رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

لا تنســـــــوا كــــورونــــــا لطفـــاً لا أمـــــراً !

أوميكرون وما أدراك ما أوميكرون؟ ومن كان يستهين بالفيروس الأم فإن أبناءه يبدون أكثر شراسة من والدتهم التي قتلت هي الأخرى ملايين من البشر في محيط الكرة الأرضية لكنهم يطلقون تهديدات تثير هي أيضا مخاوف منظمة الصحة العالمية، ولكن يبقى التهديد الأخير المتمثل في متحور أوميكرون الذي تم اكتشاف حالات عدة لدينا في قطر وعشرات الحالات في الدول الخليجية في هجوم صريح من آخر أبناء فيروس كورونا على العالم كله، ولكن ماذا عنا في قطر ؟! أسأل وأنا أعلم أن الأغلبية قد نسي أو تناسى كوفيد 19 تماما وبات يسرح ويمرح دون أي احترازات وقائية أو أي كمامات أو حتى معقمات وتباعد اجتماعي في أماكن الزحام وما إلى هذه التدابير الوقائية التي تحرص وزارة الصحة منذ نشوء هذا المرض المعدي في الدولة على نشرها تحذيرها للجميع بأن يلتزموا بها كاملة ولكن - ويعلم القراء الذين يتابعونني منذ سنين أهمية حرف الاستدراك هذا في مقالاتي – أليس من الواجب علينا أن نستذكر جهود الدولة والمال المهدور في سبيل التصدي لآثار هذا الفيروس من أن يحصد المزيد من الأرواح ونحن التي تمثل نسبة الوفيات منذ تفشيه في أوائل عام 2020 في قطر اقل نسب في العالم، وهذا يعود للوعي الشعبي وجهود وزارة ومؤسسات ومراكز الصحة في التصدي لآثاره التي يمكن أن تزيد من هذه النسبة لا سمح الله ؟! ألا يمكننا أن نتوجه بالتقدير لهذه الدولة التي وصلت في رفع قيودها التدريجية إلى المرحلة الرابعة تاركة الأمر لوعينا وحسن تقديرنا للأمور لنمضي رقباء على أنفسنا ومن يقعون تحت مسؤوليتنا لنكمل نحن مسيرة هذه القيود في أنفسنا ومن يهمنا من الأهل والأحبة ؟! ألم يكن من التقدير لهذا البلد الذي أزال معظم سياسة التقييد في خروجنا من المنزل والبقاء فيه لأن نكون على قدر الحرص الكامل في اتباع إرشادات ربما قل وميضها بيننا لكن يجب ألا يخفت هذا الوميض في نفوسنا الحية والمقتنعة تماما بأن الفيروس الأم ومتحوراته الخطيرة منها والأقل خطورة يمكن أن يصيبني ويصيبك ويصيب صغارك والكبار أيضا لمجرد أننا أطلقنا العنان لأنفسنا بأن زمن كورونا توقف في اللحظة التي فلت زمام الاهتمام فينا وعدنا لحياة ما قبل عام 2020 ؟! فماذا نسمي هذا الانفلات النفسي الذي شجع على الانفلات الجسدي في عدم الالتزام بالاحترازات التي تصر وزارة الصحة على التقيد بها وأقلها ارتداء الكمامات في الأماكن المغلقة ؟! وقد يقول الكثير منكم وماذا عن البطولات والمشجعين كبطولة كأس العرب التي انتهت في اليوم الوطني للدولة وزحفهم بعشرات الآلاف للملاعب، فهل هذا إلا دليل على أن الدنيا باتت بخير في قطر ولا مجال لكورونا من أن يكشر عن أنيابه مرة أخرى هنا ؟! وأنا أقول إنها بالفعل كانت بطولة جماهيرية بالدرجة الأولى ولا شك أن الأعداد لربما ترتفع بعد انقضاء هذه المناسبة الدولية الرياضية الكبرى، لكن كانت هناك مراقبة في لبس الكمامات ومحاسبة كل شخص يرفض ارتداء الكمامة أو يود الدخول من غيرها كما أن الفحوصات التي تسبق الحضور كانت ملزمة لا سيما للأطفال الذين تحت 12 سنة وهي إجراءات لا تجري حتى في أكبر البطولات التي تحدث في دول غير قطر، ومع ذلك ستكون هناك بلا شك ضريبة لكل شيء يقام في الدولة إجبارا لا اختيارا، ويخضع لشروط واتفاقيات مع جهات خارجية، وجدت في قطر البيئة المثالية الصحية التي يمكن أن تحتوي أي تداعيات صحية لا سمح الله ولا يمكن بأي حال من الأحوال بمشيئة الله أن ينهار معها الوضع الصحي في قطر وهذا بفضل من الله ثم بفضل قدرة قطر بأجهزتها الصحية والأمنية وبدعم من القيادة حفظها الله على عدم حدوث ذلك ويبقى إصرارنا على المثول للاحترازات الوقائية بعضا من رد الجميل، الذي يجب ألا ننسى دفعه لبلادنا التي أعطت وتعطي في سبيل إبقائنا وإبقاء من نحب على قيد الحياة وبصحة أفضل. [email protected] @ebtesam777

8008

| 22 ديسمبر 2021

عــام هـاي وعـام بــاي !

بِمَ يمكننا أن نذكر هذا العام الذي لم يعد من حساب عمره الافتراضي سوى أقل من عشرة أيام ويأتي خليفته كما أتى من قبله فاتحاً ذراعيه لنا؟! كيف يمكننا أن نستقبل العام الجديد وهو الذي يكمل السنة الثالثة من عمر فيروس كورونا بجميع متحوراته وأشكاله ونحن لا نزال نستقبل كل شهر تقريبا متحورا جديدا منه ولا يمكننا حياله سوى البحث عن اسم معتمد يليق به؟! كيف يمكننا أن نستلم عاما جديدا ولا تزال تلابيب العام المنصرم تمسك بخناق القادم لنا على استحياء ولم يبرِ ذمته كاملة؟! في قطر يبدو لنا عاما نودعه بفرح ونحن الذين لا نزال منتشين بنجاح كأس العرب 2021 الذي صادف اختتامه مع ذكرى اليوم الوطني للدولة فلا نبدو منزعجين من انقضاء آخر أيام هذا العام في الوقت الذي نحث فيه الخطى لاستقبال عام 2022 وهو العام الذي سوف نختتمه بإذن الله في مثل هذه الأيام من العام المقبل كما نختتم سلفه اليوم ذلك أننا سوف نكون حينها نحتفل بانتهاء مونديال كأس العالم الذي سوف تنطلق صافرة البداية والنهاية للمباراة الختامية له في اليوم الوطني لبلادنا ولذا لا يمكن إلا أن نكون متعجلين لبدء العام الجديد لتحقيق حلم راودنا منذ إعلان اسم دولة قطر كمستضيفة لمونديال كأس العالم 2022 في الثاني من ديسمبر عام 2010 وانطلقت حينها الأهازيج والأفراح في أرجاء الدولة ومنطقة الشرق الأوسط عموما والوطن العربي خصوصا لا سيما وأن هذا الانتصار جاء انتصارا للمنطقة ككل كأول دولة خليجية عربية مسلمة وشرق أوسطية تفوز بشرف الاستضافة باستحقاق وجدارة والحمد لله. هذا العام يمضي على بعض العرب حزينا ونحن نتابع ما يحدث لبعض الدول العربية التي لا تزال تكابد الويل وتصارع الوقت لإعادة نفسها إلى ما وراء خط الأمان الذي بات يبعد عنها آلاف الكيلومترات، والغريب أنه كلما مضى عام ورمى بنفسه إلى هوة التاريخ والذكريات ينضم بلد عربي إلى نفس الهوة السحيقة التي لا يعرف كيف يخرج منها ويكون من الجمع الذي يمكن أن يلتحق بركب السنة الجديدة لا يشكو ضيما ولا ضيقا ولذا فنحن العرب أبعد ما يمكن أن نبتهج بالعام الجديد لأننا وعوضا عن إنقاذنا لأي بلد منا ندفع بأنفسنا ليسقط أحدنا في فخ العام الجديد وكأننا نقدم أضحية باهظة الثمن لننجو بأنفسنا وما أقسى وأغلى هذا الثمن الذي ندفعه لأجل أن نستقبل الأعوام الجديدة ونحن دول حرة لا تشكو زعزعة في الأمن ولا إرباكا في الحياة ولا اهتزازا في الأوضاع ولا احتلالا يزحف للأرض والعرض فأي عام مقبل بعد بضعة أيام ونحن نقدم المزيد من الدول العربية وكأنه لم يعد كافيا ما ابتلعته الأعوام السابقة حتى هذا العام الذي تنتحر أيامه وساعاته في عد تنازلي سريع فاللهم اجعل العام القادم عام خير على الأمة العربية والإسلامية فلا تُرنا بأسا في دولنا وشعوبنا وارفع راية العرب والمسلمين أينما كانوا راية حق وحكمة كما كنا وعُرفنا ولا تجعلنا نشهد سقوط أي دولة عربية فتسقط قلوبنا معها فلا نملك حينها إلا طلب الصبر والحوقلة وعبارة مفجعة نتمتمها في حزن، إنا لله وإنا إليه راجعون ولله ما أخذ ولله ما أعطى ولكل دولة ميعاد وكتاب !. [email protected] @ebtesam777

7862

| 21 ديسمبر 2021

لنفــرح بـالـوطــن ولكن!

انتهى اليوم الوطني، الذي اختير أيضاً ليكون فيه اختتام بطولة كأس العرب فيفا قطر 2021، وفرح الشعب وأثبتت قطر أنها جاهزة كلياً لاستضافة كأس العالم 2022، واحتفى العالم ببلادنا بعد نجاح التنظيم المبهر الذي أخبر كل دول العالم بأنهم مرحب بهم في مثل هذه الأيام من العام المقبل في قطر، وأن النجاح الذي شهدناه بالأمس يمكن أن يتكرر بأضعاف مثله في مناسبة رياضية أكبر وأشمل ومختلفة الأعراق والدول والأديان والفكر من خلال مونديال كأس العالم، ولكن ماذا بعد تلك الليلة الصاخبة التي عشناها في 18 ديسمبر؟، كيف ترك المحتفلون تلك الشوارع التي شهدت مسيرات الاحتفال والفرح؟، هل ألقى المحتفلون بالاً يذكر لمن سوف يسهر بعدهم وهو يقوم بتنظيف هذه الشوارع من آثار احتفالهم؟، كم عامل نظافة سوف يقوم طيلة الليل والساعات الأولى من الصباح برفع كل مخلفات (الاحتفال) التي ظن أصحابها أنهم بهذا يعبرون عن فرحتهم باليوم الوطني واختتام بطولة كأس العرب وفوز منتخب الجزائر الشقيق باللقب؟. أليست كل المشاهد المؤسفة التي وصلتنا في وضع الشوارع الرئيسية والحيوية وأعني طريق الكورنيش والطرق التي حوله تعد هدراً للمال العام وإتلافاً للممتلكات العامة والإضرار بها؟، لم لا يكون احتفالنا راقياً بصورة تحفظ لشوارعنا وواجهة بلادنا النظافة والسلاسة وعدم تواجد أي شكل من أشكال التشويه الذي لا يمكن أن يكون أو نقبل به؟، لم لا نعلم الأجيال الصغيرة أن الفرح بالوطن ونجاح هذا الوطن في أي مناسبة تصير على أرضه لا يعني التشويه والتساهل في تخريب ممتلكاته أو اعتبار أن رمي القاذورات على أرضه هو أمر هين ما دامت الدولة تعين جهات وأفرادا سوف يقومون لاحقاً بتنظيف كل ما فعلوه من أمور شائنة حقاً بحق تربيتهم التربية الصحيحة والواعية وبحق مسؤوليتهم تجاه الوطن والمحافظة عليه؟. ونحن يمكننا جيداً أن نقدّر تقديراً كاملاً جو الفرح الذي غلب الجميع من خلال المسيرات أو الترجل مشاة في شوارع الدوحة، لكننا لا يمكن أن نعطي عذراً لمن كان يأكل ثم يرمي مخلفات أكله على الطريق أو يرميها من نافذة سيارته بحجة الفرح!، ولا يمكننا أن نعذر من شرب وأطار بنصف علبته المملوءة في منتصف الشارع ليعبر عن فرحته، كما لا يمكننا أن نعطي أعذاراً لمن أضر بالمساحات المزروعة بالنباتات والموجودة في الحارات التي تفصل الشوارع لمجرد أن هذا المهمل وغير المسؤول يريد أن يفرح مترجلاً على قدميه غير آبه أين يضع قدميه وعلى أي شيء يدوسه، فهل قطر الكبيرة مكانة والأعلى مقاماً والأغلى أرضاً ووطناً تستحق أن يكون الفرح بها بهذا الشكل الذي لا يمكن أن يتساوى مع مقدار الحب الذي نكنه لها أو بالمقدار الذي يدعي هؤلاء امتلاكهم له تجاه الوطن ؟!. نحن هنا لا نقلل من المحبة، ولكننا نستعظم أن يكون التعبير عن هذا الحب بما يخالف أُطر ووصف هذا الحب الذي كان يجب أن يقترن بما يدل عليه واقعاً وحاضراً في المحافظة على ممتلكات هذا الوطن التي يشيد بها العالم من خلال الملاعب والاستادات المونديالية التي أُقيمت عليها مباريات كأس العرب التي اختتمت في اليوم الوطني، فباتت الفرحة فرحتين وربما أكثر لأننا يجب أن نزرع في نفوس أجيالنا القادمة أن الفرح لا يعني التساهل في الفرحة بحيث تغلبنا اللامسؤولية عند التعبير عن هذا الفرح وتلك السعادة، ولنكن خير شعب يرى في المحافظة على مقدرات وثروات وممتلكات بلاده الفرحة الحقيقية له وليست تلك الفرحة العابرة التي تمضي ثم تبقى آثارها السيئة في انحناءة كل عامل نظافة أو تعويض ما دُمّر فيها من المال العام المهدور وإني والله لكم من الناصحات. [email protected] ‏@ebtesam777

7613

| 20 ديسمبر 2021

نحــن هنـــا.. فتقـدمـــوا !

اللهم لك الحمد والمِنة، فبلادنا مع احتفالاتها بيومها الوطني الرسمي هي اليوم أيضا تطوي بطولة كأس العرب 2021 في أول نسخة لها اعتمدها الاتحاد الدولي لكرة القدم وجعلها فرصة مواتية لدولتنا لتفتتح معها بعض الاستادات الجديدة والتي تنتظر كأس العالم 2022 لتكتمل دائرة استادات المونديال بافتتاح استاد لوسيل الذي سوف يكون ختام المونديال على أرضه وأمام مرأى وحضور 80 ألف متفرج وملايين من المشاهدين في العالم سوف يتابعون المشاهد الأخيرة من المونديال الذي نحن على ثقة بأن الله لن يضيع تعب عشرات الآلاف من الذين عملوا طوال هذه السنوات الماضية على إنشاء وبناء وتجهيز هذه الاستادات العالمية وبكامل مرافقها الفنية والإدارية ثم بثقتنا في قدرة بلادنا العظيمة على إنجاح هذه النسخة الفريدة من بطولة كأس العالم وثقتنا في تلك الكوادر الوطنية والعربية والأجنبية التي سعت في بطولة كأس العرب والتي انتهت آخر فصولها بالأمس إلى التباهي بقدراتها على الإنجاز بهذه الصورة المبدعة التي أبهرنا بها العالم في اليوم الذي تباهت فيه دولة قطر بيومها الوطني الرسمي وتلقت التهاني من كل جانب لأجل هذه المناسبة التي تعد مناسبة وطنية يعيد فيها القطريون تلاحمهم ويجددون انتماءهم للأرض وولاءهم للقيادة وتجديد الوعود والعهود على أن تظل قطر أرضا حرة ما عاش فيها الشعب ونام وأن تظل منارة التائهين وكعبة المضيوم ما نال التعب بالمظلومين المساكين وأن تظل بلادنا متقدمة سياسيا واقتصاديا وثقافيا ورياضيا ودبلوماسيا وإنسانيا ومجتمعيا وحضارة وعلما وعملا وهو ما نحاول كشعب أن نواصل العمل به معتمدين على توفيق الله تعالى لنا ثم بحكمة وريادة القيادة التي تؤمن بقدرات هذا الشعب على مساندتها في المضي نحو الصفوف الأولى في كل المجالات لثقتها بأن أبناء هذا الوطن ما هم إلا شركاء في البناء والتطور وحصد كل نجاح قطري يعود لهم في الدرجة الأولى ولله الحمد. أقول الحمد لله مرة ثانية وثالثة لأنني كنت أحد الآلاف الذين كابدوا طيلة فترة تنظيم بطولة فيفا كأس العرب 2021 كما ودت الفيفا تسميتها بذلك تمهيدا لفيفا كأس العالم 2022 بإذن الله لإنجاح هذا الملتقى الرياضي الكبير الذي بدأ في الثلاثين من شهر نوفمبر الماضي وانتهى في الثامن عشر من ديسمبر الجاري متوافقاً مع ذكرى اليوم الوطني للدولة تماما كما سوف يكون عليه مونديال 2022 وفي نفس التاريخ تقريبا ولذا أقولها بكل فخر إننا عشنا مونديالا عالميا قبل المونديال الحقيقي وكانت بطولة فيفا كأس العرب 2021 وأجواؤها تشبه لحد كبير ما ستكون عليه قطر بعد أقل من العام من الآن بفارق أن الوجوه الأجنبية المختلفة في جنسياتها وأعراقها وألوانها سوف تتغير بتواجد منتخبات من آسيا وأفريقيا وأوروبا والأمريكتين الشمالية والجنوبية بحسب المنتخبات المتأهلة لهذا المونديال الذي سوف يكون مكانه دولة قطر التي ما كان للعالم أن يعرفها قبل 2010 وهي السنة التي أعلنت في شهرها الأخير عن استضافة الدوحة لمونديال 2022 ليبحث كل العالم عن مكان دولة قطر في الخريطة وفي أي قارة تقع وتصبح قبلة القادمين والفضوليين الذين أرادوا منذ ذلك الحين أن يروا على أرض الواقع الدولة التي استطاعت أن تتفوق على الولايات المتحدة واليابان وبريطانيا ودول كثيرة أرادت الظفر بشرف الاستضافة فحضروا وعاشوا بطولات عالمية استضافتها قطر على مختلف الرياضات ونجحت وأثبتت أنها الجديرة بالمونديال وغيره ويأتي كأس العرب ليعطينا شهادة نجاح رائعة بهذا ولا يزال طموحنا بالفوز في ملف استضافة كأس آسيا 2027 يراودنا ونسعى له بنفس الهمة التي دعتنا لنقدم ونفوز بكأس العالم ونقول للعالم نحن هنا فتقدموا !. [email protected] @ebtesam777

7134

| 19 ديسمبر 2021

القمـــــة لا تكــون إلا بـ قطــر

نتعملق سياسيا في اتجاه مواز مع تميزنا رياضيا ومن كان يجهل موقع دولة قطر في خريطة العالم فإنه بات اليوم يشير لها بالبنان الكبير كيف لا ونحن نملك بحمد الله وفضله ذكاء سياسيا يجعلنا نستغل تنظيمنا لأهم البطولات الدولية لنعززها بتوثيق علاقات سياسية على مستوى الرؤساء والقادة كالحاصل اليوم في الدوحة ففي الوقت الذي تمضي فيه ملاعبنا باحتضان مباريات كأس العرب التي تشتعل الإثارة فيها ولا تزال هوية بطل أو بطولة فيفا في العالم مجهولة إلا أن الحكومة أبت إلا أن تسجل امتيازات لها على المستوى السياسي أيضا من خلال اجتماعات حثيثة ومتتالية بين سمو الأمير المفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله وبين نظرائه من قادة دول عربية وأوروبية واليوم يتبعها بلقاء ودي وكبير مع فخامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يزور البلاد في لقاء يمكن أن نقول إنه تكرر كثيرا لكنه يحظى في كل مرة على اهتمام إعلامي كبير ويشد أنظار المنطقة له في كل زيارة لأردوغان لقطر أو العكس وهذا في نظري يمثل قمة العلاقات الثنائية القوية التي باتت تجمع البلدين بصورة أخوية تمثلت في تعاون عسكري واقتصادي وتجاري وسياسي ومهني ولا يمكن بعدها التنبؤ بما يمكن أن تحدث من لقاءات أخرى تجعل من قطر المكان الأصلح للقاءات تنتج عنها قوى عربية وغربية تكون الدوحة أحد أطرافها المؤثرة وأن الدوحة باتت لاعبا رئيسيا في أحداث المنطقة والعالم وقبلة للمختلفين والمتخالفين في سير أمورهم السياسية وعليه فإن التعملق الذي تبدو عليه بلادنا يجعلنا فخورين جدا بالخطى الحكيمة التي تقودها بثبات إلى مصاف الدول التي أصبحت قبلة الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية التي تعلم اكثر من غيرها ما الذي باتت عليه قطر اليوم من قدرات في الدبلوماسية والوساطة والقدرة على إمساك عصا الخلافات من المنتصف فلا يميل طرف على آخر وهكذا حتى تصل جميع الأطراف إلى ما يمكن أن يعزز مفهوم الحوار الذي بات بعيدا عن أجندة المتنازعين لذا فواشنطن ترى في الدوحة حليفا موثوقا للقيام بأي من مبادراتها في المنطقة والدليل الدور المحوري الكبير الذي لعبته الدوحة في الأزمة الأفغانية الأخيرة والتي نشأت بعد سيطرة طالبان على السلطة في أفغانستان والدور الكبير الذي قامت الدوحة في إجلاء الرعايا الأجانب إلى دولهم بالإضافة إلى الآلاف من الأفغانيين إلى وجهاتهم المقررة لها وكيف هو الدور القطري اليوم في إنهاء كل متعلقات الوجود الأمريكي في كابول وباقي المحافظات وترتيب الملفات بين الجانبين بصورة سلمية وهادئة فمن كان يتوقع أن تعمل الدولة الخليجية الصغيرة مساحة بهذا الدور الضخم في ملف أفغانستان وتكون بهذا الحجم الضخم والفخم حقيقة سواء في ملف كابول وطالبان أو غيره من الملفات التي اعتنت بها قطر واوصلت الأطراف فيها إلى ما تتمتع به اليوم من استقرار سياسي وإنساني في الوقت الذي كان يمكن لدول كبرى في المنطقة أن تقوم بنفس الدور ويكون لها الفضل بعد الله في هذه الإنجازات التي تحسب اليوم إلى قطر وحدها ؟!. المشاهد المتتالية التي نراقبها اليوم في توازٍ مع إنجازاتنا الرياضية يجعلنا كشعب نسعى لنوثق هذه الإنجازات بوقوفنا الدائم وراء قيادتنا التي نقلتنا من الصفوف الأخيرة إلى أولها وهي تعلم أنها ترتقي بشعبها أولا قبل أن تبحث لها عن سمعة عالمية كقيادة وضعت أهدافا ورؤى وسارت على خطط ممنهجة منذ التسعينيات وحتى اليوم لتصل إلى ما وصلت إليه اليوم ونحن بالتالي سوف نكون على قدر هذه الثقة التي تجعلنا إلى جانب فخرنا بقيادتنا وحكومتنا فإننا شركاء في كل هذه الإنجازات بالتمسك بما هو مطلوب منا تماما.. ونقول دائما اصعدي يا قطر فإن القمة لا تكون إلا بك دائما. [email protected] @ebtesam777

6102

| 07 ديسمبر 2021

الجزار والخراف!

في مكان ناءٍ، وبعيداً عن أعين الإعلام كان الجزار يحد سكينه ويجهز كلاليبه منتظراً وصول أول خروف عربي من الزريبة المجاورة للمسلخ، في تلك اللحظة، كانت الخراف في الزريبة تعيش وتأكل وتشرب وكأنها قد جاءت إلى تلك الزريبة بضمان الخلود.. دخل الجزار فجأة إلى وسط الزريبة، فأدركت «الخرفان» بحسها الفطري أن الموت قادم لا محالة.. وقع الاختيار على أحد الخراف وأمسك الجزار بقرنيه يسحبه إلى خارج الزريبة، ولكن ذلك الكبش كان فتياً في السن ذات بنية قوية وجسم ممتلئ وقرنين قويين، وقد شعر برهبة الحدث وهول الموقف وهو يقاد إلى الموت فنسي الوصية الرئيسية من دستور القطيع، وهي بالمناسبة الوصية الوحيدة في ذلك الدستور وكان قد سمعها قبل ساعات من كبار الخرفان في الزريبة (حينما يقع عليك اختيار الجزار، فلا تقاوم فهذا لن ينفعك بل سيغضب منك الجزار، ويعرض حياتك وحياة أفراد القطيع للخطر)!. .فقال الكبش في نفسه: هذه وصية باطلة ودستور غبي لا ينطلي حتى على قطيع الخنازير.. فكيف بنا نحن الخراف ونحن أشرف وأطهر، فإذا كانت مقاومتي لن تنفعني في هذا الموقف فلا أعتقد انها ستضرني، أما قولهم إن مقاومتي ستغضب الجزار وقد يقتل جميع الخرفان فهذا من الغباء فما جاء بنا هذا الجزار إلى هذه الزريبة إلا وقد أعد عدته ورسم خطته ليذبحنا واحداً بعد الآخر، فمقاومتي قد تفيد ولكنها بلا شك لن تضر، فانتفض ذلك الكبش انتفاضة الأسد الجسور،وفاجأ الجزار واستطاع ان يهرب من بين يديه ليدخل في وسط القطيع حيث نجح في الإفلات من الموت الذي كان ينتظره. لم يكترث الجزار بما حدث كثيراً، فالزريبة مكتظة بالخراف ولا داعي لتضييع الوقت في ملاحقة ذلك الكبش الهارب فأمسك بخروف آخر وجره من رجليه وخرج به من الزريبة، كان الخروف الأخير مسالماً مستسلماً ولم يبد أية مقاومة إلا صوتاً خافتاً يودع فيه بقية القطيع فنال ذلك الخروف إعجاب جميع الخرفان في الزريبة وكانت جميعها تثني عليه بصوت مرتفع وتهتف باسمه، ولم تتوقف عن الهتاف حتى قاطعها صوت الجزار الجهوري، وهو يقول بسم الله والله أكبر، فخيم الصمت على الجميع وخاصة بعد ان وصلت رائحة الموت إلى الزريبة ولكنهم سرعان ما عادوا إلى أكلهم وشربهم مستسلمين لمصيرهم الذي يرفض أي أحد منهم مقاومته وهكذا بقيت الخراف في الزريبة تنتظر الموت واحداً بعد الآخر وفي كل مرة يأتي الجزار ليأخذ أحدهم لا تنسى بقية الخراف بأن تذكره بدستور القطيع لا ثم لا للمقاومة، وكان الجزار وتوفيرا للوقت والجهد إذا وجد خروفاً هادئاً مطيعاً يأخذ معه خروفاً آخر يذبحه معه وكل ما زاد عدد الخراف المستسلمة زاد طمع الجزار في أخذ عدد أكبر في المرة الواحدة حتى وصل به الحال أن يمسك خروفاً واحداً بيده وينادي خروفين آخرين أو ثلاثة أو أكثر لتسير خلف هذا الخروف إلى المسلخ. وهو يقول: يالها من خراف مسالمة لم احترم خرافاً من قبل بقدر ما احترم هذه الخراف إنها فعلاً خراف تستحق الاحترام !.. وكان الجزار سابقاً يتجنب أن يذبح خروفاً أمام الخراف الأخرى حتى لا يثير غضبها، وخوفاً من أن تقوم بالقفز فوق سياج الزريبة والهرب بعيداً، ولكنه حينما رأى استسلامها المطلق أدرك أنه كان يكلف نفسه فوق طاقته، ويضيع الكثير من الوقت وإن خرافه تلك تملك من القناعة بمصيرها المحتوم ما يمنعها من المطالبة بمزيد من الحقوق فصار يجمع الخراف بجانب بعضها ويقوم بحد السكين مرة واحدة فقط ثم يقوم بسدحها وذبحها والأحياء منها تشاهد من سبقت إليهم سكين الجزار، ولكن كانت الوصية من دستور القطيع تقف حائلاً أمام أي أحد يحاول المقاومة أو الهروب «لا تقاوم». وفي مساء ذلك اليوم وبعد أن تعب الجزار، وذهب لأخذ قسط من الراحة ليكمل في الصباح ما بدأه ذلك اليوم. كان الكبش الشاب قد فكر في طريقة للخروج من زريبة الموت وإخراج بقية القطيع معه كانت الخراف تنظر إلى الخروف الشاب وهو ينطح سياج الزريبة الخشبي مندهشة من جرأته وتهوره ! ولم يكن ذلك الحاجز الخشبي قوياً فقد كان الجزار يعلم أن خرافه أجبن من أن تحاول الهرب، ووجد الخروف الشاب نفسه خارج الزريبة لم يكد يصدق عينيه فصاح في رفاقه داخل الزريبة للخروج والهرب معه قبل أن يطلع الصباح ولكن كانت المفاجأة أنه لم يخرج أحد من القطيع بل كانوا جميعاً يشتمون ذلك الكبش ويلعنونه ويرتعدون خوفاً من أن يكتشف الجزار ما حدث، وقف ذلك الكبش الشجاع ينظر إلى القطيع في انتظار قرارهم الأخير، فتحدث أفراد القطيع مع بعضهم في شأن ما اقترحه عليهم ذلك الكبش من الخروج من الزريبة والنجاة بأنفسهم من سكين الجزار، وجاء القرار النهائي بالاجماع مخيباً ومفاجئاً للكبش الشجاع... ففي صباح اليوم التالي جاء الجزار إلى الزريبة ليكمل عمله فكانت المفاجأة مذهلة.. سياج الزريبة مكسور ولكن القطيع موجود داخل الزريبة ولم يهرب منه أحد !. ثم كانت المفاجأة الثانية حينما رأى في وسط الزريبة خروفاً ميتاً وكان جسده مثخنا بالجراح وكأنه تعرض للنطح !.. فنظر إليه ليعرف حقيقة ما حدث وما هي إلا لحظات حتى صاح الجزار: يا الله انه ذلك الكبش القوي الذي هرب مني يوم أمس!.. فنظرت الخراف إلى الجزار بعيون الأمل ونظرات الاعتزاز والفخر بما فعلته مع ذلك الخروف «الإرهابي» الذي حاول أن يفسد علاقة الجزار بالقطيع ويعرض حياتهم للخطر !.. كانت سعادة الجزار أكبر من أن توصف حتى أنه صار يحدث القطيع بكلمات الإعجاب والثناء (أيها القطيع كم أنا فخور بكم، وكم يزيد احترامي في كل مرة أتعامل معكم، ولذا فأنا لدي خبر سعيد سيسركم جميعاً وذلك تقديراً مني لتعاونكم المنقطع النظير فبداية من هذا الصباح لن أقدم على سحب أي واحد منكم إلى المسلخ بالقوة كما كنت أفعل سابقاً فقد اكتشفت انني كنت قاسياً عليكم وإن ذلك يجرح كرامتكم فكل ما عليكم فعله يا خرافي الأعزاء أن تنظروا إلى تلك السكين المعلقة على باب المسلخ فإذا لم تروها معلقة فهذا يعني أنني أنتظركم داخل المسلخ وعليه فليأت الواحد منكم بعد الآخر وتجنبوا التزاحم على أبواب المسلخ، وفي الختام لا أنسى أن أشيد بدستوركم العظيم (لا للمقاومة)!. ebtesam777@ [email protected]

6201

| 10 أكتوبر 2021

العدالة الهشة للغرب !

