رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

أمل عبدالملك

[email protected]
@amalabdulmalik

مساحة إعلانية

مقالات

855

أمل عبدالملك

التغيير المفاجئ

30 يونيو 2024 , 02:00ص

دائماً ما نردد «اللهم اكفنا شر تقلب القلوب، أو ثبت قلوبنا على طاعتك» وبما أن الله تعالى ورسوله الكريم ذكرا هذا الأمر وأوصيانا به، فهذا دليل قاطع على أن القلوب قابلة للتغير، وبالتالي النفوس أيضاً وربما المثل الشهير بأن «الفلوس تغير النفوس» إثبات على أن البعض تتغير نفوسهم وأطباعهم ربما من زيادة المال أو تقلد المناصب أو شهرة وغيرها من الأمور، وغالباً التغيير جراء هذه الأسباب عادة ما يصيب ضعاف النفوس أو كما نطلق عليهم أحياناً حديثي النعمة، فالبعض يتأثر نفسياً بكل الامتيازات التي تنهال عليه فتحدث تغيرات في شخصيته وغالباً ما تكون سلبية، فنجده يصبح حاد الطباع مع الآخرين وربما اصدقائه، كذلك يضع حواجز بينه وبين الناس قد تصل لأهله، البعض يتلبس القسوة وسلاطة اللسان وتجده يختلق المشكلات مع كل من حوله، بل ويتعمد أذى المقربين منه الذين يتعامل معهم بفوقية وعصبية تصل لعدم الاحترام، وبذلك يخلق عداوات لنفسه من أقرب المقربين إليه، فيعيش منبوذا ومكروها ويتمنى الناس زوال النِعم عنه لأنه لم يكن أهلًا لتلك الامتيازات التي ربما حصل عليها بالمؤامرات والطرق الملتوية وكأن كره الناس له عقاب الله العادل.

نكرر الأدعية لنتقرب من الله فيبعدنا عن تلك النفوس المتغيرة الضعيفة غير السوية في الوقت نفسه لنقي أنفسنا من هذا التغيير فجهاد النفس من أصعب الأمور التي يمر بها الإنسان، فأن تبقى متزناً لا تغريك حياة الآخرين، ولا تنصاع لظاهرة الـ «ترند» وتبقى متمسكاً بدينك وأخلاقك في عالم أصبح يُبيح كل ما يخدم مصلحته، وأن تكون لديك مبادئ لا تقبل التنازل مهما كانت الإغراءات فكل ذلك من أصعب الأمور التي يمكن أن تجاهد نفسك عليها وتتصارع داخلياً بسببها، وربما تخسر الكثير ولكن إن كانت نفسك طيبة وتضع الله نصب عينيك فحتماً الله سينصرك وسيمدك بالقوة التي تحتاجها حتى لا تنجرف للتيارات الخاطئة والسلبية.

لو تأملت حولك ستكتشف عددا من الأشخاص الذين غيرتهم ظروف الحياة ولكن للأسف للأسوأ فكنت تعتقد بطيبتهم ولطف أخلاقهم ولكن تحديات الحياة وظروفها كشفت لك مدى انانيتهم المدمرة وافتقارهم للمبادئ وعدم حفظهم للعشرة والمعرفة، بل رغم كل معروف قدمته لهم لم يترددوا في أذيتك والعبث بسمعتك وتسريب تفاصيل حياتك، فهذه الأشكال تخلق لديك أزمة ثقة في بقية الناس وترفض دخولهم في حياتك حتى لا تُصاب بخيبة أمل من جديد.

البقاء على المبادئ ومراعاة الله في كل التعاملات وحفظ العِشرة ورد الجميل الطيب وترك الأثر الإيجابي من أهم ما يجب أن يعمل عليه الإنسان وهو من المكاسب الاجتماعية والتي تؤجر عليها بإذن الله، ولن يكون الأمر بالهين ولكن إذا كان أساس الشخص طيبا، وتم تربيته بطريقة صالحة وفي ظروف سوية وصحية فإنه حتماً سينشأ إنساناً متزناً محباً للخير، يتجنب أذى الناس ويحرص على طيب سمعته ويتفاخر بمحبة الناس له، فنحن لا نحتاج إلا التقدير، المحبة الخالصة، تبادل المشاعر، الطيبة والتعبير عنها بالكلام المؤثر، وذلك ليس بصعب إلا لمن عاش يحمل حقداً وغيرة في قلبه لذلك تنازل عن المبادئ لتفريغ طاقة الكره على الآخرين.

اقرأ المزيد

alsharq قطر عنوان الدبلوماسية الهادئة

في زمنٍ تتنازع فيه القوى الإقليمية والدولية على النفوذ السيادي وتغيب فيه لغة العقل أمام صخب المصالح تبرز... اقرأ المزيد

156

| 12 أكتوبر 2025

alsharq الحوار الشامل بين السودانيين ما الذي يعطله؟

المنطق يحتم على السودانيين باختلاف انتماءاتهم العرقية والجهوية وبصفة خاصة النخب السياسية والأكاديمية منهم أن يتدبروا أمرهم جيداً... اقرأ المزيد

141

| 12 أكتوبر 2025

alsharq تشريع الارتقاء بالحياة

في خطوة نوعية تعكس رؤية القيادة الرشيدة في بناء مجتمع متماسك ومتوازن، صادق حضرة صاحب السمو الشيخ تميم... اقرأ المزيد

207

| 12 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية