مميزاتها؟!.. بالله عليكم ما الذي حدث لتهجر الحشمة زوايا هذا المجتمع بعد أن كانت زواياه قبل واجهاته تفخر بنظافتها من الغبار والسوس الذي ينخر في هياكلها؟!.. من هو المسؤول وراء (العولمة المرفوضة) التي باتت تتعملق وسط تقازم إجباري للقيم والعادات؟!..هل أمنيتنا بالعودة للمثالية البسيطة أمنية صعبة المنال أم أنها تندرج تحت بنود المستحيلات العشرة؟!..من الذي يقف وراء بعض مظاهر الانفتاح غير المحمود ويدفعه قسراً للحداثة المذمومة؟!..هل أبدو لكم (رجعية ومتخلفة) ويتطاير الغبار القديم من سطوري وأنا أقول وأناشدكم دخيل الله أعيدوني إلى زمن الحياء.. حيث تسقط عينا الفتاة إلى الأرض خجلاً وأدباً حين يدنو منها ظل رجل ويغض الأخير بصره حينما تجبره قدماه على المضي بين عباءات سوداء مسدلة؟!.. بل أين هي تلك العباءات السوداء بعد غزو مهرجان الألوان لها؟!.. قلت لكم حديثي ذو شجون وأكاد أجزم أن بعضكم يتثاءب الآن!.. من حقه ذلك فما قيل هو من أيام الأبيض والأسود !فاصلة أخيرة:حبيبتي..اسمعيني!..فلم يكن حديثي قسوة ولكنه رأفة من قسوة قادمة تدعى هدر الأخلاق .. فهي تبدو في أولها معسولة وتنتهي مسمومة!.. أحبكِ يا قطر !

774

| 28 يناير 2016

ولسه يا مصر!

من المؤسف أنه في الذكرى التي كان على شباب ثورة 25 يناير أن يحيوها بكل فرح، تأتي هذه الذكرى ليثبت الانقلاب أنه امتداد من حكم استبدادي قمعي لا يزال جاثماً على قلب مصر من خلال الشهداء الذين سقطوا بالأمس في ذكرى فوضى مصر التي أبقت على مبارك وأبنائه مرفهين حتى خلف القضبان التي لم تمنعهم من التمتع بأساسيات الحياة، وإنه حينما وقعت التفجيرات في سيناء ويقدم السيسي تعازيه لأهالي القتلى في القاهرة فهذا يؤكد ان هذه (الحدوتة) لم تمر على (فلتر الرئاسة) في القصر الجمهوري الذي تسكنه حكومة الانقلاب في مصر!.. فعدم إظهار صور قتلى الجيش رحمهم الله وخروج توابيت متشحة بالعلم المصري من مطار ليبيا متجهة إلى القاهرة يفسر سر اللغط الدائر اليوم وهو: أين قُتل كل هؤلاء إن كانت القيادة في مصر قد امتنعت عن إظهار تفاصيل أكبر عن تفجيرات سيناء سوى الخطاب المهزوز الذي خرج به السيسي حينما قال (ولسه حنشوف تاني وتالت مرة من ده)؟!.. هل يمكننا اليوم وبعد كل ما يجري في سيناء التي لا تزال حتى هذه اللحظة مصرية الأرض والهوية، وبعد هذا التصريح غير المفلتر أن نقول بأن سيناء يمكن أن تعود إلى أحضان إسرائيل بفعل فاعل رغم إعلان تنظيم الدولة الإسلامية عن تحويل العريش لإمارة إسلامية وتوعد مقاتليها للجيش المصري بالقتل الممنهج؟!..