رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

أما آن للعدوان الإسرائيلي أن يتوقف؟

تابعت منذ يومين لقاء في منصة إحدى وسائل التواصل الاجتماعي لناشط أمريكي في بث مباشر تواجد فيه عشرات الآلاف من متابعيه وتكلم بحرقة عن صدمته الشخصية بتخاذل الدول العربية والإسلامية عن نصرة أهل غزة رغم الفظائع والمجازر التي ترتكبها اسرائيل بحق الآلاف من الأطفال والنساء وكبار السن على وجه الخصوص والأبرياء من المدنيين العُزّل على وجه العموم. وقال إنه يتأمل خيرا بالقمة العربية التي عقدت في العاصمة العراقية بغداد وإن الأمور يمكن أن تتغير لكنه شخصيا لم يجد شيئا من القمم العربية الفائتة يمكن أن يجعل الأمل يحيا في داخله حتى جاءت الهدن الإنسانية التي سعت لها دول الوساطات العربية، وتأمل أن تستمر بهذا النجاح الصعب خصوصا أنه قال إن إسرائيل كيان متعصب لإراقة الدماء وإنه لن يرضى أمام ضغوط شعبه إلا أن يعود للشيء الوحيد الذي يجيده وهو قتل المدنيين وسياسة العقاب الاجتماعي لينهار أمله بعد صدق ظنه في إسرائيل ومع هذا كان لا يزال أمله أن تنهض الأمة العربية والأمة الإسلامية ليكون جهدا جماعيا لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بصورة دائمة قائما ولكن تلاشى كل شيء كان يدور في خاطره متسائلا: أليست الدول العربية تتشارك مع أهل غزة الدين واللغة والبقعة الجغرافية الواحدة؟ ألم يكن للدول العربية التي تحظى بثروة النفط أن تتخذ قرارا شجاعا بوقف تصديره لإسرائيل أو حتى للدول الغربية التي تدعمها؟ فقلت في نفسي مسكين هذا المتأمل الذي هوى العرب بآماله للحضيض وقبله بآمال أهل غزة الذين حتى الآن وهم في عز نكبتهم وعقب كل قصف لأي مربعات وأحياء سكنية يصرخون أين الدول العربية والدول الإسلامية؟ أنجدونا ياعرب وينكم؟ ثم يتحسبون بطريقة مؤلمة وخارجة من قلوب مكلومة فقدت للتو العشرات من أفراد عوائلها دفعة واحدة وقد كانوا قبل دقيقة من القصف مجتمعين يدعون الله أن ينجوا من صاروخ عشوائي يفتتهم لأشلاء عوضا عن استشهادهم بأجسام سليمة ليست أشلاء. فهل يمكن للدول العربية أن تستخدم سلاح النفط كما كان في حرب 73 حينما اجتمع أعضاء منظمة الأقطار العربية المصدرة للنفط (أوبك) بالإضافة لمصر وسوريا بإعلان حظر بيع النفط للدول الداعمة لإسرائيل لإجبارها على الانسحاب من الأراضي المحتلة ونجح السلاح هذا نجاحا سابقا في تحقيق النصر للقوات المسلحة المصرية واعتبر العرب أنه نصر لكل العرب وليس للقاهرة وحدها؟ لذا ما كان لا يمكن أن يكون الآن ويتكرر اليوم ما دام العدوان الإسرائيلي لم يلمس شبرا من أي أرض عربية ولا امتد تهديدها أيضا لأي كرسي من كراسي الحكومات العربية التي تبدو اليوم أكثر حرصا على ألا تُمس بأي شكل من الأشكال وإذا كان العدوان الإسرائيلي محصورا في قطاع غزة الصغير رغم قسوته وآلاف الأطنان من المتفجرات والقنابل والصواريخ التي تُلقى بعشوائية على بيوت الآمنين فيها فإن الأمر يبدو معقولا إذا ما تكثفت الدعوات والمطالبات بوقف فوري لإطلاق النار وعقد القمم وتوحيد الدعوة العربية للإدانة والاستنكار وإلى هنا يتوقف الدور المنوطة به كل دولة عربية بخلاف قطر التي بذلت وتبذل جهدا كبيرا جدا لتحقيق أي هدنة أو أي محاولة لوقف العدوان التي تنهار مع التعنت الإسرائيلي بالعودة للغة القتل والدمار وتسعى اليوم بكل ثقلها الدبلوماسي للعودة لطاولة الهدنة وإلى الدور الذي تجيده دائما في الصراعات والمشكلات والأزمات العويصة التي تلقى الدوحة أنه يمكن لها أن تُمسك العصا من المنتصف ولطالما نجحت بهذا الدور وعليه تبدو مهمتها هذه المرة صعبة جدا وندعو الله أن تنجح فيها لأنه بذلك سوف تكون مثل الذي يهب متنفسا للحياة وممرا آمنا لشعب غزة لأن يعيد تجميع أشلائه وشهدائه وستنجح بحول الله وقوته فقولوا إن شاء الله.

396

| 19 مايو 2025

شعب لا يُقهر

جبار هو شعب غزة، لعل هذه هي العبارة التي جرت على لساني فور مشاهدتي لمقطع مصور لأحد الشباب الفلسطينيين في القطاع المدمر وهو يقول «رغم الحرب ورغم الدمار ورغم الإبادة إلا إنني قد اخترت من ارتضاها قلبي لي زوجة ورفيقة عمر» قبل أن يباشر هو وبعض من أفراد عائلته الذين بقوا على قيد الحياة بعد استشهاد والديه وبعض من أشقائه بالدخول لأنقاض بيت مدمر وسط آلاف من بيوت القطاع المدمرة بفعل الغارات الإسرائيلية الوحشية منذ أكثر من عشرة شهور متواصلة ويطلبوا خطبة إحدى الفتيات لهذا الشاب لتعقبها الزغاريد التي تخللها الترحم على أرواح الشهداء ويواصل هذا الشاب بث فرحته العارمة التي كانت تنطلق بعفوية منه رغم أصوات الطائرات التي توصف بكلمة (الزنّانة) تطير بشكل منتظم على مدار الساعة في سماء غزة. جبار هو شعب غزة الذي لم ينس أن يفرح وسط كل هذه الدموع ووسط كل هذا الكم من الشهداء ووسط كل هذه الدماء والدمار والفقد والوحشة والقصف والقتل والآلام والأنقاض والردم والجروح والموت المتربص أسفل كل حجر وخلف كل حائط وفي كل زاوية، هذا الشعب الذي لا يزال يفكر بزوايا الأمل كيف يجترها من مخابئها الضيقة ليشعر بالفرح بعدها مثل صاحبنا الشاب هذا الذي يريد أن يبني عائلة قد لا يمهله القدر لبنائها ولكنه يحلم بأن يكون له مستقبل مع زوجة تنجب له البنين والبنات بغض النظر إن كان هناك مستقبل للقطاع أم لا. وجبار هذا الشعب الذي رغم كل المذابح والمجازر والإبادة يفكر في أن يقيم لأبنائه عائلات وأولاد وإنه شعب يتكاثر بل يجب أن يتكاثر ليبقى الدم الفلسطيني جاريا لا يمكن لإسرائيل أن تقرر له انتهاء نسله وامتداده أبدا، وجبار هذا الشعب الذي لا يزال يبتسم ويفرح ويطلق زغاريده وكأن لا موت فيه ولا إبادة ويستطيع أن يرسم الفرح على من حوله بمجرد أن يبتسم الصغير فيهم والكبير، وجبار هذا الشعب الذي لم ينظر لكل المحاولات الدولية والإقليمية التي حوله لإيقاف آلة القتل الإسرائيلية من الاستمرار في الإبادة الجماعية العمياء التي تحصد يوميا عشرات من الأرواح الفلسطينية البريئة ولم يعد يعطي بالا لموقف الحكومات العربية المتخاذل لأنه لم يعد يؤمن بأن للفلسطينيين أشقاء يقال لهم العرب، وجبار هذا الشعب الذي بات الصغير فيهم يرى موت أمه وأبيه وإخوته وعائلته ويكون مؤهلا بعد ذلك لتستمر هذه الحياة له من بعدهم دون الحاجة لرعاية صحية وعناية نفسية كما هو الحال عند الدول العربية والغربية في مثل هذه الظروف الصعبة جدا، ولذا إن كان لنا مدرسة عظيمة في هذه الحياة فإن شعب غزة مستشارون فيها ومعلمون وجهابذة علم فيها ونحن التلاميذ الذي نخيب فيها بلا شك وعليه يبقى (الغزيون) شعبا جبارا يعلم الدنيا ومن عليها أنهم يفرحون حين تكون المصائب ملمة بهم ويفرحون حين تكون الدموع تصب من محاجرهم ويفرحون حين يجب أن يفرحوا؛ لأنهم يعلموننا حين يجب أن نواسيهم ونعلمهم أن يتمسكوا بتلابيب الأمل التي باتت معلقة بين وقف لإطلاق نار أو مضي ليلة دون قصف أو انتهاء نهار دون شهداء أليس هذا هو شعب الجبارين ونحن شعوب المتخاذلين؟ أليس هذا هو شعب لم ينتظر منا شيئا فإذا نحن ننتظر من حكومتنا أشياء لتفعلها له؟ تحية لشعب غزة الجبار الذي هزم الجبروت الإسرائيلي بقوته وعزمه وفرحه يوم يموت.

609

| 18 مايو 2025

أين نحن من الترشيد؟

دعوني أطلعكم على شيء أحرص عليه دائما وهو اطلاعي على موقع الشرق الغني بالتنوع والأخبار وهذه باتت عادة لي بشكل يومي لإحساسي بأنني أواكب ما يدور حولي سواء في السياسة أو في العالم بصورة أشمل وجذبني خبر لربما لم يلتفت له الكثيرون ولكنه يمثل أسلوب حياة يجب أن نتقيد به وهو حرصنا على استخدام الطاقة الشمسية عوضا عن استهلاك الكهرباء بالشكل الذي بات يمثل حملا كبيرا على الفرد ومقدرات الدولة التي تسعى بكل جهودها لضمان أفضل خدمة تصل للمواطن والمقيم معا ولكننا في الوقت نفسه نسعى لاستغلال الطاقة الشمسية الهائلة التي نحظى بها والتي باتت في كثير من الدول الفقيرة بالكهرباء أسلوب حياة رغم عدم قدرتها على تأمين الألواح بسهولة ومع هذا فإنني أحيي كهرماء على تشجيعها لهذه السياسة من خلال إطلاق خدمة BeSolar الجديدة لتركيب نظم الطاقة الشمسية في قطر سواء في المنازل أو العزب والمنشآت والمزارع والمصانع وأهدافها الاستفادة من مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة والأهم هو خفض الفواتير على المستهلك عبر صافي الفوترة التي تصل بصورة شهرية عبر رسائل الـ SMS لاستهلاك المنزل الواحد للكهرباء والحمد لله نحن في قطر التي تعد الدولة الوحيدة في العالم التي تمنح مواطنيها خدمة الكهرباء والماء بصورة مجانية واحتساب هذه الخدمة للمقيمين بفواتير استهلاكية معقولة وهذا الأمر للأسف جعل كثيرين يستهلكون بصورة غير مدروسة وغير معقولة أيضا بحيث يمكن لنا أن نرى الإنارة تشع من البيت في ظهيرة مشعة وحارقة دون أن يخطر ببال أحد من قاطني هذا المنزل أن يحرصوا على إغلاق هذه الأضواء على الأقل مع بزوغ الشمس وهو أمر للأسف مستفز وغير مقبول لإهدار نعمة الكهرباء بهذا الشكل ناهيكم عن الاستهلاك الفوضوي للماء والذي أكاد أجزم بأنه يمثل هو الآخر حملا مهولا على مقدرات كهرماء التي تسعى بكل السبل لدعوة العامة لترشيد معدلات الكهرباء والماء ولكن دون فائدة وهذه حقيقة يجب الاعتراف بها عند الكثير ممن لا يشعرون بمسؤوليتهم الكاملة تجاه اتباع سياسة الترشيد بصورة منظمة، حيث يجب على كل مواطن أن يقوم بتقنين استهلاكه لهذه الخدمات التي تُحرم منها شعوب كثيرة في العالم ومع هذا لا يزال منا من يستهين بالترشيد فتراهم يبذرون بطريقة عشوائية ولا يحرصون على التشديد على أهل بيوتهم في الحد من الإسراف بكل شيء وهو أمر بتنا على قدر كبير من المسؤولية والنظر لنتقيد بهذا وعدم الشعور باللامبالاة نظير مثل هذه الخدمات التي تصلنا دون تعب لكنها تأخذ من جهود وأموال وتعب ومثابرة الدولة الكثير مما لا نستوعبه ولا يمكن أن نحصر مقدراته وعليه فإن هذه الخدمة القائمة على الترشيد واستبدال الكهرباء باستغلال الألواح المخصصة للطاقة الشمسية هو أمر يجب أن نلتفت له بالكثير من الاهتمام والحرص على فهم خطواتها لنتمكن من تخفيف الأحمال خصوصا في هذا الصيف الحارق والمساهمة في واجبنا الوطني والفردي تجاه البلد وثروة هذا الوطن بكل طريقة ممكنة وأنا متأكدة بأن الحريص على وطنه سيكون في الوقت نفسه حريصا على مقدرات وثروة هذا الوطن ولا يختلف دوره بترشيده عن دور المسؤول في توفير الخدمة بالصورة التي نتنعم بها اليوم بتوفيق من الله وفضل منه فهل نجد من يسهم ويساهم أم أن العشوائية ستجد طريقها السالك بيننا ؟!.

438

| 15 مايو 2025

نعم ليس لنا يدان

يا (غزة) معذرة فليس لي يدان وليس لي أسلحة وليس لي ميدان كل الذي أملكه هو لسان والنطق يا سيدتي أسعاره باهظة والموت بالمجان ! أبيات قيلت على لسان الشاعر الفذ (أحمد مطر) عن فلسطين لكني فضلت التصرف بها لتكون تحديدا عن غزة تلك التي يراها العالم بأسره تُقتل ويُسفك دماء أطفالها ونسايها ورجالها وشيوخها ولكنه لا يفعل شيئا لأن غزة ببساطة ليست أوكرانيا التي لقت الأساطيل وحاملات الطائرات والصواريخ والمساعدات بالمليارات من الدولارات واليورو تصطف على حدودها البرية والجوية والبحرية وتهتف نحن معك وفي الدقيقة التالية كان كل هذا تحت طوع (زيلنسكي) الذي لم يستح حين وقف بجانب إسرائيل في إرهابها الذي بدأته منذ السابع من أكتوبر 2023 وحتى هذه اللحظة من قتل الآلاف وجرح الآلاف ونزوح الآلاف واستهداف الآلاف وتدمير الآلاف من المساكن والمساجد والكنائس والمدارس والبيوت الآمنة ولم يعتبر مما أصابه الذي يُعد سالب المليون بالمائة مما يتعرض له قطاع غزة اليوم المحاصر جوعا وعطشا وظلاما وهلاكا وتدميرا ومجازر وقتلا وتهجيرا ونزوحا ودماءً تدل على الخطوات المتثاقلة لصاحبها الذي حاول أن يفر من فم الموت حتى خانته قواه من أن ينجو بحياته وحياة أطفاله من غارة قصفت المدرسة والمسجد والبيوت التي من المفترض أن تكون آمنة على من فيها حتى وصل الحال بآلة الإجرام الإسرائيلية لأن تسرق مئات من جثامين الشهداء التي كانت في مقبرة جماعية في مجمع الشفاء الطبي بعد أن اقتحمته عنوة بدباباتها وجنودها لاستعراض قوى ليس إلا فلا يمكن بعد هذا كله أن يثبتوا أنه المقر الرئيسي لحماس بحسب ما قاله أحد المسؤولين الإسرائيليين لصحيفة نيويورك تايمز في تصريح غضب من إدلائه رأس الإرهاب نتنياهو الذي يبدو غير راضٍ عن التصريحات غير المدروسة لمنتسبي حكومته المتعطشة للدماء الفلسطينية وهذه السرقة لإنجاح الكثير من عمليات زرع الأعضاء لمرضى إسرائيليين فهل توجد خسة أكبر من هذا تحدث أمام العرب والعالم ولا يمكن سوى قدرة الله على وقفها؟! وبعد هذا كله تستمر المجازر وقتل المزيد من بنك الأهداف الإسرائيلية الذي يستهدف الأطفال لا سيما بعد التصريح المخجل لرئيس الحكومة النتن حينما قال نريد أطفالا في غزة يتعلمون التعاون معنا ولا يتبنون فكرة أن إسرائيل هي مصطلح العدو أو الاحتلال الإسرائيلي لذا يحاول بكل وحشية ونازية ودموية أن يقتل أكبر عدد من الأطفال والرُّضَّع وحتى الأجنة في بطون أمهاتهم لئلا يكون هناك غل يتفاقم ورغبة في الانتقام تتنامى في قلوب وأدمغة تجاه من جعلهم يتامى ودمر لهم أحلامهم ومساكنهم وعائلاتهم. وإنني والله أخجل من عجزي في التعبير عن مأساة غزة التي تحتاج لمسودات وبرامج وحلقات تمتد لآلاف الحلقات الطويلة للتعبير عما يجري هناك ولن نستطيع لأننا ننعم بالراحة ولا يمكن أن نتصور أنفسنا أننا وسط كل هذه الكوارث في الأرواح والأبدان والمباني ومفهوم الوطن الذي دمّر في لحظة رغم أنه لا يوجد وطن دون قيادة وطنية فلسطينية ولا يوجد وطن دون حدود مستقلة يحكمها الفلسطينيون ولا يمكن لأي وطن حر أن يقوم دون عملة وطنية تحمل رموزا فلسطينية ولا يوجد وطن دون إشهار دولة موحدة مترامية الأطراف وعاصمتها القدس لا شرقية ولا غربية وليس من هذه الترهات التي أوجدها قانون دولي لا يحترمه ولا يعترف به الكيان الإسرائيلي النازي الذي نراه اليوم إرهابيا بدرجة تفوق الامتياز ومع هذا لا يزال الدوليون يبغبغون بضرورة احترامه من قبل إسرائيل الفاشية التي لا تقف واشنطن وبريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا معها فقط وإنما بات هناك من يلبس العباءات العربية لكن نجمة داود تأخذ مقاسات قلبه وعقله ولسانه فينطقه الله بما يجول في جنباته التي باتت إسرائيلية أكثر من الإسرائيليين أنفسهم لكن الله يعلم ويرى وسيوفى الجميع ليوم لا ريب فيه وهو الغالب على أمره وحينها لن يجد منكم مفرا من مقابلة كل هؤلاء الخصوم الذين وأقسم بالله لن يسمحوا ولن يسامحوا بإذن الله.

216

| 14 مايو 2025

غزة على الطاولة

اعذروني إن كنت سوف أواصل الحديث عن مأساة غزة التي تعيشها منذ أكثر من عام ونصف على مرأى من العالم الذي صمت منه كثيرون ومنهم عرب للأسف بينما لم يخجل كثيرون من الغرب والذين يقولون عن أنفسهم إنهم متمدنون ومتقدمون في مجال حقوق الإنسان أن يظهروا تعاطفهم للطرف الأقوى والظالم في هذه المأساة ويصرحوا بدعمهم الكامل لإسرائيل التي قالوا إن من حقها الدفاع تماما عن نفسها أمام إرهاب المقاومة الفلسطينية الذي تنتشر حركاته وخلاياه في هذا القطاع الملغم بكل من يكره إسرائيل لكن على الضفة الأخرى تواصل بعض الدول العربية والإسلامية ومنها قطر والسعودية والكويت والعراق والجزائر ولبنان والأردن وتونس وإيران إدانتها واستنكارها هذا العدوان الإسرائيلي الذي يستهدف في كل مرة نساء وأطفال غزة الأبرياء بينما دعا (الأزهر) في مصر إلى وقف هذا الهجوم على الأبرياء في قطاع غزة ومع هذا تستمد تل أبيب عدوانها السافر وهجومها العشوائي القاتل من وقوف دول عظمى غربية معها في ملاحقة ما أسمتهم خلايا الإرهاب في هذا القطاع. وللأسف فإن المشاهد التي لا تزال تصلنا من غزة هي مشاهدة جثث الأطفال وذويهم والنساء الذين لم يمثلوا يوما تهديدا للكيان الإسرائيلي الغاصب ومع هذا يقف هذا العالم الذي يدعي تحضره وعدله موقف الذي يتجاهل كل تلك الدماء الفلسطينية التي تنزف بغزارة في الوقت الذي كان يجب على المجتمع الدولي أن يعترف بعدوان إسرائيل دعا إلى وقف (العنف) فهل قتل الأطفال المتعمد عنف؟! هل قتل كل هؤلاء النساء عنف؟! أعجب والله من هذا العالم الذي لا نزال فيه كعرب نؤمن بشرعية المجتمع الدولي وإنصافه لقضايانا العالقة في مكاتبه ومتكدسة في ملفاته الضخمة في حين أن هذه المؤسسات الدولية والتي تُعنى بحل كل هذه القضايا تخضع لقوى عالمية لدول عظمى تجبرها على السير وراء ما تريده هي لا ما قامت عليه هذه المؤسسات التي لا نزال عربيا نهرع لها وندعو للتقيد بقراراتها التي لا تأتي لصالحنا كعرب للأسف فهل ما يجري في هذا القطاع اليوم وفي السنوات الماضية المؤلمة يستحق أن يحتار فيه أحد ليقرر من المذنب ومن البريء ومن الظالم ومن المظلوم ومن المعتدي ومن المعتدى عليه؟!. اليوم غزة تزف شهداءها الواحد تلو الآخر ومع هذا يخرج الناطقون باسم الخارجيات الأوروبية ليعبروا عن تأييدهم الكامل لما تتخذه إسرائيل من إجراءات تأديبية ضد منتسبي حركات المقاومة الفلسطينية وكأن إسرائيل فعلا تقتل هذه الشخصيات التابعة لهذه الحركات وتتجنب قتل الأطفال والنساء! هل يعقل أن يقف كل هذا العالم صامتا متبلدا يعطي للظالم أعذاره ويبرر له بينما الفلسطينيون ينتظرون انتفاضة من هذا العالم الذي أثبت أنه عميل مستتر وظاهر لهذا الكيان الغاصب ولا يرى نزف كل تلك الدماء وسماع تلك الصيحات المكلومة لطفل فقد أهله في غارة أو صيحات والد على ولده الصغير أو دموع تلك الفتيات على فقدان والدتهن فأخبروني أي عالم نعيشه اليوم وأي إيمان يجعلنا نثق بحكوماته ومؤسساته ومنظماته وخارجياته ومبعوثيه ومندوبيه؟! أي عالم هذا الذي يجعلنا نتحسر ونحوقل لدرجة أننا نعجز عن اختيار أشد العبارات إدانة لعلها تتوجع منها إسرائيل وتعتبرها إعلان حرب دون رصاص أو جيوش؟! ما الذي جعلنا نراجع عبارات الشجب فنختار ألطفها ومن كلمات الاستنكار أرقها وكأننا لا نريد إيذاء مشاعر إسرائيل، بل إن هذا العالم دعا لوقف العنف وكأن ما يحصل اليوم في غزة يعد عنفا فقط؟! فحسبي الله ونعم الوكيل يوم تخلى هذا العالم عن نصرة غزة ولا حول ولا قوة إلا بالله يوم لا قوي ينصر أهل غزة سوى الله واللهم عليك بالظالمين المتجبرين فلا تبق منهم أحدا واقتلهم فردا فردا.

237

| 13 مايو 2025

لسنا سوق نخاسة

هل يختلف اثنان على أن قيم المجتمع جزء لا يتجزأ من قوامه ومنهجه؟ بل ونجاحه ورسم شخصية له؟ من يختلف فعليه أن يراجع بعض المفاهيم المغلوطة التي تختلط في عقله، ومجتمعاتنا الخليجية ومنها مجتمعنا القطري لا تختلف عن أي مجتمعات عربية أخرى فهي مجتمعات مسلمة بالدرجة الأولى ولذا نشأت عاداتها وتقاليدها منذ القدم وتربينا جميعا على ما توارثه آباؤنا من أجدادنا ومشت الأمور على ما هي عليه والحمد لله حتى وصلنا لبناء مجتمعات معتدلة لا إفراط فيها ولا تفريط، وعت الشعوب بعدها ما هي مسؤولياتها وواجباتها إزاء الحفاظ على صورة هذه المجتمعات الذي لا يجب أن نقول إنها مثالية 100% ولكن يمكن القول إن الأجداد قد ورّثوا قيماً وعادات يمكنها أن تحافظ على دين وأخلاق أبنائهم جيلا بعد جيل ولكن - ودائما ما يأتي حرف الاستدراك اللئيم هذا لينتقص من الصورة الكاملة التي قبله – يحاول البعض تمرير بعض الأفكار المتحررة التي من شأنها أن تشوه صورة مجتمعاتنا المحافظة فدعا منهم إلى التحرر الذي لا حرية محمودة فيه وكانت المرأة دائما سلاحهم الأسهل والأكثر غواية للوقوع تحت أسر أفكارهم فرأت بعض النساء أن الحرية الحقيقية هي في عدم مسؤولية الرجال وأولياء أمورهن عليهن، ولذا خرجت الحركة النسوية التي ساهمت بلا شك في تعميق هذه الأفكار واستنسخت نفسها من (نسويات) عربيات برزن لاسترداد الحقوق التي يقلن إنها لا تزال في ذمة الرجال والحكومات بحقهن ومع هذا حافظت مجتمعاتنا ولا تزال على الهوية المعروفة عنها في معاملة الإناث بالحسنى وعدم التفريط بحقوقهن مهما كانت سواء في العمل أو الزواج أو تحديد مصيرها ومستقبلها والتصرف بحياتها كما شاءت ولكن دون أن تغلو في هذا مما يعرضها شخصيا وعائلتها ويجرح دينها والقيم المجتمعية التي نشأت عليها، ومع هذا يظل المتربصون بالمرأة الخليجية يرون أنها ما زالت تقبع تحت إمرة ولي أمرها الذي يجب أن يكون حاضرا في تزويجها أو طلاقها ونهاية بوجود محرم في سفرها وما إلى هذه الأمور التي باتت تشغل منظمات وأفراد بات الهم الوحيد لهم أن تخرج المرأة من جلباب أبيها وأخيها وبيتها وتلبس حلة لم تكن يوما على قياسها أو مناسبة لها. لربما منكم من يتساءل لم أثرت هذا الموضوع اليوم والكل يتحين فرصة قرب إجازة نهاية الأسبوع للترويح عن نفسه وعائلته فيها ولكني وبصفتي متابعة دائما لما يستجد في منصة إكس تحديدا فإنني ألحظ الآن حملات منظمة ومرتبة وتكاد تكون شبه محسوسة لتصوير المرأة الخليجية على أنها مرتهنة بيد العادات والتقاليد العقيمة السقيمة التي لا طائل منها وأنه في الوقت الذي بدأ العالم المتحرر في أوروبا وأمريكا لا سيما النساء هناك بمناكفة الرجل في العمل والمنصب والحقوق قبل الواجبات تظل المرأة في الخليج قابعة تحت ستار العباءة والدعوة لعدم الاختلاط وغيرها من أمور ناجمة من التقيد بما يقول أصحابها بأنها نابعة من التشدد الديني رغم أن الحاصل يبدو مغايرا لكل هذا فالمرأة الخليجية اليوم وصلت لمنصب الوزير ومناصب لا تقل أهمية عنه وباتت مسؤولياتها تضاهي مسؤوليات الرجل، ومع هذا فهي زوجة ناجحة وأم صالحة وقدوة حسنة لأبنائها وصورة مشرفة لأهلها، ولكن هؤلاء يريدون لها أن تصل لما وصلت له مفاهيم الرخص والنخاسة في المرأة ويثيرهم كثيرا أن تبقى المرأة في الخليج وقطر محافظة على شخصيتها الأنثوية الراقية التي لا يجب أن تختلط بتلك المفاهيم والأفكار السوداوية التي اقل ما توصف به هو الانحطاط الأخلاقي الذي لا يدعو له أي دين ولا تشجع عليه الفطرة الإنسانية السليمة التي خلق الله عليها الأنثى وبغض النظر عن جميع (العاهات) التي نراها اليوم ومنتسبة للخليج للأسف فإن الهوية الحقيقية للمرأة الخليجية والقطرية خصوصا هي التي تنبع من الدين والقيم ومن أصول العادات والتقاليد المحمودة وما عداها فلا نحن منها ولا هي منا.

495

| 07 مايو 2025

من هو اليوم مثلي تجاه غزة؟

أعلم بأنني قد أكون في خضم وجدال معكم في كثرة مقالاتي عن غزة التي أخجل من أن أكتب في شأن آخر ثم أجد من الشهداء ومن أهلها من يختصمني يوم القيامة في أنني غفلت عن ذكر غزة وأنا أستطيع ذكرها، وشخصيا بات اليوم الذي لا يُعلن فيه استشهاد أطفال من غزة بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل والذي لم يهدأ لحظة واحدة هو بالنسبة لي عيد أفرح فيه رغم تأكدي من أن الأطفال هناك لا سيما الرضع يعيشون ظروفا صعبة ومن نجا من القصف الإسرائيلي فإن نقص الدواء وشح الغذاء والماء يمكن أن يكون سببا جوهريا آخر يحصد أرواح هذه الكائنات الجميلة التي عمدت تل أبيب دون هوادة أو رحمة لاستهدافها بأبشع الصور، ولم تحرك أي صورة منها الحكومات العربية القادرة فعلا على التلاعب بأوراق في يدها لوقف هذا النزيف المستعر في القطاع، في وقت عشنا فيه بأريحية وصمنا شهرا دعونا الله أن يكون مقبولا وإفطارا شهيا ثم عشنا عيدا سعيدا تبادلنا فيه التهاني والتبريكات، بينما هؤلاء الأحق بكل هذا الفرح عاشوا ولا يزالون يعيشون ظروفا تشبه الموت في كل لحظة يتنفسون فيها إما دون أب أو أُم أو بيت أو عائلة أو شتات وفراق ووحدة ونزوح وخيام وقارعة طريق تتقلب أمام ظروف الجو ليشعر من عليها أن الموت والله لأرحم بهم منها. اليوم يتجاوز العدوان الإسرائيلي الآثم على القطاع عاما ونصف العام، وعدد الشهداء يفوق 50 ألف شهيد بكثير وما يزيد عن 100 ألف جريج ومصاب بينما من لا يزال تحت الأنقاض الثقيلة والتي لم يستطع الدفاع المدني أن يرفعها لانتشال الأجساد التي باتت متحللة ولم تُكرّم بالدفن ما يتجاوز عشرات الآلاف، حيث عمد الكثير من الأهالي والجيران إلى الكتابة على الردم هنا يُدفن أطفال وعائلات وتذكر أسماؤهم في حين هناك الآلاف من مجهولي الهوية من الأطفال والرجال والنساء ممن دُفنوا وكانوا معلومين لدى الله وحده. وكل هذه الحصيلة لم تحرك العالم الذي أزعجنا بأممه المتحدة ومجلس أمنه المرتهن بيد القوى السياسية الكبرى التي تتحكم بالعالم وأهمها الولايات المتحدة الأمريكية ومنظماته الإنسانية التي تضخ تقارير لا تنتهي عن حجم المأساة الإنسانية في القطاع ليوقف كل هذا العدوان الذي لا يمكن أن ترتقي له نازية هتلر أو فاشية موسوليني في التاريخ رغم تأكده أن ما يحدث من مجازر ومذابح وعقوبات دامية جماعية جريمة لا يختلف عليها اثنان حتى بين الإسرائيليين أنفسهم الذين نراهم منقسمين في الاعتراف بمشروعية العدوان وبين تجريمه لذا كان من الأفضل أن نعمق هذا الانقسام بين الإسرائيليين عوضا عن جر الأنظار من ضحايا غزة إلى إرهاب إيران بل وإنقاذ نتنياهو نفسه من مغبة السقوط والخروج بفضيحة من منصبه للمحاكمات الطويلة التي تنتظره واعتباره البطل الذي يمكن أن يبقى لإنقاذ هذا الكيان الكرتوني المحتل والمختل طبعا من السقوط لمواجهة خطر طهران الذي كان النتن قد حذر منه مرارا وتكرارا للإعلام الإسرائيلي والغربي، لهذا لا يمكن مباركة الضربات الاستعراضية الإيرانية التي مارستها طهران منذ فترة تقارب العام على تل أبيب فلا يوجد ما يستحق الإشادة به ما دامت كل الأمور تتغير على الطاولة ما عدا تغيير الوضع الدامي على أرض غزة وسقوط شهداء أطفال ورجال من المدنيين الذين اعترف العالم ببراءتهم من السابع من أكتوبر عام 2023 من العام المنصرم، ومع هذا فإن قتلهم يعد ضريبة محسوبة لرد الفعل الإسرائيلي الذي حصد أرواحا نحسبها في الجنة بإذن الله. ولكن نظل نحن نتلوى وجعا كشعوب عربية بات معظمنا ينسى ما مضى وانقضى من هذه الأحداث المستمرة التي لو عادت عين الإعلام العربي والغربي عليها كما كانت لبقينا شعوبا لا نتغاضى ولا نتناسى ولكنا فعلا أسقط إعلامنا العربي بوصلته من النظر على غزة، وانشغلت الحكومات العربية لخفض التصعيد في المنطقة دون ذكر غزة، ووحدها إسرائيل من تذكر غزة تحديدا ما دامت فوهاتها وصواريخها تعرف إنما تقتل من هم في غزة وحدها فلك الله يا غزة العزة والله.

777

| 06 مايو 2025

قضية مركزية لا تقبل القسمة

بعيدا عن كل المواقف العربية المتأرجحة بين التواطؤ الضمني والاستنكار العلني لكل ما يحدث من إبادة جماعية وحشية مستمرة منذ ما يزيد عن عام ونصف في قطاع غزة المحاصر بحق أطفالها وشبابها ونسائها وشيوخها. دعوني اليوم أتحدث بصراحة عن موقف قطر من كل هذا وهي التي تواجه اليوم عداء شرسا ولئيما من شخصيات ومسؤولين إسرائيليين يجاهرون بالعداء تجاهها عقب عملية طوفان الأقصى التي وقفت الدوحة موقفا نبيلا ولم تستنكرها بتاتا بل رأت أنها نتيجة الانتهاكات الإسرائيلية الصارخة بحق المسجد الأقصى والمصلين الفلسطينيين، وإن كل ما تقوم به قوات الاحتلال من استفزازات وتعنت كبيرين بشأن تنفيذ القرار الدولي بحل الدولتين وإعلان دولة فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية هو ما يؤدي في كل مرة لهذا التصعيد الذي تواجهه تل أبيب بالحديد والنار ويكون الضحية في كل مرة شعب غزة من المدنيين العُزّل فتصب جام غضبها الأعمى والفاشي عليهم، ولكن هذه المرة كان مضاعفا لأن الضربة كانت موجعة بشكل أكبر على إسرائيل ولا تزال آلامها تطعن خاصرة نتنياهو الذي يبدو مهزوما قبل ان يعلن هزيمته فعليا بإذن الله. نعلم بأن قطر واقعة تحت ضغوط دولية كبرى باعتبارها الوسيط المؤتمن في قضية فك باقي الرهائن الذين بحوزة حماس والتوصل لاتفاق يضمن تبادل الأسرى بين الطرفين وإن القضية التي يستسهلها كثيرون تقف قطر أمامها موقف البلد المتمكن خصوصا أن موقفها من القضية الفلسطينية ظل ثابتا وصريحا لا يتزحزح خصوصا مع موجة التطبيع مع الكيان الإسرائيلي التي أتت وغزت كثيرا من الدول العربية، لكن الدوحة وقف وقالت كلمتها التي يرددها أحرار العالم بأنه لا يمكن مد يد مسالمة لكيان محتل لا يزال يمارس آلة القتل والإبادة للفلسطينيين حتى أتت حرب الإبادة الحالية على أطفال وشعب غزة لتخرج المواقف الحقيقية بين خذلان صريح لما يتعرض له شعب غزة وبين الذين لا يزالون يرون أن ما تتعرض له غزة هو إبادة دموية، كما عبرت الدوحة مؤخرا لا سيما في اقتحام المستشفيات وتحديدا مستشفى الشفاء الذي بات ثكنة عسكرية حيث وصفت الدوحة ما فعلته القوات الإسرائيلية الغاشمة فيه من تجاوزات لا إنسانية بحق الكوادر الطبية وآلاف من المرضى والجرحى والأطفال الخُدّج الذين استشهد منهم العشرات بأنها مسرحية هزلية وهزيلة لا يمكن للعالم الحر أن يصدقها تماشيا مع الادعاءات الإسرائيلية بتواجد أنفاق القيادة الرئيسية لحركة المقاومة حماس ومخططات وما لآخر هذه الأكاذيب التي تختلقها إسرائيل وتريد للعالم أن يصدقها وهو نفس العالم اليوم الذي يتصدى لإسرائيل بكل قوة خصوصا بعد المشاهد الدموية لأطفال غزة بين محترق ومضرج بالدماء وأشلاء مفتتة وجثامين مقطعة وكلها جعلت عالم اليوم يرى أن إسرائيل عبارة عن عصابات هولوكوست يمارسون ما كانوا يروجونه لتعرض أجدادهم في زمن القائد الألماني هتلر الذي حرقهم وحذر منهم وكان معاديا لساميتهم المزعومة التي لا أصل لها ولا جذور. والدوحة ترى فعلا أن كل ما يجري هو إبادة بكل معنى هذه الكلمة المخيفة. وإن الفلسطينيين سيظلون ضحايا وتحت احتلال لا يرحم مهما تلونت تل أبيب في علاقاتها وتفاخرت بتطبيعها مع هذه الدولة العربية أو تلك وإنها لن تعترف إلا بدولة حرة مستقلة فلسطينية يتمتع شعبها بالحرية والتنقل والعملة الوطنية والحدود المستقلة وبالأمن والأمان على أرضها. أما أن تحتل الأرض ولا تريد أن تكون هناك مقاومة وتغتصب وتستوطن وتمارس عقائدك اليهودية وتطرد أهل القدس وفلسطين من مسجدهم المبارك ثم تريد لهم أن يرضوا فهذا لا يمكن أن يُحل بالتفاوض أو ما تسمى بعملية السلام المنتحرة منذ عشرين عاما أو ما يزيد ولذا يظهر موقف قطر الثابت من كل هذه الغربلة التي تزيدنا إصرارا على أن القضية الفلسطينية قضية مركزية في قطر نبح الإسرائيليون بشأنها أو صمتوا!.

693

| 05 مايو 2025

مصائب هذا الزمن

- أب يقتل ولده 12 عاما بسبب مشاجراته الدائمة مع شقيقته ثم يقوم بتقطيع جثته تمهيدا لحرقها خشية أن تفتقد الأم التي تقيم في منزل والديها إثر خلافات زوجية غياب ابنها فتبلغ الشرطة! - أخ يقتل أخاه فقط لأنه غير (باسوورد) شبكة الواي فاي في المنزل! - زوج يقتل زوجته لأنها لم تعد له وجبة الإفطار وآخر يقتلها لأنها تأخرت في إعداد الطعام بينما يضيق الحال بأحدهم فيقتل زوجته للتخلص من طلبات المنزل وأعباء الحياة! - أُم تقتل ولدها بمساعدة ولدها الآخر وشقيقته لكثرة مشكلاته داخل وخارج البيت! - زوجة تستدرج ابن ضرتها وتقتله لغيرتها منها وحرق قلب الزوجة الثانية على فلذة كبدها الصغير! - زوجة تضرم النار في القاعة التي يحتفل زوجها بزواجه من أخرى فتقتل العروس وبعضا من الحضور بدم بارد لتشفي غليلها! - طالب يتحين الفرصة لقتل زميلته بصورة وحشية وآخر يطعنها عشرات الطعنات بينما ينحر أحدهم زميلة دراسته بسكين حاد أمام أعين المارة الذين وقفوا مندهشين ومصدومين من الذي يرونه وكأنه فيلم رعب يصور أمامهم والسبب رفضهن جميعا إتمام علاقات عاطفية مع قاتليهم! هذا غيضٌ من فيض الجرائم التي باتت وسائل الإعلام العربية تنقلها لنا بصورة شبه يومية وكأن العالم هذا قد فقد مودته ورحمته وخلت القلوب من العاطفة التي تمنع الأخ من قتل شقيقه أو غريزة الأم التي طُمست أمام قتل ابنها أو ابنتها بعين لم ترف جفنها وهي ترى الدم الغالي المتدفق أمام عينيها وربما سال بين أصابعها التي تجرأت على سكبه فما الذي حدث يا عرب! لم بتنا على موعد يومي مع قراءة ومشاهدة هذه الجرائم تحدث في البيوت والشوارع؟ هل نُزعت الرحمة من قلوبنا حتى يصل الأمر للقتل والنحر وتقطيع جثث صغارنا وحرقها؟ ما الذي تركناه لداعش والقاعدة والتنظيمات الإرهابية التي لا يتحدث فيها إلا السيف وقطع الرقاب من الوريد للوريد؟! ماذا تختلفون عنها وأنتم تفعلون ما يشيب له رؤوس الولدان من هول وفظاعة الجرائم التي ترتكبونها في حق أقرب الناس إلى قلوبكم؟ هل هو آخر الزمان أم ماذا؟ فوالله إني بت أرى الجرائم التي تُرتكب بحق شعوب عربية وإسلامية والأحوال الصعبة التي مروا ويمرون بها وكيف يناضل المشرد فيهم واللاجئ لحماية أبنائه من خطر الموت وفظاعة البرد ولهيب الصيف رغم الظروف اللا إنسانية أخف مما أصبحت أراه وأسمعه في البيوت العامرة العربية التي تنعم بالأمان وإن كان بعضها يمر بظروف مادية صعبة لكنها سوف تكون أخف وطأة مما تلاقيه تلك الشعوب المهجرة من منازلها والتي لا تشعر بنسبة 1% من الأمان الذي ننعم به كشعوب عربية تتغنى بالاستقلال والحرية في دولنا فهل سمعتم عن لاجئ منهم قتل فلذة كبده لأنه غير قادر على إطعامه وكسوته واتخذ من كل هذا سببا يبرر بها جريمته النكراء البشعة؟ لا لأنهم لم يفقدوا الرحمة والعطف والشفقة وغريزة الأبوة أو الأمومة من قلوبهم المثقلة هما وحسرة وعجزا ولم يتركوا الفرصة لتلك الشياطين الوحشية من أن تتسلل لهذه القلوب فتقدم على ما نراه اليوم في تلك القلوب التي استحكمتها واحتلتها ولذا ترى من يقتل أطفاله لأنه غير قادر على مصاريفهم وإشباع بطونهم رغم أنه مستقر داخل بلاده وليس مرميا على الحدود في خيم بالية مهترئة وحاله يبدو أفضل من الآخر ولكن انظروا لقسوة الأول ورحمة الثاني لتعرفوا أن الفرق ليس في قلة الحيلة ولكن في تمكن الرحمة من القلب فاللهم لا تُخلِ قلوبنا من الرحمة فنُطرد من رحمتك!.

348

| 01 مايو 2025

نعم نحن الصامتين المتخاذلين

2 مليون فلسطيني في غزة صامدون و 2 مليار مسلم في العالم صامتون! ربما تكون هذه العبارة الأكثر مصداقية اليوم ونحن نرى منذ ما يقارب العام ونصف العام قطاع غزة الفلسطيني يُباد بكل ما لهذه الكلمة من معنى يمكن أن يتخيلها أي إنسان فلا دواء ولا غذاء ولا ماء ولا حتى قطرة وقود واحدة يمكن أن تتدفق ليستمر عمل المستشفيات وينقذ آلاف الجرحى الذين يصلون إليها جراء القصف الإسرائيلي الذي لم يهدأ منذ السابع من شهر أكتوبر عام 2023 بل وينقذ الأطفال الخدج الذين لا يعرفون شيئا عن الحياة التي ولدوا بها إن كانوا سيعيشونها أصلا بعد استمرار التهديدات الإسرائيلية بقصف المستشفيات ناهيكم عن انهيار المنظومة الصحية بالكامل في القطاع وفي المقابل تقف معظم الحكومات العربية موقف المستكين الذي يدعو ويناشد ويدين ولكن دون استجابة فحتى الشعوب العربية التي ثارت وهزت شوارع المدن والعواصم العربية عادت ونامت وكأن الأمر كان نزهة وانتهى بينما ظلت شعوب أوروبا حتى هذه اللحظة تغلي لأجل غزة البعيدة عنها جغرافيا وهوية وديانة ولغة والمظاهرات تعم أوروبا كلها تنديدا بالمجازر الإسرائيلية الوحشية والإرهابية بحق الآلاف من أطفال ورضع وشباب ورجال ونساء وشيوخ غزة الصامدين والرافضين لأي قوة في العالم أن تنتزعهم من أرضهم فمن يرضيه هذا ؟! هل من المعقول إن قطاعا صغيرا يمتد لعدة كيلو مترات ويعيش به مليونا شخص يتحمل كل هذه الأطنان من المتفجرات والقنابل الفسفورية والصواريخ والأعداد الهائلة لشهدائه ومشاهد أشلاء الأطفال التي تكمد القلوب حسرة وألما يمكن أن يتحمل بينما العرب على رفاهيتهم هذه كله وتباهيهم بصفقات أسلحتهم وعروضهم العسكرية لا يمكنهم حتى إن يناوشوا بتهديد فعلي أو رصاصة طائشة؟! فإسرائيل نفسها التي أطلقت بحسب ادعاءاتها الكاذبة طبعا هجمات بالخطأ على أراضٍ مصرية بررتها القاهرة وكأن شيئا لم يكن فأين العرب جميعهم ليظهروا غضبهم حتى على مستوى التصريحات؟ ظللت خمسة أيام في المستشفى اعاني من أزمة ربو حادة ولقيت كل العناية الطبية الكاملة وتوافر أسطوانات الأكسجين وكل ما يمكنني أن أكون بأفضل حال بفضل من الله أولا ثم بتلك الرعاية الطبية للفريق الطبي الذي تابع حالتي واستشعرت قيمة الهواء الذي حُرم منه أهل غزة حتى على تنشقه وهم الذين يفوقونني ألما ومرضا وابتلاء وظروفا بملايين المرات وسط الحرمان من كل شيء ليعيشوا فقط ورأيت كم نحن عاجزون حتى على إدخال أسطوانة أكسجين إلى قطاع غزة أو طواقم طبية وسيارات إسعاف مجهزة وسيارات إغاثة وكل ما تتطلبه مستشفيات غزة المنكوبة ونرى إنه كلما زدنا في تنازلاتنا زادت إسرائيل عنتا أكثر فأكثر كما جرى القول على لسان سمو أمير البلاد المفدى مؤخرا وهذا هو الصحيح لأن تل أبيب تتفاخر اليوم بعجز العرب مجتمعين عن ردعها ولا تستمع لأحد سوى لغة الانتقام العمياء الإرهابية التي أخذت في طريقها أرواحا بريئة ولا تزال جرافة القتل لها تحصد المزيد منها تحت مرأى ومسمع أكثر من 22 دولة عربية وعالم إسلامي كبير استكان بصورة غريبة عجيبة وكأن ما يجري في قطاع عربي مسلم من مجازر و(هولوكوست) نازي هو فسحة وكابوس سينتهي كما انتهت المجازر التي سبقته ولم تجد من يحاسب فاعلها النازي الجديد الذي ارتضى كثير من العرب بقاءه في قلب أمتنا على رضا أو امتعاض لا يهم فالأهم هو أننا تركنا أهل غزة بمفردهم وإن هذا العار لن يعفينا من مسؤوليتنا التي تخلينا عنها طواعية لا كرها واختيارا لا إجبارا منذ أن سلمنا زمام قوتنا وقراراتنا لناصية مصالحنا فتصالحت ونسينا إننا خير أمة أُخرجت للناس فإذا بأيدينا نصبح أسوأ أمة لأنفسنا ولأخوتنا ممن يشاركوننا العقيدة والهوية ومصير يقول اليوم إن غزة تدافع عن شرفنا ونحن نكشف عورتها أكثر فأكثر للمغتصب للأسف !.

552

| 30 أبريل 2025

لا حماس ولا عباس

هدفهم أطفال ورُضّع غزة لا حماس ولا عباس! فالمشاهد التي لا تزال تدمي قلوبنا من هذا القطاع الذي يتعرض لمجازر وحشية تؤكد أن إسرائيل لا تحارب حركة المقاومة الفلسطينية حماس كما روجت آلة القتل التي تحصد أرواح الفلسطينيين بدم بارد بعد عملية طوفان الأقصى التي جاءت ردا على انتهاكات جسيمة في حق المسجد الأقصى وممارسة أعتى الأساليب العنصرية ضد المصلين والسماح للمستوطنين بالاعتداء عليهم وتدنيس المسجد وهذه شاءت إسرائيل أم أبت هي مقاومة محتل مغتصب لا يعترف بما يفعله من اعتداءات وممارسات أقل ما يقال عنها إنها وحشية ولا تعترف بحق الشعب الفلسطيني في أرضه ودولته ولذا جاء الرد الإسرائيلي على شكل استهداف هؤلاء الصغار الذين بلغ عددهم حتى لحظة كتابة هذا المقال عشرات الآلاف من طفل ورضيع وجنين من بين أكثر من عشرات العشرات من المواطنين الفلسطينيين من رجال ونساء وشيوخ فهل يعقل أن كل هؤلاء ممن استشهدوا وارتقوا إلى رحمة الله كانوا من حماس أو الجهاد الإسلامي أو غيرهما من حركات المقاومة ؟! فالهدف هم هؤلاء المدنون الأبرياء الذين كانوا يحتمون في بيوتهم الصغيرة وجاء انتقام إسرائيل الوحشي عليهم هم لأنهم يعرفون أن الوجع كله يكمن في قتل هؤلاء الصغار وإن ما يمكن أن يلوم الفلسطينيون به هي حماس وحدها التي قوضت الأوضاع بعمليتها التي لربما كانت تعد لها من سنين مضت وإسرائيل تعلم بأن الخراب والقتل والدمار واستهداف المستشفيات والمساجد والكنائس والمدارس التي من المفترض أن تكون جميعا أماكن آمنة والحصار القاتل الذي يعاني منه شعب غزة اليوم يمكن فعلا أن يجعل شعب غزة يهيج على حماس وغيرها بأنها السبب لكل هذه المجازر كما تظن حكومة نتنياهو التي أقل ما يقال عنها إنها متطرفة ومتعصبة للعرق الصهيوني الذي ينتقم بصورة عمياء ولا يفرق بين مدني بريء لم يقم بأي عملية مقاومة وبين مقاوم يحق له بأي حال من الأحوال أن يدافع عن بلاده بالصورة التي تعرفها وتنتهجها عصابة المحتل الإسرائيلي ولذا كان أكثر شهداء غزة هم من هؤلاء البراعم الصغيرة التي لم تتفتح على دولة ولا مغتصب ولا مقاومة ولا حتى حياة بينما نشأ أشبالها الشهداء على أنهم يعيشون في قطاع صغير جدا محاصر وأنهم معرضون في أي لحظة لقصف إسرائيلي وأن المقاومة التي تنشط في غزة هي شرف دولة فلسطين كلها وهويتها ليعرف الإسرائيليون والعالم أن إسرائيل نفسها لم تأت إلى فلسطين على سجادة علي بابا الطائرة ولم يكن بيدها مصباحه السحري لتكون لها دولة في قلب الأمة العربية هكذا فجأة ويتمتعون بهوية وأرض ويجلبون رعاعا من أصلابهم يسمونهم اليوم شعبا إسرائيليا صاحب الأرض والعرض فنما في دواخل هؤلاء الصغار أنهم لا يشبهون أقرانهم من باقي أطفال العرب والعالم وأنهم في أي لحظة يمكن لأي طفل منهم أن يكون مشروع شهيد وبالفعل كل ما دار في بال هؤلاء الصغار الخصوم للعرب يوم الحساب تحقق فمنهم من ارتقى شهيدا تحت الركام بفعل القصف الكبير والمدمر الإسرائيلي الذي هدم مربعات سكنية بأكملها على رؤوس ساكنيها كأكبر قوة نازية تستهدف هذه الفئات التي تنكر تل أبيب أنها ضمن أهدافها في هذا الرد وتلقي بالمسؤولية بشكل طفولي وتافه على حماس التي تخطئ صواريخها نحو مستوطنات إسرائيل فتسقط على شعبها الغزاوي !!. بالأمس واصلت مشاهدة ثورة شعوب الغرب على ما يجري في غزة من قتل وحشي على المدنيين الأبرياء واستشعرت كم كانت الكلمات غاضبة وهذه الشعوب تشير إلى الاستهداف الإسرائيلي للأطفال والنساء والشيوخ والأبرياء بفعل الضوء الأخضر الذي أعطى تصريحا بلا هوادة لآلة القتل النازية الإسرائيلية لتقتل وتفجر وتلقي صواريخها وقنابلها الفسفورية المحرمة دوليا وكأنها تلقي أزهارا في يوم ربيعي غائم وإن هذا الضوء يجب أن يتوقف فورا ووقف الحصار والقتل والدمار والاستيطان العشوائي والامتثال لقوانين دولية تعطي حل الدولتين وللفلسطينيين دولة قائمة بذاتها لحدود عام 1967 وأن تكون القدس الشرقية عاصمة لها كما يجب وما يلزم حصوله، وصدقوني لو اجتمع العرب جميعا في صيغة إدانة واحدة على الأقل كما كانت إدانة بعض الدول وعلى رأسها قطر فعلى الأقل سوف تعرف إسرائيل أن العرب يمكن أن يتوحدوا على شيء واحد وهو إدانة إسرائيل شكلا وموضوعا ولكن للأسف لم يحصل ولن!.

681

| 29 أبريل 2025

إن كانت لكم إجابة

(حضروا واستنفروا مؤسسات حقوق الحيوان وفرق إنقاذ لأجل قطة أصيبت في حادث على الطريق إصابة خفيفة في قدمها ولم تستطع مذابح غزة ومجازرها في تحريك كراسي وفرق الإنقاذ في منظمات حقوق الإنسان وحقوق الطفل وحقوق المرأة) وهذا كلام والله إنه ليس كلامي إن كنتم تريدون الحقيقة التي نقولها دائما وتستخفون بها ولكنه كلام صدر من الطفل رمضان أبو جزر الذي استضافته قناة الجزيرة بعد تعافيه وهو كان من ضمن الأطفال الذين استطاعت الدوحة إجلاءهم من قطاع غزة للعلاج في مستشفياتها بجانب رجال ونساء قامت قطر مشكورة ومن باب الوازع الإنساني والأخلاقي والديني التي تمتلكه بكل شفافية وإيمان برسالتها ودورها بعلاجهم والتكفل بهم معيشة وإقامة واستطاعت بحمد الله أن تنقذهم من الموت بفضل من الله أولا ثم بفضل قيادتنا الحكيمة التي سارت وتسير مساعيها حتى هذه اللحظة لوقف شلال الدم الفلسطيني في غزة ووقف هذه الحرب الشعواء الإسرائيلية على أهالي غزة وإنقاذ من تبقى منهم أحياء وفضل الطواقم الطبية التي أسهمت بلا شك في علاج هؤلاء والسهر على متابعة أوضاعهم الصحية التي كانت في معظمها تتطلب رعاية مكثفة وعناية مركزة ولا يزال منهم من هو تحت مظلة هذه العناية ونسأل الله لهم ولشعب غزة وفلسطين عموما السلامة دائما بإذن الله. أعود لهذا الطفل الفلسطيني المفوه الذي خرج في مقطع تلفزيوني أذاعته قناة الجزيرة من خلال الجزيرة مباشر وهو يرافق المذيع المصري المتميز أحمد طه الذي خرج في مناسبات عدة وهو يغالب دموعه وهو يعلق على مشاهد الموت في غزة ويتلقى مكالمات ورسائل حية تصف المشهد الدموي الذي يعيشه القطاع منذ أكثر من 8 شهور واستطاع أن يستضيف هذا الشبل الفلسطيني الذي استجاب لدعوة المذيع طه في قول كلمة أخيرة يريد أن يوجهها للعالم في ختام اللقاء ليقول أبو جزر ما نقلته عنه في أول سطور هذا المقال وقد بدا متعجبا من تحريك قوافل الإنقاذ في العالم معداتها وعتادها لإنقاذ الحيوانات التي تتعرض وتنتشر مقاطع تعرضها لمكروه ما أو إصابات بينما ما يجري في غزة من فظائع وجرائم وقتل ممنهج ووحشي لأطفال ونساء وشيوخ وشباب ورجال تنتشر مشاهدهم على مرأى ومسمع من العالم كله لاسيما منظمات حقوق الطفل والمرأة والإنسان ولم يستدر كرسي نافذ لوقف عجلة القتل والإبادة الجماعية التي تُسرّعها إسرائيل كلما نهض العالم مرعوبا ومنددا بها ومن عدوانية قوات الاحتلال ضد شعب أعزل لا ناقة له ولا جمل في أحداث السابع من أكتوبر الماضي وكأن كل هؤلاء عالة على هذا العالم المتناقض يجب التخلص منهم بلا هوادة أو رحمة أو كأن هذه المنظمات التي تُسمع كلمة (حقوق الحيوان) منها هي في منأى على أن تستنهض نفسها العاجزة وتنقذ الإنسان والمرأة والطفل في غزة المدمرة أرضا وشعبا. واسمحوا لي أن أخاطب هذا الطفل وألخص له إجابة موجزة وهي إن كل هذه المنظمات يا بني لا يمكن أن تجيبك ليس لأن الحيوان أهم لديها من الإنسان لأنه حتى الحيوان في غزة يعاني قتلا وألما وجوعا وعطشا وحياة مريعة كما يعيش كل ذلك شعب غزة ولكن الأمر يمكن أن تقيسه بمقارنة بسيطة بين شعب أوكرانيا وشعب غزة على سبيل المثال لا الحصر لتعرف إن قيمة الإنسان هناك أكبر وأغلى من قيمة الإنسان لدينا وإن الأمر يجري على حساب الهوية والوطن والجغرافيا والدين واللغة و..و..إلخ، وإلا لما اجتمعت أوروبا ومعها أمريكا لنجدة أوكرانيا من افتراس الدب الروسي لها وتترك فلسطين التي يجثم عليها الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 72 عاما ارتكب عشرت من العشرات من المجازر والجرائم والمذابح والاغتيالات والقتل وأقام آلاف المستوطنات ونسب لنفسه وطنا وأرضا وهوية وتاريخا ومع هذا تجد نفس الألم مستكينا بلا ردة فعل أمام مأساة غزة الآن لذا لا تتعب نفسك الصغيرة التي شاخت ألما ووهنا وبكت تعبا وحرمانا من سؤال يمكن أن يزعج (حقوق الحيوان) إن سمعوا به!.

267

| 28 أبريل 2025

alsharq
إليون ماسك.. بلا ماسك

لم يكن ما فعلته منصة (إكس) مؤخرًا مجرّد...

753

| 16 ديسمبر 2025

alsharq
النضج المهني

هناك ظاهرة متنامية في بعض بيئات العمل تجعل...

717

| 11 ديسمبر 2025

alsharq
النهايات السوداء!

تمتاز المراحل الإنسانية الضبابية والغامضة، سواء على مستوى...

645

| 12 ديسمبر 2025

alsharq
موعد مع السعادة

السعادة، تلك اللمسة الغامضة التي يراها الكثيرون بعيدة...

633

| 14 ديسمبر 2025

alsharq
قطر في كأس العرب.. تتفرد من جديد

يوماً بعد يوم تكبر قطر في عيون ناظريها...

627

| 15 ديسمبر 2025

alsharq
التمويل الحلال الآمن لبناء الثروة

في عالمٍ تتسارع فيه الأرقام وتتناثر فيه الفرص...

573

| 14 ديسمبر 2025

alsharq
تحديات تشغل المجتمع القطري.. إلى متى؟

نحن كمجتمع قطري متفقون اليوم على أن هناك...

555

| 11 ديسمبر 2025

alsharq
معنى أن تكون مواطنا..

• في حياة كل إنسان مساحة خاصة في...

552

| 11 ديسمبر 2025

alsharq
عمق الروابط

يأتي الاحتفال باليوم الوطني هذا العام مختلفاً عن...

528

| 16 ديسمبر 2025

alsharq
قطر لن تدفع فاتورة إعمار ما دمرته إسرائيل

-إعمار غزة بين التصريح الصريح والموقف الصحيح -...

420

| 14 ديسمبر 2025

alsharq
من أسر الفكر إلى براح التفكُّر

من الجميل أن يُدرك المرء أنه يمكن أن...

408

| 16 ديسمبر 2025

alsharq
اقتصاد قطر 2025 عام تعزيز القدرات المحلية والتكامل الإقليمي

بينما تعيش دولة قطر أجواء الاحتفال بذكرى يومها...

405

| 15 ديسمبر 2025

أخبار محلية