رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

نعيمة عبدالوهاب المطاوعة

مساحة إعلانية

مقالات

4839

نعيمة عبدالوهاب المطاوعة

حب الوطن سلوك وليس شعاراً

25 ديسمبر 2011 , 12:00ص

في الأسبوع الماضي احتفلت قطر بيومها الوطني المبارك، وتزينت البلاد بأجمل حللها، وتهللت النفوس والقلوب فرحا واستبشارا، وتعاهدت على الوفاء والولاء لهذا الوطن وقيادته الرشيدة، وخرج المواطنون وكل من يقيم على هذه الأرض فرحا مستبشرا، ترفرف الأعلام العنابية والبيضاء على كل شيء في البلاد.

ومن حق كل مواطن ومقيم في هذه البلاد أن يعتز ويفخر بالأمان والاستقرار اللذين يخيمان عليها، ويدعو الله تعالى أن يدوم ذلك كله على قطر وشعبها الوفي، كما أن من حقهم أن يحتفلوا ويخرجوا بمظاهرة كلها حب ووفاء، ولكن، وآه ألف مرة من "لكن" هذه.

فقد خرج البعض وهو يضمر في نفسه أن يثير الفوضى والإزعاج بما يقوم به من تصرفات وسلوكيات خاطئة، سواء كان ذلك من خلال التحفيص في الشوارع، وإلقاء الفقاعات البلاستيكية على المارة والسيارات، وإزعاج الزوار الذين أتوا إلى قطر للاحتفال والسياحة بكلمات بذيئة، وحركات معاكسة وتحرشات لفظية، استاء منها هؤلاء الزوار، خاصة من النساء.

وأصبحت الشوارع المحيطة بالكورنيش والحدائق مكباً للقمامة وكل أنواع المخلفات التي تزعج البصر وتضيق الصدر وتحزن القلب، فهل حب الوطن والاحتفال باليوم الوطني له يتساوى مع كل ما نراه من سلوكيات مرفوضة؟! نقولها لا وألف لا، إن حب الوطن ليس شعارا واحتفالا وخروجا بسيارات تزينها أعلام الوطن وصور قادته ولا أغاني وأهازيج يتغنى بها البعض، ولا معاكسات وتصرفات صبيانية تدل على أن من يقوم بها ليست لديه ولو ذرة واحدة من العقلانية والتفكير السليم الذي يمنعه من تلويث بيئته وإزعاج مواطنيه ونشر الفوضى في كل مكان.

حب الوطن لا يعني فقط أن نحتفل به في يومه الوطني، ونتغنى بأمجاده في هذا اليوم، حب الوطن ليس خروجا في الشوارع ورقصا ولكن حب الوطن هو كيف نحافظ على يومه الوطني وكيف نعتز به، ونفخر ونبرز ذلك كله من خلال تصرفاتنا وسلوكياتنا ونبعد عن كل ما يمكن أن يسيء إليه ويلوث سمعته، حب الوطن في كيف نحاول أن نعمل بكل جد واتقان وأمانة، ونضع حفظ حقوق العمل في رقابنا، ولا نستنزف موارد العمل فيما ليس لنا به حاجة، وألا نخون ثقة من نعمل معه.

حب الوطن في أن يبذل الطالب والطالبة جل جهودهما في المذاكرة والبحث حتى يواصلا التفوق الدراسي والتميز العلمي والقدرة على خدمة الوطن في كل مجال من مجالات الحياة بحيث نصبح وطنا مكتفيا ذاتيا في الكوادر المؤهلة والعلمية التي تساهم في نهضته.

حب الوطن في أن ترعى الأم أبناءها بكل حنان وحب بعيدا عن أيدي الخادمات والمربيات وتعطي جزءا من وقتها اليومي لهم، تعلمهم وتغرس فيهم ما هو الوطن؟ وما له من حقوق علينا؟ وترسخ فيهم معاني الدين الحنيف بسماحته وقدرته على إنجاح كل من يحافظ على مبادئه.

حب الوطن في أن يخصص الأب بعض وقته لأبنائه ولا أن يترك مسؤوليتهم للأم فقط، يخرج معهم، يصطحبهم إلى المسجد والمجلس، يتحاور معهم، ويتصادق مع كبيرهم ويكون لهم أخاً كبيراً معلماً.

حب الوطن في أن يقدم كل من المعلم والمعلمة جل ما لديه من إخلاص في العمل وهو يعلم الأجيال غير آبه لغرض مادي يجنيه من ذلك العمل.

وحب الوطن يعني المحافظة على نظافته وبيئته ومحاولة منع كل ما يمكن أن يمسها بسوء واستنزاف الموارد البيئية والطبيعية.

حب الوطن في ضمة طفل بكل معنى للحب والحنان وفي ابتسامة مشرقة من شفاه خريج أو خريجة تتسلم شهادتها بداية لخدمة وطنها.

حب الوطن في غصة ألم وحرقة قلب على أي تدمير لموارده ومقدراته وتلويث للمسطحات الخضراء والحدائق، والشوارع.

حب الوطن في أداء الأعمال المستحقة له من بعض الجهات بكل إخلاص واتقان، وبلا غش ولا تهاون، وإعادة بناء وتصليح دون غرض مادي ودنيوي.

حب الوطن في دعوة صادقة من القلب أن يحفظه الله من كل سوء ومكروه، وأن يديم الصحة والعافية على قادته ويبقيهم ذخراً وسنداً له.

مساحة إعلانية