رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
سعدت بتقديمي لجلسة نقاشية في مقهى الصحافة، إحدى مبادرات المركز القطري للصحافة، حيث التقيتُ بالطفلين المميزين رمضان ووليد أبو جزر اللاجئين لدوحة الخير بعد أن شهدا ويلات الحرب في غزة وفقدا عددًا كبيرًا من أفراد عائلتهما وأصدقائهما المقربين الذين تقطعت أجساد البعض منهم لأشلاء دون اعتبار لطفولتهم الموءودة، فعوضاً عن استمتاعهم بطفولتهم وتسجيل ذكرياتهم في أحيائهم ومدارسهم للأسف يعيشون الخوف ويزعجهم صوت القذائف التي يتوقعون في أية لحظة أن تُدمر بيوتهم وأن يفقدوا حياتهم معها. الطفل رمضان أبو جزر المُلقب بالخوارزمي والطفل المعجزة والمؤثر والعديد من الألقاب رغم عدم تجاوز عمره التاسعة ولكن اللقب الأقرب لقلبه هو سفير أطفال فلسطين وفعلاً فمن خلال محتواه عبر حساباته في شبكات التواصل الاجتماعي استطاع أن يُمثل أطفال فلسطين خير تمثيل في الأدب والأخلاق والصبر والإيمان بأن الحق سيعود وبأنهم سينعمون بأرضهم يوماً. ويمتاز رمضان ببلاغة في الحديث وفصاحة تذهلك ولوهلة تشعر بأنك تحاور رجلا تجاوزت خبرته عشرات السنين، ويتحدث عن معاناة بلده وأقرانه من الأطفال بطريقة مؤثرة تُخجل العالم الصامت تجاه الإبادة الجماعية التي تتعرض لها غزة منذ أكتوبر الماضي 2023، حيث يقف العالم متفرجاً على جرائم الكيان الصهيوني الذي لم يحترم القوانين الإنسانية ولا القرارات الدولية. تألمت وأنا أستمع لمعاناة رمضان أبو جزر من عدم شعورهم بالأمان وحرمانهم من اللعب والتعليم والطعام وهذا أبسط حقوق الطفل التي صدرت في المواثيق الدولية والحقوقية، فكيف لأطفال لا يتوفر لهم الطعام ومياه الشرب النظيفة واللعب دون خوف والنوم في أمان، أحرجني رمضان عندما طرح سؤاله: ماذا يختلف أطفال العالم عن أطفال غزة!؟ ولماذا لا تتوفر لهم حياة طبيعية وآمنة مثل باقي الأطفال؟! لم أتمكن من الإجابة واكتفيت بالدعاء لأطفال فلسطين! ولكن رغم هذه المعاناة التي يعيشها الأطفال في غزة إلا أن الإبداع يولد من رحم المعاناة دائماً، فعائلة رمضان استطاعت خلق طفل مبدع بل ومعجزة، لفت نظر العالم العربي بأسلوبه الفصيح وحفظه لأبيات الشعر وبإلقائه المبهر، ناهيك عن حفظه لأجزاء من القرآن الكريم وفهمه ووعيه لكل الأحداث حوله بل تحول إلى مراسل صغير ووثق الأحداث في غزة قبل لجوئه لقطر، وهذا لم يكن ليحدث لولا إصرار والده ووالدته الذين سخروا كل إمكانياتهم البسيطة في تربية أبناء مميزين يُشار إليهم بالبنان وهم لم يتجاوزوا العشر سنوات فماذا سيكون مستقبل الطفلين رمضان ووليد! لقد صَرح والدهم السيد محمود أبو جزر عن خطة تربيته لأبنائه منذ ولادتهم والاستثمار في تعليمهم وتدريبهم وتحفيظهم القرآن الكريم وأصول اللغة العربية والأدب والشعر وطريقة الإلقاء وتعزيز ثقتهم بأنفسهم أثناء مخاطبة الآخرين لذلك لا نجد ارتباكاً أثناء الحديث وتتفاجأ من تسلسل الأفكار واختيار المفردات الصحيحة وتطعيمها بالآيات القرآنية والحِكم والأشعار والمواعظ، فتربيتهم الطيبة جعلت منهم أطفالا مهذبين.. مثقفين واستحقوا أن يكونوا قدوة لباقي الأطفال بل وللكبار، فتكلم رمضان أبو جزر عن أهمية توزيع الوقت وعدم حرمانهم من اللعب وقضاء أوقات ممتعة مع أصدقائهم رغم تخصيص أوقات للتعلم والتدريب وهنا يأتي دور الأسرة في ذلك وعدم استسلامها لرغبات الأطفال في اللعب طول الوقت أو كما يفعل البعض في إلهاء أطفالهم بألعاب الفيديو التي في النهاية ستسبب لهم مشاكل جسدية ونفسية. التربية أمر جليل يقوم به الآباء واكتشاف بواطن القوة في أبنائهم وتحفيزهم وتنمية مواهبهم ومتابعتهم في كل صغيرة وكبيرة من أهم واجبات التربية الصحيحة والتي تقوم على تعاليم الدين الاسلامي والأخلاق وهذا ما نتمنى أن تنتهجه كل العائلات في تربية أبنائها.
987
| 07 يوليو 2024
دائماً ما نردد «اللهم اكفنا شر تقلب القلوب، أو ثبت قلوبنا على طاعتك» وبما أن الله تعالى ورسوله الكريم ذكرا هذا الأمر وأوصيانا به، فهذا دليل قاطع على أن القلوب قابلة للتغير، وبالتالي النفوس أيضاً وربما المثل الشهير بأن «الفلوس تغير النفوس» إثبات على أن البعض تتغير نفوسهم وأطباعهم ربما من زيادة المال أو تقلد المناصب أو شهرة وغيرها من الأمور، وغالباً التغيير جراء هذه الأسباب عادة ما يصيب ضعاف النفوس أو كما نطلق عليهم أحياناً حديثي النعمة، فالبعض يتأثر نفسياً بكل الامتيازات التي تنهال عليه فتحدث تغيرات في شخصيته وغالباً ما تكون سلبية، فنجده يصبح حاد الطباع مع الآخرين وربما اصدقائه، كذلك يضع حواجز بينه وبين الناس قد تصل لأهله، البعض يتلبس القسوة وسلاطة اللسان وتجده يختلق المشكلات مع كل من حوله، بل ويتعمد أذى المقربين منه الذين يتعامل معهم بفوقية وعصبية تصل لعدم الاحترام، وبذلك يخلق عداوات لنفسه من أقرب المقربين إليه، فيعيش منبوذا ومكروها ويتمنى الناس زوال النِعم عنه لأنه لم يكن أهلًا لتلك الامتيازات التي ربما حصل عليها بالمؤامرات والطرق الملتوية وكأن كره الناس له عقاب الله العادل. نكرر الأدعية لنتقرب من الله فيبعدنا عن تلك النفوس المتغيرة الضعيفة غير السوية في الوقت نفسه لنقي أنفسنا من هذا التغيير فجهاد النفس من أصعب الأمور التي يمر بها الإنسان، فأن تبقى متزناً لا تغريك حياة الآخرين، ولا تنصاع لظاهرة الـ «ترند» وتبقى متمسكاً بدينك وأخلاقك في عالم أصبح يُبيح كل ما يخدم مصلحته، وأن تكون لديك مبادئ لا تقبل التنازل مهما كانت الإغراءات فكل ذلك من أصعب الأمور التي يمكن أن تجاهد نفسك عليها وتتصارع داخلياً بسببها، وربما تخسر الكثير ولكن إن كانت نفسك طيبة وتضع الله نصب عينيك فحتماً الله سينصرك وسيمدك بالقوة التي تحتاجها حتى لا تنجرف للتيارات الخاطئة والسلبية. لو تأملت حولك ستكتشف عددا من الأشخاص الذين غيرتهم ظروف الحياة ولكن للأسف للأسوأ فكنت تعتقد بطيبتهم ولطف أخلاقهم ولكن تحديات الحياة وظروفها كشفت لك مدى انانيتهم المدمرة وافتقارهم للمبادئ وعدم حفظهم للعشرة والمعرفة، بل رغم كل معروف قدمته لهم لم يترددوا في أذيتك والعبث بسمعتك وتسريب تفاصيل حياتك، فهذه الأشكال تخلق لديك أزمة ثقة في بقية الناس وترفض دخولهم في حياتك حتى لا تُصاب بخيبة أمل من جديد. البقاء على المبادئ ومراعاة الله في كل التعاملات وحفظ العِشرة ورد الجميل الطيب وترك الأثر الإيجابي من أهم ما يجب أن يعمل عليه الإنسان وهو من المكاسب الاجتماعية والتي تؤجر عليها بإذن الله، ولن يكون الأمر بالهين ولكن إذا كان أساس الشخص طيبا، وتم تربيته بطريقة صالحة وفي ظروف سوية وصحية فإنه حتماً سينشأ إنساناً متزناً محباً للخير، يتجنب أذى الناس ويحرص على طيب سمعته ويتفاخر بمحبة الناس له، فنحن لا نحتاج إلا التقدير، المحبة الخالصة، تبادل المشاعر، الطيبة والتعبير عنها بالكلام المؤثر، وذلك ليس بصعب إلا لمن عاش يحمل حقداً وغيرة في قلبه لذلك تنازل عن المبادئ لتفريغ طاقة الكره على الآخرين.