وهل يمكن أن يعي الجيش المصري مغبة ما فعله منذ أكثر من سنة حينما ترك مراكزه على تخوم البلاد واتجه ليدعم الانقلاب ليكمل دائرته السلطوية التي أحكمت سلاسلها على دماء شعب أعزل يقتل حتى هذا الوقت على يد من عليهم أن يحقنوا دمه ويوفروا له أمانه وأمنه؟!.. هل سنشهد في الفترة القليلة المقبلة مفاجأة من العيار الثقيل بعد أن يستوفي الانقلاب مهمته الكاملة في سيناء وفق الخطوات التي بدأها منذ عهد مرسي وحتى لحظة التفجيرات التي جرت بشكل دراماتيكي وخرجت بمجموعة أسئلة لن يستطيع أحد الإجابة عليها من مدبري هذه التمثيلية هناك؟!.. ونحن كعرب ننتمي لجمهورية مصر العظيمة كبلد له ثقله السياسي والجغرافي والاقتصادي نرفض فعلاً أن تتحول مصر وتنحدر داخلياً إلى ما يمكن أن يؤثر على مكانتها لدينا وفي المنظومة العربية ككل وهذا ما يجب أن يتيقظ له شعب وجيش المحروسة إن كان لايزال فيها من الأحرار الذين يفكرون ويستوعبون أن حكم حسني مبارك لايزال قائماً حتى وإن جاء على شكل السيسي، وإن ثورة الخامس والعشرين من يناير عام 2011 التي أحياها الانقلاب بتراتيل عسكرية واحتياطات أمنية مكثفة خلفت شهداء أيضاً كانت مثل (الاستغماية) التي اختبأ فيها مبارك في شرم الشيخ حتى خروجه بريئاً معافى سالماً غانماً يدلي بتصريحات قيمة ويتلقفها إعلاميون بارزون ليدونوا كلامه الذي قال في آخر كلمات منه (أعجب من الذين ينتقدون السيسي وهو لسه ما قالش بسم الله) على اعتبار أنهم صبروا على مرسي ليقولها يا عيني!..لا يمكن أن نخفي ألمنا ولولا ثورة تونس التي عادت لبوادر الثورة من جديد رغم أننا قلنا أنها بدأت تحصد ثمار ثورة الياسمين من خلال صناديق الاقتراع وفوز من اختاره شعبها، لكنا قد آمنا بما يسمى بالربيع العربي رغم قناعتي بأنه لولا فشل ثورة 25 يناير المصرية لكنت فعلاً قد آمنت بثورات الدول العربية التي بدأت تأخذ طريقاً آخر على غير ما بدأت به مثل سوريا التي يقف العالم اليوم متحداً مع نظامها والمقتول شعب أعزل دخل في دائرة عدائه مع تنظيم داعش ليكون هو الضحية من أطفاله وشبابه للأسف.. أما تونس، فنحن حزينون لما وصلت إليه وإثباتها فشل الحلم العربي بكل جدارة!.. فهل علينا أن نهنئ تونس في إثبات هذا الفشل أم أن علينا أن نواسي مصر في فشلها الذي لم تتخلص منه أبداً؟!.. وما هو أكثر ثواباً وأجراً التهنئة أم التعزية ومشاركة المصريين البكاء على أبنائهم الذي تدور الشكوك الأكيدة اليوم على مقتلهم في أرض ليبيا وجاءت تفجيرات سيناء الأخيرة كغطاء شرعي على موتهم؟!..أفيدونا جزاكم الله خيراً رغم أن التعزية باتت بحجم التهنئة وربما ماثلتها أجراً!فاصلة أخيرة:مصر.. إن عدت ِ عدنا!

831

| 27 يناير 2016

الرياض (تروض) إيران!

ربما يبدو التعاون الخليجي الأميركي ضد التدخلات الإيرانية بالمنطقة مبهراً للمراقبين الذين يعولون كثيراً على هذا التعاون الذي بمقدوره — إن نجح — أن يوقف المد الإيراني المستفحل في عمق أرضنا الخليجية وفي اليمن، وربما تبدو تصريحات وزراء خارجية دول الخليج مبشرة بعد لقائهم الموسع مع جون كيري وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية الذي تعهد فيه كيري بدور مؤثر لبلاده في لجم أطماع طهران في منطقة الخليج، لكن وكما يعلم الجميع أن المغازلة التي خرجت للعلن بين واشنطن وطهران لا يمكن أن تمر مرور الكرام علينا كشعوب أيقنت أن أميركا لا يمكن أن تفوت عليها التواصل مع حكومة إيران مهما كانت مخالفات الأخيرة والتي تعترض عليها واشنطن عبر متحدث البيت الأبيض، وأن رفع العقوبات الأميركية عنها قد أعاد لها هيبتها في المنطقة كما عادت لها أموالها، لكننا في المقابل نسعى -كما هي عادتنا- إلى ضم الجانب الأميركي إلى جانبنا في الخلاف الخليجي الإيراني الذي جاء متأخراً وكنا نأمل أن يشتد وطأه إلى ما هو حاصل اليوم من قطيعة سعودية شاملة لطهران أعقبتها بعض الخطوات الخليجية والعربية والإسلامية المؤيدة لموقف الرياض من هذه الدولة التي تمادت في حقنا كخليجيين ولازالت تمارس غطرستها وحان الوقت لأن نقول كلمتنا التي يجب أن تسري عليها بما أنها جارة لنا للأسف، مجبرون في هذا لا نملك الخيار فيه وعلى واشنطن نفسها أن تقيس الأمور بمنظورها الذي يجب أن تعلنه رسمياً في أن علاقتها مع دول الخليج تبدو أشد سلاسة وقوة من أن تستمر بمغازلتها العلنية مع إيران التي راوغت سنوات في الهتافات الكاذبة في (الموت لإسرائيل والموت لأميركا) وها هي اليوم تحول المغازلة إلى زواج متعة نرجو معه ألا يرتقي للزواج الشرعي خصوصاً وأن أميركا قد فرضت عقوبات جزئية حديثة على طهران بعد إثبات إطلاق الأخيرة لصواريخ باليستية غير مشروعة، ولا ننكر أننا كشعوب خليجية قد هللت وفرحت بعد إعلان الرياض قطيعتها لإيران، ليس لأننا ندعو إلى ما هو أبعد من هذا ولكننا بحاجة لفرض شخصية خليجية متكاملة لا تستأذن أحداً قبل أن تمارس حقها الطبيعي في إظهار رد فعل على التعديات الإيرانية سواء التي جرت في طهران ومشهد على سفارة وقنصلية المملكة أو ما نعانيه من سياسة إيرانية في الخليج زاد من تعنتها وقوفنا صامتين دهراً من الزمن إزائها لننتفض بعدها في إعلان القطيعة السعودية التي أعادت لنا من هيبتنا التي كنا نرجوها من حكومات الخليج التي أغرقتنا في الإعلان عن اتفاقيات وعلاقات مع إيران تتناقض مع الذي يجب التعامل به سابقاً، والآن ومع هذا نرجو أن يخرج الاتفاق الخليجي الأميركي عن الدعاية الإعلامية إلى واقع ملموس يلجم الأطماع الإيرانية ويظهر حسن نية أميركا تجاه شراكتها مع الخليج التي لابد أن تغلبها مصالحها أولاً المتوافقة بشكل كلي مع مصالح دول الخليج مع واشنطن.. نتمنى فعلياً أن زمن الوقوف في وجه طهران قد حان ليس من دول الخليج فحسب، وإنما من كل العرب الذين يجب ان يوحدوا موقفهم بالوقوف خلف سياسة المملكة ضد طهران، وأن يقف أيضاً الوسطاء ممن يحاولون الآن تليين موقف الرياض وإعادة مياه العلاقات إلى مجاريها وهذا حقيقة ونقولها علناً أننا لا نريدها ليس لأننا شعوب غير مسالمة لكننا شعوب تعي الخطر الإيراني على ديننا ومعتقداتنا وأرضنا وأجيالنا وتساعدنا مواقف المملكة المشرفة اليوم على تحييد هذا الخطر وإحاطته لكف شره عنا.. ونقولها نعم لموقف السعودية وألف نعم لمن ارتضى به ورضي فيه!فاصلة اخيرة:خليجنا أغلى من علاقاتنا مع هذا الكيان الذي يرفض أن يعطيه مسمى الخليج العربي!

429

| 26 يناير 2016

alsharq
غياب المعرفة المالية عن الطلاب جريمة اقتصادية بحق الأجيال

في عالم اليوم المتسارع، أصبحت المعرفة المالية ليست...

2208

| 22 سبتمبر 2025

alsharq
كبار في قفص الاتهام.. كلمة قطر أربكت المعادلات

في قاعة الأمم المتحدة كان خطاب صاحب السمو...

1086

| 25 سبتمبر 2025

alsharq
غزة.. حين ينهض العلم من بين الأنقاض

في قلب الدمار، حيث تختلط أصوات الأطفال بصفير...

804

| 23 سبتمبر 2025

alsharq
1960.. أمّ الانقلابات في تركيا وإرث الوصاية العسكرية

بعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى،...

738

| 22 سبتمبر 2025

alsharq
المسرح السياسي وديكور التعليم

من يراقب المشهد السياسي اليوم يظن أنه أمام...

699

| 18 سبتمبر 2025

alsharq
آن للمنظومة الدراسية أن تتغير

منظومة دراسية منذ القرن الثامن عشر وما زالت...

678

| 18 سبتمبر 2025

alsharq
أهمية وعي المُستثمر بالتشريعات الناظمة للتداول

يُعدّ وعي المُستثمر بالقواعد والأحكام المنصوص عليها في...

648

| 21 سبتمبر 2025

alsharq
منصات وزارة العمل.. من الفكرة إلى الأثر

منذ تولي سعادة الدكتور علي بن سعيد بن...

609

| 18 سبتمبر 2025

alsharq
قطر في الأمم المتحدة.. السيادة والإنسانية

يزورون بلادنا ويخططون لقصفها، يفاوضون وفودا ويخططون لاغتيال...

519

| 24 سبتمبر 2025

alsharq
عيسى الفخرو.. خطاط الإجازة

يؤكد اهتمام جيل الشباب القطري بالخط العربي؛ تزايد...

501

| 21 سبتمبر 2025

alsharq
رواتب العاملات

يتداول في هذه الأيام في أغلب دول الخليج...

480

| 21 سبتمبر 2025

alsharq
الأمير يكشف للعالم حقيقة الكيان الإسرائيلي

صاحب السمو أمام الأمم المتحدةخطـــــاب الثبـــــات علــى الحــــــق.....

471

| 24 سبتمبر 2025

أخبار محلية