رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

أمل عبدالملك

[email protected]
@amalabdulmalik

مساحة إعلانية

مقالات

2055

أمل عبدالملك

لكل مكان لباس

23 يونيو 2024 , 02:00ص

دائماً ما نقول لكل مقام مقال ونقصد فيها أن وجودنا في موقف معين يحدد مسار كلامنا واختياراتنا للموضوعات ومناقشتها مع الآخرين، فمثلاً من غير اللائق إلقاء النكات والطرائف في اجتماع رسمي لشخصيات بارزة أو قيادية، أو طرح مواضيع حادة للنقاش في عزاء مثلاً أو عند زيارة مريض في المستشفى، فيجب اختيار المواضيع حسب الموقف أو المكان الذي نزوره والأشخاص الذين نلتقي بهم، كذلك الحال بالنسبة للملابس فلكل مناسبة الملابس التي تليق بها، بل لكل جسم ملابسه الملائمة أيضاً، فما يُلبس في الاحتفالات والاجتماعات الرسمية مختلف عن تلك الملابس التي نرتديها في حفلات الأعراس العائلية أو حفلات التخرج والميلاد وغيرها، وهي مختلفة عن الزيارات العادية وكذلك مختلفة عن الملابس اليومية التي نرتديها للخروج لقضاء الاحتياجات أو ممارسة الرياضة وغيرها، ولارتداء الملابس إتيكيت وفن وبالتأكيد أن الملابس تعكس ذوق الشخص أولاً وتظهر جوانب شخصيته ومدى اهتمامه بشكله، فمعظم الناس يحكمون على الآخرين من خلال شكلهم وملابسهم، فإذا ما كانت الملابس نظيفة ومرتبة وملائمة للمناسبة أو الموقف كلما أعطى الشخص انطباعاً إيجابياً عن نفسه والعكس صحيح، فنجد مثلاً بعض الرجال قد يذهب أحدهم للمسجد لأداء الصلاة بملابس البيت أو غير مُهندم وهذا يعطي انطباعاً سلبياً عنه خاصة وأنه في بيت من بيوت الله، من جهة أخرى تبالغ بعض النساء خاصة في فصل الصيف في التعرّي فتلبس لباسا ربما مخصصا للبحر (مثل الشورت والتوب من غير أكمام) في المجمعات التجارية والمطاعم خاصة في دولة مثل قطر تهتم بالعادات والتقاليد وتعتز بالهوية الإسلامية العربية، كذلك بعض البنات المترددات على المجمعات يبالغن في الملابس والمكياج وربما تجد أن رموشها تسبقها في المشي وبالكعب العالي وللحظة تشعر أنها ستتعثر أمامك، الحال نفسه بالنسبة للبعض في مقر وظائفهم تجدهم يبالغون في (الكشخة) وكأنهن في تحدٍّ لعرض الماركات والمجوهرات!

البعض في الحفلات النسائية يرتدين ملابس لا تتناسب مع أعمارهن، شكل أجسامهن، فيتسببن بتشوه بصري للأخريات المجبرات على مشاهدة تلك الملابس غير اللائقة شكلياً وجسمانياً، وفي المجالس الرجالية قد تتشابه الملابس (الثوب الأبيض) ولكن يظهر الهندام في نظافة الثوب والحذاء أو النعال (أجلكم الله) والغترة، فالبعض للأسف لا يكون ثوبه نظيفا وغترته صفراء وذات رائحة غير محببة مما يعطي انطباعاً سيئاً عن الشخص بل وعن نساء بيته اللآتي سمحنَ له بالخروج بهذه الطريقة غير المهندمة سواء كانت أما أو أختا أو زوجة!

الملابس إحدى أهم الأساسيات التي لابد من اختيارها بحرص وعناية، لأنها تعكس جمال المظهر الخارجي وتُعبّر عن الذوق العام للشخص وتؤثر على الثقة بالنفس، ولا يهم إنفاق مبالغ خيالية على الملابس بقدر ما هو مهم الذوق الرفيع واختيار الملابس المناسبة لكل زمان ومكان، وأن تكون ملائمة للعمر وتعكس ثقافته وعاداته، وأن تناسب لون بشرته وأن تكون الألوان نفسها متناقسة، والأهم تلائم شكل الجسم ووزنه!

وللسفر أيضاً ملابسه المناسبة حسب طبيعة وطقس البلد، فالمدن البحرية تختلف ملابسها عن المدن الداخلية والعواصم الكبرى، وألوان ملابس النهار تختلف عن ألوان الليل والجينز الذي ممكن أن يكون لبسا عمليا لطول اليوم لا تقبل به بعض المطاعم الراقية، لذلك لابد من التدقيق في اختيار الملابس أثناء تحضير شنط السفر ومراعاة الذوق العام للبلد وطبيعته!

لتكن ملابسك متسقة مع شخصيتك وأخلاقك وتعكس هويتك وثقافتك، ولا تجعلها أغلى من أخلاقك فينبهر الناس لخارجك ويُصابون بالخيبة بعد الحديث معك!

مساحة إعلانية