855
| 30 يونيو 2024
دائماً ما نقول لكل مقام مقال ونقصد فيها أن وجودنا في موقف معين يحدد مسار كلامنا واختياراتنا للموضوعات ومناقشتها مع الآخرين، فمثلاً من غير اللائق إلقاء النكات والطرائف في اجتماع رسمي لشخصيات بارزة أو قيادية، أو طرح مواضيع حادة للنقاش في عزاء مثلاً أو عند زيارة مريض في المستشفى، فيجب اختيار المواضيع حسب الموقف أو المكان الذي نزوره والأشخاص الذين نلتقي بهم، كذلك الحال بالنسبة للملابس فلكل مناسبة الملابس التي تليق بها، بل لكل جسم ملابسه الملائمة أيضاً، فما يُلبس في الاحتفالات والاجتماعات الرسمية مختلف عن تلك الملابس التي نرتديها في حفلات الأعراس العائلية أو حفلات التخرج والميلاد وغيرها، وهي مختلفة عن الزيارات العادية وكذلك مختلفة عن الملابس اليومية التي نرتديها للخروج لقضاء الاحتياجات أو ممارسة الرياضة وغيرها، ولارتداء الملابس إتيكيت وفن وبالتأكيد أن الملابس تعكس ذوق الشخص أولاً وتظهر جوانب شخصيته ومدى اهتمامه بشكله، فمعظم الناس يحكمون على الآخرين من خلال شكلهم وملابسهم، فإذا ما كانت الملابس نظيفة ومرتبة وملائمة للمناسبة أو الموقف كلما أعطى الشخص انطباعاً إيجابياً عن نفسه والعكس صحيح، فنجد مثلاً بعض الرجال قد يذهب أحدهم للمسجد لأداء الصلاة بملابس البيت أو غير مُهندم وهذا يعطي انطباعاً سلبياً عنه خاصة وأنه في بيت من بيوت الله، من جهة أخرى تبالغ بعض النساء خاصة في فصل الصيف في التعرّي فتلبس لباسا ربما مخصصا للبحر (مثل الشورت والتوب من غير أكمام) في المجمعات التجارية والمطاعم خاصة في دولة مثل قطر تهتم بالعادات والتقاليد وتعتز بالهوية الإسلامية العربية، كذلك بعض البنات المترددات على المجمعات يبالغن في الملابس والمكياج وربما تجد أن رموشها تسبقها في المشي وبالكعب العالي وللحظة تشعر أنها ستتعثر أمامك، الحال نفسه بالنسبة للبعض في مقر وظائفهم تجدهم يبالغون في (الكشخة) وكأنهن في تحدٍّ لعرض الماركات والمجوهرات! البعض في الحفلات النسائية يرتدين ملابس لا تتناسب مع أعمارهن، شكل أجسامهن، فيتسببن بتشوه بصري للأخريات المجبرات على مشاهدة تلك الملابس غير اللائقة شكلياً وجسمانياً، وفي المجالس الرجالية قد تتشابه الملابس (الثوب الأبيض) ولكن يظهر الهندام في نظافة الثوب والحذاء أو النعال (أجلكم الله) والغترة، فالبعض للأسف لا يكون ثوبه نظيفا وغترته صفراء وذات رائحة غير محببة مما يعطي انطباعاً سيئاً عن الشخص بل وعن نساء بيته اللآتي سمحنَ له بالخروج بهذه الطريقة غير المهندمة سواء كانت أما أو أختا أو زوجة! الملابس إحدى أهم الأساسيات التي لابد من اختيارها بحرص وعناية، لأنها تعكس جمال المظهر الخارجي وتُعبّر عن الذوق العام للشخص وتؤثر على الثقة بالنفس، ولا يهم إنفاق مبالغ خيالية على الملابس بقدر ما هو مهم الذوق الرفيع واختيار الملابس المناسبة لكل زمان ومكان، وأن تكون ملائمة للعمر وتعكس ثقافته وعاداته، وأن تناسب لون بشرته وأن تكون الألوان نفسها متناقسة، والأهم تلائم شكل الجسم ووزنه! وللسفر أيضاً ملابسه المناسبة حسب طبيعة وطقس البلد، فالمدن البحرية تختلف ملابسها عن المدن الداخلية والعواصم الكبرى، وألوان ملابس النهار تختلف عن ألوان الليل والجينز الذي ممكن أن يكون لبسا عمليا لطول اليوم لا تقبل به بعض المطاعم الراقية، لذلك لابد من التدقيق في اختيار الملابس أثناء تحضير شنط السفر ومراعاة الذوق العام للبلد وطبيعته! لتكن ملابسك متسقة مع شخصيتك وأخلاقك وتعكس هويتك وثقافتك، ولا تجعلها أغلى من أخلاقك فينبهر الناس لخارجك ويُصابون بالخيبة بعد الحديث معك!
2055
| 23 يونيو 2024
يقضي معظم الطلاب في معظم المراحل الدراسية أكثر من نصف يومه في المدرسة، فقد يبدأ يومه الساعة السادسة صباحاً ولا ينتهي إلاّ بعد الثانية ظهراً، وعندما يعود قد يتناول وجبة الغداء وحيداً ومتأخراً عن الوقت الصحي لتناول الوجبات للأطفال، وإذا ما احتاج أن ينام بعد يوم طويل تَلّقى فيه كما هائلا من المعلومات فإنه قد يفيق في وقت المغرب وسيبدأ رحلة المذاكرة اليومية وأداء الواجبات المدرسية إلى أن يأتي وقت العشاء فيتناوله وينام، هذا تقريباً جدول معظم الطلبة فأين الوقت الذي يقضونه مع أهلهم وأصدقائهم وأين الوقت لممارسة بعض الهوايات والخروج، فالطالب في دوامة وضغط قد تصل بالبعض للانهيار النفسي أو كره المدرسة وعدم الرغبة في التعليم، نظام التعليم المستمر طوال العام تقريباً وبعدد ساعات طويلة يضغط على الطلاب ولا يتيح لهم فرصة التمتع بطفولتهم، وربما بعض الأهالي العاملين يناسبهم بقاء أبنائهم في المدارس لوقت طويل نظراً لساعات دوامهم الطويلة، ولكن للأسف أن ذلك على حساب نفسية وصحة الطالب، فالطفل يجب أن يعيش طفولة سوية يتعلم فيها ولكن يلعب ويلهو أكثر، ويأكل أكلا صحيا وفي أوقات متقاربة، فالطفل الذي يخرج من منزله السادسة صباحاً وقد تناول فطوره ربما سيأكل وجبة في فترة الفسحة التي قد تكون في العاشرة صباحاً وستكون وجبته التالية بعد الساعة الثانية ظهراً، فهو وإن خرج من المدرسة الساعة الواحدة والنصف حسب القانون الجديد الصادر من وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي فإن الطالب يحتاج على الأقل 40 دقيقة ليصل بيته بسبب الزحمة وربما مر على أخوته في مدارس أخرى، ففعلياً سيصل البيت مع أذان العصر في حين وجبة الغداء الصحية يجب أن لا يتجاوز وقتها الساعة الواحدة ظهراً!. من ناحية أخرى يُحرم الطالب من قضاء وقت مع أهله وأخوته وأصدقائه بسبب ضيق الوقت واحتياجه للنوم، كذلك يصعب ممارسة الهوايات التي يجب أن تكون ضمن النشاطات اليومية للطالب، فكيف سيتمكن الطالب من أداء أي نشاطات أخرى وقد أُنهك جسدياً ونفسياً وفكرياً في اليوم الطويل في المدرسة، فلا شعورياً قد يتحول البعض إلى شخصيات متمردة أو متنمرة نتيجة الضغط الدراسي، وإذا ما عملنا مقارنة بين الطالب والمعلم فنجد أنهم متساوون في وقت الدوام الطويل والإجازات تقريباً، الفرق أن المعلمين موظفون يتم دفع معاشاتهم والطلاب موظفون بدون معاشات، فلكَ أن تتخيل أن ما يتحمله الطالب يوازي ما يتحمله الموظف المعلم وأعتقد أن تلك الأعباء لا يجب أن يتحملها الأطفال، طول الحصة الدراسية أيضاً لها دور في إنهاك الطفل وفي الدراسات العلمية على طول مدة الانتباه لدى المراهقين الذين يتمتعون بصحة جيدة تتراوح بين الـ 10 -20 دقيقة، فكم من الطلاب يفقدون تركيزهم خاصة في الحصص الأخيرة من اليوم المدرسي الطويل والحصص الطويلة التي عادة ما تعتمد على التلقين وحشو المعلومات لاستكمال المنهج الدسم والطويل هو الآخر، فلا يكون هناك وقت كاف للتفاعل الطلابي والمناقشات، بل يُحرم الطلاب حتى من الحصص الخفيفة مثل حصص الرياضة والفنون الموسيقية والرسم التي كنا نستمتع بها أيام المدرسة في الثمانينيات!. وتتطلع رؤية قطر 2030 إلى «المحافظة على أسرة قوية متماسكة ونظام حماية اجتماعية فعّال لجميع القطريين ومؤسسات عامة فعالة ومنظمات مجتمع مدني قوية ونشطة»، ولكن بعض القرارات الوزارية لا تخدم تلك الرؤية فكيف تكون الأسرة قوية ومتماسكة إن كان الأطفال يقضون معظم يومهم في المدرسة وتأدية طلبات المدرسة، ولا يجدون الوقت الكافي لصحتهم النفسية وراحتهم وطفولتهم مع أهلهم!. • الأطفال والمراهقون بحاجة إلى النوم بشكلٍ كاف في أوقات النوم الصحية، وأكل صحي لبناء صحتهم وبنيتهم، ووقت للعب وممارسات الهوايات مع الأهل والأصدقاء لذلك لابد من تقسيم اليوم بشكل عادل ومناسب لنفسية الطفل الصحية. • بعض القرارات بحاجة إلى دراسة عميقة قبل تنفيذها خاصة إذا ما كانت لها انعكاسات على نفسية الأطفال والمجتمع بشكل عام.
1143
| 09 يونيو 2024
لعبت الصحافة دوراً مهماً في حياة الشعوب، وكشفت المستور في كثير من القضايا خاصة وقت الأزمات والحروب، كان دورها محورياً في تغيير توجهات الرأي العام، والمتابع للتاريخ وللأعمال الدرامية التوثيقية سيعرف حجم تأثير الصحافة على الشعوب أثناء الاستعمار والأزمات السياسية وأثرها في التحرير وتغيير المسارات السياسية، كما أن الصحافة بتحقيقاتها خاصة الاستقصائية تساهم في كشف قضايا الفساد والتجاوزات التي قد تقوم بها العصابات المتسترة تحت غطاء السلطة والمناصب النافذة، وتمكنت الصحافة والتي تُعد السلطة الرابعة من إسقاط كثير من القادة الذين كانوا يستغلون مناصبهم لمصالحهم الخاصة ويعيثون في الأرض فساداً، وتُعرف الصحافة الاستقصائية بالعمل الصحفي العميق والمبتكر، حيث يتم توظيف أساليب بحث منهجية وغالبا ما تفضح الأسرار، ويعتمد البحث الاستقصائي على السجلات العامة والبيانات بشكل مكثف وتركيزها على تحقيق العدالة الاجتماعية والمساءلة لمتجاوزي القانون، ودليل اليونسكو للتحقيقات الصحفية يُعرف الصحافة الاستقصائية « بأنها تكشف النقاب عن مسائل تهم العموم، كانت تخفيها عن قصد جهة ذات سلطة، أو يحجبها دون قصد ركام فوضوي من المعلومات والظروف التي تؤدي إلى الالتباس وذلك بالاعتماد على مصادر وسجلات قد تكون سرية أو علنية»، كما أنها منهج عمل وحرفة قد يتطلب إتقانها سنوات من البحوث والتقارير والمراقبة لكشف الانتهاكات الإدارية والفساد، وتختلف الصحافة التقليدية عن الاستقصائية، حيث إن في الصحافة التقليدية تُجمع المعلومات وفق إيقاع ثابت بشكل يومي أو أسبوعي، ويكتمل البحث سريعاً ونادراً ما تتم مواصلة البحث بعد نشر القصة أو التحقيق، وتُقدم معظم المعلومات للصحفي بسهولة، كما لابد من الموضوعية في التحقيق ونشر القصة ولا ضرورة لبنية درامية في التحقيق، في حين أن الصحافة الاستقصائية لا يمكن نشر المعلومات التي يتوصل إليها الصحفي إلاّ بعد ترابطها والتحقق منها، يستمر البحث حتى بعد النشر، ويتطلب التحقيق توثيقاً لدعم التصريحات، يضطر الصحفي إلى التخفي للحصول على بعض المعلومات التي غالباً ما يخفيها المسؤولون لأنها تضر مصلحتهم، يهدف الصحفي من قصته إلى فضح الأوضاع غير القانونية والمتعلقة بقضايا الفساد، ضروري اعتماد بناء درامي في القصة، يجب الحذر من الوقوع في الأخطاء لأنها تُعرض مصداقية الصحفي والمؤسسة الإعلامية لجزاءات غير محمودة. وقد ظهرت الصحافة الاستقصائية في العالم العربي في مصر عام 1949 حيث كشف الصحفي إحسان عبدالقدوس فضيحة الأسلحة الفاسدة التي تم تزويد الجيش المصري بها عام 1948، وفي عصرنا هذا نحنُ في أمس الحاجة للصحافة الاستقصائية لكشف ملفات الفساد والخروقات التي قد تقوم بها بعض المؤسسات وبعض الحكومات، خاصة مع تطّور أدوات البحث وسهولة الوصول للبيانات في ظل وجود الإنترنت إلاّ أن للأسف القوانين لا تحمي الصحفيين مما يجعل بعض الصحفيين يتردد في الانخراط في التحقيقات الاستقصائية، وبعد دخول البرامج التلفزيونية والوثائقيات الإخباريّة ربما تراجع نشاط الصحافة مؤخراً في تلك التحقيقات وذلك لاستخدام أدوات تلفزيونية مصورة أكثر إقناعاً في فضح التجاوزات والجرائم المُنفذة بطريقة مدروسة فساعد التصوير والتوثيق على انتشار تلك الحقائق أكثر من الصحافة ولم تعد القصص مقتصرة على حدود بلد معين بل ومع انتشار شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت تلك الأخبار تصلنا في اللحظة نفسها ونتابعها أولا بأول ولكبار المسؤولين في العالم، وقد تكون قناة الجزيرة الإخبارية من أهم القنوات التي قدمت التحقيقات الاستقصائية والتي فضحت كثيرا من المسؤولين في دول عدة بل ووصلت للحكومات وكانت سببا في محاسبتهم وتطهير الدول من فسادهم، ولهذا تتم محاربة قناة الجزيرة وتزدادُ المطالبات بإغلاق مكاتبها في بعض الدول لما تقوم به من تحقيقات تكشف فيها التجاوزات الدولية والانتهاكات القانونية. نحنُ بحاجة إلى تعزيز دور الصحافة الاستقصائية وترغيب الصحفيين في العمل بها، وتطويع القوانين لحماية الصحفيين، ولعّل مسؤولية تحفيز الصحفيين تقع على القائمين على الصحف ودفعهم للتحقيقات والقصص التي تساهم في كشف الفساد فبذلك تتميز الصحيفة أولاً ولا تعد مجرد ناقل للخبر، ثانياً في ظل انتشار مواقع إخبارية متنوعة تنقل الأخبار بشكل أسرع من الصحيفة الرسمية. • لابد من وضع خطة لاستقطاب الشباب من الجنسين للعمل الصحفي في الصحف والقنوات الرسمية وتسليحهم بالمهارات التي تؤهلهم للعمل في التحقيقات الصحفية خاصة الاستقصائية. • تحية لهيئة الرقابة الإدارية والشفافية على تنظيمها دورة تدريبية بالتعاون مع المركز القطري للصحافة ومعهد الجزيرة للتدريب لتدريب الصحفيين على دورهم في كشف الفساد، وقد تكون خطوة إيجابية نحو التغيير لتعود للصحافة سلطتها وليكون دورها فعّالاً أكثر في كشف المستور.
666
| 02 يونيو 2024
من الطبيعي أن تحدث اختلافات وجهات النظر التي قد تصل لحد المشكلات بين شرائح المجتمع المختلفة، والبعض قد تكون ميوله عدوانية والبعض الآخر هوايته تحقير الناس وغيرهم يهوى الانتقاد بـ «دفاشة» دون أدنى دبلوماسية والبعض هوايته تعمد الانتقاد السلبي والتطاول على الآخرين وربما الإساءة إليهم لحد يصل للمشاجرات وأمام الملأ من المتابعين في شبكات التواصل الاجتماعي. والملاحظ أنه عندما يبدأ أحدهم بتعليق قاس أو خارج عن الأدب يتشجع بقية المتابعين للتلطيش ويتفنونون في كتابة أو التلفظ بعبارات خارجة عن الأدب والحياء ولا يمنعهم أمر من التطاول وربما السب والقذف والتبلي على الشخصيات العامة ونشطاء السوشيال ميديا، أستغرب من المستوى الذي وصل إليه البعض في تعليقاته وإجبار نفسه على متابعة شخصيات تثير غضبه أو استياءه ولا تعجبه ولا تتوافق مع مبادئه لكن ربما بدافع الفضول يتابعها ولا يكتفي بالمتابعة الصامتة بل يُعلق سلبياً على ما ينشرونه ولا تعجبه طريقة حياتهم ولا ما يقومون به ويصرح بذلك لهم ويسبهم ويدعي عليهم أحياناً ويتهمهم بالفسق وغيره، السؤال الذي يطرح نفسه من أجبرك على متابعتهم؟ ولماذا تضيع وقتك في متابعة أشخاص لا يعجبونك؟. يؤججون بداخلك شعور الغضب وعدم الارتياح الذي يدفعك أحياناً إلى التعبير عن ذلك بأسلوب غير أخلاقي وغير لائق؟! من الأولى عدم إزعاج نفسك وبضغطة واحدة تلغي المتابعة وابحث عمن يفيدك ويرضيك في متابعته. كما أن نشطاء التواصل الاجتماعي شخصيات وثقافات مختلفة ويأتون من بيئة متعددة ولهم أفكارهم أو أهدافهم وطريقة حياة لا يمكن أن تكون ملائمة لطريقة حياتك بالضبط لذلك في حين متابعتك لتلك الأشخاص عليك احترام هذا الاختلاف وتقبله، ويمكنك أن تتسلى أو تستفيد في الجوانب التي تتفق معها ولا تبالي لما لا يتفق وفكرك دون أن تسعى لتجريح الآخرين أو التطاول عليهم. عندما أقرأ بعض التعليقات على التغريدات أو صور الأنستغرام أُعدم من المستوى الأخلاقي المنحدر الذي يكتب به بعض المتابعين دون احترام لشخص صاحب الحساب ولا احترام لبقية المتابعين أو التفكير للحظة بوضعه الشخصي والإنساني والعائلي وكم ستؤثر تلك التعليقات السلبية على مجريات حياته العائلية وعلى نفسيته!. بات البعض أكثر تنمراً بل ويجاهر بذلك، والاغرب أن العدوى انتقلت أيضاً لبعض النشطاء والمشاهير فأصبحوا هم كذلك متنمرين على بعض وكل منهم عند أول خلاف يسعى لتشوية سمعة الآخر وتحريض متابعيه وينتهي بهم الأمر في المحاكم. لم يعد الأمر كما كان فالقانون أصبح حازماً في هذه القضايا وضجت المحاكم بقضايا التشهير والتطاول وأصبح للجميع الحق بالشكوى ومقاضاة من يتطاول عليه بالقول أو يصوره دون إذنه وينشر المقطع. ولكن للأسف البعض ما زال يفرغ طاقته السلبية وعُقَده النفسية على نشطاء التواصل الاجتماعي وينتقدهم دون أدب على تصرفاتهم رغم أنه قد يقوم بأعظم من ذلك!. التواصل المباشر عبر الشبكات الاجتماعية كسر الحواجز ولهذا وجد البعض أرضاً خصبة للتنمر، كما أن الظاهرة طالت المراهقين الذين لديهم استعداد أكثر للتنمر وأصبحوا يتباهون ببثهم مقاطع تنمر على أحد أصدقائهم دون أدنى مسؤولية، فلا بد من توعية لذلك لكل الفئات العمرية ليكف المتنمرون عن أذى غيرهم.
861
| 26 مايو 2024
المعرفة العمود الفقري لبناء واستمرار الحضارات ولولا تناقلها عبر الأجيال لما وصلت لنا، ومنذ الأزل تسعى كل أمة وحضارة على وضع بصمتها التاريخية وتوثيق إنجازاتها المقترنة بالمعرفة في كل مجالات الحياة، ولولا الوثائق والكتب لما وصلت لنا المعرفة وتاريخ الأمم السابقة وإنجازات الحضارات ولما تنوعت معلوماتنا واكتسبنا ثقافتنا، ولعّل أهم ما يُطّور المعرفة ويُنور العقل ويفتح الآفاق في التفكير القراءة فهي لا تقدم لنا أفكاراً جديدة وحسب بل تضيف إلى خبراتنا المعرفية والفكرية، وتجعلنا أكثر قدرة على التحليل والتمييز ناهيك عن زيادة المخزون اللغوي والمفردات، ولهذا تَحرص الدول على إقامة معرض للكتب بشكل سنوي وربما لأكثر من مرة للتشجيع على القراءة أولاً ولتبادل المعرفة والخبرات خاصة أنه ليس مجرد معرض لبيع الكتب بل هو فرصة لسماع الإنتاج الأدبي والعلمي والفني وذلك من خلال الندوات والصالون الثقافي والعروض الفنية التي تُقام على هامش المعرض ليكون تظاهرة ثقافية يجتمع فيها المثقفون والكتّاب والمؤلفون من كل الأعمار والخبرات. وقد أُسدل الستار يوم أمس على فعاليات معرض الكتاب في دورته الـ 33، الذي احتضنه مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات، تحت شعار « بالمعرفة تُبنى الحضارات «، وشهدَ المعرض أكبر مشاركة دولية في تاريخه بمشاركة 515 دار نشر من 42 دولة، وتم عرض أكثر من 180 ألف عنوان جديد في مجالات المعرفة والعلوم، كما شاركت السفارات بإرثها الثقافي بشكل أوسع ومكثف هذا العام، وقد حلّت سلطنة عُمان ضيف شرف للمعرض وشاركت بجناح خاص وبرنامج ثقافي منّوع يبرز التراث العماني الأصيل والإنتاج الفكري والأدبي، وقدموا مجموعة من العروض الشعبية والفنية، وقد افتتح المعرض معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية، بحضور سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة ووزير الثقافة والرياضة والشباب العماني السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد، والسيد جاسم البوعينين مدير معرض الكتاب وعدد من أصحاب السعادة والشيوخ والوزراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية وكبار المسؤولين والضيوف، وبالإضافة لدور النشر المحلية والعربية والعالمية ومسرح الندوات وآخر للصالون الثقافي ومسرح الطهي الذي يقدم ثقافة الدول من خلال المأكولات، تم تخصيص مساحة للأطفال حملت اسم دوحة الأطفال، وتم تقديم ورش عمل وفعاليات للأطفال إضافة إلى مسرح تقام عليه مسرحيات وبرامج ثقافية لهم، ودور نشر خاصة بإصدارات الأطفال، ويحتل الاهتمام بأدب الطفل حيزاً من معرض الكتاب سنوياً ويأتي هذا من إيمان القائمين على المعرض بأهمية غرس قيم القراءة والمشاركة والثقافة بأنواعها في الطفل الذي سيبني المستقبل والذي ضروري تسليحه بالمعرفة السليمة لينشأ محباً للمعرفة ومُطلعاً على الثقافات، لهذا كانت زيارة طلبة المدارس مهمة للمعرض ليكون الدور مكثفا بين الأسرة والمدرسة بتدريب الأطفال على زيارة المعرض وتنمية مهارات القراءة والمطالعة وربما الكتابة ليكون أحدهم مؤلفاً في المستقبل. .* تحية لكل القائمين على معرض الكتاب ووزارة الثقافة على التنظيم الراقي، المُنّوع، المختلف الذي جمع الأدب وكل فنون الثقافة، وبالإضافة إلى نتاج الأفكار المدونة في الكتب استمتعنا بالمعزوفات الموسيقية ولوحات الاستعراض الشعبية وتابعنا تفاصيل اللوحات الفنية للرسامين المبدعين وحضرنا حلقات النقاش للأدباء والشعراء والمثقفين، فكانت أياماً مُنيرة بالمعرفة والعلم والثقافة. سُعدت بمشاركتي في تقديم الجلسات وتدشين إصدارات المؤلفين في الصالون الثقافي الذي شهد تدشين كل الكتب الجديدة لهذا العام.
654
| 19 مايو 2024
بدعوة كريمة من الأمين العام للملتقى الإعلامي العربي الأستاذ ماضي عبدالله الخميس حضرت فعاليات الملتقى في دورته ال 19 الذي احتضنته دولة الكويت الحبيبة من الخامس إلى السابع من مايو 2024، تحت رعاية سمو رئيس مجلس الوزراء الكويتي بالتعاون والتنسيق مع وزارة الإعلام والأمانة العامة لقطاع الإعلام والاتصال في جامعة الدول العربية، وحلت دولة فلسطين ضيف شرف على فعاليات الملتقى، وتوافد على فعاليات الملتقى عدد من الإعلاميين الخليجيين العرب وصانعي محتوى وسائل التواصل الاجتماعي من كل الدول العربية حاملين ثقافات وخبرات متنوعة تم تبادلها من خلال الجلسات النقاشية وفي أروقة فندق فورسيزون الكويت الذي شهد هذا التجمع الثقافي والاعلامي الثري بالأسماء اللامعة، وتنوعت الجلسات النقاشية بين صناعة المحتوى بين رغبات المتابعين وجودة المضمون وبين تجارب الشباب في الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، والشهرة والتأثير، وبما أن دولة فلسطين كانت ضيف الشرف فكان الشأن الفلسطيني الحالي ووضع غزة متصدر المشهد في معظم جلسات النقاش كما تمت مناقشة موضوع فلسطين في مواجهة الإعلام مع معالي أحمد عساف المشرف العام على الاعلام في فلسطين بصحبة معالي زياد مكاري وزير الإعلام في لبنان، حيث أدار النقاش معالي سامي النصف وزير الإعلام الأسبق في دولة الكويت، وتنوع النقاش في الجلسات ليشمل متغيرات الاعلام، ونساء في واجهة الإعلام، وكانت من أكثر الجلسات إثارة، حيث دارت النقاش الاعلامية الكويتيية غادة الرزوقي مع كوكبة من الإعلاميات العربيات هن د. منى عبدالغني من مصر والإعلامية لجين عمران من السعودية، والإعلامية نادية الزعبي من الأردن، والإعلامية لانا مدور من لبنان، أما في جلسة مسارات ومهارات التغيير استمتعنا بحوار الأطباء المؤثرين د. حسام موافي من مصر الذي يقدم المعلومة الطبية بطابع ديني سهل ممتنع، ود. خالد غطاس من لبنان الذي يأسرك بهدوئه ود. كريم علي المُلهم بالغذاء الصحي، أما اليوم الأخير من الملتقى فقد تنوعت الجلسات بين صناعة المحتوى بين الترفيه والمسؤولية حيث تطرق الفنان والمنتج د. عبدالعزيز المسلم للعديد من المواضيع المؤثرة خاصة في كتابة الدراما، وفي الجلسة التالية تم مناقشة مؤسسات المجتمع المدني الصحفية والإعلامية تحديات وطموح حيث قدم الأستاذ سعد الرميحي رئيس المركز القطري للصحافة سرداً تاريخياً جميلاً عن تطور التواصل والإعلام كما قدم نصائح ثمينة للمقبلين على المجال الإعلامي ووصاهم بحب العمل والمحافظة على الشغف للتميز فيه، وبما ان ذكاء المستقبل عنوان الملتقى فتم تخصيص جلسة عن الإعلام والتكنولوجيا شارك فيها الرئيس التنفيذي من شركة زين للكويت السيد نواف الغربللي، والسيد غسان قسطة المدير العام الإقليمي لجوجل، وهاني الغفيلي رئيس مجلس إدارة مركز الاقتصاد الرقمي بالسعودية وأدار الحوار بتميز الاعلامي العماني يوسف الهوتي، وتميزت جلسة البرامج الحوارية بين شاشة التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي التي أدارها الاعلامي اللبناني رودولف هلال وشددت فيها الاعلامية د. بروين حبيب على أهمية البرامج التلفزيونية وصرحت بعدم قبولها بمصطلح الإعلام التقليدي حيث ما زالت الشاشة والاذاعة تتميز بالمصداقية وتتصف بالتزامها بالمعايير الأخلاقية الصحفية، وكانت الجلسة الأخيرة هي مسك الختام، حيث اكتضت القاعة بالحضور نظراً لأهمية الضيف والمحاور، فقد انفرد أمين عام الملتقى الاستاذ ماضي الخميس في محاورته للداعية المصري مصطفى حسني في وضع خطة طريق لكيف نستمتع بالحياة ضمن كل المغريات حولنا، كان حوارا راقيا، محفزا، ملهما، بسيطا وعميقا في الوقت نفسه، وخُتم اللقاء بدعاء حفته الملائكة بإذن الله للسماء ولم يغفل الداعية مصطفى حسني أهل غزة وفلسطين وضمنهم دعاءه. وبأمسية شعرية تضمنت شعراء من العراق والسعودية والكويت. اختتمت جلسات ملتقى الاعلام العربي لهذا العام في دورته التاسعة عشرة، تعرفنا على تجارب جديدة وصادفنا أسماء إعلامية ربما اثرت فينا إيجابياً والبعض ربما كانوا اقل من توقعاتنا، ولكن المكسب هو التواجد في مثل هذا الملتقى العربي المهم والذي تنفرد دولة الكويت فيه وتحافظ على إقامته، وكيف لا والكويت منبع الاعلام والثقافة والفن وحاضنة للمواهب ومُصدرة للإبداع؟. • تحية لكل القائمين على ملتقى الاعلام العربي على حرفيتهم ومهنيتهم في التنسيق والتحضير وحسن الاستقبال والكرم وفي مقدمتهم القائد الاستاذ ماضي الخميس الأمين العام لملتقى الاعلام العربي. • مزيداً من النجاح والتألق نتمناه للملتقى وكل الجهات المتعاونة والراعية له، فعلاً كان ملتقى ناجحا بكل المقاييس في شكله ومحتواه.
366
| 12 مايو 2024
ناقش مجلس الشورى المُوّقر الأسبوع الماضي في جلسته الأسبوعية موضوع تقنين صناعة المحتوى الإعلامي ونشره في المنصات الرقمية، وتناول عدة نقاط، منها عدم انضباط بعض صناع المحتوى قد يؤدي للإساءة لقيم المجتمع والهوية الوطنية، كما تناول قوانين الدستور التي كفلت الرأي العام ما لم تتجاوز ثوابت الدين والعادات والتقاليد الراسخة، كما أكد المجلس على خطورة الاستخدام غير المنضبط للمنصات وضرورة تقنين نشر المحتوى الرقمي، ووضع المجلس في الحسبان أن دستور البلاد والقوانين تُجّرم أي أفعال تضر بمصلحة الدولة والقيم الاجتماعية، وأن عدم وجود إطار قانوني أدى إلى جرأة البعض في طرح القضايا التي يطرحونها أو يقدمونها، واتفقوا على أن واقع صناعة المحتوى الإعلامي يتطلب ضوابط يلتزم بها الصنّاع من الأفراد والمؤسسات. ويتفق الأغلبية على أن التحكم في الفضاء المفتوح لشبكات التواصل الاجتماعي وما تتيحه من حرية في الطرح ربما يصعب تقنينه، خاصة أن لكل شخص ثقافته ومبادئه وأسلوب حياته والتي تدخل ضمن حرية التعبير التي يكفلها الدستور، ولكن بالتأكيد هناك ثوابت في المجتمع يصعب اختراقها، ومن هنا يمكن استخلاص تلك الضوابط التي تقنن صناعة المحتوى، مؤخراً انتشرت حسابات لبعض الناشرات غير قطريات ولكنهن قد يقمن في قطر أو خارجها ويضعن علم قطر في ملفاتهن التعريفية، وتتفاجأ عندما تظهر لك تلك الحسابات في المتصفح العام دون متابعة فعلية منك لهن، وتنصدم من عدم وجود محتوى فعلي بل ما يتم نشره ابتذال ويسيئ لنساء المجتمع القطري، لا نختلف على أن لكل منّا حريته في المظهر وفي طرح المواضيع وربما زيارة الأماكن العامة المحلية والخارجية وتغطيتها، ولكن بأدب ولباقة واحترام في المظهر، لكن ما نراه من البعض عدم التزامهن بالحشمة في المظهر، ويترددن على أماكن مشبوهة وغيرها من الأمور التي تستفز المجتمع القطري ولا يتقبلها، وأعتقد أن وضع بعض الضوابط قد يوقف تلك المهازل التي نشاهدها دون قصد منّا، خاصة وأن المتصفحات العامة تبرز مثل هذه الحسابات وفجأة تجد نفسك مذهولا وتتابع تلك الحسابات التي تجعلك تخجل من قلة الحياء التي تظهر فيها بعض النساء سواء كن مقيمات في قطر أو خارجها، ناهيك عن بعض المستخدمين والناشرين لمحتوى شاذ من الجنسين وعرض يومياتهم بطريقة مقززة، وهنا تكمن مشكلة أخرى فإذا ما تم وضع ضوابط للناشرين في قطر مهما كانت جنسياتهم فكيف يمكننا وقف التعرض لباقي التفاهات التي تعرضها تلك الشبكات، وقد يتحكم في نفسه البالغ والمثقف ولكن كيف يمكن السيطرة على المراهقين من التأثر بالمحتوى الهابط الذي يعرضه البعض والذي لا تحكمه الأخلاق ولا القيم، ومؤخراً وبالصدفة مر عليّ فيديو من احد برامج التواصل الاجتماعي الذي يُقبل عليه الصغار والمراهقون وكان هناك تحد بين شابين يبثان مباشرة عبر ذلك البرنامج، وكان التحدي في التعّري من الملابس مقابل الحصول على نقاط أكثر ولم يتردد أحدهما في التجرد من ملابسه أمام الملأ من المتابعين في سبيل الانتصار والحصول على أعلى نقاط يتم تحويلها لمبالغ فيما بعد، فأين الأخلاق والقيم وأين المحتوى المُقدم من ذلك؟! وهناك أمر آخر وهو فضول البعض الذي يجعلهم يتابعون مثل تلك الشخصيات التي تقدم محتوى غير لائق وربما لا تستهويها الحسابات الهادفة أو المحافظة أو التي تقدم مضمونا هادفا أو توعية، فنجد أن فضول البعض يدفعهم لمتابعة حسابات تنشر تفاصيل حياتها الدقيقة وأوضاعها الحميمية والملابس الساخنة وسهراتها الماجنة وغيرها مما يزيد من وجودها في الترند، ويساهم القائمون على تلك البرامج في إبرازهم ليصل إليهم أكبر عدد ممكن من المتابعين!. أنا أتفق مع وضع الضوابط كتلك التي درسناها في المجال الإعلامي والتي تفرض الأخلاقيات على الصحفيين والإعلاميين، ولكن أتساءل كيف سيتم تطبيق ذلك؟ وكيف سيتم تحديد كفاءة المحتوى؟ وكيف يمكن حصر مقدمي المحتوى أصلاً. وهل ستكون هناك جهة مُتفرغة لمراقبة المحتوى وما هي معاييرهم؟ وهل سيكون هناك دستور أو بنود قانون واضحة في ذلك أم ستكون فضفاضة وتخضع للمزاجية؟ وهل سيتم منع استخدام علم قطر في ملفات التعريف لغير القطريين مثلًا؟ وماذا عن المحتوى المُخل الذي يصلنا من الدول الأخرى وكيف يمكن التحكم به؟! الموضوع مُعقد في عصر الفضاء المفتوح، والثقافات المتنوعة في بلد واحد، وإذا ما تم فرض استخراج تصاريح لنشر المحتوى للسيطرة على الوضع ما هي المعايير لذلك؟ ومن يحق له ومن لا يحق له؟ مع العلم بأن الصحفيين ليست لديهم بطاقات تعريفية لمزاولة مهنة الصحافة، وكل من هب ودب أصبح إعلامياً!. التمسك بالدين والأخلاق والتوعية من الأهل والمدرسة والمجتمع أمور مهمة وهي التي تجعل الفرد واعياً لكل ما يتعرض له من محتوى وتجعل ناشر المحتوى يُقيّم ما يجب نشره من عدمه! الانفلات الأخلاقي الذي نشهده عبر بعض الحسابات في شبكات التواصل الاجتماعي يشعركَ بانحدار الأخلاق وانهيار القيم وضياع الحياء، فكل الأمور أصبحت متاحة ومقبولة وللأسف أن تلك الحسابات الشاذة يتهافت عليها كثير من المتابعين وتحصل على نجمة التوثيق بسهولة!.
462
| 05 مايو 2024
هل تعتقدون أن بعض من يتقلدون المناصب (بالصدفة) يتساءلون إن كانوا يستحقون المنصب مهنياً فعلاً؟ وهل لديهم المقومات الكافية لهذا المنصب؟ أو أن الصدفة والمحسوبية وربما الواسطة هي التي أوصلتهم لهذا المنصب الفضفاض عليهم؟. وطبيعي أن يسعى الكل إلى تَقلد المناصب بأي شكل كان ومهما كان الثمن، وألا يملك المؤهلات لذلك المنصب ولا الخبرة الكافية لكنه (يَحشر) نفسه ليستحوذ على المنصب، وتلعب المحسوبية والوساطة وأحياناً العلاقات الاجتماعية والصداقة دوراً في ذلك، لذلك نجد بعض من يشغلون مناصب مهمة ليسوا بكفء لها وهي أكبر بكثير من إمكانياتهم وخبراتهم وهذا ما يجعلهم يتخبطون في إدارتهم، وعندما يتخبط المسؤول يضيع الموظفون بين قرار والآخر، فنجدهم يصدرون قرارات غير مدروسة نابعة عن مزاجية أو رأي أحدهم ممن ينقصه الخبرة أيضاً، وبعدها يتم التراجع عن ذلك القرار ليتم استبداله بقرار آخر يناقض الأول، ناهيك عن التفنن في اتباع سياسة «فرق تَسد»، فنجد المسؤول يُقسم الموظفين إلى مجموعات ويشحنهم على بعض ويحاول تشويه سمعة فلان على حساب فلان ويشعر كل موظف بأنه الأقرب له وأن الآخر مكروه وغير مهني وأنه الأقرب للإدارة، فتنشأ العداوات والبغضاء بين الموظفين بسبب الإدارة الفاشلة التي لا تتردد في التخفي وراء الموظفين وتحملهم الأخطاء والقرارات الفاشلة ولا تحاول تحمل المسؤولية في حالة الخطأ، في حين تنسب لها النجاح دون أدنى تفكير في الموظفين وإنجازاتهم وتقدير مهامهم. عندما تكون الإدارة متخبطة وغير مستقرة وتتعامل بمزاجية وتسمح للتدخلات الخارجية وتفتح أذنها لكلام الواشين فإن ذلك ينعكس على البيئة العامة في العمل ونجد أن الموظفين يدخلون مرحلة التوجس من الآخرين ويدب الشك فيما بينهم على بعض، وتنعدم الثقة وتقل دافعية العمل ويُقتل الإبداع ويكثر الإحباط، فقد يتم الموافقة على مشروعك وتبدأ في العمل فيه ولكن يتقلب مزاج المسؤول فتذهب أحلامك مع الريح، وتعود لنقطة الصفر، عندما تكون الإدارة غير واعية لنوعية عملك فإنها تفرض عليك مهام لا تناسبك، وتخلق بداخلك التردد ويتبدد لديك الطموح، فتنهار المؤسسة من الداخل وينخر السوس كل ارجائها نظراً لسوء الإدارة. وأخطر ما قد يواجه الإدارة الفاشلة الشخصيات الوصولية، التي تتقرب من الإدارة وتتعرف على نقاط الضعف لديها، ومن ثم تقتنص الفرص لعزل المسؤول عن كل من يحاول التواصل معه ليكون هو في الواجهة ويقوم بمهام المسؤول فيسحب الصلاحيات مع الأيام ليتهيأ للإحلال مكانه، قد يعتقد البعض أن ذلك ذكاء مهني ولكن للأسف هذه الوصولية بعينها وخيانة للأمانة وانعدام للنزاهة، فالحق أن تصل بخبرتك وبمعاملتك الطيبة وبتسلسل إداري نظيف وأن تكون أول أولوياتك مصلحة المؤسسة وتهيئة البيئة الصحية للموظفين ليعملوا في جو من الود والألفة والتعاون والتنافس الشريف ودون ذلك فإن الإدارة فاشلة مضموناً وإن كانت ناجحة في خلق جو من الخوف والرهبة وانعدام للثقة في بيئة العمل. • قطر تستحق الأفضل من أبنائها، فهل تأملتم هذه الجملة بمراعاة ضمائركم أثناء قيامكم بواجباتكم دون استغلال للسلطة ومترفعين عن الفساد. • عندما تتقلد منصبا وأنت لا تمتلك المقومات الوظيفية له بشكل دقيق، سلّح نفسك بالخبرات في المؤسسة، وطور من نفسك ومن معلوماتك ولا تتشبث برأيك وتتعامل مع الموظفين بفوقية، بمعنى (لا تتفلسف وأنت مو فاهم أصلاً)!.
1575
| 28 أبريل 2024
يُعّرف السلوك بما يظهر للناس من عمل وتصرفات، في حين تُعّرف الأخلاق بالقواعد والمبادئ التي يتربى عليها الشخص أو ما يضعها لنفسه ويلتزم بها، والأخلاق هيئة راسخة في النفس، يصدر عنها العديد من الأفعال بشكل سهل ومُيسر دون الحاجة للتفكير، ومعظمنا تربى على الأخلاق الإسلامية السمحة والتي تتصف باحترام الآخرين ومعاملتهم معاملة طيبة كما قال الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ( إنمّا بُعثتُ لأتمم صالح الأخلاق) وهو دليل ثابث على أهمية التمسك بمكارم الأخلاق في التعاملات البشرية، كما تعتبر الأخلاق أساس بقاء الأمم وهي المؤشر على انهيار الأمة بقوله تعالى: ( وَإِذا أَرَدنا أَن نُهلِكَ قَريَةً أَمَرنا مُترَفيها فَفَسَقوا فيها فَحَقَّ عَلَيهَا القَولُ فَدَمَّرناها تَدميرًا)، وللأخلاق أقسام فمنها ما هو غريزي وهي التي فُطر عليها الإنسان، ومنها مُكتسب وهي التي يكتسبها الإنسان عن طريق التعود وما يتعلمها من البيئة التي يعيش فيها، وكلما كانت البيئة سليمة وتتصف بسمو الأخلاق كلما أثر ذلك على أخلاق وسلوك الإنسان، وغالباً ما يتأثر سلوك الشخص بأهله أو أصدقائه المقربين، فإذا ما اتصفوا بالاحترام والأخلاق الحميدة تأثر بها الشخص والعكس صحيح، والسلوكيات التي تعكس الأخلاق كثيرة وهي التي تحدد صفاتنا ومدى قبول الناس لنا من عدمه، فمثلاً الأخلاق الحسنة تظهر على الطّلاب في المدرسة والجامعة من خلال تعاملهم مع مدرسيهم وزملائهم، كذلك بالنسبة للموظفين كلما اتسّم الشخص بالبشاشة وطيب التعامل والاحترام كلما وجدَ قبولاً من بقية الموظفين، أمّا البعض ممن يتصفون بالعدوانية وسوء الألفاظ مع غيرهم ومن يؤذون الموظفين ويتطاولون عليهم فهم يعكسون أخلاقهم السيئة ونواياهم غير الشريفة من خلال سلوكياتهم مع الآخرين، وربما تؤثر عدة عوامل على السلوكيات السلبية منها الاضطرابات والمشاكل النفسية والاجتماعية بالإضافة إلى انعدام المبادئ الصالحة وبالتالي انحلال الأخلاق. تصرفاتنا في الحياة العامة مع الآخرين تعكس أخلاقنا، ودائماً ما نتأثر بالانطباع الأول عندما نرى شخصًا للمرة الأولى، فإما أن يفرض احترامه علينا ونُعجب بدماثة أخلاقه وحُسن سلوكه أو ننفر منه ونأخذ انطباعاً سلبياً عنه، لذلك مهم الانتباه لسلوكياتنا في الأماكن العامة فحتى لو كُنا عابرين ولن نلتقي بمن التقينا بهم فضروري أن نترك إنطباعاً جميلاً عنّا بابتسامة صادقة أو كلمة طيبة أو تَصرف حسن فذلك يظهر مدى احترامنا وطيب أخلاقنا التي تربينا عليها وتعطي انطباعًا عن بيئتنا التي تربينا بها، فالمقابل من يتصرف بغوغائية أو يفرد عضلاته بالصوت العالي والتصرفات غير المدروسة أو يقلل من احترام الآخرين يعطي صورة سيئة عن أهله وبيئته التي لم تُحسن معاملته، يجب أن نحسب سلوكياتنا دائماً ونقيم أن كان هذا السلوك ملائما أم لا، فمثلاً جلستنا في الاماكن العامة كالمقاهي والمطاعم والحدائق والسيارات والطيارات يجب أن تعكس احترامنا لنفسنا وللآخرين، وأذكر هنا أحدهم الذي جاورني في مقعد الطائرة كيف مدد ساقه أمامي دون احترام وكأنه جالس في المنزل، ولم يحترم خصوصيتي كامرأة وبدون أي أخلاق ظل طول الرحلة وحمداً لله كانت قصيرة ممدداً ساقه وقدمه في وجهي لدرجة أنه كان يحجب مرور مضيفة الرحلة لخدمتي، سلوكه أعطاني انطباعا سلبيا عنه لا يُنسى، كذلك تلك السيدة التي تصرخ على طفلها في المجمع التجاري دون مراعاة للمارة من الناس بل وتقذفه بعبارات خارجة عن الأخلاق ولا يجب أن تصدر من أم تجاه أطفالها لأنها ستورثهم هذه الصفات السلبية بالتأكيد، ولو جلستَ في مكان عام وتأملت الناس سيظهر لك ذو الأخلاق الحميدة والعكس من خلال سلوكياتهم! • أنت لا تعيش بمفردك في العالم لذلك لابد أن تحسب حساب الآخرين، وتتصف بالأخلاق الرفيعة لتترك انطباعاً إيجابياً عنك، فالمعاملة والكلمة الطيبة والابتسامة واحترام نفسك والآخرين وعدم الترفع على النفس ومعاملتهم بغرور وتعال، والنظافة العامة في المظهر تترك أثراً إيجابيا عنك والعكس سبب لنبذك وترك الانطباع السلبي عنك بالتأكيد! • كونوا قدوة حسنة لأبنائكم وعلموهم مكارم الأخلاق، وحسن التصرف في البيت وفي الأماكن العامة، فالتعود على السلوك السليم يعزز مبادئهم ويكسبهم الأخلاق الحميدة!
