رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
بالفعل لقد أسعد قرار المجلس الأعلى للتعليم تعريب بعض المقررات الجامعية وإلغاء البرنامج التأسيسي الذي دوّخ الكثير من الطلبة، كما أدخل هذا القرار البهجة والسرور على العديد من الأسر التي كانت تتخوف من وجود عقبات في طريق أبنائها إلى الجامعة بسبب وجود اللغة الانجليزية وتدريس جميع المواد بهذه اللغة التي قد لا يجيدها جميع الطلبة، مما قد يضعف المعدل ويؤثر على مستوى الطلاب، والذي أخرج العديد منهم من الجامعة متوجهين إلى كلية المجتمع وكليات أخرى سواء داخل البلاد أو خارجها، ومنهم من اضطر للعمل بعد حدوث ما يشبه الصدمة لهم. ولا شك أن إلغاء نظام البرنامج التأسيسي الذي يأخذ سنوات من عمر الطلبة، وقد يسيء إليهم أكثر مما يفيدهم، خاصة أن بعض هؤلاء الطلبة متفوقون وقادرون على الاندماج في الجامعة دون الحاجة إلى مثل هذا البرنامج، وهذا ما يؤكده ما كان يدرسه الطلبة من قبل دون الحاجة إلى هذا البرنامج، وقد تخرجوا في الجامعة وأصبحوا قادة الرأي وقادة العمل في المجتمع، وخرجت كفاءات ومواهب، دون اضطرارهم للدراسة في التأسيسي، وجامعة قطر العريقة قد خرجت الكثير من الطلاب والطالبات الذين درسوا باللغة العربية، خاصة المواد الأدبية التي لا تتضمن المصطلحات العلمية، وهم الذين في مقدمة من يقود مسيرة التنمية في الدولة. واللغة الانجليزية لا تحتاج إلى معجزة لتعلمها، فهناك العديد من المعاهد والمكاتب التي تعلم هذه اللغة، كما أن التعامل اليومي مع من يتحدث بها، يطور مهارات الموظف ويزيد من قدراته فيها. ولا شك أن الكليات التي سوف تعرب بها المناهج والمقررات، تحتاج إلى اللغة العربية، خاصة الإعلام والقانون، فالصحافة لدينا بهذه اللغة الغالية، والترافع في المحاكم باللغة العربية كما أن العمل في مجال الشؤون الدولية يحتاج إلى اللغة العربية التي هي لغتنا وهويتنا التي شرَّفنا الله عز وجل بها، وجعلنا خير أمة أخرجت للناس. واللغة الانجليزية لغة ثانية، لا أحد يقلل من أهميتها في الكثير من الأعمال وتعامل الناس مع الغير، ولكن لابد من حفظ الهوية العربية، وإعادة المكانة المهمة للغة العربية كلغة أولى وأساسية لتعليم الأجيال، خاصة أنها لغة القرآن الكريم الذي أنزله الله تعالى للعالمين، ودين الإسلام هو الدين عند الله عز وجل. ولقد تعرضت اللغة العربية للأسف للكثير من الإهمال سواء في التعليم أو بعض الأعمال وأصبح التعامل بها نادراً، واعوج لسان الكثير من الأبناء من كثرة رطنتهم باللغة الانجليزية، خاصة مع وجود العمالة المنزلية التي يتعامل معها هؤلاء الأبناء بشكل دائم أكثر مما يتعاملون مع أهاليهم، بل ان هؤلاء الأهالي بدأوا في الإصرار على أبنائهم للتحدث باللغة الانجليزية فيما بينهم. والحمد لله أن أدرك المسؤولون أخيراً أهمية هذه اللغة وأهميتها في التعليم والعمل، وعلموا ألا يصح إلا الصحيح. إن الدراسة باللغة العربية في بعض كليات الجامعة قرار حكيم، على أن تبقى الكليات العلمية تدرس باللغة الانجليزية، خاصة أنها تعتمد كثيراً على المصطلحات العلمية، ويتعامل الخريجون منها بهذه اللغة في مجال تخصصهم. ونأمل أن يطور هذا القرار من قدرات الأبناء ويزيد من اجتهادهم.
425
| 29 يناير 2012
نعتقد أنه حان الوقت لأن يعود اسم وزارة التربية والتعليم إلى المؤسسات التعليمية، وأن تكون التربية وتأسيس الفرد وتكوينه على المبادئ الأخلاقية وتعليمه كل ما يمتد إلى الفضائل بصلة وعلى رأس ذلك القيم الدينية الراسخة والدائمة وقيم المجتمع وأعرافه التي لا يمكن أن تتغير مهما طرأ عليه من تطور وازدهار. ولا تكون التربية فقط والتعليم لتلك المبادئ والأعراف مقتصرين على الطلاب والطالبات، بل أن يشملا أيضا الهيئة التعليمية والإدارية التي هي سوف تشرف على الجيل الذي يدرس ويتعلم في المدارس. فمهما بررت المشرفة الفاضلة من حجج حول اصطحاب الطالبات في رحلة كشفية دون علم الإدارة، فهذا الأمر ليس صحيحاً ولا يمكن قبوله، فالواجب ألا تكون هناك خطوة أو بادرة يقوم بها أحد تجاه الطلاب أو الطالبات إلا والإدارة على علم بها لأنها هي المسؤولة في الأول والأخير فكيف يخرج باص من المدرسة، وتنتقل الطالبات إليه من المدرسة بعد توصيل أولياء أمورهن إليها وهم في ثقة أن هؤلاء الطالبات في أيد أمينة، وكيف تتم رحلة كشفية دون وجود أي مسؤول كشفي من المجلس الأعلى للتعليم أو الوزارة. لا يمكن أن نشكك في أخلاقيات وكفاءة المشرفة ولكن هذا لا يبيح لها أن تتصرف بهذا السلوك دون العودة إلى القائمين على العملية التعليمية والإدارة، وكيف يتم اصطحاب الطالبات في تلك الرحلة دون وجود ضمانات لكيفية الإقامة وترتيبات الكشافة مما يضطر المشرفة لاصطحابهن إلى عزبة خاصة. وكيف يتم سقوط الفتاة بهذه السهولة رغم أنها ليست بطفلة لا تدري أنها قد أغلقت الباب أم لا؟!. وإذا ما انتقلنا إلى حوادث أخرى تقع في المدارس لم تكن لها سابقة من قبل في مدارس التربية والتعليم نسمع عنها ونقرأ عنها تثير في نفوسنا القلق والخوف على فلذات أكبادنا، ناهيك عن تلك الأخلاقيات التي بدأت تسود بين طلاب المدارس وطالباتها، خاصة في المراحل الأولى قد تشيب لها الرؤوس ويقف شعر البدن منها، ومع ذلك لا سائل ولا مسؤول، بل يكون جزاء من يكتشف ذلك اليوم والغضب من قبل ولي الأمر الذي يرفض ما قد يعرف عن ابنه أو ابنته رغم الشهود لمثل تلك الحوادث الأخلاقية. إن الأمر بحق يستدعي أن يعيد المجلس الأعلى للتعليم ووزارة التعليم والتعليم العالي النظر في الإجراءات الإدارية التي تنظم الرحلات الترفيهية للطلاب والطالبات، ووضع القواعد والقوانين الرادعة لكل من يتجرأ ويقوم بالسلوكيات الخاطئة بحيث يمكن المدرسة من أن تكون على قدر المسؤولية وأن يعرف مرتكب المخالفات والقائم بالحوادث أن هناك عقابا وجزاء لكل من يقوم بمثل تلك التصرفات المرفوضة أخلاقيا ودينيا وعرفيا. وأن تكون هناك رقابة صارمة من قبل أولياء الأمور على أبنائهم ومتابعتهم مع إدارة المدرسة وحضور مجالس الآباء والأمهات لمعرفة أي خلل في سلوكيات أبنائهم وليس فقط في تعليمهم. وأن تعود للمدرسة والمدرس هيبته ومكانته بحيث يجد الاحترام من طلابه، وتكون له كلمة عليهم، وأن يحاول الأهل ترسيخ ذلك في نفوس الأطفال منذ الصغر، إضافة إلى إيجاد المناهج التي تحث على ذلك وتبين أهمية المدرسة والمدرس، والعلم وكيفية احترام كل من في الهيئة التعليمية، وترسيخ الوازع الديني في نفوسهم من خلال منهج العلوم الشرعية الذي يحتاج إلى إعادة نظر في تطويره وتضمينه كل الأمور التي يحتاجها الطلاب في التربية والأخلاق. وبذلك نكون قد استطعنا أن نعيد لوزارة التربية والتعليم هيبتها واحترامها، وتظل هي "الكفو" ووزير هو "الكفو" دائماً وليس كما يقول البعض.
628
| 15 يناير 2012
لا يخفى على أحد مدى أهمية دور المرأة في التنمية وأهميتها في المشاركة فيها والعمل على زيادة المساهمة في تطوير المجتمع ولا يمكن الاستغناء عن النصف الآخر من المجتمع، وخروج المرأة إلى العمل، ترتب عليه الكثير من الأمور، خاصة بالنسبة للمرأة الأم العاملة التي يتحتم عليها أن توازن بين عملها خارج المنزل ومسؤوليتها الأسرية المتعددة ما بين رعاية أطفال وزوج وبيت. وكل هذه الأمور جعلت المرأة تعيش معادلة صعبة نوعا ما، خاصة إذا ما كان لديها العديد من الأطفال مختلفي الأعمار والمراحل الدراسية، وقد يقول البعض، لابد من عودتها إلى بيتها وعدم المشاركة في العمل، ولكن كل الظروف الحياتية وحاجة المجتمع لهذه المشاركة من قبل المرأة، تحتم خروجها للعمل، خاصة أن هناك العديد من الأعمال لا يمكن أن تكون إلا بوجود المرأة. وهذا الخروج للعمل اضطر الأم العاملة إلى استقدام الخادمات والمربيات لرعاية البيت والأطفال، خاصة من هم في سن الرضاعة والحاجة إلى الرعاية التامة، وخاصة إذا لاحظنا عدم وجود حضانات للأطفال يمكن أن تطمئن المرأة فيها على أطفالها، فلذات كبدها، ويختفي قلقها أيضا من مشاكل الخدم والمربيات التي كثيرا ما نسمع عنها وتسبب الأذى للأطفال. وفي هذا النطاق تم الحديث من قبل عن أهمية وجود حضانات حكومية توجد في أماكن العمل يمكن أن تصطحب الأم أطفالها إليها، وهي ذاهبة للعمل، وتطمئن عليهم من خلال تواصلها مع القائمين على الحضانة خلال وقت الدوام الرسمي، وبالتالي تعيد أطفالها معها إلى المنزل وهي مطمئنة هادئة قادرة على الإنتاج والعمل بكفاءة، ودون اضطرارها إلى الاستئذان والغياب، والحصول على إجازات بدون راتب أو إجازة أمومة طويلة. وهذه الحضانات مهمة جداً، خاصة إذا توافرت فيها المعايير الصحيحة لوجودها ولكفاءة القائمين عليها، والمتابعة من القائمين على رعاية الطفل في الدولة. وبالطبع فإن هذه الحضانات ضرورة لابد منها، وقد طبقت في بعض الأماكن وأثبتت جدارتها وكفاءتها، ووفرت الراحة النفسية للأم العاملة. وقد تكون للأم مساهمة في هذه الحضانة ولو بقليل من المال، ووجود المربية أو الخادمة الخاصة بالطفل في هذه الحضانة لتساعد في رعايته والاهتمام به إذا ما أرادت الأم ذلك. وللمجلس الأعلى للتعليم دور مهم في وجود مثل هذه الحضانات، فهو قد أوجد روض الأطفال في المدارس التي وفرت جواً مناسباً للاهتمام بالطفل وبرزت أهميتها في تعليم الطفل الكثير من مبادئ الحياة، وقدمت له الكثير من الرعاية والتدريب، ويا حبذا لو استطاع المجلس أن يوفر حضانات للأطفال من سن الرضاعة إلى سن الثالثة بحيث تتوافر فيها جميع المتطلبات الخاصة بالطفل وبأسعار مناسبة تستطيع الأم أن تدفعها للحضانة، بحيث يكون الإشراف والمتابعة من قبل المجلس على القائمات على مثل هذه الحضانات، وبوجود مثل هذا المشروع، سوف تضمن الأم مكاناً مناسباً لرعاية أطفالها، مكاناً يوفر لها الراحة والاطمئنان على فلذات كبدها، مكانا مؤسسا على معايير سليمة في التربية والرعاية.
422
| 01 يناير 2012
في الأسبوع الماضي احتفلت قطر بيومها الوطني المبارك، وتزينت البلاد بأجمل حللها، وتهللت النفوس والقلوب فرحا واستبشارا، وتعاهدت على الوفاء والولاء لهذا الوطن وقيادته الرشيدة، وخرج المواطنون وكل من يقيم على هذه الأرض فرحا مستبشرا، ترفرف الأعلام العنابية والبيضاء على كل شيء في البلاد. ومن حق كل مواطن ومقيم في هذه البلاد أن يعتز ويفخر بالأمان والاستقرار اللذين يخيمان عليها، ويدعو الله تعالى أن يدوم ذلك كله على قطر وشعبها الوفي، كما أن من حقهم أن يحتفلوا ويخرجوا بمظاهرة كلها حب ووفاء، ولكن، وآه ألف مرة من "لكن" هذه. فقد خرج البعض وهو يضمر في نفسه أن يثير الفوضى والإزعاج بما يقوم به من تصرفات وسلوكيات خاطئة، سواء كان ذلك من خلال التحفيص في الشوارع، وإلقاء الفقاعات البلاستيكية على المارة والسيارات، وإزعاج الزوار الذين أتوا إلى قطر للاحتفال والسياحة بكلمات بذيئة، وحركات معاكسة وتحرشات لفظية، استاء منها هؤلاء الزوار، خاصة من النساء. وأصبحت الشوارع المحيطة بالكورنيش والحدائق مكباً للقمامة وكل أنواع المخلفات التي تزعج البصر وتضيق الصدر وتحزن القلب، فهل حب الوطن والاحتفال باليوم الوطني له يتساوى مع كل ما نراه من سلوكيات مرفوضة؟! نقولها لا وألف لا، إن حب الوطن ليس شعارا واحتفالا وخروجا بسيارات تزينها أعلام الوطن وصور قادته ولا أغاني وأهازيج يتغنى بها البعض، ولا معاكسات وتصرفات صبيانية تدل على أن من يقوم بها ليست لديه ولو ذرة واحدة من العقلانية والتفكير السليم الذي يمنعه من تلويث بيئته وإزعاج مواطنيه ونشر الفوضى في كل مكان. حب الوطن لا يعني فقط أن نحتفل به في يومه الوطني، ونتغنى بأمجاده في هذا اليوم، حب الوطن ليس خروجا في الشوارع ورقصا ولكن حب الوطن هو كيف نحافظ على يومه الوطني وكيف نعتز به، ونفخر ونبرز ذلك كله من خلال تصرفاتنا وسلوكياتنا ونبعد عن كل ما يمكن أن يسيء إليه ويلوث سمعته، حب الوطن في كيف نحاول أن نعمل بكل جد واتقان وأمانة، ونضع حفظ حقوق العمل في رقابنا، ولا نستنزف موارد العمل فيما ليس لنا به حاجة، وألا نخون ثقة من نعمل معه. حب الوطن في أن يبذل الطالب والطالبة جل جهودهما في المذاكرة والبحث حتى يواصلا التفوق الدراسي والتميز العلمي والقدرة على خدمة الوطن في كل مجال من مجالات الحياة بحيث نصبح وطنا مكتفيا ذاتيا في الكوادر المؤهلة والعلمية التي تساهم في نهضته. حب الوطن في أن ترعى الأم أبناءها بكل حنان وحب بعيدا عن أيدي الخادمات والمربيات وتعطي جزءا من وقتها اليومي لهم، تعلمهم وتغرس فيهم ما هو الوطن؟ وما له من حقوق علينا؟ وترسخ فيهم معاني الدين الحنيف بسماحته وقدرته على إنجاح كل من يحافظ على مبادئه. حب الوطن في أن يخصص الأب بعض وقته لأبنائه ولا أن يترك مسؤوليتهم للأم فقط، يخرج معهم، يصطحبهم إلى المسجد والمجلس، يتحاور معهم، ويتصادق مع كبيرهم ويكون لهم أخاً كبيراً معلماً. حب الوطن في أن يقدم كل من المعلم والمعلمة جل ما لديه من إخلاص في العمل وهو يعلم الأجيال غير آبه لغرض مادي يجنيه من ذلك العمل. وحب الوطن يعني المحافظة على نظافته وبيئته ومحاولة منع كل ما يمكن أن يمسها بسوء واستنزاف الموارد البيئية والطبيعية. حب الوطن في ضمة طفل بكل معنى للحب والحنان وفي ابتسامة مشرقة من شفاه خريج أو خريجة تتسلم شهادتها بداية لخدمة وطنها. حب الوطن في غصة ألم وحرقة قلب على أي تدمير لموارده ومقدراته وتلويث للمسطحات الخضراء والحدائق، والشوارع. حب الوطن في أداء الأعمال المستحقة له من بعض الجهات بكل إخلاص واتقان، وبلا غش ولا تهاون، وإعادة بناء وتصليح دون غرض مادي ودنيوي. حب الوطن في دعوة صادقة من القلب أن يحفظه الله من كل سوء ومكروه، وأن يديم الصحة والعافية على قادته ويبقيهم ذخراً وسنداً له.
4827
| 25 ديسمبر 2011
قطر تسمو بروح الأوفياء، نعم قطر تسمو بالأوائل من رجالها الذين حفروا بالصخر وبذلوا الغالي والنفيس من أجل أن تكون هناك دولة تسمو بكل ما هو أصيل وصادق ووفي، ربما ما تقدمه من رفاهية وعيش كريم وهمة عالية لمواطنيها ومن يعيش على ترابها ويتغذى من خيراتها، تسمو قطر بقادتها الذين سعوا وما زالوا بأن تكون قطر رغم صغر مساحتها دولة بارزة مهمة في العالم، ونجمة تسطع في سماء الدول، ونقطة مضيئة على خريطة العالم. نقطة أضاءت بدورها الكبير في لم الشمل العربي، ورفع الظلم عن بعض شعوبه ودعمها لكل ما هو خالص للأمن والسلام في العالم ومتواصلة تلك الجهود الحثيثة من أجل أن تكون دائما على القمة، فكانت هناك نهضة تعليمية لم تشهد لها البلاد مثيلا نهضة جعلت من أبناء قطر ليسوا في حاجة لتجشم تعب الغربة وفراق الأهل، يكونون في أحضانهم وهم يتلقون العلم في جامعات وفرت كل التخصصات، وأسست لعلوم جديدة ومراكز بحثية متطورة أدهشك الكثيرون في زمن لا يمكن أن يقاس في تقدم التعليم وفي عمر الشعوب. وسمت قطر من خلال روح الأوفياء ووعودهم بتوفير كافة الوسائل التي جعلتها من أوائل الدول في العالم تقدما في الصحة والرعاية الطبية، وتقدمها على تلك الدول بمجانية الخدمات لكل من يعيش على أرضها مواطنا كان أو مقيما أو حتى زائرا. قطر ارتفعت بين الدول، فأضحت الآن من أغنى دول العالم دخلا للفرد، وهذا ما شهدت به كل الدوائر المختصة وتقاريرها في العالم. نعم، لقد فتحت الدولة بإذن الله تعالى، أبواب الفرج لأبنائها بأمر من القيادة الحكيمة وأنعشت مستواهم الاجتماعي والاقتصادي وأعطت الأمل بمستقبل زاهر لأبنائهم بفرص جيدة للعلم والعمل. قطر تسمو بروح الأوفياء، بدعمها الدائم لأعمال الخير في العالم، ورفع المعاناة عن شعوب غارقة في الكوارث ومبتلية بالفقر والزلازل، فكانت سفنها وطائراتها تحمل المعونات والمساعدات لا ترجو منها أجراً ولا شكراً. واليوم تشهد كل ذلك السمو والارتقاء والنهضة وهي تحتفل بذكرى المؤسس للدولة في ابتسامة طفل، ويحمل علم بلاده مزهواً بوطنه، الذي أعطاه الأمن والسلام، والأمان ليس فقط طفل قطر، بل كل طفل يعيش في قطر، أوجدت له قطر بعد الله عز وجل لقمة العيش لأسرته التي وفرت لها حياة كريمة بعمل جيد كان يسعى إليه وغادر وطنه من أجله. اليوم كل شيء في البلاد، عنابي، الكل علمها علم قطر، العلم الذي يمثل لونه العنابي الدماء الزكية لأبناء قطر التي سالت من أجل حمايته والذود عن ترابه، مقابل اللون الأبيض الذي يشير إلى حب قطر للسلام والأمن والحرية. اليوم يقف القائد وولي عهده الأمين حفظهما الله، وهما يتابعان بكل فخر وابتسامة لا تفارق محياهما مسيرة قوات الوطن المتمثلة بشباب قطر يسيرون بخطى واثقة نحو المستقبل. اليوم يفرح شيبان قطر بهذا الوطن وهم يرون تلك النهضة التي شملت كل أراضيه ويتذكرون أياما ماضية، كانوا في سعي وكد من أجل لقمة العيش، وتلك الأيام القاحلة التي كانت تمر عليهم وهم لا يطعمون إلا التمر والماء واللبن، وها هم الآن في نعيم كل ما تقدمه لهم الدولة من رعاية وما يكفيهم عن ذل السؤال والحاجة، فكانت لهم الحصن الأمين. اليوم ترتفع الأصوات التي تتغنى بأمجاد الوطن، وتنتشر العرضات والشيلات التي حافظت عليها قطر، لتنتعش الذاكرة بما قدمه الأجداد ليعيش الأحفاد في نعم ورغد عيش ولتظل قطر تسمو بروح الأوفياء.
551
| 18 ديسمبر 2011
تسعى الدولة لأن تكون قطر خضراء مورقة تسعد النظر، وتسر الخاطر برؤية اللون الأخضر يكسو كل ركن فيها بعيداً عن منظر الرمال والحجارة المتراكمة التي تبعث في النفس الضيق وتشعرها بالتصحر. ولا شك أن سعي الدولة قد تم تنفيذه من خلال زراعة المنطقة التي تطل على الكورنيش بالنجيل الأخضر الذي تنبعث رائحته كل صباح والمياه تسقيه، فعلا انه لمنظر رائع، ومن منا لا تسعده هذه المناظر الخلابة التي تعمل على إزاحة كل ألوان اليأس والقنوط وتحل محلها ألوان التفاؤل والنظرة المستقبلية الواعدة، ولا شك أن الجميع يرغب ويحبذ أن يكون بين هذا اللون، وهذا ليس بجديد علينا فمنذ أيام الأجداد والآباء وهم في سعي لأن يكون لديهم الزرع واللون الأخضر، ولم يكن أي بيت في الدوحة وغيرها في الماضي يخلو من شجرة السدر، والباباي، واشجار المشموم التي تعبق الجو برائحة رائعة بل كان البعض يقوم بزراعة بعض الخضراوات في جزء من البيت، ومازلت أتذكر تلك النبتة الصغيرة التي ظهرت بجانب "زير" الماء التي رعتها جدتي واكتشفت انها نبتة الطماطم التي كانت ترويها دائما لتحصل منها على هذه الثمرة. إضافة إلى شجرة الليمون الأخضر التي مازال الكثير من أهل قطر يحرصون على أن تكون في بيوتهم. ورغم قسوة الطقس عندنا، وندرة المياه إلا أن الناس كانت تهتم بالزراعة داخل البيوت وتزرع ما يمكن ان يتحمل هذه القسوة والندرة. وتلك الرغبة لدى أهل قطر في اللون الأخضر مستمرة، ومن هنا نجد أن أغلب الناس تبدأ بزراعة حدائق بيتها حتى قبل أن ينتهي البناء فيه، وتغرس أشجار النخيل والزهور وغيرها من أجل وجود حديقة غناء في المنزل، بل ان البعض يحاول ان يزين مقدمة منزله ببعض الاشجار التي يغرسها امامه، ويرغب أن تتاح له الفرصة بأن يستغل المنطقة الأمامية للمنزل في الزراعة، وبسط اللون الأخضر عليها، وللاسف قد ترفض الجهات المختصة ذلك وتطالب البعض بإزالة ما أقاموه من زراعة بحجة أنه لم يحصل على ترخيص من البلدية في ذلك، ونستغرب من هذا الكلام حيث إن الهدف من تلك الزراعة إضفاء روح الجمال والإشراق على مقدمة البيوت، وتطبيق سياسة الدولة بأن تكون قطر خضراء مورقة تنعش البال، وتعمل على إضفاء البهجة والسرور في النفس. فالدول الغربية والشرقية تحاول أن تزين بيوتها بالنباتات الخضراء، وتبسط اللون الأخضر أمامها، بل تخصص مساحة كافية لذلك وتتيح فرصة للأطفال للتمتع واللعب بين هذا اللون فترى المنازل المتراصة والمنسقة في صورة رائعة يغلفها اللون الاخضر بدل ما تغطيها الحجارة والطابوق وكميات الرمال ومخلفات الشوارع. ونأسف أن نرى بعض الشوارع لدينا لم تمتد إليها يد التجميل وبقيت تشوهها الرمال وبقايا البناء والحجارة المتناثرة رغم أن بعضها يعتبر رئيسيا ومهما، ولكن غرق في الإهمال واللامبالاة من المسؤولين الذين قد لا يرون إلا الشوارع التي يمرون بها، ويتناسون أن هناك شوارع فيها مواطنون يعيشون ويتنفسون، ويريدون أن تكتحل عيونهم باللون الأخضر كل يوم. فروعة الدول الأوروبية وأمريكا والدول الآسيوية بوجود اللون الأخضر ينتشر في كل ربوعها، وهذا يعود إلى مناخها وتضاريسها ولكن هذا لا يعني اننا نظل متصورين اننا بلد صحراوي لا يمكن التحايل على الطبيعة فيه وغرس ذلك اللون في كل مكان، بل ان في استطاعة كل فرد أن يحاول ويقوم بالزراعة وخاصة والحمد لله اننا في دولة وفرت الماء والكهرباء وهما الشريانان الأساسيان للحياة مجانا، ويمكننا أن نسقي أرضنا بالماء لتكتسي باللون الأخضر وحبذا لو أتيحت الفرصة لكل مواطن ومقيم أن يزرع المساحة الأمامية لمنزله ويرعاها بحيث يتم تكريم أجمل واجهة أمامية مزروعة وتقديم جائزة تشجيعية في هذا الأمر، كما هو الحال بالنسبة لمسابقة أجمل حديقة منزلية التي تقوم بها وزارة الشؤون البلدية والتخطيط العمراني، بحيث يتسابق ويتنافس الجميع للفوز بها، وتظل قطر خضراء في كل وقت.
1198
| 11 ديسمبر 2011
في حشد كبير من الناس، وقفوا لأكثر من ساعة وهم في انتظار سيارة أجرة (كروة)، تقلهم إلى وجهتهم التي يريدون الذهاب إليها بعد أن استمتعوا بالتسوق من أحد المجمعات التجارية الذي ازدحم على بكرة أبيه بهم سواء جاءوا للتسوق وشراء ما يحتاجون إليه أو للتمتع والترفيه وطبعا كانت الغالبية، وإن لم يكن الجميع من الجاليات المقيمة في البلاد ومن السياح الذين اختاروا الدوحة لقضاء إجازاتهم، كل هؤلاء اصطفوا من أجل تلك السيارة ذات اللون التركوازي، ورغم وجود مكان مخصص لمثل هذه السيارة في كل المجمعات التجارية إلا أن هذا المكان قد خلا من أي سيارة واصطفت محلها سيارات لأشخاص، أرادوا تحسين مستواهم المادي ووجود دخل إضافي خلال الإجازة باستخدام تلك السيارة لنقل الركاب بأجرة معينة، بحيث أصبحوا يساومون الزوار بأجور مرتفعة رفضها الكثيرون ممن كان في انتظار تلك السيارة! فالغالبية من هؤلاء عمال ذوو أجور محدودة، إن قطر الغالية والحمد لله تسير في ركب الازدهار والتطور السريع، وأصبحت ذات جذب كبير للكثير من المستثمرين والزوار الذين أبهرتهم قطر بإنجازاتها في فترة قصيرة جدا، لا يمكن أن تقاس في أي حال من الأحوال بعمر الشعوب، وبما احتوته واحتضنته من فعاليات إقليمية وعالمية، وأرغمت الغير على احترامها وتقديرها، للعديد من تلك الفعاليات العلمية والثقافية والرياضية التي تستعد قطر حاليا لاستقبال إحداها وهي الدورة العربية التي تجمع كل الدول العربية في مكان واحد عجزت السياسة أن تجمعهم بدون أي خلاف ولا اختلاف وكل هذا جعلها تستقبل كل يوم العديد من الزوار والسياح، والمستثمرين، الأمر الذي يحتاج إلى وجود المزيد من الخدمات التي تقدم لهم، سواء من ناحية الفنادق والشقق الفندقية كإقامة، أو الترويج السياحي الذي للاسف مازال يحتاج إلى دفعة قوية من التطوير وابداع فعاليات جديدة فيه، وزيادة الأماكن الترويحية، والترويج للسياحة التاريخية للعديد من الأماكن الأثرية في البلاد! فها هو سوق واقف، قد وصلت سمعته إلى الكثير من دول العالم، لدرجة أن كل من نراه في الخارج يسألنا عن هذا المعلم التراثي الذي جمع بين الماضي والحاضر بطرازه التقليدي وربطه بالحداثة من خلال المقاهي والمطاعم وارتباطه بالاقتصاد من خلال البضائع المتنوعة وها هي "كتارا" تزهو كل يوم بفعاليات جذبت الزوار إلى قطر، وأصبحت ملتقى للفكر والفن والعلم، وبالطبع فإن كل هذا وغيره من المعالم يحتاج إلى وجود وسيلة سهلة للتنقل بينها وبين أماكن إقامة السياح والزوار والمقيمين خاصة ممن لا يملكون سيارة خاصة بهم، والأمر يتطلب السرعة في وجود شركة أخرى للأجرة بجانب الشركة الموجودة حاليا "كروة" التي لم تقصر في زيادة أسطولها كما يقول مسؤولوها!! ولكن كل ذلك لم يستطع أن يواجه تلك الزيادة الكبيرة في عدد من يحتاج إلى سيارة أجرة، وبالتالي فشركة أخرى تعمل في هذا المجال أمر ضروري للمساهمة في حل أزمة سيارات الأجرة، وقد قرأنا وسمعنا أن هناك شركة أخرى ستبدأ عملها ولكن نتساءل متى يكون ذلك، فالوقت يمضي وقطر تسير نحو المستقبل ونحن يجب ألا نسير سير السلحفاة في أمورنا بل نستبدل ذلك بسير الأرنب وسرعته حتى ننجز ما نحتاج ونأمل أن تقع أعيننا بعد فترة وجيزة بسيارات أجرة كافية تسير في شوارع الدوحة ومدن قطر الأخرى تسهل على كل زائر ما يحتاج إليه من الذهاب للعديد من الأماكن الترويحية والفعاليات المختلفة التي تنفذ في الدوحة!!
416
| 04 ديسمبر 2011
لا أحد ينكر دور وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دعم الدعوة الإسلامية والعمل على رفع مستوى الدعاة والأئمة والخطباء في المساجد، وما تقدمه في هذا الجانب من دورات تأهيلية وإرشادية وما تقدمه من خدمات في مجال تحفيظ القرآن الكريم وتعليم علومه، وتوفير كل ما يمكن أن يساعد المسلم على أداء فرائضه الدينية على أكمل وجه، وتأمين وجود مساجد في كل منطقة سكنية وتوفير العناصر الفعالة من المؤذنين والأئمة والخطباء، ويتبع ذلك كله ما تقدمه من إصدارات لنسخ من القرآن الكريم وكتب الدعوة والكتب والنشرات التوعوية والدعوية والأنشطة الثقافية في مجال الدعوة والإرشاد، وفوق ذلك كله هناك الإشراف والمتابعة لكل من يقومون به من خدمات سواء للمساجد أو مجالات الدعوة، والجميع يشهد بذلك والحمد لله أن وفر الله عز وجل لهذه البلاد من يخدم الإسلام ويعمل على انتشاره ويدعم الأنشطة في ذلك، وأولهم القيادة الحكيمة التي لا تألو جهدا في هذا المجال. ولكن ما حدث في يوم عيد الأضحى المبارك وأصاب المصلين بالصدمة والغضب وهم الذين استيقظوا مبكرين فرحين مستبشرين بالعيد وغادروا بيوتهم للصلاة في مصليات العيد المنتشرة في كل حي في المدينة والمدن الأخرى، ولكن أن تنتهي الصلاة في أحد المساجد، وتنتظر أفواج المصلين من يخطب بهم خطبة العيد فإذا بهم يفاجؤون بمن يتلعثم في الخطبة ولا يدرك معناها، كل ما قاله: إننا اليوم في عيد الأضحى، ولابد أن نضحي ونذبح الخرفان!! ثم حمد الله عز وجل وشكره وصلى على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وانتهت الخطبة. لقد كان إمام المسجد في ذلك اليوم غائباً في الحج، ولكن للأسف لم يكلف أحد من إدارة المساجد نفسه للتأكد من وجود إمام يمكن أن يحل مكانه ويقوم بالدور الموكل إليه على أكمل وجه، ولا يدري أحد من الذي قام بالصلاة!! وخرج المصلون وهم في حالة من الصدمة والمفاجأة والإحباط! وفي مكان آخر من المدينة، فوجئ المصلون بعدم وجود من يقوم بالإمامة لصلاة العيد وانتظروا وطال الوقت وقارب وقت الصلاة على الانتهاء والإمام لم يأت، مما اضطر أحد المصلين للقيام بالدور والإمامة، ولكنه لم يستطع الخطبة فقال ما لديه من وعظ وانتهى!! إضافة إلى أن المكان المخصص لصلاة العيد لم يكن مناسبا لكونه في أرض فضاء لم تهيأ للصلاة أصلا، مما جعل المصلين يتضايقون وهم يشعرون بأنهم لم يؤدوا السنة كما يجب. إن هذا الأمر لابد أن يبحث فيه ويحقق ليعرف من المسؤول عما حدث، ويحرم المصلين من الصلاة السليمة في يوم العيد، ونعتقد أن القائمين على العمل في الوزارة قادرون على ذلك ومحاولة تفادي هذا الخطأ مرة ثانية.
430
| 20 نوفمبر 2011
في خطاب راق متسم بالشفافية والصراحة المعهودة من سمو أمير البلاد المفدى الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني – حفظه الله – بدأ به الانعقاد الجديد لمجلس الشورى، جاء هذا الخطاب ليمس وجدان كل مواطن ومقيم على هذه الأرض المعطاء لما فيه من نظرة مستقبلية ثاقبة تعكس عمق تفكير سموه الكريم وحكمته في وزن الأمور وقدرته على استشفاف المستقبل واستشراقه، وإعطاء الأمل بغد مشرق لقطر وأبنائها الذين عاهدوا سموه على الولاء والطاعة وتحمل المسؤولية في خدمة الوطن، كما شمل ذلك الخطاب النظرة الاستراتيجية لبناء قطر ومعالم المستقبل فيها، اقتصادياً وسياسياً، وكيف يتم انتقالها إلى مصاف الدول الفاعلة في العالم، رغم أنها صغيرة في حجمها ولكنها كبيرة في إنجازاتها، ولم يقتصر فقط على تعديد ما وجد من إنجازات. إن ما جاء في خطاب سموه المفدى ما هو إلا اعتمال لما فيه داخله من أمل في تطوير قطر وإيجاد خطط طموحة ومشاريع تنموية يشارك فيها المواطن بجهده وعلمه كونه الأساس في التنمية، وحث سموه على أن يدرك هذا المواطن وخاصة بعد زيادة الرواتب، أن هذه الزيادة ليست مدعاة للكسل والاستهلاك غير الرشيد، وما قد يعتبره زيادة سهلة دون جهد، ولكن أن يعمل على الأداء الجيد والإتقان في العمل، وكما قال سموه إن المطلوب من الوزارات التأكيد على ثقافة العمل والإنتاج، مقابل خطر انتشار ثقافة الكسل والاستهلاك. نعم من هنا لابد من الجهات المعنية أن تأخذ هذا القول على محمل الجد والعمل على أن يكون كل موظف قادراً على العطاء والعمل، بحيث يؤدي ما يوكل إليه بكل إتقان وإحساس بأهمية ما يقوم به وألا يتكل على الغير في أداء عمله، كما هو الحادث عند بعض موظفي الدولة الذين لا هم لهم إلا إرتشاف فناجين القهوة والشاي وقراءة الصحف وملاحقة عيوب الناس، والنظر إلى الوظيفة على أنها مجرد وسيلة لكسب المال، وأن تكون هناك مراقبة ومحاسبة بحيث يكافأ المجتهد، ويحاسب المقصر كل على عمله، وألا نجامل أحداً، كما أكد سموه على ذلك بقوله "إن مستقبل قطر مرتبط باعتبار أخلاق العمل والإنتاج والإتقان جزءاً من قيمنا ولا يتم ذلك بالوعظ والنصيحة فقط، ولكن بالمحاسبة والمراقبة وتقديم التقارير الحقيقية التي لا تحمل الواقع بل تطرحه بدقة وأمانة لكي تتم معالجته، ولأهمية هذا المواطن جاء إعلان سموه المفدى بأن انتخابات مجلس الشورى ستكون في عام 2013م، حيث ستعمل على إشراك الإنسان القطري في صنع القرار كونه شريكاً في التنمية وهو القادر على إدراك ما يعنيه مستقبل قطر، وبناؤه للأجيال القادمة التي لابد أن ترسخ في أذهانها أهمية العلم والثقافة وبناء المجتمع والإتقان في العمل، ووضع كل إنسان في مكانه المناسب، بحيث يتحمل مسؤولية ما يقوم به. إننا نحمد الله عز وجل أن أنعم علينا بهذا القائد الذي يضع أولويات شعبه نصب عينيه، ويشعر أن الحاكم لابد أن يصلح لشعبه ويوفر له كل الأمور التي تجعله يعيش في عزة وكرامة بعيداً عن كل ما ينغص حياته، وقال في خطابه ما يثبت هذا الكلام "وما زلنا نفضل أن تقوم الأنظمة بالإصلاح، وأن تقود هي عملية التحول، بدلاً من أن تنتفض الشعوب". حفظ الله أميرنا المفدى، ودامت قطر حرَّة أبيَّة.
486
| 13 نوفمبر 2011
اليوم هو يوم العيد، العيد الذي لابد أن يفرح به كل مسلم، وخاصة بعد أن أدى عباد الله تعالى فريضة الحج، ورفعوا أيديهم متضرعين إليه سبحانه في خير الأيام، والله تعالى لا يرد عبده خائبا، بل مكرماً سعيداً بإذنه. في هذا اليوم، لابد من أن نبحث في نفوسنا عن الفرحة التي لابد أن تكون داخلنا، التي يجب أن تشمل من هم حولنا من أمهاتنا وآبائنا وإخواننا وأخواتنا وأقاربنا وجيراننا، وأصدقائنا. نبحث عن الضحكة على وجوه أطفالنا، وأطفال من حولنا، ونحاول أن نبعثها أيضا إلى أطفال المسلمين في العالم الذين قد يمر عليهم هذا العيد بين قصف الدبابات، والقلق والخوف من رصاصة طائشة، أو سيارة مسرعة تزهق روح ذلك الطفل أو تلك الطفلة. نبحث عن المسامحة لكل من في قلبنا عليه ذرة من سخط أو غضب أو ذرة من حقد أو حسد، وأن نجعل العفو والمغفرة من شيمنا وأن تكون الآية الكريمة "ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم". صدق الله العظيم، وأن نحاول ألا تأخذنا العزة بالنفس ولا نتقرب إلى من يحاول أن يتصالح معنا، فالدنيا لا تساوي جناح بعوضة فلا تجعلنا نخسر أنفسنا، ومن حولنا بكلمة قيلت أو فعل وجد!! وفي هذا العيد نفتش داخل نفوسنا عن شيء من الحب لمن حولنا والذين قد نكون قد نسيناهم في زحمة الحياة، واعتقدنا أنهم لا يحتاجون ذلك الحب والاهتمام، نبحث عن أجدادنا وآبائنا وأمهاتنا الذين يضمهم مستشفى العجزة أو المؤسسة القطرية للمسنين، ونحاول أن نتواصل معهم، ونمد لهم أيدينا الدافئة لتصافح أيديهم الباردة التي اشتاقت لمن يبعث فيها الدفء وتحصل معه على المحبة وتعانق به كل مباهج الحياة التي حرمت منها وهي في ذلك المستشفى أو تلك المؤسسة، ونحاول أن نعيد لهم ولو جزءا بسيطا مما أعطونا من المحبة والحنان والاهتمام. ولا مانع أن نظل نبحث داخل تلك النفس التي قد تلوم والتي وصفت في القرآن الكريم "باللوامة" عن الإيمان الحقيقي بالله عز وجل وقدرته، وأن نعمل بما جاء به القرآن الكريم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأن نتقي الشبهات ونبتعد عن كل ما نهى عنه الله تعالى ونبادر إلى فعل الخيرات وخاصة هذه الأيام وألا نتبع ذلك الخير بالمن وسوء الكلام. ونحاول بكل ما أوتينا من قوة أن ننقي هذه النفس والقلب من أي شيء يشوبهما من حقد أو حسد أو سخط على أحد أو غيرة قد تضر ولا تنفع، وأن ندعو الله تعالى أن يقينا من النفس التي لا تشبع والقلب الذي لا يخشع ونتعوذ به تعالى من ذلك كل يوم. ومن ثم نبحث في جيوبنا عن أي مبلغ قد يساعد محتاجاً قد يفرحه في العيد ويسعد به أطفاله وغارماً أوقعه الدين في ضيق وهم وكاد أن يؤدي به إلى غياهب السجن، أو أرملة تعول أيتاماً في حاجة إلى طعام وشراب وملبس، ضيق ذات اليد حال دون الوصول إلى تحقيق أقل القليل لهم. وأخيراً نبحث في دواخلنا، هل أدينا واجباتنا تجاه الله عز وجل، وتجاه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ووالدينا، وآبائنا، وأهالينا وأهل وطننا؟ وإذا وجدنا ما كنا نبحث عنه في ما سبق، نكون قد وصلنا إلى رضا النفس، وتبدلت تلك النفس إلى المطمئنة الراضية، وكل عام وأنتم بخير.
878
| 07 نوفمبر 2011
(1) وأما اليتيم فلا تقهرذهبت كما اعتادت في كل مرة منذ أن سجل أطفالها ضمن القصر الذين ترعاهم الهيئة العامة للقاصرين، وتوفر لهم الأمن والأمان من خلال خدماتها وتحافظ على حقوقهم وتهيئ لهم الفرصة لتنمية أموالهم من تركة آبائهم، ذهبت مع أبنائها الناجحين بتفوق للمشاركة في الحفل الذي أقيم من أجل تكريم القصر المتفوقين في الدراسة، ولكن هناك وبكل هدوء أخبروها بأن التكريم فقط لمن هو حاصل على تقدير جيد جدا أو ممتاز، وبما أنها لديها طفل لم يحصل إلا على تقدير جيد، فقد رفضوا تكريمه مما حز في نفسها ورجعت ودموع الطفل تترقرق في عينيه!!وتتساءل الأم ونحن نشاطرها هذا التساؤل لما تم تغيير خطة التكريم واقتصر على تلك المعدلات؟ ولماذا لا يتم تكريم الأقل تقديراً بهدية بسيطة تبهج قلب طفل يتيم وهو صغير وأقل هدية يمكن أن تجعله يشعر بأن أباه لم يمت بل هناك من يقوم بدوره؟!إن هؤلاء الأيتام هم في حاجة إلى الحنان والإحساس بوجود من يرعاهم وهم سعداء بوجود تلك الهيئة، التي بحق استطاعت أن تحفظ حقوق الأيتام من ظلم بعض الأقارب وعدم بعثرة التركة الخاصة بهم والحفاظ عليها حتى يبلغوا سن الرشد المعروف في القانون، وتشكر الدولة على هذا العمل الذي يشهد له الكل بالكفاءة، ولكن حبذا لو أكملت الهيئة إحسانها وعملها الخير في تكريم جميع الطلاب والطالبات الناجحات من القصر وأدخلت في نفوسهم الفرحة مما يعمل على تحفيزهم للحصول على معدلات كبيرة في السنوات القادمة وتشجيعهم على مواصلة التعليم، وعسى أن تراجع الهيئة نفسها وتعيد الوضع السابق في التكريم، حتى لا يقهر اليتيم، ونتقيد بأوامر الله عز وجل في كتابه الكريم (وأما اليتيم فلا تقهر)!!.(2) تماثيل شيطانية في دوحة باركتحسب أنها منطقة ترفيهية ومكان للتنزه واستمتاع الأطفال بعد أن حرموا من مدينة ترفيهية كاملة، ولكن وجودها كان بعد تفتق ذهن البعض على تجهيز مكان للترفيه، بألعاب قديمة أكل الدهر عليها وشرب، ومنطقة للرعب يفترض أنها للترفيه!! مجهزة بتوابيت عليها الصلبان الكبيرة، ومحفوفة بتمايل لأشكال الشياطين، وفوق كل ذلك أسعار ملتهبة أكلت جيوب الأسر لألعاب لا تستمر أكثر من دقيقتين، وأحجم البعض عن الذهاب إليها مع أطفالهم لقلة ما في اليد، فهل زيادة الرواتب سبب في ذلك؟ قد لا نلوم الشركة في ذلك إذا كانت تلك الألعاب في صلاحيتها المطلوبة وفي تنوعها، ولكن الحال كما شعر به الجميع، نقول إن الألعاب في المجمعات التجارية أفضل بكثير من هذه المدينة الترفيهية المؤجرة والمؤقتة!!لابد من النظر في ما سبق القول فيه، ومراجعة النفس وحسابها قبل أن نحسب الأرباح التي نجنيها من جيوب الأهالي الذين يريدون إمتاع أطفالهم!!
381
| 30 أكتوبر 2011
دراسة تؤكد زيادة نسبة استخدام "السويكة"، لدى طلاب المدارس في قطر، جرس الخطر يقرع، وأجهزة الإنذار تهتز، فهذه المادة كما يعرفها المختصون فيها نسبة من المخدرات وتؤدي إلى الكثير من المخاطر على الصحة، وللأسف قد يستهين بها البعض، ويتغاضى عن سماع خطرها، بل ان بعض الشباب يستخدمها بكثرة، وهم يدعون عدم خطورتها، وهنا الخطر الأكبر، فهؤلاء الشباب قد يكونون قدوة لأقرانهم أو الطلاب في المدارس. قد يقول قائل وكيف يعرف ولي الأمر أن ابنه يتعاطى هذه المادة، والجواب أنه من الممكن معرفة ذلك من تصرفات الابن ومن حالته الصحية، خاصة في الفم،حيث إن هذه المادة توضع تحت الأسنان أو اللسان، وهو ما يؤثر عليهما صحياً، كما يمكن بكل سهولة اكتشاف ذلك من خلال البحث بين جنبات كتب الابن وحقيبته المدرسية، والأهم من ذلك محاولة الحوار مع الابن بطريقة لا يشك فيها أن الأب أو الأم يبحثان عن شيء ما قد يكون يخفيه، وما أجمل أن يدور الحوار بكل مودة وحب، وأسلوب محبب بحيث يمكن للابن أن يبوح بكل ما في نفسه، وما يدور في المدرسة، والتعرف على أصدقائه وسلوكياتهم في المدرسة، والأخطاء التي يراها هو في المدرسة من قبل الأصدقاء والزملاء، والأماكن التي يذهب إليها مع هؤلاء الأصدقاء، وكيفية إنفاق الأموال التي يحصل عليها من والديه. وبالطبع أن هذا لا يمكن أن يحدث إلا في أسرة يحرص كل من الأب والأم على رعاية أبنائهما والتأكد من حسن سلوكياتهم وتصرفاتهم في المدرسة وخارجها، وأن يتعاون هؤلاء الوالدان مع المدرسة في متابعة الأبناء بشكل دائم، ومتواصل، بحيث يمكن للأم أن تتابع ابنها بعد عودته من المدرسة وتجلس معه ومحاولة استخراج مكونات نفسه وما يحدث في المدرسة في يومه المدرسي، وأن تحرص على ترتيب كتبه وتنظيف حقيبته بحيث يمكنها ملاحظة أي شيء غير عادي فيها ليس فقط مادة السويكة، بل أحيانا السجائر والأشرطة الممنوعة وغيرها من الأمور التي قد يقوم بها الفتيان، خاصة الذين قد يغرر بهم دون أدنى وعي منهم ولا ملاحظة ومتابعة من الأهل. ولا يمكن أن نغفل دور الأب في ذلك، فيجب ألا يلقي كل المسؤولية على الأم، ويعيش هو في عالمه الخاص بين العمل والأصدقاء والسفر والرحلات والمجالس، ولا يرى أطفاله وأبناءه المراهقين إلا فترة قصيرة، إذا أتيحت لهم الفرصة، فهو مطالب بأن يتابع الأبناء، خاصة الذكور من خلال زيارة المدرسة والتعرف على مدرسيهم والسؤال عن أحوالهم وسلوكياتهم مما قد يعطيه الإشارة إلى خطر ما يواجههم. وبالطبع أن هذه المسؤولية عن الأبناء، مشتركة بين المدرسة والأسرة، خاصة الاختصاصي الاجتماعي الذي للأسف قد لا يكون له عمل واضح في أغلب مدارسنا اللهم إلا تنظيم المحاضرات والندوات والحفلات ولا يدري أن عمله الأساسي هو متابعة الطلاب والتعرف على أحوالهم والتواصل ومحاولة معرفة مواقع الخطر في سلوكياتهم وإيجاد الحلول المناسبة لمثل تلك المخاطر بالتعاون مع الأسرة، وهذا يعني أن يتم تفعيل دور الاختصاصي الاجتماعي في مدارسنا وإيضاح دوره الأساسي فيها، حتى نتجنب الكثير من المشاكل التي تواجه الأبناء والأسرة، التي قد تصل إلى مراحل خطرة قد لا ينفع معها أي حل!! إن وجود الأبناء في الأسرة وإنجابهم، ليس فقط من أجل زيادة النسل أو التفاخر بالنسب والخلف الطيب، ولكن هم الجيل القادم الذي سيبني هذه البلاد، ومن ثم لابد أن نتابع أحوالهم وسلوكياتهم وأن نحرص على التنشئة السليمة القائمة والنابعة من الدين الحنيف والعادات والتقاليد المستمدة منه التي نكون مطمئين عليهم في كل الأحوال.
805
| 16 أكتوبر 2011
مساحة إعلانية
حين ننظر إلى المتقاعدين في قطر، لا نراهم...
8853
| 09 أكتوبر 2025
انتهت الحرب في غزة، أو هكذا ظنّوا. توقفت...
5397
| 14 أكتوبر 2025
المشهد الغريب.. مؤتمر بلا صوت! هل تخيّلتم مؤتمرًا...
4995
| 13 أكتوبر 2025
منذ صدور قانون التقاعد الجديد لسنة 2023، استبشر...
2613
| 12 أكتوبر 2025
في خطوة متقدمة تعكس رؤية قطر نحو التحديث...
2508
| 12 أكتوبر 2025
مع دخول خطة وقف إطلاق النار حيز التنفيذ،...
1785
| 10 أكتوبر 2025
قبل كل شيء.. شكراً سمو الأمير المفدى وإن...
1737
| 08 أكتوبر 2025
لم يكن الإنسان يوماً عنصراً مكمّلاً في معادلة...
1716
| 08 أكتوبر 2025
قمة شرم الشيختطوي صفحة حرب الإبادة في غزة.....
1413
| 14 أكتوبر 2025
في السنوات الأخيرة، تصاعدت التحذيرات الدولية بشأن المخاطر...
1110
| 09 أكتوبر 2025
حين نسمع كلمة «سمعة الشركة»، يتبادر إلى الأذهان...
966
| 10 أكتوبر 2025
سنغافورة بلد آسيوي وضع له تعليماً خاصاً يليق...
954
| 09 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية