رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ماذا يحدث في اليمن؟

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يؤكد الراصدون للميدان اليمني أنه منذ أسبوع قد بدأت تهبط في مطار صنعاء طائرات إيرانية بمعدل طائرتين في اليوم، وأنه وصلت في ذات التوقيت سفينتان قادمتان من روسيا.ولسائل أن يسأل ما الحاجة لهذا العدد اليومي من هبوط الطائرات بين صنعاء وطهران، وهل راكبوها بهذه الكثافة؟ ثم هل باتت الملاحة بين روسيا وصنعاء بهذا العلن والأمان أمام عين السفارة الأمريكية وحكومة الظل؟!ولأن "السياسة ليست حفلة شاي" كما يصف د.عبدالله النفيسي؛ فإننا معنيون بالعودة لحديث الراصدين للميدان، وترك التحليل للمختصين.لقد بات مكشوفاً أن خطةً مبيتةً كانت تنتظر صِدام الحوثي بالإصلاحي قبل أشهر؛ لينتج عنه تكتيك قديم جديد في الحُكْم، وأن هذه الخطة ندب مخططوها حظهم عندما انسحب الإصلاح من المعركة المفتعلة، وكان قد جهز وقتها ما لا يقل عن عشرين ألف مقاتل.أدرك الإصلاح أن الأمر بُيت بليل، وأن الرئاسة اليمنية ماطلت، ثم خادعت في كشف مشروع الحوثي الذي نزل بسلام لأرض صنعاء ومعه المدرعات، وتحايا كبار الضباط!لا شك أنه قبل هذه الخاتمة الدرامية السريعة تكاملت خيوط ووثائق المسرحية التي ستظهر يوماً ما في عالم (شاهد على العصر!!).نتجاوز هذه المرحلة التي ستتكشف عبر الفضائيات، وكالعادة.... قريباً؛ لنتابع ما يقوله الراصدون اليوم.الحوثي بأجهزته وامتداداته بلع صنعاء، وافترس مواردها رغم قلتها.اللافت للنظر في المشهد هو الوضوح التام من قيادات الحوثي في خطاب توجههم نحو مكة والمدينة؛ مما يعني وضوح الخطاب العقدي السياسي (الصفوي) من جديد، وكأن التاريخ يعيد نفسه.إن كثافة الملاحة الجوية والبحرية إلى صنعاء وموانيها لم يعد خافياً أنه عبارة عن مجموعة من حمولات بشرية وعُددية يربط بينهما (السلاح والتدريب على السلاح!!).ففي الرحلات الجوية اليومية ضباط من الحرس الثوري، وفي الرحلات البحرية "بارجات" وعتاد ثقيل.ماذا يعني هذا؟إنه يعني دخول المرحلة الجديدة بتمكين الفصيل الحوثي في صنعاء، وإطالة خيار التفاوضات من الجهات المتابعة والمهتمة، مع وعورتها في ردهات العقل الحوثي!نعم، هناك من يقول إن الطريق طويل لهذا التمكن التام، وإن القوى الخارجية المعنية بالملف قد لا تسمح لهذه النتيجة؛ لكن هذا الاحتمال رغم وروده يجب ألا يُنسينا أن دولة كبيرة كإيران باتت في الميدان، وتجربتها في العراق ولبنان وسوريا ماثلة للعيان.ثم إن التفاؤل المجرد عن عمل يجب أن يكون مكافئاً لما يقوم به الطرف الطامع هو أقرب للجنون، والمشكلة أن تجارب مماثلة ومعاصرة تكررت فيها لغة التفاؤلات المجردة؛ فكان العلقم أشد مرارة.وعليه؛ ففي الأفق احتمالات:١- أن يبادر الثوريون الأصليون بمن فيهم القوة الكبرى (الإصلاح) وبدعم خليجي وغربي نسبي لدخول صنعاء، بعقلية منظمة وقدرة مكافئة، وتخطيط أوسع، وهو خيار مكلف، وممكن، ونتيجته بحول الله لو تحالف الجميع أقوى وأمضى، طالما أن قوة الحوثي تظل محدودة، وإمداداته ما زالت أولية، والأظفار الآثمة التي نشبت في الأرض الطاهرة يمكن قصها قبل أن تصبح أوتاداً ثابتة، وقبل أن تتحول المليشيات إلى جيش منظم ذي تدريب احترافي على يد إيران.لكن يبقى السؤال: هل أميركا سترفع يدها بعدما صبغتها في إناء الدم الإيراني والحوثي؟أو أن الكلفة المادية للانسحاب مربحة؟!ثم هل البديل الإصلاحي أو من في فلكه لو تمكن، هل ثمة وسيلة لترويضه والسيطرة عليه؟!هذه أسئلة تتضمنها تفصيلات، والتعليق عليها بيد المحللين.٢- أن ينتظر الإصلاح وفصائل الثوار ما سيعرضه الحلفاء داخلياً وخارجياً، وهذا الانتظار قد يؤدي لاحتمالين:أ- خسارة صنعاء فترة أطول وخسارة الإعداد والأعداد؛ لأن طول الانتظار محرقة في عالم السيطرة والنفوذ.وهي ربما تعني المزيد من الشتات النفسي، وشتات الإعداد، واضمحلال البقاء التاريخي.وقد يكون هذا مرجواً لجهات ما.ب- وجود فرص حقيقية (عسكرية وإسنادية) إما نسبية وهي إن لم تنفع كثيراً فلن تضر، وإما أن تكون جادة وبلا شروط تعجيزية؛ فحينها سيتأكد الجميع من معنى نداء الأبطال الثوار عبر تاريخ اليمن:قُلْنَا وأَصْغَى السَّامِعُونَ طَويلا خَلُّوا المَنَابِرَ للسُّيوفِ قَلِيلا وهو الشاهد الحكيم نفسه الذي قاله حكيم اليمن المجاهد الزبيري:خَرَجْنَا من السِّجْنِ شُمَّ الأُنُوف كما تَخْرُجُ الأُسْدُ من غَابِهَاوإنه والله لسجن أُريد للأحرار، على أن تتحكم طغمة تمتص رحيق المستضعفين، ولكن الله تعالى غالب على أمره، والحكمة والقوة كفتان في ميزان النصر، وأهل اليمن الصادقون على وعي يبشِّر، ونكاد نجزم بعمق الإيمان في نفوسهم واستعلائه في طريقهم، وأن نزعاتهم التخطيطية لدى مجموعهم تعصم من مَيل، وهم في محنة تتطلب نصيراً يدعو بحرقة، ويدعم بقوة، ويرجو لهم وهو يعرف تاريخهم وما أرادوه من نجاح خطتهم في بلادهم، التي يقولون فيها مثل قول العنسي اليمني:إنَّ الحياة سعادةٌ ومحبةٌ أو شنقَ مظلومٍ وهتكَ كرامةٍ إنَّ الحياةَ تقدمٌ وتحضُّرٌ لا سلبَ أحرارٍ وكبتَ شعورِ أو سحقَ أخلاقٍ وفعلَ نكيرِ ورخَاءُ عيشٍ وانتظامُ أمورِ والعنسيُّ نفسه حين رأى تواضع حشد المسلمين في نهار (عرفة) بلباسهم الأبيض عادت له ذكرى الثورة والحريَّة؛ فطفق يخاطب يوم العمق الإيماني:عرفاتُ حَقّاً لو تمعّنَ حَاكِمٌ لدرى بأنّ الظلمَ أكبرُ مِعْوَلٍ وتَنَكُّرٌ للآدميةِ صارخٌ ما فيكِ من حِكمٍ ومن تذكيرِ للهدمِ، للتخريبِ، للتدميرِ ودليلُ نقصٍ فاضحٍ وقصورِلكن فرج الله قادم، ولا بد للسيوف يوماً: (أن تقر في الأغماد).

1260

| 12 مارس 2015

من طبائع النفوس

3726

| 15 يناير 2015

من سيدفع فاتورة 2015؟

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لو أخذنا صورة استعراضية (بانورامية) على عام (2014)، لازدحمت صور عدة، أقلها مبهج وأكثرها مقلق ومحزن. ففي فلسطين - قضية المسلمين الأولى- التي حملت فاتورتها المزيد من الشهداء والمرضى، وإعادة البنية المهدَّمة في كل قطاع غزة، إضافة إلى الآثار الاجتماعية والاقتصادية، وكارثية الحصار والرواتب، فإن كل ذلك وسَّع طلبات الفواتير، وقلب حسابات التفكير. وفاتورة (2014) سترحل إلى (2015).وظاهر الحل بخصوص غزة سيفضي، على ما يبدو، إلى تفاهمات جديدة مع إيران، وهدوء مع مصر، والسعي لتفاهمات أوسع وأرق مع الدول الخليجية للتحرك في استثمار العلاقات، لأنه، كما يبدو، أن ملف المصالحة الفلسطينية وتبعاته في تحمل الفواتير السابقة بعيد!هذا مع اليقين بالمضي في مشروع المقاومة مهما كلفت فواتيره.وفي الجارة مصر، فإنه لا أحد يجرؤ على القول باستقرار الوضع في مصر، وسيظل الترقب مسألة وقتية للجميع لرسم سياسات جديدة. وبالنظر في فاتورة (2014) فإنها هي كذلك ستُرحَّل إلى (2015) رغم كل ما قيل عن أشكال في المصالحة والتطور النسبي في بعض الدول المتشاركة، لكن الأعمق هو الحراك على الأرض الذي لم يرحب بأي مصالحة أو مبادرة، لأنه لا يريد أن يدفع الفاتورة السابقة المليئة بالاستبداد والدماء والانحدار الاقتصادي، والمستقبل يتجه إلى أن الشعب المصري هذه المرة سيُحمل الحكومة جزءاً من الفاتورة السابقة، لأن عجلة الحكومة تدور إلى الوراء، والأيام ستحمل في طياتها إما المفاوضات وإما التغيرات.شمالاً إلى لبنان المتوترة، فإن حساباتها مختلفة، وفاتورة (2014) يحملها الجميع المنقسمون على أنفسهم، وسيتحملون فاتورة (2015) بالطريقة نفسها!لكن ربما سيكون المثير توسع تكاليف فاتورة (2015) على الجميع، فالطرف السُّني يبحث عن قوة أكبر في ظل انشغال الطرف الشيعي في سوريا، وإعادة بنية الداخل المخترق للعصب!، في حين ستزيد الفاتورة على كل من إيران وسوريا، ولو لبقاء مناطق حماية لأي متغيرات متوقعة.أما اليمن، فإن الحوثيين هم من تحملوا فاتورة (2014) لوحدهم في نهاية المطاف، ولكن في مجال محدد، وهو التسليح. فليس عنده - الحوثي- أي برنامج اقتصادي أو ثقافي أو تنموي أو مدني، بل كل ما في الأمر النفوذ والسيطرة في المرحلة الأولى، وهو مستعد - معتمداً على إيران - لتحمل فواتير (2015)، وفي دوائر أخرى لو استطاع.والطرف السُّني لن يَقبل السكوت، وهو يستعد لدفع فاتورة كبيرة في (2015) من دول عربية شقيقة لمواجهة الحوثي، وليس شرطاً لإعادة التوازن للمنطقة.ويبدو أن الرهان على الفاتورة الأكبر هو الأهم لتوقع مشهد (2015)، لأن اليمن لا ينقصها الرجال ولا الرؤية، إنما ينقصها التمويل للتحريك بشقه القبلي وشقه العسكري!بعيداً إلى طرف المغرب العربي، حيث تونس التي لم يتكلف أحد بدفع فاتورة (2014)، كون البلاد مهيأة للتغيير واستقبال الحكم الجديد في أول عملية ديمقراطية كاملة. لكن فاتورة (2015) ستكون مدفوعة من كل تيار على حدة ولو على دفعات قليلة، للحفاظ على هوية كل طرف، وإبقاء صوته عالياً. أمَّا في حركة المجتمع ونظام الدولة، فإن الحكومة هي المسؤولة عن كل التكاليف العامة، ودور التيارات ولأول مرة مراقبتها بشفافية.في الدولة الجارة ليبيا وفي بلاد مفتوحة للسلاح، فإن هذا الجو الملغوم يحتاج عادة إلى المزيد من الوقت لحين تكوين مناطق مليشيات أو تصفية معركة. والضخ المالي العربي وربما الدولي للثورة المضادة مستعد لدفع الفاتورة نفسها التي دفعها في (2014)، في حين سيبقى الثوار الحقيقيون على التكتيك نفسه في المواجهة، سواء تقلَّصت فاتورتهم الجديدة أم استمرت، فجهات التمويل العربية ما زالت متاحة، والخطورة في الملف الليبي اليوم عسكرية بامتياز، سواء في المواجهة على الأرض، أم في البحث عن قيادة تسرع في الإجهاز على الثورة المضادة بخطوات وآليات ترسمها القيادة الواعية لو وجدت على المستوى المأمول للمرحلة الجديدة.هناك حيث سوريا، فأمامنا عدة فواتير سابقة لا فاتورة واحدة!الكثير يدفعون الفاتورة: أميركا، إيران، لبنان، روسيا، تركيا، دول الخليج، سوريا والسوريون.الله أعلم كم من الوقت ستستمر الأزمة، لأنه لا رؤية واضحة، ولا إستراتيجية قائمة. كل ما في الأمر أن الفَرج قادم، وأن التغيير آتٍ ولو كان جزئياً.التكهنات في المستقبل بحكم السنن والرؤى الاستشرافية يكتنفها قلق كبير، لكن يبقى الدور القيمي والإنساني مهمًّا للغاية.لست متشائماً أبداً، ولكني حريص على تقديم الخطوات الممكنة للحفاظ على أهلنا في سوريا اليوم الذين تنوعت ملفات حاجاتهم بحجم مأساتهم. وهذا الدور الذي يجب أن يتضاعف، إلى أن يقدر الله تعالى الخير، والله تعالى ناصر دينه وأولياءه.بعد هذه النماذج الماثلة أمامنا أعتقد أن المراجعة واجبة لمزيد، فهم لحقيقة (المصلحة) التي غابت عن استيعاب النخب، فضلاً عن الدَّهماء.إن المصلحة لا تعني الاندفاع وتحمل التبعات، كما لا تعني الاستسلام وتضييع الفرص.والبحث عن الأمان وأقل الخسائر لا يضاد البحث عن الحرية المفقودة والكرامة المسلوبة.كل ما في الأمر إعطاء فرصة للعقلاء أن يبحثوا بوعي عن أجزاء من الحلول في الظروف المعقدة.إن إلقاء التهم سهل من المفرِّط والمعاند، لكن المصلح ينظر إلى المكاسب والمصالح الممكنة، خاصة عندما ينظر الجميع إلى طول النفق المظلم.ملف المصلحة اليوم هو أخطر ما يمكن أن يقدمه رجال السياسة والفكر المخلصون، جنباً إلى جنب مع الشرعيين للحفاظ على مقاصد الشريعة وضرورياتها الخمس.أعتقد أنه لو تمت مدارسة جادة لربما وصلنا إلى نتائج مهمة تصب في فهم المستقبل وإنقاذ ما يمكن إنقاذه بالطريقة الصحيحة، فضلاً عن استشراف المستقبل بعقلية واعية مستبصرة، وخطوات منطقية جيدة.إن القضية ليست في التراجع المطلق عن أفكار قديمة أو حديثة، بقدر ما هي فهم متى نخطو خطوة للأمام ومتى نرجع للخلف، هذا لو استصحبنا أن فكرنا اليوم يعبر القارات، ويؤثر على أوضاع البشر سلباً وإيجاباً.ومن الطبيعي أن يظل من هم خارج السرب يتفرجون أو يلومون كما في وضع اليمن الأخير!

1478

| 08 يناير 2015

تميم الأمير الحكيم

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ليس من عادتي تسليط الضوء على الصفات والتصرفات التي تكون من الجهات أو القيادات الحاكمة، لطبيعة ما يكون من تغيرات سياسية، وما يشكله الرأي عنهم من فهوم في الانحياز لطرف، أو الإذعان له، لكنني هنا سأتجاوز هذا التحفظ لانحياز تام (لشاب) مختلف.فهو ليس مجرد شاب ابن الرابعة والثلاثين من العمر، بل هو اليوم أصغر شاب حاكم عربي.لا شك أن خبرات العمر في الممارسة السياسية وإدارات الدولة لها عائدها النافع عند من يستثمر ذلك في رصيده، تكوينياً وعملياً، لكن أيضاً قد يفسد الحكم من تكلست إداراته بالترهل والفساد والمحسوبية والمجاملة، مروراً بالتصرفات الصبيانية، التي لا تخطئها عين متابع لمآلات الوضع العربي بعد عقود من الاستبداد والفقر والجهل.في خضم هذا الواقع سطع ضياء من أفق قريب استوقفني اختياره في هذا السن كحاكم لدولة حيوية تمارس أدواراً مهمة في عدد من المناطق والقارات.وسأكون صريحاً لو قلت إن اختياره كشاب أغراني لتأمل حالته كراصد لا أكثر.أي نعم، أغراني لمتابعة ما يصدر عن شاب في مثل هذا الوضع الراهن في المنطقة ومستجداتها وتعقيداتها.وبدأت المتابعة والرصد..إن الأمير الشاب تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، وبعيداً عن السياسة وحساسياتها وتداعيات الخوض في قادتها، أمير فاق توقعاتي،فهو، لمن يتأمل، بسَّام في كل لقاءاته المصورة والمتلفزة المختارة والعفوية.وهذا الرصد السيكلوجي يعطي شعوراً بالفأل، ورصيد الحب والود الذي يحمله، كما يجلِّي صورة خلفية من الصفاء والسكينة النفسية.والأمير الشاب تميم برع في المواقف السياسية القطرية المتعلقة بهموم الأمة الكبرى كرجل مبدأ، وحكيمِ تصرف، وكفى بهما لشاب مثله ومنصبه مفخرة.أن تعصف ببلده العواصف وينحاز لخيارات الشعوب الحرة الأبية في مشرق الوطن العربي المتأجج ومغربه، رغم ما سيواجه به من اعتراضات، فهذه بطولة.أن يصرِّح في المؤتمرات الدولية والعربية بحقوق الشعوب ومساندتهم علناً، ورعايتهم ما استطاعت بلاده، فهذه بطولة.أن يتعامل بمرونة مع الأشقاء، وتعقِّل في القرارات، وهدوء في التصريحات، وصبر في اللقاءات، التي جاب بها في فترة قصيرة عواصم عدة، وبعضها يكرر الرحلة إليها، فهذه بطولة.أن يحسن التعامل مع القادة الكبار رغم اختلاف بعضهم معه، ويسايس من دونهم على تباين وجهات نظرهم، واستمالة القادة الآخرين بعقلية فن إدارة المكتسبات، وحفظ المودة واستمرار العلاقات، فهذه بطولة.أن ينوِّع فتح الملفات، ومزج التحالفات، وكسب التوجهات، بحسِّ صاحب المبدأ، وفن صاحب الدبلوماسية، فهذه بطولة. أن يفوِّت الفرصة على كل متربص لبلاده في فترة عمره القصيرة، ويصفِّر المشكلات، ويُعلي لغة الحوارات الموضوعية، بحسِّ المسؤول، وأهلية المتمكن الحصيف، فهذه بطولة.أن يعنون لبلاده عنوان التسامح والوضوح، ويغيِّب منطق القوة في غير محلها، والاتهامات من غير برهانها، فهذه بطولة.نعم يمكنني أن أقول مثل هذا الحضور الواعي عن دوره في الداخل محل الرضا حقيقة، رغم بعض المشكلات التي لا تسلم منها إدارة دولة، وهي بحاجة لتصحيح، ولكن الحديث عن رصد الدور لحاكم شاب في المنطقة.إن هذا الحق تجب الإشادة به لأسباب ثلاثة:السبب الأول: لأن شخصية من عنينا شاب في الدرجة الأولى، ومن حق كل الشباب الذين يقرأون اليوم في السياسة ورصد وتحليل ملف الأزمات أن يقرأوا ويعوا هذا الواقع العملي، الذي لا حساب لنا منه إلا نشدان جيل شاب ثبتت بالبرهان قدرته على الأخذ بالمبدأ، ووعيه وكسبه في مضمار المماحكات السياسية الدولية والمحلية.والسبب الثاني: المواقف المشرفة التي تبناها في نصرة قضايا الأمة العربية والإسلامية، والدعم بمصداقية وموضوعية من عشرات الجهات المانحة الخيرية والإنسانية في بلاده، في ظل هجوم وتصنيف على أنواع من النصرة.والسبب الثالث: ما آلت إليه الوحدة الخليجية من لمِّ شمل، ووحدة صف، وحسن ظن، وقرب ورشد، وعاد بآثاره فرحة حقيقية في قلوب من لم يصدق ولم يرض بقاء ما حصل على ما كان.ولولا حسن النية، وصدق المصارحة، وفقه المرونة، وجميل التعامل، ومنطق البرهان، لطال زمن الحزن.وهذه الخطوة الحكيمة لعودة السفراء وفتح صفحة جديدة، وما تلاها من مؤتمر الدوحة شارك برسمها قادة المنطقة العقلاء الحكماء، ووعيهم بتجارب الشعوب وأزمات المنطقة في العقود السابقة، وفي مقدمتهم جامع شملهم خادم الحرمين الشريفين، ومهندس علاقات الإخاء والبناء، أمير الكويت، ثم بقية الأشقاء والأحبة في خليجنا الواحد.إن ما جرى - ونحمد الله على ما كان - يمنحنا التفكير بكياسة لمعرفة مستجدات الأمور، وما ينبغي حيال (الخليج الواحد) من تفاهمات أعمق وأكبر من خدوش ووجهات نظر.كما أن الموقف يوجب رفع قيمة الحوار الموضوعي كمبدأ، وعدم اللجج في المهاترات الإعلامية التي لم تخدم قضية ولن تخدمها، فنحن في المآل أصحاب مصير مشترك، وتقارب ثقافة، وطبائع مجتمعية واحدة، وترابط مؤسسات وعائلات.والمجتمع الخليجي أفاد من هذه الفترة المتوترة قيمة إدارة الاختلاف الذي سيظل طبيعيا في حجم قضايا دول لكل منها سيادتها في شؤونها الخاصة، ونظرتها للمستقبل.وأخرى دولية لا تفتأ في شقها الغربي المتصلد أن تترصد لتثب علينا، وقد أكلت الأزمات والورطات بقايا دسائسهم وخداع ولاءاتهم مع غيرنا في المنطقة.ثم إن بقاء الحب الخليجي راسخا يزيل غبش الفكرة العارضة، أو مسبقة الفهم، فإن وقفتنا المتلاحمة في كل الأزمات السابقة أقوى دليل على صدق القادة والشعوب من مجرد اختلافاتنا في تقدير علاقاتنا مع غيرنا اللاحقة. والله المسؤول أن يحمي الجميع، ويكفيهم شر طوارق الليل والنهار.

1505

| 11 ديسمبر 2014

نحن في زمن الفترة!

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); المراقب لواقع العالم العربي اليوم يدرك أننا ننتظر أحوالاً استثنائية في المنطقة، مما يعني أننا في (زمن الفترة). فهذا (الملف الفلسطيني) يتجلى بعد حرب شرسة مع اليهود في غزة، التي تلم شعث الظلم، وكبرياء الخيانة، وتطفئ ما أوقدته النيران الصديقة!؛ لترى نفسها أمام هجوم صهيوني عنيد يغلق المسجد الأقصى. ورغم هذا التآمر والحصار هب أبناء القدس القديمة، بل حتى سكان الأحياء الحديثة بالقدس وهجروا مساكنهم وعادوا لبيوتهم القديمة؛ ليرابطوا مع آلاف الشباب والبنات يوميّاً، وها هم أبناؤها يبتكرون سبل المقاومة بما قلَّ وفتك!إن قضية القدس هي التي تَجمع الأمة اليوم بلا خوف، بل لا يجوز أن يكون معها الخوف أصلاً؛ ولذا فإن تحريك هذا الملف من كل قطاعات العمل الإسلامي والعربي والإنساني واجب المرحلة.ومن غير مبادرات وتحركات على الأرض وتحت الأرض سيكون من الطبيعي حدوث حالة ارتباك في الملف الفلسطيني نظراً لحال الناس المتأزم ماليّاً في غزة، والتعنت في رام الله في مطالبات التسليم الأمني الكامل، مع أخطاء في بعض قرارات حكومة غزة، وفوق ذلك تعدد أوجه الحصار والعار العربي!ومن غير بذل الجهد لتخفيف وطأة الحمل الثقيل وتقليل كلفة الحرب المفروضة؛ فإننا قد نكون في (زمن الفترة) لأزمات اقتصادية وسياسية داخلية، توقعنا في وساوس وتخمينات لرصد جديد في الشارع!. ***وفي (الملف اليمني) أسرع الملفات تحولاً في المنطقة العربية، وبعد (الانسياب التاريخي) للحكم الحوثي؛ في ظل ذهول خليجي؛ فإن مآل الأمور لم تخلص بعد في بلاد مسلحة، وأناس مدربة ومهيأة، غيرت مجرى سبأ الحكمة لسيل العرم الذي يأكل الأخضر واليابس!. ويخطئ من يظن أن حل (الملف اليمني) المتطور والخطير لارتباطه بالسلاح والفكر، يتمثل في مجرد أدوار عبثية لبعض الدعاة والمؤسسات الدعوية؛ لأن الحديث عن الانقلاب وما في جوه هو حديث سياسي بامتياز، يُسأل عنه أول من يسأل الساسة في سواحل الخليج بالدرجة الأولى، والآخرون في الضفة الأخرى في قُم. ومع ذلك فإن دور المصلحين السياسيين مد الجسور مع الساسة الخليجيين في كل اتجاه؛ لتحريك ما يجب تحريكه من أدوات فاعلة للحفاظ على مستقبل الهدوء والتوازن في اليمن بل في المنطقة كلها؛ فالملف لم يبدأ لينتهي، بل هو الضربة الأوجع، التي تتطلب إدراكاً لاحتمالي تقسيم الأرض، أو تقسيم القرار. وسواها التلاشي كما في لبنان. وإلى توقع ما يجهز له الجميع، وتظهره الأخبار والتقارير فإن (زمن الفترة) هنا أدق وأصعب. أما دقته فلدخول الطائفية لأول مرة بهذا العمق في منطقة الخليج، وأما صعوبته فلأن التسليح لم يكن من مجرد تهريب، بقدر ما كان بعد تدريب!***ولا يبدو أننا نبتعد كثيرا عن متابعة وحراك (الملف المصري) الذي دخل نفقا مظلماً، ولم تفلح كل المليارات الخليجية لتجاوز الأزمة والبدء بعهد جديد. ورغم كل التطمينات والشعارات وبرامج القنوات ومانشيتات الصحف والمجلات؛ فإن الشارع المصري ليس هو الشارع المأمول، لا في ترويضه، ولا في تطمينه. والكل يراهن على (زمن الفترة) وهو زمن بلا شك سيكون الحاكم والحاسم!فالشارع كان سيقبل الواقع الجديد في غالبيته لو آلت الأمور للتحسن المعيشي، وبعض نفَس الحرية بعد ثورة يناير، وشيء من العدالة شبه الظاهرة، ولكن الواقع لا يحسده أحد. ومصر لم ولن تكون لأحد بعد ثورة يناير، والشعب ملّ وتعلم بعضه، ولم يزل البعض في سلم الوصول!.لقد أدرك العالم كله، غربيه وشرقيه، ساسته وعامته، أن بوصلة العرب (مصر)، ولن يفرض تحديد وجهتها طرف. ومن أسف أن هذا التحديد عند أطراف وبموافقة أطراف قدم أكبر مجزرة في تاريخ العرب الحديث. ولإن كانت مراهنة الأطراف على التخويف والتركيع؛ فإن الواقع مشى عكس التيار، والميدان يغلي، وسيغلي، لبضعة شهور أو لبضع سنين، وأيّاً كان ما يحلو للمراقبين والمحللين توقعه؛ فإن (زمن الفترة) سيكون غالياً وحرجاً في مصر، ومصيره البشرى إما بحكماء يصححون المسير، والطرق السياسية ممكنة، وإما العناد الذي لم يجد ولن يجدي، وإما رسم طريق حرية جديد في آلياته، وقديم في مآلاته، كما في مغرب الكون في الثورة الفرنسيّة، أو في مشرقه كما في الحركة الماندليّة، أو في وسطه كما في اللعبة التركيّة. ***وفي غبش الصورة تلوح صور أكثر غبشا عند ذكر (الملف السوري) وتطورات (داعش) ومقاومتها؛ وهذا الملف رغم وجوب تأكيد خطورة (المنهج الداعشي) الأثيم فكراً وفعلاً، وخطورته على مستقبل السلام السوري؛ فإن الخطر الأكبر يعني خروج بؤر جديدة يصعب التحكم فيها، يكون من السذاجة قراءة تشكلها فكريّاً، دون إبصار سبب سرعة تجميع أتباعها الذين سحقتهم طائفية القتل والسجن والتنكيل، وذاقوا ويلات الاستبداد الداخلي، واكتووا بنيران الاستعمار - الاستخراب - الخارجي، وسمعوا آهات القهر والعذاب تصك آذانهم صباح مساء.والويل لنا من داعش إن تركناهم لجنونهم، وعذرناهم لما حصل معهم، والويل أشد على من مضى في خط الطائفية، ونكل برموز الأمة ومشاريعها وفكرها الوسطي؛ لأن الطرق إذا ضاقت انفجرت على عمى، وما نراه اليوم نتاج فعل الجميع في الجميع!ولإن قررت قوات التحالف خوض معركة شبه مفتوحة لما يقل عن عشر سنين؛ فإن شظايا النار لن تتوقف، والحريق لن يطفأ، و(زمن الفترة) كفيل بأن يجعلنا نقرأ الواقع الجديد بعقل جديد، يلغي ما في خطتنا من مسارب مظلمة؛ ركزناها في الحل الأمني، والقمع الاستبدادي؛ لتكون ضربتنا أمضى وأقوى وأبقى في محق العنف واجتثاث جذوره.***ولعل (الملف الليبي) هو الأبرز وضوحاً، والأقرب تاريخا؛ لاستيعاب خطورة اللعب بالنار من كل الاتجاهات، وفتحها من كل الجهات داخليّاً وخارجيّاً!ولن نكون بحاجة إلى (زمن الفترة) في ليبيا لو تُرك لعقلاء البلاد إدارة ملفهم مهما طال، ومساعدتهم حين الحاجة بالموضوعية وبدون رغبات استفزازية!. وخير دليل لبرهنة ذلك ما كان في (الملف التونسي) الذي حدد (زمن الفترة) واستوعب الدرس، واجتهد كل فصيل في البلاد، ورضي باختيار الشعب، وقال كل رئيس حزب للشعب (أنا فهمتكم) قبل فوات الأوان، وارتفعت صيحات التنبيه في قطار الديمقراطية مبكراً قبل أن ينادي آخر راكب في المؤخرة ( فاتكم القطار .. فاتكم القطار!!).

1315

| 27 نوفمبر 2014

القنوات الهادفة.. من أنتم؟!

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); قالها ويقولها وسيقولها كل معتوه لا يعرف الحق والحقيقة ولو اخترقت جدران الحجاب الحاجز في صدره المهزوز بالترهل في غمط الحق ليزرات الألق، أو من يرخي أذنه كلما تربى في صحراء الجفاف النفسي ليسفَّ الرمال على الآمال! ثم قالها ويقولها وسيقولها كل من يخشى على خمَّارة مديره إذ لاسُقاة، أو حانة شركته إذ لارُعَاة. وكأنما يريدون دستورا يفصِّلون فيه حماية الدين والوطن والعرض بالمقاس، ويحبذون لو صدَّق على دستورهم العم سام وقبلوا أن يكون تمثال الحرية ترويسة في أعلى الدستور! فهم يطالبون محلات الغير بأن تحتشم، وترعى النظام، وإن لم تفعل فعليها اللعنة والوزر وحوشي الكلام. بينما هم في رقاق الملابس محتشمون، وفي زُقاق الكَعْكَعَةِ والتسطيلِ وطنيون، وفي ممالأة القاتل والعلماني ونشر عهر السادي واقعيون! إنكَ لو جمعت في كل ساعة مئات المقاطع من قنواتهم لما خفيت عن عين المشاهد لقطات رقطاء، وغرام فاحش، ومروءة ميتة، وهوس عفن، ثم يتبجح ضميرهم الآثم ومنطقهم الأرعن، للحديث عن قنوات يلتقي فيها ضيفان للحديث عن حماية الامة ومقدراتها من مجوسي سفاح، وطائفي متوحش، ويهودي لعين، وصليبي حاقد، فعلام يغضبون؟! يا للعجب!! أو ربما قلَّبوا النظر في هذه القنوات الهادفة فوجدوا براءة في جلسة متعة ومفاكهة، أو نسمات من أنشودة مصورة عن سبَحات الكون وتوبة الوجدان، ثم على مثلها يتكلمون، فيا للعجب!! أو لعلهم بعد أن أنفقوا المليارات على نغمات السح الدح مبو، وطوابير مسلسلات سفاح الغرام، ومومياءات السخرية بكل ناطق للحق مخرس لقاطني أحراش الظلام، وبعد أن ظنوا أن غيرهم بلعَ الطُّعم، إذ بقنوات هادئة هادفة وبدرهم يسقطون صفقة قنطار الرذيلة، وببرنامج صادق في مشهد يزخرفه محراب خلفه، يشد الملايين بالوجدان، ثم يحركهم في الميدان، فتستجيب الضمائر، وتعلو إلى عنان صفائها، تهز مسارح فجورهم، ثم يَنفضُّ السامر عنهم، إذ الناس لم تقبل أن تجعلهم قِبلة في الفكر أو السياسة!! ولأجل هذا يتمللون ويُعذَّبون، فيا للعجب!! وقد يكون بلغهم بعد أن قضَّ مضجعهم أن اللمعان السياسي للإسلامي، والمنافسة والمناكفة وتمرير مايُشرَّع وما لا يجوز تشريعه، إنما كان موجِّهه تلك القنوات الهادفة المحدودة المال، القليلة الرجال، الضعيفة الوسائل، ولكنها جيشت العقول بالبرهان، وصفعت بقناعاتها واختياراتها مشروعات الضعة والدجل والانتهازية والتبعية والعري والخسة، ولذا يتباكون، فيا للعجب!! ومن الطبيعي أن يتخوف الصعلوك من المارد، ولذا تراهم يتهوكون في أحلاسهم حتى على مجرد (هاشتاق) خشية أن تتآكل نسبهم المالية المتخومة بالحرام، ويكاد يجنُّ جنونهم لو طار معلن وخشي ربه!!، فيا للعجب!! وإذا مضى كل ما مضى في تعب من غير أَرَب، لوَّحوا ثم صرَّحوا: من أنتم؟!! من أنتم أيتها القنوات الهادفة بلا استثناء؟! من أنتم ولو تلوَّنتم؟! من أنتم جميعاً، ممن اجتمعتم في المساجد تصورون، أو في الحدائق تحاورون، أو المنازل تنصحون؟ كلكم سواء. من أنتم جميعاً، تعظون بالكلام، أو تنشرون الأفلام، تظهرون المرأة، أو تمنعون المرأة، ترفضون الموسيقى، أو تقبلون الموسيقى، تخرجون بالثياب، أو تلبسون البنطال.. كلكم واحد، وصوت واحد، وعقل واحد، وموجِّه واحد! طالما اتخذتم الدين شعاراً، والبرامج الهادفة وسيلة! كلكم يحمل خطاب الكراهية، والعنف، والتبعية للأحزاب!! نعم كلكم.. لماذا لا تتكلمون في كذا، وتحاربون كذا، وتوالون كذا، وتعادون كذا؟! نحن نعرف ما وراء الباطن عندكم، ولذا ندعوا لمحاسبتكم، وتجفيف منابع من يدعمكم!! ونتمنى أن يقف جرس الإنذار الشيطاني الصارخ في آذاننا لو سمعنا بمنعكم!! وبعد؛ فيا هؤلاء: انقلوا عن القنوات الهادفة أنها تقول: ولَّى زمن اللعب بالحقائق، وانفضوا عن قلوبكم غبار الكبرياء، وازهدوا في التغيير كما تريدون والتحريش لمن تريدون. العالم اليوم أكبر من عقولكم، والفضاء أوسع من قراراتكم، والأموال أكثر من مضايقاتكم، والتحالفات أصدق من أمنياتكم، والأهداف أرحم من مخططاتكم!!

2090

| 30 أكتوبر 2014

مجال ليس فيه ضوابط

1155

| 19 سبتمبر 2014

منطق المقاومة عند الحكام العرب

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); في الطائرة وفي هذا الأسبوع كان بجواري الإعلامي الأستاذ: جمال خاشقجي، وكان من جملة الحديث معه منطق عدد من الإعلاميين عن الأحداث في غزة، وفي ثنايا الحديث مدَّ يده على إحدى الصحف العربية الدولية مشيراً إلى خمس مقالات فيها كلها تُحمِّل حماس ما جرى في القطاع، ثم عقَّب ساخطاً: هذه المقالات السخيفة التي لا تعتمد على أي منطق أو تحليل.أقول: إن العجيب في الأمر أن هذه الكتابات هي التي تُغذِّي – وللأسف - فكر الكثير من قيادات الحكومات العربية - إلا ما رحم ربك!أي إن منطق المقاومة عند الكثير من الحكام العرب خاطئ، لأنه باختصار يتمثل في مفاهيم ثلاثة تهمهم: (الإسلام السياسي) أو باختصار: الوجود الإخواني - الممثل في (حماس)، المحرِّك للربيع العربي وتداعياته. ثم (السَّلام) أو باختصار: الحرص كل الحرص على تهدئة المنطقة، والنزوع للدَّعة، وعدم استفزاز القوة الصهيونية، وما يجري معها تحت الطاولة من تحالفات. وثالثاً: (أمريكا) وأوامرها وشروطها، وتهديداتها وتخويفاتها من أحداث هنا وهناك في الوطن العربي سواء ما كان منها في سوريا، أو العراق، أو ليبيا، وسواها من المناطق الساخنة التي ترعب بتداعياتها وآثارها الجميع.وسأجيب عن منطق هذا التفكير بنقطتين اثنتين، بيد أنني أحب أن أذكر هذه المجموعة التي تدعي الثقافة، ومن يتقبل أو يتشرب فكرها من بعض الحكام ومن ينوب عنهم، أن الحديث عن المقاومة هنا هو أمام اليهود المغتصبين، والصهاينة المحتلين.فلا الحديث عن تنظيمات عربية، ولا أحزاب سياسية، إنما عن فصيل يهودي منحرف خالص، وقاتل بكل عتاده، ومناور بكل تكتيكاته عبر التاريخ الحديث في كل الوطن العربي، الذي تثبت الصور والأفلام كل ما حصل، لو كانوا يعقلون.وأعود الآن للإجابة عن منطق التهاويل التي يطرحها هؤلاء الكُتَّاب والحكام في شأن المقاومة ضد الصهاينة المحتلين من ناحيتين: (تاريخية نفسية) و(ميدانية واقعية).أما من الناحية التاريخية النفسية فإنه منذ نزول القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، والحديث فيه عن اليهود بأن لهم طبيعة واحدة، وجبلَّة متكررة لا تتغير، ولا تختلف فيهم جيل عن جيل، فهم في كل عصر ومصر أصحاب سوء وانحراف سلوك، والتواء موقف، ونقض عهود ومواثيق.فقد توجه القرآن الكريم إليهم يذكرهم بنعم الله تعالى عليهم ليطالبهم بالوفاء بعهد الله وميثاقه في إيمانهم بخاتم الرسل: "يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِيَ أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيّايَ فَارْهَبُونِ" [البقرة: ٤٠].وسجل عليهم القرآن الكريم أنهم قتلوا عدداً من الأنبياء، ومن الدعاة الصالحين. قال تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ" [آل عمران: ٢١].كما وصفهم الله تعالى في القرآن بشدة الحرص على الحياة، والبقاء فيها، بأي حياة مهما كانت، فقال تعالى: "وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ" [البقرة: ٩٦]. بل ونعتهم القرآن بالجبن المتأصل في نفوسهم، فقال سبحانه: "لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ ۚ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ۚ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ " [الحشر: ١٤].وسجل عليهم القرآن الكريم استهتارهم بدينهم، مما حملهم على تبديل كتاب ربهم وتحريفه، ابتغاء منافع الدنيا وأموالها، فقال تعالى: "فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ" [البقرة: ٧٩].بل وسجل عليهم القرآن الكريم الوقاحة والسفاهة والبذاءة، بما لم يسبقهم إليه أحد، ولن يلحقهم فيه أحد، حتى لقد بلغوا في ذلك أن وصفوا ربهم الذي خلقهم بالبخل - قاتلهم الله- "وَقَالَتِ الْيَهُوْدُ يَدُ اللهِ مَغْلُوْلَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيْهِمْ وَلُعِنُوْا بِمَا قَالُوْا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوْطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيْدَنَّ كَثِيْرًا مِّنْهُمْ مَّا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوْا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِيْنَ" [المائدة: ٦٤].ووصفوه سبحانه بالفقر - تعالى الله عما يقولون-" لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ" [آل عمران: ١٨١].ومن أخطر وأسوأ أفعالهم عداوتهم المستمرة أبد الدهر للمسلمين. قال تعالى: "وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ" [البقرة: ١٢٠]. وقال سبحانه: " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ" [المائدة: ٥٩].إن عناية القرآن الكريم الشديدة بالكشف عن طبيعة اليهود وأعمالهم المستمرة، كان بهدف وضع المسلمين على المحجة البيضاء، كي لا يخدعوا بمعسول كلامهم، ويغريهم بنو يهود بالوعود والمواثيق الآيلة إلى النكث والنقض.وفي أهم تطبيق عملي في السيرة مع خير البرية صلى الله عليه وسلم، نجدهم في المدينة قد عاهدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا يحدثوا فيها حدثاً، ولا يُؤْوا مُحدِثاً، وأن يسالمهم ويسالموه، ولكن يهود ما لبثت أن أدركتها طبيعتها، وغلبت عليها جبلتها، وكانوا ثلاث قبائل: بنو قينقاع، وبنو النضير، وبنو قريظة.أما بنو قينقاع فقد شرقوا بنصر المسلمين في بدر، وغلى الحقد في قلوبهم على الإسلام، واستغلوا مشهد امرأة مسلمة تشتري من صائغ في سوق بني قينقاع، فاجتمع عليها نفر من اليهود وأرادوها أن تكشف وجهها فأبت، ثم عمد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها، فلما قامت انكشفت سوءتها فصاحت، فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله، فعدت يهود على المسلم فقتلوه، فكان أن حاصر النبي صلى الله عليه وسلم بني قينقاع ليالي حتى نزلوا على حكمه، وذلك في شوال من السنة الثانية للهجرة، ثم أُجْلوا عن المدينة.وأما بنو النضير، فلم يثبتوا على عهد رسول الله ونكثوا الميثاق، ولم يصبروا على مكرهم بالإسلام، ولما جاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلب منهم أن يشتركوا في دفع دية اثنين من المشركين، أمَّنهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقتلهم أحد المسلمين وهو لا يعلم بالأمان، وذلك بعد غزوة بدر بستة أشهر، قالت بنو النضير: نفعل يا أبا القاسم، اجلس هاهنا حتى نقضي حاجتك، ثم تآمروا على قتله، بطرح الرحا على رأسه من فوق السطح. فجاءه الخبر من السماء، فنهض مسرعاً، ثم أمرهم بمغادرة المدينة فرفضوا، فحاصرهم حتى خضعوا، وأجلاهم عن المدينة.وأما بنو قريظة، فلم يجدوا فرصة للغدر ونقض الميثاق إلا بادروا إليها، ولـمَّـا تحزبت الأحزاب حول المدينة المنورة، انضموا إليهم، ناقضين العهد مع الرسول، وبعد أن ردَّ الله كيد الذين كفروا، حاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلوا على حكمه، فقتل رجالهم، وسبى نساءهم. وكان هذا في السنة الخامسة للهجرة.وفي السنة السابعة، وبعد صلح الحديبية، غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم من تبقى من اليهود في بلاد العرب، فغزا خيبر حتى فتح حصونها، واستسلم له بعضها الآخر. وغزا وادي القِرى فاستسلم له من كان فيها من يهود.وقد منَّ رسول الله على يهود خيبر، وأبقاهم يزرعونها على أن يكون لهم نصف ثمرها. ولكن أدركتهم جبلتهم الخسيسة في نكث المواثيق، فلما جاءهم عبدالله بن عمر رسولاً من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب؛ ليقاسمهم ثمار خيبر، حاولوا قتله، وألقوه من فوق أحد البيوت، فخُلعت يده، فأجلاهم عمر بن الخطاب عن بلاد العرب.وهكذا عرف التاريخ غدرهم ونقضهم للعهود، وصدق الله تعالى إذ قال فيهم: "أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ" [البقرة: ١٠٠].فهل بعد هذه النصوص والحقائق يغيب وعي بعض من انتسبوا للإسلام، وحكموا ديار المسلمين، ويظنون في اليهود مجرد ظن حرصهم على المنافع والمصالح؟!وهلاَّ على هدي السيرة اقتفوا في تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع اليهود بعد فضح دسائسهم ومكرهم؟! وأنطلق الآن للنقطة الثانية: (الميدانية الواقعية) والتي ما هي إلا وثيقة جديدة، كل ما فيها أنها معاصرة، وأدعى لحكاية ووعي الواقع القريب.ففي (1967) زمن النكسة، اجتمع عدد من الدول العربية الأقوى بعتادها العسكري وتمويلها النفطي، ورغم كثرتها وعتادها خسرت، لأن مظلتها كانت المادية والقومية والهبَّة المضرية، من غير هدف واضح، ولا عقيدة راسخة، فخسرت الأمة العربية من جغرافيتها في خمسة أيام: سيناء في مصر، وهضبة الجولان في سوريا، ومزارع شبعا في لبنان، والضفة الغربية والغور في الأردن، وجزيرتي تيران وصنافير على مدخل خليج العقبة في السعودية، وأخطر من ذلك ضياع القدس!ومن (67) إلى أكتوبر (73). عندما قام جيش واحد من كل تلك الجيوش العربية، فاختلف نداء حركته إلى (الله أكبر) عقيدة، ورسخ في ذهنه قيمة التحرر من اليهود، وشاركه الجيش السوري الموحَّد معه، فكانت الملحمة التاريخية المعاصرة، التي كُتبت فيها الكتب الخالدة، وغُنيت لأجلها الأغاني الوطنية التي صدح كبار المغنين بأدائها بافتخار، ومازالت تذاع إلى اليوم!ثم حصل السلام بدل منطق الحق والقوة ببركة أمريكا وحلفائها، وخفوت صحوة الضمير وكبرياء الحق.وبعد طول نكسة وغفلة ونومة، عادت حماس ومن بجوارها من الفصائل المباركة لتخوض حربا في رمضان كما حرب العاشر من رمضان (أكتوبر 73)، وتقتل (497) جنديا، و(113) ضابطا، وتجرح (879) جنديا، و(362) ضابطا - كما في صحيفة هارتس العبرية، وتكبد العدو الصهيوني الخسائر بالمليارات من الدولارات.ولمن يريد أن يعرف أو لا يعرف أو أن يفهم أو لا يفهم، فإن حماس اليوم كسرت حاجز الخوف من الصهاينة، وباغتت العدو بالصواريخ التي هزَّت تل أبيب، ولم تصدها أي قبب رادعة.حماس اليوم بنت أرضاً تحت الأرض للمقاومة، ووصلت لما بعد خط العدو، وتلاحمت في منطقة الصفر عشرات المرات، وقالت وفعلت.حماس اليوم ومن معها بأيديهم وعقولهم واستثمار إمكاناتهم يتماسون من منطقة الصفر بكل قوة وفن عسكري، وقلب مزلزل، ويد مدمرة للمحتل وأعوانه.وإذا كنا نحزن على حال من قتل من إخواننا وأهلنا الأبرياء في غزة، فإننا نتساءل: ألم يثبت أن مئات الشهداء هم من اللاجئين في مدارس الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية، وأكثرهم أطفال ونساء وعجائز؟! فهل هذا القصف المتعمد لهذه الأماكن رصيد فخر، وسجل بطولة؟!إن حماس وبقية الفصائل الشريفة بقيت محافظة على عقيدتها الإيمانية، وعقيدتها البطولية الميدانية.فهي لله وللجهاد، ثم لفلسطين ضد اليهودي الغاصب.فهل يا حكام العرب - ممن خذل منكم غزة - ومن تكلم باسمكم ولكم، تعيدون فهم الدرس من جديد؟وإن لـم تفعلوا، فتذكروا أن لعنة التاريخ على الظالمين سنة فاعلة إلى يوم الدين.واعقلوا أن صمتكم هو الفتنة بعينها، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال: "خير الناس في الفتن رجل آخذ بعنان فرسه، خلف أعداء الله يُخيفهم ويخيفونه". [رواه الحاكم].إنه المنطق النبوي الأصيل في أن الرجل لا يهرب وقت الفتن، فاثبتوا أيها الحكام لتكونوا رجالاً.

1627

| 07 أغسطس 2014

سفور الشيخ والسياسي

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); كانوا سابقاً يتذرعون بأسباب مختلفة - ولو بدت سطحية - لتمرير الفضيحة الإعلامية التي لحقت بهم، أما اليوم فإنهم يجهرون بكل رزاياهم، ولا يبالون بالمتكلمين، ويراهنون تجاه كل تلك الجرائم على العقول السخيفة، وشراء الذمم؛ لتخفيف الوطأة أحياناً إن تطلب الأمر ذلك، وإلا فإن المعتمد الجديد هو (خلي الناس تدق راسها في الجدار). ما الذي جعل العديد من الأنظمة السياسية لا تفكر في شعوبها، ولا تراعي أي قيمة لما يُكتب عنها، ويقلل من هيبتها.إنها تجربة (الديكتاتورية) التي تحيط بهم، وتشكِّل نظمهم.ما الذي جعل "بن علي" و"القذافي" و"علي صالح" و"مبارك" و"بشار" يكررون وقت هبة الشعوب وصيحتها سيناريوهات (بلدنا غير)، ثم حصل لكل واحد منهم ألعن مما حصل للذي قبله؟!لماذا يلعب الجميع على المرحلة، ولا يخططون للمستقبل؟لماذا يكررون نغمة التخوين والشيطنة نفسها لمجموعات وهيئات من الشعب، ولا يقررون فهم طبيعة الشعوب وحسها في زمن البحث عن الحرية والكرامة؟لقد خلط هؤلاء تماماً بين ضرورة (الضبط الأمني) لحماية الشعوب، بموجب القانون والعدالة، وبين التسلط على النفس والكرامة والحقوق والحريات باسم القانون.إن التواضع للتغيير عندما لا يأتي في وقته، يكون كإحضار الطعام الشهي لموجوع في معدته!.إن تسميم العقول كتسميم المعدة، لن يكون معه أي تفاعل أو تراضٍ.إن المغامرات السياسية على حساب الشعوب، وقراءة ملفات مستجدات الوطن العربي طالما كانت تدار في أروقة أفراد ومجموعة تستقبل وترسل إشاراتها وقراراتها دون أي مراكز بحثية محايدة، وعقول منصفة واعية، ستُدخل الجميع في دوامة من التخبطات، والمزيد من التفكك.إنه لم يعد الاعتماد على الشعوب والمراهنة على عاطفتها لمجرد تحريك سجل من الإنجازات عبر سنوات أو عقود سابقة كافياً للشكر ومقنعاً لتمام المواطنة، بل متطلبات الشعوب اليوم تتجدد يومياً عبر مطالبات عقولها ونفوسها التي ترى وتستوعب وتستنفر خلاياها كل ألوان الطيف من المطالب التي تكفل لها حقيقة وجودها.وسيبلغ الأمر خطورته طالما أن عقلية تفريق الشعوب لأحزاب وجهات تحت الغطاء السياسي أو الديني قائمة.إن كل عاقل في الأمة يدرك أن الاستقرار والعدالة والأمن لا يقدر كل ذلك بثمن؛ خصوصاً في زمن التوحش والتوغل والمصادرة، حتى ولو كان هذا التجاوز باسم الدين من أصحاب اللحى والعمائم، وكم ضحت الشعوب وتضحي بما تملك للحصول على استقرارها وأمنها. ولكنها عندما تصبح تلك المطالب الأساسية للعيش في الأوطان ضريبة أو ثمناً في مقابل تخدير العقل أو الضغط على النفس، والانزواء عن شأن عموم الأمة الإسلامية، وإغماض الأعين عما يجري للمسلمين والعرب في كل مكان بالعالم، فإن هذا الخمول يصبح كالسرطان لا يعرف عن وجوده لا صاحبه، ولا مُعالجه إلا بعد قَدَرٍ ماضٍ!.لقد أطنب عدد من الشيوخ في التحذير من السفور الظاهر - وهذا شرع-، ولكنهم خجلوا من ذكر السفور الباطن وهو الأكثر خطورة، بل ربما داهن عدد منهم حتى لم يعد لوعظهم تأثير، ولا لقولهم موقع في العقول يُحترم.والسياسي المحنَّك أضحى بعد الفذلكة والمناورة التي تتطلبها الدبلوماسية السياسية، مُسفراً وبكل جراءة عن أخلاقياته في تمرير القتل والظلم، ورفع الصوت بالويل والثبور على من لم يفهم فهمه، ويتقبل فعله.إن لغة العتاب واللوم والكشف للجميع لن تتوقف لو كان الأمر مجرد متابعة استخباراتية، ومراقبة للمنافقين والغادرين، ولكن رغم كل ذلك، لا يزال الخطاب مفتوحاً للعقلاء والحكماء أن يصطفوا للواجبات الكبرى من الجميع للجميع.فالشعوب بعمومها يقظة ويدها في يد كل من يسعى لبناء نهضتها، وكرامتها، واستقرارها، وتحقيق هويتها.كما أنها ليست عاطفية لدرجة يستغلها مغرض أو يستغفلها ناقم على وضعها الآمن، ومشروعها الحضاري النافع.آن الأوان لتتشابك أيدي الجميع، وتتراص صفوفهم، وتتوحد كلمتهم، فيكفوا عن المراهقة السياسية، ويتعاونوا لبناء شعوب وأوطان موحدة لكل أبنائها وأطيافها بكل حب ورغبة صادقة وعقيدة راسخة.لا مجال في ظل متغيرات العصر اليوم للتخوين والعنف والشيطنة والفرعنة، بل الوقت والمجال فسيحان لكل من يراهن على الحكمة والموضوعية والمشترك بين الجميع بكل إخلاص وأمانة.وبكل صراحة، فإن كثيراً من الأنظمة تتخوف في ظل المتغيرات أكثر ما تتخوف مما يسمى (مغالطة) تيار الإسلام السياسي، وعليها – الأنظمة - إن أرادت الحق والعدل، أن ترى المسالم من هذا التيار ممن تركتهم يعملون بموجب الدستور والقانون، فتتفاهم معم على أطر العمل ومساحاته في مناخ مفتوح، وتجربة التاريخ المعاصر تؤكد نجاح ذلك، في حين تُفْرِزُ المتطرف والمتآمر، وتحاسبهم بموجب القانون الصارم، والقضاء العادل.وسوى أولئك، وهم الأغلبية - في كل الأوطان - ممن يعمل للإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة، ويبشِّر بحضارة المسلمين وقيمهم، ويعمل في سلك الخير والإغاثة، فعليها – الأنظمة - أن تحسن رعايتهم، وتسرع في كسبهم ومساندتهم، فهم لبلادهم أولاً وآخراً الدرع الحصينة، والكفيل - بإذن الله- من النقم والشرور، وبخيرهم وعطائهم تُستمطر الرحمات، وتُكفى الآفات.وفي المقابل فإن على هؤلاء - العاملين للإسلام - عدم اللجج السياسي، وحسن التواصل مع الجميع، والسعي الأكبر لمزيد من الوضوح والشفافية لخدمة البلاد والعباد.وبعدها يكون "ما على المحسنين من سبيل".

953

| 10 يوليو 2014

alsharq
صبر المؤمن على أذى الخلق

في قلب الإيمان، ينشأ صبر عميق يواجه به...

1818

| 21 نوفمبر 2025

alsharq
محكمة الاستثمار والتجارة

عندما أقدم المشرع القطري على خطوة مفصلية بشأن...

1506

| 25 نوفمبر 2025

alsharq
العائلة الخليجية تختار قطر

أصبحت قطر اليوم واحدة من أفضل الوجهات الخليجية...

1482

| 25 نوفمبر 2025

alsharq
ثقة في القرار وعدالة في الميدان

شهدت الجولات العشر الأولى من الدوري أداءً تحكيميًا...

1269

| 25 نوفمبر 2025

alsharq
عندما تتحكم العاطفة في الميزان

في مدينة نوتنغهام الإنجليزية، يقبع نصب تذكاري لرجل...

1092

| 23 نوفمبر 2025

alsharq
حوكمة القيم المجتمعية

في زمن تتسارع فيه المفاهيم وتتباين فيه مصادر...

837

| 25 نوفمبر 2025

alsharq
الخيال هدية الصّحراء للعربيّ

حينما تنطلق من هذا الجسد لتحلّق في عالم...

795

| 21 نوفمبر 2025

alsharq
الصداقة العالمية.. في سماء قطر

الصداقة من خلال الرياضة.. الشعار العالمي للمجلس الدولي...

747

| 24 نوفمبر 2025

alsharq
«ثورة الياسمين حرّرت العصفور من القفص»

عَبِقٌ هُو الياسمين. لطالما داعب شذاه العذب روحها،...

546

| 21 نوفمبر 2025

alsharq
هندسة السكينة

حين ينضج الوعي؛ يخفت الجدل، لا لأنه يفقد...

510

| 23 نوفمبر 2025

alsharq
قلنا.. ويقولون

* يقولون هناك مدير لا يحب تعيين المواطن...

507

| 24 نوفمبر 2025

alsharq
الذهب المحظوظ والنفط المظلوم!

منذ فجر الحضارات الفرعونية والرومانية وبلاد ما وراء...

468

| 24 نوفمبر 2025

أخبار محلية