حقيقة أجد نفسي لا تميل لتناول أي قضية سياسية أو اجتماعية بارزة على السطح المحلي أو العربي أو حتى الدولي وأحداث غزة والقدس سيدة هذه القضايا بل إن أي قضية بجانب ما نرى ونسمع في غزة قد تكون تافهة جدا لا سيما وأن العالم بجهاته الأربع لم يستطع (شجاع) واحد فيه أن يوقف إسرائيل عما تفعله من إجرام توثقه ملايين من شاشات الإعلام في العالم، ومع هذا فالولايات المتحدة الأمريكية تعقد صفقات أسلحة مقذوفات بالغة الدقة بملايين الدولارات مع إسرائيل وفرنسا التي تعد نفسها بلد الحريات ومتنفس الشعوب المضطهدة جندت قواتها الأمنية لمجابهة المتظاهرين سلما كما هو الحال في باقي الدول الأوروبية والعربية والدول الإسلامية تأييدا وتضامنا مع الشعب الفلسطيني لتواجههم بالقنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي وخراطيم المياه القوية وكأن هؤلاء المتظاهرين قد حملوا سلاحهم وعزموا التوجه لمحاربة إسرائيل فعلا، ناهيكم عن دعوة معظم العالم الغربي للوقوف مع إسرائيل ضد ما يسمونه إرهاب المقاومة الفلسطينية في محاولة شبه مستحيلة لنكران ما تفعله إسرائيل في الواقع. أنا هنا لن أقول أين العرب وما موقف العرب وهل هذه هي المواقف التي تليق بالعرب وكيف سكت العرب وكيف طبّع العرب وكيف تحمل العرب ما يحدث من ظلم وقتل واعتقال وتشريد للشعب الفلسطيني فهذا أمر كما يقال عندنا بالعامية (كلام مأخوذ خيره) ولم يعد منه أي طائل يذكر، لكنني حاولت بقدر المستطاع أن أوثق ردود فعل العالم الغربي الذي أرهق مسامعنا وأنظارنا بشعارات الحرية والعدالة التي ينتهجها داخل أراضيه ويروج لها خارجها، بينما في الحقيقة هذه الدول هي من تفتقر لمعنى هذه الشعارات أن تتحقق بالصورة التي تروج لها ولو بالقليل منها، فأحداث القدس المروعة التي تفجرت منها الأحداث المؤسفة على شعبنا العربي الفلسطيني ووصلت إلى أحداث غزة الأشد إجراما تكشف لنا في كل مرة كم هي دعوات الغرب الباطلة بالحرية الزائفة والعدالة التائهة على أراضيها فقد تكون الحرية لدينا نحن العرب شبه معدومة إن لم تكن معدومة بالكامل ولا عدالة على أرض العرب، لكننا لا نروج كذبا لديمقراطيتنا الهشة ولا نقول إن لدينا ما لا نملكه منهما كما تفعل الدول الأوروبية التي ترى من كل أحداث فلسطين زاويتها الضيقة الميتة التي عادة لا يلتفت لها العالم لعدم أهميتها وربما عدم صدقها أيضا كما هو الحال في التمثيل الإسرائيلي الزائف بتضرر كيانهم وشعبهم من الفلسطينيين ويراه الغرب على أنه اعتداءات صارخة بحق الأبرياء الإسرائيليين ولذا تتمثل حريتهم وعدالتهم بالدعوة إلى الحرية والعدالة لإسرائيل وشعبها في ظلم واضح لحق المعتدى عليهم وهم الفلسطينيون الذين لم يعودوا بحاجة لإقناع العالم ومنهم الغرب بعدالة قضيتهم لأن هناك من أصبح من يؤمن بأن قضية فلسطين هي قضية شعب يطالب بحريته واستقلاله وحدوده وأمانه وموارده وثرواته وتاريخه وقدسه التي لا يمكن أن تذهب لإسرائيل طال الزمان أم قصر ورأينا الكثير من الشخصيات المؤثرة من الفنانين والمشاهير على مواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب يقفون في صف الفلسطينيين لأنهم أيقنوا بأن الرواية الإسرائيلية ما هي إلا عبارة عن سلسلة أكاذيب منظمة انتهجها الإسرائيليون لإقناع العالم بأنهم فعلا أصحاب أرض وأن الفلسطينيين ما هم إلا مجموعة رعاع إرهابيين يريدون اقتلاع التاريخ الإسرائيلي من هذه الأراضي المقدسة وهذا كذب بات جليا حتى للذين كانوا يؤيدون الوجود الإسرائيلي وتكشفت لهم الحقائق بعد المشاهد المروعة التي تناقلتها وكالات أخبار عالمية موثوقة بأن إسرائيل قد حشدت آلتها الحربية المتطورة لترويع وقتل المدنيين العزل وأن هناك أكثر من 70 طفلا قد قتلتهم إسرائيل منذ بداية الأحداث في فلسطين ولذا لا تخبروني عن عدالة حكومات الغرب حين نجد من شعوبهم العادل والحر فيهم !. ‏@[email protected] ‏@ebtesam777

6026

| 19 مايو 2021

عربٌ أكثر عروبة من عربٍ!

هل نحتاج إلى مزايدة أو تقييم لمواقف العرب من أحداث فلسطين وتحديدا مدينة القدس وقطاع غزة الفلسطينيين؟! في نظري أنه ما دمنا أمام مواقف متخاذلة وأخرى مشرفة فيجب أن تكون هناك مزايدة وتقييم لها، كي لا يختلط الصالح بالعاطل، لا سيما وأننا أمام أحداث متصاعدة ومستمرة منذ أشهر بدأت في حي الشيخ الجراح، وتتشكل نهايتها الأليمة في قطاع غزة، والذي يمثل حتى اليوم شوكة في أعناق الإسرائيليين الذين يمارسون إجرامهم على مرأى العالم، دون أن تمتلك أي سلطة عربية أو غربية أو دولية قدرة على لجم آلة هذا الكيان، وكأنهم ملكوا هذا الكون من أن يقوم بأي شيء ضدهم. اليوم تتمثل لنا المواقف بين كفتين لا ثالث لهما: الكفة الأولى هي كفة المنددين الذين يشجبون ويرفضون ويناقشون قضية فلسطين في اتصالاتهم الهاتفية وبياناتهم الرسمية لدولهم، ويعربون عن استنكارهم الشديد لما يجري ضد الفلسطينيين، ويدعون لوقف آلة الحرب الإسرائيلية ضد المدنيين العزل، ويؤكدون حق المقاومة الشرعية الفلسطينية لأي عدوان إسرائيلي جائر، كما تفعل حماس اليوم، وهذه الكفة تبدو أكثر شجاعة وجسارة، خصوصا أمام ظهور النوع الآخر من المواقف، والتي تتضمنها الكفة الثانية الوارد ذكرها بعد سطر واحد من الآن لأننا بتنا حقيقة نفتقر ونفتقد من يمكن أن يندد اليوم بحرية من العرب!. أما الكفة الثانية فهي تبدو أكثر هشاشة وليونة وتمييعا بين الموقف الرافض لسياسة إسرائيل والموقف المستنكر في الوقت نفسه أيضا لمقاومة الفلسطينيين ضد عدوان الكيان الصهيوني، لذا ترى موقفه الرسمي يبدو عاما لا خصوصية فيه ولا تمييز، مثل الإعراب عن القلق لما يجري هناك، أو التعبير المطلق عن نبذ العنف بكل شكل من أشكاله دون تحديد طرف على الآخر، وهذه الكفة هي المكروهة فعلا في نظر الشعوب العربية التي تتوحد اليوم بملايينها وفئاتها السنية وأنواعها بين ذكور وإناث على أن فلسطين يجب أن تتحرر والقدس عاصمة أبدية لدولة فلسطين، وأن كيان إسرائيل إنما هو كيان دخيل ومزروع في قلب الأمة العربية التي تتفاوت ردود أفعال بعض حكوماتها مع موقف شعوبها أنفسهم، كما أنها كفة تراقب بصمت قلق إلى ماذا ستؤول إليه الأمور في فلسطين، وتعلن موقفها الرسمي الذي من المؤكد أنه سيكون كرتونيا بصورة مقززة فعلا، لا سيما وأن هناك مواقف عربية مشرفة فعلا وترفض تسمية إسرائيل بهذه التسمية الدارجة وإنما تصر على إطلاق مسمى الكيان الصهيوني المحتل، كما تفعل الكويت الشقيقة التي تحارب كل من شأنه الترويج لهذا الكيان على أرضها، وقامت بإنهاء عقود عمل لكثير من الأجانب ممن أطلقوا منشورات على الفيسبوك وباقي وسائل التواصل الاجتماعي تؤيد سياسة إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، واستدعت السفير التشيكي المتواجد في سفارة بلاده فيها، لتبلغه رسميا احتجاجها الرسمي على هذه التصريحات التي من شأنها أن تضر العلاقات بين البلدين، موضحة أن دولة الكويت وإن كانت تعطي مساحة واسعة لحرية الرأي فيها فإنها لا تقبل بأن يكون هناك من يعارض الرأي العام الرسمي والشعبي الموحد حول إجرام الكيان الإسرائيلي ضد عُزّل الشعب الفلسطيني صاحب الحق في أرضه وحماية عرضه، وهو أمر غير مقبول لدى الحكومة الكويتية، ومثلها قطر التي نظمت مهرجان تأييد ونصرة للشعب الفلسطيني حضره قادة حماس والتف حولهم آلاف من الشعبين القطري والفلسطيني وباقي الجاليات العربية والإسلامية المقيمة على أرض قطر، كما جندت قناة الجزيرة نشرات أخبارها الرسمية على مدار اليوم لفضح أساليب إسرائيل الإجرامية ووسائل التعنيف والتعذيب والقتل والاعتقال التي تمارسها في ملاحقة المدنيين وتصور مشاهد قتل الأطفال بصورة مروعة والقصف المستمر على هذا القطاع، الذي لم يهدأ له بال، فأمطر سماء تل أبيب والداخل المحتل قذائف وصواريخ جعلت من جرذان إسرائيل وعلى رأسهم نتنياهو يلوذون بالهرب في أقبيتهم المتمركزة تحت الأرض، هربا وخوفا من هذه الصواريخ، لذا لا تقولوا إنه لا مزايدة في المواقف ولكن قولوا إن عربا قد كانوا أكثر عروبة من عرب آخرين وكفى!. [email protected] ebtesam777@

4697

| 18 مايو 2021

دعـوة للعـودة !

بالأمس دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كافة المسلمين والعرب لنبذ أي خلافات بينهم جانبا والتركيز على كمية التجاوزات التي تحدث بحق المقدسات الإسلامية لاسيما في فلسطين واستهداف المسلمين على وجه الخصوص، كما طالب أردوغان أن يكون هناك موقف إسلامي موحد تجاه كل هذه التعديات التي تطول المسجد الأقصى من قبل إسرائيل والمتطرفين الإسرائيليين، منوها بأن هذا السكوت على هذه التجاوزات الخطيرة إنما سببها فرقة المسلمين وعدم توحد الرأي تجاه الجرائم الإسرائيلية التي باتت مبررة عند الكثير منهم في أنها دفاع عن النفس، وتساءل أردوغان عن أي دفاع عن النفس يتكلمون وهم الذين يعتدون ويحتلون ويشردون الفلسطينيين ثم يتباكون على المنصات الأمريكية والغربية والدولية لأخذ حق ليس لهم بينما في الواقع فإن هؤلاء الفلسطينيين من هم أحق بهذا التعاطف العالمي الذي يذهب للأسف لإسرائيل، لأن هناك من الدول الكبرى ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن تقف معها قلبا وقالبا، ثم تساءل فأين المسلمون من كل هذا ؟! وأين الذين تتغلبهم الغيرة على مقدساتنا الإسلامية التي بقيت إرثا لكل مسلم وماذا فعلت الحكومات العربية والمسلمة تجاه الدفاع عنها وإبقائها موروثات إسلامية لأجيالنا القادمة ؟!. ربما يكون خطاب الرئيس التركي أردوغان هذا ليس بجديد فهو عادة ما يتحدث عن الإسلام بحرقة ويعلم بأنه يواجه بعدها بنقم غربي وانتقادات من المعارضة داخل بلاده ليس لما احتوى عليه خطابه فحسب من إيثار للإسلام بالذات، ولكن لأن الطيب أردوغان بات مصرا على أن ينتهج لغة هذا الخطاب في كل ندواته وخطبه واجتماعاته ومؤتمراته مع حزب العدالة والتنمية الحاكم التركي أو حتى أمام جمهوره وشعبه في الميادين المفتوحة في ساحات بلاده، ولكن أردوغان نفسه يعلم بان خصومه داخل الدول المسلمة يكادون يكونون أكثر بكثير ممن يظهرون له بوجوه واضحة من العالم الغربي وهؤلاء هم أشد خطرا من الذين يفصحون عن عدائهم تجاه تركيا ورئيسها الذي سبب انقلابا جذريا في هوية البلاد التركية التي بدأت فيها جذور الإسلام تتعمق وتضرب الأرض بقوة ثم تحولت شيئا فشيئا للهوية العلمانية التي لم تهنأ للكثيرين من الأتراك الذين أصروا على أن تبقى فيهم ومضة الإسلام مستنيرة، وأنشأوا أبناءهم وأحفادهم عليها، فخرجت لنا أجيالا إسلامية صحيحة لا يغلبها التعصب ولا التطرف ولا التهاون والتساهل، ولذا فإن المسافر إلى تركيا الساحرة من العرب والمسلمين لا يمكن أن يجد فيها غربة في الدين كما نرى هذا في أي دولة أوروبية أو في جانب القارتين الأمريكيتين. ولذا فإن الحس الإسلامي الباقي في تركيا والذي عززه ببراعة الرئيس أردوغان يجعلنا فعلا نستجيب لهذه الدعوات المحمودة التي تمس أكثر جوانب قضايانا حساسية واستدامة وهي القضية الفلسطينية التي تقارب قرنا من الزمان، شارك بعضنا في تعميق جراحها وباتت الأجيال الجديدة تفتح عينيها على معاني التطبيع لا الاحتلال فسقطت مفردات الاحتلال لدولة فلسطينية واحدة، وبات حل الدولتين هو الأغلب لحل هذه القضية التي استطاعت إسرائيل أن توجد لها حقا في الأراضي العربية ومقدساتنا الإسلامية المتمثلة في المسجد الأقصى وقبة الصخرة، متناسين أن نعلم أيا من هذه الأجيال أن هذه المقدسات ما هي إلا أولى القبلتين وثاني الحرمين الشريفين، وأن الدفاع عنها ولو بكلمة أو تذكير بها هو واجب على كل مسلم، ويجب على كل العرب أن ينبذوا خلافاتهم مع بعضهم البعض أو مع تركيا نفسها لأي اسباب كانت، والاتجاه إلى ما فيه صلاح هذه الأمة وصلح العرب والمسلمين أنفسهم، وإلا فلا معنى بعدها للبكاء على اللبن المسكوب كما هي عادتنا عند ضياع قيم إسلامية كان من الممكن أن تبقى في الحاضنة العربية !. ‏[email protected] ‏@ebtesam777

2615

| 08 مارس 2021

صديقتي العصبية

نادتها لحمل الأكواب المتكدسة أمامنا، فجاءت على عجالة وقد استغربت شخصياً السرعة التي حضرت بها الخادمة، وفجأة سمعنا صوت شيء ما يسقط وينكسر هرعنا لنعرف القصة.. والله ثم والله رأيتها مرعوبة وترتجف وزجاج الأكواب متناثر هنا وهناك!.. لحظات وسمعنا صديقتنا تنهرها بطريقة عصبية وتشتمها بألفاظ تنتقص من وضعها كإنسانة لها احترامها فقلت لها: (اذكري الله يا فلانة.. انكسر الشر.. ولدج سكب الماي وزلقت المسكينة)!.. فبادرتني وهي تنظر للخادمة والشرر يتطاير من عينيها (لا أنت ما تعرفين هالبليدة.. غبية)!. كانت جلستنا مع مجموعة من الصديقات في بيت إحداهن، ولم أتوقع أنه لا يزال هناك من يعامل خدم المنازل بهذه الطريقة القاسية التي ظننت فعلاً أن هذه المعاملة قد ندرت ولم يعد هناك من يتعامل بهذه الطريقة القاسية.. ناقشتُها كما ناقشتْها بقية الصديقات.. لمَ هذه المعاملة يا فلانة؟ المخلوقة كانت مرعوبة!. هل أنت متعودة أن تقسي عليها بهذا الشكل؟!. ألا تخافين أن يؤثر ذلك على معاملتها لكِ أو لابنك، لا سيما وأنك موظفة؟. ولم نكدْ ننطق سؤالنا الأخير حتى انتفضت وصرخت: (تخسي تسوي شي في ولدي والله أذبحها)!، فسألتها بكل هدوء: (ولم يجب أن يصل الأمر إلى هذه الدرجة السيئة وأنتِ بيدكِ فعلاً ألا تصل لها؟، أنا استغربت حقاً أنك تعاملين خادمتك بهذه الطريقة الفظة وعلى مرأى من ضيوفك حتى وإن كنا صديقاتك المقربات)، ولا أخفيكم فقد استنكرنا جميعاً ما فعلته (أم حمد) أمامنا ولم نعطها أي عذر يمكن أن يبرر لها ما قالته لهذه المسكينة في نظرنا على الأقل، فهي تبقى فتاة مثلنا لكنها غريبة في بلاد واسعة لا أهل لها ولا أم تلوذ لحضنها كلما ألمت بها شكوى أو ثقلت عليها هموم غربتها. تبقى إنسانة في الأول والأخير ويجب أن نسأل عن حقوقها قبل أن نبحث عن واجباتها التي يجب أن تؤديها لنا، وأنا أعلم أن مشاكل الخدم كثيرة لا حصر لها، لكن يجب أن نبحث عن واجباتنا نحن تجاه هذه الفئة التي تعدلت أوضاع الكثير منهم بفضل الوعي المجتمعي والتربوي والقيم الإنسانية التي طغت على الأفراد والعوائل عموماً، وما فعلته (أم حمد) والذي كان في نظرنا فعلاً خاطئاً مائة بالمائة فما نفعله تجاههم يلحقنا أثره فيما بعد، ولا شك أن المعاملة الطيبة التي يجب أن نتحلى بها تجاه هؤلاء تعكس بالضرورة تربيتنا وأخلاقنا والرحمة التي يجب أن تكون في قلوبنا مخزون كبير منها لنفيض به على مثل هذه الفئة الكادحة التي أجبرتها الظروف على العمل كخدم منازل. وفي الحقيقة إننا يجب أن نحسب لهؤلاء حساباً كبيراً، لا سيما أن معظم الأمهات موظفات ويغبن عن المنزل قرابة نصف يوم، يكون الأبناء في عهدة هؤلاء الخادمات، وبالتالي فإن المعاملة الطيبة تأتي أُكلها على معاملتهن للأولاد وبالعكس، في حالات فردية تصاب الخادمة بنوع من اللوثة العقلية التي تجعلها ترتكب ما نسمع به من جرائم مروعة بحق الصغار الأبرياء وإن كنا في قطر ولله الحمد لا نسمع بها، إلا فيما ندر، وهذا فضل من الله ورحمة، فالقلوب لم تعد تستطيع أن تتحمل فَـقْـدَ المزيد من الأبناء وسط أخبار حوادث السيارات المروعة التي باتت تخطف أرواح الشباب والصغار، وأصبحنا على موعد أسبوعي مع هذه الأخبار التي تفتك بأفئدة الأمهات وتكسر قلوب الآباء وتشعل نار الفراق في نفوس الأخوة والأصدقاء. يكفينا هذا ولا نريد أن تزيد عليها جرائم الخدم كما ابتُليت به بعض الدول من حوادث مخيفة تقشعر لها الأبدان ذهب ضحيتها عشرات الأطفال الأبرياء الذين وقعوا ضحية ظروف مختلفة قد يكون أحدها ما نحذر منه الآن، فلم لا نحتاط قبل أن يقع المحظور فعلاً ونؤدي ما هو واجب علينا من معاملة طيبة وإنسانية راقية نستبعد فيها كل شيء مادي ولا نتعامل على أساس أنها خادمة تأخذ أجراً، وبالتالي يجب أن نعاملها بشراسة وذل بما أننا أرباب العمل لها!. لا يا سادة ويا سيدات.. ضعوا بذرة الحب والرحمة في قلوب هؤلاء واحرثوها جيداً فلا تزيدوا ماءً فتغرق أو تقللوه فتعطش ولكن وازنوا في المعاملة لتحصدوا ما يجعلكم بمنأى عن كل ما يكدر القلب ويضيق الخاطر ويجعله يحتل العناوين الرئيسية للصحف مع شريط أسود قاتم يحتل إحدى الزوايا.. شريط أسود قاتم يحزنكم.. ويحزننا. فاصلة أخيرة: ارحَموا لتُرحَموا. ebtesam777@ [email protected]

4585

| 06 ديسمبر 2020

استعبادهـم أقوى من زلزال تركيـا !

حين يقال لأحدهم إنه (دنيء) فهذا يعني أنه وصل لأعلى درجات الدناءة الأخلاقية التي لا يمكن بعدها أن تتجمل صورته، وإن قضى يومه كاملا منشغلا في هذا التزين الذي لا يستطيع أن يخفي درجة البشاعة التي ظهر عليها الكثير من الكارهين والحاقدين والمغتاظين فعلا من تركيا، إثر تعرض محافظة إزمير التركية إلى زلازل متتالية تسببت في قتل وجرح الكثير من سكانها، وهدم ما يزيد عن 20 مبنى، وترويع مئات الآلاف ممن يسكنون تلك المناطق المتضررة، وكأن الأمر يدعو للشماتة التي انهالت على الأتراك في مصيبتهم هذه، وكأن الأمر يدعو للشماتة من قدر الله الذي يمكن أن يتعرض له أي بلد تتشابه تضاريسها مع تضاريس أي دولة معرضة للهزات الأرضية والزلازل فهل هذا يدعو للسخرية؟!. ثم من أحق بهذه الشماتة؟! هل هي تركيا التي دافعت وناضلت عن حق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم هؤلاء الذي ناصروا فرنسا نكاية في تركيا؟!، وكأن الأمر يستحق أن يقفوا في صف المسيء ويتناسوا أن سيرة وشخص الرسول - عليه الصلاة والسلام - أعظم من أي خلاف شخصي أو سياسي، وأنه رسول هذه الأمة بأسرها رغم فرقتها وتنازعها واختلافاتها وشتاتها وفُرقة الآراء فيها؟! هل هي شماتة السعداء بقتل الأبرياء الذين تهدمت دورهم ومساكنهم على رؤوسهم؟! هل هي السخرية من رؤية إزمير مدمرة وكأن أي مصيبة تحل بتركيا هي سبب في سعادة كل هؤلاء المرضى؟! ثم على ماذا تفرحون وفيكم ما يجعل حياتكم سوداء متفحمة لعشرين سنة قادمة؟! فهل فرحتم بزلزال إزمير وأنتم تنعمون بالأمان مثلا؟! وهل رقصتم على جراح إزمير وأنتم تتراقصون في بيئة منعمة بالخير والعدل والمساواة؟! وهل تسخرون من مشاهد الدمار في إزمير بينما أنتم غارقون في بحر التعمير والنهضة؟!. كلنا يعلم سوء أحوالكم الذي يفوق تأثيره دمار الزلازل على حياتكم وقوت يومكم ورزقكم، وكلنا يعلم الحياة الصعبة التي تعيشونها، فلم كان عليكم أن تسخروا من قدر الله الذي لا حول لأهل إزمير فيه ولا قوة، وأنتم قادرون وفيكم القوة على تحويل أقداركم وأحوالكم إلى أفضل مما تعيشونه وتعانون منه؟! ثم منذ متى كانت الشماتة في الموت رجولة ومدعاة للفخر والتباهي؟! فهل أنتم أفضل حالا والعالم كله يعلم بأن سماءكم مخترقة وأراضيكم مستباحة وأنتم أنفسكم تنامون غير مطمئنين على أموالكم وأنفسكم وممتلكاتكم وبيوتكم وسط زعزعة الأمن ودعاية الأمان التي تروجون لها ولا تعيشونها في الواقع؟!. المجنون وحده من يشمت في مثل هذه الأمور، وكما يقول المثل فإن "الشق أكبر من الرقعة"، وتركيا كما أسلفت في كثير من المقالات السابقة معرضة تماما لردود أفعال مثل هؤلاء الصغار الذين ينتظرون أي شيء، ليحاولوا النيل منها وبأسلوبهم الصبياني المعروف، حتى وصل ببعضهم لأن يرى في زلزال غرب تركيا أنه تكتيك لحكوماتهم في نقل المعركة من أراضيهم إلى أرض تركيا!، فاعذروني إن كنت قد مزجت حزني على ما أصاب إزمير التركية بقليل من الضحك على الصبيانية التي وصلت لها بعض العقول الخليجية، التي لم تثمن جيدا موقف أنقرة الحازم والصارم من الإساءات لرسولنا الكريم - عليه الصلاة والسلام -، واعتبرت الموضوع وكأنه فرصة للوقوف ضد كل من يعادي تركيا، متجاهلين أن الخلاف هذه المرة ليس على وقوف أنقرة مع الوفاق الوطني الليبي ضد حليفهم حفتر، أو علو كعب تركيا اقتصاديا وعسكريا على كعوبهم القصيرة، أو تعالي أنفها على أنوفهم المكسورة وتصدرها المواقف الإسلامية، وسحب البساط من حكوماتهم الكرتونية، وإنما هو على قيمة ومكانة وصورة الرسول الكريم في قلب كل مسلم لم يره، لكنه يمثل له رمزا إسلاميا لا تضاهيه مكانة أي بشر، ومع هذا فقد كانت مفاضلة هؤلاء تصب في صالح المسيء ما دام الخصم هو تركيا، التي تتعرض اليوم لشكل غبي من أشكال التنمر في زلزال أودى بحياة الكثيرين، لكنه غير بعيد عن المتنمرين الذين يتعرضون أيضا لأكبر الزلازل تأثيرا على حياتهم وهي الاستعباد!. حفظ الله تركيا قيادة وحكومة وشعبا ولا عزاء للأغبياء. ‏@[email protected] ‏@ebtesam777

2244

| 01 نوفمبر 2020

مصالح التطبيـع تتصالح !

يتفق الكثيرون على أن ما فعله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخرا، في إثارة مشاعر ملايين المسلمين، بالإساءة الصريحة لسيدنا الرسول - صلى الله عليه وسلم -، والسماح بنشر الرسوم الكاريكاتورية التي تصوره - عليه الصلاة والسلام - بشكل ساخر ومقزز، قد غطى بشكل صارخ مراسم التوقيع على التطبيع السوداني الإسرائيلي الأخير، وإعلانه رسميا لتصبح السودان الدولة العربية الثالثة حديثا المطبعة مع الكيان الإسرائيلي بعد الإمارات والبحرين خلال شهرين فقط. لكن الفرق أنه في الوقت الذي استكانت فيه أبوظبي والمنامة لهذا التطبيع الآثم وغير المبرر، على الأقل في هذه الفترة التي ينشد فيها الفلسطينيون حقوقهم وحدود دولتهم، ولم يحركا أي ساكن فإن شعب السودان خرج عن بكرة ابيه ينتقد حكومة برهان الانتقالية، والتي تتولى حكم البلاد بعد الإطاحة بالبشير في 11 أبريل 2019، والإقدام على هذه الخطوة، التي لا تعبر عن مواقف السودانيين العربية، والتي تؤمن بحق الفلسطينيين في دولة وعاصمة مستقلة، وأن إسرائيل ما هي إلا كيان دخيل مغتصب مزروع في قلب الأمة العربية، وحتى الآن تستعد اللجان الوطنية السودانية لتنظيم مظاهرات وبيانات اعتراض على هذا التطبيع، الذي لربما أقدم عليه عبدالفتاح برهان للإسراع برفع اسم بلاده من قائمة الإرهاب الأمريكية السوداء، ولكن كان عليه أن يعرف أن ثمن هذه الخطوة الأمريكية كان غاليا وفادحا أيضا. فالتطبيع في فترة يعاني منها الفلسطينيون، بعد إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل بصورة رسمية، والتوقيع على هذا الاعتراف، سيعد خيانة عظمى في نظر الشعوب العربية التي باتت ترى كل دولة عربية مطبعة في هذا الإطار، والسودان نفسه راقب ردود الفعل العربية من خليج الوطن العربي حتى محيطه، كيف رأت هذه الشعوب وما زالت أبوظبي والمنامة والتطبيل الذي رافق هذا التطبيع من إعلامهما الرسمي، وكيف توالت توابع التطبيع في التوقيع على اتفاقيات اقتصادية وعسكرية واستخباراتية ورياضية، وحتى في مجال السياحة وإلغاء التأشيرات بين مواطني هذه الدول، وكلها أمور لا تبدو الإمارات قد ألقت بالا لها؛ لإيمانها بما تروج له من أكاذيب لا صحة لها، في أن تطبيعها مع إسرائيل لم يكن ليتحقق لولا رغبة أبوظبي في الدفع بعملية السلام، وإيقاف المستوطنات الإسرائيلية في الضفة، وهذا ما نفاه نتنياهو صراحة، بل وسخر من هذا الأمر جملة وتفصيلا. ورغم أن السودان قد نجح فعليا في رفع اسمه من قائمة الإرهاب الأمريكية إلا أنه قد وضع نفسه تحت مقصلة ترامب، الذي وضع للخرطوم شروطا تكاد تكون تعجيزية للمضي في الاتفاق نحو إزالة اسم السودان من القائمة، حيث اشترط أن تمنع حكومة برهان من تسلل الشركات الصينية للاستثمار على أرضها، بينما عليها أن تمنح نظيرتها من الشركات والاستثمارات الأمريكية للتوسع في الخرطوم والمدن الساحلية بالإضافة إلى تخفيف العبء عن إسرائيل في توطين ملايين اللاجئين الفلسطينيين في كافة المدن السودانية، لقاء مساعدة واشنطن في أضيق الحدود. ولذا لم تأت المنحة الأمريكية بشطب اسم السودان من قائمتها السوداء بمثابة قطعة بسكويت مجانية تأتي مع الوجبة الأساسية المدفوعة الثمن، ولكن برهان يعلم بأنه سيدفع كثيرا لقاء هذا، وسيدفع أكثر لأجل إسكات الأصوات الغاضبة داخل بلاده، التي لم تصمت منذ أن فوجئ السودانيون بأن الحكومة الانتقالية التي وعدت بإقامة انتخابات حرة بعد سنتين من الانقلاب على البشير قد تمادت في صلاحياتها التي فوضها الشعب ضمن إطارها، رغم أن هذه الخطوة قد تُمكن الخرطوم صراحة من كسر القيود حول طلب القروض الدولية، ومساعدتها على تجاوز أزماتها الاقتصادية الغارقة فيها منذ عقود، إلا أن محاولات الترقيع والوعود الذهبية التي تحاول اضفاءها على هذا التطبيع لا يبدو أنه ينجح مع اللجان الشعبية والوطنية التي لا تزال ترى التطبيع مع إسرائيل خيانة لموقفها العربي الثابت من القضية الفلسطينية، وهي قضية العرب الأولى. ولعل الأيام القادمة ستتمخض عن كثير من الأمور التي لربما تزيد من زعزعة التراب السوداني، لكنها بالتأكيد سترفع من أسهم حكومة عبدالفتاح برهان لدى البيت الأبيض، خصوصا أن شروط واشنطن كانت مجابة قولا وفعلا!. [email protected] ‏@ebtesam777

1612

| 28 أكتوبر 2020

alsharq
جريمة صامتة.. الاتّجار بالمعرفة

نعم، أصبحنا نعيش زمنًا يُتاجر فيه بالفكر كما...

6621

| 27 أكتوبر 2025

alsharq
من يُعلن حالة الطوارئ المجتمعية؟

في زمنٍ تتسارع فيه التكنولوجيا وتتصارع فيه المفاهيم،...

6489

| 24 أكتوبر 2025

alsharq
طيورٌ من حديد

المسيرات اليوم تملأ السماء، تحلّق بأجنحةٍ معدنيةٍ تلمع...

2670

| 28 أكتوبر 2025

alsharq
المدرجات تبكي فراق الجماهير

كان المدرج في زمنٍ مضى يشبه قلبًا يخفق...

1950

| 30 أكتوبر 2025

alsharq
الدوحة عاصمة لا غنى عنها عند قادة العالم وصُناع القرار

جاء لقاء حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن...

1698

| 26 أكتوبر 2025

alsharq
الدوحة عاصمة الرياضة العالمية

على مدى العقد الماضي أثبتت دولة قطر أنها...

1506

| 27 أكتوبر 2025

alsharq
منْ ملأ ليله بالمزاح فلا ينتظر الصّباح

النّهضة هي مرحلة تحوّل فكري وثقافي كبير وتمتاز...

1062

| 24 أكتوبر 2025

alsharq
التوظيف السياسي للتصوف

لا بد عند الحديث عن التصوف أن نوضح...

1014

| 27 أكتوبر 2025

alsharq
كريمٌ يُميت السر.. فيُحيي المروءة

في زمنٍ تاهت فيه الحدود بين ما يُقال...

1011

| 24 أكتوبر 2025

alsharq
حين يوقظك الموت قبل أن تموت

في زحمة الحياة اليومية، ونحن نركض خلف لقمة...

1008

| 29 أكتوبر 2025

alsharq
فاتورة الهواء التي أسقطت «أبو العبد» أرضًا

“أبو العبد” زلمة عصامي ربّى أبناءه الاثني عشر...

936

| 27 أكتوبر 2025

alsharq
بين العلم والضمير

عندما تحول العلم من وسيلة لخدمة البشرية إلى...

849

| 26 أكتوبر 2025

أخبار محلية