1953
| 21 أبريل 2024
يُعرف التحول الرقمي بالعملية التي تطبقها المؤسسات لدمج التكنولوجيا الرقمية في جميع مجالات الأعمال، وتُغير هذه العملية بشكل أساسي الطريقة التي تقدم بها المؤسسات القيمة للعملاء، وذلك لتقديم تقنيات رقمية مبتكرة لإجراء تحولات ثقافية وتشغيلية تتوافق بشكل أفضل مع متطلبات العملاء المتغيرة، وبعد تجربة جائحة كوفيد -19 أصبح العالم في حاجة ماسة للتحول الرقمي في تعاملاته لتتم تنفيذ الإجراءات والمهارات والتقنيات الجديدة للحفاظ على القدرة على المنافسة في عالم التكنولوجيا دائم التغيير. ونلاحظ مؤخراً أن أغلب التعاملات تحولت رقمية، وهيمنت التكنولوجيا على حياتنا، ففي المدرسة أصبحت الواجبات المدرسية إلكترونية، والتعاملات المالية كذلك واستغنى كثير منا عن حمل العملات الورقية، التسوق اصبح إلكترونيا، وحتى التهاني الاجتماعية تحولت لإلكترونية والهدايا من متاجر إلكترونية، وبالتأكيد أن الكتب تأثرت ودخلت العالم الرقمي، وكثير من الكتب تم تحميلها على الانترنت، وبعض المؤلفين استغنوا عن طباعة الكتاب واكتفوا بنسخة إلكترونية منه، ولكن ما مدى حفظ الحقوق الأدبية في كل ما يُنشر إلكترونياً سواء منتجات، كتب وأفكار، فعدم وجود قانون دقيق للجرائم الإلكترونية يسهل عملية النسخ واللصق في كل الأمور والمشاريع المعروضة في منصات التواصل الاجتماعي، ويصل ذلك حتى للمواضيع التي يطرحها المؤثرون في منصاتهم فنجد أن البعض يستوحي فكرة أحدهم ويطرحها بشكل آخر، كما أن البعض يقتبس كلمات وخواطر وقصائد غيرهم بدون الرجوع إليهم ولا حتى الإشارة إليهم، وبعض المواقع تستخدم بعض الصور للإعلانات على اعتبار أنها صور منشورة في الانترنت وبالتالي مُباح استخدامها، وكذلك الحال بالنسبة لمؤلفي الكتب فمتى ما تم تحميل الكتاب على الإنترنت لابد من تقبل فكرة تناقل الكتاب وتصوير صفحاته والاقتباس منه دون الإشارة للمؤلف، وهذا هو احد الفروق بين الكتاب الإلكتروني والكتاب الورقي، وينقسم القراء بين مؤيد للكتاب الإلكتروني والكتاب الورقي، وقد حضرت نقاش حول هذا الموضوع في حفل تدشين دار نشر نبراس الأسبوع الماضي، وهي دار نشر حديثة لها أهداف معرفية وثقافية وتعتزم أن تحدثاً حراكاً ثقافياً متنوعاً بالإضافة لطباعة الكتب ونشرها، وعندما أُثير موضوع الكتاب الإلكتروني تباينت اللآراء فبعض الحضور أكد على أهمية الكتاب الرقمي أو الالكتروني وأنه أكثر سهولة في الاستخدام ويمكن التفاعل مع الصفحات كما أنها أرخص من الكتب الورقية، ويمكن الحصول إليها بسرعة ويسر، ونظراً لكونه إلكترونياً فيمكن قراءته عن طريق الهاتف الذكي أو الأجهزة اللوحية، وعلى خلاف ذلك يرى البعض أن الكتاب المطبوع له قيمته وسحره أثناء التصفح، كذلك يمكن حمله بسهولة أثناء التنقل والسفر ولا يستهلك شحن كالاجهزة الذكية، كذلك يمكن تدوين الملاحظات بسهولة على هامش الصفحة والقراءة لا تجهد العين كأشعة الهواتف الذكية، كما أن وجود المكتبة في البيت وإتمام قراءة الكتب يُشعرك بالإنجاز وأهمية المعرفة، وتؤكد بعض الدراسات التي صدرت عن جامعة ماكويري في استراليا أنه وبالرغم من رواج الكتب الإلكترونية إلا أن الكتب الورقية ما زالت في الصدارة بنسبة 45% بالمقارنة بـ 35% للكتب الرقمية، كما استمرار قيام معارض الكتاب الدولية والإقبال الجماهيري عليها يؤكد على أهمية الكتب الورقية ورواجها وأن كانت أسعار الكتب مرتفعة إلا أن الأغلبية يحرصون على اقتنائها كما أنها فرصة للقاء الكاتب ومحاورته في أفكاره واتجاهاته الأدبية، وقد شهد معرض الدوحة للكتاب عام 2023 إقبالاً منقطع النظير وشارك أكثر من 500 ناشر من 37 دولة، ناهيك عن الإقبال على الندوات والورش المصاحبة والجلسات الحوارية، وتم تدشين ما يقارب 198 كتابا ورقيا ولهو دليل على أهمية الكتب الورقية. ويعيش القراء والمؤلفون حالة من الترقب لمعرض الدوحة للكتاب والذي ستشهده الدوحة شهر مايو القادم، لما للكتاب من أهمية للمثقفين، كما أن دور النشر المحلية تستعد لنشر إصداراتها الجديدة ونتمنى لهم التوفيق في نشاطاتها الأدبية والثقافية.
549
| 07 أبريل 2024
مساحة إعلانية
كثير من المراكز التدريبية اليوم وجدت سلعة سهلة...
5355
| 06 أكتوبر 2025
في الآونة الأخيرة برزت ظاهرة يمكن وصفها بـ...
4743
| 02 أكتوبر 2025
تجاذبت أطراف الحديث مؤخرًا مع أحد المستثمرين في...
4209
| 05 أكتوبر 2025
في زمن تتسابق فيه الأمم على رقمنة ذاكرتها...
1806
| 07 أكتوبر 2025
لم يكن الإنسان يوماً عنصراً مكمّلاً في معادلة...
1506
| 08 أكتوبر 2025
قبل كل شيء.. شكراً سمو الأمير المفدى وإن...
1353
| 08 أكتوبر 2025
في الوقت الذي كان العالم يترقب رد حركة...
1023
| 05 أكتوبر 2025
لسنا متشائمين ولا سلبيين في أفكارنا وتوقعاتنا ولكن...
906
| 03 أكتوبر 2025
التوطين بحاجة لمراجعة القوانين في القطــــاع الخـــــاص.. هل...
795
| 05 أكتوبر 2025
كم مرة قلت «نعم» في العمل بينما في...
783
| 02 أكتوبر 2025
المحاولات التي تتكرر؛ بحثا عن نتيجة مُرضية تُسعد...
729
| 07 أكتوبر 2025
الإنسان لم يُخلق ليعيش وحيداً. فمنذ فجر التاريخ،...
720
| 06 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل