رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
فئة كان البعض ينظر إليها وكأنها ليست من عالم البشر، فئة يخجل الأهل أن تخرج إلى النور وتظل متوارية عن الأنظار، بل ان البعض قد لا يذكر أن له أبنا أو بنتا من تلك الفئة، ولكن بنعمة من الله عز وجل وإدراك المسؤولين والقيادة الحكيمة لهذا البلد، استطاعت تلك الفئة أن تكون فرداً من المجتمع ولها مكانة بارزة، خاصة في ظل التشريعات المحلية والاتفاقيات الدولية، أنها فئة ذوي الاحتياجات الخاصة التي رغم معاناتها بما ابتليت به من إعاقات جسدية أو ذهنية أو بصرية، فهي تملك الكثير من المواهب والقدرات التي منحها الله عز وجل عوضا عما تعانيه من قصور في حياتها، فأبدعت وساهمت الدولة منذ سنوات في تمكين هذه الفئة من التأهيل والتدريب بامكانيات بسيطة لم ترق إلى مستوى العالم المتحضر في كيفية التأهيل والسبل المناسبة من خلال المدارس السمعية والفكرية ومن ثم معهد النور للمكفوفين الذي أعطى الدعم القوي من جانب القيادة الحكيمة، لهذا البلد مما ساعد على إبراز الكثير من المواهب وتأهيل الطلاب للعمل بعد التخرج منه بل ان بعضهم وصل إلى مراحل تعليمية متقدمة. وكان مركز الشفلح الذي أنشئ بدعم من سمو الشيخة موزا بنت ناصر المنقذ للكثير من الحالات ذوي الإعاقات المتعددة والذي مكن هؤلاء من التغلب على تلك الإعاقات والتعبير عن قدراتهم وامكانياتهم، وتخرج منه عدد لا بأس به استطاعت بعض الجهات أن تستوعبه رغم أنه مازال العدد الآخر ينتظر. إن الأمر ليس بوجود تلك المدارس والمعاهد وتخريج الطلاب منها ولكن مسألة تحتاج إلى النظر إلى تأهيل هؤلاء الخريجين من تلك الأماكن بحيث يستطيع هؤلاء التكيف مع جو العمل وتقبل بيئته قبل التفكير بدمج هؤلاء مع الأفراد العاديين الذين قد ينقصهم الإدراك بكيفية التعامل مع تلك الفئة، وتكون النظرة قاصرة وتتسم بشيء من السخرية وعدم الاكتراث، فالعديد من خريجي المدرسة الفكرية لم يجدوا حتى الآن المكان المناسب الذي يمكن أن يبدعوا فيه ويستخرجوا مكنونات أنفسهم بالكثير من الإبداعات التي أبهرت الكثير من الناس من خلال المعارض التي كانت تقام، وظل الشباب والفتيات قابعين في المنازل، ممثلين للأهل الكثير من المتاعب لإحساسهم بأنهم أناس بدون أي فائدة ولا عمل وهم يشاهدون أقرانهم يعملون ويتزوجون ويعيشون حياة سعيدة، وبالتالي كل هذا ينعكس على سلوكياتهم في البيت وخارجه، ولا يتقاضون إلا مساعدة مالية لا تتجاوز 1000 ريال لا تكفي مصاريفهم! ورغم أن البعض استوعبهم مركز التأهيل لذوي الاحتياجات الخاصة ولكن للأسف لا توجد كوادر مناسبة تتعامل مع هذه الفئة، ولا تتوافر الامكانات المناسبة رغم بذل الجهود من قبل القائمين لذلك أن الأمر يتطلب وجود تلك الكوادر ولا يمكن ذلك إلا بإيجاد صيغة معينة من خلال تخصيص دبلوم في جامعة قطر يعمل على تأهيل الراغبين في التعامل مع تلك الفئة وتوجيهها وتدريبها على التقنيات الحديثة التي يمكن من خلالها تطوير قدراتها وإشباع وقت الفراغ الذي تعاني منه، خاصة أن تلك الفئة العاملة أو الخريجين من المدارس السابقة وصلت إلى سن كبيرة ولديها وقت فراغ كبير تشعر من خلاله بالضيق وقد تتصرف بسلوكيات لا ترضي الأسرة ولا من حولها، فإذا ما وجدت تلك الكوادر القادرة على امتصاص تلك الطاقة وتحويلها إلى طاقة منتجة تفيد المجتمع والعمل على تأهيل الشباب للعمل في الكثير من الأماكن التي لا تتطلب أموراً ذهنية أو كتابية، بل تعتمد على التقنية اليدوية، مما يساعدها على الإحساس بالثقة بالنفس والقدرة على الإنتاج والإبداع، وحتى نستطيع أن نحول نظرة الشفقة والعطف إلى نظرة الحق في الحياة.
516
| 13 مايو 2012
الأضواء والمصابيح تنتشر على سور البيت الذي تزيد مساحته على ألف متر مربع لا يفصل بين الواحد والآخر إلا نصف متر فقط، تظل مضاءة طوال الليل، ناهيك عن تلك التي تعلو المنزل. وأضواء زُين بها البيت لفرحة أهله بزفاف أحد أبنائهم لا تطفأ لمدة تزيد على أسبوع. ومياه جارية من البيت إلى خارجه بحجة غسل الحوض والسيارات، وأنابيب معطلة تظل المياه تقطر منها لمدة طويلة دون أن يلتفت إليها أحد لتصليحها للحفاظ على تلك المياه التي تذهب هباءً منثوراً. لابد أن تظل أيدينا دائماً مرفوعة إلى السماء تحمد الله عز وجل وتشكره على النعمة التي نعيش فيها في هذا البلد الغالي الذي تضع قيادته الرشيدة نصب أعينها رفاهية وراحة المواطن وكل من يعيش على أرضه ويتمتع بخيراته، فالنعمة التي نحياها ولنظل ننبض بالحياة هي نعمة الماء والكهرباء التي وفرت لنا الخير والرفاهية وأنعشت الكثير من المشاريع والخطط التنموية، هذه النعمة التي حرم منها الكثير من الشعوب التي تتوق إلى الضوء والمياه النظيفة العذبة والتي والحمد لله تتوافر لدينا، وأنفقت من أجلها المبالغ الطائلة من أجل أن تصلنا نقطة المياه التي تمت تحليتها من مياه البحر، خاصة أننا بلد تشح فيه المياه العذبة، ونحن نتمتع بالمياه بشكل لم يتمتع به الإنسان في أوروبا كما قال وزير الطاقة والصناعة إن معدل استهلاك الفرد في قطر للمياه يبلغ 320 لترا في اليوم الواحد وهو رقم يناهز ثلاثة أضعاف معدل استهلاك الفرد للمياه في أوروبا. وكذلك الحال بالنسبة للكهرباء التي لا يمكن لأحدنا الاستغناء عنها كما هو الحال بالنسبة للمياه العذبة، فهذه النعمة قد وفرت لنا ونحن لا ندرك الكيفية والإنفاق الذي يكون عليها لتصل إلينا، ومازلنا نتذكر تلك الأيام في السبعينيات حيث كان الانقطاع المتواصل للكهرباء وكنا نجهز "الفنر" قبل المغرب تحسباً لأي انقطاع فيها، ولكن الشكر والحمد لله على ما يتوافر لنا منها بفضل وعي وإدراك القيادة الحكيمة لهذا الوطن. ومن هنا لابد من دعم ومناصرة الحملة التي تطلقها كهرماء لمدة خمس سنوات تحت عنوان "ترشيد" من خلال الحملة على ما نعيش فيه من رفاهية وراحة بتوافر الكهرباء والماء، خاصة أن هذه النعمة تأتينا بالمجان دون أن تكلفنا أي مبلغ، بعكس الغير من الدول التي يعاني فيها المواطن من تكلفة الكهرباء والماء ومن هنا يقوم بالمحافظة على هذه الخدمة من خلال إطفاء الأضواء والترشيد في استهلاك المياه بشكل لا تذهب المياه بلا داع إلى المجاري "أعزكم الله". إن الواجب علينا نحن كمواطنين بالذات أن نحاول ترشيد الاستهلاك في المياه من خلال توعية الأبناء والخدم في مثل هذا الاستهلاك وأن نكون القدوة في ذلك، والمحافظة على استهلاك الكهرباء من العمل على إطفاء الأضواء في المكان غير المستخدم وكذلك الأمر في المكيفات وأجهزة التلفاز التي للأسف تظل تعمل طوال اليوم دون توقف حتى إن لم نكن موجودين في الغرفة أو حتى في البيت، والبعض قد يترك بعضها مضاءً وهو في إجازة قصيرة. فالترشيد في هذه النعم سوف يعود علينا بالخير وتستمر مواردنا في العطاء ولنحافظ على مواردنا الطبيعية والبيئية حتى نستطيع الاستمرار في توفير احتياجات البلاد في مختلف المجالات، حيث إن الماء والكهرباء أساس الحياة في كل شيء. ونعمل على غرس مفاهيم الاقتصاد في الاستهلاك من خلال المدارس والمؤسسات الاجتماعية ووسائل الإعلام والتوعية المباشرة، حتى نكون جميعاً على قدر المسؤولية ولتبقى قطر تنبض بالحياة.
505
| 06 مايو 2012
منذ أكثر من ست سنوات وهو يعاني الأمرين مع المقاولين الذين يقومون ببناء بيته الذي حصل عليه بضمان راتبه في الدولة، واستحق القرض، فقد منى نفسه وهو يقرأ اسمه مع المنتفعين بالسكن الحكومي والقرض والأرض، أن ينتهي من بيته ويوفر لأخوته الآخرين في المنزل مكاناً لكن تلك الأمنية لم تتحقق حتى الآن وذلك بسبب تلاعب المقاولين تهرب بعضهم من المسؤولية، بل الهروب للخارج وهو لم ينه عمله، وبذلك خسر كل القرض وما زال ينتظر المقاول المناسب الذي لا يراوغ وينجز عمله بكل إخلاص وأمانة كما يدعي الكثير من هؤلاء في إعلاناتهم. لقد ابتعد البعض عن بناء المنزل الخاص به وانتهى بشراء منزل جاهز البناء رغم عيوب ذلك والجودة غير الكاملة في مثل هذا المنزل، لكنه ناء بنفسه عن المتاعب والمشاكل والقضايا التي مازالت تدور في أروقة المحاكم بين المقاولين وأصحاب المنازل كون الأوائل لم يؤدوا عملهم كما يجب، وكثرة الأخطاء الفنية في البيوت والمشاريع التي تقام بسبب الغش التجاري والضمير الميت الذي اتخذ من الشيطان ولياً، وابتعد عن طريق الرحمن، وارتسمت أمام عينيه زينة الدنيا بالربح السريع المريح الذي لا يخسر المبالغ المتفق عليها، واسترخص المواد التي يبنى بها، وقد يتعاون مع مقاول بسيط الكفاءة من الباطن لينهى العمل وهو لا يفعل شيئاً، وتقع المصيبة على المواطن المنتظر لمنزل العمر. إلى متى سيظل ذلك التلاعب في إنشاء الشوارع ثم إعادة "تدميرها" ومن ثم العمل على إنشائها مرة أخرى، تظل بعدها الشوارع في حالة يرثى إليها وتظل شوارع قطر دائماً في حالة من الإغلاق والتصليح، و"أمامك طريق مغلق"!؟ وإلى متى سيظل المواطن يدور في حلقة مفرغة من أمثال هؤلاء المقاولين المراوغين الذين استحلوا المال الحرام، وباعوا ضمائرهم للشيطان، وغشت عيونهم شهوة الربح بأقل جهد ممكن وأقل جودة في عملهم. ونحن نسير في شوارع الدوحة، نرى مشاريع تنشأ، وفي نفس الوقت تجرى على بعضها التعديل والترقيع لأنها تشققت جدرانها قبل أن تنتهي، إنه لأمر مؤلم على النفس، أن نرى بلادنا وهي في حالة دائمة من الترقيع في الشوارع والمنازل الجديدة التي تظهر عيوبها بمجرد هطول نقطة بسيطة من الأمطار. إن ما يجري في قطر من مشاكل في البناء ومع المقاولين سواء الشركات الخاصة أو الشركات التي تقع عليها مناقصات مشاريع الحكومة، كل ذلك لا نراه في الدول المجاورة الشقيقة، فالشارع عندهم ينشأ ويكون في أفضل حالاته ويظل هكذا سنوات، ولا توجد قضايا بناء في المحاكم ناهيك عن رخص سعر بناء المنازل والمشاريع الخاصة التي ترتفع عندنا بشكل جنوني ولا أحد يستطيع أن يوقفها، وتأكل أموال الناس والدولة كما تأكل النار الخشب. إن ما يجري ونراه يؤلم النفس ويثير فيها شيء من الإحباط وقلة الأمل في امكانية الثقة في أحد من أمثال هؤلاء المقاولين لبناء منزل نحلم به، ونأمل أن ينتهي في الوقت المحدد. ولكن يجب ألا يكون اليأس طريقنا، بل نوسع طاقة الأمل، بوجود من هم مازالت ضمائرهم مع الرحمن تتقيه وتخشاه.
633
| 29 أبريل 2012
ما أروع وأجمل أن نرى قطر خضراء مزهوة باللون الأخضر والألوان الجميلة تملأ جوانبها في الحدائق الغناء التي تجذب إليها كل من يعيش على أرضها ويتمتع بخيراتها التي أنعم الله عز وجل بها عليها، فمن صحراء قاحلة حارقة إلى جنة وبساتين وحدائق حيث تبذل القيادة الحكيمة لهذه البلاد جهدها وجل ما لديها من امكانات لتوفر مزيدا من الراحة والاستجمام ولو من خلال الاستمتاع بالطبيعة وتطويعها بما يمكن أن يجعلها مجالا للجذب والترفيه وقطر لم تقم فقط منذ سنوات بهذا الجهد بل كانت منذ بداية نهضتها تعمل على ذلك وما حدائق المنتزه للعائلات والأطفال وحديقة الحيوان التي يغطيها اللون الأخضر إلا شاهد على ذلك منذ بداية الستينيات. وفي فترة من الراحة والاستجمام والاستمتاع برفقة الأسرة، كانت وجهتنا إلى حديقة جديدة، لم نكن نتوقع أن تكون بهذا التنسيق وحسن الهندسة والبناء واختلاف المناطق حسب الأعمار والأذواق، نعم أنها حديقة المتحف الإسلامي التي جمعت بين كل تلك المنظومة الرائعة لتعطيها رونقاً جميلاً أدهش كل من يزورها وخاصة وقد تضمنت نواحي ترفيهية للأطفال والشباب ونزهة رائعة في البحر على متن الزوارق البلاستيكية لتعطي زائرها المتعة وتغير الروتين اليومي الذي يعيشه المواطن والمقيم طوال الأسبوع. كنت أشعر بأن كل من يسير في هذه الحديقة أو يجلس على الحشائش والمسطحات الخضراء ويلهو مع أطفاله، أو يأخذ نزهة في البحر أو يتخذ مشواره للتريض وإطلاق قدميه، كل هؤلاء تمتلئ نفوسهم بالفرحة والسرور، وقد انزاح من داخلها كل ما تراكم من مشاكل وهموم وتفكير، ونسي أو تناسى ذلك وسط هذا الجو المبهج. لقد كان المنظر رائعاً على البحر خاصة وأنت تنظر إليه من مرتفعات خضراء وكأنك في جزيرة في إحدى الدول الآسيوية ويا حبذا لو اكتملت روعة ذلك المنظر بشكل من "النوافير الراقصة" التي تنبع من البحر وتعطي شكلا مميزاً لذلك المنظر ولزادت متعة الزائر وبهجته. إن وجود مثل هذه الحديقة بجانب متحف الفن الإسلامي مكملا له ومضيفا للإحساس الجميل عند مشاهدة ذلك الفن، إن منظر الحديقة وما تحتويه هو جزء من الفن الإسلامي ذاته. ولا شك أن الدولة لن تتوقف عند هذه الحديقة، فالمشاريع البارزة التي نراها قيد الإنشاء والتشييد تعطي دلالة قوية على أن هناك حدائق جديدة ستنتشر في الدوحة ومدن قطر الأخرى ولا يمكن الآن أن تمر في أحد الأحياء وتراه خالياً من حديقة جهزت لساكنيه. وليس ببعيد أن نرى قريباً الحلم وقد تحقق وأصبحت كل قطر خضراء كما تريدها القيادة الحكيمة، وتُسخِّر الجهود الكبيرة لتحقيق ذلك الحلم، فما أجملك يا بلادي "قطر"، وما أحلى ما ينطق به لساني هو اسمك يا "قطر".
1136
| 22 أبريل 2012
رجل يمثل الدين والمفروض فيه من يقوم بإيصال رسالة الإسلام بصورة هادفة إلى المجتمع والذي يتوجه إليه الناس للتفقه معه في الدين وطلب النصيحة وممن قال فيهم الله عز وجل (اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) وهم من نحترمهم ونقدرهم في المجتمع، نجد هذا الرجل يظهره الإعلام المدسوس بصورة سيئة مرفوضة تمثل كل القبح في هذه الحياة، فهو يكذب وينافق ويدافع عن الباطل ويعذب الناس ويلجأ للقتل من أجل دوافعه وغرائزه، ويدعي أنه يحمي المجتمع ويدافع عنه أكثر من رجال الأمن، ويثير البلبلة في المجتمع حول هؤلاء الرجال كونهم غير قادرين على حمايتهم. بل انه يجعل من نفسه مقدساً لا يمكن لأحد أن يتجرأ ويمسه بكلمة ويرفض له طلبا، وانه – ونستغفر الله – هو المسيطر على الناس، المتحكم في مصائرهم الذي يدير المكائد من أجل أن يصدقه الناس ويستخدم وسائل الإرهاب والتخويف من أجل إطاعة أوامره، ومن يرفض كلامه ويناقشه ويبدي رأيه فهو "آثم آثم". إن مثل هذا النموذج لا يمكن أن يكون موجودا والحمد لله في مجتمعاتنا إلا فيما ندر وهم معروفون، ولا يمكن أن يخدعوا الناس، فالشيخ عندنا هو الرجل الذي أعطاه الله تعالى القدرة على العلم في الدين والتفقه فيه، والذي يعتد به الناس ويتوجهون إليه لطلب الفتوى في أمور دينهم ودنياهم، وان ادعى كاتب مسلسل "أكون أولاً" أن ذلك الشيخ يمثل الذين يرتدون عباءة الدين لأغراض معينة في نفوسهم، فلا يعني ذلك أن نركز على مثل هذه الشخصيات السلبية في المجتمع بهذه الصورة، التي ترفضها القلوب وتشمئز منها النفوس، ولا يمكن أن يوجد جهل كامل كالذي يعيشه أهالي تلك القرية المزعومة في المسلسل الذين يتركون هذا "المدعي"، يتحكم فيهم، فالحمد لله نحن المسلمين نستخدم عقولنا وقلوبنا حتى لو لم نكن على قدر من العلم والتعليم، ولقد عاش أهلونا الماضي تحت رعاية شيوخ استطاعوا أن يفقهوا الناس في الدين ويقدموا الخير لهم ويفقهوهم في دينهم ودنياهم، وأن يؤسسوا في نفوسهم حب الله عز وجل ورسوله والصحابة والتابعين ويحافظوا على أجمل صورة للإسلام، إلى متى سيظل هؤلاء مثيرو الفتن ممن يدعون أنهم رجال فكر وإعلام وقادة للرأي يسيئون إلى الإسلام ورجاله ويشوهون صورتهم وأفكارهم، ويثيرون في نفوس الجيل الجديد – الذي يتعرض للكثير من الغزو الثقافي الغربي الهادف إلى القضاء على هذا الدين الحنيف، ويحاول الكثير من الأسر والقائمين على التربية والتنشئة الحفاظ على هويتهم. نقول يثيرون الفكرة الخاطئة لمثل هؤلاء الرجال الذين يهدفون إلى نشر الإسلام وشرح أهدافه السامية والذين استطاعوا والحمد لله أن يؤثروا في نفوس الشباب ويعيدوهم إلى جادة الصواب ونراهم على قدر المسؤولية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، اللهم إلا قلة قد "تندر" كثيراً ممن قد يسيئون إلى تلك الصورة المشرقة لهؤلاء الرجال؟! ألا يكفي ما يعتمل في نفوس هذا الجيل من الكثير من التناقضات التي جعلته لا يدرك الصواب من الخطأ، ليأتي أمثال هؤلاء مدعي الفكر، لإثارة مثل هذه الفتنة المبغضة والصورة المرفوضة للقائمين على رفع راية الإسلام، ألا يمكن أن نقدم صورة مشرقة عن هذا الدين بحيث يمكن للجيل الجديد الاقتداء بها، وليس إثارة القرف في نفوسهم، وأن نقدم النصيحة بصورة أفضل، بحيث نحافظ على قيمنا ونرسخ في أذهان أطفالنا وشبابنا الصورة الفاضلة للدين الإسلامي.
314
| 16 أبريل 2012
الفرحة لم تسعني وأنا أدخل أحد المجمعات التجارية، وأرى تلك الوجوه الشقيقة المنتشرة شباباً ورجالاً ونساءً وأطفالاً، نعم إنها الوجوه التي وجدت في قطر بلادنا وجهتها للتمتع والاستجمام والترفيه فحزمت حقائبها وتوجهت إلى الحدود القطرية التي استقبلت الحشود الشقيقة التي ترحب بها قطر وتفتح لها صدرها وقلبها وبالطبع فإن هؤلاء الأشقاء وغيرهم ممن اختاروا قطر وجهة للسياحة لهم، لا شك أنهم توقعوا أن يجدوا في قطر كل ما سمعوا عنها من أماكن للترفيه والاستمتاع وقضاء وقت سعيد وممتع وخاصة ممن لديهم أطفال يريدون الترفيه عنهم من عناء الدراسة وإتاحة المجال لهم باللعب واستخراج ما لديهم من طاقة ومن ثم تجديد نشاطهم. والحمد لله أن أصبح لدينا في قطر العديد من الأماكن التي يمكن أن يجد فيها السائح فرصة للتمتع والراحة والاستجمام، خاصة بعد زيادة عدد الفنادق والشقق الفندقية التي أحيانا قد تكون غير شاغرة من كثرة المترددين عليها، وإنشاء أماكن الترفيه، وما شهرة سوق واقف التي وصلت الكثير من الآفاق إلا جزء بسيط من الاهتمام الذي توليه الدولة للسياحة وتنشيطها في الكثير من المجالات، ومع ذلك فإن هناك أيضاً العديد من الاحتياجات التي لا بد منها لأن تكون هناك سياحة نشطة تقوم على استراتيجيات متطورة لزيادة المنشآت السياحية، واستثمار البيئة القطرية في ذلك من خلال إقامة المنتجعات على الشواطئ الجميلة، وتكثيف إقامة المرافق السياحية في أغلب المدن القطرية بحيث يمكن للسائح أن يتنقل في أرجاء قطر ولا يقتصر وجوده في الدوحة، فالمدن الأخرى تتمتع بمقومات سياحية قد تضاهي مدينة الدوحة التي تعاني من الازدحام الكبير في ظل توافد الأشقاء والسياح، كما أنه لا بد من وجود أماكن ترفيه للأطفال ومدينة ألعاب يمكن أن تلبي الاحتياجات الخاصة لمثل هؤلاء الأطفال، بدل تلك التركيبات المؤقتة للألعاب المنتشرة في المجمعات التي تنهب جيوب الأمهات والآباء الذين يضطرون أحياناً إلى الاقتصار على مرة واحدة في الشهر لاصطحاب أطفالهم لمثل تلك المجمعات حتى يتمتع هؤلاء الصغار بهذه التركيبات التي قد تكون أقل من الجودة المطلوبة وقد تتسبب في أذى للأطفال – لا سمح الله – كما حدث من قبل في أحد الأماكن الترفيهية. إن بلادنا قطر تسير في تطور كبير يشهد به الكثير من الخبراء والمختصين، وهي تستعد لتحقيق الرؤية الوطنية الشاملة في مختلف المجالات، وهنا نحن نشاهد العديد من الإنجازات كبداية لتحقيق تلك الرؤية من إنشاء الحدائق وأماكن الترفيه، والرعاية الصحية للقوة البشرية وتحقيق الرفاهية الاجتماعية لها، ومنها الناحية السياحية التي هي مسؤولية الهيئة العامة للسياحة والمعارض التي للأسف نجد أن دورها غير واضح في الكثير من النواحي السياحية والترفيهية بل الغالبية من المناشط التي يتمتع بها السياح قد تقوم بها جهات أخرى في البلاد، كل حسب اختصاصه، ولا يوجد هناك للأسف التنسيق المتكامل بينها وبين تلك الجهات في كثير من الأوقات. إن الأمر يحتاج لمزيد من العمل من قبل الهيئة وتوفير كل الوسائل التي تحسن مستوى السياحة وتطور استراتيجياتها وتعمل على رفع مستوى الترفيه وأماكن السياحة، وزيادة الفعاليات لزيارة الأماكن التراثية والتاريخية التي تزخر بها بلادنا، ونأمل أن نرى ما يتمناه كل مواطن ومقيم وسائح قريباً.
349
| 08 أبريل 2012
اليوم يبدأ معرض قطر المهني الذي بدأ من سنوات من أجل طرح الوظائف الشاغرة وإتاحة الفرصة لمن لديهم الكفاءة لشغل هذه الوظائف بالتقدم إليها من خلال أماكن العمل سواء الوزارات أو المؤسسات العامة والخاصة، ولا شك أن هذا المعرض فرصة عظيمة لمن ينتظر فرصة للعمل وقد أنهى دراسته، والحقيقة لقد تصور الكثير من الناس أن هذا المعرض هو الأمل الحقيقي في تحقيق فرصة للعمل لمن تقدم إلى الجهات العارضة في المعرض، ولكن للأسف ظل الكثير من الخريجين والخريجات قعيدي المنازل، يأكلهم الهم وتتكالب عليهم الضغوط، ويتراكم اليأس في نفوسهم وهم يتقدمون كل عام لمثل هذا المعرض وجهاته المختلفة التي تعرض خدماتها، ولكن لا مجيب، بل إن بعض تلك الجهات تطلبهم للمقابلة، ويتم ذلك ولكن النتيجة عدم وجود فرصة للعمل كيف ذلك لا ندري؟ بل البعض قد يدري، لأن هناك من شغل تلك الوظائف من المعارف وأقرباء ذوي المصالح. فلماذا لم يلتفت مسؤولو تلك الجهات لمثل هؤلاء الخريجين والخريجات الذين قضوا سنوات في الدراسة ويحدوهم الأمل لخدمة وطنهم وأسرهم ورد جميل ما قاموا به لهم؟! يقول مسؤولو المعرض هذا المعرض لن يكون تمثيلية، نأمل ذلك، وهل هذا يعني أن ما كان قبل هذا المعرض في السنوات الماضية كما قلتم "تمثيلية واستعراض وكما يقول (شود)". إن الحرى بكل الجهات التي تعرض خدماتها وما لديها من وظائف شاغرة سواء في الوقت الحاضر أو المستقبل، أن تستقبل الجميع وتفتح صدرها سواء كان المتقدم قطرياً أو مقيماً، وخاصة إن كانوا من أبناء القطريات الذين قضوا سنوات حياتهم في هذه البلاد ويرجون أن يردوا ما قدم لهم، خاصة من كان يعمل آباؤهم في خدمة هذا الوطن سنوات طويلة، كما أن هناك من حاملي الوثيقة القطرية الذين يعيشون على تراب هذا الوطن وهم لا يعرفون لهم وطناً آخر غيره، لديهم الكفاءة والقدرات التي تؤهلهم لشغل الوظائف المطروحة، بالإضافة إلى المقيمين في البلاد منذ سنوات طويلة يعمل أهلهم في الوطن دون كلل أو ملل وهم يأملون أن يأخذ أبناؤهم نصيبهم في خدمته. فلماذا نحبذ استقدام مثل تلك الكفاءات من الخارج ونكلف أنفسنا سفر هؤلاء وقدومهم، وإيجاد أماكن السكن لهم ومن ثم الكثير من التأمينات، ونحن لدينا من يقوم بعملهم ذلك دون حاجة لمثل تلك التكاليف. والغريب في الأمر أن كل الإعلانات التي تنشر في الصحف بغرض الحصول على فرصة عمل تشترط في المتقدم الخبرة لعدة سنوات وإجادة اللغة الانجليزية تحدثا وكتابة، وبشرط أن يكون المتقدم قطريا، فكيف يكون لدى هذا الخريج القطري خبرة لسنوات وإجادة للغة بما هو مطلوب وهو لم تمر إلا شهور قليلة على تخرجه من الجامعة؟ إن الخبرة وإجادة اللغة يمكن أن تأتي تباعاً بعد أن يحصل على فرصة العمل، حيث تقوم الجهة الحكومية أو المؤسسة بتوجيهه إلى معهد التنمية الإدارية التابع للأمانة العامة لمجلس الوزراء لتدريبه وتأهيله في الكثير من الدورات المتنوعة التي تزيد من قدراته وتساعد على أداء عمله، ومع زيادة العمل ومرور سنة أو سنتين لا شك أنه ستتكون لديه تلك الخبرة والإجادة. فالأمل في الله أولاً ومن ثم في المسؤولين من ذوي الضمائر الحية النظر في الطلبات بعين الاهتمام والموضوعية والبحث عن الكفاءات وتطويرها، وأن يكون هذا المعرض فعلاً فرصة نادرة ومتاحة للحصول على أمل حقيقي للعمل في إحدى الوزارات أو المؤسسات.
376
| 01 أبريل 2012
أطفالنا وشبابنا هم ذخر المستقبل وبناؤه، وهم من نسعى لإسعادهم وتوفير الكثير من الاستراتيجيات التنموية لمستقبلهم، هؤلاء يحتاجون إلى الحماية والحفاظ على قدراتهم من كل ما قد يدمر حياتهم ويقضي على مواهبهم وإمكانياتهم من يأتي من الخارج وينتشر في الداخل. والمواد المخدرة والمركبة تسبب الكثير من الأخطار على هذه الفئة الواعدة، ومن أجل ذلك كان المؤتمر الأول لتأثير المواد المركبة على النشء الذي نظمه مركز التأهيل الاجتماعي والعوين، ومما لا شك فيه أن ذلك المؤتمر مهم جداً، خاصة وأنه يسلط الضوء على مخاطر المخدرات والمواد المركبة التي يساء استخدامها والتهديدات على الأطفال والمراهقين والشباب، ومحاولة إيجاد الآلية السليمة للحد من تلك المخاطر، إضافة إلى تبادل الخبرات بين الدول حول هذه المخاطر وكيفية التصدي لها. ولقد وقف شعر رأسي دهشة واستغربت من المواد التي عرضت وهي تستخدم الاستعمال العادي في المجتمع، وكيفية تركيب المواد المخدرة، ومن ضمنها ما قد يتعلمها النشء بسهولة – للأسف – بجانب ما عرض خلال المؤتمر من مواد وعصائر وحلويات وشيكولاتة مصنوعة من المخدرات وقد يتناولها الطفل أو الشاب أو أي إنسان عادي وهو لا يدرك ما تحتويه، وبالتالي يصبح مدمناً عليها بدون وعي، وتسبب الحوادث المميتة لأنها تصيب من يتعاطاها بالاضطراب. ولا شك أن المؤتمر قد ركز على أهمية دور الأسرة في المقام الأول في وقاية الأبناء من خطورة هذه المواد والمخدرات والانحراف عن الصراط المستقيم بتأثير رفاق السوء ووسائل الإعلام والأفلام وغيرها، فهي الخط الدفاعي الأول لهم، لأنها بمراقبتها للأبناء وإشرافها على كل ما قد يتناولونه، وإجراء الحوار والنقاش معهم، تستطيع أن تضع يدها على الخلل وتبدأ في معالجته من البداية بالإضافة إلى متابعة هؤلاء الأبناء في المدرسة التي تقع عليها مسؤولية التوعية والإشراف والرقابة المستمرة، خاصة في سن الطفولة والمراهقة لأنها الفترة التي يمكن أن يتم التأثير عليهم فيها ويقعون في براثن المخدرات – لا سمح الله. وخيراً فعل المؤتمر عندما استضاف رجال الجمارك الذين هم أول من يستقبل تلك المواد المركبة والتي قد يدس فيها السم داخل العسل، من أجل التصدي لمواجهة تلك الهجمة الغربية المدعومة من الداخل من قبل أناس ماتت ضمائرهم ووضعوا الربح السريع والحرام هدفهم، وحتى لو ضاعت الأجيال وانهار المجتمع. وسلط المؤتمر من خلال أوراق العمل الضوء على أهمية تفعيل التوعية ببرامج النشء والشباب في وسائل الإعلام وتوفير مراكز ترفيهية ذات فائدة اجتماعية وبدنية يستطيع فيها الأطفال والمراهقون البعد عن الفراغ، وعن رفاق السوء الذين قد يجرونهم للدمار وهم غير مدركين للخطر. إن المؤتمر استطاع من خلال تبادل الخبرات بين الخبراء في هذا المجال، محاولة إيجاد وسائل للتصدي لمثل تلك المخاطر، وحماية النشء منها والمحافظة على الثروة البشرية في الوطن العربي التي هي أساس التنمية الوطنية، فكيف يقوم مجتمع وينهض وأبناؤه في بئر الادمان واللاوعي والضياع. وحبذا لو كان هذا المؤتمر ضم البعض من الأسر التي تعاني من مشكلة أبنائها في الادمان وذلك حتى تدرك تلك المشكلة وتحاول أن تجنب أبناءها الآخرين ذلك، وتكون وسيلة للتوعية المجتمعية بالإضافة إلى غالبية الاختصاصيين الاجتماعيين في المدارس والقائمين على البرامج التوعوية في وسائل الإعلام المختلفة. ونأمل ألا تظل توصيات المؤتمر داخل الأدراج وفي ملفات الكتب دون تفعيلها على أرض الواقع والاستفادة منها في وضع استراتيجيات حماية للأبناء والأجيال من خطورة تلك المواد، والشكر مقدم لكل من شارك في ذلك المؤتمر ولمركز التأهيل الاجتماعي الذي أدرك تلك المشكلة الكبيرة التي بدأت للأسف تدمر الشباب بل والصغار من خلال تعاطي مواد قد يكون استخدامها عادياً في الواقع.
420
| 25 مارس 2012
يفرح القلب عندما يرى إنجازاً كبيراً في مجال الخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين في هذا الوطن الغالي، التي تسعى القيادة الحكيمة لأن تقدمها على أكمل وجه، فما بال الحال إذا كانت تلك الخدمة في مجال الرعاية الصحية التي هي الأغلى لدى الإنسان، فلا شيء يعادل صحته، وعافيته، ولا يمكن أن تنفعه الأموال ولا الأولاد إذا ما ذهبت تلك العافية وقلت الصحة! والخدمات الصحية هي الأكثر تعرضاً للنقد والتذمر من قبل الناس، حيث إنهم في حالتهم المرضية يريدون أن تتوافر لهم الرعاية التي تقلل من آلامهم وتنقص من معاناتهم. والدولة لم تقصر في هذه الناحية وتبذل الكثير من أجل ألا تكون تلك الخدمات ناقصة، فها هي المستشفيات التي تتزود بأحدث المعدات وأفضلها، والكوادر التي تتسم بالكفاءة والخبرة، رغم ما قد يقال عنها، خاصة فيما يتعلق بالتشخيص، مما قد يضطر معها الإنسان إلى التوجه للمستشفيات الخاصة أو العلاج في الخارج إذا ما توافرت الإمكانية المادية، ناهيك عما تقدمه المراكز الصحية التي تطبق نظام (طبيب الأسرة) حيث إن أهالي المنطقة التي يوجد بها المركز يظلون متواصلين ومترابطين مع الطبيب، الذي يعرف حالاتهم ويظل متابعاً لها، بالإضافة إلى خدمة الإسعاف والطوارئ. واليوم، ينتظر الجميع مدينة حمد الطبية التي تستكمل فيها كل الخدمات الصحية والتخصصية، ويكون هناك مستشفى للأطفال وآخر لأمراض الكلى وغيرهما، ولقد سعد الجميع بافتتاح مستشفى القلب التخصصي الذي يجمع ما بين فخامة المكان وقمة الأداء من حيث الأطباء الذين لمسنا فيهم الخبرة والإدراك للعمل الذي يقومون به، ومحاولة الاستفسار من المريض عن كل ما يعاني منه بحيث يستطيع المريض إعطاء كل المعلومات المطلوبة مما يساعد ذلك الطبيب على حسن التشخيص وإعطاء العلاج اللازم، ناهيك عن الخدمات المتطورة التي تقدم من خلال الصيدلية، من حيث دقة التأكد من الأطباء خوفاً من أي خطأ قد ينشء ويسبب الخطر للمريض، وما أكثر ما كانت تحدث مثل تلك الأخطاء من قبل، وذهب ضحيتها البعض من خطأ تعاطي أدوية غير موصوفة من قبل الطبيب. وأكثر ما شدنا هو خدمات التمريض وغرف المرضى، التي تتسم بكل ما يحتاجه من أدوات وإمكانيات حديثة، تعمل على توفير الراحة لهم، بالإضافة إلى توافر غرف العمليات التي للأسف لم تتح لي الفرصة للإطلاع عليها، ولا شك أنها على أعلى المستويات في جراحة القلب التي تشهد لها العمليات التي أجريت فيها، ومنها عمليات القلب المفتوح على أيدي أمهر الأطباء، خاصة من أبنائنا المواطنين الذين يقودون هذا الصرح الكبير ويقومون بأكفأ الأعمال وهم على مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وهذا هو المعهود منهم، بارك الله في كل تلك الجهود، وزاد الله تعالى هذا الوطن الخير وأبقى ولاته ذخراً وسنداً.
434
| 18 مارس 2012
بأجنحته القوية التي حاول أن تظل هكذا، كان يحميهم ويضمهم إليه، لم يكتف بحنان والدتهم التي لم تقصر معهم بل كان هو الأكثر منها، بل إنه جعلها واحدة منهم، يحنو ويعطف عليها، ويخشى عليها وعليهم من أي بادرة خوف أو ألم أو شعور بنقص ما، احتواهم في عشهما الدافئ، أغدق عليهم كل أنواع الحياة، لم يستطع أن يقسو ولو لحظة إلا لمصلحة أو تأديب، كانوا أمامه يشبون، وهو ما زال لهم الحاضن الملتف بجناحيه حولهم، علمهم الطيران خطوة خطوة لم يفارقوه في أي مناسبة كانت، يقفون وراءه ويعرفهم بمن يقابله فخور بهم فهم العزوة له والذكرى الطيبة بعده. كان يقوى أجنحته ويغذيها ويدفع فيها كل نشاط، مهما كان يشعر من وخز لألم يحرك كل نبضات عروقه، ومع ذلك كانت تلك الأجنحة قبل أن يلفها حول صغاره ملتفة حول والديه، فهو المطيع لهما الملبي لطلباتهما، المتحمل لكل ما يمكن أن يشعرا به من ألم أو يلم بهما من مرض، فهو أول أبنائهما وأكبرهم ولابد أن تكون لهما الرعاية والحنان قبل غيرهما، أعطاهما حقهما، وشكرا له ذلك وكان يرد هذا الشكر بتقبيل أيديهما. برهما وخفض لهما أجنحته من الذل والطاعة وسمع ما يقولان له، وأكرمكهما في شيخوختهما حتى أخذ الله تعالى أمانته منه، وغابا عن الدنيا، وظل في ذكراهما، أدرك بقلبه الكبير أن الحب الذي يحتوي هذا القلب لابد أن يشمل الجميع من قريب وصديق، وأن هذه الحياة ما هي إلا لحظات نظنها سنوات، ولكنها تنقضي كما رمشة العين، فأصبح يغدق من هذا الحب ويعطي، ونسى أو تناسى في خضم كل ذلك نفسه، وظن ما فيه إلا لسعات من الألم لا تلبث أن ينطفئ لهيبها بمجرد ابتلاع نوع من الدواء، وسيعود قويا فارداً أجنحته على الجميع وأولهم صغاره، الذين كبروا وترعرعوا وصاروا شبابا وفتيات، وما زال ينظر إليهم كرضع مازالوا في المهد. يزداد يوماً بعد يوم هزالاً، ويتوه وسط ملابسه، ويكاد لا تبدو ملامحه داخلها، ويخفي ما في نفسه على كل من حوله وهو يذوب داخلياً وينصهر لدرجة الغليان حتى وصل إلى أقصى درجاته، فبدا الألم واضحاً، ولكن ما السبيل إلى إعادة ما كان سابقا، وقد قضى على كل شيء، فما عاد هناك أمل إلا في استبدال ما كان يغلي، فكانت المحاولات ولكن لا مناص عما هو كائن ومكتوب، فالقدر كتب له النهاية وأمر الله قد قضى، وأصبحت أجنحته التي كان يحاول أن تظل قوية منهارة وعاد ضاماً تلك الأجنحة ليفردها من جديد في جنات النعيم بإذن الله.
525
| 11 مارس 2012
اتصلت بها لأسأل عن أحوالها وأسرتها فردت وكلها فرح وسعادة رغم مرارة الكلام في حلقها التي أحسست بها قائلة: منذ أيام رجعت من الخارج بعد أن أودعت ابنتي في إحدى الكليات وأمنت عليها مع صديقاتها في سكن مناسب لتواصل دراستها التي كانت تحلم بها منذ الصغر، وأضافت: رغم صعوبة هذا القرار بدراستها في الخارج وبعيدا عني وهي وحيدتي، إلا أنني فخورة بها وسعيدة لسعادتها، فبلادنا قطر تحتاج خاصة في السنوات القادمة إلى كفاءات وقدرات مختلفة التخصصات لتحقيق رؤية قطر الوطنية لعام 2030م، التي قد لا تتوافر في جامعاتنا في الداخل. هنأتها بهذا القرار الصعب على النفس بابتعاد فلذات الأكباد والعيش في الغربة، إنه شعور مؤلم وقرار مرفوض من قبل بعض الأسر رغم رغبة الأبناء سواء الذكور أو الإناث وهؤلاء هن الأصعب في الأمر. لقد كان خروج الفتاة للدراسة في الخارج معضلة كبيرة خاصة في الستينيات والسبعينيات في بداياتها، وقد استطاع بعض هؤلاء الفتيات التأثير على آراء أسرهن التي وافقت في النهاية على قرار الابتعاث في الخارج، وقد أثبتت هؤلاء الطالبات أنهن على قدر من الثقة وحسن الظن وعدن إلى الوطن وهن يحملن الشهادة الجامعية التي أهلتهن ليكن الأوائل في العديد من التخصصات المختلفة منها الطب والإعلام والهندسة والمكتبات وغيرها، والتي كانت قطر في ذلك الوقت في حاجة إليها في التنمية وتطوير مجتمعها كما برهنت هؤلاء الطالبات أنهن على قدر من المسؤولية تجاه وطنهن الذي ينتظر منهن المساهمة والمبادرة في تقدمه وتطوره. واليوم نجد أن الأمر الصعب أصبح سهل المنال، وبادرت العديد من الأسر إلى السعي من أجل ابتعاث بناتهم إلى الدراسة بالخارج خاصة بعد المشاركة الكبيرة للمرأة القطرية في التنمية ومجالاتها، ولا يمكن أن تذهب الآن إلى أي قطاع إلا والمرأة القطرية تحتل فيه جزءا كبيرا وتساهم في إبراز قدراتها وامكانياتها وتبذل الجهد من أجل أن يكون عملها متقناً ومساهماً مع أخيها الرجل في أداء مسؤوليات العمل الملقى على عاتقهما. وهذا التطور الكبير في جعل القرار سهلاً، ذلك الدعم اللامحدود من قبل صاحبة السمو حرم صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخة موزا التي فتحت قلبها وعقلها للمرأة وقدمت لها الكثير من المساندة والتشجيع المتواصل في فتح مجالات كثيرة للعمل، وأتاحت لها الفرصة لتبرز إمكانياتها وقدراتها، وهيأت لها المجال المناسب للإبداع والبحث، وها نحن بنات قطر اللاتي أصبحن تحت الأضواء في مختلف الميادين سواء كان الطب أو البحث العلمي والاستثمار والأعمال والإبداع اليدوي والفني، فأصبح للمرأة القطرية المكان الأبرز في المجتمع، لدرجة أن البعض قد يحسدها على ما وصلت إليه كما جاء على لسان إحداهن من دولة عربية حيث قالت: نتمنى لو كانت لدينا سيدة مثل صاحبة السمو الشيخة موزا لتعطي المرأة حقوقها وتبرزها على السطح. وصدقت تلك السيدة، فها هي ابنة قطر تمثل الدولة سياسياً واجتماعياً وعلمياً وترفع اسم وطنها عالياً، وهذا هو الهدف والرؤية لصاحب السمو أمير البلاد المفدى وولي عهده الأمين ولسموها الكريم، أدامهم الله سنداً وذخراً لهذا الوطن وهذه الأرض.
405
| 04 مارس 2012
فكرة رائعة وقرار أميري صائب بوجود يوم للرياضة تقوم به المؤسسات الحكومية والخاصة بدعوة موظفيها لممارسة أنشطة رياضية، واعتبر هذا اليوم عطلة تصادف يوم الثلاثاء من الأسبوع الثاني من شهر فبراير من كل عام، ونحن كما قال سعادة الشيخ سعود آل ثاني أول دولة تخصص يوماً للرياضة، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على مدى اهتمام الدولة بالرياضة وتوفير الوعي الرياضي من أجل جسم سليم وعقل سليم، كما كنا نتعلم ونحن صغار أن العقل السليم في الجسم السليم. وهذا اليوم رغم أنه يوم رياضي، إلا أن الكثير من الجهات اعتبرته يوماً ترفيهياً وفرصة للقاء موظفي المؤسسات بعضهم ببعض والتعرف على جوانب المؤسسة من خلال الموظفين العاملين فيها، كما أنه مجال أن تتعرف أسرة الموظف على عمل رب الأسرة والمجال الذي يعمل فيه وزملاء مهنته مما يقرب في ذهنها مدى الجهد الذي يبذله من أجلها. ولقد أعاد هذا اليوم للعلاقات العامة دورها الذي تناسته الكثير من الجهات وركزت عملها فقط على التوجه الإعلامي بغض النظر عن الاهتمام بالموظفين ومعرفة مشاكلهم وإيجاد الفرصة لتعارف الإدارة العليا متمثلة في أصحاب السعادة الوزراء والوكلاء ومن ثم مديرو الإدارات على الموظفين والعكس صحيح، ومحاولة التعرف على مجال العمل والعقبات التي تصادف سيره أحيانا وذلك في جو بعيد عن الرسميات والمجاملات، فدور العلاقات العامة ليس فقط طلب رضا الجمهور الخارجي عن خدمات المؤسسة أو الوزارة، وتقديم الخدمات اللازمة بشكل جيد، ولكن للجمهور الداخلي متمثل بالمواطنين صغيرهم وكبيرهم، رجالهم ونسائهم، حق أن يعرف أحد مشاكله ويجد لها الحلول، ويعطيه شيئاً من الوقت للترفيه والاستمتاع في جو خال من المنغصات في العمل والتعرف على آراء الإدارة العليا في الموظفين والعكس صحيح، حتى تتم الشفافية والوضوح في العمل، بعيداً عن أي شيء قد يسيء للإدارة، ويصبح هناك الكثير من الغشاوة والضبابية التي تمنع من وصول مشاكل الموظفين واحتياجاتهم إلى تلك الإدارة، بالإضافة إلى طرح العلاقات العامة لمفاهيم وحلول يمكن أن تقضي على كل ما قد يشوه العمل، ويعطل مصالح الناس ويكون هناك شيء من حرية التعبير عما قد يشوب العمل من أخطاء ومحاولة القضاء عليها. واليوم الرياضي فرصة للقاء الإدارة العليا التي لابد أن تستغلها بشكل جيد وتتعرف على آراء الموظفين في سياسة المؤسسة أو الوزارة، وإتاحة الفرصة لهم لإبداء اقتراحاتهم حول تحسين العمل وتطويره، كما أنه مجال لتكريم الموظفين المتميزين في العمل، كحافز قوي لغيرهم من الموظفين، كما تفعل المؤسسات الأخرى التي تحرص على ذلك، بل أنها كثيراً ما تقيم الأسواق والمهرجانات الخاصة بكل مؤسسة يتشارك الموظفون فيها مع أسرهم، وبذلك تقوى العلاقات بين الإدارة العليا ومن يقوم بالعمل.
387
| 19 فبراير 2012
مساحة إعلانية
نعم، أصبحنا نعيش زمنًا يُتاجر فيه بالفكر كما...
6708
| 27 أكتوبر 2025
المسيرات اليوم تملأ السماء، تحلّق بأجنحةٍ معدنيةٍ تلمع...
2778
| 28 أكتوبر 2025
كان المدرج في زمنٍ مضى يشبه قلبًا يخفق...
2442
| 30 أكتوبر 2025
اطلعت على الكثير من التعليقات حول موضوع المقال...
1536
| 03 نوفمبر 2025
على مدى العقد الماضي أثبتت دولة قطر أنها...
1518
| 27 أكتوبر 2025
نعم… طال ليلك ونهارك أيها الحاسد. وطالت أوقاتك...
1464
| 30 أكتوبر 2025
في زحمة الحياة اليومية، ونحن نركض خلف لقمة...
1101
| 29 أكتوبر 2025
لا بد عند الحديث عن التصوف أن نوضح...
1056
| 27 أكتوبر 2025
“أبو العبد” زلمة عصامي ربّى أبناءه الاثني عشر...
984
| 27 أكتوبر 2025
بينت إحصاءات حديثة أن دولة قطر شهدت على...
921
| 27 أكتوبر 2025
أحيانًا أسمع أولياء أمور أطفال ذوي الإعاقة يتحدثون...
732
| 30 أكتوبر 2025
ما من ريبٍ أن الحلم الصهيوني لم يكن...
693
| 02 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية