رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مؤسساتنا.. 30 ثانية تصنع الفارق!

تفيض منصات التواصل الاجتماعي اليوم بملايين المنشورات والمقاطع القصيرة؛ يلقى بعضها صدى واسعاً، بينما يتلاشى كثير منها دون أثر. وهنا يبرز السؤال: «أين مؤسساتنا من هذه المعادلة؟». رغم أن العديد من الجهات والمؤسسات تضخ ميزانيات ضخمة في حملاتها الإعلامية، وتطرح محتويات تثقيفية وإعلامية خدمية أو اعلانية، إلا أن التفاعل غالبا ما يكون أقل من المأمول. وفي المقابل، نجد أن المنشورات العفوية التي يصنعها الأفراد عبر منصاتهم الاجتماعية الخاصة، تحقق انتشاراً سريعاً، وتترك أثراً أكثر عمقاً، فالسر هنا يكمن في أنهم ينطلقون من فهم حقيقي لاحتياجات متابعيهم، وتقديمهم المحتوى بلغة بسيطة ومباشرة بعيدة عن الرسمية والتعقيد، والمبالغة بالإخراج، والتي تعرف بلغة اليوم «Organic». يصبح لزاماً على المؤسسات والجهات في الدولة قبل إنتاج أو إطلاق حملة أن تستند إلى البحث والمتابعة ورصد رغبات الجمهور، واستشراف ردود الأفعال المتوقعة وغير المتوقعة، فنجاح أي محتوى لا يقاس بضخامة الإخراج أو حجم الإنفاق، بل بقدرته على ملامسة العاطفة والتعبير عن احتياجاتها، وتحقيق أعلى تفاعل، ومدى تأثير ذلك على الجمهور على المدى البعيد. لا أبتغي في هذا المقال التقليل من جهود أي جهة أو مؤسسة في الدولة، بل أناشد ضرورة الاهتمام بمحتوى المنشورات، واختيار النصوص والصور المناسبة لكل منصة، واستخدام أدوات الإعلان الرقمية بذكاء ودقة. فنجاح منصات التواصل الاجتماعي ليس رهيناً بالصدفة، بل يقوم على خوارزميات ذكية «سأخصص لها مقالاً لاحقا»، وهي التي تحدد التوقيت المناسب لقوة الانتشار والتأثير وفق معطيات علمية متخصصة. ختاماً: إن النجاح في عالم التواصل الاجتماعي اليوم لا يحتاج أكثر من 30 ثانية، فالجمهور اليوم أكثر وعياً وانتقائية، ويميل إلى الرسائل المباشرة والسريعة، فهل نحن مستعدون لها؟

168

| 13 سبتمبر 2025

مؤسساتنا.. 30 ثانية تصنع الفارق!

تفيض منصات التواصل الاجتماعي اليوم بملايين المنشورات والمقاطع القصيرة؛ يلقى بعضها صدى واسعاً، بينما يتلاشى كثير منها دون أثر. وهنا يبرز السؤال: «أين مؤسساتنا من هذه المعادلة؟». رغم أن العديد من الجهات والمؤسسات تضخ ميزانيات ضخمة في حملاتها الإعلامية، وتطرح محتويات تثقيفية وإعلامية خدمية أو اعلانية، إلا أن التفاعل غالبا ما يكون أقل من المأمول. وفي المقابل، نجد أن المنشورات العفوية التي يصنعها الأفراد عبر منصاتهم الاجتماعية الخاصة، تحقق انتشاراً سريعاً، وتترك أثراً أكثر عمقاً، فالسر هنا يكمن في أنهم ينطلقون من فهم حقيقي لاحتياجات متابعيهم، وتقديمهم المحتوى بلغة بسيطة ومباشرة بعيدة عن الرسمية والتعقيد، والمبالغة بالإخراج، والتي تعرف بلغة اليوم «Organic». يصبح لزاماً على المؤسسات والجهات في الدولة قبل إنتاج أو إطلاق حملة أن تستند إلى البحث والمتابعة ورصد رغبات الجمهور، واستشراف ردود الأفعال المتوقعة وغير المتوقعة، فنجاح أي محتوى لا يقاس بضخامة الإخراج أو حجم الإنفاق، بل بقدرته على ملامسة العاطفة والتعبير عن احتياجاتها، وتحقيق أعلى تفاعل، ومدى تأثير ذلك على الجمهور على المدى البعيد. لا أبتغي في هذا المقال التقليل من جهود أي جهة أو مؤسسة في الدولة، بل أناشد ضرورة الاهتمام بمحتوى المنشورات، واختيار النصوص والصور المناسبة لكل منصة، واستخدام أدوات الإعلان الرقمية بذكاء ودقة. فنجاح منصات التواصل الاجتماعي ليس رهيناً بالصدفة، بل يقوم على خوارزميات ذكية «سأخصص لها مقالاً لاحقا»، وهي التي تحدد التوقيت المناسب لقوة الانتشار والتأثير وفق معطيات علمية متخصصة. ختاماً: إن النجاح في عالم التواصل الاجتماعي اليوم لا يحتاج أكثر من 30 ثانية، فالجمهور اليوم أكثر وعياً وانتقائية، ويميل إلى الرسائل المباشرة والسريعة، فهل نحن مستعدون لها؟

96

| 12 سبتمبر 2025

زهرة نبتت من صخرة

قد تكون العناوين مثيرة للتساؤل وأخرى للجدل، وبعضها مثيرٌ للشفقة، ولكن يا عزيزي القارئ، الزهرة في العنوان اليوم، قد تكون أنت، أو شخصا من حولك، أثار إعجابك في لحظة من حياتك، وجعلت من قوته منهاجا لك، أو سببا في تغير نمطيتك في التعامل مع الحياة، والمواقف والبشر. وهي رمز رغم رقتها للثابتين والأقوياء أيضا والذين حاولوا بكل ما يملكون من قوة أن يتماسكوا ويبتسموا ويبتهجوا في هذه الحياة، رغم مرارة الأيام وصعوبة الليالي عليهم فنرى علامات الرضا على وجوههم، أما رمزية الصخرة فهي الظروف المحيطة.القصة تقول، أصيبت إحدى الأخوات بالسرطان، هذا المرض الذي حرمنا الأحبة، ويعاني منه كُثر، فملامحهم سُرقت منها الحياة، بسبب تأثير العلاج القوي على أجسادهم وملامحهم وضفائرهم وأرواحهم، فالبعض منهم أخذ هذا المرض بتحدٍ، والبعض باستسلام، ومنهم بعدم الرضا والعياذ بالله، ونتلمس بعضهم فقدوا المتع لأنهم تشربوا الموت مع العلاجات القاهرة لهذا المرض، ولكن الأعراض الجانبية قد تكون أشد مرارة على النفس.نرجع لصاحبة القصة، وطريقتها في تلقي خبر إصابتها بالسرطان، قالت: عندما تم اكتشافه ابتسمت، وبكيت، وابتسمت، ثم رضيت وحمدت الله على هذه النعمة، فالمرض جند من جنود الله، ظاهره ألم وتعب، وفي بواطنه الخير الكثير ونحن لا نعلم. تقول: تعاملت معه بجدية وصبر، وطلبت من المحيطين حولي بأن يكونوا ايجابيين أكثر مني، حتى أنعم بالإيجابية معهم، وكانت تقول «إن الله لن يخيب ظني، لأن بيني وبين الله تجارة لن تبور». كيف؟ تساءلتُ. قالت: عندما كنت أتصدق، وأساعد الناس، أبتسم، أجبر الخواطر، بارة بوالديّ، أساعد المحتاجين فهذه تجارة، وادعو الله كثيرا في الرخاء، وأدعوه منذ صغري بأدعية ادخرتها لهذه الأيام التي ستصعب علي، كالمرض والمعاناة والأدوية والعلاجات والمراجعات، ولكن النتيجة التي حصدتها أن الله لم يتخلَ عني في أشد الأيام مرارة، لأني كنت معه في الرخاء والشِّده وماكنت أبنيه مع رب العالمين كنت أراه، فالكيماوي مَرَّ على جسدي بردا وسلاما، والحمدلله رب العالمين شفيت منه تماماً بفضل من الله. بعد هذه القصة الملهمة، والتي جعلتني أتفكر في حالي وخجلت من نفسي، وحال من حولي، باستعجالنا الفرج وقلة الصبر في المصائب والمصاعب، فالله هو الرحمن الرحيم الجابر الشافي المعافي، فلماذا لا نجعل التجارة مع الله الضمان والربح لذواتنا ولحاضرنا ومستقبلنا في الدنيا والآخرة، وأن نستلهم من تلك القصص ونجعلها مصدراً لنا للثبات والاتزان والسعي والمبادرة في الخير حتى الممات، فجبر الخواطر له أجر عظيم فكيف لو قُرن هذا الفعل بنية الصدقة، ونية تخفيف المصائب التي قد تحصل، ونية الفوز بالجنة، فالتجارة مع الله لن تبور أو تُفنى، أو تُنسى. آخر كلام: عندما نتقوى بالله، ونؤمن بقدراتنا ونتقبل أنفسنا في حالات الضعف ونرضى بما كُتب لنا، ونحسن التعامل مع المصائب، هنا ستحصل المعجزات، وسنزهر وإن كانت كل الظروف صخورا.

330

| 29 نوفمبر 2024

الكرسي الموقر.. مع التحية

هناك الكثير من الأسئلة التي أود أن أسألك أيها الكرسي الموقر، حيث إنك لازمت أفكاري، وبت أطرح على ذاتي بعضا من الأسئلة، فلقد أثرت فضولي على نحو مستغرب. لماذا يتزاحم حولك مدعو النجاح، ويتقافزون للجلوس عليك؟، بلا قاعدة بلا أذرع لا يهم، الأهم الوصول إليك؟. أيها الكرسي الموقر، هناك من حركك لأحدهم تملقا في إحدى المناسبات الدولية، وبعدها نُصِّب ذلك الشخص ليكون مديرا. وهناك فتاة خجلى، من فرط خجلها وحبها لمساعدة الغير، احتضنت سيدة كبيرة وقدمتها على نفسها وأجلستها على كرسيها، وبعدها توجت هذه الخجلى وتزوجت من ابن تلك السيدة بسببك أنت. أنت أيها الجامد، الصامت، الكثير من الشائعات، القرارات، والحروب، والدمار، والإبداع والتنفيذ والتخطيط لا تحدث إلا بوجودك، أتعلم ذلك؟، أما الأشخاص حولك هم المتغيرون حسب الحاجة، المنصب، المصلحة، الغاية، الإبداع، لا يهم الأهم ثباتك. ألم تسأل نفسك، لماذا كل هذا الضجيج حولك؟، ولماذا يجلس هذا، ويصعد هذا؟ يتغير المحيط، الأوراق تكشف، والأسرار، وأنت صامد جامد لا تتكلم، ولكن مكانتك غالية، وصعبة أحيانا لا تُستطاع أو تُدرك. أيها الكرسي مع التحية، أريد أن أحييك، على هذا الصمت رغم الاختلاف والاتفاق، والظلم أحيانا، والشر، الكل يتهافت إليك بقوة، بتسلق بتملق، وأنت لا تتحرك، رغم قوتك وثباتك العجيب المستغرب في عالمنا هذا. البشر كثر، وطموحاتهم تصل لعنان السماء، ولكن هناك من لديه فرط شعور تجاهك، يتجاهلون العشرة، الصداقة، الأمانة والشرف، يتغيرون حسب الجلد المستخدم لك، ويتلونون أحيانا، وتراهم في وقت الحق صامتون وبلا أفواه، كأنهم أنت. • آخر كلام: الكرسي قد يرفع من مقامك، ويعظّم من شأنك، لكن ستظل إنسانيتك هي مقياسك في هذه الحياة، فهناك مجالس مكتظة بالكراسي بلا أُناس، وهناك مجالس عامرة وهي بلا كراسي.

276

| 11 أكتوبر 2024

«دكتور ربيعة الكواري.. ولمسة وفاء

بصمت بصمة وفاء في مقالك الصادر في يناير ٢٠٢١ بجريدة الشرق، «لوالدي جاسم صفر رحمه الله»، أيها الدكتور الفاضل، أكتب إليك، عل بعض الحروف الوفية تفي حقك، وكأنها مهداة من والدي إليك، والتي كانت ستحمل الجزء الكبير من الفقد والحزن، والاشارة لصداقتكما، وإنجازاتك، وعطاءاتك اللا محدودة، التي قدمتها وانغمست جل عمرك متفانيا في تقديمها للوطن والعالم، وسيعزي نفسه أولا ولهذا الوطن على فقدك. وفي عمودك «علامة استفهام» وفي ذات المقال، كنت تنادي وتطالب الجهات الثقافية والإعلامية في دولتنا قطر بأن لا تنسى أبناءها في أي الظروف، وأن تبادر تلك الجهات في احتضان كل المواهب والكفاءات قبل أن تدفن، لأنهم كما قلت رحمك الله «يستحقون نظير ما قدموا لبلدهم من مساهمات لا يمكن اغفالها». واشير الى أن الخلل ما زال قائما، وهناك الحاجة لاحتضان الأحياء في الساحة الثقافية، التي أصبحت مرهقة فقط بظهور الجديد المكتسح، وغياب العميق الثابت، الاعلام هي رسالة القلب، وهي الثبات المتوازن في الدول، وارتكاز الحصانة الفكرية، وعدم اتباع القطيع. الدكتور الفاضل، ووالدي جاسم صفر، «رحمكما الله» كنا نرى الحب يتدفق من بين أقلامكما، وحضوركما، وهيبتكما، كان العطاء الحب، والانتماء للوطن، وكان الهاجس الأعظم الحفاظ على هذه الحركة الثقافية ألا تخبت أو تنضب، وتظل الشعلة متوقدة بعد كل عمل أو انجاز، لينطلق هذا الفكر لسلسلة متتابعة من الابداع والاستمرارية دون توقف، رغم الشدة والظروف وأحيانا كثيرة اليأس كنتم خير محرك لحركة الثقافة في دولة قطر، وخير من يمثل الاعلامي القطري النزيه، الذي يحمل بين طياته هم العالم العربي، هم المواطن، الهموم كلها كانت تتمركز في قلوبكما، وكنتما تفيضان بها لنا، من خلال أحاديثكما، أعمالكما، إنتاجاتكما، وتلك الدراسات والشعر، والحرص على التدوين، وخلق «وطن» لا يتصدع من الرقي الفكري والثقافي والادبي والإعلامي. رسالة وفاء: كم كنت تلك الطالبة التي تتشاكس معك في الاعلام، وكنت كما عهدتك الأب والمعلم، صاحب الابتسامة، وكلماتك محفورة في ذهني لهذا اليوم «الإعلامي يجب أن يكون مثقفا، لديه معلومات كافية لتخوله ليصبح إعلاميا»، كنت أتعجب من طريقتك المختلفة في الشرح، كنت تبسط لنا الحياة المعقدة بأسئلة لا تقبل إجابة ثالثة إما نعم أو لا. رسالة وفاء: لكل من غادرنا اليوم وسيغادرنا غدا، هي رسالة لكل من يعيش هنا وهو يقدم بدمه، وروحه، لكل من ساهم في بناء اللبنة الأولى، نحن جيل اليوم علينا أن نفتخر بهم، نساهم ونشعل ونستمد النور من طريقهم قبل أن يغادرونا للأبد، نخلق من خبراتهم المنارات التي تنور طريق الاخرين، هم الهداة الاولون، وهم الأساس في كل فيض، وعلم، منتشر في الأفق. رسالة وفاء: لتلك القلوب المعطاءة، رسالة وفاء لكل شخص قادر على أن يحدث التغيير الذي لا يساهم في الانسلاخ من الأصل، والقيم والعادات والتقاليد، التغيير الذي تحتاجه الأجيال من قبل ومن بعد، التغيير الذي يجعلنا نفتخر، ونرتقي، نتراحم، ونتساعد، ونتمكن من رفع راية الثقافة ونجعل الإعلام وسيلة للتحسين، ودمح العنصرية، وتقليص كل الفجوات بين الأجيال والخبرات، علينا أن نبادر أولا في «حقن حق المبدعين في الدولة» ومن الان على الجهات المعنية أن تقدر كل الجهود المثمرة على أرض هذا البلد. آخر كلام: رحمك الله والدي وحبيبي جاسم صفر، ورحمك الله صاحب الابتسامة العذبة الدكتور ربيعة الكواري، اسكنكما الرحمن فسيح جناته.

447

| 27 أغسطس 2024

الجندي المجهول

هم بيننا شخصيات تتميز بالهدوء في الغالب وهم أكثر الأشخاص إنجازا ولا ينتظرون تقديرا ولا يسعون للفت الانتباه، بل ترى انجازاتهم تتقدمهم فهم دائما خلف صفوف الأوائل، والفائزون في الجوائز والمنافسات والبطولات والميداليات، مهتمون بالإنجازات لا الأوسمة، أو المكافآت، حتى عطاءاتهم اللامحدودة المخفية لا تتوج بالذهب، أو الشهادات. هل يجب أن يكون دورنا في الحياة العامة والخاصة، والحياة المهنية والأسرية، ومجالات العمل والانجاز، دور الجندي المجهول؟ وأن نكون في الصفوف الثانية والصفوف الخلفية أو المخفية، وأن نعطي بكل حب وتفان، وكأن العطاء جزء لا ينفك عن أرواحنا، وكأنه مسلمات ومتلازم بشخصياتنا دون أن تبرز أسماؤنا، أو يشار لها بالبنان، أو حتى نحاول. ونأتي على الحقوق، فينظرون لها «الجنود المجهولون» من باب عدم الاستحقاق وأنهم ملتزمون فقط في اثبات أن عليهم الإنجاز والنتيجة النهائية ولا يهم من يكون صاحب الشهادة أو الميدالية، لأن همهم وطنهم، همهم مكان عملهم، همهم الأكبر أبناؤهم، فيعملون في الخفاء يكافحون ويسهرون الليل وكل جهودهم تكون كالشمس، وفي النهاية كل هذا الإنجاز يذهب للآخرين، ولكن قناعاتهم داخلية فهم فازوا مرتين في العطاء والتفاني والابداع، وأنهم حققوا هذا الإنجاز مهما كان. تحدثنا عن الجندي المجهول من جانب إيجابي، ولكن هذه السمة غير حميدة أحيانا لأن هذا الشخص تحديدا يتنازل عن مكانة يستحقها، وموقع أفضل من كونه خلف الكواليس وأنه يعمل بصمت بدون التفات أو تقدير، وألا يتم تكريمه وتحفيزه وتشجيعه، بل على كاهله حملان حمل همه، وهم الآخرين وانجازاتهم، فتراه يعطي بلا هوادة أو توقف، ينبض بالحياة والإبداع والتميز، ولكن مع مرور الأيام يتحول هذا العطاء إلى نقمة، يكتشفها بعد فوات الأوان، أو يتوقف تقدمه عند نقطة محددة، وعندما يطالب بالقليل الذي يستحقه، ينظر إليه نظرة دونية لا تقدره أبدا، ومن ثم يدخل في دائرة الإحباط، لأنه أساسا لم يقدر أو يعط عطاءاته قيمتها الحقيقية. جميل أن يكون الانسان ذا همة وعطاء، ولكن الخيار لك أنت، بأن ينظر إلى احتراقك، ويجب ألا تسمح لذلك الدخان في تذويب أي ذرة بداخلك، فلا تجعل نفسك إلا ذا حظ وقيمة عظيمة، أعط حقك حقه. آخر كلام: أيها المسؤولون، المربون، مهما كانت مكانتكم في الحياة أو المجتمع، عليكم أن تلتفتوا خلف أسباب النجاح أو الجهود التي حولكم والإنجازات بعين العدل والمساواة، الجنود المجهولون غالبهم أصحاب تخطيط وتدبير ومبادرات، وهم من يعتدون بالعدة ويخططون لأجل نجاح الجميع لا نجاحاتهم، فهم لا يسعون خلف الكراسي والمناصب، فقط ينبضون بحب الوطن وأسمى غايات البذل والعطاء، قدروهم قبل أن تنطفئ شعلتهم أو رحيلهم.

1722

| 15 أغسطس 2024

يا معشر المثقفين أين أنتم؟

انتهى معرض الكتاب، واسدل الستار على جميع الاحتفاءات الفكرية والثقافية، وساد الصمت الثقافي مرة أخرى، وحينما نلتقي بتلك المحافل التي كانت فرحا لكل مثقف أو قارئ ومهتم، نحتاج إلى زمن، نعم يفرح المثقف بها، ولا أبالغ أنها كالأهازيج حينما تتنقل من حي إلى حي، وتنهل بالعلم والمعرفة، وتلتقي برواد العلم، والكتّاب، ولا يتوقف الموضوع عند توقيع على إصدار جديد، الموضوع أعمق بكثير من هذا وذاك. انتهى المعرض وكم تمنيت أن يستمر هذا الحدث طوال العام بلا توقف، يستمر في سد التعطش الفكري للكثير المهتم، ويكون المعرض مزارا للعلم، والمعرفة والثقافة، والاطلاع والقراءة، والأهم التواصل الفكري عن قرب، وتوالد الأفكار، والتنافس بين المدربين والمفكرين والشعراء والقراء، والحرص كل الحرص على التواجد، وقد كان البعض في حيرة ثقافية لذيذة ومبهجة للعقل من أين نبدأ اليوم؟، وأين سننتهي؟، لكثافة الفقرات والحلق، وقد كان المعرض نابضا، ومشعا بالعلم، والعلوم والمعرفة. لماذا توقف كل هذا بعد إسدال الستار آخر يوم؟ لما خبت الأصوات الفكرية والمفكرون، وتحولقوا في دائرة العزلة، والبعد عن الإعلام أو التواجد في مقر «أدبي» يحفز على الانصهار بين الطبقات الفكرية، دون النظر إلى العمق والعمر، محققا بذلك الاستفادة القصوى من جميع التجارب والتجاذب الفكري لأبعد الحدود، بين أشخاص يتنافسون على العلم والثقافة وترسيخ أواصل الاستزادة العلمية والفكرية، والسعي خلف الجديد الباهر، والإبحار في القديم المثري، والترابط يكون بين أجيال مختلفة للمناقشة، والتعلم، والتأدب أيضا، وممارسة كافة الحقوق في الحوار، والتعلم من الخطأ والتوجيه الراقي من المفكرين وأصحاب الخبرات العلمية والعملية. نعم نحتاج إلى أكثر من معرض كتاب يدار بهذا الفكر الراقي، نحتاج إلى الكثير من النقاشات الفكرية المتاحة للجميع بلا حدود، يجمعهم خط الثقافة، وأيضا إتاحة الفرصة للاحتفاء بالرموز الثقافية والفكرية والاجتماعية وتوثيق حياتهم ومسيرتهم والاستفادة من تجربتهم، وتقديم معرفي يتناسب مع الجميع، وإن اختلفوا. نحتاج في هذا الزمن إلى أكثر من تجمع أدبي أو صالون ثقافي، علينا أن نخدم المشهد الثقافي بتنوعه، وذلك لأهمية المثقف ودوره الكبير في المجتمع خاصة إذا وجد بيئة خصبة تغذي أطروحاته ونقاشاته والقضايا التي يؤمن بها. نعم علينا اليوم أو غدا أن نبدأ بالاهتمام بالحركة الثقافية، ونسهم بشتى الطرق والوسائل لتجميع النخبة، والمهتمين والمثقفين، لأننا نحتاج إلى تجمعات حقيقية لأشخاص يشبهون ميولنا واهتماماتنا وقراءتنا، في بيئة ثقافية مبنية على الحب، والتواضع واحترام ثقافة الاختلاف. الدولة تدفعنا دفعا للإبداع والتميز في كافة الميادين الحياتية، وكل ما يطور الفرد في المجتمع، وعلينا أن نسخر كل الوسائل الممكنة لأجل تحقيق هذا الهدف من خلال بناء أهداف ورؤية ومنهج تنظيمي يوائم متطلبات العصر، وجذب روادها عبر برامج تطويرية تشبع رغبات وتطلعات جميع المثقفين في الدولة، وتوظيف خدمات التقنية الحديثة وإنشاء مواقع إلكترونية تستعرض فيها معطيات نشاط ومنجز الفكر والإبداع في المشهد الثقافي، وإتاحة الفرصة للجميع بهدف تحقيق التمازج الفكري بين أجيال متعددة، حتى تتلاقح الأفكار، وإلقاء الضوء على تفاصيل قد تكون مغيبة عند البعض التي تحتاج إلى تفسير، توضيح ومناقشة، وتصحيح بعض المسارات والارتقاء بأدب الحوار الذي يقوم على احترام الآخرين. آخر الكلام: علينا أن نأخذ الثقافة في المجتمع على محمل الإبداع والتميز والهمة العالية.

1323

| 14 يونيو 2024

داء الاستحقاق !

انتشر في الآونة الأخيرة مصطلح تساءلت حوله كثيرا هو ارتفاع سقف الثقة عند البعض “الاستحقاق العالي» لدرجة أنهم يتناسون أنفسهم وينظرون للآخرين بنظرة دونية ويتعاملون باستحقار بعيدا عن الاستحقاق الحقيقي للذات، والتوازن الواجب عليهم اتباعه مع النفس حتى لا تفقد هويتها وصوابها، لتأخذهم مع الوقت إلى منحنى آخر بعيد كل البعد عن المصداقية مع الذات، وتهذيب النفس المطلوب، حتى أصيبوا بهوس أو داء الاستحقاق العالي. مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت بشكل كبير في السنوات الأخيرة في نشر الكثير من المصطلحات التي تدس السم في العسل، وتلاقي شعبية وقبولا بين الناس، لأن خارجها صحيح ولا تقبل النقد، ولكن عندما نغوص في غمارها نكتشف أننا وقعنا بأضحل نقطة مع ذواتنا التي لا تشبع من تلكم الكلمات، لأنها تغذي جوانب مخفية من العجب والغرور واللامبالاة، والتي تحتاج لمراقبة منا وتهذيب. الاستخدام الخاطئ للكثير من المصطلحات أنتج أو خلق شكلا جديدا من الشخصيات القوية خارجيا والضعيفة من الداخل، والتي ترفع سقف استحقاقها بشكل مبالغ، ليطغى ذاك الجانب ويؤذي الآخرين بشكل أو بآخر، فهذا الاغتراب عن الذات جاء بشكل ممنهج، فغرق البعض بافتخار في ذواتهم، وقاموا بصنع أمور مخزية ومشوهة، لهم أصوات عالية وبلا هُوية، وتصرفوا بخزي كما نراهم من خلال بعض القنوات في مواقع التواصل الاجتماعي، وتمرد الكثير منهم على الأعراف والتقاليد وخلقوا هالة مشوهة من الدين التي ستسقط عندما يدركون معنى هذه الآية الكريمة «لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا». الحياة لا تطلب منا كل هذا الانسلاخ الأخلاقي، ورفع قيمة واهية للذات، والسعي خلف كل مصطلح يظهر في الساحة العامة حتى نظهر بصورة حداثية، متطورة، تهاجم الجميع إلا هذه النفس لا نقف وقفة حقيقة أمامها، لنكتشف عندما نغوص في الأعماق أن هناك الكثير من الإخفاقات والخلل النفسي الذي بحاجة إلى العلاج والمجاهدة، والثبات وهو صنيعة أعمال مستمرة وهداية من الله لردع هذه النفس عن السوء والعجب والتكبر. وهنا تفسير لهذه الآية العظيمة من سورة الإنسان: «هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا»، الله يخبر الإنسان بأنه مضى عليه حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً، أي: قبل خلقه، قبل خلق جنس الآدميين كانوا في عالم العدم، لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا، وقبل خلق الإنسان المعين، يقول: أنت أيها المخلوق، أيها الإنسان المتكبر، لماذا تتكبر وقد كنت لا شيء؟! لم تكن شيئاً يذكر ثم صارت حولك هالة، وصرت تعظم نفسك، وتريد من الناس أن يعظموك، وأن يقوموا لك في المجالس، وأن تخضع لك نفوسهم، وتذل رقابهم، لماذا هذا كله وأنت لم تكن شيئاً يُعبأ به أو يُكترث به أو يذكر؟!.

879

| 10 مايو 2024

رفقاً بالصامتين

يعيشون مندسين، بين خوف البوح وسحر الكلام، بين فيض، ودمع وأحيانا كثيرة تردد، منعزلين بالفطرة، وينجزون بصمت، فهؤلاء أبعد ما يكونون عن الصخب، والضوضاء، والصراخ. الصامتون يستمعون جيداً لأصواتهم الداخلية، وصراخهم الذي ينبض بين ثنايا أرواحهم، يتعاملون مع الأحداث والحياة الواقعية ببرود مصطنع أحيانا، بالتالي يجازون بالجروح والعتب، لان الآخرين ينظرون إليهم بعين مثقوبة، ويتعاملون معهم بازدراء، والكثير من الغضب تجاه برودهم.لنتوقف لحظة واحدة، ونتراجع خطوة إلى الوراء للنظر إليهم بعين الرحمة والاختلاف والعدل، لا الشفقة، نأخذ بيدهم قليلا، ونمارس معهم الحقوق الإنسانية لأنهم اختلفوا وتميزوا بالهدوء، الصمت، والكثير من الحكمة تجاه الحياة، وعراقيلها، مشاكلها وهمومها، هم يعانون ولكن معاناتهم تخرج على شكل دموع منهمرة، تفيض في الخلوة، بعد أن نتراجع خطوات إلى الوراء وننظر بعين واعية لهم، سنعلم جيداً أنهم أكثر الأشخاص طيبة، واتزانا وإنسانية، لهم جوانب إبداعية مخفية، نراهم يميلون للعزلة لممارسة فنونهم، وجنونهم اللامتناهي في الكتابة، والرسم، والتصوير، والكثير الكثير من الهوايات التي تنبع من دواخل هؤلاء المتهمين. الحياة قاسية، ولها أسنان حادة تنخر جوانب البشر، البعض منهم يستطيع أن ينجو بقوة، وجبروت، سلطة، وتحد وصراخ، وهناك المستسلم البائس الذي يواجه الحياة بتذمر، ووحشة، وأحيانا بهروب مفتعل، ولا مبالاة واعية. الصامتون، يعيشون كل أنواع الضغط، النفسي والاجتماعي وغيره، ولكن ردات أفعالهم تكون داخلية، محجوبة عن العالم، لأنهم لو أخرجوا ما يشعرون به لذابت كل المشاعر وتلاشت الاحتجاجات وعاش الطرف الآخر لواماً. البشر أجمع لديهم ردات فعل، وممارسات مختلفة، وتنوع، وتميز، ولكننا دائما نحن البشر نميل للصاخبين، ونهابهم، رغم أن البعض منهم لا يحمل إلا صوتا عاليا، وهو خاو من داخله، مهشم، ويعاني من نقص، بالتالي تتجمهر كل قوته في صوته، أما الطرف الذي لا يتكلم أو يتحدث كثيراً، أفعاله وإنجازاته تنطق بالنيابة عنه في كل المحافل، وتصنع منه اسما براقا بالهمس والصمت. علينا أن نحاول بين فينة وأخرى، أن نتجرد من العتب والملامة ونتجه بالقرب من الصامتين، نشعرهم أننا معهم ونتفهم أطباعهم، ولا بأس أن نستمع لهم بطريقة مختلفة، وان نخترق ذاك الهدوء بالقرب (الحسي) الذي يعبر عن ألف لغة أو حرف. لنعلم يقيناً: (البوح عند الصامتين، هلاك).

954

| 03 مايو 2024

alsharq
طيورٌ من حديد

المسيرات اليوم تملأ السماء، تحلّق بأجنحةٍ معدنيةٍ تلمع...

2811

| 28 أكتوبر 2025

alsharq
المدرجات تبكي فراق الجماهير

كان المدرج في زمنٍ مضى يشبه قلبًا يخفق...

2472

| 30 أكتوبر 2025

alsharq
انخفاض معدلات المواليد في قطر.. وبعض الحلول 2-2

اطلعت على الكثير من التعليقات حول موضوع المقال...

1923

| 03 نوفمبر 2025

alsharq
طال ليلك أيها الحاسد

نعم… طال ليلك ونهارك أيها الحاسد. وطالت أوقاتك...

1482

| 30 أكتوبر 2025

alsharq
حدود العنكبوت

حينَ شقَّ الاستعمار جسدَ الأمة بخطوطٍ من حديد...

1170

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
حين يوقظك الموت قبل أن تموت

في زحمة الحياة اليومية، ونحن نركض خلف لقمة...

1107

| 29 أكتوبر 2025

alsharq
من المسؤول؟

أحيانًا أسمع أولياء أمور أطفال ذوي الإعاقة يتحدثون...

741

| 30 أكتوبر 2025

alsharq
مِن أدوات الصهيونية في هدم الأسرة

ما من ريبٍ أن الحلم الصهيوني لم يكن...

741

| 02 نوفمبر 2025

alsharq
الشعبوي.. كظاهرة صوتية

من الشيق استرجاع حدث سابق تم تحليل واقعه...

690

| 28 أكتوبر 2025

alsharq
بعد آخر توقيع... تبدأ الحكاية

ليست كل النهايات نهاية، فبعضها بداية في ثوب...

690

| 29 أكتوبر 2025

alsharq
الإزعاج الصوتي.. تعدٍ على الهدوء والهوية

في السنوات الأخيرة، أصبحت الأغاني تصدح في كل...

639

| 30 أكتوبر 2025

alsharq
العالم في قطر

8 آلاف مشارك بينهم رؤساء دولوحكومات وقادة منظمات...

624

| 04 نوفمبر 2025

أخبار محلية