رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
•مساء الخميس الماضى وقف جمهور قاعة مسرح كلية شمال الاطلنطي الواقعة ناحية جامعة قطر بمنطقة الدحيل مثنى وثلاث ورباع وألهبوا أياديهم تصفيقا مموسقا، مرة لدولة قطر المضيافة واخريات لشعب قطر ومشاعره الحميمه المتواثقة برباط المحبة والتقدير واخريات لكلية شمال اطلنطي التي افسحت مسرحها البهي والمضاء لامعا وصالاته الفسيحة التي استضافت ما التقطته عدسات كاميرات المصور السوداني باشراف الدينمو التشكيلي محجوب المقبول حينما استرقوا النظر بين تدفقات مطر انشطر عنها السماء وسيلا هادرا هوى باسقف البيوت وماص ارضياتها.. الثالوث الكارتي " امطار وسيول وفيضانات " اجتاحت مدن وقري السودان اكلت اليأبس والاخضر وحصدت نفوسا ودمرت بنيات اساسية وهجع الناس واعينهم دامعة وحشاهم محروق.. •ذاك بيتا كان هنا.. وتلك بعض من خرقة خالتي نفيسة ما زالت عالقة بأحدى اركان حيطان الدار الذي صار الى خراب تحته الفانوس وسرير العيال وبقايا الحليب والبصيلات والملوخية " والمشلعيب " وحفرة الدخان وبعض من الحفت وغطاء الزمن الجميل.. ليلة ثقافية شعرية.. مسرحية.. غسلت دواخل " الزولات " بعمائمهم المطرزة وحراير بعضها نفيس وبعضها وارد بلاد الهند والسند ومشغولات انامل اسواق ام درمان.. تلك الليلة التي احدثكم عنها هي وليد شرعي لنشاط " عيالنا " نفير الدوحة باعمارهم الغضة وفكرهم الناضج الذي تغذي بحب الوطن كفريضة فطموا عليها منذ صرختهم الاولى بغرف مستشفى حمد العام بعيدا عن تراب الوطن.. تفتحت اعينهم ان " حب الوطن ايمان " والتماذج مع الاخر ضرورة تنادوا منذ ان حملت اخبار الاسير وبوابات الفيس بوك والشات واخوانهم ان مطرا هطولا تساقط كثيفا وسيلا جارفا دهم بيوت "الغبش ملح الارض". •تنادي شباب الدوحة طافوا هنا وهناك وفي معيتهم المستشار المصطفى نائب الامين العام للجالية وفي عواصم بلاد الدنيا ملوا الكراتين بكل ما جادت به ايادي الصحب والرفاق.. الاهل والجيران وفتح لهم سفيرنا الهمام ياسر بن الخضر حجرات سفارتنا بالدوحة وحدثونا انه شد على اياديهم لهمتهم وفرط حبهم لاهلهم وعشيرتهم ولنيفا من الساعات تواصل معهم دعما لجهدهم الانساني.. ووقفوا له تصفيقا لاريحيته ووساع صدر منتسبي سفارتنا.. •" عيالنا بخير " كانت تلك اهم فصيلة التقطها نظري وانا في حوش كلية شمال اطلنطي بالدوحة بعد افتتاح معرض الصور التي كانت ناطقة بالحدث ومبروزة باطارات انيقة وفرتها الكلية الاكثر اناقة باستضافة لغة العدسات والكاميرا ابلغ تعبيرا من لغة الحلاقيم حينما تكون جوفاء لا تحرك ساكنا.. هندامهم مرتب كلماتهم مهذبه تنسيقهم لبرامج الليلة الثقافية فاق التصور لم يكن هناك محاباة ولا تزلف نسجو القصيد شعرا والترحاب جزيلا.. وترجموا مشاعرهم للمنكوبين مسرحا نقل نبض الشارع في الخرطوم شرقها المكلوم وفي كسلا جبال التاكا وذلك المترامي الاطراف بزالنجي وبربر المجذوب ودنقلا العجوز وام ضوا بان التي اشعلت نور القرأن حتى حسبها العابر وسوسة شيطان فاذا هي تكية حيران يتلوا ايات الله من الحد للحد "قل هو الله احد".. •" شاعر المعاني العميقة " محمد القدال " حكي بالعربي الفصيح ما يعرف بشعر البطانة.. وحكي باللهجة السودانية التي يعتقد البعض انها اعجمية وهي في قلبها كثير من بطون اللغة العربية التي كادت ان تندثر وسط " هاي وباي باي ".. ولكنات بلاد الافرنج تلك الجميلة المستحيلة.. والتي بها نلاحق مراكب العلم المشرعة في كل بقاع الدنيا.. لغة العصر.. والتقانة والتواصل الانساني في عالم صار قرية صغيرة جدا واولاد وبنات نفير احسنوا التعامل بها. •احدثكم الصدق كانت مشاعر ملتهبة تريد " السودان فوق.. فوق " طالما في جوفه كل مقومات النجاح وطالما العلي القدير امطره خيرا.. وطالما بينهم احمد ومحمد احمد وشول ومرسال وعايشة وفطومة بت أم محمد احمد والدينمو د. منار عثمان من نخلات بلادي المخضرة بحب الوطن وحينما عزفت معزوفة " عزة في هواك " بوزنها السنهوري تقافز شباب الجامعات رقصا انيقا لفرسان البادية لاعبوا السيوق بالبسة شعبية سروال ومركوب وطاقية مشنقة كما يلاعب دهاقنة الانترنت لوحات المفاتيح.. ابرزوا فنون الشجاعة ورقصت الفتيات المعتقة خواصرهن بالرحط وثوب الساري فاقع الالوان.. والدهيبات.. وتقافز اولاد دارفور وكردفان ام خيرا برى بقاماتهم الرشيقة وريش ملونه على رؤوسهم وكأننا في ليلة حصاد الدخن والصمغ العربي وشجرة التبلدي والهشاب تطرح وليداتها.. •" ابوالفنون " المسرح كان حاضرا.. وكأني في احدى حواري البقعة امدرمان أم المدن السودانية اوفي احدى اذقة ديوم بحري او الكريباب والمرابيع التي كانت قبل ان تبتلعها السيول وتهطل على روؤس اسقفها الامطار والناس نيام وبعضهم يؤدي في صلاة القيام حينما احس برقا وسحابات داكنة تتحرك بسرعة الضوء وكانت مدنهم ملء السمع والنظر. • ان الليلة الثقافية التي احتضنها مسرح كلية شمال الاطلنطي بقطر أعمق واكبر من ان يلملم اطرافها قلمي المتواضع.. يكفي انها منحتنا فرحا عميقا.. واملا جديدا.. بان شباب الاغتراب بخير طالما بينهم طالب العلم في ارقي الجامعات التي ارتحلت لدوحة الخير والعامل والراعي والمهندس والطباب.. وطالما لهم المقدرة للتواصل مع الاخر..
463
| 23 سبتمبر 2013
• تصادف مقال " أم خالد تربوية عاشقة لمحراب العلم " انطلاق دورة رفيعة المستوى عن " التناول الامثل لقضايا العنف والاستغلال ضد المرأة والطفل " ضمن كوكبة من الاعلاميين صناع الميديا نظمتها المؤسسة القطرية " أمان " بفندق ماريوت وبذكاء افتتح الدكتور اشرف جلال اليوم الختامي بالمقال واعتبره محورا اساسيا في صميم الدورة. • وتجاوبا مع " قصة تيدي " اتصلت د. امال ابوبكر الخليفة مديرة المدرسة السودانية بالدوحة مثمنة الطرح وابدت التزامها افتتاح اليوم الدراسي بالمقال لدق جرس الانذار باعتبار ان التعنيف احد عوائق انطلاق قدرات النشء العلمية والاجتماعية وقالت ان قصة " تيدي " اعادتها لبدايات التحاقها بسلك التعليم في السودان حيث وجدت طالبة تكاد تكون العامل المشترك " المعنف " من الاسرة المدرسية فثيابها متسخة عالقة بها بقع زيت وتصارع النعاس فاقدة للحيوية والنشاط. • د. امال كمعلمة ما زالت تتحسس خطواتها تعاطفت مع " عوضية " وبعد مرور فترة وجيزة اذا بالطالبة وامها يطرقان باب منزلها فخالجها شعور سالب بان اهتمامها فسر بطريقة خاطئة لان القاعدة كانت النفور منها، فاذا بأم التلميذة تحتضنها والدموع تتساقط منهما وهي تحكي قصة ابنتها العائل الوحيد لاسرة تتكون من عشرة اطفال تصحو فجرا مرتدية مريولها الوحيد لتجهز " اللقيمات والطعمية " وادوات عمل الشاي وتسابق الزمن لتوصيل امها المريضة لاقرب مكان مأهول بالمشترين.. • قالت امال ان " ذات المريول المتسخ " غيرت مسار حياتي وظللت انهل العلم واجد متعة حقيقية لاكتشاف ما خلف الستارة المبقعة لتلاميذ حكمت الظروف عليهم بالقسوة واجتمع معها معلموهم بالتعنيف.. وقالت ان المفاجأة التي ألجمت لسانها حينما تفرغت لدراسة الماجستير فاذا بذات " العوضية " الشعساء الغبراء في هندام مرتب كطالبة بكلية طب جامعة الخرطوم فترافقتا في صحبة انسانية علمية وتساوت اكتافهما حيث استطاعت المعنفة لاتساخ مريولها بزيت الكفاح وبارادة قوية اقتطاع جزء من مدخول الاسرة كعربون لروب أبيض نظيف يليق بحجرات المشافي المعقمة فكانت طالبة طب نابغة أمعنت في نظافة مريول الطب واقتصاديات الحاجة الضرورية. • انها قصص ملهمة في نفق مظلم بدأ يطل برأسه بطرق مختلفة وتسعى المؤسسة القطرية التي اشهرت العام 2002 لاضاءة الشموع بالاستنارة والتوعية والدرس المفيد لاجل طفولة تستحق الكثير لقطر التي تستحق الاكثر.. همسة: شكرا لمؤسسة "امان" ولمديرة المدرسة السودانية التي وعدت بحض معلماتها وتلميذاتها لقراءة المقال والتعقيب عليه مساندة لجهود المؤسسة القطرية " امان " كتدوير للمعرفة والتجارب الخلاقة.
389
| 16 سبتمبر 2013
• هذه الخاطرة ليست من بنات أفكاري لكني استدعيتها من جوف هموم " التربوية عاشقة " محراب العلم بالانسانية وغرس البذور الطيبة بالمصداقية والامانة من بريد حاملة حقيبة التعليم الاسبق الفاضلة شيخة المحمود.. وأهديها نيابة عنها لكل معلم ومعلمة يقف اليوم على منصة الفصل ليربي ويعلم.. وليبدع بالتواضع والتروي. وليغوص بين خبايا النشء ليصقل شخصيتهم ويبرز مكنونات دواخلهم لاجل غد مشرق لهذه قطر التي تستحق الكثير.. • هذه التجربة الحياتية تلخص جملة من قضايا التربية والتعليم وفي مواقع الانتاج الفكري والتصافف لاجل بناء القوة البشرية ثروة الاوطان.. وطموح " أم خالد " أن تدق أجرس درس اليوم والمعلمين والمعلمات مستصحبين القيم التربوية الخلاقة من قيمنا الاسلامية وبطون كتب التاريخ ومن الخبرات التراكمية.. فالى فحوى القصة.. • معلمة الصف الخامس حيت تلاميذها جميعا بحرارة وفي دواخلها كانت تستثني تلميذا يدعى تيدى!! ملابسه متسخة منطوي ومستواه الدراسي متدن.. هذا الحكم الجائر كان بناء على ما لاحظته فهو كئيب لا يلعب مع الاطفال ودائما يحتاج الذهاب لدورة المياه وكانت تجد متعة وهي تضع على كراسته عبارة راسب بخط أحمر عريض.. وذات يوم طلبت منها الادارة مراجعة السجلات الدراسية السابقة وبينما رفعت ملف تيدي فوجئت بان معلم الصف الاول سجل " تيدى كطفل ذكي موهوب ومنظم يؤدي عمله بعناية " ومعلم الصف الثاني كتب تلميذ نجيب ومحبوب لدى زملائه لكنه منزعج لاصابة والدته بمرض السرطان ومعلم الصف الثالث علق " لقد كان لوفاة امه وقع صعب عليه وقد بذل اقصى ما يملك من جهود لكن والده لم يكن مهتما به والحياة سرعان ما ستؤثر عليه ان لم يجد آياد متفهمة تمتد اليه.. هنا شعرت المعلمة تومسون بالخجل من نفسها.. وتأزم موقفها عندما احضر لها التلاميذ هدايا عيدالميلاد ملفوفة بعناية ما عدا تيدي كانت هديته ملفوفة بكيس مأخوذ من أكياس البقالة.. • تألمت وهي تفتحها وسط ضحك التلاميذ لانها عقد قديم ناقص الاحجار وقارورة عطر كاد ان يجف.. لكن التلاميذ كفوا عن الاستهزاء عندما عبرت عن اعجابها بجمال العقد وارتدته أمامهم ووضعت العطر على ملابسها وشكرته بمحبة، ويومها لم يذهب تيدي لمنزله انتظر طويلا ليقول لها " ان رائحتك مثل رائحة والدتي"، فانفجرت في البكاء لانه أهداها عقد وعطر أمه الراحلة..وفي صباح يوم جديد وجدت تومسون ورقة منه "بأنها أفضل معلمة قابلها في حياته فردت عليه انت من علمني كيف أكون معلمة جيدة". • بعد سنوات تلقت دعوة من كلية الطب لحضور حفل تخرج موقعة باسم " ابنك تيدي " احتضنتها كأن لم تتلق دعوة من قبل.." تيدي ستورد " الآ؟ن هو أشهر طبيب فى فى العالم ومالك مركز (ستودارد) لعلاج السرطان.. ترى كم طفلا دمرته مدارسنا بسبب سوء التعامل؟ وكم تلميذا وتلميذة هدمنا شخصياتهم وقلمنا اظافر انسانيتهم حكما على هيئتهم الخارجية لاننا لم نلمس دواخلهم المليئة بالابداع والمواهب الجزيلة لنحضها ونرعاها.. • انها قصة ملهمة نهديها باسم "أم خالد " مع بداية العام الدراسي الجديد لعل الجميع يستقي منها الخبرات ويستلهم منها الابداع لاجل قطر التي تستحق الكثير.. مع امنياتنا بالتوفيق وكل عام ومدارسنا باحسن حال ومعلمينا أكثر أخلاصا وعطاء. همسة: شكرا لمعلمة الاجيال التي غادرت كرسي الوظيفة لكنها لم تغادر مسؤولية العطاء الانساني.. وشكرا لكل من يأخذ بقفاز المبادرات الخلاقة.
523
| 09 سبتمبر 2013
• منذ ان ضرب الثالوث (سيول امطار فيضان) 14 ولاية من ال 18 ولاية السودانية وأغرق العاصمة الخرطوم المثلثة وضواحيها في اكبر بركة ماء فاقت كارثة العام 1988 ولولا المد الشعبي وهمة المنظمات والدول الصديقة التي " تداعت " لتمد اياديها للمتضررين والذين ما زالت اعدادهم تتضاعف مع اشراقة كل يوم جديد وتدخلهم تحت العوز لعشة "سكن " ولخرقة تستر اجسداهم العارية إلا من سقف السماء وارض ممتلئة ماء وذبابا رغم مجاهدة الدولة لدرء الامراض الوبائية وجهود ليدق الجرس لتلاميذ صحوا فجرا بدون كراسات او اقلام... • الفارق 25 عاما بالتمام والكمال من اخر كارثة ضربت تلك النواحي من الكرة الارضية ولكن هناك الاف السنوات الضوئية في علم المعرفة وابتكارت هندسة العمارة وادارة الازمات والحقوق التي تحفظ ادمية وانسانية البشر.. مصارف مياه المجاري التي يشقها " شقي الحال " بادوات بدائية تطورت لضغط ازرار التقانة وبالمكننة المبرمجة تهد اعلى البنايات وتحفر اعمق الاخاديد والجسور والكباري.. • مجالس الخرطوم تتحدث عن قرار صدر بمنع المواطنين من تشييد منازلهم بالطوب الاخضر.. عجائب.. فالدولة كان من المفترض ان تحاكم نفسها اولا لماذا ملكت " الغبش ملح الارض " قطع سكنية في مجاري السيول او على ادنى حد توعيتهم بمخاطرها.. وهي اصلا لم ترصف حواف النيل الهادر في كل مواسم الخريف ليكون آمنا لكي لا تتدفق قطرات الماء الغالي الغني بالطمي ليطفوا الاطفال فوقه كالمركب الشراعية وسط امواج عالية تأتي لهم بالملاريا والبلهارسيا وهلم جرا. • نعلم تماما الظروف الاقتصادية الضاغضة التي يمر بها الوطن ولكن ترتيب الاولويات ضرورة وحينما نتبنى عبر اللجنة القومية السودانية التي انتظمت اعمالها بسفارتنا بالدوحة فهذا واجب وضرورة ملحة لتتكامل الادوار ليصب الجهد في خانة تشييد قرية نموذجية بكل فنون المعرفة الهندسية لان متضرري الثالوث يستحقون الكثير لحفظ انسانيتهم ومن جالية سودانية متميزة تقيم بقطر المتميزة هي الاخرى... • لا " لرتق الثوب " فلسفة نتبناها لتشييد قرية نموذجية بمواصفات العلوم الحديثة وبمشاركة قطرية لتكون علما بارزا على خارطة الخرطوم — شرق النيل ولتوثق للمساهمات القطرية التي وثبت الى حيث الوحل والمطر بجسر جوي حمل المواد الاغاثية والايوائية الضرورية التي وجدت الاحسان من الجميع. • لا نتحدث عن ابراج شاهقة ومدن ذكية ولكن " عشة " اقتصادية وبمواد بناء متوافرة بالسوق المحلي حتى رخيصة التكلفة ولو كانت اسقفها من الخوص وارضيتها من الحجارة ونموذجا لذلك تجربة " سوق واقف " وما اكثرها بالسودان.. وسيظل طموحنا عاليا وارادتنا قوية لاستثمار المد الشعبي " للزولات " وللعلائق المتينة باخوتنا واصدقائنا من افراد الشعب القطري التي ظلت اياديهم تتمدد انسانيا لكل بقاع الارض وهي خطة تتدارسها اللجنة القومية مع جمعية المهندسين القطريين وشركائهم من المهندسين السودانيين. • طموحنا يقفز لتحويل قطرات الماء المشبعة بالطمي المهدور في غفلة من الزمن لسنابل خضراء تعيد ما اختزنته الذاكرة " السودان سلة لغذاء العالم " تتدارس حلقاتها ورش علمية يتبناها مركز اصدقاء البيئة وشركائهم. • انها قرية نموذجية تمول ب " النفرة السودانية " ومساهمات الجمعيات الخيرية القطرية وتدافع المحسنين والخيرين كوقف خيري عن كل ما يعز عليهم لتملك لمن فقدوا البيت والزاد والكساء.. واتساقا مع بيت الشعر الذي يقول " السيل جرف السد.. وبيت اليتامى إتهد ". همسة: ان خلصت النوايا فسيأتي اليوم الذي تسلم قطر بأياديها البيضاء مفاتيح خشبية "لزولات" اضناهم ثالوث الكارثة والتي في جوفها "سبع سنبلات خضر ".
440
| 02 سبتمبر 2013
(قال الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ) الاية سورة يوسف • ليس الهدف إيراد الاية الكريمة للشرح والتفسير، فعلماؤنا الأفاضل تناولوا مضامينها وموجهاتها، لكننا استدعيناها لاستخلاص قيمة مضافة فمن معايشة لصيقة لمحنة المفجوعين بالثالوث " السيول، الامطار، الفيضانات" والتي ضربت العاصمة السودانية وغالبية الولايات أكلت الاخضر واليابس وحصدت النفوس البريئة والمواشي والدواب، واتلفت الطرق والجسور وخلفت آثارا بيئية وصحية مقلقة تعمل السلطات ومؤسسات المجتمع المدني وشركاؤهم من المجتمع الاقليمي والعالمي لدرء افرازاتها الخ. • بتمعن في مفردات الاية الكريمة (سبع عجاف وسبع سنبلات خضر) نلمس التدافع والتآزر والتعاطف الانساني مع مسارات " الانقاذ والاغاثة والايواء "، ونقول ان التعمير ضرورة ظرفية ومن المهم ان يسير جنبا الى جنب مع الثلاثي ولا احد يمكن ان ينكر ان احد أهم اسباب الكارثة الخلل في البنية التحتية والسكن في اودية السيول الخ وبما ان السودان لديه كل المقومات "كسلة لغذاء العالم"، فهناك ضرورة لان يقود مبادرات استثمارية طموحة مدروسة بعلمية في مجالات المشروعات الزراعية والحيوانية والتصنيع الغذائي والدوائي لتنوع مناخه وبحكم الأراضي الزراعية الواسعة البكر والتي ارتوت مطرا وخيرا بما حمله الطمي من قيمة مضافة للأراضي الزراعية ولتبني الرجوع للريف وتعميره واستثمار اراضيه لاجل الحياة الكريمة. • السودان سلة لغذاء العالم ظلت محصلتها على ارض الواقع احبارا على الورق وفي ذاكرة الاجيال.. لذلك يجب استخلاص العبر والمضامين من هذه الكارثة وهو ما اطلقنا عليه لا "لرتق الثوب" والتي نتبناها ضمن اللجنة القومية السودانية التي انتظمت اعمالها بسفارتنا بالدوحة لاقامة مشروعات التعمير بأحدث ما وصلت اليه فنون المعرفة الهندسية والعمرانية وبالتضامن مع المؤسسات الخيرية القطرية التي قطعت اشواطا في مراحل الإغاثة. • نعلم تماما ان الاغاثة والايواء لهما الاولوية القصوى والمقدسة قياسا بالاعداد الكبيرة للاسر المتضررة والمفجوعة، ولكن المنطق الاستراتيجي يحتم ان نبدأ في العمل " للسبع سنابل القادمات" لتعمير ما دمر بتخطيط علمي وباحدث ما وصلت له علوم الهندسة والتخطيط وللاستفادة من الاراضي الزراعية المغمورة والتي غذت المخزون الجوفي لدرجة الشبع. • ان توجيه جزء اساسي من الميزانيات لاعادة خريطة البنية التحتية من مصارف وطرق وجسور ومدن وقرى نموذجية للمتضررين بانظمة مبتكرة وبفتح الآفاق للمبدعين والمبتكرين واستدعاء التجارب الخلاقة لمماثلتها ومحاكاتها وهذا ما نطمح له بعقد ورش عمل بمشاركة المهندسين السودانيين وجمعية المهندسين القطريين وشركائهم لتقديم افكارهم لقيام قرى ومدن نموذجية وبمواصفات مثالية خاصة ولقطر تجارب ناجحة كسوق واقف والمدارس المستقلة والله من وراء القصد.. همسة: أجمل الزهور واعطرها تفتحت وسط الأشواك
355
| 26 أغسطس 2013
• يحكى ان الزعيم ماو تلقى فجرا تقريرا ان جيوش ذباب هجمت على بلاده.. فرمى التقرير جانبا وقفز بثياب نومه لأعلى قمة في قصر الرئاسة وصفق بقوة تبعه مستشاروه وساكنو البنايات المجاورة وهكذا هجر الذباب والباعوض بلاد الصين فاستمد شعبه من تلك التجربة التاريخية ان الركود في الفكر الانساني او من اتحاذ قرارات بناء على تقارير معلبة او مكبات "زبالة" لا ترى ضوء الشمس تقود لادمان الفشل وجدلية البيضة قبل الدجاجة. • مع هطول الامطار والسيول جلس بعض مسؤولي الخرطوم يتجادلون إن كان الامر كارثة ام نعمة ربانية فارتبكت تصريحاتهم الاعلامية وانجازاتهم على ارض الواقع.. قيادي في احدى الولايات الوسطية رأيته يخوض وحل الماء بجلباب ناصع البياض وعمامة متقنة التطريز ولا يدري ان مجرد عدم قدرته حزم جلبابه او ارتداء زي للطوارئ هو ادمان للفشل.. أمينة المرأة كانت تلوح بيديها باساور ذهبية تلتف حول معصمها وهي تتحدث عن انزال الطعام للمنكوبين ولا ندري من الذي أعد ذلك الطعام!! • غالبية التنفيذيين واجهوا عدسات التصوير لتبييض الوجه وهم في كامل ملابسهم الرسمية وبكرفتات احسن اختيارها فكانت مستفزة للمشاعر لان هناك أكوام بشر معدم اصلا من حطام الحياة..هذا وذاك يشير لانعدام ثقافة التعامل مع الكوارث التي تحتم ارتداء ازياء عملية مراعاة لمشاعر المنكوبين المفجوعين. • جاء الهرمزان الوزير الفارسي يبحث عن ابن الخطاب رضي الله عنه فوجده نائما تحت شجرة عليه قميص مرقع بلا حراسة فهز رأسه وقال "حكمت فعدلت فأمنت فنمت" وذهب "عمر" مرة خلف ابي بكر الصديق "رضي الله عنه" الذي دخل لخيمة امرأة واختفى حتى خرج الصديق فسأل المرأة عن حالها فقالت انا حسيرة كسيرة ومعي عيال ولا عائل لنا إلا الله فقال لها وماذا يصنع لكم هذا الشيخ الذي يدخل عليكم؟ قالت يصنع طعامنا ويكنس بيتنا ويحلب شياهنا ويغسل ثيابنا فبكى الفاروق وقال قولته الشهيرة "اتعبت الخلفاء بعدك يا أبا بكر". • ان الفيضانات والامطار لا يختلف اثنان على انها امر رباني فيه خير وفير لا يعد ولا يحصى لبلد زراعي كالسودان بجانب انعاشه للانفس من الكآبة والقنوط في وقت شحت الامطار بسبب المتغيرات المناخية وليس بعيدا الدخول في حروب المياه والتحارب على منابع الانهار ومصاباتها... • الكارثة.. ليست الامطار في حد ذاتها ولكن في اعتماد تقارير معلبة والمكابرة في قضايا مفصلية كمدن تشيد على مسارات السيول الخ.. وقد تناولت مغباته الاقلام الشريفة مرارا وتجاهله اهل الشأن مددا.. • وبرغم هذه الاوجاع فهناك اضاءات مشرقة كوثبة شباب "نفير" والنسيج الاجتماعي المفطور عليه السوداني ومساهمات الاصدقاء كدولة قطر ومنظماتها الخيرية التي خففت من حجم الازمة وان كانت من بشارات فهي انتظام اعمال اللجنة القومية بسفارتنا بالدوحة ليس فقط لاستقطاب الدعم للمتضررين ولكن طموحاتنا ستظل تعانق قرص الشمس وليس "رتق الثوب" بل لالغاء مفردة "كل شيء تمام" وللم الشمل واستصحاب الكفاءات واصحاب الخبرات المكتسبة في دول المهجر ولبعث الاطمئنان لفاطمة واحمد ومحمد احمد ومن لم ترهم اعين من طاف بطائرة مروحية ولم تصطادهم اضواء الكاميرات المتابعة للمسؤولين. •اللجنة القومية بسفارتنا بالدوحة أمنت على ضرورة ترتيب الاولويات وعدم الاستهانة بالمد الشعبي الذي لعب دورا محوريا منذ بدايات السيول ومن المؤمل ان يصب جهدها في مسارات تنفع العباد والبلاد وان كان حلمنا تشييد مدينه او قرية نموذجية لمتضرري شرق النيل باسم الجالية السودانية بالدوحة حلم لن يكون بعيد المنال طالما صدقت النوايا وفتحت الملفات المفيدة والله من وراء القصد. همسة: الايجابية وعدم ادمان الفشل هي حب الوطن كمرتبة من مراتب الايمان.
386
| 19 أغسطس 2013
• ألحت علينا هذه الخاطرة ونحن نتابع بحسرة ووله وطن يغرق؛ نساء ورجال يجرجرون صغارهم وعواجيزهم واياديهم لا تقبض إلا على " صرة هديمات " وشباب فتي يقود مبادرات لايصال معونات وفتح ممرات للمياه ووحل الطين وبامكانيات محدودة لكنها ملئة بالنخوة السودانية والمروة.. وحينما هبطت طائرات الاغاثة القطرية مطار الخرطوم لم يكن ذلك أمرا مختلفا عن معتاد "كعبة المضيوم " كأسم على مسمى أياد بيضاء ظلت تتمدد للمظلوم.. المقهور.. ولمن ظلم نفسه " كبلدياتنا " أو ظلمته الظروف.. وفجعته كوارث السيول "وماصت " حيطان طين وقش كانت تستره. • فجر الاثنين نزلت طائرة الاغاثة والخرطوم واطرافها غارقة حتى انفها في بركة كبيرة أسر بأكملها تاهت بوصلتها.. وقرى ونجوع وابقار وماعز وجدوا أنفسهم في العراء الماء تحتهم والاسقف تتهاوى وصواعق كهربائية تخطف أرواحهم. • ما نتحدث عنهم ونتمنى ان تصلهم الاغاثات قصيرة وطويلة المدى إن كان من الجار اثيوبيا ومصر رغم ظروفهم المعروفة هم "المعدمون ملح الارض " الشريحة الاساسية والكبيرة من " العراء الحفاء" الذين كانوا اصلا لا يملكون قوت يوم لا علاقة له بالجودة والسعرات الحرارية انهم الفقراء واطفال الشوارع والمرضى والارامل حيطان بيوتهم ذابت كالبسكويت في كوب الماء المغلي.. •سألتني صديقاتي عائشة وحصة ماذا هناك؟ قلت شوارع شقت لمسافات طويلة وبفاقد صرف صحي ومصارف آمنة.. وقرى طرفية قامت على حساب ريف طارد لاسر غادرت الحواشات وعافت الضرع والزرع لانعدام مقومات الحياة ولضرورات التعليم والصحة جاءت لعاصمة متخمة تتمدد وتكبر بدون خريطة كنتورية وبمواصفات وجودة وغياب للمتابعة المنضبطة المسؤولة من ساكني البيوت البيضاء المشيدة بالخرسانات في ظل ميزانية تدار " بقوت اليوم باليوم " أفرزت ضغوطات في مفاصل الدولة وصراعات لقسمة السلطة والثروة.. وحسابات لدول تتشكل وتتحور مواقفها. • المتضررون شيدوا منازلهم المنكوبة طوبة طوبة مبللة بعرق جبينهم وكسوا اسقفها بشق من اثواب حريمهم وخرق اطفالهم علها تقيهم شر البرد وحر الشمس فاذا بالسيول والامطار تذوبها وتسويها ضمن طين الارض وتتركها في جزر معزولة قابلة للانفجار الوبائي.. • طائرات " كعبة المضيوم " اول من حلقت بمطار الخرطوم ولسنا هنا لنقول شكرا.. لان " شكرا " كلمة قاصرة تتوارى خجلا عن حجم العطاء النبيل في وقت دس " النعام " حولنا اعناقهم وتقزم الكبار متجاهلين الوجع الانساني.. ان المساعدات الاغاثية ما عادت هي الاخرى منفكة عن التوجهات السياسية رغم انها لبني البشر وللحيوان والنبات.. لاطفال تصرخ بطونهم من قرصة الجوع ومن لدغ الباعوض والناموس ولاصحاح بيئة اصلا متردية.. • كعبة المضيوم ستظل شعاع وسط عتمة الظلام وانحياز انساني لاغاثة " زولات " غاصوا في وحل الطين والماء فقدوا جرعة الانسولين ومطهر الجروح ومنقذ الحياة.. انهم في العراء.. لا يسترهم إلا سقف السماء الرحيم بعباده • " كعبة المضيوم " انحيازها لقضايا الشعوب العربية والمسلمة والسودان بالاخص معروفة بحكم ارادة ارتضتها لنفسها وروابط نسجتها بعركة الحياة السياسية وتراكم خبرات السنين، وثقة متبادلة ونفر من ابناء الجالية السودانية ظلوا يمشون بين اهل هذا البلد بالتوادد والاحترام والتقدير والانضباط.. • مددوا أياديكم وبأياديكم " للغبش" انهم يحتاجون الغطاء الساتر والدواء.. ولآليات شطف البرك وشق القنوات واقامة السواتر لحواف النهر المتمرد فكل الشواهد تقول انه سينفجر فيضانات ستكون هي الاسوة، فمدن تغرق وتتعرض لاوبئة فتاكة.. وكعبة المضيوم نريدها بوصلة تعيد شيء من عقارب الساعة لانسان بسيط بعيد عن مرمى النظر وكاميرات الفضائيات الملونة وللحديث بقية. همسة: شكرا قطر.. وشكرا للمبادرات الانسانية.
510
| 15 أغسطس 2013
ليس فقط على وزن الربيع العربي.. فالسودان ظل عصياً على الإتيان بالربيع لكنه فشل في درء كارثة ليست الاولى في تاريخه، كما فشلت المعارضة السياسية جرجرة اذياله، رغم أن أطرافه إما منفصلة كجنوبه أو تصارع للاستقرار كدارفور، مما أرهق كاهل المواطن الأغبش.. هل يرجع ذلك لقبضة الجالسين على مقاليد الحكم.. أو لمعارضة ما انفكت تطلق تصريحات لا يحسبها المتلقي إلا فضفضة وإخراجاً للهواء الساخن من الصدور، لأنها غادرت اهتمام المواطن الذي يصرف جل وقته للقمة العيش، في وقت ارتفعت تكاليف "قفة الملاح" وضرورات العلاج والتعليم لأرقام فلكية مع التردي العام في الخدمات.. • الخرطوم وضواحيها لم تنم الايام الماضية؛ فقد قضى الغالبية ليلتهم في ملحمة نفير شعبي يحمون صغارهم ونساءهم وحيطان منازلهم واسقفها من انزلاق جرف الممتلكات والحيوانات والجهال، وغرقت البلاد في "شبر ميّه".. سيول جاءتها من الجبال والاودية والجحور العشوائية التي يسكنها الغلابة، وأمطار غزيرة استمرت ليومين في ظل بنية تحتية متهالكة في قلب العاصمة فما بال الاقاليم؟ فحدث ولا حرج. • العام 1988 أعلن السودان موطن كوارث، بعد ان اجتاحته فيضانات وامطار، ووقتها وصلته معونات دولية واقليمية من الاشقاء العرب محملة بالاغاثة؛ شملت رغيف الخبز!! ففي ذلك الزمان كانت النساء يشعلن الفحم والاخشاب لطهي الطعام قبل الاكتشافات البترولية التي ادخلت الغاز للمطبخ، ولكن "يا فرحة ما تمت" فقبل الانضمام لنادي النفط دخلت البلاد في مناوشات مع الجار "المنفصل" الغني بالذهب الأسود، فاختلطت الأوراق وتدحرج الاقتصاد لدرجات متدنية يدفع ثمنها "الغُبُش" ملح الأرض. • 25 عاماً منذ كارثة 1988 الشهيرة.. وقرابة الـ 60 عاما من عمر الاستقلال وما زالت بيوت العاصمة تقضي حاجتها وتفرق "قاذوراتها" في آبار يشيدها ملاك المنازل، كيفما كانت امكاناتهم المالية، وما أن تعاقدت ولاية الخرطوم لإنشاء شبكة صرف صحي بثالث مدن العاصمة المثلثة وبإحدى أعرق الأحياء المكتظة بالسكان اختلط "الماء العذب بالنجس" لعدم المتابعة المنضبطة، رغم ان المهندس السوداني مشهود له، ولكن غالبية الكفاءات هجرت البلاد، او هم مبعدون عن مواطن القرارات و"كيكة" العطاءات. • "25" عاماً كافية لعمل خريطة عصرية بمصارف صحية تحت الارض وجسور وكباري فوقها، ولكن مع خرير سيول ليلة السبت انكشف المستور، وبدلاً من فتح غرف للطوارئ وأخريات لتدارس معالجات جذور المشكلة، طاف الريس بمروحية مبرراً الإخفاق وعدم الاستعداد المتقن؛ بأن الأمطار والسيول فاقت التنبؤاءت!! في الوقت الذي جلس حاضنو الكيبورد "المعارضون" لتفنيد لماذا منعت السعودية طائرة الرئيس من العبور للمشاركة في تنصيب رئيس ايراني منتخب، وكأن مشاكل البلاد ستحل بالقبض عن الريس المتخفي من المحكمة الجنائية. • إن كانت حادثة عبور الطائرة عرضياً، فان الخريف مكرر ضمن فصول السنة، ويحصد الأرواح وقوت العباد ويتلف البنية الهشة، وآثاره الصحية ممتدة، وبرغم أن "الخريف والطائرة" لا يتشابهان، لكنهما يتوافقان في ان اصل مشكلة السودان عدم التحديد الدقيق للاولويات، وتهميش الكفاءات لعدم الولاء السياسي، وتجاوز أخطاء المحسوبين وأصحاب الحظوة، ووقوف المعارضة عند عتبات المناوشات السياسية على حساب الجلوس إلى كراسي التوافق الهادف لبناء الوطن.. • ستظل الخرطوم تغرق بخرير الماء، والطائرات تعود أدراجها وفي جوفها ريس مثقل بهموم الحكم والملاحقة الجنائية، لان العضلات تراخت عن ضرب رقاب المقصرين، ولارتخاء عضلات المعارضة التي لا تحسن إلا إخراج الهواء الساخن، ومؤسسات مالية وشركات استثمار لم تتقن المسؤولية الاجتماعية لسوء الرقابة والتوجيه الحصيف.. أما المواطن فيضيق صدره لهثاً وراء لقمة عيش جاف، ويضرب كفاً بكف "أين المفر؟" فالسيول تحته وأمطار غزيرة تنهمر فوق رأسه وطائرات إنقاذ تحلق في السماء علها تمطر ذهباً، رغم أن السودان سلة لغذاء العالم.. أنجز مشروعات عملاقة كسد مروي لان كثيرين وضعوا في كراسي أكبر من حجمهم.. ولأن حديث الإخفاقات يطول نقول.. آه يا وطن.. همسة: الأوطان التي تتقن التخطيط والتنفيذ المنضبط تسجل أسطرها ضمن الدول الحافظة لحقوق مواطنيها المحفزة لقدراتهم.
368
| 12 أغسطس 2013
• تشرق شمس الغد والمسلمون يستشرفون فجر شهر الخير جعله الله للتقوى والمغفرة.. إخوة وأهل لنا تضيق بهم سبل الحياة وحاجتهم ملحة للغذاء والدواء وجرعة الماء الزلال، والصيام شعيرة للعبادة وفلسفة اسلامية للتآزر والتجرد من الأنا، وليشعر الموسرون بلسعة خواء البطون، شيمة الحياة اليومية لشريحة كبيرة من بني البشر.. انزل الله الرخاء على امة المصطفى عليه الصلاة والسلام. •انها دعوة لنطبق فلسفة "كأني أكلت" وهي قصة حيوية واقعية نسوقها لعل البعض يتخطفها ويترجمها معنا كسلوكيات تربوية في معيشته، ولنستمد منها ما يعيننا على خلق توليفة انسانية تتناسب وعصرنا ولكسر آلة الفقر التي تقوى شوكتها "أكثر من 925 مليون جائع فى العالم غالبيتهم بأفريقيا واسيا".. وقصة مسجد "كأني أكلت" تستحق مناداتها واستلهامها كنهج حياة، وليس بالضرورة لبناء مساجد بل للمدارس والمشافي ولاطفال جياع ومرضى يلهثون لجرعة دواء منقذ، وما اكثر مواجع الحياة في بلادنا المسلمة. •خير الدين افندي عاش في منطقة "فاتح" باسطنبول.. كان حينما تتوق نفسه لتفاح او رمان وعنب يضع ثمنها دراهم في مخباته الاخرى ويقول "كأني اكلت" ويكتفي باستنشاق رائحة المشاوي المغرية والاسماك الطازجة ويلجم شهواته إلا ما يقيم أوده، وشيئا فشيئا زادت "القروش" فبنى مسجدا صغيرا، ولما كان أهل قريته يعرفون ذلك، اطلقوا عليه "صانكي يدم" أي "كأني أكلت". •ماذا لو كل ست بيت قللت كميات الطعام والحلويات بدلا من البذخ الذي يذهب كثيره لسلة المهملات.. ماذا لو علمنا اطفالنا الاكتفاء بلعبة واحدة او اثنتين.. ماذا لو راجع كل من اعضاء الاسرة قائمة ضرورياتهم من ملابس وعطورات وهكذا.. وان كان مسجد "صانكي يدم" يقف الان كتحفة معمارية ومعلم للارادة والورع.. فيمكننا انا وانت ان نطعم افواها تتقزم من الجوع.. وننقذ مرضى يتمددون في فراش الاستشفاء، ونشيد مدارس وبيوتا لتؤوي اسرا متعففة بعضها أكل الطين لسد رمقه.. ومراكز طبية غسلت لمرضاها بالفشل الكلوي من "البايبات" مباشرة لان مكائن الغسيل لا توجد بها فلاتر تنقية، علما بان المياه اصلا ملوثة.. ولا نقول ضيقوا على انفسكم ولكن اقتصدوا لنعيد لرمضان كرمه وفضائله.. اللهم اشهد فقد بلغت.. والله المستعان.. همسة: لا تترددوا.. ألجموا شهواتكم، ومددوا اياديكم لنتواصل لتطبيق فلسفة "كأني أكلت"..
569
| 08 أغسطس 2013
• ما أن حلت ليلة الخامس عشر من رمضان حتى انطلق الصبايا والصبيان ملأوا الدوحة وضواحيها فرحاً وضجيجاً بملابسهم المزركشة والأهازيج التراثية "قرنقعوه قرنقعوه.. اعطونا الله يعطيكم.. بيت مكة يوديكم" فنشطت الذاكرة لأيام الطفولة المترعة بكل ما هو جميل.. فالعادات التراثية للشعوب رديف لفطرتهم ومساند لميولهم المشتق من هويتهم. • "والرحمتات الرحمة جاءت او عشاء الميتين" احتفال شبع لأطفال السودان ومساكينهم، حيث تحرص الاسر في الجمعة الاخيرة من رمضان ليكون الشبع للجميع، ويطلق عليها: "الجمعة اليتيمة" لأن لا جمعة بعدها، وضمن العشر الأواخر، وتيمماً للمصطفى "ص" حيث كان اسرع من الريح المرسلة لبذل الخير. • وليلة الرحمتات.. تمتين لصلة الأرحام وللبذل السخي لينام الجميع في تلك الليلة، وليس فيهم جائع وتتبارى الاسر لعمل الفتة، ويذبح الموسرون الذبائح.. و"الفتة" خبز مشرب بالشوربة والأرز واللحم، ويطوف الأولاد والبنات يطرقون بفوارغ العلب المعدنية المليئة بالحصى لتصدر أصواتا إيقاعية تتناسق وترانيمهم، وللإسراع لهم بالوليمة التي تبدأ من منتصف النهار يأكلون بعدها التمر المنقوع في الماء، ويدهن للبنات شعورهن بدهن طيب ذي عطر فواح مغلي بمنقوع القرنفل "المسمار" وتحرص ربة الأسرة لتصب الماء بنفسها على أيدي الصغار لغسلها وهم يرددون "الله يرحم موتاكم" تين تين اعطونا عشاء الميتين" في سيمفونية روحانية تجذب أحباب الله ليشاركوا بالدعاء المستجاب في نهار وليالي رمضان. • وبرغم انني لم اجد اصلا لهذه العادة المنتشرة تقريبا في كل أقاليم السودان، فإن مفردات اهازيجها مرتبطة بالبذل والدعاء والترحم على الأموات، ودليل على الفطرة السليمة فالتمر والتين من فضائل الشهر لقيمتهما الغذائية، وكان المصطفى (ص) يبدأ فطوره بالتمر، كما أن فلسفة الصوم مؤازرة للفقراء والمحتاجين وفرصة للمساكين للشبع والارتواء. • والسودانيون عرفوا بالكرم والنخوة وما زالوا رغم الظروف الاقتصادية الحالكة والغلاء المعيشي الطاحن، أكثر حرصاً على نصب ما يشبه الخيام الرمضانية وسط الاحياء والميادين العامة، وكل أسرة تخرج طعامها من وجبات شعبية "كالعصيدة والقراصة" والتمر والبليلة مترجمين مقولة "الجود بالموجود" في تظاهرة اجتماعية تحيي روح التواصل، فيتناول المعدم طعاماً من جاره الغني باللحوم والفواكه الطازجة، وللعزاب وعابري الطريق العام وقت الإفطار النصيب الاكبر. • إن العادات والتقاليد في دولنا العربية والاسلامية تتشابه، وإن اختلفت مسمياتها وهي في الاصل توطن لإعانة الضعيف ومساندة المسكين وإعالة اليتيم وكفالة المحتاج وطالب العلم والمرضى.. وسع الله عليكم جميعا وملكنا وأياكم الاجر والثواب.. أمين. همسة: القرنقعوه أو ليلة الرحمتات عادات موغلة في القدم؛ فهي ترسيخ للعدالة الاجتماعية في أسمى معانيها.
2580
| 05 أغسطس 2013
• فى تظاهرة اجتماعية ثقافية جمعت الوان الطيف السودانى على مائدة الافطار تم افتتاح المقر الجديد للمركز الثقافى السودانى بعد ان ظل المقر القديم ولسنوات طويلة بلا روح ولا نفس وبرغم ذلك ظل " الزول " يتعاطى الفعل الثقافى وينهل من معينه كقاريء نهم ومشاهد متعمق ومشارك واع ذلك لان رحم هذه الامة ممتليء بالبذور الطيبة وهى التى انجبت الروائى العالمى الطيب صالح ولابسة بردة عكاز روضة الحاج والشاعر الفحل التجانى يوسف بشير وغيرهم كثر لم يتح لهم الانجلاء ليسجلوا ضمن قوائم المشاهير وبحكم خجل وتواضع فطرى عرف به الانسان السودانى عموما او اقصاءات بغيضة كادت تمزق الثوب الطاهر. • سعادة السفير ياسر خضر خاطب الحضور فى كلمة حماسية وجدانية تارة وشديدة اللهجة اخرى ولا نظن الا انها نابعة من حرص على ان المكنون الثقافى السودانى كنز يحق لابنائه ان يجلوا عنه الغبار ليقف شامخا وسط ثقافات الامم وقد " أكد وشدد وألح " ان المركز سيظل وعاء للجميع بدون فرز وأنه سيحرسه بكل طاقته وطاقمه ليكون شعلة مضيئة وبوتقة تصاهر ومعايشة ويد قوية ترفع من شأن المثقف وتوثق لعطائه وتراثه وتدفعه ليتكامل مع الاخرين فى مدينة كالدوحة تتنفس بالثقافة وتنام لتصحو على اوتارها فى رهان اطلقته على نفسها كعاصمة ابدية للثقافة العربية. • لا نتحدث عن السودان لانه انجب نوابغ لكن لانه بلد متعدد الاعراق افريقيته لم تلغ عروبيته، مترامى الاطراف باطن ارضه ما زالت تكتنز تراثا ان ازيح عنه الغبار قد يغير فى كثير من المفاهيم عن الحضارة الانسانية وانسانه ذو فطرة سليمة وروح صافيه معتقة بحب الطبيعة بنيلها وصحرائها وبياديها مكنته من نسج القصيد ورسم اللوحة بريشة فنان مرهف الحس ولم تزيده الشدائد التى تتكالب عليه من منغصات الحياة المعيشية الا قوة وتماسكا اجتماعيا يلحظه الجميع وقد اطلق عليه البعض " ملح الطعام " لتفاعله الحميم بقضايا امته العربية المسلمة وفى محيطه الجغرافى الافريقي. • المركز الثقافى نريده مقرا يعج بالفعل الرصين والالتزام الاخلاقى وليزيح الستارة عن تراثنا وموروثنا وحضارتنا الموغلة فى القدم.. نريده فانوسا يضيء لاولادنا وبناتنا دروبهم لنهل العلم والمعرفة والتشبث بقيمهم النبيلة وان يتمازجوا مع الاخرين من الجاليات المقيمة فى قطر وليتبادلوا المعرفة وليمدوا الجسور مع الوطن كاياد قوية تساند التعايش وترتق الثوب العربى الاسلامي. • نريده حيطانا ناطقة بالعربية السليمة وحافظة للهجات المحلية ولتعلم اللغات الاجنبية وللرسم والشعر والموسيقى.. نريده خشبة تعيد للمسرح ابو الفنون عظمته ومائدة مستديرة لنقاشات فكرية معتقة بروح الانتماء لاوطاننا العربية والاسلامية والافريقية التى تمزقها الانقسامات السياسية البغيضة.. نريده منارة وفنارا لسفن تبحر فى دوحة الخير ووهج نورها يضيء عوالم العتمة فى عالم يتحرك بسرعة البرق وبالضغط على ازرار التقانة يلملم اطراف كوكب الارض لينهل الجميع من علم الحداثة والعصرنة ودون ان تختل هويته وفطرته السليمة.. همسة: " الثوب البسند العمة " مقولة فاضلة
381
| 29 يوليو 2013
•لست بصدد تعداد قيم الشهر الفضيل ومدرسته في السلوكيات وضبط النفس وتشذيبها كمدرسة متحضرة سبقت الانظمة الوضعية واللوائح والقوانين وعلماء الدين جزاهم الله خيرا لم يتركوا شاردة ولا واردة إلا وسلطوا عليها الضوء.. وبرغم ذلك نلمس تصرفات لا تمت للفضائل من قريب ولا بعيد.. البعض ترك الاكل والشرب نعم.. واطلق شياطينه ليقبض على "زمارة رقاب " كل من يصادفه في طريقه.. • ولعل المقطع الذي بث عبر مواقع التواصل الاجتماعي حيث ضرب احدهم وفي الشارع العام بدولة خليجية سائقا من إحدى الجنسيات الاسيوية كنموذج لعدم ضبط النفس واخذ القانون باليد في سلوك لا يشبه الانسان السوي فما بال حدوثه في شهر للسكينة وادخال الطمانينة للنفس وترك الغلو والتكبر وكفلسفة اسلامية لترسيخ ان بني البشر سواسيا فوقهم فقط العلي القدير وبيده موازين الامور وتوزيع الارزاق. • إن البعد عن شيم الانسانية ومبادئها النبيلة افرزت سلوكيات تعيفها النفس البشرية وترسم صورا سالبة عن امة المصطفى الكريم الامين الذي نفاخر به الامم الى يوم الدين وبرغم انها فردية ولكن كل فرد مفترض ان يكون قدوة خاصة إن كان في موقع المسؤولية لكي لا يتحول لبقعة سوداء في ثوب المسلم التقي الورع المالك لمقود النفس الامارة بالسوء.. والسلوكيات الحياتية هي عنوان الانسان وقياس مدى رقيه وتحضره وفي اي مرتبة يجلس بصرف النظر عن موقعه الوظيفي وما يكتنزه من اموال. • ما يحدث في شوارع الدوحة والتعدي الصارخ لمسارات السيارات بات يؤرق السائقين ويحصد الارواح البعض يعتبر نفسه امبراطور زمانه ويفترض ان سيارته " المفخخة الكشخة " يحتم على كل سائق لعربة متواضعة ان يفسح له المجال دون أي حق حتى ولو قرر فجأة الانحراف يمينا او يسارا.. تراه كالحلزوني يرعب كل من يجاوره في المسار.. تصرفات رعناء تحدث وسط الشوارع وجهود رجالات المرور مشكورين دائما ما تبوء بالفشل حيث ان الانظمة المرورية تتركز على الدوارات والاشارات الضوئية ومسارات الشوارع وعمقها متروك للسائق. • ضيوف الخيام الرمضانية اغلبهم يرتادها بملابس العمل التي تفوح منها الروائح الكريهة وقد طالبنا سابقا شركات المقاولات والاعمال الميدانية ومسؤولي الجاليات تكثيف التوعية بضرورة النظافة الشخصية كهدف سام ارتبط بفضيلة الصيام. • البعض وضع هواتفه على الصامت مفضلا السكون والراحة رغم انه في مركز خدمي ويعلم تماما ان هذه الهواتف لتسهيل امور المواطنين ولتقليل الضغط على المؤسسات الخدمية.. وبعض موظفي الخدمة الامامية " الكاونتر " يرد على السائل من "طرف خشمه "ويبلع كلماته فيدور المراجع في دائرة مفرغة خاصة إن كان شابا صغيرا او من جنسيات بعينها عرفت بالاستكانة في حين ترى وجهه يتهلل ويفرد كرسي بجانبه لبعض محسوبيه ومعارفه.. عجائب. همسة: انهم يفقدون نقاطا جوهرية في ميزان اعمالهم ويرسمون صورة سالبة لمؤسساتهم.. وقطر التي تستحق الكثير.
378
| 22 يوليو 2013
مساحة إعلانية
انتهت الحرب في غزة، أو هكذا ظنّوا. توقفت...
7002
| 14 أكتوبر 2025
المعرفة التي لا تدعم بالتدريب العملي تصبح عرجاء....
2853
| 16 أكتوبر 2025
ليس الفراغ في الأماكن، بل في الأشخاص الذين...
2430
| 20 أكتوبر 2025
في ليلةٍ انحنت فيها الأضواء احترامًا لعزيمة الرجال،...
2127
| 16 أكتوبر 2025
قمة شرم الشيختطوي صفحة حرب الإبادة في غزة.....
1605
| 14 أكتوبر 2025
يمثل صدور القانون رقم (24) لسنة 2025 في...
1533
| 21 أكتوبر 2025
في زحمة الحياة وتضخم الأسعار وضيق الموارد، تبقى...
1395
| 16 أكتوبر 2025
الوقت الآن ليس للكلام ولا للأعذار، بل للفعل...
1251
| 14 أكتوبر 2025
لا يخفى على أحد الجهود الكبيرة التي تبذلها...
1122
| 14 أكتوبر 2025
لم تعد مراكز الحمية، أو ما يعرف بالـ«دايت...
792
| 20 أكتوبر 2025
في قلب كل معلم مبدع، شعلة لا تهدأ،...
780
| 17 أكتوبر 2025
القيمة المضافة المحلية (ICV) أداة إستراتيجية لتطوير وتمكين...
777
| 20 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية